كاتب الموضوع :
برد المشاعر
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
الجزء الثاني
في صباح اليوم التالي
لجين : ما بك يا لين لماذا كل هذا الركض يبدوا أن آنين أصابتك بعدواها ما الذي حدث ولماذا أخرجتني في هذا
الوقت الباكر
لين بأنفاس متقطعة من التعب : آآآآآآنين ....آنين يا لجين
لجين بصدمة وهي تمسك كتفي لين وتهزها بقوة : ما بها آنين أخبريني هيا هل أصابها مكروه
لين وهي تخلص نفسها من يدي لجين : آه لجين أنتي تؤلمينني توقفي لقد أسقطتي أحشائي
لجين بنفاد صبر : أخبريني ما بها أنين يا لين
لين بصراخ وهي تضرب بقدمها الأرض : الغبية تلك الغبية آنين لقد سافرت منذ الفجر ولم تودعنا تبا لها تبا
لجين بدهشة : لقد .... أااخبرتني أنها ستسافر نهاية الأسبوع
لين تمسح دموعها التي غلبتها بكف يدها : حمقاء لم تودعنا كم سأفتقدها يا لجين
لجين تمسح دمعة واحدة خانتها وفاءً لصديقتها : تلك المحتالة لقد هربت من وداعنا يا لها من محتالة
لين ارتمت في حضن لجين وبدأت بالبكاء ولجين تمسح على رأسها مواسية لها
لجين : توقفي عن البكاء يا لين ستبكينني معك ونصبح فرجة للمارة لقد سافرت ولم تمت
لين ابتعدت عن حضن لجين وقالت بصوت باكي وهي تمسح دموعا : سأشتاق لها لم أتصور يوما أن أفارقها
ولا أتمكن من وداعها ولا مراسلتها
لجين بحزن : وأنا أيضا سأشتاق لتلك المشاكسة الصغيرة ولكننا سنجتمع يوما كوني أكيدة يا لين
لين أخرجت ورقة مطوية من جيبها وقالت : لقد تركت تلك المحتالة الهاربة هذه الرسالة
لجين أمسكت الورقة وقالت بتساؤل : ماذا يوجد فيها هل قرأتها
لين هزت رأسها بالنفي دون كلام
فتحتها لجين وبدأت بقراتها :
لين و لجين صديقتاي الحبيبتان
أعذراني لأني لم أودعكما وداعي لكما شيء أكبر من أن يحتمله قلبي
سأذكركما دائما وسأشتاق لكما في كل وقت يعز على قلبي أننا لن نتواصل مع بعضنا طوال
العام القادم ولكني لن أخل باتفاقنا أبدا لقد تركت شريحة هاتفي القديمة بمنزل خالتي
واشتريت أخرى جديدة لكي لا أضعف وأتصل بكما اعتنيا بنفسيكما جيدا من أجلي
لقد أخذت صورتنا المشتركة معي أفعلا الأمر ذاته لكي
نكون بجانب بعضنا دائما أحبكما وداعا
نزلت دموع لجين التي كانت المرة الأولى التي تراها فيها لين مسحتها وطوت الورقة وقالت بحزن : سأحتفظ
بهذه الرسالة يا لين إن لم تمانعي .... أخبريني من أعطاك إياها
لين من بين شهقاتها : لا ... لا أمانع بإمكانك أخدها ... لقد أعطتني إياها خالتها عندما ذهبت للسؤال عنها لأنني
كنت أتصل بها وهاتفها مقفل قالت لي أنها سافرت فجرا بصحبة زوج خالتها
حضنت لجين لين من كتفها وقالت : تمني لها السعادة وأدعي الله دائما أن يحفظها تعالي معي لنتسكع قليلا
بالسيارة وحاذري أن تهربي أنتي أيضا دون وداعي
لين بابتسامة حزينة : لا لن أهرب بالطبع لأنك أنتي من ستقلينني بسيارتك لمحطة القطارات أم أنك نسيتي
لجين بابتسامة مازحة : أذا لا فرصة لكي للهرب يا لين ( أعذراني يا صديقتاي لن أسامح نفسي ما حييت إن
تعرضت إحداكن للخطر بسببي علي أن أحميكما من ماضيا البائس حتى أتخلص منه )
وركبا سيارة لجين وغادرا
آنـــــين
في تلك البلاد البعيدة وأمام ذلك القصر بارتفاعه شاهق تقف آنين بعد أن عادت لوطنها من جديد رافعة بصرها
للأعلى مندهشة من هذا الارتفاع المخيف تم نظرت للباب بتردد وتقدمت بخطوات بطيئة
وخلف ذلك القصر وفي ذات الوقت قدمان بحداء جلدي أسود تقيل وطويل لمنتصف الساق ومعطف أسود اللون
يصل لحافة الحداء السفلة وأغصان أشجار يابسة تتكسر تحت وطأة تلك الخطوات الثقيلة السريعة وصوت
جهوري غاضب يتمتم : ما الذي تريدون فعله بي لقد حرمتموني منها كل هذه السنوات أبعدتموها أخفيتموها عني
لتعيدوها الآن , وبكل بساطة تريدوا أن تطردوني من أفكارها وذكرياتها سحقا لكم سترون ما بإمكاني فعله
وركض مسرعا واختفى خلف ظلام نهاية القصر الضخم
دخلت أنين القصر بتردد ووقفت في بداية ردهته الكبيرة وقالت باندهاش : شكل هذا القصر من الخارج لا يوحي
بهذا الرقي الحديث من الداخل
وأضافت وهي تجول ببصرها في الأنحاء : يبدوا أنهم يجددونه حديثا لقد رأيت عمالا كثيرين بالخارج ثم وقف
بصرها على درج حلزوني ضخم كان يضم جميع أروقة القصر وكان خالي من الدرجات تماما كان أملسا وقد ثم
تغطيته ببساط سميك لتصعده مباشرة دون صعود أي درجة
ابتسمت بمكر وقالت : رائع هذا الدرج الجميل سيجعل الركض أثناء الصعود والنزول منه أكثر متعة
ثم اختفت ابتسامتها فجأة عندما رأت ممرا مظلما خلف ذلك الدرج شعرت بشيء غريب بداخلها يشدها إليه
وكأنها تريد الركض إلى هناك
.... : مرحبا بك أيتها الجميلة
كان هذا الصوت الذي أخرج آنين من أفكارها نظرت باتجاه صاحب الصوت وكان شابا طويلا ونحيلا بعض
الشيء يرتدي ملابس راقية جدا وأنيقة يبدوا على ملامحه المرح ويبدوا أنه لا يكبرها بكثير وكان ينظر إليها
بابتسامة عفوية
ابتسمت آنين ومدت يدها للمصافحة وقالت : مرحبا أنا آنين
صافحها متبسما وقال : حقا أنت آنين ... علمنا أنك ستأتي في نهاية الأسبوع مرحبا بك في بيتك
أنا هوا أبن عمتك الوسم زياد
ضحكت أنين من كلماته ثم سمعت صوت امرأة يأتي من خف الشاب وهي تقول : زياد أيها المخادع لقد قلت لي
أنك ستذهب للمطبخ الداخلي وتعود وأنت كنت تخطط للهرب مني كعادتك
زياد يحك رأسه بإحراج : آآآآه أمي أنت دائما تتعمدين إحراجي لقد كنت في المطبخ بالفعل ولم أفارقك إلا من
دقائق معدودة تعالي أنضري من لدينا هنا وابتعد من أمام أنين لأنه كان يقف بينهما مباشرة
نظرت العمة قليلا لأنين في صمت ثم فتحت ذراعيها وقالت بحب : آنين بنيتي الحبيبة هيا تعالي إلي
آنين وقفت مندهشة ( كيف علمت عمتي أنني آنين هي لم تراني سابقا على حد علمي ) ثم اقتربت منها ببطء
فحضنتها الأخرى بقوة وهي تلقي بعبارات الترحيب
آنين : عمتي كيف غرفتي من أكون
العمة : لقد أرسلت لي خالتك صور لكي منذ أسبوعين
آنين في حيرة : غريب خالتي لم تخبرني بالأمر
قالت العمة بمرح وهي تسحب آنين من يدها لمنتصف مجلس القصر : هيا تفضلي يا بنيتي لما تقفي عند الباب
آنين : أرغب في رؤية جدي والبقية أين هم
زياد وهو يضع يديه خلف ظهره : ياسر سافر خارج البلاد منذ أسبوع وسيأتي في غضون أيام أما شاكر فقد
غادر منذ الصباح إلى الشركة كعادته وقد يصل في أي وقت أما جدي ففي غرفته طبعا
سمعوا حينها صوت إطارات سيارة تتوقف في الخارج وما هي إلا لحظات حتى دخل شاب يقارب الثلاثين
من العمر دو ملامح تندمج بين الوسامة والجدية كان يتحدث عبر هاتفه المحمل بغضب ويحرك يده دليل الاستياء
مر بجانبهم دون أن ينضر إليهم أو ينتبه للشخص الغريب الواقف معهم توجه إلى غرفة بباب ضخم يصل إلى
قرابة ثلثي الجدار ارتفاعا دفعه بيد واحدة ودخل مسرعا وكان يبدوا أنه مكتبه الخاص
قال زياد بمرح : لا تستغربي يا آنين ستري هذا المشهد كثيرا ثم أشر بأصبعه على تلك الحجرة وقال : ذاك
الغاضب هو أبن عمك شاكر
العمة تضرب زياد بخفة وهي تقول : أسكت أيها المغفل شاكر أستلم جميع ممتلكات العائلة وأفنى عمره للحفاظ
عليها من الطبيعي أن يكون غاضبا وهوا يواجه كل تلك المشكلات ماذا تفعل أنت سوى الضحك والتهريج
أو التسكع
زياد بامتعاض : أمي لماذا تقولين عني هذا الكلام أنضري ستضيعين هذه العروس من يدي وأشر بلسانه لأنين
آنين بمرح ممزوج بالخجل : لا لن أتزوج شابا فاشلا بالتأكيد هههه
العمة : وأنا لن أزوجها لك حتى تمشي بواسطة إذنيك
زيا د : أأمي وكأنني لست أبنك الوحيد
الجميع : هههههه
خرج حينها شاكر متوجها للخارج وهوا ينهي مكالمته ويمسك بيده بعض الأوراق ولم ينتبه لأحد مثل دخوله
ويسير بسرعة متوجها لباب القصر
زياد : هيه شاكر
وقف شاكر فجأة والتفت ناحيتهم نضر لأنين نضرة مطولة وكأنه يجمع معلومات في عقله حول شكل الفتاة الماثلة
أمامه تم أقترب منهم بخطوات واسعة
زياد : شاكر هذه أنين لقد وصلت للتو
مدت أنين يدها لمصافحته وقالت بابتسامة : مرحبا شاكر
ابتسم شاكر وصافحها قائلا : مرحبا أنين لقد سعدنا بخبر قدومك تصرفي في قصرك بكل راحة وأخبريني إن
إحتجتي أي شيء
أنين بابتسامة رقيقة : شكرا لك شاكر
ثم أعتذر من الجميع ليعود لعمله وغادر القصر
أنين : عمتي هل لي أن أقابل جدي
العمة : بالطبع حبيبتي غرفة جدك هناك ( وأشارت بأصبعها وتابعت ) إنها في نهاية ذلك الممر
أنين : شكرا لك عمتي .... أغدراني سأذهب لرؤيته قليلا
توجهت آنين للممر وعبرته ببطء وتوتر كبيرين ثم وقفت عند نهاية الممر حيث كانت غرفة جدها وهي تحدق
بالجدار الذي يسد نهاية ذلك الممر وحدثت نفسها بحيرة : هذا الجدار يبدوا وكأنه ليس بمكانه الصحيح
لمست أنين الجدار بيدها وكأنها تحاول دفعه أو تحريكه وتابعت :لابد أن ذلك الممر المظلم في الجانب الآخر
ينتهي هنا يبدوا أنهم بنو هذا الجدار حديثا
ثم استغربت أنين من نفسها أن تنجذب لكل هذه الأشياء وكيف أن عمتها وشاكر كانا يدققان كثيرا في ملامحها قبل
أن يتعرفوا إليها وكأنهم يعرفونها مسبقا
تنهدت آنين بضيق وقالت : يبدوا أن عقلي أصبح يخلط جميع الأمور ليهرب من الواقع
ثم طرقت باب غرفة جدها بخفة وفتحته ودخلت
أول شيء وقع عليه عيني آنين فتاة تقف عند سرير الجد ولم تتبين وجه جدها من خلفها
أنين بابتسامة رقيقة : لابد وأنك الممرضة الخاصة بجدي
الممرضة بابتسامة مماثلة وهي تفسح المجال أمام أنين لجدها : ولابد وأنك الآنسة آنين
حينها وقع نظر أنين على جدها القابع فوق سريره بلا حراك وهوا يوجه رأسه إليها بابتسامة وفي عينيه
بريق غريب
ركضت أنين مسرعة باتجاه جدها وهي تشعر بكم هائل من اللهفة والاشتياق إليه وكأنها تعرفه منذ قرون
ارتمت في حضن جدها وقالت من بين دموعها: جدي اشتقت لأن أراك كثيرا يا جدي
ثم جلست بجانبه على السرير وقالت وهي تمسح دموع جدها من على خديه بيدها : لقد تخيلتك أكبر سننا تبدوا
صغيرا ووسيما جدا ثم احتضنته بقوة وقالت : أنت حقا وسيم ... أجمل وأصغر مما توقعتك بكثير
ولم يكن الجد يرد على كلام آنين بسبب مرضه كما تعلمون إلا بابتسامة رقيقة وعينان تترقرق بالدموع
استوت آنين في جلستها مرة أخرى ومسحت على شعر جدها وقالت بحب : سوف أحظر كل يوم للاطمئنان
عيك والتحدث معك حتى وإن كان ليس بإمكانك التحدث معي يكفيني سماعك لي
ثم نظرت أنين للممرضة وسألتها : ألا تستخدمون طريقة للتواصل معه
الممرضة هزت رأسها بالنفي وقالت : لا آنستي إنه على حاله هذا كما ترين
آنين : نضرت لجسد جدها نضرة تفحصيه شاملة ثم نضرت للممرضة وقالت : هل بإمكانه تحريك أصابعه
الممرضة بابتسامة : نعم بعض الشيء
وضعت أنين أصابع يدها في يد جدها وقالت : جدي هل بإمكانك شد أصابعي ولو قليلا هيا جرب
شد الجد على أصابع آنين بضغطة خفيفة وابتسم لها
أنين بسرور غامر :راااااااائع جدي لقد وجدت طريقتا للتواصل معك قم بالضغط على يدي عندما تريد
الإجابة بنعم ولا تضغط عليها عند الإجابة بلا حسننا جدي
ضغط الجد على يد أنين كرد بحسننا
احتضنته أنين بحب ثم جلست وقالت : هل توافق على حضوري إليك كل يوم لأتبادل معك الحديث
ضغط الجد على أصابعها كإشارة لموافق
كانت الممرضة تراقب الوضع بدهشة تم تحولت دهشتها لابتسامة تفاؤل وسعادة
قبلت أنين رأس جدها واستأذنت وغادرت
قابلت أنين أحدى الخادمات التي أوصلتها لجناحها في الأعلى وأخبرتها أنهم حملوا حقائبها إلى هناك
دخلت أنين الجناح وقالت بدهشة : يا إلهي هذا ليس جناح إنه شقة كاملة أيتوقعون مني أن أنام وحدي هنا
بالتأكيد سوف أجن قبل الصباح
نزلت أنين للأسفل دون أن ترتب حقائبها وتوجهت لعمتها عند غرفة الجلوس ونادت بصوت خافت : عمتي
العمة : نعم حبيبتي هل من مشكلة
أنين بتردد : آآآآآآآآ .. إمممم أردت أن اسأل هل كل ذلك الجناح في الأعلى لي وحدي
العمة : أجل صغيرتي لكلن جناحه الخاص هنا
آنين : ولكن ......
العمة : لكن ماذا صغيرتي إن لم يعجبك فيمكنك استبداله
آنين : لا لا لا لا أنا فقط كنت أريد أن أقول أنه ليس بإمكاني النوم وحدي هناك
وكأنني أنام ببيت لمفردي أنا لم أعتد على ذلك منزل خالتي كان كبيرا ولكننا كنا نقتني غرف متقاربة
الأجنحة هنا كبيرة ومتباعدة جدا يستحيل أن أنام هناك
العمة : ولكن القصر كله مكون من أجنحة وكلها بنفس الحجم لا غرفة هنا سوى غرفة جدك
التي كانت في الأساس غرفة مكتب
آنين : وما الحل إذا
العمة : لا أعلم بنيتي بإمكانك التحدث مع شاكر عن الأمر سيجد لك حلا بالتأكيد
آنين ( آآآآه ليس شاكر سيسخر مني بالتأكيد لقد سعدت عندما لم أجد زياد هنا معك )
ثم قالت بيأس : حسننا لا حل لي غيره .... أين يمكنني إيجاده
العمة : شاكر لم يعد مند غادر سيكون هنا عند وقت الغداء
آنين : شكرا عمتي سأصعد لبيتي الآن
العمة : هههه انتبهي أن تصدمك سيارة في الطريق
آنين : هههههه لا تقلقي عمتي سأنتبه للإشارات
صعدت آنين للأعلى وابتسمت العمة بسرور وقالت : لم تتغيري يا أنين هي أنت كما كنتي قبل ثمانية أعوام
استحمت أنين وغيرت ملابسها ارتدت فستاننا أنيقا فأنين تحب ارتداء الفساتين عن باقي الثياب منذ طفولتها
مشطت شعرها الحريري وتركته منسدلا على ظهرها كالعادة ثم قفزت على السرير الواسع المريح بأغطيته
الحريرية وسافرت في نوم عميق من شدة التعب ودون أن تشعر
استيقظت آنين على صوت جرس يأتي من مكان ما في الغرفة لا تعلمه جلست بتعب بسبب نومتها الغريبة تجول
ببصرها بحثا عن مصدر الصوت وبلا جدوى تكاسلت قليلا ثم قالت : لا بد وأنهم يستخدمون هذا الجرس لمواعيد
الطعام تسمرت عينا أنين من الصدمة وهي تغادر السرير عندما رأت زهرة مقصوصة الطرف بعناية ومقلمة
الأشواك زهرة جميلة لم ترى أنين هذا النوع من الأزهار سابقا ... تنام في سلام على وسادتها
أمسكتها بحيرة ثم نظرت لباب الغرفة ثم لباب الشرفة الواسعة عند نهاية غرفتها
( باب الغرفة أوصدته بنفسي وأغلقته بالمفتاح أنا متأكدة والشرفة بابها موصد من الداخل
من أين جاءت هذه الزهرة ومن أحضرها )
وقفت أنين وتأكدت من باب الغرفة ثم وضعت الزهرة على الطاولة توضأت وصلت الظهر وغادرت
الجناح للأسفل
بعد الغداء توجهت أنين لغرفة المكتب الخاصة بشاكر طرقت الباب بخفة وانتظرت أمامه
شاكر باستغراب ( من صاحب هذه الطرقة الخفيفة الخدم لا يدخلون هنا عمتي طرقتها أعلى ومتتالية ) : تفضل
دفعت أنين الباب ببطء ودخلت : شاكر أنا آسفة على الإزعاج ولكني .......
شاكر : تحدثي أنين لما أنتي مترددة هل ثمة مشكلة تواجهك هنا
آنين بخجل : نعم إنه الجناح المخصص لي هوا كبير للغاية أنا غير معتادة على النوم في مكان كبير كهذا
ثم أشرت له بأصبعها السبابة في تهديد وقالت : إياك أن تضحك أو تسخر مني أجل أنا خائفة من النوم هناك
ابتسم شاكر قائلا : حسننا أنين أنا أتفهمك الأجنحة كبيرة هنا بالفعل .... ماذا تريدين أنا في الخدمة
أنين بارتياح كبير : غرفة .... أريد غرفة بحمام وغرفة ملابس فقط هذا يكفي
شاكر : حسننا سنفتح باب غرفة نومك على الممر المؤدي لجناحك لأن جدار الغرفة مشترك معه
ولكن غرفتك ستصبح مزدحمة بالأبواب
آنين : لا بأس المهم أن يكون الممر قريبا مني
شاكر : هههه ولماذا
آنين وهي تأشر بأصبعها بحركة نصف دائرية في الهواء متبسمة : لكي أهرب إليه ومن ثم للأسفل بسرعة
عند أي خطر
شاكر بضحكة خفيفة : ولكن لا مخاطر في القصر كوني مطمئنة
آنين تهز رأسها بالنفي : لا ... يجب على عقلي أن يطمئن لكي ينام
شاكر : حاضر كما تريدين يا آنين سأطلب من العمال أن يباشروا العمل على الفور أطلبي من الخادمات
أن يخرجوا أغراضك من الغرفة
آنين بابتسامة شكر : حسننا .... شكرا جزيلا لك
وعند وصولها للباب مغادرة تذكرت شيئا فالتفتت فجأة كان شاكر يبحث عن أحد الكتب في رفوف المكتبة الدائرية
المحيط بمكتبه الدائري الشكل قالت بهدوء : ومتى سينتهون
شاكر : غدا صباحا لأنه عليهم إحضار باب جديد
أنين تحدث نفسها وهي تغادر( إذا سأنام عند عمتي الليلة )
صعدت أنين لجناحها لأنها لا تريد أن تعبت الخادمات بأغراضها
وتفاجأت عند دخولها أن الزهرة التي كانت على الطاولة قد اختفت
آنين بدهشة : ما هذا الجنون هل أنا أتخيل أم ماذا
نظرت ليدها وقالت : لقد أمسكتها بيدي لقد كانت هنا إنها حقيقة وليست خيال
ثم هزت كتفها بلا مبالاة وقالت : يبدوا أن صاحب الزهرة غير رأيه في أعطائها لي
ثم قامت بترتيب أغراضها ونزلت لاستدعاء الخادمة لإخراجهم
آنين : عمتي سأنام عندك الليلة هل تمانعي
العمة : على الرحب والسعة حبيبتي بالتأكيد لا أمانع ولكن لماذا هل من خطب ما
آنين : لا ... لقد تحدثت مع شاكر وسيقوم العمال بفتح باب لغرفتي على الممر وسينتهي
العمل غدا صباحا
العمة : إذا ستكون الليلة من أجمل ليالي عمري هل ستنامين معي على سريري
آنين : أنا أتقلب كثيرا قبل أن أنام قد يزعجك ذلك سأنام بإحدى غرف جناحك
ولكن لا تخبري أحد أنني سأنام عندك سوف يسخروا مني بالتأكيد
العمة : كما تحبين حبيبتي تعالي عندما ينام الجميع حسننا
آنين وهي تحتضن عمتها بحب : شكرا لكي عمتي أنتي رائعة فعلا
في صباح اليوم التالي : استفاقت أنين وهي تشعر بالراحة بعد نومها طوال الليل لتجد زهرة أخرى
تشبه السابقة تماما تنام عند وسادتها
قفزت أنين واقفة من الصدمة وقالت : هل هذه الزهرة تسير على قدمين أم ماذا
ثم أمسكتها بخوف ( هذه تبدوا غير السابقة لازال القطع في غصنها أخضر ومكان الأشواك
المنزوعة بعناية كذلك لا أحد يعلم بنومي هنا غير عمتي هل تكون هي من أحضرتها
ولكن لا لا لا ... لو كانت عمتي لكانت أعطتني إياها مباشرة لما ستفعل هذا )
استحمت أنين وارتدت فستانا وردي اللون يصل لمنتصف الساق ومشجر باللون الأخضر عند الأطراف
وذو كمين كاملين يصلان حد الأصابع يضغطان على كامل يديها سرحت شعرها وحملت الزهرة
وخرجت تبحث عن عمتها ولكنها لم تجدها
خرجت إلى حديقة القصر وبدأت بالبحث عن شبيهاتها في الحديقة كانت عيناها تبحثان بتمعن في الأزهار
ولم تنتبه لنفسها حتى شعرت أنها ستصطدم بشيء ما ... رفعت رأسها لتجد أنها أمام العجوز المسئول
عن تقليم أشجار الحديقة
آنين بخجل : أنا آسفة يا عم أعذرني لم أنتبه لوجودك
العم : لا بأس آنستي نادني صابر العم صابر ... يبدوا أنك تبحثين عن شيء ما
أنين وهي تمد له الزهرة : أبحث عن شبيهة لهذه الزهرة هنا
أمسكها وفي عينيه نضرة استغراب : لا وجود لهذا النوع في حديقة القصر
آنين : هل أنت متأكد يا عم
العم صابر : أجل متأكد آنا أعمل هنا منذ أعوام وأعرف كل شجرة وكل زهرة في الحديقة وفي أرض القصر كلها
ثم قلب الزهرة أمام عينيه وقال في حيرة وهدوء : كما أن هذا النوع من الأزهار النادرة لا تغرس في الحدائق
آنين : لماذا
العم صابر : هذه الزهرة يطلق عليها أسم فراشة النور هوا ليس أسمها الحقيقي ولكنها تعرف بهذا الاسم
عند الجميع وهي زهرة نادرة جدا سميت بهذا الاسم لأنه يشترط عند غرسها أن تكون معرضة للنور تماما
ودون حاجز يحجز الهواء عن السطح العلوي للزهرة وأوراق شجرتها لكي تنموا وتزهر وتكبر
وبعيدا عن أشعة الشمس في ذات الوقت
آنين باستغراب ( فراشة النور ... أعرف هذا الاسم ولكنني لا أذكر كيف و أين سمعته .... )
: وكيف يتم غرسها إذا
العم : يغرسونها في حدائق ترتفع جدرانها لارتفاعات كبيرة جدا ومساحة أرض واسعة
من أجل الجذور وتربة مخصبة بسماد معين
آنين : أنا لم أرى هذه الزهرة سابقا حتى في محلات بيع الزهور
العم : بالتأكيد هذه الأزهار ونضرا لندرتها وسرعة ذبولها فإنها تكون باهظة الثمن لذلك لن تريها
إلا في المعارض الكبيرة والخاصة بالزهور
ثم نظر للقطع في ساق الزهرة وقال : يبدوا أنها قطفت حديثا منذ ساعات قليلة جدا من أين لك بهذه الزهرة
أنا لم أراها هنا سابقا طوال سنين عملي في هذا المكان
آنين : أحدهم وضعها لا أعلم من يكون ... هل تكون هذه الزهرة هنا في مكان ما من القصر
العم : أو مكان قريب جدا منه إنها حديثة القطف
آنين : حسننا هل يبقى هذا الأمر سرا بيننا
العم صابر : بالتأكيد آنستي كوني مطمئنة
(( ملاحظة :لا تبحثوا عن هذه الزهرة لأنها من نسج الخيال ))
مشت آنين في الحديقة عائدة إلى القصر وفي رأسها ملايين الأسئلة
( ترى من جلب هذه الزهرة ... زهرة اليوم غير زهرة الأمس وبالأمس اختفت فجأة
لا أحد يعلم أين كنت سأنام البارحة والغرفة مقفلة بإحكام كيف لم أشعر بها تفتح )
ثم نظرت آنين للزهرة بحيرة ( فراشة النور أعرف هذا الاسم أجل أعرفه ... من أحضرك لي
من كلف نفسه عناء ثمنك أجيبيني أرجوك ..... يا إلهي أكاد أجن ويريدون مني أن أنام
في ذلك الجناح الواسع لوحدي .... سأترك هذه الزهرة هنا لكي لا أقع فريسة أسئلة لن أعرف لها إجابات )
وضعت أنين الزهرة فوق سياج أحد ممرات الحديقة بلطف ثم غادرت مسرعة باتجاه القصر.
يد بقفاز أسود جلدي يغطي نصف طول الأصابع فقط , أمسكت بالزهرة الموضوعة فوق السياج وحملتها
ولا شيء يسمع بعدها إلا صوت الأغصان تتكسر تحت تلك الخطوات
دخلت أنين القصر ووجدت عمتها تسأل الخادمة عنها
آنين : عمتي ها أنا هنا ... صباح الخير
العمة : صباح الخير صغيرتي أين خرجتي في هذا الصباح الباكر ولم تتناولي إفطارك بعد
آنين وهي تحتضن كتف عمتها بذراعها : لقد خرجت لتلك الحديقة الجميلة الصباح رائع بين الأزهار
العمة : هيا تعالي تناولي إفطارك معي
آنين : سأرى جدي أولا فأنا لا أحتاج إلا لفنجان قهوة عند الصباح
دخلت آنين غرفة جدها بهدوء فأستقبلها الجد بابتسامة رقيقة اتجهت إليه واحتضنته بحب : صباح الخير
أيها الوسيم لقد اشتقت إليك جدا
ثم نظرت للممرضة الجالسة على كرسي يبعد عنهم بمسافة قصيرة وتمسك بيدها
كتاب تقلب صفحاته وقالت : صباح الخير آنسة ...... آه اعذريني فأنا لم أسألك عن أسمك بالأمس
الممرضة بابتسامة : صباح النور ..... أسمي هوا أشواق
آنين : جيد ستكونين أحد المرشحات لتكون زوجة لجدي الوسيم هذا .... لقد أحببتك يا أشواق
أشواق : هههههه حقا هل ستزوجين جدك يا آنسة أنين وتضعينني ضمن المرشحات أيضا
آنين وهي تحتضن جدها : بالطبع ما إن يشفى جدي فسأزوجه من امرأة جميلة سنقيم حفلا
تحضره الأميرات الجميلات فقط لنختار أحداهن
أشواق بضحكة رقيقة : إذا ستزوجين جدك بالسند ريلا يا آنسة آنين
آنين : بالتأكيد لن يتزوج جدي إلا بأميرة الحفل هل توافق أن أختار لك عروسا يا جدي
ضغط الجد على يد أنين علامة موافقة فضحكت أنين بمرح وقالت : جدي ستكون الزوج الأكثر وسامة
على مر التاريخ
ثم تحدث أنين لجدها عن أشياء كثيرة عن دراستها عن صديقاتها لين ولجين وأخبرته الكثير عنهم
وعن مواقف عديدة حصلت لهم معا وقبلت رأسه وودعته وخرجت قائلة : وداعا يا أشواق أعتني بجدي
جيدا وإلا ستفقدين الفرصة للزواج به
وتوجهت بعدها لعمتها لكي يشربا القهوة بعد أن مضى وقت وجبة الإفطار
في الغداء كان الجميع يجلس على طاولة الطعام العمة وشاكر وزياد و آنين يأكلون جميعا في صمت
وضعت آنين ملعقتها وقالت : هل يتناول جدي الطعام دائما بمفرده
العمة : أجل صغيرتي فلا يمكنه المجيء هنا
آنين : ولما لا نذهب نحن له هناك
زياد رمى ملعقته وامسك فمه وهوا يضحك : هههههه آنين كيف سندخل طاولة الطعام هذه كلها إلى هناك
ثم أن جدي لا يستطيع الجلوس والاستناد إلا على ظهر السرير
آنين ردت باستياء : هيه ما الذي يضحكك أيها المتعجرف جدي يقضي جل يومه وحيدا
جميعكم تلقون عليه التحية لثواني معدودة ثم تغادرون إنه يعاني الوحدة ألا تشعرون به
إذا أسمحوا لي أن أتناول أنا معه الطعام وسأطعمه بنفسي ولن نحتاج لطاولتكم هذه
نظرا كليهما لشاكر وكأنهما ينتظران القرار الذي سيصدر منه
آنين ( يبدوا أن كل القرارات هنا متعلقة بموافقة شاكر ) : شاكر هل تسمح لي بذلك
شاكر وهوا ينظر لصحنه : علينا أخد الموافقة من طبيبه أولا
آنين باستياء : ماذا.... ولكنني سأطمعه بنفسي وأتناول طعامي معه أنا لن أعطيه دواء جديدا لتستشير الطبيب
شاكر بلهجة قاسية بعض الشيء : آنين أنتي تأخذين موافقتي أم تبلغيني بالأمر فقط
أنين بحزن : ولكن ماذا في ذلك هوا يتناول الطعام على أية حال
شاكر بنبرة جعلها هادئة قدر الإمكان : أنين أنت تعلمين أن مرض جدي نفسي لذلك علينا أن نراعي
كل الأمور التي قد تؤثر في نفسيته سلبا أو إيجابا الطبيب سيزوره في الغد وأعدك أن أتحدث معه في الأمر
آنين بهدوء وحزن : حسننا كما تشاء .... ووقفت مغادرة
العمة : آنين أنتي لم تأكلي شيء ولم تتناولي إفطارك أيضا
آنين وهي تغادر : شكرا لاهتمامك عمتي أنا لا أولي الطعام أي أهمية والقليل يكفيني .... عمتم مساء
خرجت أنين مستاءة من الجميع ومقتنعة أيضا بكلام شاكر تسير ورأسها للأسفل
..... : مرحبا لابد وانك أنين
رفعت أنين رأسها والتقت عيناها بعيني شاب يشبه شاكر في بعض ملامحه كان وسيما ودو جسد رياضي متناسق
ابتسمت أنين بمجاملة : نعم من أنت
مد يده مصافحا وقال : أنا أبن عمك ياسر سررت بلقائك
أنين صافحته قائلة : وأنا أيضا ..... حمدا لله على السلامة
خرج زياد حينها قائلا : مرحبا بالحاضر الغائب ضننا أنك لن تعود
التفتا إليه كلاهما ثم صافحه ياسر وغادر دون أي كلمة
أقترب زياد من آنين وهمس : إنه لا يتحدث أكثر من خمس كلمات أو أقل
أنين بصدمة وعيناها على أتساعهما : خمس كلمات لماذا هل يشتري الحروف
زياد: هههههه لا بالطبع ولكنه هكذا دائما لقد توقف في السنوات الماضية عن الحديث نهائيا ثم عاد ليتحدث بشح
إننا نتسول منه الكلمات تسولا
آنين : ولما توقف عن الكلام هل هو مريض
زياد بحيرة وهوا يمسح ذقنه : لا ... ولكنني أذكر أنه كان كالبلبل عندما كنت صغيرا ثم صمت
صمتا نهائيا فجأة رافضا الحديث وبعد وفاة والده ووالدي أصبح يتحدث بالمفيد فقط وبإيجاز
آنين : غريب حقا ...... وهل هوا شقيق شاكر
زياد : نعم هوا شقيقه الأكبر
آنين : أليس غريبا أن يتولى شاكر مسئولية أملاك العائلة وياسر هو الأكبر
زياد وهوا يتجه لباب القصر مغادرا : ياسر يتولى جميع الأمور التي تحتاج للسفر لذلك هوا غير موجود
دائما ... أنا ارأف لحال خطيبته المسكينة
.... : آنين
التفتت أنين لمصدر الصوت
شاكر : غرفتك أصبحت جاهزة يمكنك الانتقال إليها متى شئتي
آنين : حسننا .... شكرا
ثم صعدت للأعلى لترى الغرفة وطلبت من أحدى الخادمات نقل أغراضها إليها
وبعد مرور بضعة أيام كانت آنين في غرفتها ارتدت ملابس النوم ثم استلقت على السرير لتأخذ قيلولة صغيرة
أغمضت عينيها قليلا بعد أن تقلبت لعشرات المرات وبعد وقت قصير شعرت بهواء قوي
كان اتجاهه من ناحية الشرفة كانت عينا آنين مغمضتين رفضت فتحهما وكأنها تخاف من مواجهة
الحقيقة وبدأت بتحليل الأمر مغمضة العينين
( اتجاه الهواء من الخارج من جهة الشرفة والشرفة موصدة بأحكام )
لم تجد حلا إلا فتح عينيها وفور فتحهما قفزت أنين جالسة على السرير كان باب الشرفة الزجاجي
مفتوحا على مصراعيه والستائر تطير مبتعدة عن الشرفة بسبب الهواء القوي وشخص يقف خارجها
مستندا بيديه على حافة الشرفة يرتدى ملابس سوداء بنطال أسود وقميص أسود معطف خريفي يصل
لحافة حداءه الأسود الطويل وقفازات سوداء لا يظهر منها إلا نصف طول الأصابع
يخفي وجهه بعمامة سوداء تلتف حول شعره ثم تمر بوجهه لتخفي أكثر من نصف الوجه وكأنها تحتضن
رأسه لا يظهر منها إلا عينيه وعظمة الأنف الموجودة بينها
لعيناه حدقتان شديدتا السواد كانت الريح تحرك معطفه بقوة للأمام وياقة المعطف ترفرف مع الريح لتلفح
وجهه من كل الاتجاهات ينظر إليها بتركيز دون حراك وكأنه عمود من أعمدة الشرفة
آنين فاقت من صدمتها أخيرا وقفت صامتة شعرها يطير مع الريح للوراء تتبادل معه النظرات آنين بنضرة
مصدومة مندهشة والشاب بنضرة تعسر على آنين فهمها
خرجت من صمتها أخيرا بعدما استوعبت الموقف وقالت : من أنت
لكنه لم يجب ولم يتحرك تقدمت ببعض الخطوات مقتربة من باب الشرفة والشاب واقف في مكانه لم يتحرك
لم يتحدث ولم يشح بنظره عن عينيها ولازالت فيهما ذات النضرة الغامضة صوت طرق على باب غرفة آنين
كان الصوت الوحيد الذي كسر الصمت الطويل نظرت أنين للباب بسرعة وركزت نظرها عليه وكأنها
تنتظر دخول احدهم ثم استوعبت الأمر فجأة وعادت بنظرها للشرفة ولكنها لم تجد أحد
ركضت باتجاه الشرفة نظرت يمينا ويسارا ولم تجده كانت الشرفة ممتدة إلى مالا نهاية في نظرها
لأن شرفات القصر عبارة عن شرفة واحدة تلف حول القصر ولكبر حجم القصر فإن الركض عبر هذه
الشرفة يعد جنونا حقيقيا فطراز القصر قديم قد تم تجديده لعدة مرات
آنين بتفكير ( يستحيل أن يهرب خلال الشرفة لن يجد الوقت فالباب الذي يلي باب شرفتي بعيد كنت سأراه
يعبر من هناك ) نظرت لأسفل الشرفة ( إنها مرتفعة جدا لا يمكنه القفز من هنا )
ثم نضرت للجزء المقابل لشرفتها من الحديقة وجدت شابا يبدوا انه بستاني رفع بصره فأبتسم لها وحياها
بيده ثم عاد لعمله في قطف الحشائش المنتشرة على الأرض
فكرت آنين ( لن يكون هذا البستاني بالتأكيد لن يقفز من هنا ويبدل ملابسه بهذه السرعة من يكون ذلك
من يكون .. كيف ظهر فجأة واختفى فجأة....نعم سأنزل وأسأل هذا البستاني لابد وأنه قد رآه )
ازداد الطرق على باب الغرفة تأففت آنين ودخلت وأغلقت باب شرفتها ثم وقفت أمامه تفكر( لا يمكنه فتح
باب الشرفة من الخارج هل قام بفتحه من الداخل يستحيل أن يدخل من باب الغرفة ويعبر أمامي ويفتح باب
الشرفة وأنا مستيقظة ولا أشعر به )
أمسكت أنين رأسها بيد واحدة وقالت : سأجن بالتأكيد
ثم رفعت عينيها ووجدت زهرة جديدة من ذات النوع فوق سريرها غير أنها لم تكن هذه المرة فوق الوسادة
بل كانت في منتصف السرير
قالت آنين باندهاش : آآآآه لا يمكن أن تكون هذه الزهرة موجودة هنا قبل أن أنام على السرير
لأنني كنت سأحطمها بجسدي لقد وضعت للتو بالتأكيد ... عاود الطرق على الباب من جديد فصرخت
آنين بضيق : من
جاءها صوت الخادمة : آنسة آنين السيد شاكر يطلبك في مكتبه
آنين : حسننا قادمة
استبدلت آنين ملابسها بسرعة ونزلت للطابق السفلي وعقلها في عالم آخر تماما لم تستطع الذهاب باتجاه مكتب
شاكر قبل أن تقابل البستاني خرجت مسرعة ووجدته في مكانة وقف عندما رآها وابتسم لها في صمت
آنين : اسمع أيها الشاب هل رأيت شخصا يقف هناك عند الشرفة ( وأشرت بأصبعها للأعلى باتجاه شرفتها )
وتابعت : يرتدي ملابس سوداء اللون .
ولكن الشاب بقى صامتا ينظر إليها في حيرة
آنين بيأس : آآآآه تكلم أرجوك أخبرني هل رايته
ثم رأت آنين العم صابر قادم باتجاههم وقال متبسما : مرحبا آنستي الصغيرة هل من مشكلة
آنين بابتسامة حزينة : مرحبا أيها العم .. لا شيء فقط كنت أسال هذا الشاب عن أمر
(ونضرت باتجاه الشاب البستاني باستياء) ولكن يبدوا أن سؤالي لم يعجبه
العم : هههه لا آنستي هذا الشاب أخرس إنه لا يسمع ولا يتحدث
آبين بصدمة : ماذا ... أخرس ... آآآآه أنا آسفة اعتذر له نيابة عني
العم : لا تقلقي سأشرح له الأمر ثم أشار له ببعض الإشارات فابتسم الشاب لأنين وغادر
رجعت أنين للقصر وهي تتمتم باستياء : إنه أخرس ... إذا لم يشعر به بكل تأكيد ياله من شبح محضوض
وقفت أنين مصدومة عند هذه الكلمة وقالت : شبح لا لا لا كل شيء إلا هذا الأمر
طردت الأفكار كلها عن رأسها ثم دخلت القصر وتوجهت لمكتب شاكر وطرقت الباب
شاكر : أدخلي يا آنين
دخلت أنين قائلة : كيف علمت أنها أنا
شاكر بابتسامة : من طرقتك الخفيفة على الباب لقد أرسلت لك الخادمة منذ وقت ظننتك غاضبة ولن تأتي
آنين : لا... لست غاضبة أنت محق فيما قلته .. لقد شعرت ببعض الاستياء فقط
شاكر : لقد تحدثت مع الطبيب وشرحت الأمر وقد رحب بالفكرة
أنين بسعادة وهي تضم كفيها لبعضهما : حقا ... هذا أمر رائع منذ الغد سأتناول أنا وجدي وجبة الغداء
والعشاء أيضا ... شكرا جزيلا لك يا شاكر
خرجت أنين من المكتب متجهة لغرفتها وقد راودتها الأفكار من جديد ولكنها لم تكن تجد أي إجابة لتساؤلاتها
دخلت الغرفة ولم تجد الزهرة فوق السرير فقالت باستياء : لقد كنت أعلم بأن أزهاره لن تهون عليه ما إن
يعطيها حتى يرجع لاستردادها من جديد .... ياله من شبح بخيل قليل الدوق
جلست على السرير شاردة الدهن تحاول فك رموز هذا اللغز المحير ثم وقفت وتوجهت ناحية الشرفة
فتحتها وخرجت ووقفت تنظر للحديقة مستندة على حافة الشرفة بمرفقيها وتضم وجهها بين يديها
وتفكر في أحداث اليوم الغريبة نظرت باتجاه اليمين ثم عادت تنظر للأمام وفوجئت بالشاب صاحب الملابس
السوداء يقف بين أشجار الحديقة العالية البعيدة على استقامته و يديه مكتوفتان عند صدره وينظر باتجاهها
ومعطفه الطويل يطير مع الريح
اعتدلت أنين في وقفتها وكانت هذه المرة غير متفاجئة كانت تنظر إليه بصمت رفع يده ملوحا لها
ثم أعادها حيث كانت وأستمر ينظر إليها للحظات ثم نظر فجأة ناحية اليسار فنقلت أنين بصرها سريعا
لحيت كان ينظر ولكنها لم تجد شيئا عادت بنظرها إليه ولكنها لم تجده
آنين باستياء وهي تضرب حافة الشرفة بقبضة يدها : تبا لك أيها المخادع لقد استغفلتني مجددا لكي تهرب
ودخلت غرفتها ونظرت باتجاه سريرها وهي تمسك خاصرتها بيديها وقالت : بالتأكيد لن تكون هناك زهرة
هنا الآن لأني إن وجدتها فسأقفز من الشرفة منتحرة فلن يضعها وهو يقف هناك إلا إن كان شبحا
وضعت أنين يدها على فمها في خوف وقالت : ترى هل يكون شبحا بالفعل هل ثمة شخص ميت في هذا القصر
وروحه تطاردني ... لا لا لا لا إن الأزهار حقيقية كيف لشبح أن يمسكها ... استغفر الله لا وجود للأشباح يا آنين
لابد وأن هذا الشخص حقيقي ولكن لما يخفي ملامحه ترى هل علي أن أتحدث مع أحدهم عما رأيت هنا لعلهم
يعلمون بأمره أو قد رآه شخص غيري .... لا لا لا لن يصدقونني و سوف يسخروا مني بالتأكيد ويضنوا بأنني
أصبحت أرى أشياء ليست موجودة بسبب الخوف )
استحمت أنين وغيرت ملابسها مرة أخرى ثم نزلت للأسفل جلست مع عمتها وزياد اللذان كانا يتحدثان عن
سفر ياسر صباح الغد وهوا قد عاد للتو
زياد : أمي عليكم أن تزوجوه لكي يستقر قليلا لقد مر عام على خطبته
العمة : أنت تعلم أن شاكر يعتمد عليه في كل الأمور المتعلقة بالثروة في الخارج ما فهمته من ياسر أنه يفكر
أن يتزوج ويستقر هناك ... ثم أنه سيسافر ليومين فقط وسيعود
زياد : هيه أنين أين ذهبيتي
آنين : ها ..لا.. لاشيء لقد شردت قليلا ونظرت لوجه زياد الذي كان يعبث بهاتفه المحمول ويستمع لحديث
والدته وفكرت ( ترى هل يكون ذلك الشاب زياد أو شاكر أو ياسر لا لا لا لا هيئته ليست كهيئة زياد
مطلقا ربما كهيئة ياسر أو شاكر .... ياسر كان مسافرا ويتصل من أرقام دولية .. أيكون شاكر له نفس لون
العينين شديدة السواد ولكن مستحيل لقد كان شاكر بمكتبه اليوم عندما زارني
ذلك الشبح الغريب ... هل يكون أحد العمال أو خدم الإسطبلات أم أنه من خارج القصر )
زياد بابتسامة ماكرة وهو ينظر إليها : يبدوا أنك معجبة بي يا آنين
آنين بإحراج : يالك من غبي أخبرتك أني لن أتزوج من فاشل
زياد :هههههه ولكن الحب أعمى يا آنين
أنين وقفت وتوجهت إليه وضربته على ساقه بقدمها وقالت : أنت تهدي بالتأكيد
زياد يمسك ساقه ويتألم : اووووه يلك من شرسة بالتأكيد لن أتجوز من عنيفة مثلك
رفعت آنين قدمها تستعد لضربه مجددا فصرخ قائلا : لا لا لا لقد تبت أقسم بذلك
كانت العمة تضحك من حديثهما وشجارهما ... سكتت آنين ثم نظرت باتجاه الممر المظلم وقالت
: ذلك الممر لما هوا مظلم هل هوا كذلك دائما
زياد : نحن لا نستخدم ذلك الجزء من القصر
آنين باستغراب : لماذا
العمة : هذا القصر كبير جدا يا آنين وأكبر مما قد تتخيلي هل رايتي القصر من الخارج في الخلف هوا
أضعاف ذلك الحجم
زياد وهو يؤشر لها بأصبعه مهددا إياها : لذلك حاذري أن يأخذك فضولك إلى ذلك الممر لأنه متفرع ومعقد
وستضيعين هناك بالتأكيد
آنين : أنا لم أجن لأدخل ممرا مظلم سأموت من الخوف فيه قبل أن أضيع بداخله .... ولكن ما حاجتنا بقصر
كبير كهذا وعائلتنا صغيرة جدا
زياد : سأشرح لك الأمر ذلك لأن جدة جدة جدة جدتنا ايرلنديه تزوجت بجد جد جد جدنا وقد أورثت عائلتها
هذا القصر حتى يومنا هذا وقد تم تجديده من الداخل عدة مرات
نظرت آنين باتجاه الممر الآخر المؤدي لغرفة جدها وقالت : يا لها من قصة سخيفة ... هل هذا الممر كان
موصولا بالممر المظلم ذاك ثم توجهت بنظرها لعمتها التي كانت مبهوتة الملامح من صدمتها بسؤال آنين
العمة : ااااااججججـ ... لا ...لا ذلك الممر به غرف مكاتب جدك وأعمامك السابقة وهوا كذلك منذ بناءه
آنين محدثة نفسها ( الكذب وتشويه الحقائق ... يبدوا أنه موجود هنا أيضا ضننت أنه حقوق محفوظة لعائلة
خالتي فقط )
دخل حينها شاكر وتوجه ناحيتهم وقال : زياد عليك أن تشرف على العمال في الإسطبلات لأني لن أكون
هنا عند المساء
زياد : لماذا ... متى عدت وأين ستكون مساء اليوم
شاكر : عدت للتو من عند صديق لي أصيب في حادث سيارة وسأعود إليه حالا
العمة : يا الهي هل هوا بخير
شاكر : الأطباء يقولون أن الحالة مستقرة الحادث كان قويا جدا
زياد : من هوا
شاكر : إنه شقيق وليد الأوسط
في تلك الأثناء دخل أحد العاملين من خارج القصر راكضا ووقف أمام الباب وقال صارخا : سيدي لقد عاد
من جديد لقد رأيـ...... وصمت فجأة عندما تذكر وجوده داخل القصر و لأنه يمنع على العاملين الدخول
ثم قال :أسف سيدي لدخولي ولكن .......لكن شاكر وزياد لم ينتظراه حتى ينهي كلامه ركضا مسرعين
باتجاه الأسلحة التي كانت معلقة على الجدار خرج شاكر أولا وخلفه زياد
ركضت آنين ناحيته وأمسكته من يده وقالت بفزع : زياد ماذا هناك من هذا الذي
ظهر وستقتلونه
زياد بارتباك وكأنه يبحث عن إجابة : إإإنننن إنه حيوان يهدد الخيول
آنين لم تصدق تلك الحكاية لأنه لا حيوانات هنا قد تهدد الخيول فقالت وهي تمسكه بقوة : ولماذا تريدون قتله
زياد يسحب يده من يدها بصعوبة : اتركيني يا آنين سأخبرك فيما بعد
وخرج مسرعا خلف شاكر ركضت أنين خلفهم للخارج ووقفت عند أعلى درجات القصر تنظر في كل
الاتجاهات وتنتظر
بعد فترة عاد شاكر وزياد تنهدت أنين عندما رأتهم يرجعون ولم تسمع صوت أطلاق النار
آنين وهي تتبعهما للداخل : شاكر ماذا حدث هل قتلتما ذلك الحيوان
نظر إليها بتعجب وقال : أي حيوان
آنين : الحيوان الذي يهدد حياة الخيول لقد أخبرني زياد بذلك وأنتما تغادران
نظر شاكر لزياد ثم نظر باتجاه آنين وقال وهو يعيد الأسلحة إلى مكانها : لا لم نمسكه بعد
آنين : هل هذه الأسلحة تعمل لقد ظننت أنها مجرد زينة
شاكر : أجل تعمل
آنين : وكيف تتركونها هكذا معلقة في جدران القصر وهو مليء بالعمال
شاكر : هذه الأسلحة تعمل بطريقة خاصة إنها تفتح برمز سري لا يعرفه أحد إلا أفراد هذه العائلة في
الأيام القادمة سنأخذك لساحة الرماية هنا لتتدربي عليها
ثم خرج من القصر يتبعه زياد
شاكر موجها حديثه لزياد وهما خارجان : أحمق ألم تجد عذرا أفضل من ذلك الحيوان الذي حدثها عنه
حتى الأطفال لا يصدقون تلك الحكاية
زياد : وما أدراني لقد انهالت عليا بالأسئلة ماذا كنت ستقول لو أنك مكاني ... كما يبدوا أنها صدقت القصة
فأنت تعلم أن مخيلة آنين واسعة ... ماذا بشأن العامل
شاكر وهوا يفتح باب السيارة : لقد أخبرته أن يجمع أغراضه ويغادر ما كان عليه أن يخالف الأوامر بدخوله
ثم انه الغبي كاد أن يتحدث بكل شيء أمامها ... سأذهب للصلاة ثم للمستشفى لا تنسى ما كلفتك به
ركب شاكر سيارته مغادرا أما زياد فاتجه ناحية الإسطبلات
توجهت آنين لجناحها توضأت وصلت العصر ثم شغلت التلفاز وجلست على الأريكة ولازالت في دوامة
تلك الأفكار :
( لابد وأنهم يطاردونه لماذا يريدون قتله وأين كان ليعود الآن هل هوا من أعداء العائلة ولكن من يستطيع
اختراق جدران القصر العالية الحراس والعاملون في كل مكان .... قد يؤذيني انتقاما منهم ...... اااااخ لا بد
وأنني جننت أو أن القصص والروايات كما قالت لين قد أترث في عقلي .... آه لين لجين كم افتقدكما وكم احتاج
لوجودكما بقربي الآن لتفسرا معي ما يحدث هنا ... لجين كله بسبب فكرتك الغبية تلك .... أجل علي أن اعتمد
على نفسي وأواجه الأمر بشجاعة ... لكن ماذا إن كان يفكر بإيذائي لا أستطيع أن اخبرهم عن أمره قد
يستخدموني للامساك به وهو لا ينويني بسوء... ترى أين أنتما الآن يا صديقتاي وماذا تفعلان )
[COLOR="rgb(220, 20, 60)"][COLOR="rgb(220, 20, 60)"][COLOR="rgb(220, 20, 60)"]لـــين[/COLOR][/COLOR]
في تلك الأثناء وفي إحدى محطات القطارات المكتظة بالأشخاص الراحلين بأمانيهم وحكاياتهم المعلقة
في أفكارهم إلى وجهاتهم المختلفة
فتاتان تحتضنان بعضهما بحب يخالطه دموع الوداع ولا وجه مقارنة بين دموع لجين والشلالات التي
تسكبها عيني لين
لجين : حبيبتي لين أعتني بنفسك جيدا وتأكدي مما يشاع حول ذلك القصر إن كان ثمة أمر ما فعودي وأنا
سأحاور إقناع جدي من جديد ليوفر لك وظيفة
لين من بين شهقاتها : لا تقلقي عليا يا لجين سأكون بخير ... سأشتاق لكي كثيرا أعتني بنفسك أنتي أيضا
وأدعي لي دائما
لجين : ليوفقك الله يا صديقتي الغالية
ركبت لين القطار الذي أطلق صفارته وبدأ رحلته الطويلة بسرعة تدريجية ولين تخرج نصف جسدها من
نافذته الكبيرة وتلوح للجين مودعة : وداعا يا جولي وداعا يا حبيبتي
لجين تركد مع حركة القطار ملوحة للين وتمسح دمعاتها بيدها الأخرى وتصرخ : لجين ... يا حمقاء أسمي
هوا لجين .. أحبك يا لين أعتني بنفسك
وبعد مضي ساعات من سفر ذلك القطار حاملا بين إحدى مقصورته أحلام فتاة تتأمل في الغد كل الخير كما
اعتادت وكل الاحتمالات قيد لتوقعاتها حسنة أو سيئة
انتهت رحلته مؤقتا في محطة لريف من الأرياف الخلابة اندهشت لين لجمال ما تراه عيناها قالت في دهشة
: إنه ريف ولكنه يكاد يصبح مدينة , الخضرة والجبال والمزارع كريف حقيقي , والمنازل والمرفقات العامة
وكأنها مدينة صغيرة توجهت لين لفندق البلدة الصغير لأن الليل قد حل وعليها أن تستعلم عن القصر قبل أن
تذهب إليه كانت ترتدي تنوره سوداء طويلة وقميص زهري اللون وحجاب وقبعة كبيرة تخفي بها بعض
معالم حجابها ووجهها لأنها علمت سابقا أن عدد المسلمين في هذا المكان قليل جدا لذلك أرادت أن تتجنب بعض
نظرات الفضوليين بما أنها غربية عن المكان
فتحت حقيبة يدها وأخرجت بعض النقود : هذا المال سيكون كافيا لهذه الليلة لقد نفدت كل نقودي لم أعد أملك
غيرها
ثم رفعت عيناها للسماء وهي تمسك قبعتها بيدها وتنهدت ثم أنزلته للأسفل وقالت : يا رب وفقني لأجد مكاننا
يؤويني لا أريد الكثير فقط منزل وطعام وبعض المال لشراء الثياب
قضت لين ليلتها تلك في أحدى حجرات الفندق المتواضع حاولت أن تنام دون التفكير في شيء وتركت
المستقبل للغد بكل ما فيه
في الصباح نزلت لين لطاولة الطعام التي يستخدمها نزل الفندق فهي طاولة واحدة طويلة بشكل نصف
دائري يقدمون عليها الطعام وصاحب الفندق وزوجته يجلسان خلفها لتقديم الوجبات البسيطة طلبت لين
فنجان قهوة فهذه عادة الإفطار عندها وعند صديقاتها
صاحب الفندق بابتسامة : يبدوا أنكي غريبة عن البلدة
لين : نعم لقد وصلت البارحة فقط
صاحب الفندق : هل أنتي هنا لزيارة أحدهم أم لاستلام وظيفة
لين تضايقت من استجوابه لها ولكنها وجدتها فرصة مواتية لتستفسر عن وجهتها : جئت لاستلام وضيفتي
في القصر الموجود في نهاية الريف هناك وأشرت بإصبعها في ناحية نافدة الفندق الواسعة لان القصر كان
مرتفعا ومبني في مكان مرتفع فهوا ظاهر لجميع الأعيان
صاحب الفندق بصدمة وهوا يؤشر للنافدة : القصر ... ذلك لا غيره
لين : نعم وهل يوجد غيره هنا
صاحب الفندق : لا ... لا يوجد غيره ولكن ألا تعلمين ما يقال عنه
لين : أنا لا اصدق ذلك إنها محض شائعات
تكلم رجل كان يجلس على بعد مسافة يتناول بعض الخبز الفرنسي والجبن وفي يده فنجان من الشاي
: يوجد عجوز في البلدة كان يعمل هناك وقد أكد ما قيل
آنين نظرت إليه باستغراب وقالت : أيوجد رجل هنا كان يعمل في القصر
الرجل وهوا يقطع قطعة جبن ويضعها على الخبز : أجل إنه رجل عجوز مسلم
لين : هل لك أن تدلني على منزله
أخبر الرجل لين عن عنوان منزل ذلك العجوز , دفعت لين ثمن كوب القهوة وغادرت الفندق حاملة حقيبة
يدها وحقيبة ملابسها وتوجهت لوجهتها الأولى القريبة
وصلت إلى منزل صغير ذو طلاء خارجي أنيق تحيط به حديقة صغيرة جميلة ومرتبة بعناية سور المنزل
كان عبارة عن سياج مصنوع من الخشب والنحاس وتمت رجل عجوز منحني للأسفل يبدو انه يرفع شيئا ما
عن الأرض يعطي بظهره لها
لين : مرحبا أيها العم
وقف العجوز مستقيما ونظر إليها وابتسم قائلا : مرحبا يا ابنتي هل أساعدك في شيء
لين بادلته الابتسامة قائلة : نعم ... أردت التحدث معك في أمر
العجوز : تفضلي أدخلي يا أبنتي
دخلت لين لحديقة المنزل وعلمت للفور أن العجوز مسلم كما قال لها الرجل لأنه دعاها للجلوس
على طاولة الحديقة ولم يخيرها بين الجلوس عليها أو الدخول للمنزل ( وهذه هي طبيعة لين تفسر كل
الأمور وتحرك عقلها بسرعة لتجد التفسير الصحيح والحل المناسب في الوقت المناسب حيث أنها كانت
العقل المدبر لفريق الفتيات الثلاث )
لين : اعذريني على إزعاجك في هذا الصباح الباكر
العجوز : لا بأس يا أبنتي لا شيء مهم كنت أقوم به .... أسمي مايكل نادني بالعم مايكل
لين بابتسامة رقيقة : سررت بمعرفتك ..... وأنا اسمي لين
مايكل : هل أنتي عربية
لين : أجل والدي عربي
مايكل : ظننت ذلك في البداية ولكن ملامحك الجميلة جعلتني أشك ... هل أستطيع خدمتك
لين : لقد جئت لأستفسر منك عن شيء أظنك وحدك تعلم عنه
مايكل : يسعدني مساعدتك تفضلي يا أبنتي
لين : شكرا لك .... كنت أود سؤالك عن القصر الموجود هنا لقد علمت بأنك كنت تعمل فيه سابقا
مايكل : نعم كنت أعمل هناك منذ سنوات ولكن لماذا السؤال يا لين
لين : سوف أذهب للعمل هناك
مايكل باستغراب : تعملين هناك .... ولكن على حد علمي أنهم يستقبلون العاملين هناك من الرجال فقط
لين : الوظيفة التي سأستلمها لا تنفع لرجل
مايكل : وماذا ستعملين هناك
لين : سأعمل كمربية لطفل
مايكل ( غريب لا أطفال في ذلك القصر عندما كنت هناك هل تزوج سيد القصر يا ترى ) : وكيف لي أن أخدمك
لين : لقد علمت من الريفيين هنا بعض الأمور و أعتقد أن اغلبها مجرد شائعات وأردت التأكد منك
العجوز مايكل : هههههه أتقصدين أللعنة وتحول سيد القصر لمسخ
لين بابتسامة واسعة : بالتأكيد لم اصدق ذلك نحن مسلمون ونعلم جيدا أنه لا يعاقب على الارتكاب الذنوب
إلا الله ولكن أردتك أن تحدثني عن القصر
مايكل : لقد عملت هناك منذ ستة أعوام مضت وقد قضيت هناك ثماني سنوات إنه قصر كبير لا يسكنه
سوى سيد القصر العربي المسلم وله خادمة واحدة إنها سيدة في الأربعين من العمر تقريبا تقوم بشؤونه جميعها
هذا ما أعلمه عن الداخل لأني لم أدخل القصر أبدا ولم أرى السيد في حياتي قالوا أن له ولعائلته أملاك
كثيرة في هذه البلاد ويترددون عليها ولكن لا أعلم من يكون
الأرض المحيطة بالقصر كبيرة للغاية توجد فيها حظائر للأغنام والأبقار والمعز وحتى الدجاج والأرانب
وهناك بساتين كبيرة فيها أغلب أنواع الفواكه وكل الخضار تقريبا ومعمل صغير لصنع اللبن والاجبان
وعدد كبير من العمال
لين وعيناها مفتوحتين على اتساعهما : كيف يدير كل تلك الأمور وهوا لا يغادر القصر هل يكلف شخصا
بذلك وكيف لخادمة واحدة أن تعمل وحدها في ذلك القصر
مايكل : هههه أنت ذكية حقا كيف استنتجتي ذلك من كلامي ....ولكنني لا أعلم هوا يتحكم بكل شيء ولا نراه
ولا مشرفين على العمال كل العاملين هناك مسلمون مع اختلاف جنسياتهم وكلهم لا أهل لهم في هذه البلاد ولا
مأوى إنه يجمع كل من يحمل هذه الصفات إنهم يعملون هناك ويأكلون ويقيمون في منزل مخصص لهم مجانا
ويتقاضون رواتب أيضا
لين : هوا فندق بخمس نجوم إذا
مايكل : هههه باثنتين أو ثلاثة فقط الخمس نجوم قد تكون داخل القصر
لين : هل صحيح أن باب القصر لا يفتح
مايكل : بعض الشيء ... فالقصر لا يفتح بابه إلا عند مقربة الفجر تخرج منه الشاحنات الصغيرة المحملة
بالحليب و الأجبان والبيض والفواكه والخضراوات كل يوم وفي نفس الوقت ثم يعود ليقفل من جديد لذلك
لا يرى الريفيون هنا باب القصر مفتوحا
لين : ولماذا ذلك الوقت بالتحديد وأين يأخذون تلك الأشياء هل يبيعونها
مايكل : لا أعلم لما ذاك الوقت بالتحديد ولا أعلم أين يأخذونها .. سائقوا الشاحنات قالوا أنهم يحملونا
إلى مستودعات مخصصة يضعونها هناك وتنتهي مهمتهم
لين بتوتر وترقب : وماذا عن صوت الصراخ هل هذا الأمر صحيح
مايكل بنظرة شاردة : نعم لقد كنت أسمع صوت صراخ رجل قادم من القصر في بعض الليالي
لين بخوف : من يكون ذلك هل هم يعذبون العمال هناك
مايكل : لا اعتقد أنا لم أراهم يأخذون أحدا منهم لأي مكان ثم للعمال حرية المغادرة إذا أرادوا الرحيل
ويعاقب المخالفون للأوامر بالطرد فقط .... أنا حقا لا أعلم
وقفت أنين وابتسمت قائلة : شكرا لك عم مايكل لقد أسديت لي معروفا بإطلاعك لي على الحقيقة
مايكل : على الرحب والسعة أنا في الخدمة دائما ... ولكن لما وقفتي أنتي لم تشربي شيئا
لين : شكرا لك ... لقد شربت قهوتي للتو
مايكل : من سيقلك إلى هناك .. فالقصر بعيد بعض الشيء
لين : لا أعلم ... لا يبدوا أنه يوجد سيارات أجرى هنا
مايكل : سأوصلك بسيارتي المتواضعة لو رغبتي
لين : هل لديك سيارة
مايكل : إنها سيارة صغيرة وقديمة بعض الشيء أستخدمها لنقل الخضار التي أشتريها من هنا لأبيعها
في البلدة المجاورة
لين : أنا حقا ممتنة لك ... لا أعلم كيف أشكرك
أوصل العجوز مايكل لين إلى القصر , شكرته وطلب منها أن يبقى في انتظارها حتى يتأكد من دخولها للداخل
وقفت لين أمام البوابة ومشاعر تتضارب بداخلها بين الخوف والتوتر, الحيرة والتردد
( أعلم أنني ارمي بنفسي للمجهول ولكن على الأقل علمت أنهم سيوفرون لي سكننا وراتبا ويمكنني المغادرة
متى أحببت لا شيء يستلزم الخوف )
نظرت لين للخلف حيث يقف مايكل أمام سيارته ابتسمت له ثم تقدمت من البوابة وضغطت على الزر الموجود
بجانبه ففتح الباب مباشرة وبطريقة آلية فتحت لين فمها بدهشة ثم قالت : هم حتى لم يسالوا من يكون الطارق
نظرت مرة أخرى للعجوز مايكل لوحت له مودعة ثم دخلت أغلقت البوابة خلفها آليا كما فتحت
سارت لين باتجاه القصر حتى أنهكت قواها وقفت متعبة وهي تلتقط أنفاسها قائلة : آه ..اوووه ألم يكن
بإمكانهم بناء هذا القصر بمقربة من البوابة ثم تابعت سيرها عبر الطريق المخصص للعبور وبعد عناء طويل
وصلت لباب القصر وقفت أمامه لبرهة ثم دخلت بخطوات بطيئة وعيناها تتجولان وتستكشفان الموجود حولها
لين : أثاث هذا القصر أنيق جدا ولكن ينقصه بعض الاهتمام والدوق في الترتيب يبدوا أنه لا خادمات في هذا
القصر كما قال مايكل ولا سيدة له لأنها لن ترضى بكل هذا الإهمال
استمعت لين للخطوات التي كانت تقترب ببطء ثم خرجت سيدة تبدوا في منتصف الأربعين من العمر
توجهت ناحية لين مبتسمة وتضع كف يدها في كف يدها الأخرى وقالت
: مرحبا بك يا آنسة هل أنتي التي تم استقدامك للعمل هنا
لين مدت يدها مصافحة لها وقالت : نعم ... أنا ادعى لين
صافحتها السيدة بابتسامة وقالت : وأنا اسمي روز
لين : لقد سررت بلقائك هل لي أن أتعرف على عملي
روز : عليكي أن ترتاحي أولا يا لين لقد وصلتي للتو وأنا اعلم أن المسافة إلى القصر متعبة جدا لمن لم يعتد
عليها وكذلك فإن السيد قال أن عليك استلام عملك في الغد
لين : هل لي بسؤال
روز : لا
لين : ولكنني لم أطرح السؤال بعد لترفضي الإجابة
روز : أنا لا أجيب عن الأسئلة هذا ليس تخصصي
لين ( آه كم أنتي خادمة مجتهدة ) : حسننا ما الذي سأفعله حتى الغد ألن أقابل سيد القصر لأفهم منه
روز : تعالي معي غرفتك من هنا
لين تبعتها وهي تتمتم : يبدوا أن يومي الأول سيء بعض شيء
سارتا معا في ممر مليء بالغرف في الطابق الأرضي عبرتاه ووقفت روز عند آخر غرفة فيه ففتح باب
الغرفة آليا بمجرد وقوفها أمامه بطريقة السحب الجانبي ثم دخلت وخلفها لين
روز : هذه غرفتك وستقابلين السيد صباح الغد الغداء عند الثالثة والعشاء عند العاشرة لا تصعدي للطابق العلوي
إلا بأذن من السيد إذا احتجتني لشيء فغرفتي التي في بداية الممر
كانت الغرفة راقية ومرتبة ونظيفة وضعت لين حقيبتها وغادرت روز على الفور دون أي كلمة أضافية
لين : شيء ما لا يريحني في الأمر هذه السيدة تخفي شيئا ويبدوا أنها حصلت على تعليمات صارمة حتى
في كلامها معي يبدوا أنني لن أقضي وقتا طويلا هنا
نزعت لين حجابها وبدأت بترتيب ثيابها في الخزانة ثم استحمت في حمام الغرفة المخصصة لها والحمام
مظلم تماما لأنها لم تشغل الإضاءة فيه هي شديدة الحذر من هذه الناحية ولا تتق في الحمامات , ارتمت
على السرير ونامت نوما عميقا استيقظت لين على صوت طرقات على الباب توجهت إليه في حيرة وما إن
وقفت أمامه حتى انفتح لوحده مباشرة وكانت روز واقفة أمام الباب في الخارج نظرت لين لروز ثم نظرت
لعتبة الباب ثم لروز وقالت : لماذا لم يفتح لك الباب عندما وقفتي أمامه كما في المرة الأولى وفتح لي أنا التي
في الداخل هل لهذا الباب نظام معين
روز: الباب لا يفتح من الخارج عندما يكون احد موجود بالداخل أي أن الذي خارج الغرفة لن يفتح له الباب
إلا إن كانت الغرفة خالية والذي بالداخل يمكنه فتحها ما إن يقف أمامه وأشارت بأصبعها للأسفل عند عتبة الباب
من الداخل والخارج وقالت : هنا في هذا المكان
كان يوجد مستطيلان على الأرض عند العتبة من الداخل والخارج يمتدا على طول فتحة الباب باللون الرمادي
الغامق حيث كانت الأرضية من الرخام الأبيض
ثم تابعت روز قائلة : هذا هوا نظام الأبواب هنا ولا يستطيع أحد تغييره إلا السيد
لين : وهل عليا أن أقف أمام الباب كلما طرق أحد باب غرفتي
روز : يوجد زر يفتح الباب هناك عند السرير
نظرت لين للزر وقالت : جيد وماذا إن كان مغمى علي أو أشتعل حريق هنا هل سأبقى في الداخل حتى أموت
روز : لا تكثري الأسئلة لقد أخبرتك أن السيد يمكنه التحكم في جميع أبواب القصر... إنه وقت وجبة الغداء
نظرت لين للساعة في دهشة وقالت : هل نمت كل هذا الوقت علي أن أصلي الظهر أولا ثم سآتي
شكرا لكي يا روز
صلت لين الظهر وغيرت ملابسها وارتدت حجابها وخرجت متوجهة للمطبخ وجدت الطعم على الطاولة
و روز غير موجودة رفعت كثفيها بلا مبالاة وجلست تأكل من الطعام
.... : ليس عليكي ارتداء الحجاب هنا
كان هذا صوت روز جاءها من الخلف غصت لين باللقمة وبدأت تسعل ثم أمسكت كوب الماء وشربت
منه ووقفت واستدارت باتجاه روز وقالت : ما قصدك بنزع حجابي
روز : أنا لم أقل لك أن تنزعي حجابك أنا قلت ليس عليكي ارتداءه لا أحد من الرجال هنا
لين : ولكن أليس ثمة ساكنين لهذا القصر
روز : نعم ولكن لا رجال غير السيد وهوا لا ينزل للطابق الأرضي وحتى إن نزل فلن يراك لذلك
لا تضايقي نفسك بهذا الحجاب
لين باستغراب : لماذا .... هل السيد أعمى كي لا يراني إن نزل للأسفل
روز : أخبرتك أن لا تكثري الأسئلة لأنني لن أجيب فهذا ليس تخصصي
لين : آه حسننا اعذريني
قامت لين من على طاولة الطعام وغادرت لغرفتها أمضت يومها وحيدة قرأت القرآن وتجولت في الطابق
السفلي كانت كل الغرف تفتح بمجرد وقوفها أمامها الإهمال واضح والغبار يملأ الأثاث
لين : يبدوا أن المكان لا يتم تنظيفه دائما فطبقة الغبار ليست كثيفة جدا توحي أنه يتم التنظيف هنا في فترات
زمنية متباعدة ولا أثر ليدين ولا أصابع عليه كيف يكون في هذا القصر طفل هل هوا مريض ولا يغادر غرفته
أنا لم أسمع صوت صراخه أو حتى صوت لعبه قد يكون في مكان بعيد عن هنا فالقصر يبدوا أنه مكون من
طوابق , لم ترى لين روز باقي يومها ذاك , تناولت العشاء وبعد جهد عظيم استطاعت النوم بسبب نومها نهارا .
طبعا لين لم تنزع حجابها حتى تتأكد مما قالته روز
استيقظت لين مبكرا لأنها معتادة على ذلك استحمت وارتدت ملابسها وتوجهت للمطبخ وجدت روز جالسة
على الطاولة تقطع بعض الخضار
لين : صباح الخير
روز : صباح الخير يا لين هل تتناولي إفطارك الآن أم فيما بعد
لين : لا شكرا روز أنا أشرب القهوة فقط عند الفطور
اتجهت لآلة تحضير القهوة سكبت كوبا لها ثم التفتت ناحية روز وقالت : هل أسكب لك واحدا
روز : لا شكرا لقد شربت ... السيد يود مقابلتك
لين : حسننا سأقابله أولا ثم أشرب قهوتي
روز وضعت السكين من يدها ووقفت عند حوض الغسيل لتغسل يديها: كما تشائين هيا تعالي معي
صعدا للطابق الثاني الذي كان عبارة عن ممر يبدوا أنه دائري الشكل وبه مجموعة من الأبواب المتباعدة
عكس الطابق الأرضي الذي أبوابه متقاربة نسبيا
لين ( يبدوا أن هذا الطابق مقسم لأجنحة ) : روز هل الطوابق الأخرى في الأعلى يتم استخدامها
روز : لا هي فارغة تماما
ثم وقفت روز عند ثاني باب من الأبواب انتظرت قليلا فتح الباب دخلت ودخلت لين خلفها كان عبارة عن
جناح مكون من ردهة بها أربعة أبواب يوجد بها كنبة طويلة وثلاث كراسي ملتفة حول طاولة كان الأثاث
أنيقا ونظيفا للغاية عكس الطابق السفلي بقيت روز واقفة دون حراك وكأنها تنتظر الأوامر من شخص غير
موجود ثم فتح أحد الأبواب آليا دون أن يتجها له أو يقفا أمامه
لين ( آه إذا روز كانت تنتظر أن تعرف مكان السيد من بين الأماكن الموجودة خلف الأبواب )
تقدمت روز وتتبعها لين إلى الغرفة كانت غرفة مكتب بطاولة سوداء كبيرة وكرسي من الجلد
الأسود ذو مسند مرتفع جدا وكان الكرسي مستديرا للخلف لا يمكن رؤية الجالس عليه بسبب ارتفاعه
وكبر حجمه كنت صامتة و روز أيضا والجالس خلف الكرسي لم ينطق بكلمة ولا حتى نفس مرتفع
لين ( يبدوا أنه ينتظر مني أن أقول ما لدي ) : سيدي لقد جئت هنا بطلب منك كمربية لطفل وكنـ
... : لا أطفال هنا .
كان هذا الصوت الرجولي المخنوق وكأن صاحبه ابتلع شيئا ومازال عالقا برقبته هو صوت الجالس
خلف الكرسي
لين بصدمة : ولكن ...
السيد وبنفس الصوت : من دون لكن قلت لا أطفال هنا
لين : ولماذا أنا هنا إذا
السيد : لتعملي طبعا
لين : وماذا سأعمل
عندها استدار الكرسي ليواجههم , فتحت لين عينيها وفمها بدهشة وهي تنظر للجالس على الكرسي أمامها
رجل رأسه مائل للأسفل يرتدي سترة رمادية اللون بقبعة تغضي وجهه كلباس مصاصي الدماء تماما تحت
السترة قميص أبيض بأزرار أمامية ويرتدي في يديه قفازا من الجلد الأسود
لم تستطع لين أن تحدد عمره هل هوا شاب هل هوا رجل أم عجوز فالصوت المخنوق لا يعطي أي انطباع عن
عمره وحتى يديه يخفيها خلف القفازات )
قال بصوته المخنوق ذاته وبصرامة : خااااادمة
لين وهي ترمش بعينيها بسرعة ونظرها مرتكز على الجالس أمامها : ماذا ... خخخــ أدمة
السيد بغضب : هل أنتي صماء
لين باستياء : لا لست صماء ولكن لم أحضر إلى هنا لأعمل خادمة
السيد : وهل عملتي عملا أفضل من هذا من قبل
لين ( كيف علم عن عملي ) : لا وكما تعلم فقد غسلت الأطباق وقطعت الخضار وطهوت الطعام وطردوني
منه أيضا
السيد ( أترمينني بالنار ... أذكى مما توقعت ) : إذا لم يتغير عليكي شيء
لين : عملي ذاك كان بمحض إرادتي وكنت أعلم بطبيعته قبل أن أعمله هل ستمن عليا بوظيفة أنا لم أطلبها
السيد : أنا لا أمن عليكي ولا أطلب رأيك ستعملين هنا شئتي أم أبيتي وفي الوظيفة التي أحددها أنا فهمتي
لين تصرخ بغضب وتهز رأسها نفيا : لا ... لن أعمل لديك ولا يمكنك إجباري وسأغادر قصرك فورا
السيد ( لو أني لم أقسم أن لا أعذب النساء ما حييت لكنت لقنتك درسا قاسيا ولكن لدي الحلول البديلة )
ثم قال بصراخ مخنوق وبحدة : أخبرتك أنني لا أطلب رأيك أم تريدي أن تنامي بالشارع و تتسولين في
الطرقات لا ترفعي صوتك عندي مرة أخرى لكي لا تري عقابي
لين بسخرية : وتقول بأنك لا تمن ... ليس أنت من يرزق العباد أيها السيد المحترم الله وحده من يفعل ذلك
وقف من على كرسيه والظاهر انه لم يكن يرتدي سترة لقد كان معطفا صيفيا أتعرفون مصاصي الدماء في الأفلام
إنه كلباسهم تماما وضع يديه في جيوبه ورأسه على حاله للأسفل تغطيه قبعة المعطف لو رفع رأسه مستقيما
لظهر ذقنه وشفتيه توجه للنافدة وقف عليها معطيا إياهم ظهره
وقال بضحكة سخرية : لن تخرجي من هذا القصر لقد انتظرت طويلا أن تأتي بمحض إرادتك وستعملين مع
روز حتى تأتيك أوامر أخرى وإلا .... لجين وأنين لا بد وانكي تعرفين هذان الاسمان جيدا أحداهما سافرت
لقصر جدها المريض بداية الأسبوع والأخرى ....
قاطعته لين بحدة : لا دخل لك بصديقاتي سأقتلك إن اقتربت منهما ثم كيف علمت بكل هذه الأمور عني
السيد : لقد انتهت الزيارة وأظنك أذكى من أن تعانديني ولا تفكري بالهرب لأنك لن تستطعي و أحذرك من
أن تجربي عقابي
روز طبعا كانت صامتة طوال الوقت أولا لأنه ليس عليها أن تتدخل وثانيا هي لا تفهم مما يقولون شيئا
لأنهم يتحدثون بالعربية وهي لا تفهم منها إلا بعض الكلمات لأنها مسلمة
خرجت لين تتبعها روز عكس دخولهما ودموع لين لا تتوقف عن النزول الواحدة تليها الأخرى ركضت
لغرفتها و انخرطت في نوبة بكاء طويلة فكرت في كل ما واجهها اليوم ثم جلست مسحت دموعها وحدثت
نفسها بحزن
( لا يمكنه سجني هنا وجعلي خادمة لديه ... لماذا يفعل بي هذا أنا لم أؤدي شخصا في حياتي ما الذي يعنيه
بأنه كان في انتظاري لقد كان يعلم عني كل شيء ترى هل هوا من أرسل ماكس الطباخ ليعطيني العنوان
ولما يخفي ملامحه ترى هل هوا مسخ حقا كما قالوا .... آآآآه لين لابد وأنك جننتي .....
يمكنني أن أستحمل أي شيء أي عقاب سينزله بي على أن يرغمني على ما يريد ولكن صديقتاي ... لا يمكن
أن أعرضهما للخطر أبدا أنا مستعدة لمواجهة الموت من أجل حمايتهم كيف سأسامح نفسي إن أصابهم مكروه
بسببي ... آآآآخ لقد عرف كيف يكسرني )
لين الراضية دائما بظروف حياتها والمقتنعة بأن الغد بيد الله وحده كان من السهل عليها أقناع نفسها
بالواقع المرير الذي فرض عليها
لين باستسلام : ليس أمامي حل أخر سأعمل هنا حتى أجد سبيلا للخروج من هذا المنفى أو قد يموت
السيد المتعجرف ذاك وأتحرر .... آنين تعالي وانظري للمسخ الذي اعتقدتِ أنه سيحبني ويتحول
لأمير ويتزوجني إنه يريد سجني هنا كخادمة ويهددني بإيذائك .... آآآآآآه عليا أن أواجه قدري بصبر
وإرادة فكل شيء بيد الله
طرق أحدهم الباب فضغطت لين على الزر ليفتح وهي تعلم من الموجود خلفه
روز : لا تغضبي مني يا لين أنا مجرد عبد مأمور
لين بابتسامة حزينة : لا عليكي يا روز أنا لن ألومك على شيء ليس لك دخل فيه أنتي لا تعرفينني جيدا
روز : علينا أعداد الطعام ستعملين معي في الطابق السفلي جناح السيد أنا من سيقوم بتنظيفه
لين : هذا أفضل أنا لا أريد مقابلة سيدك ذاك
روز : لين لا تقولي كذلك ... لا تعرضي نفسك للعقاب
لين : وهل ثمة عقاب أشد من هذا هيا إلى المطبخ يا رفيقتي في عملي الجديد
روز : هههههه هل تأخذين جميع الأمور هكذا ببساطة
لين : أجل من سوء حظي
في الأعلى وعلى الكرسي الجلدي الأسود يجلس الرجل الذي لا تفارق سماعات الأذن أذنيه ولا يفوته
همس يهمسان به وبصوته المخنوق : إذا لن تكون تصفية الحساب معك بالسهلة أيتها الفتاة القنوعة
طلبت لين من روز أن تترك لها مهمة أعداد الطعام على طريقتها لأنها عملت مع ماكس في المطعم لفترة
طويلة وقد تعلمت منة طرق جديدة ومختلفة لأعداد الطعام وبالطريقة العربية أيضا
روز : لين أرجوك لا تعبثي في الطعام إن لم يعجب السيد فسيعاقبني
لين : لا تقلقي يا روز لن أعرضك للعقاب أبدا أنا أحب أعداد الطعام ولدي طريقتي الخاصة إن لم
تعجب السيد فسأترك لكي مهمة الطهي وأنا سأساعدك فقط
روز : أتمنى ذلك لأن السيد سيعاقبني معك إن خالفت أوامره
لين : تبا له ولما سيعاقبك أنت أيضا ... أليس بقلبه رحمة
روز : السيد لم يعاملني يوما بسوء ولم يصرخ بي حتى وكذالك مع الجميع
لين : ولماذا معي أنا رحلت كل تلك الطيبة
روز : يبدوا أنك فعلتي شيئا كبيرا ليغضب منك ويعاملك هكذا
لين : آه يا روز ليثني فعلت له شيئا لأقتنع بأنني أستحق العقاب
روز : أنا لم أفهم شيئا من حديثكما بالأمس ولكن يبدوا لي أن شجارا عنيفا قد حصل
لين : أجل لقد طلب مني سيدك قتلك ورميك في قمامة القصر وأنا رفضت وتشاجرنا
روز : هههههه يالك من كاذبة
لين : هيا أعملي بصمت وإلا طردتك من العمل
روز : هههه هل ستفعلينها
لين : روز لماذا يخفي ملامحه وما به صوته هل يعاني من مرض في حنجرته
روز : لين لا تكثري الأسئلة أنا لا أعلم
لين : ألم تري وجهه قبلا
روز وهي تقطع البصل ببطء : لا
لين : منذ متى تعملي هنا
روز : منذ سبعة أعوام
لين شهقت بصدمة : سبعة أعوام ولم تريه يوما
روز : نعم
لين : هل أنتي مجبرة على البقاء هنا
روز : لا لقد بقيت بمحط إرادتي أنا أعيش هنا كسيدة لما أجبر على البقاء ويمكنني الرحيل متى شئت وكذلك
باقي العمال الموجودين بالقصر
لين : إذا أنا فقط يحبني السيد محبة خاصة
روز :ههههها أجل يبدوا كذلك
لين : أخشى أن يحبني طوال العمر
روز :هههه الحب لا يموت يا لين ألا تعلمين ذلك
لين بضحكة مازحة : لا... ياله من خبر سيء
أنهتا لين وروزا أعمال المطبخ ثم خرجت خارجه وقالت : روز علينا أن ننظف كل هذا والصالة الداخلية
أيضا وغرف الجلوس وغرفة الطعام وسنغير ترتيب بعض الأثاث أنها مرتبة بطريقة فوضوية أفسدت
مظهرها الراقي
روز بصدمة : ماذا ننظف كل هذا ...لا لا لا أنا لا يمكنني القيام بكل هذا العمل ثم لماذا كل هذا العناء لا
ضيوف يأتون هنا ولا سكان في هذا الطابق غيري أنا وأنتي
لين وضعت يديها في خصرها وقالت بضيق : لهذا أنتي تتركي الغبار في كل مكان هنا أيتها المهملة الكسولة
لو كنت سيدك لطردتك على الفور
روز ترمي بيدها باتجاه لين : قولي ما شئتي لا يمكنني فعل كل هذا لم يكلفني السيد بذلك فلي الحرية أنضفه
متى أشاء ... ستقتلينني بالتأكيد ماذا تضنينني
لين : يالك من عجوز هل ستغلبك بعض الأثاث
روز : عجوز عجوز لا يهم ألا تري كثرتها وتقولي بعض الأثاث
لين : حسننا سنبدأ بهذا المكان لليوم وسننظف كل يوم مكان مختلف ما رأيك
روز : أمري لله ولكن لما تتعبي نفسك بأعمال لم تكلفي بها
لين : أنا لا أحب الفوضى ولا وجود الغبار أيضا , في منزل الرجل الذي كنت أقيم معه ووالدتي كنت أرتب
كل شيء و أنظف فوضته وأصدقاءه البائسين طوال اليوم
روز : مع من كنتي تعيشين
لين : مع قريب لوالدتي لكنه لم يعد يرغب بوجودي لقد صرفني من الخدمة لديه
روز : هههه ... حسننا فعل .. لكي أحضا بفرصة التعرف الكي
لين باستياء : روز يالك من أنانية أنتي لا تفكرين إلا في نفسك لو كنت أستطيع الوصول إليه الآن لقتلته على
هذه الرمية التي رماني فيها
ثم صمتت لين وقالت باستغراب : روز ... غريب لم تسأليني عن والدتي هل تعلمين أنها متوفاة
روز : يعجبني أنك لا تتركين شيء من دون تفسير .... لقد توقعت ذلك فكل العاملين هنا لا ذوي لهم
لين : لماذا وضع السيد كل هذه الشروط للعمل لديه ولماذا لا توجد خادمات هنا
روز : لا ...
لين قاطعتها : أعلم ... أعلم لا تكملي ليس عليا أن أكتر الأسئلة
روز : ههههه يبدوا أنكي قد تعلمتي الدرس جيدا
أنهت لين وبمساعدة روز تنظيف المكان وترتيب بعض الأثاث في أماكن أخرى مناسبة
لين : رااائع لقد أصبحت أجمل هكذا ... سنقوم في الغد بتنظيف مكان آخر وهكذا حتى ننتهي ثم
نعود لهذا المكان من جديد
روز : جميل لقد تغير كل شيء بمجرد تغيير مكان الأثاث ولكن لما العناء يا لين لن يأتي أحد إلى هنا
لين : السنا أنا وأنتي نقيم هنا ... إذا لماذا لا نقيم في مكان جميل ومرتب حتى نفسيتك ستتغير
روز : اجل أشعر أنني في مكان آخر
قضت لين يومها مع روز تريها معدات المطبخ وأغراض المخزن الخارجي وشرحت لها بعض الأمور
عن الطابق اللذان سيقيمان ويعملان فيه
لين : من يحضر أغراض المطبخ من الخارج
روز : كل شيء من داخل القصر الفواكه الخضار الحبوب الدقيق البيض الجبن والحليب وحتى اللحوم
لين : من المزرعة والحظائر
روز : أجل العمال يحضرونها كل يوم
لين : إذا عملك هنا هوا أعداد الطعام وتنظيف جناح السيد فقط
روز : أجل
لين ( لا بدا أنه لن يكلفني بهذا العمل السهل فقط لقد قال حتى تأتيك أوامر أخرى ترى ما الذي يخبأه لي
ذلك المتعجرف )
روز : لين في ماذا شردتي
لين : لا شيء مهم ما الذي سنقوم به الآن
روز : سنبدأ بتحضير العشاء
لين : جيد ... أخبريني أي الأطباق العربية تحبين لكي نعدها وعلى طريقتي
روز : ههههه لين نحن هنا من أجل خدمة السيد ونطهو الطعام له وليس لي
لين : هيا هيا اخبريني هوا سيتناول الطعام في كل الأحوال
روز : آمممممم لقد تذوقت طبقا عربيا لمرة واحدة في حياتي لقد أعجبني كثيرا ولازلت أذكر طعمه حتى
الآن .. أسمه .. اسمه .. أعتقد كسكوس
لين : ههههه إنه الكسكسى هذا الطبق تشتهر به دول المغرب العربي هيا ساعديني سنعد طبق
الكسكوس وسيعجبك كثيرا ههههه
روز : لا تسخري مني اسمه صعب جدا
لين : هل يوجد سميد هنا
روز : نعم كل شيء متوفر
لين : من يجلب الأغراض الغير متوفرة في المزرعة كأدوات الاستحمام المنظفات و الأغراض الخاصة
روز : لا أعلم أنا فقط أدون الأشياء في ورقة وأعطيها للسيد شهريا ثم يقوم أحد العمال بجلبها إلى هنا
لين : هل يخرج العمال من القصر
روز : لا إلا للضرورة القصوى وبعلم وموافقة السيد حتى الطبيب يوجد هنا واحد
لين : إذا حياتي هنا لن تختلف عن باقي العمال سوى أنه بإمكانهم المغادرة متى شاءوا وأنا لا يمكنني ذلك .
انتهتا من جميع الأعمال لينتهي يوم لين الأول في عملها الجديد
روز : طبق لذيذ حقا يا لين أنتي ماهرة
لين : شكرا يا روز سأعد لكي كل الأطباق التي تحبينها وسنكثر الملح للسيد لكي يصاب بالضغط ويموت هههه
روز : هههه لو سمعك السيد فسيعاقبك ويعاقبني هل تفكرين حقا في قتله
لين : لا بالطبع أنا لا أؤذي شخصا حتى ولو فكر بإيذائي حتى أعلم لماذا يفعل ذلك أولا
روز : ألا تعلمين شيئا عن سبب كره السيد لك و إجبارك على العمل هنا
لين : أخبرتك أنني لا أعلم , أقسم أنني لم أعرف سيدك في حياتي ... آه حقا ما هوا أسمه قد أكون قابلته من قبل
روز : لا أعلم
لين مندهشة : روز ستقتلينني قبل أواني بالتأكيد , تعملين هنا لسبع سنوات ولا تعرفين أسمه
روز : اجل وليس لي أن أسأله عن أي أمر يخصه
لين : أليس لديه أقارب ألا يزوره أحد
روز : منذ عملي هنا لم ألتقي شخصا في هذا القصر سوى السيد
لين : هل هوا وحيد
روز : لا أعلم باب القصر لا يفتح إلا من غرفته لا أعلم إن كان ليس لديه أقارب أم أنه هوا الذي لا يستقبل أحد
لين : كيف تتحدثي معه ولا تسألينه عن كل هذه الأمور الغامضة لو كنت مكانك لأصبت بورم في عنقي
من كثرة أمساك صوتي عن الخروج
روز : هههه أنا لا أتحدث معه كثيرا ماذا تضنيننا ...أصدقاء مثلا
لين : روز كيف تستحملين العيش هنا لا تلفاز لا هاتف ولا حتى شخص تتحدثين معه
روز : أنا أحب هذا المكان وعملي فيه أيضا وأحب السيد ومستعدة لأن أخدمه كل عمري
لين : كيف وصلتي إلى هنا ولما تحبين هذا السجن على الخروج خارجا
تنهدت روز وقالت : آآآآآه هذا القصر جنة أمام حياتي في الخارج لقد عشت في دار للأيتام لقيطة ليس لي
أهل وعندما بلغت الثامنة عشرة أخرجوني من الميتم ذهبت لأبحث عن عمل وأكمل دراستي التقيت
بسيدة عاملتني معاملة رائعة ووفرت لي عملا أيضا ثم ورطتني في أعمالها المشبوهة وأصبحت تهددني
فاستسلمت لها على دخول السجن أصبحت تبيعني للرجال وتصورني معهم أيضا هربت منها عدة مرات
وكانت تعيدني وتهددني بالصور والأفلام والسجن كان لها جارة مسلمة كنت أتحدث معها دائما عبر الجدار
كانت تحدثني عن الإسلام حتى اقتنعت به وأسلمت سبحان الله لقد أخبرتني أن عليا أن أتوجه لله بالدعاء
واطلب أي شيء وهوا يعطيني ما فيه الخير لي ويدخر الباقي ليوم الحساب كنت أدعوا الله في صلاتي
التي علمتني إياها تلك الجارة وفي يوم طرق الباب شخص ولم يكن بإمكاني فتحه طبعا لأنها تسجنني هناك
رأيته من عين الباب كان يبدوا عربي الملامح تلفت يمينا ويسارا عدة مرات ثم قام بتمرير ورقة لي من
تحت الباب كان فيها عنوان هذا القصر استغللت أول فرصة للهرب وقدمت إلى هنا
لين : وكيف وتقتي برجل لا تعرفينه يضع لك عنوانا في ورقة
روز : لقد كان مكتوب في الورقة بسم الله الرحمن الرحيم فعلمت إنها من شخص مسلم تم مكتوب تعالي إلى
هذا العنوان ولن تتمكن هذه الفاجرة من الوصل إليك
لين : يا الهي ... روز كم عانيتي في حياتك ولكن هل ستبقي طوال عمرك هكذا لن تتزوجي ولن تنجبي أطفالا
روز : لا لم يعد لي رغبة في كل الرجال بسبب ما رأيته منهم لقد أقترح علي السيد أن يزوجني من أي العمال
الراغبين بالزواج أشاء و أقيم معه في منزل لوحدنا واعمل هنا في القصر ولكنني رفضت
لين : أنتي محقة الرجال سيئون جدا كل الرجال الذين قابلتهم في حياتي كذلك أساتذتي في المدرسة كانوا
يكرهونني لأنني كنت أتوقع نوع الأسئلة التي سيضعونها في الاختبارات من أسلوبهم في الشرح ومن
كلامهم عند أخبارنا بموعد الامتحانات
العجوز الذي كنت أقيم لديه طردني ما إن توفت والدتي وحتى جد لجين كان يكرهني لأنه أعتقد أني
و آنين شجعنا حفيدته على البقاء في دين الإسلام .. وختام الأمر هذا السيد الذي سجنني هنا دون محاكمة
ثم تنهدت لين وقالت : هيا علينا أن نخلد للنوم لقد سهرنا كثيرا لن نستيقظ غدا نشيطين .... تصبحين على خير
غادرت لين المطبخ توجهت لغرفتها استحمت وارتدت ثياب النوم ونامت كالعادة تحاول ألا تفكر في
شيء وتركت الغد للغد
في الصباح توجهت لين للمطبخ وجدت روز هناك
لين : صباح الخير
روز : صباح الخير ... هل أسكب لكي القهوة
لين : لا شكرا لا تتعبي نفسك سأسكبها لوحدي هل أعدتي الافطار
روز : نعم وحملته للسيد منذ قليل
لين : لماذا لم تقومي بإيقاظي ما كان عليكي تركي أنام حتى هذا الوقت
روز : لقد كان يومك بالأمس شاقا وسيئا جدا لذلك تركتك ترتاحي
لين : ماذا سنفعل اليوم
روز : لا شيء الغداء فقط
لين : لن تهربي من التنظيف علينا أن ننظف غرف الجلوس
روز : ألن تغيري رأيك أبدا
لين وهي تهز رأسها نفيا : أبدا ... لا يمكنني العيش في مكان غير نظيف أمامنا وقت كافي قبل الغداء
سننظف ما يمكن تنظيفه ونترك الباقي فيما بعد
روز : حسننا لا حل لدي يبدوا أن السيد يريد عقابي انا بتركك هنا
لين : هههه هيا أيتها الكسولة هذا العمل ليس بشيء
لين و روز قامتا بالتنظيف وأصوات ضحكاتهما تملا المكان وهما يحاولان الوقوف بتبات فوق
الأرضية الرخامية الزلقة المليئة بالماء والصابون و قد وقعتا أكثر من مرة
شخص ما في الأعلى لم يفته شيء من تلك الأصوات وبصوته الرجولي المخنوق: وكأنها تعمل هنا
بمحض إرادتها ......يبدوا أنه عليا تغيير عملك قريبا
أما في الأسفل
روز : أووووه إنه عمل متعب ولكنه ممتع
لين : أجل لقد عملتي جيدا اليوم
روز : آآآآخ البارحة لم أنم جيدا بسبب الإلم في قدماي
لين : هذا لأنك كسولة ومفاصلك قد أكلها الصدأ هههه
روز : أنا لست شابة مثلك لأتحمل كل هذا
لين : لا ليس كذلك هذا لأنك لم تعتادي إلا على النوم أيتها العجوز ههههه
روز : الن ترأفي بهذه العجوز إذا
لين : لا هههه
روز : علينا أعداد الغداء السيد طلب أن تتولي أنتي أعداد الطعام يبدوا أن طعامك قد أعجبه
لين : لا أعتقد ذلك هوا يريد تكليفي بالعمل فقط
روز : الطعام كان لذيذا جدا بالأمس ثم أن السيد أكل كمية كبيرة منه أنا لا أعرف إلا الأطباق الغربية
التقليدية يبدوا أن الطعام قد أعجبه بالفعل
كانت لين تعد الغداء بانسجام تام فهي تحب الطبخ بجنون ومنذ طفولتها و روز تراقبها بتمعن
روز : لين أنتي فتاة جميلة ونشيطة وطباخة ماهرة أيضا لماذا لم تتزوجي حتى الآن
لين: لم أكن أفكر إلا بدراستي ثم أنني أرفض الزواج بغير عربي مسلم لن أتزوج من غير عربي
حتى لو كان مسلما
روز : غريب مع انك عشتِ حياتك كلها هنا... هل زرتي بلادك العربي سابقا
لين : لا .. ولا مرة ... لم يكن لدينا مال لنسافر هنا كيف كنت سأسافر لبلدي
روز : وماذا عن أهل والدك أين هم
لين : لا أعلم ... لم أعرفهم في حياتي
مرت بضع أيام على لين وهي على هذا الحال تعمل في النهار تطهوا الطعام وتنظف البيت هي و روز
وتنام في الليل
لين وهي مستلقية على سريرها وقد فارق عينيها النوم ( ترى كم سأبقى على هذا الحال إلى متى ستطول فترة
سجني ... آآآآه لين يبدوا أن الشيطان قد وجد مدخلا واسعا لكي , كنتي قادمة للعمل هنا على أية حال أما فترة
بقائي فالله وحده من يحددها ليس أنا ولا ذاك السيد.... اووووف كنت سأتقاضى معاشا على الأقل وأجمع
بعض المال وأرحل )
ثم تنهدت بضيق وقالت : أستغفر الله ... أنا دعوت الله كثيرا قبل قدومي ولن يحدث إلا ما فيه الخير لي
حمدا لله أنها ليست آنين أو لجين في مكاني آنين مدللة ولن تستحمل ولجين شخصيتها القوية لن تتأقلم مع
الوضع ... آه لو بإمكاني الهرب لهربت على الفور
ثم فكرت ( لو هربت أين سأذهب ... بل وكيف سأهرب ... لجين و آنين لن يبحثا عني قبل سنة ...
لجين يا غبية اقتراحك ذاك كان سيئا للغاية ... أتمنى أن يكون حظكما أفضل من حظي يا صديقتاي )
وفي الأعلى وعلى سرير بارد جثة لرجل هوا أقرب للموت من الحياة
أمسك بخيط سماعة الأذن بيده وسحبها بكل قوته ورما بالسماعات على السرير وبدأت صورة الماضي
تتراءى أمام عينيه
فتاة صغيرة تركض وتضحك : هههههه هيا أمسك بي
وتغيرت الصورة لشابة تبكي بألم : أرجوك أرحمني أرجوك .... أقسم أنه لا دخل لي أقسم لك .
أغمض عينيه بقوة وبدأت تلك الجزيئات الصغيرة تسري بجسده وتمزق كل خلية تعبر بها فانطلقت منه
صرخة مدوية زلزلت المكان .... صرخة رجل يتقطع ألما : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
قفزت لين من على السرير جالسة وهي ترتجف بقوة : ما هذا من هذا الذي يصرخ بالأعلى
خرجت راكضة من غرفتها واتجهت لغرفة روز طرقت الباب بكل قوتها وهي تصرح : روز افتحي
الباب يا روز هيا أفتحي
فُتح الباب بوقوف روز أمامه سحبتها لين للخارج بقوة وقالت : ما هذا يا روز من الذي يصرخ في الأعلى
روز : لا أعلم ولا دخل لي هيا عودي للنوم يا لين
لين وهي تسحبها من يدها : لا لن أنام هيا تعالي معي علينا أن نصعد إنهم يعذبون شخصا هناك
جرتها روز للغرفة وقالت بغضب : لا لن نصعد وأحذرك من الصعود لن نستطيع تحمل عاقبة مخالفة
الأوامر هيا أذهبي لغرفتك ولا تخرجي منها
دخلت لين غرفتها مستسلمة وخائفة وتأكل رأسها الحيرة وما هي إلا ثواني معدودة وسمعت الصرخة
ذاتها من جديد
لين برجفة ( هذا ما تحدث عنه الريفيون وما أخبرني به العجوز مايكل ترى أيعذبون شخصا في الأعلى
أم انه ثمة شخص مريض هناك روز أخبرتني أن الطوابق العلوية فارغة وهي تحمل الطعام لشخص واحد
فقط وهو السيد , مايكل أخبرني أنهم لم يأخذوا أحدا أمامه للتعذيب هل هوا السيد أم شخص يحتجزه
ولا يدري عنه أحد ... لا أستغرب ذلك من شخص غريب الأطوار مثله )
ثم أغلقت أذنيها بيديها وخفضت رأسها للأسفل وقالت بأسى : يا رب إن كان شخصا مريضا فأشفه وإن
كان شخصا يعذبونه فخلصه منهم .... يا رب
ومرت الأيام على لين وهي على حالها منذ قدمت تعمل في النهار وتصبر نفسها على التحمل في الليل
ولم تجد إجابة لسؤالها عن الصراخ عند روز
سمعت الصراخ في ليلة أخرى مضت وما كان منها إلا أن أغلقت أذنيها وهي تدعوا لصاحب الصرخات
وتبكي لألمه
كانت لين جالسة تتناول غداءها عندما نزلت روز من عند السيد
روز : لين السيد يريد مقابلتك
لين : علمت أن هذه الوظيفة المريحة التي تكرم بها علي لن ترضيه
روز : لما تستبقي الأحداث أذهبي وأعلمي أولا
لين : حسننا يبدوا أن هذا اليوم سيكون من أجمل أيامي هنا
روز : هههه هل أنت مشتاقة لرؤية السيد لهذا الحد
لين : آه روز إنني أتشقق شوقا لرؤيته ألم تعلمي .... هيه أنتي لن تذهبي معي
روز بدأت بغسل الأواني وهي تعطي لين ظهرها : لا ... أذهبي لوحدك لا يمكنني حضور لقاء
المشتاقين سيكون كاللقاء السابق بالتأكيد
لين : اوووه روز يا غيورة هل تغارين مني على سيدك ههههه
روز رمتها بالإسفنجة المليئة بالصابون وهي تغادر المطبخ هاربة
روز : ستعودين يا سليطة اللسان وسأريك
ثم ابتسمت روز وقالت : كم أتمنى أن لا يسيء معاملتها لقد أحببتها كثيرا أتمنى أن لا ينقلها من القصر لمكان آخر
صعدت لين للطابق العلوي وهي تعلم أن كارثة ما بانتظارها
وقفت أمام الباب وقالت : لن يعفوا عني بالتأكيد لابد من أن مفاجأة سارة تنتظرني .... ( لو كانت لجين
في مكاني الآن لحطمت رأسه بالتأكيد .... آه أين أنتي الآن يا لجين )
[COLOR="rgb(220, 20, 60)"]لجــين[/COLOR]
بعد سفر لين بشهرين
وفي تلك البلاد البعيدة جدا عن لين والقريبة جدا من آنين نزلت لجين من الطائرة بملابسها الأنيقة
وحجابها المرتب تسير بثقة وخطوات ثابتة خرجت لجين وهي تتابع كل المارة السيدات العربيات
المحجبات الرجال بلباسهم التقليدي الخاص بدولتها شعرت بشعور غامر من الرضا شعرت أنها تنتمي
لهذا العالم لهذه الوجوه رغم اختلاف شكلها عنهم ببياضها الناصع وعيناها الخضراء الناعسة عرفت
لجين السيارة التي ستقلها من الحارسين الموجودين أمامها فقالت بضيق : آه جدي وخالي متفقان على كل
شيء ما كنت بحاجة لهما
ثم تقدمت ناحيتهم وقالت : لا بأس من أجل البرستيج فقط
ركبت السيارة الفاخرة وقالت : إلى قصر خالي راشد
وصلت لجين القصر صعدت الدرجات بخطى ثابتة وكان راشد في استقبالها
رجل في الخمسين من العمر يتمتع ببنية جسدية قوية ابيض البشرة أبيض الشعر يشوبه السواد .
طبعا هوا خال والدها , أم والدها لم تكن عربية كما علمنا سابقا وراشد هوا أخوها غير الشقيق أي أن
جدها قد تزوج من امرأة عربية ثم من جدتها والدة والدها
راشد فاتحا ذراعيه لها : مرحبا بحبيبتي الجميلة لجين
لجين احتضنته بقوة وكأنها تبحث عن والدها في حضنه وقالت : حبيبتك وتنقطع عن زيارتها أيها المخادع
راشد : من خوفي عليك بنيتي ما عساي أن أفعل .... لم أوافق على مجيئك لولا إصرارك
لجين : وهل سأختبئ طوال العمر
راشد : حتى يصبح غافر في السجن أو مع الأموات على الأقل
ضحكت لجين وقالت : يبدوا أنه لن يكون في أحد ذاك المكانين إلا على يدي
راشد : ألن تغيري رأيك
لجين : ما جئت هنا لأغير رأيي أم أنك ترى أن ما فعله غافر بي وبابن أختك وزوجته هين
راشد : لا بنيتي ولو أني وجدت دليل واحد على ما فعله لسجنته منذ أعوام , و الانتقام منه بالطرق
الأخرى تركته لك لأنك الأحق به .. ولكن هوا خوفي عليكي صغيرتي
لجين : لا شيء قد يضرني إلا الموت وأنا مستعدة لأن أموت في سبيل الانتقام منه
راشد : لجين أنا أخاف عليك من هذا الحقد الذي يملأ قلبك أكثر من خوفي عليك من غافر
لجين : لا حياة لي وهوا موجود .... عندما أخد بحقي منه سيموت كل شيء أسمه حقد في قلبي
لأنني لا أحمل حقدا إلا له ...... هيا أخبرني بكل المعلومات
راشد : هههههه لما كل هذا الاستعجال لقد وصلتي للتو لنتناول الغداء وارتاحي قليلا أولا
لجين : لن أرتاح ولن أتناول الطعام قبل أن تخبرني
راشد وهوا يضع يده على كتف لجين ويصطحبها لمكتبه : يبدوا أن نهاية غافر ذاك قد قربت
دخل راشد وبصحبته لجين إلى غرفة المكتب جلس على مكتبه وجلست هي مقابلة له
وضع راشد يديه على طاولة المكتب مضمومتين لبعضهما وقال : ما الذي تريدين معرفته
لجين : كل شيء
راشد : حسننا لقد اختفى غافر منذ أربعة أعوام كما تعلمي في كمين فاشل نصب لعصابة متاجرة الأسلحة
التي كان يتعامل معها في صفقة تسليم لدفعة سلاح في أحد الدول الأفريقية وقد أفلتوا من قبضتهم بسبب الحريق
الكبير الذي نشب حينها في المكان ووصل الحريق لكل الغابة المحيطة ولم يجدوا جثثه ولم يظهر بعدها وضنوا
أنه مات ويبدوا أنه كان يختبئ عن الوجود حتى هدئت الشوشرة حول القضية ففي نظر القانون هنا هوا غير
مذنب بسبب الخلافات بين الدولتين ... عاد للظهور منذ حوالي ستة أشهر
لجين بشهقة : منذ ستة أشهر ولم تخبرني
راشد : ما كنت لأخبرك قبل أن نتجهز لكل شيء وفكرت مرارا أن لا أخبرك
لجين : إذا لولا الصحف ما كنت سأعلم
راشد : لا ... ما كنت سأخفي عنك أمرا كهذا ولكن كان ثمة أمور عليا تجهيزها أولا ... حسننا هل نتابع
لجين : بالتأكيد
راشد : غافر عاد بحروق بليغة في بعض أنحاء جسمه أنا لم أقابله ولكن المعلومات أكيدة وهوا لا يخرج من
قصره المليء بالحراس يدير أملاكه من هناك وشركته الرئيسية المكان الوحيد الذي يذهب إليه
والمعلومات الأكيدة تفيد أنه عاد لتجارة الأسلحة ويبدوا هذه المرة أن التجارة توسعت لدول عربية
بلادنا قد تكون من ضمنها
لجين : سحقا حتى الحرق بالنار لم يجعله يتوب ... وكيف تسكت السلطات عنه لما لا يلقوا القبض عليه
راشد : ثمة مجرمين كبار لا أحد يستطيع المساس بهم حتى الحكومات قد تحميهم بسبب الفساد الداخلي
فيها .... ها ... هل أنتي مستعدة
لجين : كل الاستعداد
راشد : لقاءاتي بك يجب أن تكون قليلة ومدروسة وسنتواصل عبر الهاتف لكي لا يراك أو يعلم بقربك مني
لأنه يعرفني جيدا ويعرف من تكوني بالنسبة لي وحتى دعمي لك سيكون في الخفاء فنفوذ جدك تقوم بأكثر
من اللازم ستكونين محمية تماما ومراقبة ولن يستطيع لمس شعرة منك اشتريت لك منزلا كبيرا باسمك
رفض جدك إلا أن يدفع ثمنه وزدت عدد الحراس في الخارج والداخل والمنزل مزود بكمرات مراقبة
حتى في الحديقة لأضمن سلامتك حتى مع الحراس وهناك ممر سري للخروج سأطلعك عليه من أجل
الضرورة ... رائد هوا مهندس الكمبيوتر الأشهر في البلاد سيكون تحت خدمتك وإن لم تطلبي ذلك أنا أعلم
أنك خبيرة في هذا المجال ولكنه سيساعدك كثيرا وبامكانك الوثوق به وسأعرفك عليه في القريب العاجل
وهناك أمر آخر بخصوص غافر... لقد علمت أنه وبعد ظهوره يتزوج النساء الأجنبيات من أصل عربي
وحتى بعض الأجنبيات لليلة واحدة فقط ويطلقها في ذات الليلة بسرية تامة وبموافقة النساء اللواتي يتزوجهن
وبعلمهن المسبق بموضوع الطلاق
لجين : ولما يفعل ذلك
راشد : لا أعلم الأمر غامض جدا وغريب لا أفهم لما يقوم بذلك ولا أحد يعلم السبب غيره حتى اللاتي يتزوجهن
لا يعلمن بالسبب وقد قالت إحداهن أنه لم يلمسها مطلقا
لجين : غريب .... ذلك الفاجر لن يحتاج للزواج من أجل نزواته يبدوا أن التشوهات هي السبب فهوا يبحث
عمن تستحمل منظرة ... قد تكون الحروق سببت له تشوهات في جسده
راشد : لا أعلم .... وهناك معلومات سرية عن يوم حادث إختفاء غافر قد تفيدك سأخبرك عنها في وقتها
...ولكن عليكي أن تكوني حذرة لا بد وأنه لازال يذكرك وسيبحث عنك لقد وفرنا لك الحماية
ولكن عليك توخي الحذر... إنه مليونير مشهور في دول كثيرة و خطير أيضا
لجين : بالتأكيد خالي الحبيب .... هل نتناول الغداء الآني إني جائعة جدا
راشد : ههههه... يالك من محتالة ... بالتأكيد الغداء في انتظارنا وزوجتي وبناتي خارج البلاد بصحبة
أبني الأكبر لقد رتبت الأمر لكي يكونوا بعيدين ولا يعلموا بأمرك أنتن النساء كثيرات الترترة وقد يفسدن
كل شيء
لجين : هههه هل نحن النساء الثرثارات وماذا عن المعلومات الاستخبارات التي لا يسربها إلا الرجال
راشد : ههه كل هذا بسبب جدك الثرثار ذاك هوا من يخبرك عن كل ذلك
غادرت لجين قصر خالها بعد أن تناولت وجبة الغداء متوجهة بصحبة الحراس لمنزلها الجديد كان منزلا
كبيرا مكون من طابقين في الطابق السفلي غرفة جلوس وغرفة للطعام ومطبخ داخلي وآخر خارجي
وحديقة واسعة وجميلة أما الطابق العلوي فغرف نوم وجناحين فرديين
صعدت لجين للطابق العلوي واختارت أحد الجناحين الذي تطل شرفته على الجانب الأمامي للمنزل وطلبت
من الخادمة حمل حقائبها وترتيبها في غرفة النوم وجلست في ردهة الجناح خلعت حجابها ببطء
وقالت بألم : علي تركك بعض الوقت لكي لا يُكشف أمري
فتحت شعرها الملفوف بلفات غريبة ومدهشة لينزل على أكتافها وظهرها وكأنه أمواج بحر
وقالت بحزم : الآن حان دورك يا ( جولي)
رن هاتف لجين نظرت لشاشة جوالها بحيرة ( هذا الرقم ليس مسجل لدي غريب لا أحد يعرف رقم هاتفي
الجديد سوى جدي وخالي راشد قد يكون أحدهما هو المتصل ) ردت لجين على هاتفها وجاءها صوت رجولي
غريب عنها لم تسمعه من قبل : مرحبا آنسة لجين
لجين ألجمتها المفاجئة ولم تستطع الكلام ( من هذا الذي يعرف رقمي وأسمي الحقيقي )
لجين : من أنت
..... : ألن تردي التحية بمثلها أولا
لجين : قل من أنت أو سأغلق الخط
...... : أنا رائد حدثك عني السيد راشد اليوم
لجين : آه أجل المهندس رائد ... أعذرني لم أتوقع أن تكلمني عبر الهاتف
رائد : لا بأس آنستي يسرني التعرف إليك والتعامل معك استشيريني في أي أمر تريدينه ، سأرسل إليك
ببريدي الالكتروني لنتواصل عبره أو عبر الهاتف لنبعد الشكوك
لجين : جيد سأرسل لك بعض المعلومات وسنعمل عليها .... المعلومات لدي عن شركاته وحساباته
لقد أوصلتني لنصف الطريق سأرسل إليك قرص يحوي معلومات في حالة أختفائي عليك أن تكمل المهمة
خطوة بخطوة كما هوا مدون في القرص أنا أعتمد عليك
رائد : لا تقلقي بشأن شيء سأدرس المعلومات وسأساعدك إن واجهتك إشكالية لقد أخبرني السيد راشد
عن مهاراتك ... أي أنك لن تحتاجي الكثير من المساعدة ... أرسلي لي البيانات الآن وسنتحدث فيما بعد
لجين : حسننا أعطني البريد ولنبدأ
فتحت لجين جهازها المحمول لتكمل مشوارها الذي بدأته من سنين
بعد ساعتين جاءها اتصال من رائد
لجين : مرحبا رائد .... ها ما رأيك
رائد : رائع .... لقد درستي كل شيء بدقة ووضعتي الخطط للمستقبل أيضا وبالتدريج يبدوا أنكي عملتي
على الموضوع طويلا أردت أن أكلمك مباشرة لأهنئك ... أنتي عبقرية
لجين : شكرا لك أنا لا أستحق كل هذا الإطراء من مهندس مشهور مثلك
رائد : بلى لقد قمتي بعمل رائع ... لو بدأنا به الآن لاحتجنا لسنين للوصول لهذه النقطة ولكن كيف تجمدت
أملاكه كل هذه السنين ولم يتقاسمها الورثة
لجين : لا أعلم يبدوا أنهم كانوا يعلمون أنه لازال على قيد الحياة وإلا ما تركوا أملاكه لأربع سنوات على
حالها حتى ظهر من جديد هذا ما جعلني أشك في خبر موته بعد مرور سنة عليه
رائد : عدوك لن يكون سهلا فهل أنتي قوية على ذلك
لجين : لا يهم مقدار قوته ... أكمل ما بدأته في حال اختفائي ولا تأبه بشيء
رائد : حتى إن هدد بحياتك .... اعذريني قد لا أستطيع
لجين : بلى تستطيع ... لا تعطه فرصة لإيقاف كل شيء سأكون حينها سلاحه الوحيد ....لا تقلق سأكون
بخير... ثم أن جدي يوفر لي حماية كبيرة فلا تتراجع يا رائد أرجوك
رائد : أتمنى أن لا أطر لفعل ذلك..... سأقوم بدراسة وتعديل بعض الأشياء التي قد تعيقك في
المستقبل وبعض الثغر التي قد تعرضنا للمسألة القانونية علينا أن نحصل على عنوان يساعدنا على اختراق
حسابه الثالث إنه محمي جدا
لجين : لا تقلق أعلم ما قد يجدب ذلك الوغد من الإعلانات ليقوم بفتحه .... أخبرني بكل جديد
رائد : حسننا سنكون على اتصال ... وداعا
لجين : وداعا
توجهت لجين لغرفة نومها استحمت وارتدت ثياب مريحة و انسدحت على السرير
لجين : وأخيرا بدأ العمل
بعد مرور عدة أيام في غرفة مكتبه التي يحيطها السواد من كل جانب الأثاث الستائر وحتى السجاد يدمج
اللون الرصاصي مع الأسود يتحدث لمدير أعماله بغضب وصراخ : كيف يحدث هذا كيف ثم اختراقه بهذه
الكيفية يا لكم من أغبياء لا يمكن الاعتماد عليهم في شيء لقد ثم سحب الكثير من الأموال قبل أن نذرك
الأمر وحتى حساب الشركة الـ...... المحمي بعناية كادوا أن يخترقوه لآخر لحظة
مدير الأعمال : سيدي لقـ
غافر : أخرج هيا
خرج مدير الأعمال تاركا غافر يشتعل غضبا
غافر : سحقا من يقوم بکل هذا في وقت واحد وکأنه هجوم ممنهج
خرج من قصره كإعصار من نار يحرق کل ما يراه في طريقه
غافر : من يظن نفسه مع من يعتقد أنه يلعب
رکب سيارته وخرج من القصر متوجها لشرکته الرئيسية
السكرتير : سيدي وردك اتصال منـ .....
غافر : اترك کل شيء واتصل لي بأمجد
السكرتير : حاضر سيدي ولکـ
غافر : اترك کل شي الآن
دخل غافر مكتبه ثم رن الهاتف رفعه وقال مباشرة : أمجد أحضر الملف الأصفر الموجود لديک وتعال فورا
سمع غافر صوت رسالة نصية وصلت لهاتفه المحمول فتحها وکانت من رقم مجهول وفيها عبارة
واحدة فقط ....( سأسحقک )
ثم وصلته رسالة جديدة مكتوب فيها ..... سأسحقک يا غافر
عاود الاتصال بالرقم ووجده مقفل رمي بهاتفه علي الطاولة طرق الباب أحدهم ثم دخل كان مدير
أعماله ( نادر) : سيدي لقد تم اختراق بريدي الخاص التفت غافر بسرعة باتجاه جهازه المحمول علي الطاولة
فتح بريده وجده قد ثم اختراقه وبطاقة مكتوب عليها ....( أقسم بأنني سأسحقك يا غافر )
رمي غافر بالجهاز علي الأرض وقال : سحقا من يفعل کل هذا
نادر : تکلمت مع المهندس وسيعيد قفل الحسابات بحماية جديدة وسنعيد کل الصفحات لن يخترقوها مرة آخري
غافر بغضب : معلومات مهمة تمت سرقتها إنها أهم من المال علينا أن نعرف من وراء هذا وبأ أسرع
وقت ممکن
نادر : سنقوم بکل شيء وسنعرفه علي الفور
غادر نادر ودخل السكرتير : سيدي السيد طلال ينتظرك علي الخط منذ وصولک
غافر بغضب : ولما لم تحول الاتصال حتى الآن
السكرتير : سيدي لقد حاولت أخبارك ولكنك أمرتني أن اترك کل شيء
غافر : حوله لي حالا
خرج السكرتير ورفع غافر الهاتف
غافر : مرحبا أستاذ طلال
: نعم مازلنا علي الاتفاق الشرکة ستكون مسئولة عن أي تأخير
: أجل سنکون علي اتصال
: نعم بالتأكيد
: وداعا
دخل المکتب شاب في أواخر والعشرين من العمر يحمل في يده ملفا أصفر اللون يمسکه بيد واحدة
غافر : أخبرتك أن تحضر فورا أين كنت
أمجد : وأنا حضرت فورا ماذا تضنني أنام بجوار سور الشرکة
غافر بغيض : ليس وقت دعاباتك الآن
أمجد : ماذا حدث لما تبدوا غاضبا ولما طلبت الملف أنت لم تطلبه منذ أربعة سنين
جلس امجد علي الكرسي المقابل لغافر وهو يستمع له باهتمام
أمجد : لا أعتقد ولکن الملف ها هنا أمامك يمكنك فعل ما تريد
وفي مكان آخر ليس ببعيد ..... لجين تتحدث بهاتفها المحمول
رائد: هههه کم أتمني رؤيته الآن
لجين : نحن لم نفعل شيء بعد أنا لا أشعر بلدة الانتصار
رائد : لازال هناك الكثير لنفعله لقد حصلنا علي معلومات ستجعله يرکع تحت قدميك
لجين : إنك لا تعرف غافر لن يکون سهلا
رائد : لقد تداركوا الأمر وأعادوا الصفحات والمواقع المخترقة ولكننا سحبنا مبلغا لا يستهان
به هل نعاود الكرة من جديد
لجين : قد يستخدموا ذلك ضدنا أنا لا أحبذ ذلك
رائد : ستکون مغامرة ولكننا سننجح بالتأكيد
لجين : لنؤجل الموضوع قليلا حتى ننفذ الخطوة القادمة
رائد : كما تشائين ... هل أخدمك بشيء
لجين :لا شكرا ... ولكن لا تنسى المعلومات
رائد : ستكون لديك في أقرب وقت
رفعت لجين هاتفها النقال وطلبت رقما معيننا
لجين : مرحبا بك أيها السيد
: ......
: نعم... البديل موجود والأرباح مضاعفة بالتأكيد
: ......
: هل تحدثت معهم
: ........
: سأوصلك بمكتبه مباشرة
: .......
: ألا تتق بقدراتي ... ستتحدث معه بعد قليل .... حسننا وداعا
طلبت رقما جديدا ورفعت الهاتف لأذنها
لجين : نعم مرحبا
: .......
: أجل سيقوم بالاتصال بك فورا أريدك أن تكسب أكبر عدد منهم لصفك
: .......
: ستكون تلك خدمة العمر ... بالتأكيد سأبلغه
: .......
: شكرا هذا ما أردته فقط
: .......
: بالتأكيد إن احتجت أي شيء لن أتردد شكرا لك
: .......
: وداعا
أنهت لجين المكالمة ثم ابتسمت بسخرية وقالت : سترى يا غافر لقد سقطت بين يدي ... ترى ما شعورك
الآن هل جربت ما تذيقه للآخرين
بعد عدة أيام وفي قصر غافر بالتحديد
جالس على مكتبه وفي الكرسي المقابل له تماما شقيقه الأصغر أمجد
غافر : أنا لا أتق في أحد أكثر منك ومن نادر أعتني بنفسك جيدا
أمجد : هذا مستحيل
غافر : الملف فيه كل شيء والمعلومات في القرص المرفق به أهم وأخطر لن أبعده عن عيني
وسيبقى هنا لقد قام أحدهم بسرقة بعض المعلومات سيفسد كل شيء
أمجد : لما أدخلت نفسك في كل هذا
غافر : هذا ليس وقت الحديث عن الماضي
أمجد : من وراء كل ما يجري ألم تعلم حتى الآن
غافر : إنه شخص يعمل بدهاء وحيلة ولكنني سأعرفه قريبا ... كن حدرا .. قد يحاول الوصول إليك يبدوا
أنه يريد تدمير كل شيء يخصني
أمجد : قد يكون أحد أفراد العصابة توقف عن ذلك يا غافر
طرق الباب ثم دخل مدير أعماله نادر بخطوات مندفعة سريعة : سيد غافر
غافر : ماذا هناك يا نادر أي مصيبة جديدة تحمل إلي .... لقد أصبحت أتشاءم من رؤيتك
نادر : وما ذنبي أنا فيما يحدث
غافر : ماذا حدث
نادر : أغلب الشركاء سحبوا أسهمهم من مشروع البرج
غافر بصدمة : كيف حدث هذا ومتى
نادر : اتصلت بهم اليوم لتأكيد موعد الاجتماع فبذؤا بالاعتذار واحدا بعد الأخر
غافر بغضب : أليس عليهم أن يبلغوني شخصيا وقبل أن يقرروا ... لقد حددنا موعدا وستتحمل
الشركة النتائج سنضيع بالتأكيد
نادر : يبدوا أن المشروع سيُسحب وهذا جيد
غافر : وما الجيد في الأمر سمعة الشركة ستصبح في الحضيض
نادر : علينا أن نتصرف ونعلم من وراء الأمر لأنه على ما يبدوا لن يتركنا وشأننا فهوا لم
يستخدم المعلومات بعد يبدوا أنه يخطط لشيء
غافر (تبا ... من يخطط لكل هذا وماذا يريد مني ) : لذلك علينا معرفة من يكون وفي أسرع وقت علينا
التفاوض معه
نادر: نعم سوف يتم تتبع بريده ورقم الهاتف وقريبا سوف نعرفه
غافر : هل أنت أحمق أتضن من يفعل كل هذا سوف يتركك تكشفه من رقم هاتفه أو بريده
نادر: آه نعم كيف نسيت هذا بطبع لن يترك دليل خلفه
غافر: إذا تصرف قبل فوات الأوان
نادر : نعم لدي شخص سيساعدنا بالتأكيد ... ولكنه لن يرضى بسهولة
غافر : أعطه كل ما يريد المهم أن نعلم من يكون بأسرع وقت ممكن
وصلت رسالة أخرى لهاتفه مكتوب فيها : لم نبدأ اللعب بعد يا غافر
غافر : هذه من رقم آخر
نادر : أعطني الرقم قد نعرف من يكون
غافر : لن يجدي الأمر إنه يستعمل أرقام مستخدمة وتم بيعها .... تحدث أنت فقط مع الشخص الذي
أخبرتني عنه
أرسل غافر رسالة للرقم مكتوب فيا : لو كنت رجلا واجهني وجها لوجه
جاءه الرد سريعا : عندما تكون أنت رجل
رمى الهاتف ونظر غافر باتجاه أمجد وقال : أراك لم تتحدث
أمجد وهوا يقف مغادرا : لا دخل لي بالأمر أخبرتك أن توقف عملك مع العصابات
في قصر راشد وعلى طاولة الطعام
لجين : هل علي فعل كل هذا فقط لكي أراك
راشد : علينا أن نحتاط غافر لن يسكت عن الأمر ... لقد فقتِ توقعاتي يبدوا أنه لا يستهان بك
لجين : هل أطلعت على المعلومات
راشد : نعم إنها مهمة وخطيرة للغاية لكن ثمة حلقة مفقودة
لجين : لقد تحدثوا عن ملف وقرص تلك هي الحلقة المفقودة
راشد : لجين بنيتي لا تلعبي مع العصابات .. غافر هوا هدفك ما خطوتك القادمة
لجين : مشروع مجمع المصانع الذي أنهار بناءه منذ ست سنوات كانت شركته هي المسئولة عنه
سأضع شركته تحت الأقدام
راشد : ألم يعلم من يكون وراء ذلك حتى الآن
لجين : لا على ما يبدوا
راشد : لن يسكت وسيعلم بالتأكيد
لجين بضحكة سخرية : وهذا ما كنت أنتظره لقد تأخر كثيرا لم أكن أعلم أنه غبي لهذا الحد
راشد : ههههه أعرفك واعرف رائد جيدا لن يتمكن منكما بسهولة
بعد مرور يومين
غافر : ماذا هناك يا نادر هل علمت شيء
نادر : إنها فتاة إنجليزية واسمها جولي ريتشارد
غافر: وماذا تريد هذه
نادر : الأعداء كما تعلم كثر ولكن كيف فعلت ما لم يستطع فعله الكثير هذا ما يحيرني
غافر : ما المعلومات التي لديك عنها
نادر : لقد وصلت للبلاد منذ أسابيع أنها فتاة في الثامنة عشر من العمر وهي حفيدة رئيس المخابرات الـ.......
غافر : في الثامنة عشرة وتفعل كل هذا ما هذه الداهية ....أترك لي الأمر
نادر : ثمة أمر أخر .... مجمع المصانع الذي قامت شركتنا باستلام مشروعه منذ ستة أعوام
غافر : ما به
نادر : إنهم يطالبون برفع قضية على الشركة
غافر : يبدوا أننا نواجه عدوا لا يستهان به رغم صغر حجمه
رفع غافر هاتفه وطلب رقما معيننا
غافر : مرحبا
: ......
: أجل تمكنا من معرفة الشخص علينا أن نتصرف سيفسد علينا كل شيء
: ......
: لقد أرسلت لك الاسم والبيانات تصرفوا في الأمر
: ......
: ماذا تعني بأن الفتاة محمية ولا يمكنكم فعل شيء ..... لما أنتم أسم على غير مسمى
: ......
: أنا لا أرفع صوتي ولكن الأمر خطير
: ......
: حسننا سنرى ما يمكننا فعله وداعا
نادر : هل سيفعلون شيء حيال الأمر
غافر : أغبياء يقولون أن علينا التفاوض معها إنها داهية ومحمية من جهات معلومة وأخرى مجهولة أيضا
حتى مخابرات الدولة الفاشلة تحميها ... يبدوا أنه علينا حل الأمر وديا
[/COLOR]
|