لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-09-14, 06:52 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ملامح تختبئ خلف الظلام

 


الجزء الخامس
آنـــــين

بعد مرور عدة أيام وأنين في شرفة غرفتها تشاهد الحديقة وهي في عالم آخر تماما

( لقد خدعني ذاك المخادع يبدوا أنه قد غادر ولن يعود .... لقد هرب من قول الحقيقة لي ألم يقل سأخبرك
في المرة القادمة .... تبا له ... سأريه )

سارت في الشرفة الطويلة يميننا لمسافة بعيدة ثم عادت ... ثم سارت باتجاه اليسار وعادت
دخلت لغرفتها وجدت زهرة على سريرها حملتها في يدها ثم رمتها على السرير وقالت :هذا فقط ما تستطيع
عليه .... مخادع

نزلت للأسفل ووجدت زياد وعمتها جالسان

زياد : آنين تعالي أجلسي أريدك في أمر

آنين وهي تتجه ناحيتهم : ماذا .... هل تريد الزواج وسنبحث لك عن عروس

زياد : هههههه .... لا عروسي جاهزة فاشلة مثلي ..... آنين دراستك موعدها أصبح يقترب أنتي لا
تتحدثي بخصوصها مطلقا

آنين : آآآآه ..... لماذا جميعكم تفكرون بدراستي كم اكره هذه الدراسة
زياد : هههههه ظننت أني الفاشل الوحيد في العائلة ألم أقل لك لقد تحصلت على عروس

نظرت له أنين بنظرة جانبية حادة وقالت : أنا لا أحب الدراسة ولكني لست فاشلة فيها ... أتفهم

زياد : وماذا قررتِ بشأنها يا متفوقة

آنين : شاكر قال أنني سأدرس في القصر و أتقدم للامتحانات فقط

زياد : وأي التخصصات ترغبين

آنين : لا أعلم .... أخبرني عن أسهل تخصص في الجامعة

زياد : هههههه .... بواب

آنين بضيق : قلت تخصص وليس وظيفة يا أبله .... تلك تركتها لك أنت

زياد : لما لا تدخلي أحد التخصصات الأدبية أنت تحبين القراءة والأدب

آنين : شهادتي علمية كيف سأدخل التخصصات الأدبية

زياد : إذا عليك أن تقرري سريعا

وقفت أنين خارجة من القصر وقالت : لا رغبة لي في شيء

اتجهت للأرجوحة مكانها المعتاد والمحبب لديها .... كانت جالسة تفكر في كلام زياد ثم نهضت منها
وبدأت تتمشى في الأنحاء بفستانها الأحمر الفاتح وحدائها الأبيض وشرائط بيضاء تزين الفستان والشعر
الحريري وكأنها أميرة من أميرات الحكايات


.... : ألم أقل لك سابقا ألا تبتعدي

رفعت آنين رأسها ونظرت للواقف أمامها وقالت بحزن : أهذا أنت ظننتك مت .... لو كنت أعلم أن ألابتعاد
سيخرجك لكنت ابتعدت من أيام .... أيها المحتال

إياد : ولما تنعتيني بالمحتال أنا لم أخدعك في شيء

آنين بغضب : بلى محتال ألم تعدني أنك ستخبرني الحقيقة لماذا كذبت علي

إياد : أنا لم أكذب عليك ولازلت عند وعدي

آنين : هيا أخبرني إذا

إياد : عند العصر أخرجي من القصر وتوجهي محاذية لجدرانه يسارا سأقابلك هناك اتفقنا

آنين بحزن : ألن تخلف وعدك

مد إياد أصابعه لوجهها أزال خصلات الشعر القصيرة عن عينها وهوا ينظر لهما

وقال بهمس : لن أخلف وعدي .... هل ستأتي

آنين وقلبها يكاد ينفجر من قوة دقاته : بالتأكيد

وضع إياد يديه في جيوبه وقال : إذا سنلتقي هناك عند الخامسة .... والآن وداعا

آنين وهي تراقبه وهوا يغادر : وداعا

أبتعد عنها حتى اختفى بين الأشجار وعادت أنين أدراجها للقصر مضى الوقت على أنين وكأنه دهور
لم تصعد لغرفتها كي لا تستسلم للنوم وكل تفكيرها أنها ستعرف شيئا عن ماضيها المظلم

عند الخامسة خرجت أنين وتوجهت حيث أخبرها وكلها خوف أن لا تجده ويكذب عليها .. سارت كثيرا
حتى شعرت بالخوف

آنين : أليس لهذا القصر نهاية لو كان ملعبا لأنهيته من مدة

.... : ولو كان قلبي لما انتهى أبدا

ألتفتت أنين خلفها و ابتسمت له وقالت : كم أتمنى أن أعرف حجم قلبك هذا الذي يحوي كل شيء

إياد : بل يتسع لفتاتي فقط

قالت آنين بخجل : كنت سأعود لقد ظننتك لن تحظر

إياد : وأنا ما كنت لأذهب حتى تأتي

ثم مد يده لها وقال : هيا تعالي

نظرت آنين لعينيه ثم ليده ثم لعينيه وضمت يدها لصدرها وقالت : أين

إياد : ألستِ تريدي معرفة الحقيقة .... هيا امسكي بيدي

آنين : هل سنذهب لبيتك

إياد وهوا يمد يده ويمسك يدها : أجل .... ولا تخافي مني يا أنين أنا أحميك حتى من نسيم الهواء

قبض على يدها بقوة وعينيه في عينيها ثم قال : أغمضي عينيك ولا تفتحيها أبدا حتى نصل وسنبدأ الآن
بالركض ... عديني ألا تفتحي عينيك

آنين : أعدك

إياد : إن فتحتها فلن أخبرك بشيء

آنين : لن أخلف وعدي

إياد : هناك شيء آخر .... عديني أن لا تجبري عقلك على تذكر أي شيء .... عديني يا آنين

آنين : أعدك بذلك أيضا

أغمضت أنين عينيها ثم شعرت به يسحبها ويركض بسرعة ... ركضا لمسافة ثم حملها بين
ذراعيه وقال : لا تفتحي عينيك .... أو أعدتك جهة باب قصر

تمسكت آنين به بقوة وقالت : لن أفتحها أقسم لك بذلك

ركض بها كثيرا ثم أنزلها وأمرها ألا تفتح عينيا وأمسك يدها وتابعا الركض ولكن هذه المرة داخل

ممرات كثيرة متفرعة ثم توقف وقال : أفتحي عينيك الآن

فتحت آنين عينيها فشهقت من الدهشة كانت في حديقة كبيرة بجدران تكاد تصل للسماء من ارتفاعها مليئة
بزهرة فراشة النور..... كل الأزهار من نفس نوع الزهرة بتنسيق مبهر ومنظر خلاب ألتفتت يميننا ويسارا
ولم تجده بجانبها

نظرت في كل الاتجاهات ..... المكان واسع والأبواب كثر

آنين ( من أين ذهب .... لست أعلم من أي باب دخلنا إلى هنا لأخرج منه .... لما تركني وحدي .... الأبواب
كلها مظلمة )

بعد ثواني قليلة بدأت أوراق الأزهار تتساقط عليها من الأعلى وكأن السماء تمطر بورق الأزهار صرخت
أنين من الدهشة والسرور ورفعت يديها والأوراق تتساقط في كفوفا وعلى رأسها وكتفيها ثم بدأت تسمع
صوت أطفال يلعبون ويضحكون ويصرخون وكأنهم يركضون في كل مكان حولها ... ثم سكتوا فجأة ... ألتفتت
أنين خلفها فوجدته يقف أمامها مد يده لها وقال : هيا تعالي

مدت آنين يدها له مستسلمة ولم تسأل عن شيء

دخل بها أحد الأبواب وبدأ الركض وهوا يمسك يدها بقوة خلال الممرات الشديدة الظلام وكأنه يسير في النور
يحفظ كل شبر و يعبر خلالها بكل يسر وسهولة .... ثم دخلا لغرفة تحوي مهدا لطفلة وألعاب وغرفة نوم
فخمة ومرتبة ركضت أنين باتجاه الخزانة فتحتها كانت مليئة بالملابس أخرجت فستانا قرمزي اللون من
الحرير حضنته أنين بقوة وغمرت وجهها فيه وهي تبكي : أمي .... أمي ... إنه لك ... إنها رائحتك الحبيبة
ثم أظلمت الغرفة فجأة حتى أنها لم تعد ترى شيء

آنين وهي تدور حول نفسها : أين أنت ... لماذا أظلمت الغرفة ... بعدها بقليل ظهرت على الجدار صورة
لجهاز عرض ضوئي وكأنها سينما تعرض فيلما وظهر عليها أرقام تعد تنازليا 1 2 3 4 5 نظرت أنين لليمين
فوجدته يقف بجانبها أمسك ذقنها بأصابعه ووجه وجهها جهة الجدار بدأ الفلم يعمل وظهرت صورة سيدة
جميلة تمسك طفلة رضيعة بين ذراعيها وتغني لها وتبتسم

آنين بصوت هامس مخنوق وباكي وهي تنظر للجدار: أمي ... إنها أمي

اقتربت ومدت يدها وكأنها تريد لمس أمها ولكنها لمست برودة الجدار قلبت يدها و نظرت إليها من
الداخل ووجدت الصورة منعكسة عليها

شعرت به يمسكها من كتفيها ويسحبها للخلف وعاد ليقف بها حيث كانا

نظرت إليه وقالت : تلك أمي ... إنها هي

لم يتكلم بشيء عاد وأمسك ذقنها من جديد ووجه وجهها جهة الجدار

تغير الفلم وظهرت صورة أطفال يركضوا ويلعبوا في الحديقة ذاتها التي كانت فيها منذ قليل

كان من بينهم فتى في قرابة سن الرابعة عشرة يحمل طفلة فوق كتفه ويركض بها

عرفتها أنين بسرعة لأنها كانت تشبهها بل إنها هي نفسها .... كانت ترتدي فستانا قصيرا أخضر اللون وشعرها
الحريري ينساب على ظهرها وكتفيها وتمسك برأسه من جهة عينيه وتصرخ وتضحك
وهوا يضحك ويصرخ قائلا : أتركي عينيا يا أنين .... أنا لا أرى شيئا .... سوف نقع

وكان أطفال آخرين يركضون في الحديقة خلف بعضهم وواحد يقف مستندا على الجدار ولا يلعب معهم
وكأن الوضع لا يعجبه ... ما شد انتباه أنين أنه كان نسخة مصورة عن الذي كان يحملها على كتفه
لم تكن تتبين ملامحهم جيدا ولكن الشبه ملحوظ حتى في هيئتهم

ثم عادت وانتبهت للذي كان يحملها ويركض بها ... ثم سمعت صوت رجل يبدوا أنه من كان يصورهم
وهوا يقول : لا تتحركي هكذا يا أنين سوف تسقطي

ثم نضرت للفتى وكان يمسكها من يديها ويدور بها وهي تضحك ثم أعادها فوق كثفه

أشارت أنين الواقفة الآن بأصبعها للفتي الذي يحملها في الفلم وقالت : إيـااااد .... إنه إياد

ثم أمسكت رأسها و انحنت للأسفل وبدأت تصرخ بقوة

أمسكها إياد وهوا يصرخ قائلا : آنين ... لا تحاولي التذكر ... لا تحاولي ..... لقد وعدتني يا أنين لا تتذكري شيئا

صرخت آنين بألم : لا أستطيع .... رأسي رأسي

ثم غابت تماما عن الوعي .... حركها إياد كثيرا هزها ولم تجدي محاولاته نفعا

حملها بين ذراعيه وهوا يقول : سحقا لك يا إياد ... لن أسامحك أبدا إن حدث لها مكروه

ثم خرج بها وأعادها ووضعها بجانب أقرب شجرة في حديقة القصر ليجدها البستاني بسرعة ...مسح على وجهها

وقال : لا تتركيني يا آنين .... لا تفعلي هذا بي مجددا

ثم تركها وأبتعد

بعد ذلك ببعض الوقت كان شاكر عائدا من الخارج أوقف سيارته ونزل منها التفت للخلف عندما سمع صراخ
رجل لا يفهم منه شيئا ... وجد البستاني الأخرس يركض باتجاهه

صرخ شاكر : ما بك .... ماذا هناك

كان البستاني يحاول أفهامة الأمر بالإشارات وهوا يقفز ويصرخ ولكن شاكر لم يفهم شيئا شده البستاني
من يده وشاكر ركض خلفه مسرعا أخده لشجرة في الحديقة كانت آنين متكئة على جدعها وغائبة عن الوعي
تماما ... هزها شاكر بقوة وهوا ينادي : آنين... آنين .... هيا استيقظي ... ما بك يا آنين

ثم وضع يده على جبينها وقال بفزع : يا إلهي حرارتها مرتفعة تكاد تحترق

حملها بين ذراعيه وركض بها باتجاه القصر دخل راكضا باتجاه السلالم وهوا يصرخ بزياد الذي وجده نازلا
: أتصل بالطبيب بسرعة يا زياد

زياد : ما بها .... ماذا حدث

شاكر : اتصل بالطبيب يا زياد ليس وقت الأسئلة

حظر الطبيب بسرعة طلب منهم الخروج و انتظروا جميعهم في الخارج حتى خرج

ياسر : ما بها أيها الطبيب هل هي بخير

الطبيب : انخفضت الحرارة نسبيا وبصعوبة وسوف تنخفض بالتدريج

شاكر : هل استيقظت

الطبيب : ليس بعد ... هل هي تعاني من أي مرض

شرح شاكر للطبيب حالة أنين وما مرت به في السابق

الطبيب : خلال الست ساعات القادمة إن لم تستيقظ فاستشيروا طبيبها المختص بحالتها

شاكر : هل ستدخل في غيبوبة مرة أخرى

الطبيب : هذا ليس اختصاصي ولكن حسب ما فهمت فالأمر راجع لاستقبال عقلها للوضع هل
حدث معها شيء ذكرها بالماضي

زياد : لا نعلم ما حدث ... لقد كانت في الحديقة لوحدها ومن عادة آنين الذهاب دائما إلى هناك ثم جاءنا
البستاني وأخبرنا أنه وجدها مغمى عليها هناك

الطبيب : إن لم تنخفض حرارتها للمعدل الاعتيادي فاتصلوا بي ... وإن لم تستيقظ بعد ست ساعات
فأنصحكم بنقلها للمستشفى

أوصل شاكر الطبيب للباب ثم جلس ثلاثتهم في الأسفل ينتظرون

والعمة بقيت عند آنين تضع لها الكمدات ولا تفارقها لحظة

بعد مرور ساعتين نزلت العمة راكضة من السلالم نظرت لهم وصرخت : لقد استفاقت .... آنين استعادت وعيها
قفز ثلاثتهم راكضين للأعلى

كانت أنين تفتح عينيها بصعوبة وتمسك رأسها وتتوجع

شاكر : آنين هل أنتي بخير .... هل تشعرين بشيء

آنين بصوت متعب : رأسي إنه يؤلمني

زياد : ماذا حدث لك يا آنين

آنين : كيف وصلت إلى هنا

شاكر : البستاني وجدك مغمى عليك في الحديقة

استلقت أنين وقالت : لقد شعرت برأسي يتألم بشدة ولم أعد أعي شيئا بعدها

العمة : هيا أتركوها ترتاح لقد اطمأننتم عليها .... هيا

ياسر : هل انخفضت حرارتها

العمة : نعم وعادت لمعدلها الطبيعي

خرجوا جميعهم وبقت آنين لوحدها ( لابد أنه هوا من حملني إلى هنا ..... رأسي السيئ هذا .... كنت سأعلم
منه عن المزيد ..... " إياد " من يكون ..... هل هوا الشاب صاحب الملابس السوداء أم شخص يعرفه
و توأمه ذاك من يكون هل هما من هذه العائلة هنا .... آه صحيح الحلم ... ذاك الحلم الذي كنت أراه .... اليدان
المتشابهتان ... لكن ماذا عن ذلك المرتفع وسقوط أحدهم .... لو أني أتذكر فقط )

ومرت الأيام على آنين تحاول ألا تسأل احد عن شيء مما رأت لكي لا يشكوا بالأمر

وفي ذات مساء كانت نائمة وشعرت بالهواء البارد يلفح وجهها جلست بسرعة ووجدته واقف عند باب
الشرفة بعدما فتحه ..... وقفت آنين وسارت باتجاهه

آنين : أين اختفيت

إياد : لم أختفي كنت بقربك دائما

آنين : أريد الذهاب إلى هناك مجددا

إياد وهوا يهز رأسه بالنفي : لا .... لن آخذك إلى هناك مرة أخرى

آنين : لن أحاول تذكر أي شيء أعدك بذلك ... أقسم أنني لن أفعل

إياد : لن أعرضك للخطر يا آنين أفهمي ذلك .... لقد وعدتني في المرة الماضية ولم تفي بوعدك

آنين : سأوقف أفكاري منذ البداية وسأترك عقلي هوا من يجلب الذكريات أعدك

إياد : سأفكر.... ولكني لا أعدك بذلك

آنين بترجي وهي تقبض يديها معا لصدرها : أرجوك أفعل هذا من أجلي أرجوك

إياد بحدة : قلت لك سأفكر يا أنين فلا تترجيني

آنين : حسننا أخبرني من هوا إياد ومن توءمه ذاك هل أنت أحدهما هل أنت إياد

إياد : لم أحضر لأجيب على أسئلتك بخصوص ما حدث

وضعت آنين يديها في وسط جسدها وقالت بضيق : ولما جئت إذا

إياد بهدوء : جئت لكي أراك

آنين : .......

إياد : لما الصمت .... قولي شيء يا أنين

آنين بنضرة حيرة : من أنت

إياد : ستتذكرين يوما وستعلمين من أنا

آنين وهي تنظر لعينيه بحيرة : متى ستأتي مجددا

إياد : عندما أشتاق إليك

آنين : ......

إياد : هل عدتي للصمت مجددا

آنين : إذا أنت لا تشتاق لي أبدا

إياد : بل في كل حين

أنزلت آنين عينيها للأسفل وقالت بهمس : من أنت .... أخبرني

إياد وهوا يبتعد عن باب الشرفة : ستعلمين يا أنين ... ستعلمين قريبا

ثم أختفي خلف الظلام أغلقت آنين باب الشرفة ثم عادت لسريرها بكت كثيرا ثم استسلمت للنوم


في صباح اليوم التالي خرجت أنين للشرفة نظرت للأسفل فكان البستاني الأخرس في الأسفل أبتسم لها
وحياها كعادته كل صباح ابتسمت آنين وردت له التحية ثم عاد لعمله

نزلت للأسفل شربت كوب قهوتها الصباحي وتوجهت لجدها تحدثت معه كثيرا ثم قبلت رأسه وغادرت

خرجت للحديقة تقدم البستاني ناحيتها وأعطاها زهرة من زهور الحديقة ابتسمت له آنين و أشارت له
ببعض الإشارات بمعنى أنت فتى رائع ... سعد الفتى كثيرا وأصبح يؤشر لها بإشارات كثيرة

آنين بيأس : آه أنا لا أفهمك حقا .... أعذرني فتلك بعض الإشارات التي علمونا إياها في المدرسة عندما
أخذونا لحضور حفل يقيمه الصم والبكم

ثم ابتسمت له وأشرت برأسها بمعنى شكرا وكانت ستغادر عندما رأت إياد ينظر إليهما من بعيد بنظرة
لم تفهمها أنين ولم تراها في عينيه من قبل .... وبعدها سار واختفى خلف الأشجار

عادت آنين من فورها للقصر قابلت عند الباب ياسر خارج من القصر يحمل حقيبة سفره

آنين : آه ياسر بربك أخبرني أين تذهب أنا أشك أنك تسافر

ياسر بابتسامة : أين أذهب إذا

آنين : آمممممم لابد أنك متزوج في السر

ياسر : هههه ولما في السر

آنين : لا أعلم قد تكون من محبي الغموض هههههه

ياسر : هههه سأعود قريبا ... أرك بخير

آنين : وداعا يا بساط الريح هههههه

دخلت آنين وهي تضحك وغادر ياسر ضاحكا أيضا

مرت عدة أيام لاحظت خلالها آنين أن البستاني غير موجود لم تعد تراه عند الصباح ولا في الحديقة

نزلت أنين للأسفل وبحثت عنه فوجدت العم صابر

آنين : أين هوا البستاني الأخرس الذي كان هنا

صابر : لقد غادر ولا أعلم كيف ولا أين

عادت آنين للقصر متضايقة وتوجهت لمكتب شاكر

طرقت الباب ودخلت وجدته يفتش في بعض الأوراق

آنين بضيق : أين البستاني الأخرس لماذا صرفته من عمله

شاكر : أنا لم أصرفه من عمله هوا من غادر فجأة ودون أن يعلم أحد

آنين : إنه فتى مسكين قد لا يجد وضيفة أخرى كنتم سألتموه ونقلتموه لعمل آخر حتى خارج القصر على
تركه يذهب هكذا لابد أن أحدهم أجبره على الذهاب ... أبحث عنه يا شاكر ووفر له أي عمل خارج القصر

شاكر : و أين سنجده

آنين وهي تغادر راكضة باتجاه الباب : أنا سأجده و أعيده

خرجت آنين تركض بجانب القصر وتنادي : إياد ..... إيااااااااااد

بعد وقت من الركض والنداء خرج لها من بين الأشجار

إياد : ماذا تفعلي هنا يا آنين .... ولما تناديني بهذا الاسم

آنين : لأنك إياد

إياد : ومن أخبرك أنني إياد

آنين : أنا أشعر بذلك .... فأخبرني من أنت إن لم تكن إياد

إياد : هل جننتي ماذا إن إبتعدتي كثيرا وضعتي من سيجدك

آنين : كنت أعلم أنك ستجدني

إياد بضيق : وماذا إن لم أجدك

آنين بضيق أكبر : أين الفتى البستاني ما الذي قلته له لكي يغادر

إياد : أخرجته من القصر

آنين بغضب : ولماذا

إياد : ما كان عليه أن يقترب منك

آنين : أعده للقصر

إياد : لن أفعل

آنين : أعده أو لن أتحدث معك أبدا وسأغضب منك أيضا

إياد : لن أسمح لأحد بالاقتراب منك

آنين : لن يقترب مني سأطلب من شاكر أن يجد له عملا آخر

إياد : إذا سأخبره أن يعود لكن إن أقترب منك فسأقتله ...... هيا عودي للقصر ولا تأتي هنا مجددا

آنين : متى ستأخذني لذلك المكان

إياد : في المرة القادمة أعدك بذلك ....هيا عودي و سأسير خلفك

عادت آنين أدراجها للقصر وهي تسير ببطء تحملها أفكارها التي لا تنتهي توجهت لمكتب شاكر
طرقت الباب ودخلت

شاكر بابتسامة : ماذا .... هل وجدته

آنين :لا تسخر مني .... نعم و سيعود في الغد وفر له وظيفة خارج القصر ... أفعل ذلك من أجلي يا شاكر

شاكر : ما كان عليه أن يترك وظيفته دون أعلامي ... ولكن سأوفر له وظيفة لأنه وجدك وأخبرنا عندما
أغمى عليك في الحديقة

آنين : المهم أن تتوفر له وظيفة

شاكر : كيف علمتي بمكانه

آنين : الذي أخرجه هوا من سيعيده ولكن لا تعده هنا

شاكر : لا أفهم شيئا ولكن كما تريدين .... ماذا عن الدراسة يا آنين لقد أقترب موعدها

آنين : حسننا سأفكر فيما أريد

وخرجت أنين من عند شاكر وتوجهت لغرفتها




لـــين



سارت لين بين الأشجار والكروم وهي منبهرة من جمال ما ترى ثم سمعت صوت خطوات تتبعها التفتت
للخلف بسرعة وكان ....

لين : سـ سـ سيدي

السيد : ماذا تفعلي هنا

لين تنظر للواقف أمامها بمعطفه المنسدل على وجهه والحارسان الضخمان خلفه في صدمة وخوف

لين : لـ لـ لقد

أتجه نحوها وأمسكها من يدها بقوة وقال محدثا الحارسان بغضب : توجها للقصر
سار الحارسان والسيد خلفهما يمسك لين من يدها ويجرها خلفه بخطوات سريعة
وصلوا للقصر صعد بها للأعلى و روز تتبعه وتصرخ : سيدي ماذا حدث إلى أين تأخذها

السيد بغضب : أخرسي يا روز ولا تتدخلي ولا تتبعيني أو عاقبتك معها

لين ( يا إلهي يبدوا أنني سأضرب أو سأجلد ) : أتركني أنا لم أرتكب أي ذنب لتضربني
ولكنه لم يجب عليها وأستمر في سحبها خلفه حتى صعد الطابق الثالث فتح غرفة خالية تماما ولا تحوي
أي قطعة أثاث أو فرش و بها حمام فقط رماها في نهاية الغرفة

وقال بغضب : أبقي هنا حتى تتأدبي وتتعلمي تنفيذ الأوامر ... ألم أخبرك أن تعملي في الحظائر ولا تتعديها
وخرج وأغلق الباب خلفه ولم يعطها أي فرصة للكلام

بكت لين كثيرا وهي مرمية على الأرض ... بكت وحدتها في هذه الحياة بكت ما تعيشه الآن بكت كل ما مر بها
في هذا القصر وبكت حتى فقدها لوالدتها ووالدها

كانت برودة الأرض تتسلل إلى عظامها ولا تجد حلا سوى التقلب يميننا ويسارا والوقوف تارة والجلوس
تارة أخرى

لين ( على الأقل هوا لم يضربني كما توقعت .... آه لو أنه ضربني لكان أفضل على الأقل كان سيسخن جسدي
وسأتحمل برودة الرخام ... هل جننتي يا لين كيف ستستحملين شدة الضرب )

كانت روز تتنقل من مكان لمكان ذهابا و إيابا لا تستطيع الصعود للين ولا سؤال السيد عنها تنتظر
أن تسمع صراخ لين وهي تتعرض للضرب

روز : لين أيتها المشاغبة .... لما تغضبي السيد دائما ... لم أره يخرج من القصر من قبل ... وطوال سنين
عملي هنا ... حتى عندما أحترق مخزن الشعير

كانت تمشي هنا وهناك وتفرك يديها عندما رأت السيد في منتصف السلالم

روز : سيدي لا تغضب منها ... أرجوك لا تضربها ... إنها ....

قاطعها السيد بغضب : لن أضربها ولكن ليس لأجلك ولا لأجلها أما هي فتستحق الضرب .... لا تصعدي
للأعلى إلا بأوامري وها قد حذرتك يا روز

روز : حاضر سيدي

ثم عاد للصعود مجددا

روز : لين لقد فعلتي ما لم يفعله أحد قبلك حتى هذا الطابق لم يكن ينزل إليه السيد .... يا رب إحفضها
وخفف غضب السيد عليها

مر باقي اليوم على لين وهي تتنقل في الغرفة الخالية إما تصلي وإما تفكر أو تبكي

في صباح اليوم التالي خرجت روز لتقابل العم رشدي

رشدي : أين هي لين هل أصابها مكروه

روز نزلت دموعها وبدأت تمسحها : السيد عاقبها بالسجن ولكن لا تخبر أحد كي لا يعاقبني ... اخبرني هل
فعلت شيئا في المزرعة أغضبه

رشدي : لابد أنه علم عن ذهابها للحقول لقد حاولنا منعها و حذرناها ولكنها لم تستمع

روز : إذا من أجل ذلك

رشدي : ولما يغضب منها لهذا الحد بسبب ذهابها هناك

روز : لا اعلم قد يكون أصابها مكروه وهوا أنقدها أو ما شابه

رشدي : حسننا عليا المغادرة طمئنيني عنها دائما

روز : حسننا

مرت تلك الليلة سيئة على لين نامت فيها على الأرض دون فراش أو غطاء تشعر بالألم في كل جسمها
وكذلك مرت التي تليها ولم يزرها فيها أحد في صباح اليوم الثالث لم يعد السيد يسمع بكائها ولا قراءتها
للقرآن ولا حتى دعائها عليه ... أمر روز أن تصعد لها لتنزلها

حملت روز معها الماء والطعام وصعدت للين وجدت الباب مفتوحا ولين مرمية على الأرض

روز: يبدوا أن السيد كان هنا

تقدمت منها بخطوات سريعة أو قضتها برش وجهها بالماء قدمت لها الطعام ثم حضنتها لين بقوة وهي تبكي

لين : أكرهه يا روز أكرهه .... لما يفعل بي كل هذا

روز : ما كان عليك مخالفة الأوامر والذهاب للحقول ... ماذا لو تأديتي

لين ببكاء شديد وهي لازالت تحتضنها : لماذا علي أن أسجن بهذا الشكل ماذا في الأمر لو ذهبت للتنزه قليلا
ما كنت سأكل أي ثمرة من الثمار كنت سأتنزه فيها فقط ألست بشر ومن حقي أن أعيش كما أريد

روز : يكفي يا لين يكفيك بكاء هيا قومي لننزل لغرفتك

أوقفتها روز وساعدتها على السير ونزلا للأسفل

أما في الطابق الثاني فثمة شخص قد عاش أحداث أخرى مختلفة منذ قليل

منسدح على السرير ويدور في رأسه كل ما حدث

قبل نصف ساعة من الآن .... لم يعد يسمع أي صوت لها منذ ساعتين انتظر بعض الوقت و لم يشعر بنفسه
إلا وهوا يقف ويصعد الطابق الثالث ويفتح باب الغرفة وقف ولم تتحدث ناداها مرارا ودون جدوى أقترب
منها وضع يده على كتفها وهزها ولم تجب وقف لكي يغادر وينادي روز ولكن شيئا ما منعه كان صوت هذيانها

لين : أرجوك يا عمي لا تضربني لا تضربني

عاد بخطواته اتجاهها وفكرة مجنونة تقوده .... وصل إليها نزل على ركبته وعندها رفع يده و أزال غطاء
الرأس في معطفه عن رأسه ونظر لوجهها في صمت طويل وكأنه يجمع صورة في رأسه عن الصوت
والضحكات التي كان يسمعهم من قبل وهذه الفتاة المرمية أمامه بجمالها الباهر وشعرها الحريري المقصوص
والمتناثر في كل جانب

ثم مد أصابعه ولمس خدها بأطرافهم ثم وقف مسرعا وغادر الغرفة وطلب من روز الصعود إليها

عاد من أفكاره ... أغمض عينيه بقوة وفتحهما وكأنه يحاول طرد صورتها من رأسه جلس على السرير
تنهد بقوة أغمض عينيه بأصابعه السبابة و الإبهام

وقال بألم : لماذا رأيتها .... لما طاوعت فضولك لرؤيتها لماذا

مرت بضعة أيام على لين عادت فيها للعمل في القصر ولم تعد تعمل في المزرعة فقد حكم عليا السيد
بالسجن في القصر

بالنسبة للين هوا أفضل من العمل مع العمال وكانت ممنوعة حتى من الخروج عند الباب لرؤية رشدي
أو عماد وكانت روز تنقل لها سلامهم وأخبارهم

في صباح أحد الأيام توجهت لين للمطبخ أعدت الإفطار للسيد واستغربت تأخر روز في النوم ذهبت
باتجاه غرفتها أنفتح الباب وهي تناديها

لين : روز أنهضي أيتها الكسول لتأخذي طعام السيد للأعلـ .....

ولكن لم تجد أحد

صعدت لين لجناح السيد ركضا وهي مذعورة طرقت الباب بقوة ففتح لها وجدته في مكتبه

دخلت وقالت بخوف : روز ... إنها ليست في غرفتها قد يكون مكروها أصابها

السيد : أعلم

لين : وأين هي إذا .... هي ليست في كل القصر

السيد : لقد غادرت

لين بصدمة : غــا ـا ـادرت .... ولكن متى

السيد : عند الصباح الباكر

لين : ولكنها لم تخبرني ولم تودعني أيضا

تم بدأ صوتها ينشج بالبكاء قائلة : كيف ترحل وتتركني .... كيف

السيد : لا علاقة لي ولا لك بالأمر هذا شيء راجع لها ... أحضري لي طعام الإفطار بسرعة

خرجت لين راكضة ونزلت للأسفل اتجهت لغرفتها واستمرت بالبكاء

لين : كيف ترحل وتتركني هنا وحيدة ... روز أخبرتني أنه لا مكان لها سوى هذا المكان كيف لم تخبرني
أو تودعني .... أقسم أنه وراء ذلك فهوا لا يريد إلا حزني و ألمي

بكت لين كثيرا ولوقت طويل ثم سمعت صوت جرس يرن في غرفتها نظرت لكل الاتجاهات
ثم تذكرت ( لابد أن ذلك البائس يريد إفطاره لن أخد له شيا فليمت جوعا أو يطعم نفسه بنفسه ما كان عليه
أن يصرف روز خادمته المطيعة .... آه يا روز مع من سأتحدث و أتسلى ..... سامحيني يا صديقتي )

بعد ساعة كانت لين تجلس على السرير وتضم ساقيها لحظنها تحتضنهم بيديها ورأسها على ركبتيها
عندها انفتح باب الغرفة رفعت رأسها وكأنها تأمل أن تكون روز قد عادت

السيد : ألم أخبرك أن تحضري الطعام

لين : لن أحضر شيئا .... لماذا طردت روز هي ليس لها مكان غير هذا القصر

السيد : أنا لم أطردها .... وأنا أعلم بظروف روز منك

لين بألم : لم تترك لي شيء ولا أي شيء ... ألا يكفيك كل ما فعلته

السيد : ستقومين بخدمتي من اليوم فصاعدا و أعتقد أنك لا تحبين سماع أخبار سيئة عن صديقتيك

ثم غادر تاركا لين تعيش مع دموعها و ألمها .... بعد ساعة نهضت لين وخرجت من غرفتها سارت

للمطبخ أعدت طعام الغداء وهي جثة تتحرك .... إنسانة ميتة تتنفس وترى ... ليس بجوارها إلا الصمت

حملت الطعام للأعلى كان يجلس في الردهة وضعت الطعام دون أي حرف وهمت بالخروج عندما وصلت
للباب انغلق في وجهها

السيد : من الغد ستتولين تنظيف جناحي وطعامي والباقي لك الحرية فيه

لين : .......

السيد : كما تعلمين الفطور عند التاسعة والغداء عند الثالثة والعشاء عند العاشرة والتنظيف عند الخامسة مساء

لين : ........

السيد : إن خرجتي من القصر فلا تلومي إلا نفسك

ثم انفتح الباب وخرجت لين ونزلت للأسفل متوجهة لغرفتها

مرت عدة أيام على لين تعد الطعام وتنظف الجناح والقصر كما اعتادت ولم تقابل السيد خلالها كانت تضع
الطعام وهوا في أحد الغرف وتنظف وهوا في غرفته لأنها لا تنظفها ... تغسل ثيابه وتغير أدوات الحلاقة
الخاصة به وفرشاة الأسنان والمعجون وأدوات الاستحمام وحتى شراشف السرير تضع النظيفة وتأخذ المتسخة
كانت لين واقفة في ردهة جناحه بعدما أكملت التنظيف

لين : و كأنني متزوجة من رجل معاق وغير موجود في ذات الوقت

ثم نظرت باتجاه غرفة مقفلة على الدوام ومظلمة : ترى ما يوجد في تلك الغرفة هذه غرفة نومه وتلك
المكتب وذاك الحمام فما هذه يا ترى

انتبهت لباب غرفته يفتح وخرج منه

السيد : هل أنهيتي التنظيف

لين : .....

السيد : لما لا تجيبي عن السؤال

لين : ......

السيد : هل أصبتي بالصمم

لين : لم يكن ضمن أوامرك أن نتسلى معا بالأحاديث

ثم خرجت من جناحه ونزلت للأسفل

عند المساء كانت تجلس بغرفتها عندما بدأت تسمع صوت الصراخ من جديد أغلقت أذنيها وبدأت
بالبكاء ( يا الهي ما الذي يجري هناك لابد وأنه يعذب أحدهم )

في الصباح حملت طعام الإفطار فوجدته في الردهة على غير عادته وكان واقفا باتجاه النافذة

السيد : أجلسي يا لين

لين : لا أريد

السيد : قلت أجلسي ... هيا أجلسي الآن

توجهت لين للكرسي وجلست

السيد : هل جربت يوما أن قاسيتي وعانيتي بسبب أحدهم

لين : قبلك أنت لا

السيد : هل تنقمين علي

لين : ......

السيد : ماذا لو تسببت أنا بموت أحدهم على يديك ..... شخص يعني لك الكثير

لين : ......

السيد : وجاءتك الفرصة للانتقام مني فماذا ستفعلي

فكرت لين لو أنها بسببه قتلت والدتها أو أحدى صديقتيها أو روز أو عامر أو ....

صرخت بألم : كنت سأجعلك تتعذب و أتعذب معك

السيد : إذا لا تلوميني على شيء

لين : ولكني لم أفعل لك شيء ... أخبرني هل أعرفك سابقا .... أنا لا أعرف حتى أسمك ولا شكلك
أرحمني أرجوك وأخبرني ما ذنبي .... من الذي تسببت أنا بموته على يديك

السيد : لا تلوميني .... فقط لا تلوميني

لين : كيف لا ألومك وأنت تسجنني هنا ... لقد رأيت في هذا القصر ما لم أره في حياتي

السيد : ولا حتى ضرب عمك لك

لين بصدمة ( كيف علم عن هذا ) : ذلك شيء وهذا شيء

السيد : ولكنه منغرس في قلبك أكثر من كل شيء

لين ( هل يتجسس حتى على قلبي ) : لأنني كنت طفلة وما يقاسيه الإنسان في الطفولة لا يضاهيه أي شيء
آخر يراه في حياته

السيد : ألا تفكري في الانتقام منه

لين : الله وحده من يحاسب البشر على ذنوبهم وأنا لا أريد أن أكون وهوا عند الله سواء

السيد : ألا تعلمي لما كان يفعل ذلك

لين : لا ولا أريد أن أعرف

السيد : لماذا

لين اكتفت بالصمت والبكاء

التفت ناحيتها وقال : لما تبكي

لين : كان يقول لي ذوقي العذاب لأنك أبنته .... دوقي دوقي ....ولم أكن أفهم شيئا

السيد بلهجة غريبة : وعندما كبرتي ماذا كان يفعل

لين : لم يعد يضربني كان يخاف من والدتي ولم أعلم لما بالرغم من أنه لم يكن يخشاها في صغري .

أقترب منها السيد ومد لها منديلا ورقيا نظرت له لين بدهشة

السيد : ألن تأخذيه ... أتكرهينني لهذا الحد

مدت لين يدها وأخذته منه وقالت بهمس : شكرا

السيد : أتكرهينني يا لين

لين : لا أعلم .... عندما أرى معاملتك لي دون ذنب وتهديدك لي بصديقاتي أكرهك وبشدة ..... ولكن عندما
أرى ما تفعله من أجل العمال ... حتى أنك لا تعاقبهم سوى بالطرد فإنني أراك رجلا نبيلا تحب فعل
الخير ..... أنا حقا لا أفهمك

السيد : كلنا نحمل لونين في قلوبنا يا لين

لين : من الذي يصرخ ليلا ... هل هوا من الجزء الذي أنا فيه من قلبك .... هل تعذب شخصا

السيد : لا ... لا أعذبه بل هوا من يعذب نفسه وهوا يستحق التعذيب

لين وهي تقف مغادرة : لا يمكن لشخص أن يحمل لونين في قلبه بل واحد منهما فقط تأكد من ذلك
فمهما حاول الإنسان الجيد أن يكون سيء مع أحدهم فلن يستطيع ... قد يخدع نفسه في البداية ولكنه
لن يستطيع ... أقسم لك.... كما أن الشخص السيئ لا يمكن أن يكون جيدا مع أحدهم إلا إن كان
خائفا منه أو مصلحته لديه ....هكذا هم البشر قسمان فقط

ثم غادرت الجناح .... جلس على الكرسي

وقال بهمس : محقة يا لين والدليل أنني لم أستطع سجنك في القسم الأسود من قلبي دائما ... لم أستطع
... أما نفسي فلن تخرج من هناك إلا ميتة

نزلت لين للأسفل وتوجهت لغرفتها وهي تفكر في كل ما قاله لها

( ماذا يعني بموت أحدهم على يديه وبسببي .... لكن لو كان بسببي ما قال لي لا تلوميني .... بسبب من إذا
هل بسبب شخص يقرب لي ولكن من .... كيف يكون هناك شخص يعذب نفسه هنا ...لابد أنه هوا
فلا يوجد غيره ... كيف يفعل ذلك بنفسه ... يسجن نفسه طوال هذه السنين حتى انه لا يجعل أحدا يراه ويصرخ
بألم من العذاب أنا لا أفهم شيئا )

في وقت الغداء وعندما صعدت لين لحمل الطعام وجدت أنه لم يأكل من فطوره شيء وقفت مستغربة
ثم حملت الطعام ونزلت به ( ترى هل يكون مريضا .... وما دخلي به .... لماذا أصبحتي تهتمي لأمره
فجأة .... أنا حقا أرأف لحاله لما يضيع عمره هكذا ..... لو كنت أنا قتلت شخصا أحبه لكنت ساجن
بالتأكيد .... ياله من مسكين ..... لين يا غبية هل نسيتي ما فعله بك .... أوووووف يكفي )

ثم توجهت للمطبخ لتنهي أعمالها

عند المساء حضرت العشاء وحملته له .... وفوجئت بالغداء كما هوا لم يأكل منه شيئا
( لما لم يخبرني لكي لا أتعب نفسي بالطهي ) ثم نظرت باتجاه غرفته ( ترى أيكون مريضا أو غادر
القصر ..... لا مستحيل فهوا يفتح لي الباب )

اقتربت لين من باب غرفته وضعت أذنها على الباب ولم تسمع شيئا طرقت الباب طرقات خفيفة فجاءها
صوته من الداخل

السيد : نعم يا لين هل من مشكلة

لين ( إذا هوا بخير كما يبدوا ... آه وكيف علمتي وصوته المخنوق ذاك لا يوحي بشيء )

قالت بهدوء : أعذرني سيدي ولكنك لم تأكل اليوم شيئا ظننت أن مكروها أصابك

السيد : لا تقلقي أنا بخير لم أرغب في الطعام فقط

لين : إن لم يعجبك أعددت غيره

السيد : لا هوا يعجبني بالتأكيد

لين : حسننا تناول العشاء إذا .... فلن أنزل حتى تعدني

السيد : حسننا أعدك أن أتناوله (كم أنتي طيبة يا لين .... ولكنني لست الشخص المناسب لتكوني طيبة معه
.... أين كنتي في الماضي .... لما لم تظهري في حياتي قبل أن أتحول لمجرم )

وفي منتصف الليل أستيقضت لين على صوت الصراخ من جديد أمسكت رأسها وبدأت
بالبكاء : لا تفعل هذا بنفسك أرجوك ... لا تفعل .... فما من شيء قد يعيد الماضي أو يغيره

في اليوم التالي صعدت لين بالفطور فوجدته قد أكل وجبة العشاء

( جيد على الأقل لم ينم جائعا ... لين يا غبية كم أنتي طيبة ويمكن الضحك عليك بسهولة )

خرج من غرفته فارتبكت لين وقالت بخجل : أنا آسفة فقد كنت أريد حمل الإطباق فتأخرت قليلا

السيد : لا بأس ..... هلا أعددتِ لي طبقا من الأرز بالسمك اليوم على الغداء

لين : بالتأكيد ... هل لديك طريقة معينة تحب أن أتبعها

السيد : لا فطرقك تعجبني

لين : حسننا .... المهم أن تأكل ليس كما في الأمس

ثم خرجت وتوجهت للمطبخ ومن ثم لتنظيف القصر كانت طوال الوقت تفكر في تعامله الطيب معها
وكلامه الذي قاله ... كانت تطرد الأفكار ثارة وتتغلب عليها أفكارها ثارة أخرى

لين : آآآآخ ... يبدوا أن الوحدة ستصيبني بالجنون أنا أخاف على لساني أن يصدأ ... ولكن لسان السيد لم
يصدأ حتى الآن فلن يصدأ لساني بالتأكيد ... ترى ما تفعله لجين و آنين الآن كم أتمنى أن تكونا بخير

مرت عدة أيام على لين في القصر كالسابق تنظف وتعد الطعام ولم ترى السيد

في ليلة من الليالي وفي وقت متأخر أستيقضت لين وتوجهت للمطبخ لشرب الماء وهي في المطبخ

سمعت صوت خطوات تمشي خارج القصر وبالقرب من باب القصر ثم أنفتح الباب شعرت لين
بالخوف الشديد وهي تسمع الخطوات تدخل القصر

لين ( ترى من يكون هل هوا لص ولكن اللص لا يملك مفتاحا .... قد يكون أحد العمال لاااااا هذه كارثة
ولكن السيد موجود وسيحميني وماذا إن قتلوه ... لا لا لا عليا أن لا أتوهم أمور لن تحدث)

سمعت الخطوات تقترب من المطبخ وما هي إلا لحظات ودخل المطبخ شاب طويل ذو قدر من الوسامة
وبعينين رماديتين اللون جميلتين وغريبتي الشكل

لين : من أنت وماذا تريد

.... : أنتي من عليه الإجابة عن هذا السؤال

لين : أخرج من هنا هيا ألا تراني بدون حجاب

خرج الشاب من المطبخ وخرجت لين وتوجهت لغرفتها لبست حجابها وخرجت

لين : ماذا تريد وكيف دخلت هنا

......: لابد أنك الخادمة

لين : أنا لست خادمة أحترم ألفاظك

عندها سمعوا صوت الصراخ يأتي من الأعلى

صرخ الشاب وهوا يركض باتجاه السلالم مسرعا : تبا لك يا " روح " هل تعذب نفسك ما الذي
تود الوصول إليه

توجه للأعلى ولين تتبعه ... وقف أمام باب جناحه وفعل شيئا للباب ففتحه على الفور ... توقف الصراخ
ودخل يركض للغرفة المغلقة طوال الوقت

وقفت لين مذهولة مما ترى كان السيد ساقطا على الأرض وساقه ترتجف بقوة ويمسك وجهه بيديه والغرفة
شبه مظلمة فلم تتمكن من رؤيته

أقترب منه الشاب وأمسكه من كتفه وهوا يهزه بقوة ويصرخ : بالكهرباء يا روح هل تصعق نفسك بالكهرباء
وضعت لين يدها على فمها وهي تشهق بقوة ودموعها تتقاطر على الأرض





لجــين


مر على لجين يومين آخرين لم ترى فيهما غافر

لجين : إلى متى سيتمر في سجني وما الذي يخطط له يا ترى ... أين جدي وخالي عن كل هذا كيف أخفاني
عنهم .... جدي لن يقف مكتوف اليدين أعرفه جيدا ولكن ما سيحل بي إلى وقتها .... حسننا لا يهم فالموت
أشرف لي من أن أترك غافر يعيش حياته وأنا أتعذب طوال الوقت سأجد طريقة للهرب فلست مستعجلة
على شيء فأنا لا أعيش إلا من أجل الانتقام منه


في الفندق

نادر : كل شيء جاهز والرحلة ستكون بعد يومين

غافر : جيد .... ماذا بشأن مهندس الكمبيوتر ذاك

نادر : لديه عائلة... فمن السهل جدا تهديده وإيقافه

غافر : إن لم نقطع الرأس فلا جدوى من الأمر فقد يكون لديها حلفاء آخرون لا تنسى حفيدة من هي
فأترك الأمر لي أعطني عنوان بريده الإلكتروني وأتصل لي بأمجد سنرى ما حدث معه

نادر : في الحال

غافر : مرحبا .... كيف الأمور لديك

أمجد : فيما ورطتني يا رجل مع من تلعب أنت

غافر : سنحل الأمر قريبا

أمجد : ستخسر كل شيء إن بقيت على هذا الحال

غافر : لا لن يستمر الوضع .... ماذا عن المعتوه " روح " هل من جديد

أمجد : لا جديد لدي عليك أن تيأس منه هذا اختياره فليعش كما يحب

غافر : أحمق ... هل علينا أن نستسلم بسرعة هكذا ... يكفي ما أضاعه من عمره

أمجد : وما الحل في نظرك

غافر : " يزيد " هوا الوحيد الذي قد يؤثر في روح لا حل غيره هوا شقيقه والأقرب إليه

أمجد : شكرا ضعها هنا ..... نعم ..... أنت تعرف ما فيه يزيد الآن فهل سينجح الأمر

غافر :لا مانع من المحاولة..... أخبرني بكل جديد حسننا

أمجد : بالتأكيد ..... وداعا

غافر : وداعا


في اليوم التالي في شقة غافر

سمعت لجين باب الشقة يفتح ( لابد وأنه قادم للنيل مني ولكني له )

دخل غافر وأتجه ناحيتها أمسكها من ذراعها وقال : رائد الساري هوا من تركته لمحاربتي إن لم يتوقف
الأمر فسنؤديه وعائلته

لجين ( سحقا كيف علم به هذا ما لم نحسب حسابه ولكني أتق برائد سيفكر في حل آخر)

غافر : تكلمي

لجين : لا تؤديه فهوا لا علاقة له بما بيننا وإيقافه لا يعني توقف كل شيء

غافر : ستتحدثين معه عبر البريد و ستطلبين منه التوقف أو سيدفع شريكك ذاك الثمن

وخرج ثم وقف عند الباب وقال : لا تكتري السهر يا جميلة فأمامك رحلة طويلة
وتركها وخرج

لجين : ماذا يعني بما يقول .... سحقا لك أيها الحشرة ... على رائد أن يوقف ما يفعل لن أكون سببا في أديته
وعائلته .... تبا ... لقد بدأت أخسر أوراقي الرابحة ولكن لا يهم فلن أيأس أبدا ..... لابد أن أجد طريقة ما فليذهب
بي للجحيم إن أراد


في صباح اليوم التالي

دخل غافر الشقة يحمل معه أكياس الطعام والعصائر وبيده جهاز لجين المحمول

كانت لجين تقف في الصالة ترتدي فستانا قصيرا لبداية الساق أزرق اللون ومموج باللون الأبيض
به إكسسوارات فضية عند الخصر والرقبة وهذه عادة لجين أنيقة حتى لو كانت لوحدها تمسك شعرها
من الأمام بمشبك كريستالي بفصوص زرقاء وتقف حافية الأرجل

وقف غافر ينظر إليها مطولا وبتمعن

لجين : إلى ما تنظر أيها المشوه

غافر : أخبرتك سابقا ... زوجتي ويحق لي رؤيتك كما أشاء

لجين : قدر

غافر : هههههه قديمة ..... وهل من العقل أن تكوني بكل هذه الأناقة وحافية من دون حداء

لجين : هذا الأمر لا يخصك

وضع غافر جهازها المحمول على الطاولة

غافر : سترسلين له رسالة مختصرة ليوقف كل شيء وسنغلق البريد بسرعة فهمتي

لجين : فهمت ... هل من أوامر أخرى

غافر : لا .... حتى الآن

قامت لجين بإرسال رسالة له فيها : أوقف كل شيء يا رائد لأن عائلتك في خطر

لأن لجين أرادت أن يتوقف بالفعل فالخطر لا يحدق بها وحدها الآن فقد أفهمته سابقا أن لا يكترث لسلامتها

لجين ( سيعرف مكاني بالتأكيد أعرف رائد جيدا )

غافر وهوا يغلق الجهاز : جيد ها أنتي رائعة ومطيعة

لجين نظرت للجانب الآخر ولم تعره اهتمام

دخل غافر لغرفتها وجلس على الطرف الآخر للسرير وظهره للباب بعد قليل لحقت به ووقفت عند الباب

لجين : أخرج من غرفتي ... هناك غيرها الكثير

غافر : شقتي وأختار ما أريد

لجين : إذا أنا من سيحمل أغراضه ويخرج

كان غافر مطأطئا برأسه للأسفل وبلا عمامة فوقف والتفت إليها فشهقت لجين عندما رأته بلا شاش على
وجهه ولا عمامة تغطي رأسه ... كان ثمة بقع حمراء كبيرة في وجهه ومنطقة العين اليسرى مشوهة
تماما حتى نصف الخد وأعلى الجبهة

غافر : بالتأكيد يسرك ما ترين

لجين ابتسمت بسخرية : لا .... لأني لست أنا من فعل بك هذا ... وثمة من سبقني إليك

غافر : وهل كنتي تريدي حرقي

لجين : أجل و لكن من الداخل أولا

غافر : لما تحقدين علي هكذا

لجين بغيض : أتعلم أنني أكرهك بشدة وكلما سألتني هذا السؤال كرهتك أكثر

توجه غافر ناحيتها ووقف أمامها وقال : كما تعلمي أعدائي كثر ذكريني فقط

لجين : ولما أذكرك ... سأسحقك على أية حال ... علمت أم لم تعلم

أمسكها غافر من خصرها وقربها إليه ودفن رأسه في شعرها وهوا يتمتم بكلمات لم تفهمها لجين
قامت بدفعه عنها بكل قوتها ولم تستطع أبعاده

غافر بهمس في أذنها : لا تقاومي يا جميلة أخبرتك أني لن أقربك

لجين وهي تحاول دفعه : وما الذي تفعله الآن يا مقزز ابتعد قلت لك أبتعد

غافر : أتذوق فقط هل ستحرمينني من هذا أيضا

لجين : أبتعد يا غافر هيا

أفلتها من يده فخرجت من الغرفة ودخلت غرفة أخرى وأغلقت الباب خلفها

بعد مرور ساعة سمعت باب الشقة يغلق ... خرجت وتوجهت لأكياس الطعام وجلست تأكل

لجين : سحقا له كاد يكتشف أمري ذلك المسخ القدر

بعد لحظات بدأت لجين تشعر بالدوار

لجين : ما كاااااان علي أأأأن أتق بك يااااغافـــ ...... وسقطت على الأرض

بعد ساعة دخل غافر جمع أغراضها في حقيبتها أنزل الحقيبة ثم حمل لجين بين يديه نظر لها
مطولا ثم قال : لم يمنعني عنك اليوم إلا شيء واحد فقط .... وإلا ما كنت سأقاوم

ثم خرج من الشقة ونزل بها للأسفل حيث سيارة إسعاف بانتظارهم



عند المساء في قصر راشد

راشد : حقا هل أنت متأكد

رائد : أجل متأكد وكل التأكيد لن يصعب هذا الأمر على شخص مثلي

أمسك راشد الهاتف وأتصل بجد لجين

راشد : مرحبا سيد ريتشارد .... لدي أخبار طيبة

الجد : أي طيب سيأتيني منك بعد الخبر السيئ الذي نقلته

راشد : علمت أين سافر بها وحتى عنوان الشقة

الجد : تأخرت كثيرا لأنه دخل إفريقيا من نصف ساعة

راشد : ماذا .... غادر

الجد نعم : فتاة دخلت أفريقيا باسم لجين عامر ولكني لم أجد أسم ذلك المجرم يبدوا أنه زور الجوازات
وقد فاتك هذا في المرة الأولى يا راشد

راشد : تبا لذاك الجبان هل علم من تكون يا ترى .....كيف فعل ذلك بأوراق لجين

الجد : هل نسيت أنه سرق كل شيء من سنوات

راشد : سأرسل رجالي إلى هناك

الجد : لا تتعب نفسك فلن أعتمد عليك بعد اليوم سأسافر لجلبها بنفسي

بعد مرور ساعات بدأت لجين تستفيق وتشعر بجسمها يهتز بقوة فتحت عينيها فوجدت نفسها في سيارة
تسير عل طريق ترابي وعر ..... ألتفتت للجهة الأخرى ووجدت غافر يجلس بجانبها ويبدوا أنه نائم وفي
الأمام كان نادر ورجل أفريقي يبدوا أنه دليلهم

نظرت للخلف كان هناك سيارتان بزجاج مظلم وبسببه وسبب الظلام لم تتبين من فيهما

ضربت لجين غافر بقبضة يدها على كتفه وقالت : أستيقظ أيها الوغد إلى أين تأخذني

غافر دون أن يتحرك ويبدوا أنه لم يكن نائما : اهدئي يا جولي لا نفع مما تفعليه الآن

لجين بغضب : إلى أين تأخذني

غافر : لرحلة في براري أفريقيا وسنصل قريبا

لجين بصدمة : أفريقيا

غافر : ألست مشتاقة لرؤية العصابة واللعب معها عن قرب .... ها أنا سأحقق لك أمنيتك

لجين : لن تنجوا بفعلتك يا غافر أقسم بذلك

غافر : نامي هيا أمامك رحلة طويلة

صمتت لجين وبدأت تفكر محاولة إيجاد مخرج لها

لجين : أريد الحمام

غافر : خطة فاشلة

لجين : وماذا إن لم تكن خطة

غافر : سنصل أحدى القرى بعد قليل وستنزلين لحمام المحطة

لجين : أريد النزول الآن

غافر : لا أنصحك بما تفكري فيه الآن فلن تجدي مكانا آمننا إن هربتِ ... أنا أعرف المكان جيدا

لجين : وهل تراني أجد الأمان معك وأنت تفكر في تسليمي للعصابة

غافر : ستلعبين معهم قليلا فقط كما أردت فلما تتعبي نفسك باقتناء ذلك الملف عيشي الحدث بالصوت والصورة

لجين : هل تسلم زوجتك للعصابات .... ولكن لا أستغرب ذلك منك

غافر : هل تعترفي الآن أنك زوجتي

لجين : أخرس وتابع نومك

غافر : هههههه .... لم أكن أعلم أن هذا الأمر سيجعلك ترحميني من ثرثرتك لكنت قلتها
من البداية ..... والآن تصبحي على خير يا زوجتي العزيزة

لجين : مقزز

بعد ساعتين وصلوا لأحدى القرى

غافر : هيا أنزلي ألستِ تريدي النزول للحمام

لجين : لا أريد

غافر : انزلي يا جولي فلن نمر بأخرى قبل الصباح

نزلت لجين برفقة غافر دخلت الحمام جالت بنظرها فيه كان ضيقا جدا ولا يحوي فتحة في الأعلى
والنافدة محمية تماما

لجين : سحقا .... هذا سجن وليس حماما

خرجت وتوجهت للسيارة .... ركبتها وأغلقت الباب بكل قوتها

لجين : أريد طعاما أنا جائعة

نادر : ثمة مطعم صغير هنا هل نشتري الطعام يا سيدي

غافر: إن كنت أنت جائع فأحظر لك ولها وإن لم تكن لديك رغبة في الطعام فلنغادر

نادر : بلى أريد طعاما فلم نأكل من ساعات

لجين : أنا لم أعد أريد

بعد أن سارت السيارة لساعات كثيرة .... ضربت لجين غافر المتكأ على زجاج السيارة بقبضة يدها دون كلام

غافر : ماذا هناك

لجين : ما كل هذا الطريق الطويل هل ستتجول في كل أفريقيا

غافر : لا شأن لك

لجين ( أريد أن أصلي الفجر لقد شارفت الشمس على الشروق يكفي ما فأتني من صلوات لقد أستيقضت
بعد وقت صلاة العشاء ولم أصلي اليوم سوى الفجر والصبح ما هذه الورطة )

لجين : متى سنصل

غافر : قريبا

صمتت لجين وبدأت تتأمل الضوء يتسلل إلى السماء

بعد ساعة وصلوا لقرية تبدوا كبيرة بعض الشيء ويبدوا أنها أحدى المدن نزلوا إلى فندق أخد غافر
للجين وهوا غرفة مشتركة

لجين بحدة : ما الذي تفعله .... لن أنام معك بنفس الغرفة هل تفهم

غافر بغضب: أصمتي ولا تتكلمي معي بهذه الطريقة أمام الناس ... مفهوم

لجين بسخرية : حقا ..... من حسن حظك أنني لا أعرف لغتهم وإلا كنت حدثك بها

أمسكها غافر من يدها وتوجه بها للغرفة بعد أن حمل الحراس حقائبهم سارت لجين بهدوء لأنها
لاحظت نظرات الجميع عليهم

لجين ( كله بسبب الشاش الذي يضعه لقد أصبحنا فرجة للجميع وهذه الثياب التي أرتدي لم يعطني
الأحمق فرصة لأرتدي غيرها )

دخل بها لغرفة بسريرين منفصلين

غافر وهوا يأخذ ثيابا له من حقيبته : لن نمكث هنا طويلا سنغادر في الغد أو بعد الغد

لجين : أخرج من الغرفة أريد تبديل ملابسي والاستحمام

غافر : وما بها ملابسك إنها تعجبني

لجين : ولكنها لا تعجبني أنا .... ألم ترى نظرات الرجال لي وحراسك من ضمنهم

وقف غافر بغضب : هل ضايقك أحد الحراس

لجين : وهل سأنتظر حتى يفعلوا ذلك .... نظراتهم تكفي

غافر وهوا يغادر الغرفة غاضبا : سحقا لهم جميعا

قفزت لجين للحمام توضأت وخرجت للصلاة في أسرع وقت لأنها ستصلي قصرا ثم أخذت ثيابا من
حقيبتها ودخلت الحمام حاولت فتح النافذة ولكنها لم تستطع

لجين : حمقى .... ياله من فندق بالي متهتك .... حتى النوافذ لا تصلح

غافر صرخ عليها من الخارج : إن تأخرتي أكثر فسأكسر الباب

خرجت لجين كانت ترتدي بنطلون من الجينز الأبيض وقميص مغلق من الأمام وليس به أزرار

أسود اللون بزخارف بيضاء عند الرقبة ويصل طوله لنصف الفخذ

وتمسك شعرها كله للأعلى وينزل على طهرها

غافر : إن ضايقك أحدهم فأخبريني

لجين بسخرية : لم أتوقع أن يهمك أمري لهذا الحد

غافر : أنتي زوجتي وعليهم أن يحترموني

لجين : أجل هذا كل ما يهمك في الأمر .... سترمي بي حتى للعصابة فكيف سأستغرب ذلك منك

غافر : لأنك على شاكلتهم

لجين : هههههه أنظروا من يتحدث

أمسكها غافر من شعرها بقوة وقال : لقد سكت عن حماقاتك كثيرا فأمسكي لسانك وأشتري سلامتك مني

لجين بثقة وقوة وهوا لازال يمسك شعرها ووجهها في وجهه : لا يهمني ..... لن تفعل أكثر مما ستفعله الآن
وأخبرتك مرارا أمري لا يهمني

رماها غافر بعيدا عنه ( أي تقه وقوة هذه ما الذي يجعلها تحقد عليا حد الموت )

غادر غافر الغرفة وأغلقها خلفه حاولت لجين مرارا فتح نافذة الحمام ولكن دون جدوى

خرجت وتناولت الطعام في الغرفة ولم ترى غافر حتى المساء


نادر : سيدي لقد حددوا الموعد .... هل أنت واتق من نجاح الأمر

غافر : نعم فكل شيء يسير على ما يرام

نادر : علينا أن لا نتق بهم

غافر : أجل ومن يتق برجال العصابات

نادر : متى سنغادر

غافر : بعد الغد


عند المساء فتح غافر باب الغرفة فوجد لجين نائمة على أحد السريرين بعدما قامت بسحبه لآخر الغرفة
ضحك غافر وهز برأسه ثم توجه للحمام استحم وغير ثيابه ونام ..... نام كليهما نوما عميقا من شدة التعب

استيقظت لجين و ارتدت ثيابها التي كانت ترتدي بالأمس لأنها كانت تتأمل الهرب في أي لحظة وهذه
الثياب ستساعدها في الركض

استيقظ غافر واستحم وغير ثيابه

غافر : سنخرج لنتناول الغداء في أحد المطاعم

لجين : لا أريد

غافر : ليس الأمر بـــــ

ولم يكمل غافر جملته حتى سمعوا صوت انفجار هائل في الخارج والأبواب تتهتز والصراخ في كل مكان
سقطا على الأرض من قوة الضربة ثم نهض غافر مسرعا فتح الباب فوجد أحد الحراس أمامه

الحارس : سيدي لنخرج بسرعة

غافر : ماذا هناك

الحارس : هجوم انتحاري وعصابات السرقة ستملأ المكان حالا والنار في كل مكان

سحب غافر لجين من يدها وسمعوا انفجارا آخر والسنة اللهب تكتر في الفندق

الحارس : يوجد باب من هناك هيا

خرج غافر ولجين ركضا من باب الفندق الخلفي وقد تفرقا عن الحراس

لجين : ثيابنا وأغراضنا وحتى الملف بالداخل

غافر : إلى الجحيم جميعها هل تريدينا أن نموت بالداخل من أجل ثياب

سمعوا أصوات الرصاص يتقاذف في كل مكان

سحب غافر لجين من يدها وعبر الأشجار الكثيفة ركضا على الأقدام

غافر : علينا أن نبتعد قليلا حتى يهدأ الأمر ستصل الشرطة قريبا بالتأكيد .... عندها سنعود إلى هناك

لجين : المصائب تتقاذف علي منذ أن دخلت حياتي لتحولها إلى جحيم

غافر وهوا يسحبها مبتعدا : أنا من يفترض به قول ذلك فمنذ رأيتك لم أرى خيرا قط

لجين : الوغد يبقى وغدا حتى وهوا يهرب من الموت

غافر : أي نوع من النساء أنتي حتى البكاء لم تبكي حتى الآن

لجين بغيض : لم تترك لي دموعا لأبكيها يا غافر

توقف غافر فجأة ونظر إليها وقال : ما الذي فعلته لك حتى كرهتني لهذا الحد كيف كنت سأصل لحفيدة رئيس
مخابرات أحدى كبرى الدول .... أي ذنب من ذنوبي أنتي .... ماذا تريدي يا جولي

لجين بضحكة عالية : ذنب .... هل تسمي جرائمك التي تفخر بفعلها دائما ذنب .... مثلك لا يعرف الذنوب

غافر بحدة : كلها جرائم .... إلا أنتي..... ذنب لحقني بنحسه إلى هنا

لجين : ولعلمك فهوا ذنب لن تجد له الغفران يا غافر

سمعا صوت خطوات وأصوات لرجال غير مفهومة اللهجة

غافر بهمس : أشششششششششش أخرسي وابتلعي لسانك يا سليطة اللسان لقد علم أحدهم بوجودنا

لجين بذات الهمس : أنت السبب .... هل كان علينا أن نبتعد عن المكان الذي ستأتيه الشرطة

خرج من خلف الأغصان الكثيفة خمسة رجال أفارقة مسلحين تكلموا بلغة لم يفهمها كليهما
حاول غافر التحدث معهم ببعض الكلمات الأفريقية و الإنجليزية ولكن لم يفهموا شيئا
أمر أحدهم أثنين منهم فتقدموا وأمسكوا بهم و أخذوهم معهم تحت تهديد السلاح

لجين : أرئيت ما صرنا فيه بسببك يا غافر ..... هيه يدي يا أحمق إنك تؤلمني

غافر : بل بسبب صراخك الأرعن فتحملي النتائج

وصلوا بهم لكوخ صغير من الخشب توجهوا بهم ناحيته ودخلوه

فتشوا جيوب غافر وثيابه وأخرجوا نقودا من محفظته وجوازات السفر

أقترب أحدهم من لجين ليفتشها فصرخت به قائلة : أبتعد عني

سحبها غافر ناحيته رفع قميصها قليلا وأخرج جيوب بنطالها ليريهم أنها فارغة

أعطى الرجل لسيدهم الذي يتلقون الأوامر منه محفظة غافر وجوازات سفرهم فتح جواز سفر غافر
وأقترب منه ... أزال جزء من الشاش للأسفل ناحية العين بدت على وجه الرجل الصدمة ثم التقزز
فتح جواز لجين ونظر إليها مطولا

غافر ( من الجيد أن جوازها ليس باسم جولي لكانوا سيقايضون بها وينكشف الأمر أما لجين فلا أحد لها
وهاتفي بقى في الفندق أي أنهم لن يجنوا من اختطافنا شيء وهم لا يفهمون حتى الإنجليزية )

تحدثوا مطولا بين بعضهم البعض ثم خرجوا للخارج وأغلقوا الباب على غافر ولجين

لجين : ماذا سيحصل لنا

غافر : لا أعلم ... لابد وأنهم يفكرون في تركنا كرهائن

لجين : هل سيطلبون الفدية

غافر : هذا ما يفكرون فيه ولكنه لن ينجح

لجين : ولما لن ينجح ولديهم جواز سفري

غافر : الجوازات مزورة

لجين : لهذا كنت تهرب بي من مكان لمكان مطمئن البال أيها الفاشل المزور

غافر بغضب : لو كان جوازك معنا الآن لصرنا في مشكلة

لجين : السنا فيها الآن ... ثم أنه لو كان جوازي معي لخلصني جدي منهم لأنهم سيطالبونه بالفدية ولبقيت
أنت هنا لديهم كتذكار

غافر : هههههه ولكننا في النحس معا دائما ألم تلاحظي ذلك

لجين : لأنك منحوس وأنا تزوجتك بنحسك لتنحسني

ثم توجهت لجين لفتحة بين خشب جدار الكوخ لتنظر منه للخارج

لجين : ثلاثة منهم يغادرون يعني أنهم تركوا أثنين للحراسة

غافر : فيما قد يفكرون

ثم بدأ بتفتيش الزوايا و أخشاب الجدران يتفقد ويتلمس كل شيء

غافر : تعالى و أنظري

لجين : ماذا هناك

غافر : ثمة قطعة خشب غير ثابتة هنا

تقدمت لجين و اقتربت منه قائلة : أجل ... ولكن ما الفائدة من هذا

غافر : سنزيلها لنخرج

لجين : لا يمكننا تحريكها سنحتاج لفكها من الأخرى

غافر : أتركي الأمر لي أشغلي أنتي الحراس

توجهت لجين للباب وبدأت بطرقه بقوة والصراخ التفتت لغافر وغمزت له وقالت : أبدأ العمل

أبتسم لها غافر وبدأ في فك الخشبتين عن بعض ولجين تصرخ وتركل الباب بيديها وقدميها والحارسان
في الخارج يصرخان عليها

غافر : رائع لقد نجحت

لجين : هل انتهيت

غافر : أجل و سنثبته مكانه حتى نستطيع الخروج

لجين : وماذا إن نقلونا من هنا

غافر : إذا لنخرج الآن أتمنى أن لا ينتبهوا لأصوات خروجنا

خرجت لجين من الفتحة بسهولة وخرج غافر بصعوبة بالغة بسبب الفارق في الحجم

لجين : كدت أن تعلق هنا .... هذا كله بسبب أكلك لأموال الناس حتى تضخم جسمك

غافر بغضب : أخرسي يا فتاة العصابات وإلا حطمت رأسك

لجين : هيا هيا .... لم يمسكونا ونحن نهرب يمسكونا ونحن نتشاجر ... وركضا باتجاه الأشجار


 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 12-09-14, 09:52 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277748
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: هيفا هفوش عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هيفا هفوش غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ملامح تختبئ خلف الظلام

 

بارت رااااائع وروايه راائعه اهنننئك من قلببي ويا رين ما تطولي علينا بالبارتات

 
 

 

عرض البوم صور هيفا هفوش   رد مع اقتباس
قديم 15-09-14, 08:00 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ملامح تختبئ خلف الظلام

 

شكرا لمرورك الكريم هيفا


اسعدني تواجدك

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 15-09-14, 08:02 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ملامح تختبئ خلف الظلام

 

~~~***~~~

الجزء السادس

آنـــــين

في غرفة الجد

آنين : جدي حاول أولا هز رأسك لي بالإيجاب أو النفي قبل أن تجيب بقبض يدك حسننا حاول فقط
في المرة القادمة

قبض الجد على يدها بمعنى حسننا

آنين : هل تحبني يا جدي

حاول الجد تحريك رأسه فتحرك حركة بطيئة بسيطة جدا

آنين : رائع جدي كنت واتقه أنك ستفعلها هههههه خشيت أن تجيب بلا

جدي لدي أخبار سارة لك .... لقد قال الطبيب أنه بإمكاننا أخراجك من الغرفة في كرسي متحرك إذا
ما تحسنت حالتك قليلا بعد ... لتجلس عليه دون أن يتعبك لذلك عليك أن تتحسن سريعا

أبتسم الجد ابتسامة رضا وقبض على يدها بقوة

قبلت أنين رأس جدها وخرجت

زياد : آنين أين أمي

آنين : لم أرها .... هل من خطب ما

زياد : لا ..... لاشيء

آنين ( يبدوا أن هناك أمرا يخفيه )

كان زياد والعمة يتحدثان في غرفة الجلوس دخلت آنين فسكت كليهما

آنين : ماذا هناك

العمة : لا شيء نفكر في مفاجئة لك

آنين : مفاجأة .... وما هي

العمة : كيف ستكون مفاجئة إن علمتي بها

سمعوا صوت عدة أطلاقات نارية في الخارج

آنين وهي تخرج راكضة ( إياد .... سيقتلونه ) ثم قالت بهمس : سحقا لكم جميعا ... يا لكم من خدم مطيعين

تخطاها زياد مسرعا لكي لا تمسك به

وقفت أنين في الخارج كعادتها تنتظر وطال بها الانتظار

ثم قررت الدخول كي لا يشك زياد بأمرها ولم تسأل طوال اليوم عما حدث وهي تكاد تحترق من الدخل لكي تعلم

آنين وهي جالسة مع عمتها وزياد وشاكر ( ترى هل قتلوه أم أمسكوا به ... لو أنهم فقط يتحدثوا عن
الأمر ويريحوني .... لابد أنهم أمسكوا به )

زياد : هيه آنين يبدوا أنك لستي معنا

آنين : من أطلق النار اليوم لا تخيفوني أريد أن أذهب للأرجوحة دائما

زياد : لا شيء أطمائني

آنين ( كنت أعلم أنكم لن تخبروني بشيء )

وقفت آنين وصعدت لغرفتها

العمة : حال آنين لا يعجبني لقد أصبحت تسرح كثيرا بدهنها وتسأل عن كل شيء بطرق غير مباشرة كما
أني رأيتها تمسك رأسها ألما عدة مرات

شاكر : سأتحدث مع طبيبها ونرى الأمر

زياد : يبدوا أن عقل أنين يعيد ذكرياتها ..... منذ يومين سألتني عن الجرح القديم في يدي فأخبرتها أنني
سقطت من الدراجة عندما كنت طفلا فقالت فجأة عندما دفعك شاكر بالخطأ ثم سكتت وأمسكت رأسها قليلا
سألتها ما بها فقالت أنها أصبحت بخير ثم غادرت

العمة : يبدوا أنها أصبحت تتذكر بعض الأمور ثم تجبر عقلها على تذكر الباقي لذلك يؤلمها
بالأمس سألتني عن زوجي رحمه الله وقالت لي هل مات غريقا .... نحن لم نخبرها سابقا ولم أسألها كيف
علمت لكي لا تحاول التذكر

زياد : يبدوا أنها منذ ذلك الحادث في الحديقة عندما أغمى عليها وهي تتذكر

شاكرا : إذا لا يسألها أحد عن أي شيء تتذكره أمامه وليتصرف الجميع بشكل طبيعي حتى نرى ما يقوله الطبيب

العمة : خالة آنين ستأتي لزيارتنا قريبا هي وعائلتها قالت أن أمرا مهما ستخبرنا به

شاكر: هل علمت آنين بالأمر

العمة : لا .... لقد تركناها لها مفاجأة

زياد : هل ستأخذها معها

العمة : لا أعلم يبدوا أن ألأمر يخصها فقد سألتني إن كانت التحقت بالدراسة ولمحت للدراسة هناك ... قد تقنعها

زياد : نحن أهلها ونحن من يقرر

شاكر : من المبكر قول ذلك فلنعلم ما يريدون أولا

مرت عدة أيام لم ترى فيها آنين إياد خرجت للخارج عدة مرات تبحث عنه ولم تجده

آنين ( يبدوا أن مكروها أصابه .... لابد أنهم أمسكوا به أو قتلوه ..... لا .. لا ليسوا من هذا النوع أبدا لا يمكن أن
يقتلوا شخصا أبدا) ثم قررت آنين أن تكتب له رسالة وتتركها في الخارج

آنين : لا حل أمامي سأتركها له في لحاء الشجرة وإن كان بخير فسيجدها

نزلت آنين للحديقة بعدما كتبت الرسالة وطوتها وخبأتها في ثيابها وضعتها في شق شجرة وغادرت مسرعة

أمسكت يد بقفاز أسود بالورقة فور مغادرة آنين فتحها فكان مكتوب فيها

إياد

أخبرني إن كنت بخير أرجوك

أنا منشغلة كثيرا بأمرك منذ سمعت أطلاق النار

أخبرني أنك بخير فقط .. لا تأتي ولا تخبرني بشيء عن الماضي

فقط أخبرني إن كنت بخير

طمئني عنك يا أمير الظلام


طوى إياد الورقة وغادر المكان ركضا وهوا يقول بلهفة : تذكرينني يا آنين ... لا زلتي تذكرين أمير الظلام
لازلت تذكرينني ... و اختفى خلف الأشجار

في صباح اليوم التالي خرجت آنين مسرعة للشجرة دارت حولها لم تجد الورقة بل وجدت زهرة فراشة النور
في المكان الذي تركت فيه الورقة أمسكتها بسرور واحتضنتها

أنين ( حمدا لله إذا هوا بخير لم يصبه مكروه )

...... : هل قلقتي بشأني

التفتت أنين بسرعة للخلف وركضت باتجاهه

آنين : أين كنت ..... لقد شغلتني عليك ظننت أنهم أمسكوا بك أو قتلوك

إياد : لن يستطيعوا أمساكي لا تخافي

آنين : ولكنهم يملكون الأسلحة ويبحثوا عنك

إياد : لا يهم ذلك

آنين : ألم تقل أنك تأتي لأجلي

إياد : نعم

آنين : لا أريد أن يصيبك مكروه بسببي

إياد : هل تخافي علي يا آنين

آنين ودموعها تملأ عينيها : بالطبع أيها الأحمق ماذا لو قتلوك

إياد : لا تبكي يا أنين لا تجعليني أتهور

مسحت آنين دموعها وقالت : حسننا لن أبكي ولكن عدني أن تعتني بنفسك

إياد : لماذا دعوتني بأمير الظلام من أخبرك عنه

آنين : لا أعلم وحدي تذكرته ..... متى ستأخذني هناك

إياد : اليوم في نفس الموعد السابق .... هل أنتي راضية

آنين بسرور : بالطبع راضية سأكون هناك عند الخامسة

وغادرت مسرعة وإياد يراقبها حتى اختفت

عند الخامسة خرجت آنين لحيت قابلته في المرة السابقة وما إن وصلت حتى وجدته يقف هناك

إياد : هل نذهب

آنين : نعم

إياد : عديني أولا أن تتوقفي عن إجبار عقلك على التذكر

آنين باندفاع : أعدك وأقسم لك لن يحدث ما حدث في المرة السابقة

إياد : إن حدث وتألمتي كالسابق فلن أحكي لك شيئا عن الماضي

آنين : إن تكرر الأمر فلا تتحدث معي أبدا

إياد وهوا يمسك يدها ويسير للأمام : هل تعتقدي أنني أستطيع أن أفعل ذلك .... هيا أغمضي عينيك
وسنبدأ هوايتك المجنونة وهي الركض .... أخبريني أين تريدي الذهاب

آنين : للحديقة أولا

إياد : هيا إذا

وصلا للحديقة ركضت فيها آنين في اتجاهات مختلفة وكأنها تبحث عن شيء

إياد بصوت مرتفع : آنين ما بك ... عن ماذا تبحثي

آنين بهمس : لا ليس هنا .... شيء ما ولكن ليس هنا

ثم ركضت باتجاه جهة موضوع فيها صندوق خشبي كبير

إياد لحق بها وقال : آنين ماذا تفعلي

آنين : أريد إزاحة هذا الصندوق إنه ثقيل

إياد : ولماذا تريدي إزاحته

آنين وهي تحاول رفع الصندوق : لا أعلم شيء ما يوجد تحته هيا ساعدني

سحب إياد الصندوق ولم يكن موجودا تحته شيء إلا التراب

إياد : لا شيء

آنين وهي تهز رأسها نفيا : مستحيل شيء ما هنا

ثم ألتفتت يمينا ويسارا رأت معولا فأخذته وبدأت تحفر في المكان

إياد : ناوليني إياه أنا سأحفر

حفر إياد قليلا ثم ضرب طرف المعول في شيء

صرخت آنين : ها هوا يوجد شيء هنا

جلسا على الأرض وحفرا بأيديهم وأخرجا صندوقا خشبيا صغيرا فتحته آنين وأخرجت منه دمية صغيرة
ترتدي فستانا أحمر اللون ودراجة نارية صغيرة يركبها دراج بلباس أحمر وقبعة حمراء

آنين : من وضعها هنا ...... ثم بدأ عقلها يجلب الأفكار

في الماضي

طفلة في الخامسة ترتدي فستانا زهري اللون وتمسك شعرها بشرائط زهرية اللون وتركض باتجاه
فتى في السادسة عشرة يفتح ذراعيه لها

آنين : إياد تعالى معي هناك سنفعل أمرا

إياد : ماذا هناك يا آنين

آنين : سنخفي أشياء تخصنا لنجدها في المستقبل

إياد : حسننا وماذا سنخفي

آنين : شيء تحبه كثيرا لنخفيه في صندوق تحت الأرض

إياد : أنت هههههه

آنين وهي تمد شفتيها للأمام مستاءة : هل تريد دفني تحت التراب

حضنها إياد وقال : بل أنتي أكثر شيء أحبه .... هيا تعالي سنحضر أشياء لندفنها

أخرج إياد لعبته المفضلة وهي الدراجة النارية التي أشترتها له آنين في عيد ميلاده وأخرجت آنين دمية
أشتراها لها إياد عندما غضبت منه لأنه نام خارج المنزل وتركها وحدها.... وضعاها في الصندوق ودفناها
من أجل المستقبل

الحاضر

حضنت آنين الدمى إلى صدرها بقوة وبكت وقالت بصوت متألم : آنين الماضي .... ماضيا .... آجل هذا
هوا ماضيا الذي بحثت عنه لسنوات الذي كنت أشعر أنني من غيره جوفاء وبلا حاضر

بكت كثيرا وهي تحتضنهم بكت بألم ومرارة

إياد وهوا يضع يديه على كتفيها : لا تبكي يا أنين لا تبكي يا حبيبتي

آنين : لماذا تركتني وحدي لماذا

إياد : لا تلوميني يا آنين أنا مثلك سرقوا مني ماضيا .... كدت أجن ولا أعلم إلى أين أخذوك

وقفت آنين وهي تحتضن اللعبتين بيد وتمسح دموعها باليد الأخرى وقالت : هيا

إياد : إلى أين

آنين : للداخل

دخلا لداخل الممرات المظلمة

آنين : لما هي مظلمة هكذا

إياد : لأنهم أرادوا دفنها مع ما دفنوه

آنين : لماذا

إياد : عليك أن تكوني جاهزة أولا لمعرفة كل شيء يا أنين أنتي وعدتني و أنا أؤذي نفسي ولا أؤذيك
لذلك لا أستطيع إطلاعك على كل شيء

دخلا غرفة بها مكتبة صغيرة وكرسي وطاولة وسرير وكتب متناثرة فوق الطاولة كما هي لم تلمس منذ زمن بعيد

اقتربت آنين من الطاولة وقالت : هذه الغرفة ..... وعادت للماضي

طرقات خفيفة ومتقطعة على باب الغرفة

إياد : أدخلي يا آنين

تفتح الباب طفلة في عمر السبع سنوات تحمل بيدها كتابا وعيناها حمراء من كثرة البكاء

إياد : ماذا بك يا آنين

آنين فتحت كتابها وأرته صفحة مليئة بالخطوط والألوان : أنظر ماذا فعل زياد بكتابي

إياد : سأريه .... لقد حذرته كثيرا أن لا يزعجك

خرج إياد غاضبا يبحث عن زياد

دخل غرفة فوجد فيها زياد طفل في التاسعة يقف فوق الطاولة هربا منه ودخلت خلفه آنين

إياد بغضب : ما الذي فعلته يا زياد ألم أحذرك

زياد : لم أضربها أقسم لك إنها كاذبة لم ألمسها أبدا

إياد : أنا لا أتحدث عن الضرب .... لو أنك ضربتها ما كنت واقفا الآن أتحدث معك لكنت دققت عنقك منذ
دخلت ..... أنا أتحدث عن الذي فعلته بكتابها

زياد : هي بدأت أولا وخربشت لي الصورة التي رسمتها

إياد بغضب : رسمه وليست كتابا .... ثم إنها فتاة وصغيرة ليس عليك مجاراتها في كل شيء..... هيا تعالي
يا أنين سنزيل كل هذه الخطوط أما أنت فعقابك فيما بعد وتعرف ما أعني جيدا

خرج إياد ومدت آنين لسانها لزياد وخرجت تركض خلف إياد

إياد : آنين ما كان عليك أن تفعلي هذا بورقته لقد أخطاتي

آنين : هوا من قال أنني قبيحة ولا يريد رسمي ... هل أنا قبيحة يا إياد

إياد أمسكها من كتفيها وهوا جالس على ركبتيه عند مستواها ثم احتضنها وقال : بل أجمل فتاة في الوجود


الحاضر

ضحكت آنين من بين دموعها وقالت : عرفت الآن من السبب وراء تدليلي

ثم توجهت للخزانة وهي لا تزال تحتضن اللعبتين فتحت بابها وكانت كلها ملابس رجالية لأعمار مختلفة
أخرجت قميصا أبيض اللون وقالت : في يوم العيد سكبت كوب العصير على هذا القميص الجديد وإياد
مرتديه ... فلبس القديم ولم يوبخني

ثم أعادته و أخرجت قميص كرة قدم عليه صورة للاعب مشهور وممزق من المنتصف عند الصورة

ابتسمت بحزن وقالت : هذا كان قميص إياد المفضل لقد قصصته لكي أصنع به ثيابا لدميتي فغضب
مني ولم يكلمني يوما كاملا وبكيت طوال اليوم ولم آكل ... وفي اليوم التالي أشترى لي هدية ليرضيني

أمسكت أنين برأسها فأمسكها إياد من كتفها وقال : آنين

آنين وهي تبعد يدها عن رأسها : لا تقلق أنا بخير لن أجبر عقلي على التذكر

ثم جلست على السرير ونظرت إليه وقالت : كم من السنوات عشت هنا

إياد : عشر سنين

آنين : ومتى توفي والدي ... هل صحيح عندما كنت في الرابعة

إياد : نعم

آنين : هل كنت أعيش هنا مع والداي

إياد : نعم

آنين : ما السبب الذي جعلني أمرض

إياد : هذا ما يجب على عقلك أن يجلبه لوحده لأنه أخطر أمر قد تتذكريه

آنين : هل لما حدث علاقة بمرض جدي

إياد : نعم ... فما حدث غير الكثير من الأشياء ... والحق الضرر بالكثيرين أنا و أنتي والجد

آنين : متى سأعرف ما حدث

إياد : لا أعلم

آنين : وماذا عنك ... ما الذي حدث لك بعد ذلك

إياد : لا تسألي عني .... لن أستطيع قول شيء

وقفت آنين ومدت يدها له وقالت : خذني لغرفة والداي

أمسكها من يدها وعبر بها الممرات حتى وصلا للغرفة ودخلاها

تجولت آنين في كل مكان تلمس كل شيء بيدها السرير الكنب الكراسي الوسائد وحتى الستائر

فتحت الخزانة وبدأت تحتضن ثيابهم وتبكي : لماذا تركتماني وحيدة ... لماذا حرمت من كل ماضيا

أمسكها إياد من كتفها وقال : هيا يا آنين لنخرج

آنين : أريد أن آخذهم معي

إياد : لا يمكن ذلك الآن ... ولكنك ستأخذينهم يوما ... كوني أكيدة يا آنين

خرجا معا ووصلا للمكان الذي اجتمعا فيه

إياد : هل ستأخذين الدمى معك

آنين وهي تحتضن اللعبتين : نعم ولن أغادر من دونهما ولن أسمح لك بمنعي

إياد بصوت ضاحك : حسننا .... ولكن لما لا تتركي لي دراجتي وتأخذي دميتك

آنين بابتسامة وعيناها تمتلئ بالدموع : إذا كما توقعت أنت إياد

إياد : ألا يكفيك دموع لليوم يا آنين ..... ارأفي بحالي إن كان حالك لا يهمك

مسحت آنين دموعها وقالت : حسننا ... لن أبكي

مد يده لها وقال : هيا أعطني الدراجة إنها هديتك لي ومن حقي أن أحتفظ بها

نظرت آنين للعبتين ثم لإياد وقالت : حسننا خدها .... مع أني أريدهما لي

ضحك إياد قائلا : لطالما قالوا أنني أفسدتك بتدليلي لك

ابتسمت آنين وقالت : لو تراك صديقتي لين فستضربك بالتأكيد فهي أكثر شخص يشتكي
مني وتبحث عن السبب

ثم غادرت آنين عائدة للقصر خبئت الدمية وحملتها للأعلى وخبأتها في خزانتها


بعد مرور عدة أيام ..... كانت آنين جلسة مع عمتها

العمة : لدينا زوار في الغد

آنين : زوار غريب لم يزنا أحد سابقا سوى ..... آه عمتي أتمنى أن لا يكونوا كزوارك السابقين

العمة : هههه لا بالتأكيد فلم يعد لدينا شباب مرتبطين

آنين : لن أقابلهم لا أريد لما حدث أن يتكرر يبدوا أن هذه العائلة لا تحبني

العمة : كنت أود تركها مفاجأة لكن أمري لله ... خالتك ستكون هنا في الغد هي وعائلتها

قفزت آنين من الفرحة في حضن عمتها وقالت بسرور : حقا سيأتون جميعا كم أنا سعيدة برؤيتهم فأنا لم
أرهم منذ شهور وكنت أفكر في زيارتهم ... ولكن غريب لما تأتي خالتي لقد طلبت مني أنا أن أزورها

العمة : قالت أن لديها أمرا مهما

آنين في حيرة : ما هوا يا ترى

في اليوم التالي آنين تحتضن خالتها بحب وتبكي : خالتي اشتقت لك كثيرا

الخالة : هل تشتاقي لي وتقاطعيني كل هذه المدة أي حب هذا

آنين : كنت أود زيارتك ولكن شاكر مشغول وياسر مسافر دائما وزياد يدرس

الخالة وهي تجلس وتمسك يدا أنين بيديها: لا بأس يا حبيبتي ها قد جئت لزيارتك بنفسي


وفي مكان آخر من القصر

"إبراهيم " اسم زوج الخالة بعد تغييره : يا سيد شاكر اليوم جئتك بولدي الاثنين راغبا في خطبة آنين
التي أعتبرها أبنتي " محمد " هوا ابني الأكبر إن لم ترضى آنين فأبني الآخر موجود أبني يريدها ونحن
تعودنا على وجودها بيننا لقد تركت فراغا كبيرا في حياتنا تلك المشاكسة الصغيرة
خذوا وقتكم و أسألوا عنا وخذوا رأي الفتاة ونحن تحت أمركم

لم يجب شاكر بأي كلمة حتى من باب المجاملة فقد فاجأه الخال بما قاله وزياد كان بنفس الحالة

بقت الخالة في ضيافتهم يومين لم تفارقها خلالها آنين ولم تفتح معها موضوع الخطبة بتاتا

بعد مغادرة الخالة لاحظت آنين الجميع يتحدثون ويتهامسون وبعض الأشخاص بمزاج سيء ولم تفهم
شيئا حتى ياسر الذي عاد من سفره اليوم يشاركهم الأحداث

عند المساء كانت آنين تجلس بغرفتها تدرس في بعض المواد تحضيرا للدراسة التي ستبدأ بعد أيام
و سيباشر المدرسون تدريسها مع بداية العام الدراسي .... حينها طرق الباب

آنين : من

...... : شاكر

آنين ( غريب ما الذي أتى بشاكر لغرفتي ) وقفت وتوجهت للباب وفتحته

آنين : مرحبا

شاكر : لو كنتي أذنتِ لي بالدخول فدخلت وحدي لما أتعبتي نفسك

آنين : هذا لأنها المرة الأولى في المرات القادمة ستفتحه بنفسك هههه

شاكر : هههه يالك من محتالة .... هيا تعالي أجلسي أريدك في موضوع

آنين : هههه شاكر أنت كالآباء في المسلسلات عندما يتحدثون مع بناتهم عن مواضيع الخطبة

شاكر : وهذا بالفعل ما جئت من أجله

آنين أحمرت وجنتاها خجلا وشعرت بالارتباك والإحراج

شاكر : اعذريني يا آنين أعلم أنه كان علي ترك عمتي تخبرك بالأمر ولكن الموضوع مهم

آنين وهي تجلس : ما المهم

شاكر : زوج خالتك قام بخطبتك لأبنيه وقال أنه يريدك في عائلته وفي بيته

آنين : أنا .... ولأبنيه ..... كيف

شاكر : طلبك لأبنه الأكبر وقال إن لم ترغبي به فالأصغر أيضا موافق

آنين : ولكني تربيت معهم ولم أراهم أكثر من أخوة ولم أتوقع أن يكون هذا تفكيرهم بي

شاكر : إذا أنتي لا توافقي

آنين : كيف لي أن أرد خالتي التي ربتني وزوجها ومن دون سبب وجيه يالها من ورطة كيف
أرفض أبنيهما الاثنين وليس حتى واحداً

شاكر : قولي لهم أنك لا تريدي ترك جدك

آنين وهي تهز رأسها نفيا : هذا ليس عذرا ... ماذا سأفعل .... يا الهي

شاكر : آنين نحن أبناء عمك والأولى بك ولم نتربى معك أيضا فاقبليني زوجا لك لتبقي بجوار جدي
وتدرسي وأنا سأتكفل بالكلام معهم في الأمر

آنين : وهل تتزوجني فقط لتحل المشكلة يا شاكر

شاكر : لا بل أريدك زوجة لي يا أنين

وضعت آنين يدها على رأسها ( لقد كبرت الورطة وتفاقمت خلال دقائق )

شاكر : فكري في الأمر يا أنين والخيار راجع لك

خرج وتركها مع أفكارها لا تعرف لها برا ترسى عليه

آنين ( كنت أفكر في خالتي وأبنيها وصارت المشكلة في شاكر .... إن قلت عن أبناء خالتي لا أريدهم لأنهم
ليسوا عرب فشاكر عربي ... وإن قلت لم يبنوا مستقبلهم بعد فشاكر كون مستقبله ومستقبل العائلة
كلها ...... وإن تحججت بجدي الذي أصبح لا يتناول الطعام إن لم أكن موجودة فشاكر يعيش معه .... يا لها
من ورطة يا آنين )

مر يومين و آنين لم تخرج من غرفتها إلا لإطعام جدها ولم تقابل شاكر وهي تدور في دوامة أفكارها
ولم تتوصل لحل

آنين : عليا رؤية إياد .... أجل

خرجت آنين لخارج القصر اتجهت يسارا وبدأت بالركض والمناداة

خرج إياد من بين الأشجار : ما بك يا آنين لما كل هذا الركض .... ألم أخبرك ألا تبتعدي

آنين وهي تلهت من التعب : إياد ساعدني أنا في ورطة

إياد : ماذا هناك

حكت آنين لإياد كل ما حدث ولاحظت صمت إياد والهدوء الغريب في عينيه

آنين : ماذا أفعل

إياد : ارفضيهم

آنين : وبأي حجة سأرفض شاكر .... لما لا تظهر وتحل الأمر

إياد : لا أستطيع

آنين : ماذا تعني بلا أستطيع

إياد : يعني لا أستطيع تصرفي يا آنين

غادرت آنين باكية وتركته واقفا مكانه وهي تشعر بالجرح والإهانة من كلامه ( لما لا يستطيع .... لماذا
يجرح كرامتي وأنا من جئت إليه أطلبه بنفسي لماذا ...لماذا جرحتني وأهنتني يا إياد )

إياد كان يراقبها بحزن وهي تغادر : سامحيني يا أنين ليثني أملك شيئا أفعله ... الموت أهون علي من
أن تكوني لغيري

وصلت آنين القصر فوجدت عمتها

العمة : آنين أين كنتي وما بك

آنين : عمتي هلا أوصلتي لشاكر رسالتي

العمة : أي رسالة فأنا لا افهم شيئا

آنين : أخبريه فقط أنني موافقة على عرضه

~~~***~~~



لـــين
أقترب منه الشاب وأمسكه من كتفه وهوا يهزه بقوة ويصرخ : بالكهرباء يا روح هل تصعق نفسك بالكهرباء

وضعت لين يدها على فمها وهي تشهق بقوة ودموعها تتقاطر على الأرض

ثم نزلت مسرعة قبل أن يلحظها أيا منهما ... دخلت غرفتها ارتمت على السرير وبدأت بالبكاء ... بكت و كأنها
لأول مرة تبكي في حياتها

خرجت عند الصباح من غرفتها ووجدت الشاب في المطبخ

لين : من أنت

...... : أنا يزيد شقيق روح الأكبر

لين : وأين أنت عنه من سنوات

يزيد : ومن أنتي

لين : الخادمة ألم تقلها عند وصولك

يزيد : وجدت القصر نظيفا على غير العادة ففكرت أنك الخادمة ... ومن تكوني إذا

لين : خادمة .... مجرد خادمة

يزيد :هل يعذب روح نفسه دائما

لين : عما تتحدث ... أنا لا أفهمك

يزيد : الصراخ .... هل تسمعينه دائما

لين : بعض الأوقات

...... : لين عودي لغرفتك

علمت لين من صاحب الصوت دون أن تلتفت إليه من نبرته المخنوقة

توجهت لغرفتها وأغلقت الباب

روح : ماذا تريد من الفتاة

يزيد : لا أريد منها شيئا

روح : لا تتحدث معها ولا تسألها عن شيء

يزيد : من هذه الفتاة يا روح

روح : لا دخل لك بالفتاة .. أنت لم تأتي لتسألني عنها أليس كذلك

يزيد : بل جئت لأرى ما آلت إليه حالتك من الضياع

روح : هذا الأمر لا يعنيك ولا تقترب من لين ولا تتحدث معها وها قد حذرتك

يزيد وهوا يقترب من روح ويمسكه من رقبة قميصه : لين ..... هل هذه لين .... لما هي هنا يا روح هل
تسجنها لديك لتخدمك

روح وهوا يرمي بيد يزيد بعيدا : لا دخل لك بما يجري هنا ... لين ليست خادمة لين سيدة هذا القصر
ولكن على ذلك الوغد أن ينال العقاب

يزيد : وهل تعاقبه بشخص لا ذنب له .... أترك الفتاة وشأنها يا روح

روح : عليه أن يشعر بالمرارة التي أشعر بها أنا

يزيد : وما ذنب الفتاة

روح : أخبرتك مرارا بأن الأمر لا يعنيك أخرج من هنا وأرحل بسرعة ....هيا

يزيد بغضب : ما تفعله بنفسك تستحق العيش فيه لأنك أنت اخترته .... ولكن أن ترمي بغيرك في ظلامك
الدامس فهذا أمر لن أسمح لك به

روح : إن تحدثت معها بكلمة واحدة عن الموضوع فانسي أن لك شقيق أسمه روح ولن تجدني ما حييت

يزيد : وهل يوجد لدي شقيق بهذا الاسم ..... لقد مات من عشر سنين ..... لقد قتلته ودفنته بيديك يا روح

روح وهوا يغادر : لأنه لا يستحق الحياة

يزيد وهوا يتبعه : ولما تدفنها معك ..... إن كنت لا تريد الحياة فهي تريدها

صعد روح السلالم وهوا يقول : ها قد حذرتك من الاقتراب منها ... وغادر القصر حالا

كانت لين تسمع أصوات صراخهم ولكنها لم تكن تفهم شيئا

لين ( يا الهي ما الذي يحدث هنا كيف دخل شقيقه دون علمه ... " روح " ياله من أسم غريب .... لما
يفعل ذلك بنفسه ... " كهرباء " يا الهي أشعر بالرجفة بجسمي كلما تذكرت هذه الكلمة
ومنظره البارحة وهوا ينتفض بقوة )

... وضعت لين يداها على وجهها وبدأت بالبكاء من جديد

في وقت الغداء خرجت لين لتعد الطعام فهي لم تعد له طعام الإفطار ولم يتناول اليوم شيئا

خرجت ووجدت يزيد جالس على الأريكة وكأنه ينتظرها

يزيد : عليك أن تخرجي من هنا و أنا سأخرجك .... لا حق له بسجنك معه

لين : لا .... لا أريد

يزيد بحدة : وهل تريدي البقاء هنا طوال عمرك

لين وهي ترمي بيدها أمام وجهه : وهل تريد مني أن أتركه كما تتركونه جميعكم

يزيد وهوا يقف مستقيما : نحن لم نتركه هوا من أراد البقاء على هذا الحال

لين بغيض : هذا ليس عذرا أيها السيد .... ليس عذرا يشفع لكم تركه هكذا ... ماذا لو أتفق عليه العمال أو
الحراس وقتلوه من أجل المال وهم متأكدين أنه وحيد لا أحد يعيش معه ولا أحد يزوره ...... ماذا لو مرض
ولم يجد من ينقده حتى يموت ..... كيف لكم قلوبا ترضى بأن تتخلوا عنه كيف .... أنتم حقا لا تمدون
للبشرية بصلة .... هل كنتم ستتركونه يعذب نفسه حتى يموت ...هل تريد مني تركه ليموت جوعا ... لن
أكون مثلكم فأعذرني

يزيد : نحن لم نتركه ولم نتخلى عنه لقد حاولت معه مرارا

لين ودموعها تنزل وشهقاتها ترتفع : وما النتيجة التي وصلت إليها .... تركته هنا ورحلت

يزيد بغضب : ولما ترأفين لحاله وهوا يسجنك هنا

لين : أعلم أنه يسجنني ويعاقبني لذنب ليس لي به دخل ولكنني لن أتركه حتى يقرر هوا ذلك .... ليس
علينا أن نعيش حياتنا وهوا يموت كل يوم ... الذنب ذنبنا جميعا معه

يزيد : ليس ذنبنا ولا ذنبك يا لين فلا تورطي نفسك بأفعاله

لين : بلى ذنبنا جميعا .... ذنبكم أنكم استسلمتم ليأسكم وتركتموه .... وذنبي لأنني عشت كل سنين حياتي
الماضية وشخص يموت لذنب أنا جزء فيه وإن كنت لم أرتكبه

يزيد وهوا يقف مغادرا : ما دام هذا اختيارك فعليك تحمل نتائجه

ثم وضع لها كرتا على الطاولة وقال : هذه أرقام هواتفي إذا قررتي المغادرة

حملت لين الكرت ورمته عليه وقالت : خذه معك .... لا أريده ولن أكون مثلك تأكد من ذلك ... سأبقى هنا
ليعاقبني كما شاء إن كان هذا سيريحه من عذابه ولو قليلا ... فخد ورقتك البالية معك وأنت ذاهب

رفع يزيد الورقة وقال : لن تجني شيء سوى ضياع سنين عمرك هنا

لين وهي تصرخ به : تلك عبارة المهزومين الذين يبحثون عن عذر ليهربوا من فشلهم ومسئولياتهم

خرج يزيد وأغلق الباب خلفه

يزيد : قد تكوني محقة يا لين ..... عليا أن أعود للبقاء معه كان عليا أن أستمع لرأي عمي غافر منذ
البداية ... إن كانت هي المسجونة لديه تحركت مشاعرها الإنسانية ناحيته .... فأنا شقيقه المحبب لديه في
الماضي أولى بهذه المشاعر... أتمنى أن تفعل هذه الفتاة ما عجزت عن فعله لسنوات


وفي الأعلى

روح وهوا يمسك رأسه بيديه : لما لم ترحلي معه يا لين لما تفعلي هذا بي ... أنا لا أستحق التضحية منك ..
أنا ميت .. ميت يا لين

لين كانت تقف في الأسفل وعيناها للأعلى ( لن أرحل حتى تشفي غليلك مني أو من السبب في عذابك ... لن
أرحل ولو ضاعت سنين عمري هنا ..... شخص يفعل كل هذا الخير بالآخرين لن يقوم بتعذيبي دون سبب )

ثم توجهت للمطبخ وبدأت بتحضير الغداء .... حملته للأعلى ووجدت روح يجلس في الردهة فشعرت بالارتباك

لين : هل ترغب بشيء معين على العشاء بإمكانك طلب ما تريد أو تركه لي في ورقة على الطاولة لأعده لك

روح : شكرا لك يا لين يعجبني ما تختاريه لي وعندما أشتهي شيئا سأخبرك

لين : سيــــ

قاطعها روح بحدة : لا تقولي سيدي يا لين اسمي روح نادني باسمي ولا تقولي سيدي مرة أخري

لين : لا أستطيع .... كيف أناديك باسمك فقط .... أنت السيد هنا

روح بصراخ غاضب : قلت لك لا تناديني بالسيد يا لين أنتي لستِ خادمة هنا فهمتي

لين : حسننا كما تريد فلا تغضب

ثم خرجت لين وعادت للمطبخ لتنهي أعمالها

وفي آخر الليل ومن نوم لين العميق قفزت جالسة وهي تسمع الصراخ من جديد أمسكت رأسها وهي تبكي
بألم ثم انطلقت بلا شعور راكضة للأعلى وصلت باب الجناح وبدأت بطرقه بكل قوتها وصوت الصراخ
لازال مستمرا بصوت منخفض و متقطع

لين بصراخ باكي وهي تطرق الباب بكل قوها : لا تفعل هذا بنفسك يا روح توقف أرجوك ...
أسجني و أضربني .... أعدني للحظائر سأعمل طوال اليوم .... ولكن توقف عن تعذيب نفسك أرجوك

ثم نزلت على الباب وهي تبكي

روح بصوت متألم ومتقطع بهمس : اتركيني يا لين ... لا تعذبيني أكثر من عذابي

بعد مرور أيام .... كانت لين تنظف جناح السيد عندما أسقطت الجائزة الزجاجية التي كانت تنظفها وهي
عبارة عن رجل يحمل في يده مضرب يرفعه للأعلى ... شهقت لين ووضعت يدها على فمها وهي تنظر
للجائزة محطمة على الأرض ثم أمسكت قطعة منها في يدها وهي مصدومة

خرج روح مسرعا : ماذا هناك يا لين

لين بكلمات متقطعة وهي تضغط بيدها على القطعة دون شعور : الـ الجائزة لقد كسرتها

روح : لا بأس لا تهتمي للأمر هي مجرد قطعة زجاج

لين : ولكنها ثمينة هي جائزة

روح : لا عليك هي جزء من الماضي ولم يعد لها نفع

لين : هل كنت تلعب كرة المضرب

روح : نعم

لين : والآن هل لازلت تلعبها

روح : لا .... فالماضي مات وانتهى

لين : ولكنك لم تمت

روح : أنا ميت على كل حال .... لين هل تريدي الدراسة ... لقد بدأت الدراسة الجامعية منذ فترة

لين : لا ..... لا أريد

روح : ولماذا لا تريدي

لين : لأنني لا أريد .... إن خرجت أنت سأخرج أنا

روح : ولكنني لن أخرج

لين : إذا أنا أيضا لن أخرج

روح : أذهبي لتمتحني ثم عودي

لين : لا .... لن أذهب .... ولن أدرس ... ولن أخرج

أقترب منها وأمسك يدها وقال : هل جرحك الزجاج .... هل حاولتي جمعه بيدك

نظرت لين للأسفل فوجدت بقع من الدم على الأرض

ثم انتبهت ليده تمسك يدها وشعرت بقلبها يخفق بقوة شديدة

لين ( ما الذي يحدث لك يا غبية ما كل هذا الشعور ) : نـ ــ نــ ـعم

روح وهوا يسحبها: ما هوا حجم الجرح يبدوا عميقا .... تعالي وعالجيه

سحبت لين يدها لأنها لم تعد تقدر على مقاومة ما يجري لها ولا فهم مشاعرها

ثم خرجت من الجناح تركض بسرعة وهي تضغط على يدها المجروحة

نزلت للمطبخ فتحت صنبور المياه ووضعت يدها تحته

لين ( تبا لك يا لين .... ما الذي يحصل معك .... هل جننتي )


بعد مرور عدة أيام كانت لين تجلس على طاولة المطبخ تقطع الخضار عندما شعرت بشخص
يحتضنها من كتفيها بقوة ... قفزت لين وهي تصرخ : روز ... أيتها الكسولة الهاربة أين ذهبتي وتركتني
وبدأت بالبكاء

حضنتها روز وهي تبكي معها

روز : لقد اشتقت لك أيتها المشاكسة الصغيرة مرت أشهر ولم أرك

دفعتها لين بعيدا وقالت بعتب : كيف ترحلي وتتركيني ولم تودعيني حتى ... يالك من محتالة

روز : اعذريني يا صديقتي تلك كانت أوامر السيد

لين : كنت أعلم أنه من فعل ذلك

روز وهي تجلس وتجلس لين معها : أخبريني عنك

لين : ما سأخبرك عني .... أخبريني أنتي أين كنتي وأين ذهبتي

روز : سافرت للتنزه وعدت

لين وهي تضيق عينيها : يالك من كاذبة ... قولي أنكي كنتي في السجن هههههه

روز بصدمه : السجن

لين : نعم لا مكان لك غير هذا المكان إلا السجن

ضربتها روز على كتفها وقالت بغيض : وهل تريني لصة ليدخلني السيد السجن يبدوا أن بقائك
لوحدك كل هذه المدة لم يؤدبك

لين وهي تمسك رقبتها بيدها : بل شعرت برقبتي تصدأ من كثرة الصمت حتى أن الصدئ خرج للخارج

روز : هههههه كم اشتقت لكي يا أجمل شقية رأيتها ..... لقد أحظرت لك معي هدية

لين : إذاً لم تكوني فالسجن .... أتمنى أن لا تكون قبيحة كقلادتك التي أهديتني

روز : هههه وهل لازلت تحتفظين بالقلادة

لين : بالتأكيد إنها الشيء الوحيد الذي بقى لي منك كيف ارميها

روز : ماذا تفعلي

لين : آه يوجد لدينا عزيمة كبيرة اليوم سيحضرها رئيس الدولة سنحتفل بعيد ميلاده هنا

روز : هههههه كاذبة

لين : ماذا تريدين أن أخبرك إذا .... أحظر الغداء بالتأكيد ... ياله من سؤال سخيف

روز : آآآآه كم اشتقت لطعامك الطيب يا لين

لين : ألم يعجبك الطعام الذي كنتي تتناوليه في رحلة تنزهك الكاذبة تلك ... أين كنتي يا مخادعة

روز : لا تكثري الأسئلة هههههه

لين : حمقاء ... سأريك

روز : هههههه وماذا ستفعلي

لين بمكر : لقد زارنا أحدهم في القصر وأنتي غائبة

روز : كاذبة

لين : أقسم بذلك

روز بدهشة وفضول : من

لين : لا تكثري الأسئلة هههه

روز : آه هيا لين أخبريني لأخبرك

لين : لن أخبرك ولا بعد مئة سنة يا محتالة

روز : سترين

لين : هههه هيا علينا أن نبدأ بالتنظيف

روز : ألا تتعبي من التنظيف يا لين كل شيء يلمع في الخارج

لين : هل تريديني أن أتكاسل مثلك و أعيش بين الأتربة والغبار

أمضت لين و روز يومهما في التحدث والضحك والشجار وكأنهما غابتا عن بعضيهما لسنوات

عند المساء

لين : آه لقد بكيت كثرا وقاسيت كثيرا و أنتي هناك

روز : ماذا حدث هل عاقبك السيد مجددا

لين : لا لم يعد السيد يعاقبني لقد عقدنا هدنة

روز : هل أصبحتما أصدقاء هههههه

لين بضيق : لا بل عشاق وتزوجنا أيضا

روز : هههههه وهل أنجبتم أطفالا أيضا

لين : هيا هيا قومي لتنامي لقد أصابك الخرف من كثرة السهر

خرجت لين باتجاه غرفتها و روز تتبعها وتضحك : هههههه لين ماذا تفعلي هنا ألن تنامي عند زوجك هههه

لم تهتم لين لكلامها ودخلت غرفتها ونامت


في الأعلى

أزال روح سماعات الأذن من أذنيه بقوة ورماها على الأرض استلقى على السرير وغاب في ذكريات الماضي

رمزي : هيه روح ألن تذهب معنا

روح : لا .... فطلعاتكم لم تعد تعجبني

رمزي : هيا أيها الوسيم ولا تكترث لكريم إنه مجرد معتوه ثم هوا قد عاش حياته في الخارج كما تعلم

روح : بل شاد وعليكم الابتعاد عنه

رمزي : هيا يا رجل لا تعقد الأمور هوا يفعل ذلك معك فقط إنه ليس بشاد

روح : أنسوا أن لكم صديق أسمه روح

رمزي : لن تصادق أحدا على هذه الحال

روح : لن أصادق أمثاله وأمثالكم ولن أصادق أحدا إن كان الجميع هكذا لقد جركم لطريقه

رمزي وهوا يضع يده على كتف روح : لقد كنا نتسلى فقط أعتبرها مزحة يا رجل

روح وهوا يرمي بيد رمزي عن كتفه : أخبرتك أنني سأنهي علاقتي بكم فلا تسأل عني مجددا ولا تأتي
لزيارتي تفهم


أغمض روح عينيه بقوة ثم فتحهما وذكريات الماضي لا تريد تركه


الماضي قبل أربعة عشرة سنة

رجل في الثانية والخمسين من العمر يرفع طفلة صغيرة عمرها ثلاث سنوات للأعلى بيديه وهما يضحكان

الرجل : قولي أحبك يا أبي هيا قولي يا لين

الطفلة : أحبك يا أبي

الرجل يحتضن الطفلة بقوة ويلف بها وهما في منتصف الشارع

روح " شاب في العشرين من العمر " : مرحبا يا عم هل تلف بالطفلة في الشارع وأنت بهذا السن

الوالد : أنها ابنتي الوحيدة التي حصلت عليها على كبر ومستعد للف العالم كله بها

روح : والدي يطلبك .... لدينا عشاء الليلة ويريد الجيران معه

العم : حاضر يا بني سأكون هناك

أبتعد روح ثم أنتبه لشخص يقترب من الرجل والد الفتاة كان ذلك كريم سلم عليه الرجل بحرارة ودخلوا
جميعهم للمنزل


وتغيرت الصورة لماضي مؤلم آخر

روح يتحدث في الهاتف بغضب : ماذا تريد

كريم : تعلم ما أريد

روح : أنت إنسان مريض

كريم : سأدمرك إن لم تأتي .... تسمع

أغلق روح الهاتف في وجهه وصرخ : أتضنني جننت مثلك يا مقزز


هز روح رأسه وكأنه يريد طرد الماضي منه ثم جلس وبعدها غادر الغرفة


مرت الأيام على لين وهي تستمتع بصحبة روز والتحدث معها دائما ... وفي أحدى الليالي شعرت لين بألم
في رأسها منعها من النوم فخرجت قاصدة غرفة روز لتسألها إن كان لديها مسكننا

خرجت وذهبت لغرفة روز : طرقت الباب عدة مرات خرجت روز ويبدوا عليها التعب

لين : ما بك يا روز هل أنتي مريضة

روز بصوت متعب : نعم أنا لست بخير

لين أمسكتها وساعدتها على دخول الغرفة ووضعتها على السرير

لين : بماذا تشعرين يا روز

روز : لا أعلم يبدوا أنها حمى أنا أشعر بدوووووااار

ثم غابت عن الوعي تماما .... خرجت لين راكضة وتوجهت دون وعي منها لجناح السيد لأنه المكان الوحيد
الذي يمكنها الذهاب إليه طرقت الباب بقوة عدة مرات ولا من مجيب

لين : هل هذا وقت نومك الآن

نزلت لين عند روز وجدتها تقاوم لتفتح عينيها

لين : لقد صعدت لغرفة السيد طرقت الباب ولم يجب ماذا أفعل يا روز أخبريني ما الذي يؤلمك كيف
يمكنني الوصول للطبيب

روز بصوت متعب : لا يا ليييين سيعاقبك السيد

لين : لا يهم أين الطبيب .... كيف أصل إليه

روز : المزرعة بيييت العماااااااال أسرعي

خرجت لين راكضة بأسرع قوتها لجهة الحظيرة لأنها المكان الوحيد الذي تعرف من خلاله طريق منزل العمال
كانت تركض بلا توقف مع شدة تعبها ... سمعت خطوات تركض نحوها التفتت للخلف ورأت طيف أسود
لرجل لم تتبينه من شدة الظلام

صرخت لين وركضت مسرعة ولكنه أمسك بها وبدأ يجرها من يدها ويقول بغضب : لن أسامحك على
سجنك لشقيقي .... لقد وقعتي بين يدي ولن أرحمك أبدا

لين كانت تصرخ وتبكي بمرارة محاولة الإفلات منه وهوا يضربها ويحاول تمزيق ثيابها


في القصر

نزل روح راكضا من الأعلى بثياب نومه ودون معطفه وتوجه لغرفة روز وبدأ يهزها من كتفيها
وهي غائبة عن الوعي

روح : روز استفيقي هيا .... أين لين أين هي إني أسمع صراخها أين ذهبت

روز : آآآآه إإإإإممممم

روح : تكلمي يا روز وإلا قتلتك أين ذهبت

روز وهي مغمضة العينين : الطبيب ..... ذهبت لأحظر الطبيب لقد طرقت بابك ولم تجب .... طلبت
منها إحضار الطبيب .... لم أعد أحتمل

رماها روح على السرير وخرج راكضا كالمجنون وهوا يسمع صراخها وكلام الرجل وهوا يسبها

كان يركض ويصرخ : سأريك .... سأريك أيها الوغد الحقير

لين كانت تضربه بقدميها بقوة وهوا يبصق عليها ويضربها ويسبها في ذات الوقت

...... : لن ينقدك أحد مني لن يسمعك أحد .... سأربيك على فعلتك تلك .... سأبكيك دما

شعرت لين أنه أبتعد عنها فجئه فتحت عينيها ورأته معلقا في الهواء بيد شخص لا تتبين ملامحه بسبب
الظلام والدموع والدم النازف من وجهها على عينيها ثم غابت عن الوعي

الحارس وصل للمكان ركضا : سيدي ما ذا هناك

رمى له روح بالعامل وقال : أسجنوه حتى الصباح وسيرى عقابه

حمل روح لين بين ذراعيه للقصر وضعها على سريرها وغطاها باللحاف وبدأ بمسح وجهها من الدماء بمنديله
فتحت لين عينيها بصعوبة ورأت أمامها شابا بوسامة لم تعهد لها مثيل عند الرجال الذين رأت بعينين رماديتين
اللون كلون عيني يزيد ولكن ثمة فارق شاسع بين جمال هاتين العينين وتلك رغم جمال عيني يزيد ... وبشرة
شديدة البياض والصفاء يشقها شارب ولحية خفيفة بنية اللون وملامح أقل ما يقال عنها أنه كل معاني الجمال
في الرجال متجسدة في هذا الوجه ..... وأثر لجرح عميق في رقبته

لين بألم وصوت متقطع : سـ سيـ

روح : اسكتي يا لين ولا تقولي سيدي ..... لا تخافي لم يصبك ذاك الحقير بأذى

لين بكلمات متقطعة وعينين شبه مفتوحة : الطبيب ... روز ... الطبيب

روح ( يالك من فتاة تفكري في غيرك حتى وأنتي بهذه الحالة ) : لا تقلقي يا لين الطبيب عند روز
وسيأتي لرؤيتك أيضا

مدت يدها فأمسك بها ثم غابت لين عن الوعي من جديد



~~~***~~~


لجــين
لجين : هيا هيا .... لم يمسكونا ونحن نهرب يمسكونا ونحن نتشاجر ... وركضا باتجاه الأشجار

ركضا مسرعين باتجاه الغابة وبعد مسافة قليلة وقفت لجين

لجين : لما تركض بكل هذه السرعة ستقتلني

غافر : لا تصلحين لشيء إلا في طول اللسان

لجين وهي تضع يداها في وسط جسدها : لما لا تعلمني أنت كيف أتحدث

غافر وهوا يسحبها من يدها ويمشي : ما تزوجتك إلا لأربيك من جديد

لجين : خسئت ... أنت آخر من يتحدث عن التربية أيها الوغد المشوه

سمعا صوت خشخشة في الأشجار

لجين بهمس : وجدونا

خرج من خلف الشجر ما لم يتوقعه كليهما ...... نمر يقترب منهم ببطء

لجين بصدمة : نـ نـمـ يا الهي

غافر سحب لجين خلف ظهره وقال : أهربي يا جولي

لجين بذعر وصدمة من كلماته : وأنت

غافر بصراخ : أهربي قلت لك هيا

لجين : لا أستطيع

التفت غافر للخلف ودفعها بقوة وقال : أهربي ياغبية سيقتك أنت أيضا

ثم نظر باتجاه النمر الذي كان يقفز باتجاهه ثم سقط النمر على الأرض في الوقت الذي سمعوا فيه صوت
أطلاقة نارية شقت أذانهم .... كانا الرجلين الذين هربا منهما للتو

لجين كانت تقف مصدومة وغافر يسحب ذراعه من وجهه التي رافعها عليه لحظة قفز النمر باتجاهه

تقدمت لجين ووقفت بجانب غافر ... تكلم الرجل الأفريقي بغضب ورفع مسدسه نحوهما

صرخت لجين به : معتوه

ضغط الرجل على الزناد فتحرك غافر أمامها وتلقى الرصاصة وسقط أرضا

لجين كانت تقف في صدمة ... غافر ينقدها من الموت مرتين ويقع طريحا أمامها .... خرج من خلف
الشجيرات باقي الرجال أحدهم دفع الذي ضرب النار وبدأ بشتمه وكادا يتشاجران لولا أن أحدهم فك
بينهما .... حمل أحدهم غافر وساعده على الوقوف لأن الرصاصة أصابت ذراعه من الأعلى بالقرب من
عظمة الكتف وسارا بهم وأعادوهم للكوخ الخشبي وضعا غافر بالداخل وأدخلا لجين معه ثم خرجوا جميعهم
بعد أن تبتوا قطعة الخشب جيدا في مكانها وتركوا غافر ينزف بالداخل وقد جلبوا معهم طعام وماء يبدوا
أنهم أحضروه عند مجيئهم لأنهم وجدوه عند دخولهم

اقتربت لجين من غافر وأمسكت يده التي تنزف وقالت : انزع قميصك

غافر : أبتعدي عني لما تساعديني

لجين وهي تفتح أزرار القميص : هذا ليس وقت الشجار إنك تنزف هيا علينا ربط الجرح

نزعت لجين القميص من اليد السليمة ثم دارت من خلف ظهره وهي تمسك القميص لتنزعه من
الأخرى وقفت بصدمة وعيناها مثبتتان على كتف غافر الذي به اليد المصابة و عيناها مفتوحتان على
أتساعهما من الصدمة ونفسها يكاد يتوقف

لجين بصدمة ودهشة ( ليـ ليـ س غافر .... هذا الرجل ليس غافر )

ثم استفاقت من صدمتها ونزعت القميص من يده برفق وهوا يتألم ... نزعته ثم مزقت الكمين وربطت
ذراعه بقوة ليخف النزيف ثم ألبسته القميص بدون أكمام

ابتعدت وجلست بعيدا عنه وقالت : الرصاصة لم تخترق ذراعك لقد جرحتها فقط ولكن الجرح بليغ

لم يجب غافر كانت لجين تنظر له باستفهام والحيرة والأفكار تأكل رأسها ( من هذا ... إنه ليس غافر أنا متأكدة )


ثم عادت بها الذكرى للوراء

لجين الطفلة تركض باتجاه غافر الذي لم يكن يعلم بوجودها

لجين : عمي غافر ما هذا في كتفك

غافر : هذا نسر ... من أين خرجتي أنتي

لجين : هل أنت من فعل هذا

غافر : نعم أنا فعلته

لجين : أصنع لي واحدا

غافر : هههههه حسننا عندما تكبرين قليلا سأصنع لك نسرا مثلي في كتفك

لجين : لا .... لا أريده في كتفي

غافر : وأين تريدينه إذا

لجين وهي تشير بأصبعها السبابة لخدها : هنا أريده هنا

غافر :هههههه ولما تريدينه هناك

لجين :لكي يراه الجميع

غافر : هههههه .... لا تخبري أحدا بما رايتي وسأصنع لك واحدا

لجين : هل هوا سر

غافر : نعم سر ولا تخبري به أحدا

لجين : أمي أخبرتني أن من يفشي الأسرار فالله لن يحبه

غافر: أجل ... لذلك لا تخبري أحدا


أخرج لجين من أفكارها صوت غافر : لما تنظري إلي ... لابد وأنك تشمتي في حالي

نظرت لجين للجانب الآخر ولم ترد على كلامه ثم عادت للنظر ناحيته وهي تفكر

( ليس هوا ... من يكون إذا وأين يخفي غافر الحقيقي .... مستحيل ... كيف يكون هذا .... من الذي أمامك
يا لجين و أنتي زوجته الآن ويريد تسليمك للعصابة .... غبية ... كان عليك أن تعلمي منذ البداية .... ما كان
غافر سيتزوجك وما كان ليبتعد عنك طوال هذا الوقت دون أن يلمسك ما كان سيخرجك من الفندق المشتعل
وما كان ليعاملك بغير الضرب ... غبية .... غبية .... غبية ... كيف لم تفكري بهذه الأمور )

غافر : لو لم أكن أعلم مقدار كرهك لي وأنني لست سوى مشوه كما تناديني لقلت أنك معجبة بي

لجين : أخرس أيها الوغد

غافر : هههههه ألن ترقيني لمرتبة أعلى منها

توجهت لجين للباب وبدأت تطرقه بشدة .... لجين : أفتحوا أيها الحثالة

فتحوا الباب ودخلوا وهم يشتمونها بلهجتهم

اقتربت لجين من غافر وأشرت لهم على الجرح وهي تقول : أنظروا أنه ينزف سيموت إن أستمر النزيف
ولكنهم لم يتحركوا وكانوا ينظرون لها بجمود تقدمت منهم رفعت كمها وخلعت السوار الماسي الذي كانت
ترتدي وكان مختفيا تحت كمها الطويل

لجين وهي تمد يدها لهم بالسوار : " الماس " مؤكد أنكم تعلمون معنى هذه الكلمة بالانجليزية يا لصوص

فتحوا أعينهم من الدهشة ثم أخد زعيمهم السوار وتكلم لأحدهم فغادر مسرعا

رجعت لجين لعند غافر وأزالت القماش عن الجرح

غافر : مجنونة سيعلمون الآن أنك ثرية ولن يتركونا

لجين : أخرس ( وهل كنت تريد مني أن أتركك تموت وأنت أنقدت حياتي مرتين و أنت لست الوغد غافـ
.... سحقا أين يكون إذا )

بعد قليل رجع الرجل يحمل معه حقيبة إسعافات أولية صغيرة وقديمة

أخذتها لجين منه وقالت : يالكم من عصابة مفلسة ... مجموعة مشردين

ثم فتحت الحقيبة وعقمت الجرح ولفته بالشاش

لجين : سيلتهب الجرح إن لم نذهب للمستشفى لخياطته

غافر : المشوه لن يضره أن يكون مقطوع اليد أيضا

لجين : هل تعرف كلاما آخر غير السخافات

غافر : أجل أعرف كلمات غرامية تعالي لأقولها لك

لجين : حقا ... لم أكن أعلم أن المجرمين يعرفون الغراميات

غافر بابتسامة ماكرة : هل تجربي

لجين : تافه .... وكأنك لست مصابا وستموت

غافر : ألست تريدي موتي

لجين : بلى ولكن ليس الآن ( ليس قبل أن تدلني على مكان غافر)

ابتعدت لجين ووقفت عند الشق في خشب الجدار وضعت أذنها وقالت : لازالوا هنا ... سحقا لما لم يعلمونا
اللغة الأفريقية في المدارس

غافر : هههههه أنت من كان عليك أن تأخذي دورات فيها

لجين وهي تضع يديها في وسطها : لم أكن أعلم أنني سأتزوج رجلا سيأخذني في شهر عسل لأفريقيا
ويضيعني فيها لكنت تعلمتها هي فقط

غافر : يالك من زوجة ... يبدوا أن أمي كانت تكرهني ودعت عليا بزوجة سليطة لسان

لجين : بل يبدوا أني أنا من دعا لي الجميع بزوج شهم وطيب وحنون ولكن دعواتهم لم تتخطى أنوفهم

غافر : هههههه أقسم أنهم دعوها لك من قلب

لجين : آآآآه ما كل هذه الثقة .... ولكن ليس هذا غريبا عن المجرمين

غافر : لو لم أكن مصابا للقنتك درسا رائعا في الحياة الزوجية

لجين : وغد ... ليس غريبا عليك

غافر : هههه أتعلمي أنني أصبحت أحب هذه الكلمة

لجين : أخرس .... سأنتظر حتى يذهبوا وسأتصرف علينا أن نخرج من هنا سريعا

غافر : وماذا ستفعلين

لجين : لا شأن لك ... لماذا أنقدت حياتي

غافر : لأسلمك للعصابة

لجين : هكذا إذا ( أتظنني غبية كيف تنقدني لتسلمني لهم وأنت رميت بنفسك للموت أمامي ... لماذا تنقدني وأنا
فعلت كل ذلك بك .... لماذا )

مرت ساعات ولجين جالسة بعيدا في صمت وتفكير مستمرين تغير الضمادات لغافر وتعقم الجرح كلما
كثر النزيف وبدأ الليل بالحلول

غافر : لما لا تأتي وتجلسي لنتحدث قليلا

لجين : لما لا تتركني وشأني

غافر : أردت أن أزيل عنك الملل قليلا

لجين : شكرا .... يعجبني الملل

غافر : أنتي متى تبتسمي دائما غاضبة

لجين : عندما أكون بعيده عنك

غافر : حسننا لما لا تقتربي قليلا

لجين بغضب : هل جننت أنت

غافر : هههه هيا قليلا فقط

لجين : إن لم تصمت حطمت رأسك

غافر : أخبرتك ألا تخجلي مني فنحن متزوجان

لجين : عش مع خيالاتك سوف تطلقني قريبا

غافر : بل عيشي أنتي مع خيالاتك فلن أطلقك أبدا

لجين : أكرهك

غافر: أعلم

سكتت قليلا ثم اقتربت منه ووضعت يدها على جبينه

غافر وهوا يحاول إمساك يدها ولكنها أسرعت بأبعادها : هل غيرتي رأيك في الأمر

لجين : واهم ومغفل أيضا .... كيف لم ترتفع درجة حرارتك للآن توقعتك ستصاب بالحمى

غافر : وهل كنتي تتمني ذلك

لجين وهي تتركه وتتوجه للشق وتنظر من خلاله : يبدوا أنهم رحلوا وتركوا واحدا فقط ستبدأ الخطة

غافر : ماذا ستفعلين

لجين : نم أنت الآن على الأرض وكأنه مغمى عليك وعندما تسمع صوت أطلاق النار في الخارج
أخرج ولا تلحق بي قبلها فهمت

غافر : لا لن أسمح لك بأن تعرضي نفسك للخطر لأجلي

لجين بحدة : وهل تريد أن تموت هنا يا أبله .... سأفعل ذلك ولا أنتظر موافقتك فلا تفسد الأمر ... أنا أيضا
لا أريد البقاء هنا .... أهرب بعد مغادرتي .... إن كنت حية هربنا سويا وإن كنت ميتة فأهرب أنت هيا نفد
ما قلت ولا تتراجع ولا تفسد عليا ما سأفعل

غافر : لست مقتنع

لجين : آآآآآآخ هل ستصيبني بالجنون يا هذا ليس من حل أمامنا ( لو كنت غافر لتركتك تتعفن هنا أنت
وجرحك وما أكثرت لأمرك )

وقفت لجين بجانب الباب غمزت لغافر وقالت : سنبدأ الخطة هيا نم

أبتسم وهز رأسه وقال : لا فائدة منك ... تفعلين ما في رأسك

لجين : هيا إن كنت تريد الهروب أو هربت لوحدي وتركتك .... ولا تنسى الحقيبة الطبية أجلبها معك

طرقت لجين على الباب طرقات خفيفة ثم ألقت بخاتمها الماسي الذي كانت خبأته في ملابسها بعد خروجهم
من الفندق وكلام غافر عن عصابات السرقة

استلقى غافر على الأرض وأغمض عينيه

فتح الرجل الباب ونظر لها بابتسامة ثم مد بيده وكأنه يطلب المزيد لإخراجها

لجين بابتسامة مصطنعة : وقح عرفتك ستطلب المزيد

مدت لجين بيدها وأمسكت بيده وابتسمت له ابتسامة خاصة ليفهم منها أنها ستعطي بشكل آخر وليس
لديها الماس بعد ... أبتسم لها الرجل بخبث ودناءة وسحبها للخارج وترك الباب مفتوحا لأن غافر كان
مرميا على الأرض ومغمض العينين فلم يجد من داعي لغلق الباب

سحبت لجين الرجل لجهة الأشجار

في الداخل ... فتح غافر عينيه ما إن سحبها الرجل للخارج وقفز واقفا

غافر بهمس : إلى أين تأخذها يا حقير ... لن أسمح لك

وصل عند الباب ثم تذكر كلامها وأنه سيفسد كل شيء

غافر : لن أسلم من لسانها إن أفسدت الأمر... إنها جنية وستخرج من المأزق بكل تأكيد

سمع غافر صوت أطلاق النار فخرج مسرعا ركض في جميع الأنحاء

غافر بهمس : هل عليا أن أهرب .... هل قتلها يا ترى ... قد تكون مصابة فقط.... لن أذهب حتى أبحث
عنها فليمسكوني إن أرادوا .... ما كان عليا تركها تفعل ذلك

..... : غافر أيها المغفل هيا تعالى من هنا إلى ما تنظر

نظر غافر باتجاهها أبتسم بسرور وذهب ناحيتها راكضا وتسللا بين الأشجار

لجين : إلى ما كنت تنظر .... كان سيمسكك لو أنه قتلني

غافر : كنت سأبحث عنك حتى أجدك

لجين : غبي ألم أخبرك أن تهرب

غافر : هل تضنيني سأتركك تهربي مني

لجين : أعلم أن نحسك لن يفارقني حتى أموت

غافر وهما يركضان : هههه أليس نحسي جميلا

لجين : بالفعل والدليل ما نحن فيه الآن

غافر: ماذا فعلتي بالرجل

لجين : تبادلنا القبل و ....

سحبها غافر ناحيته بقوة وقال : ماذا قلتي

لجين وهي تخلص نفسها منه : أتركني هل كنت تظن أنني سأسلم نفسي لذاك الوسخ

غافر بحدة : ماذا حدث هناك

لجين : هل ستحاسبني .... بأي حق

غافر : زوجك أم نسيتي

لجين : و أي زوج منهم أنت .... الذي دمرني ودمر حياتي ... أم الذي خطفني وهرب بي ... أم الذي
سيسلمني للعصابة .... أيهم أنت الذي يتحدث بصفة الزوج

غافر : وأي زوجة هذه التي سأتق بها ...التي تدمرني ... أم التي تنعتني بكل الألفاظ البذيئة ... أم التي يبدوا أنها
معتادة على النوم في أحظان الرجال

دفعته لجين ناحية الشجرة وبدأت تضربه على صدره بقوة : بل أشرف منك يا حثالة ومن أمثالك ...أخرس
..... أخرس يا مجرم

وقف غافر يشاهدها تضربه دون أن يمسكها ( كيف لأجنبية أن تتحدث عن الشرف مؤكد ليست تلك الفتاة
فمن تكون إذا)

أمسكها غافر من يديها وقال : يكفي يا جولي يكفي .... انتهينا من هذا الأمر علينا أن نبتعد سريعا

لجين بحزن وهدوء وهي تنظر للأرض : لم أفعل معه شيء ولا مع أي رجل غيره أقسم لم أفعل لقد رباني
جدي جيدا كما ربوني والدي أكثر .... ولم أقتله لقد أصبته في ساقه فقط

غافر وهوا يمسكها من كتفيها : يكفي يا جولي .... أنا آسف لم أقصد ذلك.... هيا لنغادر

ركضا طويلا حتى ابتعدا وقفت لجين : لا أستطيع لا يمكنني الركض أكثر لقد تعبت

غافر : حسننا سنقضي الليلة هنا ونواصل السير عند الصباح

اتكأ كليهما على جذوع الشجر غفت لجين بسرعة أما غافر فلم ينم أغمض عينيه قليلا فشعر بيدها تلمس جبينه
فتح عينيه وأمسك بيدها

لجين بارتباك : كنت أريد التأكد من حرارتك لقد بدأت ترتفع ... هناك حقنة في الحقيبة سأحقنك بها

حقنت لجين غافر بالحقنة وجلست بعيدا( ماذا عن الحرق في وجه هل هوا مزيف أيضا ... لماذا يأخذ دور
غافر ... كيف لم انتبه للأسماء في عقد الزواج لقد لعبها بذكاء .... لقد كان يصلي عندما كنت نائمة كان يضن
أني لن أنتبه كيف لمجرم عصابات أن يصلي ما حقيقته يا ترى .... هل أقوم بأخباره أنني عرفت من يكون
ليخبرني عن مكان غافر .... لا .. عليا أن أهرب وهوا من هنا أولا .... العصابة ما علاقته بها .... آآآآه أكاد
أجن أين أنتي يا لين كم أحتاج لتحليلاتك الآن )

غافر بهدوء : لما تنقمين علي يا جولي ألن تخبريني

لجين : أخبرتك عن مفعول هذا السؤال في داخلي فلا تسأله أرجوك ( لو كنت غافر ما سألتني هذا السؤال لولا
غبائي وحقدي لكنت لاحظت ذلك ... يكفي يا لجين فلم يعد يجدي ذلك نفعا )

عادت لجين للنوم وغافر مستمر في حراسة المكان بعدما أصبح بحوزتهم مسدس

غافر ( الألم في ذراعي يزداد ولا أعلم متى سأتمكن من الوصول للمستشفى لولا هذه الفتاة لتعفن
الجرح .... آه ولولاها ما أصبت بتاتا ... ترى ما الذي فعلته بها يا غافر أي الذنوب ارتكبت بحقها يبدوا
أنه قد تضرر منك الكثيرين ..... ما علاقتها بالعصابة يا ترى هل كانت تعمل معهم أم أنها الآن تعمل
لصالح أحداها .... على الأقل لن يؤنبني ضميري لأنني سأجعلها طعما لهم .... هه هل تضحك على نفسك
هل أنت حقا تريد تسليمها لهم بشكل نهائي .... لا تعبث مع قلبك فلن تقدر عليه )

عند الصباح واصلا السير وكان باديا على ملامح غافر التعب

لجين : هل أنت بخير

غافر : أجل تابعي السير

بعد قليل صرخت لجين : هل تسمع هذا هل تسمع

غافر الذي أعياه السير والجرح : لا ماذا هناك

لجين : مروحية ... صوت مروحية هنا قريبة

غافر : علينا إيجاد إشارة لهم

لجين : فلنشعل نارا

غافر : ليس لدينا كبريت

لجين : لدي قداحة لقد أخدتها من جيب ذلك الأفريقي

غافر : جيد سنجمع الحشائش اليابسة

بعد قليل أرتفع الدخان في الجو ونزلت المروحية جهتهم اقتربت لجين منهم وشعرها يتطاير من شدة الهواء
بسبب المروحة خرج منها رجل وقال : آنسة جولي

ركضت لجين مسرعة ناحيتهم : نعم من أنت

الرجل : لقد أرسلنا جدك وعلمنا أنك نزلتي في فندق المدينة هنا وبحثنا عنك هنا في الغابة بعد احتراق الفندق

عادت لجين جهة غافر وقالت . هيا تعال سنغادر .... علينا أخدك للمستشفى

غافر : ولما تساعديني

لجين : ألم تنقد حياتي في السابق واحدة بواحدة

غافر : ألهذا الحد تكرهينني حتى أنك لا تريدي حمل جميل أنقادي لك

لجين : هيا بسرعة ( أقسم لو كنت غافر ما كنت لآخذك معي شبرا واحدا وما كنت ستنقدني لأفكر في جميلك )

غادرت بهم المروحية لطريق معبد استقبلتهم هناك سيارة جيب ركبوها وانطلقوا

لجين : للمستشفى حالا

السائق : ولكن سيدتي الأوامر تــ . . .

لجين بصراخ غاضب : عن أي أوامر تتحدث للمستشفى قلت لك

السائق : حسننا

وصلوا لمستشفي المدينة التي كانوا فيها وغافر في أسوء حالاته

خرج الطبيب من عنده وقال : حمى بسيطة بسبب الجرح وسيستيقظ خلال ساعات لقد قمنا بخياطة
الجرح ... من الجيد أنك كنتي تعقمينه ولم تتأخروا عن الحضور

اتصلت لجين بجدها من أحد الحراس و طمأنته عنها وأخبرته أنها تريد بعض النقود نزلت لسوق المدينة
أشترت أفضل فستان وجدته من بين الأزياء الغريبة و استحمت وغيرت ثيابها و أشترت حقيبة وحداء مريح
ثم اتصلت بخالها

راشد : لجين يا بنيتي العصابة تبحث عن غافر فابتعدي عنه و أرجعي

لجين : لا

راشد : ألم تتعلمي من ما مررتِ به

لجين : ماذا تريد العصابة منه

راشد : المخابرات تجهز لكمين لهم ويبدوا أن غافر معهم والعصابة قد تكون اكتشفت أمره ... إنهم يبحثون
عنه في كل مكان

أغلقت لجين الخط من خالها وسارت ركضا في الممرات رأت رجال أجانب غريبي الشكل يسألون
في الاستعلامات عن غافر عادت مسرعة لحجرته فوجدته مستيقظ

لجين وهي تجمع بعض الشاش والمطهرات في حقيبتها : بسرعة سنغادر المكان

غافر : لماذا .... ما الذي حدث

لجين : لا تكثر الأسئلة بسرعة سأخبرك بكل شيء لاحقا

خرجت لجين برفقة غافر وفي الخارج طلبت من أحد رجال جدها أن يعطيها مفتاح السيارة وهاتفه المحمول

.... : يا آنسة لا تعرضيني للعقاب أرجوك

لجين : لست آنسة ألا ترى كل هذه الجثة هنا .. إنه زوجي .... ولا تقلق لن يعاقبك السيد سأتحدث معه
ثم ركبت هي وغافر السيارة وانطلقت مسرعة


 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 15-09-14, 12:18 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276587
المشاركات: 268
الجنس أنثى
معدل التقييم: حكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 212

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حكاية امل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ملامح تختبئ خلف الظلام

 

شكررررررررررررررررررررا البارت الخامس رائئئئئئئئئئئئع , ظروفي ما سمحت لي اشكرك سابقا , , انشاءالله ظروفي تسمح لي اقرا الجزء السادس ,,, انشالله لنا لقاء اخر , دمتي بود

 
 

 

عرض البوم صور حكاية امل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملامح, تختبئ, ظلال
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية