لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-15, 10:42 PM   المشاركة رقم: 426
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




سلامٌ ورحمةٌ من الله عليكم
صباحكم / مساؤكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحة وعافية


نستعجل قبل لا تجي الساعة 12 ، أنا من كثر زلّاتي اللي صايرة بالروايـة قررت أقتل أخ بدر وغادة في حادث مروري :(
طبعًا للمرة الثانية أحط اسم غير اسمه ، اسمه حســـــــــآآآآآآآآآآآآم خلاص -_-
أخر مرة إن شاء الله :/


يلا نبدأ على بركة الله
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبادات

(48)




توقفَت الحركَةُ للحظاتٍ بالنسبةِ لهما، وتعلّقت المسافـة الفاصلةُ بينهما في أعينهما التي التمعت فجأةً بتسلية، بعبثٍ وملامح أدهم تحوّلت لشيطانيةٍ فجأةً وزوايـة فمه ترتفع في ابتسامةِ مكر.
رفعَ شاهين إحدى حاجبيه وقابل ابتسامتهُ تلك بابتسامةٍ شرسة، اقتربَ منه قليلًا قاطعًا المسافة التي لم تُوصَل سوى بعينيهما، وبصوتٍ متهملٍ متكاسل وهو يقترب منه : الله الله يا الصُدف! انقلبت الآية !
رفعَ أدهم إحدى حاجبيه وهو يهتف بنبرةٍ واثقة يتخلخلها التحدي : كذا صرنـا متعادلين
شاهين توقف أمامه مباشرةً وهو يبتسم بلؤم : ما أشوفنا متعادلين ، عاد أنت يومتها وقفتني وقت مو بسيط وخليتي أتفرج لمصخرتك أنت وصاحبك
احتدّت نظراتهُ بازدراءٍ ما إن حضَر " طاري " خالد! حسنًا، ذلك الشابُ المقيتُ استطاع في النهايـة أن يستدرجه للشرطة، استطاع جعله يوقّع على تعهدٍ بعدمِ إيذائه، ولكنه يتمنى لو يذهب في كلِّ مرةٍ إليه حين تتصاعدُ الشحناتُ في أودرته ليفرّغها بلكماتٍ يوجهها إليه! . . شعر بالهمجيةِ تعود وتتلبسهُ في صورةِ شيطانٍ لا قرارَ له، حينها تمايلَ على السيارةِ وشفتيه تتمايلانِ دونَ مبالاة، وبصوتٍ متهدج : من وين جاء في بالك إننا أصحاب
هزَّ شاهين كتفيه ببرودٍ وهو يهتف ببساطة : عاد يقولون القطو ما يحب الا خناقه ، واضح وش كثر علاقتكم متينة
أدهم يتأتِئُ بتعجُّب : عشان كذا تبي علاقتنا تصير متينة والا كيف؟
شاهين : مين قال أبي أتخانق معاك؟
أدهم ببساطة : أنا أبي أتخانق
شاهين بضحكةٍ ساخرة : الفراغ عامل عمايلـه ، عمومًا يا الأخ أنا ماراح أطالبك بشيء أبد، خصوصًا إني يومتها ما عوضتك بس ما يمنع أضيع شوي من وقتك الثمين . . الا قولي وش كان اسمك؟
مطَّ أدهم شفتيه بمللٍ وهو يستوي في وقفته، وبنبرةٍ متباسطةٍ وهو يدقق النظر في ملامح شاهين التي يرى فيها ملامحَ أُخرى : أدهم عبدالله السامي
انقبضَ قلبُ شاهين فجأةً بقسوة، وتصاعدت حرارةُ دمهِ حد الغليان الذي طالَ أفكاره لتتضاربَ كجزيئاتِ غازٍ تخبطت هنا وهناك ، تباطأت أنفاسه، أدهم ، وعبدالله ، ويتبعها السامي!! ... هو ذات الاسم الذي قرأه، هو ذات الاسم الذي كان يبحث عنه، هو ذاته!! .. يا الله! ملامحه أصبَحت كريهة، أصبحَ أسودًا والعالمُ أسود، السيارات توقفت في عينيه، جريانُ الدم توقف في أوردته، وانقباضاتُ قلبه تحجّرت ونسيَ الحيـاةَ التي أظلمت وبقي أدهم عبدالله السامي يقف أمامه بكل توهجٍ وحشيٍ وبكلِّ القبح الذي رآه بِها . . سمعَ اسمه من المدعو خالد يومذاك، وانبثق في جسده شعورٌ بالنفور والقتلِ أيضًا، لكنّ ذاك الشعور لم يكُن أبدًا كما الآن، الآن هو واثقٌ من كونِه هو نفسه، ليس تشابهًا في الأسماء، ليسَ واللهِ سوى وحشٌ تشبّثت مخالبهُ في أخيه وهاهي تلك المخالب تنهشُ الحيـاة والزمنَ فيه، تسحب الإدراك من عينيه فلا يرى سوى أدهم، أدهم فقط!
بقيَت عيناه مثبتتان بهِ بغضب، بحقدٍ تصاعد في صدرِه تلقائيًا، جاءه، من حيثُ لا يدري جاءه، من حيثُ لم يحتسب هاهو القدر يزجُّ بهِ في طريقِه وفي منتصفِ المسافةِ الفاصلةِ بينهُ وبين القتل، بينهُ وبين الشر، مفاصلهُ ابيضّت من شدّة ضغطهِ على قبضته، لا يدرِي كيف مارسَ ذلك التماسك على نفسه، كيف أنّه لم ينقضَّ عليه ويشبعهُ قتلًا، إلهي كيف يجيء التماسكُ على شخصٍ كان لأشهرٍ يبحث عن طرف خيطٍ يوصله إليه، كيف يجيء التماسك في لحظةٍ لم يتوقع يومًا أن تكون كذلك، كيف لم ينقضَّ عليه وينهشه؟! كيف بقيَت قدماهُ متشبثتان في الأرض؟!!
أرخَى قبضتيه قليلًا وصدره يرتفع بأنفاسٍ حررها بعد التحشرجِ الذي كان، أخفض شدّة نظراتِه وغطّى حقدهُ بالبلادة، أصبح فجأةً ماهرًا في عرضِ عكسِ ماهو عليه، لكنهُ لن يتركه يتخبّط في حياتِه ويمضي، واللهِ لن يتركه!!
تكتّف أدهم وهو يرفعُ حاجبيه قليلًا لنظراتِ الشر التي يقرأها جيدًا، لكنّه تجاهل بمحضِ إرادته فليست المرة الأولى التي يقرأ تلك النظراتِ تجاهه، لوى فمهُ ببرودٍ قبل أن يلفظ بنبرةٍ متبلدة وهو يركِّز بملامحِه : ومين الأخ؟
اشتعلت عيناه بشر، وانبثقت ابتسامةٌ ماكرةٌ على شفتيه وهو يمدُّ يده فجأةً هاتفًا بصوتٍ عميقٍ وعيناه تتعلقان بعيني أدهم مباشرةً في اتصالٍ واثق : ليث ، ليث السّعد
أخفضَ أدهم نظراته إلى كفِّ شاهين وهو يرفع إحدى حاجبيه دون اطمئنانٍ لهذا - الليث -، لكنّه أخفى ما اعتمل في صدره وهو يهتف بسخرية : أفهم من هالحركة صُلح؟
شاهين بنبرةِ ثقة : هو احنـا تخانقنا عشان يكون بيننا صلح؟
أدهم يبتسم بتسلية، شدّته نبرته الواثقة، عينيه الشرستين، وبالرغم من كونِه لم يطمئن لهُ إلا أنّه مدّ يده أخيرًا ليلفظ بتمهلٍ مصافحًا له : تشرفنا ، أستاذ ليث
شاهين شدّ على يدهِ بقوةٍ وتمنى لو يحطّمها، هتفَ بابتسامةٍ أظهرت أسنانه : دكتور ليث لو سمحت


،


شدّ على يدها بقوةٍ أكبر وهو يجتذب جسدها الذي كانت تسحبه للخلف حتى تفلت من يده، وبِقسوة وجّه نظرةً غاضبةً إليها قبل أن يُحيد ناظريه وينظر لامه بكبت : إذا كانت غلطت عليك فالسموحة
تنهّدت أمه وهي ترفعُ إحدى كفيها وتغطي بها عينيها، وبصوتٍ فاتر : ما عليك ، ماصار الا الخير
" أيّ خير "! كان سيهتف بها وهو يكادُ يجزم أنّها قد قامت بما هو سيءٌ تجاه امه، يعرفها، يعرفها جيدًا ويدرك أنها لن تهتم لمن هو أمامها، إن كان والدها وقد تصرّفت معه بطريقةٍ مخزيـة فكيفَ بامه؟! تصاعَد غضبهُ أكثر، وأفكاره اتّجهت إلى ما فعلته، لقد تمرّدت كثيرًا، تمرّدت حدّ أنها تطاولت على امه، وتجرأت أيضًا على التفكير بالإبتعاد! ... لم يردَّ عليها وهو يشدّ على يدِ جيهان بقوّة، بغضبٍ اتّصل بمساماتها لتستشعرهُ في شدِّه الذي آلمها، ليسحبها أخيرًا خلفه مع كلماتها التي انفجَرت صارخـةً غاضبةً في اعتراضٍ انبثقَ من حنجرتها حتى أنها ألقَت عليهِ شتائمَ حادةٍ كانت كالوقود التي ضاعفَت نار غضبهِ في حينِ كان من الجهةِ الأخرى يحاول إخمادها أو ضعفها، يحاول أن يقلل منها قليلًا، وأن تبتعد عن هذه الضراوةِ التي تتضاعف، ولم تكُن هي لتساعدهُ في ذلك.
صوتُ امه اعتلا من خلفِهم، وخطواتها لاحقتهما، إلا أنّه لم يكن ليسمعها الآن وقد غطّت أذناه غشاوةً من الغضب، وصَلت خلفهم حتى عتبات الدرجِ وتوقفت متنهدةً وهي تراقبهُ يصعد بمن تحاول المقاومةَ والفكاكَ من يدِه، ما هذهِ الحفرةُ التي وقع فيها ابنها يا الله!! . . تراجعَت للخلفِ وغيومُ الأسى تُزمِّل ملامحها الحزينةَ لابنها، لم تكُن هي الخيـار المناسب له، لم تكن ولن تكون! ولطالما أحبتها لكنّها لم ترى فيها الزوجـة المناسبة، لطالما كانت تحلم بابنها يقفُ وبجانبهِ " أرجوان "! نقشَت أحلامها الأمومية فيهِ وفي أرجوان فقط، ولم تتخيّل يومًا أن تقفزَ جيهان لتتلاشى صورة أرجوان، لكنها كانت لترضى رغمًا عنها حينَ ترى في ابنها سعادةً بها، وهي التي كانت تدرك حبَّهُ لها منذ زمن، قبلَ تلك الحادثَة التي صارت لكنّها كانت تلمِّح لهُ بطريقةٍ غيرِ مباشرةٍ أن ابنة عمه أرجوان هي الأمثـل ، وجاءَ القدرَ معارضًا لما أرادت هي، وليس كلُّ ما يتمناه المرءُ يدركهُ ...

في الأعـلى.
لا تدري كيفَ نفَر النقابُ فجأةً عن وجهها وكشفَت ملامحها عن الوجَعِ الذي ينخرُ مساماتها، كيف سقطَ فجأةً وأين! لا تدري ، فقَط يدها تحطمت، وإن لم تكن تحطمت فهي قاربت على ذلك، بدأ الألمُ يُهلكُ إرادتها في الابتعادِ لتخرج من المنزل، وتصاعدتَ إرادتها فقط في تركِها، آلمها! تريد منه الآن تركها فقط حتى يجعل عظامها تتنفسُ بعيدًا عن هذا الألـم! بعيدًا عن هذا الغضبِ الذي أوهَن يدها.
تصاعدت آهاتها وهي تُرخي مقاومتها وتترك لقدميها الحركَة بعيدًا عن جرِّه لها والذي يُضاعف الألمَ الذي تمركزَ في يدها، أغمضَت عينيها بقوّةٍ وتقوّست شفتاها وجعًا بينما تغاضَت عن كلِّ شيءٍ ما عدا يدِها، لم تعُد تريد الخروج، ولم تعد تريد الذهـاب مع خالِها ، ليترك يدها فقط!!
سمعت صوتَ بابِ الجناح يفتح بعنف، بينما كانت آهاتها لا تقف، وصوتُها دونَ شعورٍ منها يتسلل بين آهةٍ وأخرى هاتفًا بنبرةٍ مستوجعة " يدِي ".
لكنّه بغضبٍ كان يتجاهل نبرةَ الألم التي يقرأها في صوتِها، وما إن دخَل حتى دفعها أمامَه تاركًا يدها قبل أن تترنّح قليلًا وحقيبتها السوداءُ تسقُط بينما ترتفع كفّها الأخرى لتمسك بالموؤدةِ بين قضبانِ قبضتِه، ودون مقدماتٍ سقَطت دمعةٌ أردفتها بأخرى وهي تنحني ألمًا وتضغط على يدها الصارخةِ بوجَعٍ وصوتها ارتفعَ بأنينٍ مُعذِّب، أنينٍ جعل غضبهُ يتصاعد وهو يستدير ليغلق البابَ بعنفٍ قبل أن يعود ناظرًا إليها، وبصوتٍ غاضبٍ انبعثَ من أعمقِ ظلامٍ فِيه : والله والله ، لو أشوفك مرة ثانية تعتبين بابَ البيت وتسمعيني كلامك الفاضي إنّي لأخليك تشوفين النجوم بعز الظهر
لم تردّ عليه وهي تنظر ليدها المُحمرّةِ وتبكي، ليسَ بكاءً منهُ أو من كلماتِه بقدر ماهو عزاءٌ لبشرتها البيضاء التي احمرّت ولا تستبعد أن تنتشر الزرقةُ فيها بعد دقائِق، بينما اقتربَ منها أكثر والغضبُ ينشرُ السوادَ في عينيه، وبصوتٍ حادٍ أردف : ما أدري وش صار بالضبط، بس متأكد مثل ماني متأكد من وقوفي الحين إنك أنتِ اللي غلطانة عليها
زمّت شفتيها تكتم شهقةً خافتة، بينما عيناها تلتمعانِ بدمعٍ شفافٍ ينشر الاحمرارَ في عينيها بملوحتِه، بحرارتِه الكامنةِ في مدى الوجعِ الذي يتنامي في صدرِها قبل يدِها، قبل جسدها، قبل عينيها الباكيتين . . رفعَت كفها التي تحضنها الأخرى إلى صدرها وهي تنظر للأرضِ بصمتٍ يتخبّط على سطحِ فمها بينما الكلماتُ تتصارع بين حنجرتها وفمها تريد الاندفـاعَ إليه، وكانَ لها ذلك إذا ارتفعَ رأسها إلى فواز ونظرتها يتجانس فيها الوجعُ مع القهرِ والتمرد، وبنبرةٍ حادةٍ اندفعَت صارخـةً في وجهه : أيـــه أنــا ، أنـا اللي غلطت عليها مين قالها تجي لين عندي وتدق بابي؟ أجل * بنبرةِ سخرية * ما تبين تتغدين معانا اليوم؟ ما تبين تطلعين من غرفتك؟
زمّت شفتها بحنقٍ وهي تُردف بحقدٍ ووقـاحة : طردتها، قلتلها ما أبي أشوف وجهك، ولا أبي آكل معاك .. لا وما وقفت على كِذا لعلمك! ، راحت تحاول تعتذر مني على اللي صار قبل سنَة وأنا تلاسنت معاها وصارخت بوجهها وقررت إني أطلع من هالبيت لأن .. * ببطء * و جـ هـ هـا مسبب لي القَرفْ و ....
انقطَعت سيل كلماتها فجأةً حينَ شعرَت بلسعةِ كفِّه التي سقطَت على وجنتِها، انكسَرت نبرتها في منتصفِ الطريق واتّسعَت عيناها بصدمةٍ من الألمِ الذي طالَ فكّها، ثمّ روحها في اهتزازِ شفتيها وعينيها اللتين اتّسعتا ناظرةً لملامحه دونَ حراك، وكأنّها حُنِّطت حيةً في ظرفِ - صفعة -!


يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 29-08-15, 10:45 PM   المشاركة رقم: 427
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 







التقَت أعينهما، خطواتها قلّصت المسافـة الفاصلةَ بينهما، الحُزنُ يشقُّ طريقهُ في ملامحِ إلين، الوهَن يُصيبُ زوايا عينيها ويُسكن في حناياهما السقوط، ذاك السقوط الذي تأتي المقاومةُ محاولةً إمحاقِه، هل تكفي هذه المقاومـة؟ هل تكفي لتُنقذي نفسكِ من ذلك القاعِ الذي يُحاول اجتذابكِ بكلِّ قوةٍ وتسلط، هل تكفي نزعةُ الإصرارِ فيك؟ . . أنتِ مُقصّرة، مع نفسك، مع حياتِك، مع العُمر الذي ينقشُ فيكَ اثنتانِ وعشرون سنةً ماضيـة، تظلمين نفسك وجدًا في دمعاتٍ " حرام والله تجي من عيُونك "، كم أبغضُ اللذين يكفكفون ابتسامتـهم ويتقوقعون حول حزنهم في صورةِ عثرةٍ لينسى كم أن الطريق كان منذ البدايـةِ مستوٍ، كان مُنيرًا كفايـةً ليجعلك تنسين أي حزنٍ قد يجيء، - قد يجيء -، ولم يجِئ بعَد، الحُزنُ يسبب الشيخوخـة، يجلبُ التجاعيدَ حول الروح، الحُزن آفةٌ عقيمة، " فايروس " لم يجِد لهُ علاجًا حتى الآن، ضاحكًا بمكرِ الثعالبِ يُصيب الضعفـاء، الضعفـاء وكم بودي لو أصرخ قائلةً " أمثــالك ".
حشرت كلماتها في فمها، عضّت زاويةَ شفتِها السُفلى وهي تلوي الكلماتَ القاسيَة في حُنجرتها، وتنهّدت بهدوءٍ ظاهريٍ لتقترب أكثر حتى جلسَت بجانبِها بينما نظراتُ إلين المهتزّة تتابعها، بللت هديل شفتيها وهي تنظر للأمـام، تُحيدُ عينيها عنها، قبل أن تلفظَ بصوتٍ جامـد : وش كنتِ تتوقعين ردّة فعلي مثلًا؟ أصارخ وأقول ليه ما علمتيني من قبل؟ أستفسر أكثر عن الموضوع وأكون البنت المصدومة واللي ما تخيّلت شيء يتجسّد عن الأفـلام وأهيئ للنهايـات السعيدة؟ . . صدقيني ولو إني تفاجئت بس الموضوع ما همّني لدرجـة إني أجلس أفكر فيه وأتحمس تجاهه ، أنا أصلًا لو كنت مكانك كنت بستحقر الموضوع بكبره
أجفلت نظرات إلين الناظرةِ إلى جانِب ملامحها، اهتزّت دمعةٌ في عينيها وتحشرجَ صدرها بكلماتٍ عديدة، أي استحقار؟ أي كلمةٍ فظيعةٍ هذهِ التي استطاعَ لسانها لفظها تجاهَ حياتِها . . اختنقَ تنفسها المُضطرب وأخفضَت رأسها بعد أن صدّت ملامحها عن هديل، بينما كانت الأخرى تستشعر الجمودَ الذي أصابَ إلين، إلا أنها شدّت شفتيها بإصرارٍ وهي تُردف : لو مكانك بستخسِر الحزن نفسه لظهورهم بحياتِي ، مو بس الفرَح
استدارَت إليها وهي تلحظُ انقباضَ كفيها على فخذها، اهتزازَ شفتيها محاولـةً أن تخفي انفعالَ الحُزن الذي بدأ يترسّبُ بشكلٍ أعنفَ على ملامِحها، ربما ستفكِّر الآن أنّها أنانيـة، أنّها المُدللةُ التي تمتلك عائِلةً ولن تشعر بنقصها أبدًا، لن تشعرَ بجوعها لشيءٍ امتلكهُ الكثير وفقدَه الجزء الآخر وكانت هي من هذا الجُزء، ربما ستفكِّر بذلك، ولْتفكـِر، وحدهُ الله يعلمُ ما الخيْر الذي لابد من أن يضعَهُ هنا وهناك، والخيرُ في ابتعادِها عن مجتمعِ هذه العائلة المنحلّة من هذا المعنى، أيُّ عائلةٍ تلك؟ بالله أي عائلةٍ تلك التي فرحتِ بها واستبشرتي بظهورها حيـاة، تمتلكينَ من الغبـاءِ الكثيرَ لتفكري بأن العائِلة لفـظ، العائلةُ معنى أكبـر ، إحتواء، وهذا الإحتواء لم يكُن يومًا في عائلتكِ التي تفتخرين بظهورها.
لو كانت هي مكانها، للفظتهم، لو كانت هي مكانها، مافكّرت بهم قط، لو كانت هي مكانها، لقطّعت سبل أفكارِها إليهم، لمضَغت كل فكرةٍ حلوةٍ عنهم كعلكٍ تذهبُ لذاذته بعد دقائق.
وقفَت وهي ترفعُ ذقنها ونظراتُها تتثبّت على ملامِح إلين الساكنـة، بينما أردفَ صوتُها بنبرةٍ تحملُ من الهدوء مالا يتناسبُ مع كلماتها : المفروض ترفعين يدِّك لربي وتشكرينه وتدعينه يبتعدون عنك لباقي العمر ، صح للحين ما فهمت كل شيء بس يكفي انّ عقلي مستوعب كمّية الحقارة اللي فيهم عشان كل اللي صـار
بللت إلين شفتيها وهي ترفعُ رأسها ليظهر العذابُ الذي يعصف بعينيها في صورةِ اهتزازٍ أصاب حدقتيها الواهنتين، بينما طالَ الاهتزازُ شفتيها أيضًا وانحشَرت الكلمات بين حنايا فمها، والتقى عذابها بنظراتِ هديل ، ماذا عساها تقول؟ عقلها في باطنِه يدرك كل شيء، يدرك أنّها نعمةٌ عظيمةٌ ربما أنها ابتعدت بهذا الشكل عنهم، لكنّها لا تريد تصديق ذلك! وكيف عسى لفتاةٍ مثلها أن تفكِّر بتلك الطريقةِ بينما ارتفعَ سقف أحلامِها وتصاعدَت هي مع السحب في معانقةٍ للسمـاء، تجاهلت كل الأفكـار السلبية وكانت لتقترح الأعذار لنفسهم إن أرادوا! المهم أن يستوعب عقلها المفاجئة التي يحتاجها كل البشر، عائلةً تحتويهم وإن كانت فقدَت فيهم الاحتـواء.
ثبتت أنظارهما لثوانٍ، واختزَلت هديل الوقت الذي قد يطول بصمتهما لتهتف بصوتٍ خافَتٍ رقيق : ماراح أمنعك من افكارك ، بتقولين أنانية؟ بس أنا بقولك إني حزنت عشانك لما عرفت الحقيقة . . أنتِ أكبر من إنهم يستاهلونك
إلين تقلّصتْ الكلماتُ في حنجرتها، سُدّت مخارج أحرفها وانتفَض وجعها في تقوّس شفاهها نحو الأسفل معاكسةً اتّجاهَ الألـوانِ بعد المطرِ في " قوسِ الرحمن "، معاكسةً الجمال الذي يُصاحبُ رائحة المطرِ وكم جفّف الفرحُ نفسه في سنةٍ واحدةٍ لتنسى هطولَ المطرِ الذي صاحبَ سنواتِها السابقة، جاءتها سنةٌ عجافٌ لم تلقَ فيها سنبلةَ الفكَاك لتنهمرَ الأحزانُ في جوفها ، تلألأت عينيها بحزن، لتفغَر هديل شفتيها وهي تهمس بتحشرج : لا ، لا تبكين واللي يخليك
عضّت شفتها بقوةٍ وهي تُسدل أجفانها بعنفٍ مصارعةً البُكاء، بينهما وجَدت الأحرف مخارجها والصوت استوت حبالُه في نبرةِ بحّة : ما يستاهلون حزني صح؟ طيب أقنعي دموعي والله ما تقوى!
هديل بتأثر : لا تصيرين درامية
ابتسمت إلين بحزن : مو مني ، من واحد وعشرين سنة عشتها على أساس أنتم أهلي، بس جات سنة وحدة بيّنت لي الحقيقة! .. مين أخادع؟ أنتم منتم أهلي! أنتم الحيـاة بكبرها اللي عشتها ، بس أنا أبي أهل ، ما أبي بس الحياة .!!
هديل تمدُّ يدها لتُمسك بكفّها اليمنى محتويةً البرودةَ في بشرتِها، لفظَت بصوتٍ جازِع : أكسر راسك؟ أعلم أبوي يكسر راسك؟ .. تدرين أنه بيزعل لو سمع كلامك؟
إلين وابتسامتها تتسع بينما الدمعاتُ الملاح تتماوج في عينيها لتسبَح أحداقُها فوقهما كسفينةٍ وحيدةٍ دونَ ركّابٍ في ليلٍ طويلٍ بارد : جعل راسي فدا راسه
هديل بضحكة : يعني ما أقوله؟
إلين : قوليله بس أبي أجلس معاه ، تدرين؟ اشتقت لهواشاته لي لما أرفض أطلع من البيت وأونس عمري
هديل : ما غلطت لما أسميك نفسيَة
إلين تنفخُ فمها قليلًا وهي تترك دمعةً تسقط من عينها اليُمنى : الطلعات مملة ، وش فيها الرياض غير النّكد لا سافرنا وقتها صدقيني بطلع ، بس حفظت الريـاض خلاص
تركَت هديل يدها لتلوي فمها وهي تهتف بصوتٍ مشدود : وي ! عاد الريـاض اللي ميّتة على وجهك النحس ... يا نكديَة
ضحكَت إلين بخفوتٍ وهي تمسح دمعتها وتتركَ لروحها حقَّ الاستمتاعِ بضحكةٍ متخلخلةٍ لأجوائِها الغائمة . . ستنقشعُ الغيوم! أليسَ كذلك يا الله؟ سينقشعُ الحزن وستُفرجُ كما أفرجتَ على يوسفَ بعد سنواتِ الغيـَاب، كما أفرجت على يونسِ بعد تواريهِ في بطنِ الحوت، كما رافقتَ مُحمدًا في سنواتِ رسالتِه صابرًا محتسبًا ، كلُّهم ممن سيدخلون جنّتك، لكنهم كانوا لا يتوانونَ عن ذكركَ والصبر، فمن أنا منهم؟ من أنـا لأنسى الصبرَ والثقةَ بك؟ ... سأستندُ لجذعِ نخلةٍ تواري سوءاتَ حُزني، وسأدعوكَ بصبرٍ " اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "، ليلفظني أخيرًا بطنُ السوءِ وسجنُ الأسى، وأسيرَ خلف أسلافِ الصابرين. إلهي أنتَ ربي، ولا خيبةَ لي إن كنتَ ربي.
مسحَت على أرنبةِ أنفها ومن ثمّ عادت لتغرسَ الجفافَ في عينيها بضغطها على جفنيها، ومن ثمّ أكملت رحلةَ المسح ما بين وجنتيها وشفتيها وحتى جبينها، لتغسل كلَّ مسامةٍ قد تتفجّرُ بعرقِ الضيق. استنشقَت ذرّات الأكسجين بعمقٍ وهي تراقبُ عينا هديل الناظرتين إليها بصمتٍ تتابعُ ما تفعل، قبل أن تبتسم هامسةً بامتنانٍ لها : أوعدك هديل ، هذي آخر مرة بسمح لنفسي أبكِي عشانهم ، عشان ناس ما يستاهلون، هم ما يستاهلوني، أنا أعظم من أنهم يستاهلوني ، صح؟
ابتسمَت هديل ابتسامةً واسعةً وهي تومئ براسها، بينما وقفَت إلين تُشبعُ دمها بجيناتِ الأملِ لتجري في كاملِ جسدها، وبصوتٍ يبتسم كما عينيها : وعشان أثبت لك، بتنازل اليوم للريـاض وبطلع
هديل بابتسامةٍ وهي تقف : والله يا إنك ما تسوين ظفر الرياض ، يا نكديـَة


،


خرجَت من الحمامِ تُجفّفُ شعرها البندقي، تشعرُ بالذبول يطول جسدها المتيبّس، ولن تستنكر هذا الذبول بما أنّها تبيت معظم يومِها فوقَ سريرها الذي تبلل بحزنها . . زفَرت وهي تقف أمام المرآة وتضعَ المنشفةَ على كرسي التسريحة، لترتفعَ كفّها اليمنى وتمشّط شعرها الرطبَ بأناملها البيضاء، تشردُ قليلًا أمـام ملامحها المُنعكسةِ في المـرآة، تعودُ لأيـامٍ طويلةٍ للـوراء، يومَ كانت تتمشى في شوارع بروكسيل مع فـارس، ذاتُ اليوم الذي قابلَت فيه تلك الفتـاة لأول مرة، من كان يتخيّل أن تصير هي ضرتها؟! .. يا الله! ما أقسى تلكَ الكلمة، ما أقساها وما أقبحها تحديدًا إن كانت منها هي، كم تشعر بوقاحتها ورداءةِ موقفها أمامـها، تشعر أنها إن قابلتها ستصدُّ دون القدرةِ على مواجهتها، بأي وجهٍ ستقابل؟ بأي وجهٍ وهي التي سرقَت زوجها؟!
عضّت طرفَ شفتِها وهي تشدُّ خصلةً من شعرها لتُفرغ القليل من شحناتِ قهرها فيها، اليوم سيعُود والدها، كم اشتاقت لرائحتِه في المنزل، كم اشتاقت لصوتِه وابتسامته، كم اشتاقت لعينيه.
أغمَضت عينيها وهي تُطرق براسها في انكسَار، وانخفضَت كفاها لتسندها على سطحِ التسريحةِ لتنظر للفراغِ بِفراغ! هي وردةٌ ذابلةٌ في بستانٍ جميل، تتخيّل نفسها زوجةً لذاكَ المتزوج، لا تناسبه، هو لغيرها وهي التي دخَلت بينهم، لا تناسبه بتاتًا!!
استنشقت الهواءَ المُحمَّل بعبيرِ شعرها، واستقامَت في وقوفها وهي تصلب ظهرها المحنِي، ومن ثمّ أمسكت بصدريةِ روبها حتى تخلعه وترتدي ملابسها.

بعد دقائق من انتهائِها.
شدّت شعرها بإهمالٍ في صورةِ " كعكةٍ " مشعثةٍ لثبّتها وتخفض يدها تاركـةً لخصلاتٍ عديدةً من شعرها حق السقوطِ على ملامِحها، نظرَت ناحيـة البابِ الذي كان يُطرق، وازدردَت ريقها وهي تُدرك جيدًا بأن الوقتَ قد حان، لكنّ صوتها كان قد تقوقَع في نبرتِه حول الخـواء، وتوتّرت نظرةُ عينيها في خطٍ مديدٍ بينها وبين الباب الذي أصبَح بعيدًا، بعيدًا جدًا، بينما بدأت شفتاها تهتزان بضعف، لكنّها عضّت السُفلى منها حتى تُسكن ضعفها، ومن ثمّ تحرّكت قدماها ما إن سمعَت صوتَ فارس : عجلِي جنان ، بنطلـع


،


هروَل الوقتُ سريعًا، وانحصَر هو في دائرةٍ سوداءَ أنارتْ فجأة، انتشرَت حولها إنارةٌ بيضـاء تُسرِّ الناظرين، بقيَ يستمع للجالِس أمامـهُ بانشداه، بشفتين فاغرتيْن وأذنانِ تستقبل كلماته ببعض الأمل، ويبقى الحذرُ لا يموت! لن يستطيع تسليمَ ثقتهِ لهُ بكل بساطة، لن يستطيعَ ذلك والزمنُ علمهُ عدمَ الثّقة ، لكن بصيصَ أملٍ كان يُداعب صدره، يُداعبُ الكلماتَ في حنجرته، يداعبُ حنينهُ للأيـام السابقةِ ضمنَ عائلتِه ومن يُحب . . بلل شفتيه بغصّةٍ وهو يعقدُ حاجبيه وينظر للجالِس أمامـه تفصلُ بينهما الطاولـة، وبصوتٍ متعرقل : تتوقع مني ثقة؟
الرجُل بجمود : أتوقعْ منك احتيـاج لناس مثلنا
ماجد بشك : وش يضمن لي صدقك؟
الرجُل يُخرج بطاقةً من جيبِ سُترتِه الداخلي، قدّمها لهُ على الطاولـةِ ليُردف بهدوءٍ وثقة : هذي هويّتي العملية ، تقدر تتأكد إذا صادق أو لا
نظَر ماجد مطولًا للبطاقةِ التي تُثبت طبيعةَ عملِه ضمن سلكِ المباحث ، حينها ازدردَ ريقهُ وهو يرفعُ نظراته إليه بعذابٍ يتصارعُ في أحداقِه : وش يثبت لي إن هالهوية حقيقية ماهي مزورة؟ أستاذ فيصل!
عدّل فيصل ياقَة قميصهِ بعد أن استعاد بطاقته، وبثقةٍ لفظ : ما عندي شيء يثبت لك ، بس كفايـة إني جالس معك بكل بساطة وممكن أعرض نفسي للخطر، أكيد حاط في بالك إنك مُراقَب
قطّب جبينهُ بهوانٍ وهو يزفر، أجل يُدرك، من بعد ذاك الاصتدامِ مع السكيرِ أصبحَ يُدرك . . نظرَ مطولًا للشابِ الذي تظهر الثقةُ في عينيه وكلماته، وبِشكٍ لازال يجري حتى الآنَ على نبرتِه ولا لائِمَ له : هذا ما يكفي ، وش يضمن لي إنك مو معاهم أصلًا؟
وقفَ فيصل بهدوءٍ والحديثُ قاربَ على الإنتهاء : مافيه شيء يضمن لك ، وأنا ما أقدر آخذ وأعطي معك أكثر وأنا ما أدري ردك للحين ، فخذ رقمي وإذا بغيت تتوكّل علينا بعد الله هذا راجِع لك
تابعَ ماجد الورقَة التي وضعها فيصل وتحمل في وسطِها اسمهُ وأسفلهُ رقمه، بقيَ يتطلع بها ببهوتٍ بينما ابتعدَ فيصل عنهُ بهدوءٍ ليرفعَ ماجد رأسه متابعًا له، كيف يثق به؟ أيعقل أنه صادق؟ ولكن لو كان صادقًا فكيفَ قد يجلس معه بتلك البساطةِ دونَ أن يضعَ في عقله اعتبارَ أن يجلب الخطرَ لنفسه، أو يُضاعفهُ لديْه هو!!
أغمضَ عينيه بعد أن غابَ ظلّهُ عنه بينَ الزحـام، وعادت عيناه للنظرِ إلى الورقةِ وأمل يداعب الحنينَ في صدرِه، أملٌ سُقيَ فجأةً دونَ أن يترك لهُ الإثمـار وهو الذي لم يتأكد بعد من الماء الذي يُسقِيه إن كانَ ملوثًا أو لا ... مدَّ يده للورقةِ ليتأمل الرقمَ للحظات، يُتابع اسمه الرباعيَّ بأمـلٍ وأحلام تصاعدت أكثر، قلّبها بانشداهٍ والتفكير يعصفُ به من كل حدبٍ وصوب، هل يثق؟ هل يُسلم مصابه له؟ هل جـاء الفرجُ وسطعَ في الأفقْ؟ إلهي! هل جــاءْ؟! . . انتبهَ لكلماتٍ كُتبت خلفَ الورقة، تابعها بصمتٍ وعيناه تلتمعـان .. " بعد هالجلسة بيننا ، صرت مراقب منا وتحت حمايتنا "


يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 29-08-15, 11:14 PM   المشاركة رقم: 428
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 






غاضب، ملامحه مشتدّة، التشنّجُ طال كفّهُ التي امتدّت قبل ثوانٍ إلى وجنتها ولن يطولهُ ذرةٌ من الندمِ حين يسحبها إليْه، طـال الصمت، جدًا طالَ وطال معهُ صبره، لطالما كان يصمت، يتجاهل، حتى حين تحدّثت من قبل بطريقةٍ وقحةٍ عن امه امسكَ زمـامَ غضبه، لكنّ الصبر ما عاد يجدُ في صدرِه موطنًا فعادَر منذ أولِ كلمةٍ مهينةٍ اندفعَت من حنجرتها تجاهَ والدته قبل ثوانٍ، تجاه امه التي يضعُ حولها حاجزًا فولاذيًا تحاول بكل تمردٍ مقيتٍ تحطيمه، إن كان الصمتُ ماعاد يُجدي فلن يتوانَى في أن يستخدمَ الذي قد يُجدي.
تجمّدت ملامحها أمامه، فغَرت شفتيها والهواءُ ما عاد يعبر إلى رئتيها عبورًا طبيعيًا، تعطّلت وظائف تنفّسها فكانت ردّةُ الفعل أن تفغر فمها محاولـةً جذبَ الهواءِ الذي ينقطعُ إدراكـهُ عنها . . وجنتها تشتعل، صدرها تحشرجَ بصدمتها، ولازالت ملمسُ كفِّه الساخنـة تزرعُ نفسها بهيمنةٍ على وجنتها المُلتهبة.
اقترَب منها أكثر والصدمةُ شلّت أي شعورٍ آخر قد يواتيها، نسيَت الإدراكَ والكلمـات وانحشَرت في صومعةِ صفعتهِ التي تكررت على مرأى عينيها مراتٍ ومراتٍ لتجلد ذاكرتها، شعرَت بهِ يُمسك كتفيها بقسوةِ كفيه التي امتدّت إحداهما إليها لتلفظها في بحرٍ لا قرارَ له، وكأن كفّيه كانتا التيّارَ الذي سرى بقوّةٍ في جسدِها لينتفضَ بهِ فجأةً وينتقل ألـمُ وجنتها لكاملِ أوردتها، شهقَت بقوّةٍ وهي ترفعُ كفّها اليمنى لتُغطي بها وجنتها، وعيناها المتّسعتان لفظَت دمعةً مستوجعةً بسيفِ صدمتها وبأسِ ما حدَث، لقد صفعها! صفعها للتو!! ، تهادى جسدها في بئرٍ لا قـاع له، اختزَل الوجعُ طريقهُ بين حدقتيها وكل قسوةٍ تمثّلت في يدهِ انتقلت إلى صدرها الذي نزفَ ببُكـاء، ليسَ ذلك! ليسَ ذلك، ماهذا الوجعُ الذي انتشرَ في صوتِها الساكن، ما هذا الشعورُ القاتل بالإختناق، تشعر أنّها هوتْ بعد صفعته، لا تحمل الدنيـا في عينيها، لا تستوعبُ شيئًا.
ملامحه الغاضبـة كانت تقابلها مباشرة، كفّيه كانتا تهزها بغضبٍ وهو يهتف بكلماتٍ لم تسمعها، كلماتٍ تجزم أنها عنيفةً لكنَّ عنفها لم ينصبَّ في أذنيها اللتين فقدتا حاسة السمْع، وكم حمَل من القسوةِ الكثير حين فعل ما فعَل، ألا يُدرك أنّ ما قامَ بهِ موجع؟ ألا يُدركُ أنّ كل أذيّةٍ قد تأتيها منهُ لا تساوي شيئًا أمـام صفته؟ . . ارتعشَت شفتاها بعبرةِ البكاءِ الذي بدأ يتصارعُ ببحته في حنجرتها . . قاسٍ والله، قاسٍ حين امتدّت كفّك بهدفِ معاقبتِي، قاسيةٌ تلك الكف! التي لطالما كانت مُتوكأً لأدمعي، كانَ مقامها أن أضعَ وجنتي عليها لينتشر دفئها الحنونُ في بشرتي، وليسَ العكس، ليس أن تندفعَ هي بقسوتِها إليْ وتحرقَ تلك البشرةَ التي تستند عليها.
أغمضَت عينيها بقوّةٍ وأذناها أخيرًا استوعبت القليلَ مما يقول، القليلَ من صوتِه الذي اندفعَ إليها بحرقة : ليييش تسوين كل شيء غلط؟ تجبريني أتعامل معك بطريقة ماقد تعاملت فيها مع أحـد .. أنتِ أيش؟ إذا بتجرحيني أقبلها، سوي اللي تبينه فيني بس أمي لا! . . أنتِ سمعتي الكلام اللي طلع منك؟ سمعتيه؟!!
كان بين كلمةٍ وأخرى يهزّها بقهر، بالغيظِ الذي انتشرَ في كاملِ جسده منذ أول كلمةٍ لفظتها تجاه والدتِه، تستحقُّ تلك الصفعة، تستحقها وإن كان لم يتخيل يومًا أن تمتدَّ كفه بقسوةٍ على بشرتِها الناعمـة، لكنّها هي من دعتْه! هي من نادَت كفه وليس هو من قام بما قام بملءِ إرادتـه ، تجبرينني على مالا أريد ، على مالا أريد وكم تهوين أنتِ كل كل مالا يأتِ ملء ارتضائـي . . نظرَ مطوّلا لوجنتها التي تُغطِّيها بكفها، لن يحملهُ العطفُ أو حبهُ عليها هذهِ المرّة، لن يتهاون معها إن تجاوزت مرةً أخرى . . نقلَ نظراته إلى عينيها اللتين تنسدلانِ بانكسارٍ والصدمةُ لازال ظلّها يواري زواياهما، ومن ثمَّ تركَ كتفيها وهو يتراجع بغضبٍ لا يبور، وبصوتٍ قارسٍ صقيعيٍ هتف : هذا تحذير لك ، وياويلك لو مرّة ثانية تطاولتي عليها بكلمة ، إذا ما كنتِ احترمتي أبوك أو احترمتيني أنا فغصب عنّك تحترمي امي
تحشرجَ تنفسها مرتيْن، وضاعفَ هو من قسوتِه حين قال " أبوك "، ضاعفَ من حدّةِ سيفِه التي مررها بكل ساديّةٍ على قلبها المجروح، قلبها الذي يتوارى خلفَ الوجعِ والنزفِ بصمت .. انقباضاتٌ صامتةٌ كانت تجري خلفَ أضلعها، بين كتفيها، انقباضاتٌ صامتةٌ تضخُّ موجةً عاتيةً من الألمِ الذي ينتقل في كامل جسدِها ليمرَّ بدماغها وينتهي مرةً أخرى لقلبِها.
فتَحت عينيها الميتتين لتقابلَ عيناه القاسيتان، وانقبضَت كفُّها على وجنتها لتُضاعف ألمَها، بينما كان حاجباها يتمايلانِ بحُزن، وصوتُها يُصارع بكلماتِها الحزينَةِ ليخرج، حتى تسلَّح أخيرًا بالقدرةِ ليتسلل من بين شفتيها خافتًا واهنًا يعربدُ فيهِ العتاب : تضربني يا فـواز؟!
قسَت نظراته أكثر ولم يسمح لليونَةِ أن تواتيه، بينما عضّت شفتها السُفلى وهي تُردف ببحةٍ وذهولٍ مستوجِع : تضربني؟ يدّك تضربني وأنا اللي ما تخيلتك بيوم ممكن تسوِّيها؟!
زمَّ شفتيه بغيظٍ وهو يَشتت حدقتيه بغضب، بينما اندفعَ صوتها باكيًا متألمًا : مشكور ، بارك الله في جرحك ، بارك الله فيك
فواز اشتدّ الغضبُ في عينيه، وجّه نظراته إليها بحدّة، واندفعَ صوته بقسوةٍ اخترقَت خاصرتها في وخزٍ متتابع : الله لا يبـارك فيني إذا تجاوزت عنّك أكثر
شهقَت بخفوتٍ وهي توجّه كفها من وجنتها الملتهبةِ إلى فمها لتغطيها ببكاء، وبصوتٍ يختنق ما إن يصتدم بكفِّها : أوجعتني الله يوجَع عينِي اللي المفروض ما تبكي بسببك ، ما تستاهل دمعة والله
فواز بحدة : أوجعْتك؟ أنتِ حرام تتكلمين عن الوجع، وباقي لك عين!!
جيهان تهتزُّ حدقتيها بالنظر له : أجل أنت اللي يجوز لك تتكلم عن الوجع؟ ، اللي سوّيته كبير يا فواز، اللي سويته أعظم من إني أقدر أتجاوزه . . كل شيء يهون ولا الضَرب
أغمضَ عينيه بغضبٍ يحاول إسكانَه، بينما كانت أسنانه تمارسُ ضغطها على شفتِه العليا، شدّ عليها حتى انتشرَ الألمُ فيها، لكنّه برغمِ الأحداثِ حوله غفِل عن ملابساتِ الألـم في شفته، وأفرجَ عن عيناه لينظر لها بحدة، بيأسٍ منها : مشكلتك في " كل شيء يهون "، ماخذة الزواج ووضعنا على مزاجك، مستصغرة كل شيء ممكن تسوينه لكن إذا صارت المسألة مني وقتها تصير عظيمة! ، أيه أدري إن الضرب عظيم، بس أنتِ اللي حديتيني ، وماراح يآخذني الندم ، تستاهلين أكثر!
قالَ كلماته تلك لتنتهي بصوتِها الذي ارتفعَ باكيًا وهي تُغطي وجهها بكفيها، لم تتخيل يومًا أن يُصيبها هو في مقتل، أن يستبيحَ وجنتها في صفعة، لم تتخيل يومًا أن يأتي هذا الانتهاكُ منه، أن يخسرَ مكانتهُ في عينيها . . أطلَقت العنانَ لدموعها وصوتِها الباكي ليكسرَ حشرجتهُ في صدرها، وسمحت لكل قسوةٍ جاءت من كفهِ أن تنسدل مع كل دمعة، دون أن يغيب أثرها في قلبها المجروح، وفي تلك الأثنـاءِ كان صوتُ هاتفها يرتفعُ برنينهِ ولم تكد وقتها لتسمعه، بينما كان الإدراك قد أصابَ فواز الذي غيّب أذناه عن بكائها وانحنى ليحمل حقيبتها وهو يكاد يجزم من المتصل .... ذيـاب.


،


بين كلمةٍ وأخرى، موضوعٍ وآخَر، كانت ابتسامتها تعلُو وتخسَر بذلك كيلو من وزنِ التعاسـةِ مع كلِّ بسمة، كل ضحكةٍ تسرقها منها الأحـاديث، رائحةُ أصواتهم المختلطَةِ معبقةً بعودِ العفويـة، نسيت نفسها كثيرًا وشعرت كما أنّها ذاتَ ظلٍ ورديٍ وأجنحةٍ تطير بها بحريّةٍ تنصب في أحاديثها وكلماتها، لم تكُن يومًا عفويةً بهذا الشكل، لم تكن ضاحكةً بكل صوتها كما الآن.
نظَرت لغيداء بابتسامةٍ لئيمـة وهي تهتف : عاد من عرفت اسمك وأنا ودي أسألِك ، وش معناه؟
غيداء كانت قد أطلقَت شعرها وعادَت لتلملمه للخلفِ في ذيلِ حصان، وبهدوءٍ وهي تنغمِسُ في ربطِه : الناعمة
تسللت ضحكةٌ من بين شفتي غزل لتكتمها بكفّها التي غطّت فمها، حينها رفعَت غيداء إحدى حاجبيها وهي تُخفضُ يدها بعد أن أنهت ربطَ شعرها، وبصوتٍ متذمر : ممكن أعرف ليه الضحك ست غزل؟
غزل بضحكة : ولا شيء بس حزنت على اسمك
غيداء بنبرةِ شر : وممكن أعرف ليه الحزن عليه؟
غزل بابتسامةٍ واسعةٍ بعد أن صمتت ضحكتها : أبد سلامتك مافيه شيء
تغاضَت غيداء عنها وهي تتناول كأس الشاي وترفعه لفمها، وقبل أن ترتشف منهُ سألت ببساطة : طيب وش معنى اسمك الرقيق ست غزل
غزل بضجر : ما عليك منه
غيداء : ليه؟
غزل : نطقه حلو بس معناه يجيب الهم
غيداء بضحكة : أطربينا
غزل : سلامتك ، التودد ، الشعر الذي يُلقى للمرأة ... وَ وَ وَ وَ يجيب الهم !!
غيداء : هههههههههههههههههههه بالعكس كيوت
كانت ام عناد تراقبهم بابتسامة، وعند تلك النقطة تداخلت معهم بالحديث لتهتف بهدوء : أعتقد اسمك مكروه يعتبر
اتّجهت أعينهما إليها بينما قطّبت غزل جبينها وهي تلفظ باستنكار : وشو؟
ام عناد : ماني متأكدة بس اسمك يندرج ضمن قائمة الأسمـاء المكروهة في الشرع، حسب معناه طبعًا
عبَست غزل وهي لا تفقهُ فعليًا في هذهِ المواضيع، لكنّها هتفت بصوتٍ متضجرٍ لتُضيعَ مسار الحديث : هو من غير شر مكروه عندي
غيداء بابتسامة : بالعكس والله شحليله كيوت في النطق
غزل : أكيد هو في النطق حلو زي صاحبته، عكس المعنى ، مو مثل بعض الناس اسمهم حلو في النطق والمعنى بس صاحبته معفنة
اتّسعت نظراتُ غيداء والتمعت حدقتيها بشر، بينما ضحكَت غزل وهي تزحفُ باتّجاه ام عناد التي كانت أقربَ إليها من غيداء الجالسة على بعدٍ قليلٍ منها، وبصوتٍ ضاحك : أمزح أمزح تجننين والله بس لا تناظريني كذا
غيداء بشرٍ ترفعُ سبابتها محذِّرةً بينما يدها الأخرى تضعُ كأس الشاي على الطاولـة : إذا تواقحتي مرة ثانية بنسى إنك زوجـة سلطوني وبقوم أغسلك بالشاي وأسلخ جلدك عن عظمك
ضحكَت غزل بقوةٍ وهولٍ من تهديدها، بينما هزّت ام عناد رأسها وهي تبتسم وتضعَ كأس الشاي بدورِها على الطاولـة، وفي تلك الأثنـاء كان هاتفُ غزل يرتفعُ برنينه لتسكن عن الضحكِ وينبض قلبها فجأة، أصابَها التوتر لكنّها استطاعت أن تُغلفه بالجمودِ بمهارةٍ وهي تمدُّ يدها لحقيبتها وتُخرجَ هاتفها ناظرةً للرقمِ الذي ضاعفَ نبضاتِ قلبها بالرغم من كونِها تدرك منذ البدايـة أنه هو، وتمايلَ الضيقُ بِصدرها في رقصةٍ ماجنـة، لكنّها وقفت بانسيابيةٍ ولم تسمح للضيقِ أن يأخذها كثيرًا، فيجبُ عليها الرد بسرعةٍ قبل أن يحصل مالا يُحمد عقباه : معليش بكلم وأرجـع


في جهةٍ أخرى، بعدَ عشرِ دقائق.
وضَع عنـاد كأس الشايِ على الطاولـةِ وهو يُرهف السمع لما يقوله سلطان بكل انشداهٍ لم يبرز فوقَ ملامحهِ الجامـدة، يستمع للكلماتِ التي يُطلقها إليه عن مكالمتِه لليلى دونَ أن يسهبَ في شرحِ ما حدثَ ويحتفظَ بالقليلِ لنفسِه، بينما كانت ملامحهُ تكشفُ عن صفحاتِ مشاعره لعينيْه، وهو الذي يُغلق كل ردّةِ فعلٍ ببراعةٍ دون أن ينتبه سلطان إليه.
سلطان بصوتٍ جامدٍ لكنّ عناد استطاع التماس الإرهاقِ النفسي فيه : مع أني ما قدرت أعرف هي وينها بالضبط ، بس الحمدلله إنها بخير
صمتَ عناد للحظة، لكنِه همسَ أخيرًا : الحمدلله ، قلت لك بتكون بخير . . * أردفَ ليُبدِّل الموضوع * كيف ماشي زواجك؟
نظر إليه سلطان مبتسمًا وهو يرفعُ حاجبيه : ما تظن إن أسئلتك عن زواجي صارت وقحة
عناد يبتسم : افا! ، جالس بس أتطمن على أخوي الصغير
سلطان : ماني بزر لا تحاتيني
عناد : أهم شيء عِيش حياتك وانسى اللي ممكن يعكرها ، مو أي شخص يمشى على نهجْ أهله
تجهّم سلطان وهو يهتف بصوتٍ حانقٍ من هذا الموضوعِ العقيم : ممكن تقفِّل على السالفـة؟
في تلك اللحظةِ هبّت رياحٌ سمراء ترافقَت مع صرخةٍ مختنقةٍ مُفاجئةً لهما ليُديرا رأسهما ناحيـة البابِ الذي فُتح فجأةً وسقَطت غزل شبهَ جالسةٍ على الأرض، عبرَت الثّواني سريعةً وقد صدَّ عناد وجهه عن النظر إليها، بينما وقفَ سلطان بصدمةٍ وعيناه تتسعان ناظرةً إليها بعد أن وقفَت والإحراج يكاد يبتلعها لتتراجَع بسرعةٍ وتخرح مهرولةً والحُمرةُ تكتسي ملامحها، ليس خجلًا من عنـاد بقدر ماهو خجلٌ من موقفها الكامل أمامهما بعد أن كانت تتنصّت عليهما. ابتعدَت إلى الحماماتِ وهي تضربُ رأسها بكفها هامسةً لنفسها بحنق : غبية ، غبية غبية غبية
كانت قبل دقائق قد خرجَت تُحادث والدها الذي ابتدأ حديثهُ بـ " هلا ببنت أبوها! "، علمَت جيدًا بعد جملته بأن مزاجهُ عالٍ ولطالما كانت مكالماته معها تبتدِئُ بنعومةٍ إن كان مزاجهُ ناضجًا، سألها عن أمورٍ عدّةٍ ومنها متى سينتقلان لمنزله، فاضطرت للكذبِ حتى لا تعكر مزاجه وينصبّ التعكر عليها، لذا أجابته بِـ " قريب " وأكّدت على ذلك، وبعد مكالمةٍ قصيرةٍ أغلقَ لتزفرَ وتنسى العودةَ للمجلسِ بينما بدأت قدماها بالتحرّك هنا وهناك في المنزل، سامحةً لنفسها بالتطلع إليه وحيدةً دون مرافقةِ غيداء او امها، تشتمُّ في كل مكانٍ رائحةً بدأت تألفها، رائحة سلطان التي تنغرسُ في كل جهةٍ يطولُها.
اقتربَت أثنـاءَ جولتِها من بابِ المجلس الذي يجلسان فيه، لم تكُن تعرف بتواجدهما في تلك الغرفةِ لكنّ صوتًا كان يُصدر منها، صوتًا تعرفهُ جيدًا كما رائحته التي تنبعثُ بقوةٍ أكبر من ذاكَ المكان، فاقتربَت قدماها دونَ ترددٍ لتتِجه للمجلس، وقفت أمامَ البابِ تمامًا لترهف السمعَ إلى صوتِه : مع أني ما قدرت أعرف هي وينها بالضبط ، بس الحمدلله إنها بخير
شُدّت حواسّها لما ينطقه، وشعرت بالفضول يكتسحها لمعرفةِ من يقصدها، لذا بقيَت واقفةً في مكانها تريد الاستزادَة مما يقول واشباعَ فضولها، لكنّ حديثهما انحرفَ عن مسارِه وأصابها هي فجأةً، فارتعشَت شفتاها رغمًا عنها ما إن سمعت جملة عناد : مو أي شخص يمشى على نهجْ أهله
توتّرت، وارتفعَت كفّها اليُمنى لتُدلِّك ذراعها الأخرى بِها، وهَنت نظراتها وفغرت فاهها وهي تستشعر الحقـارة التي تعيشها . . بلا، هي قد سارَت على نهجِه، على نهجِ والدها بل أشد، ما تلك الثّقةُ التي يلفظ بها؟ ما تلك الثقة التي يهدرُ بها؟ لو يعلم فقط ما تفعله، لو يعلم فقط ما تقوم بهِ من " خسَّة " لنفضَ إيمانهُ ذاك وكفكف ما قال . . عضّت طرفَ شفتِها وهي تشعر بالفراغِ في صدرها يسمح للهواءِ بالعبورِ ليُصدر صريرًا مؤذيًا لروحها، مالت قليلًا على الباب وهي تُغمض عينيها وتسحق ارتعاشَ شفتيها بعضّها للسُفلى . . وفي تلك الأثناء لم تحسب حساب ما حدث، أن يُفتح الباب تحت ثقلها في حين لم يكُن مغلقًا من الأساس، وما إن استندَت عليه حتى فتح وفضحها لتسقط على الأرضِ أمامهما.

شدّت على أسنانها بإحراجٍ وهي تضرب رأسها من جديدٍ بكفها هامسةً بحنق : غبية ، وش بيقولون عنك الحين؟ ، وش بيقولوووون؟!!
مررت أناملها بين خصلاتِ شعرها ووجنتها تشتعل بحمرةٍ لاهبـة، وفي تلك اللحظةِ شعرت بكفِّ سلطان الخشنةِ التي أمسكَت بزندها ليُديرها إليه وهو ينظر إليها بعينين حادتين اصتدمتا بعينيها المذهولتين.

.

.

.

انــتــهــى

بالنسبة للأعمــار ، فهذي تقريبية لهــا ويمكن أغلط بس عاد مستعجلة وما لقيت الملاحظة اللي كانت فيها
سلمان : حول الـ 42 وقت وفاة فهد كان عمره 27 تقريبًا
سلطان : 27، حصل خطأ مني على بداية الروايـة وذكرت " طفل لم يتجاوز العاشرة " لكنه أساسًا كان عمره 12 سنة يوم توفى أبوه
عناد : 31 سنة
شاهين : عمره 35 سنة تقريبًا
فواز : 29
فارس : 29
سيف : حول الـ 34 سنة
أدهم : حول الـ 34
إلين : 22
ديما : 27
أسيل : 25 تقريبًا
غزل : 24
جيهان : 22
أرجوان : 20
بثينة : 33
جنان : تقريبًا 23 أو أقل
ومين بقى؟ نسيت أحد صح؟ إذا انتبهتوا إني نسيت فعلموني مباشرة ولو من التقييم أو الآسك عشان أقدر أعدل الرد قبل لا يروح علي وقت التعديل ، جالسة أكتب الأعمار بعجلة عشان أنزل بقية الجزء لكم :(


ودمتم بألف خير
الله يسعدكم ولا يحرمني ()
والله والله في الدراسة :D بدينا سنة جديدة الله يجعلها يسيرة علينا ويوصلنا لمرادنا ويحقق لنا أهدافنا :$$




كَيــدْ !



 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 29-08-15, 11:19 PM   المشاركة رقم: 429
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



-
-

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 8 والزوار 13)
‏كَيــدْ, ‏سارونه1, ‏hoouur, ‏الجابيه, ‏ليل الشتاء, ‏تحياتي لمن دمر حياتي, ‏نَوح الهجير, ‏لعبة قدر



حي الله هالعيون الحلوة ، قراء ممتعة لكم :$$

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 30-08-15, 09:00 AM   المشاركة رقم: 430
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 613
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 

ما شاءالله تبارك الله ..
أحييك أخت كيد على روعة حروفك ..
المحادثة بين ألين وهديل والمشاعر فيها كان فوق الوصف
( تبارك الله ) استهوتني جدا جدا ..
غزل وغيداء ..أحسست بجمال العفوية والألفة بتلك الجلسة
والتي تفتقدها غزل في حياتها السابقة ..
بالنسبة لموقفها من التنصت على سلطان وعناد
تخيلت الموقف ..كم هو محرج للغاية 😄
جيهان ..( بردتي چبدي يا كيد بالكف ) تستاهل ..كئيبة لدرجة أنني في أي فقرة تخصها تتلبسني الكآبة والضيق .
قد يكون زواج فواز من جنان فرجا له .وفسحة له من بعد الضيق ..
ماجد ..هل توقع الأخوات من قبل أنه هو متعب صحيح !!

شكرا كيد من القلب
لا حرمنا من إبداعك 🌸

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 06:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية