لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-14, 09:17 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sosee مشاهدة المشاركة
   الله يستر من سند 😰
شكل خطاويه بتوصل لأسيل


ممكن ليه لا

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 19-06-14, 09:23 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 234937
المشاركات: 6,950
الجنس أنثى
معدل التقييم: ...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي
نقاط التقييم: 8829

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
...همس القدر... غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي

بوودي اكون من المتاابعين ..... ^^
جذبني عنوان الرواية ....
لي عودة باذن الله قريباً..
وعلى فكرة رااح تكون هاذي اول مرة اتاابع رواية مش مكتملللة , اتمنى من كللللل قلبي ما تقطعينا بنص المشواار <<فيس متعقد :(

تقبلي مروري
سلاااامي :)

 
 

 

عرض البوم صور ...همس القدر...  
قديم 19-06-14, 09:27 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صباالجنووب مشاهدة المشاركة
   حيااااااااااااااك كيد بيننا ومرحبآ الف ...



حروووووف وكلماات وسرد وحبكه اعجز عن وصفهاااا..مواضيع جميله تم مناقشتهااا في طياات حروووفك مبدعه بحق ...


ع الرغم من كثرة الشخصيات في الروايه إلا انك ابدعتي في اعطاء كل شخصيه حقها في الووصف والاحدااث ...

بصرررررررراحه وبدون زعل.. انا كتبت الرد ذا بعد تردد كبيررر ..

لاني ماارد ع روايه الا وتختفي الكااااتبه😞😞😞😞

وتصبح الروايه مهمله مدرري ايش السبب😠




اتمنى انك تكمي تنزيل الاجزاء....

ولا يغررك قلة الردود ترى كثير يتعاابك بصمت ......


ربي يحييك ويبقيك

سعيدة إنها راقت لك وشهادة أعتز فيها منك

أفا ياذا العلم ليه التردد وسوء الظن؟
أنا وعدت نفسي أكملها تحت أي ظرف
عدا إن صارت الروح عند بارئها هنا ما بيدي شيء
أو صار شيء يمنعني من الكتابة نهائيًا لا قدر الله

غير كذا أنا مكملتها وماني موقفة لين ما أشوفها في المكتملة

وأنرتِ الرواية يا بنت الجنوب ()

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 19-06-14, 09:34 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ...همس القدر... مشاهدة المشاركة
   بوودي اكون من المتاابعين ..... ^^
جذبني عنوان الرواية ....
لي عودة باذن الله قريباً..
وعلى فكرة رااح تكون هاذي اول مرة اتاابع رواية مش مكتملللة , اتمنى من كللللل قلبي ما تقطعينا بنص المشواار <<فيس متعقد :(

تقبلي مروري
سلاااامي :)


حياك ربي

هههههههههه غيرنا يسحب وتطيح على راسنا احنا المساكين
واضح متعقدين وبقووووة

أحسنوا الظن حبايبي إن شاء ربي مكملتها للنهاية معكم
ونفس الكلام اللي قلته فوق
ما يوقفني عنها شيء غير إذا صارت الأمانة عند البارئ أو حدني عن الكتابة شيء كايد الله لا يقولها
أما تحت أي ظرف فأنا مكملتها وإن تعثرت شوي وتأخرت فراجعة راجعة
كونوا على ثقة بي


وعليكِ سلامٌ من الله ورحمة ()
انتظرك بشغف

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 21-06-14, 11:39 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 









سلامٌ ورحمةٌ من الله عليكم ()

صباحكم / مساؤكم طاعة ورضا من الرحمن


من المفترض يكون البارت يوم الأحد أي بُكرة
بس بكون مشغولة بزواج بنت عمتي ولا ظني بتفرغ للرواية
عشان كذا ضغطت نفسي لأكمل آخر اللمسات على البارت وراجعته كذا عالسريع
وأعتذر إن كان فيه أخطاء $*


وَ


رمضان قرب عسى ربنا يبلغنا إياه لا فاقدين ولا مفقودين
شهر العبادة وما ودي أنشغل بالرواية عنه
وبنفس الوقت صعبان علي أترك الرواية وهي في البداية والأحداث ما توثقت أوكي
الله يقدم اللي فيه الخير وطبعًا هالخير ماهو إلا في رمضان
حاليًا قررت أنزل بارت واحد فقط بهالشهر الفضيل وما أقدر أحكم بطوله أو قصره
وإن ما ضبط معي هالنظام بترك الرواية لبعد العيد
مع إني أشوف الأفضل أترك الرواية بس بجرب والله يوفقني للطاعة قبل كل شيء
فالأسبوع الأول بيعتبر تجربة للي قررته وبعده بكمل على هالنظام أو لا

+ رمضان مُبارك ()


,


بسم الله نبدأ

قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر
للكاتبة : كَيــدْ !

,


( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ. ) {المجادلة: 3-4}.

هذا الدليل يوضح حال ديما وسيف للي ما فهموه طبعًا
والا هم فيه ظهار مو إيلاء واللي تكون كفارته كفارة يمين
الكفارة في الظهار هي كفارة مُغلظة والدليل يوضّح كيف يكون

لا تشغلكم الرواية عن العبادات




(5)






بعد منتصف الليل

لقد قتلت نفسها، يا الله تشعر أن خنجرًا يخترق نحرها، والنور من حولها تلاشى. تنفست بقوةٍ وبسرعة، تجاهد لنيل الهواء. ما الذي تفعله هي؟ لا رغبة لروحها بالحياة، تشعر بالإختناق. وضعت كفها اليُمنى على صدرها، وبدأت بتلاوة الفاتحة سبع مرات لتتبعها بالمعوذات، وصدرها يرتفع بأنفاسٍ ضيقه ويهبط بينما صريره اعتلا.
بقيت تقرأ إلى أن هدأ صدرها وانتظمت أنفاسها تقريبًا، ثم بدأت بالتقاط الأكسجين بنهم، منذ متى كانت تختنق؟ أيعقل أن الربو عاد إليها!
اعتدلت لتجلس على طرف سريرها وقدميها تدليا للأرض، هي من نحرت نفسها أخيرًا بالموافقة، هي من أذاقت نفسها مرارة الخيانة، وهي من ستنال جزاءها بتلك الخيانة، أن تكون قريبةً من غيره، تُحدث غيره، والدة أبناء غيره / زوجةٌ لغيره! كل تلك الأفكار تقتلها، حتى وإن كان في حياةٍ برزخية إلا أنها تخونه، تخونه كما خانها هو حين عانقت الرمال جسده.
لكن! لكن هو مات، جاءه الموت بغتة، لم يذهب إليه بقدميه، ولم يدع الرمال تعانقه راغبًا، بينما هي ماذا؟ ستذهبت بقدميها إليه، وسيعانقها وهي لن تكون قادرةً على الممانعة ... والسكوت، علامة الرضا!!!
هزت رأسها بالرفض وشفتيها تقوستا، بينما غامت عيناها بدموعٍ نادمة، ليس علامةً للرضا، ليس علامةً للرضا، هو فقط قلة حيلة.
أنّت وهي تنحني بظهرها قليلًا. رباه، تصدع ظهري حين مات، وكُسر بعد أن مُت بذاك الزواج. حتى الهواء اليوم عاتبني، فلم يسعفني وكاد يغتالني، لمَ تزوجته؟ لمَ وهنت ووافقت؟ كنت أقدر على المكوث هنا أبدًا دون أن أُألم من في الخارج، فلمَ وافقت؟ لمَ خنته؟ ...... لمَ خنته!!!


,



بينما الآخر، لم تسعفه الظروف ليسعد بزواجه الذي لم يمر عليه يومٌ على الأقل، وكيف يشعر بالسعادة ومُتطفلٌ اتصل به بعد حفل عقد القرآن، بينما رآه هناك أيضًا.
لازال إلى الآن يستعيد تلك المُكالمة التي أبت جعله ينام مُرتاحًا، ذلك بعد أن اتصل عليه بكل وقاحةٍ وبعد أن دخل غرفته مباشرة.
سند : يا حيا الله الدكتور شاهين ولد أبو شاهين
زفر بمللٍ ليردف ذاك : تؤ تؤ تؤ ... وش فيك يا الغالي؟
شاهين بقهرٍ يشدّ على هاتفه : اتفاقنا إن العملية تكون بعد هالإسبوع .. وش تبي الحين مزعجني واحنا انتهينا من السالفة
سند ببساطة : ودي أعرف نسبة نجاح العملية
شاهين بغلٍّ يشدد على الحروف من بين أسنانه : أعتقد قلت لك من قبل بنسبة النجاح ومنت مقتنع للحين .... بس بكرر وأزيد، نسبة النجاح يا أخ ما تتجاوز العشرة بالمية حتى
هتف سند بثقةٍ وجدية : وبعد اتفاقنا كم صارت؟
يا الله! سيقتله، ويتمنى ذلك حقًا، ألا يفهم أن أمورًا كالتهديد لا تجدي نفعًا؟ لن تتغير نسبة نجاح العملية وإن أعطاه مليون دافع.
سند بتخلف : اعتقد انقلبت الإحتمالات وصارت نسبة النجاح تسعين بينما الفشل عشرة
زفر شاهين بقلة حيلة، ثم هتف : قلتها ... إحتمالات .. وبما أنها احتمالات ممكن تخيب وممكن تصيب
سند : وبما انها احتمالات ممكن حساباتك الأولى خاطئة وبتنجح العملية
لا فائدة، لا فائدة ترجى من تفكيره المتحجر، حتى وإن كانت حساباته خاطئة، لكن في النهاية نسبة النجاح ضئيلةٌ جدًا، هو طبيب ويعلم أنها ستصاب بالعمى كليًا.
هتف بهدوءٍ وببطء وكانه يُكلم طفلًا : اسمعني ... ليه ما تسفر أمك وتحاول تعالجها برا؟ ... بما إن احتمالاتي ممكن تكون خاطئة فبالخارج تضمن النجاح اكثر، * ثم بسخريةً اردف * وعاد لو قالو نفس كلامي الله معك
ثمّ بقهرٍ وغلّ اغلق الهاتف في وجهه، يشعر باستصغارٍ لنفسه كونه يحاور شخصًا ذا عقلٍ متخلفٍ كهذا.
والآن هاهو يتمدد على ظهره وصداعٌ قوي داهم عقله، بينما نظر للساعة بعينين ضيقتين ليرى أنها قد اقتربت من الواحدة بعد منصف الليل، أي ان أمه الآن نائمة وبالتاكيد تلك المُمرضة أيضًا.


,



أشرقت شمسُ الصباح تحث ذهابَ كلٍّ إلى عمله، بينما في أحد المنازل كانت هناك عائلةٌ تستعد للرحيل، بعيدًا عن الوطن، بعيدًا عن رائحة الرياض.
رفع الحقائب وهو ينظر للساعة فقد تأخروا كثيرًا، ومن أخرهم هي جيهان التي رفضت النزول لأنهم سيخرجون معه، تأفأف بملل : عمي تأخرنا كثير واحنا باقي بنسلم على الأهل .... ما رضت تنزل؟
أغلق يوسف الهاتف بعد أن كان يتحدث مع أرجوان بغضبٍ من جيهان التي ترفض وإلى الآن النزول، ثم نظر لفواز ليومئ برأسه، وهنا ثار فواز الذي هدر بغضب : مو هي اللي طلبت تسافر لبروكسيل! وش صار الحين؟
زم شفتيه بغيضٍ وهو يدرك تمامًا سبب رفضها الذي لم يتحدث عنه يوسف ليردف : اسمح لي عمي بنزلها بنفسي
كان يوسف سيرفض ليذهب لها هو لكنه تراجع، هذه الفتاة أصبحت عنيدةً بقدرٍ قد يجعله يفعل معها ما لا يريد، فلينظر ما الذي يستطيع فواز فعله، حتى وإن كان سبب رفضها هو وجوده معهم، لكنها قد تشعر بالحرج إن صعد لها هو، بالرغم من أنه يكاد ينفي هذا الإحتمال، لكن فليجرب.
عندما صمت يوسف دخل فواز للبيت بغضبٍ لم يستطع كبته، ثم توجه مباشرةً للأعلى قاصدًا غرفتها. من تظن نفسها هذه الفتاة! ألا تدرك أن لكل صبرٍ حدود؟ هي هذه الفترة أصبحت شخصًا لا تطاق أفعاله وهو من سيعدلها ويعيدها لعهدتها وأفضل.
توجه لغرفتها وهو يرسم الجمود على وجهه بينما هو داخله يشع من الغضب، فتح باب الغرفة دون أن يطرق الباب، فغطت أرجوان وجهها بسرعةٍ وقد كانت مرتديةً لعباءتها ورافعةً النقاب عن وجهها، عكس جيهان تمامًا.
زفر فواز بغضب : ممكن تتركينا لوحدنا ... أنا بتصرف معاها
جيهان بغضبٍ وحقد : مين سمح لك تدخل!
لم تقل أرجوان كلمةً واحدة وخرجت بصمت، فاتجه فواز بغضبٍ نحوها ليشدها من زندها بقسوة : وبعدين معاك إنتِ ... يلا البسي عبايتك الحين وامشي قدامي
سقطت دموعها دون سابقِ إنذارٍ فصُدم منها، أصبحت دموعها تسقط ببساطةٍ بعد أن ذُرفت أسابيعًا لأمها، ولم تنضب إلى الآن.
جيهان بفظاظةٍ وهي تحاول نزع يده عنها : وخر عني يا الخايس ... كسرت عظامي يا علك للكسر
ثبتها بقوةٍ أمامه وهو ينظر لعينيها الباكيتين : الحين انتِ وش سالفتك مع البكاء؟؟ كل ما قلت لك كلمة طيحتي لي هالدموع!
جيهان وهي تشد على أسنانها : مالك شغل ... اتركني
فواز بعناد : ماني تاركك لين ما تقولين لي وش مبكيك
جيهان : وش مكيني غير وجهك ذا ... أكرهك ياخي ما تفهم
فواز بقسوة : ما كان هذا كلامك قبل
جيهان بألم : كنت أحبك كأخ افهم ... لا تضحك على نفسك بكلام قلته لك في محور أخوة
فواز وهو يدرك أن كل ما تقوله هو الحقيقة، لكنه يمنّي نفسه بشيءٍ يتمنى أن يتحقق : وياكثر ما اثنين اعتبروا بعضهم أخوان واتزوجوا في النهاية وعاشوا يحبون بعض كزوجين .... وش اللي اختلفنا فيه الحين؟
جيهان بقهر : اللي اختلف أمك وطريقة زواجنا!!!!
نزعت يدها بقوةٍ وهي تتجه لعباءتها ترتديها بسرعة، بينما استدار هو عنها يعض شفته ليكبح انفعالاته.
كانت ترتدي عباءتها بانفعالٍ بادي عليها والغريب أنها ترتديها بكل رضا، وستذهب بكل رضا وهو موجودٌ معهم، وكأنها فقط كانت تنتظر حضوره لتفرغ غضبها وتوافق على الذهاب دون مشاكل.
ما إن انتهت حتى مشت قبله بسرعة، فنظر إليها باستغرابٍ وتبعها.
نظر يوسف لجيهان بصمتٍ ما إن نزلا، فشتت نظراتها عنه وصعدت، ومن خلفها صعد فواز جهة السائق ليصعد من بعده يوسف بجانبه.
فواز : مشينا!



,



تردد صوت خطواته المتعدية للدرج وأمه جالسةٌ في الصّالة كعادتها في هذا الوقت من الصباح، وصل إليها فقبل رأسها وابتسامةٌ زينت وجهه، ابتسامةٌ ليست ككل إبتسامات الصباح، بل اليوم كانت إبتسامته توحي بالراحة، بالسعادة، حتى أمه انتبهت لذلك
أم سيف باستفسار : غريبة منت مستعجل لدوامك اليوم
اتسعت إبتسامة سيف : وشوله الإستعجال! ما عندي شغل متراكم مثل كل مرة ... تطمني
أمه بتعجب : بتفطر معنا؟
جلس بجانبها بأريحية : وش المانع؟
ابتسمت أمه : والله إنه يوم مبارك
ضحك سيف : فديتك والله .. ما المبارك إلا افطاري معك .... الا وين ديما ما أشوفها؟
أمه : تحضر الفطور مع الخدامة
أومأ برأسه وهو يتناول الجريدة من الطاولة ليتصفحها، وفي دقائق كان صوت ديما قادمٌ باتجاههم يناديهم : عمتي يلا الفطور جاهز
ثم وجهت نظراتها لسيف بسخرية : بتفطر معنا اليوم؟
سيف بهدوءٍ ينظر للجريدة : ايه
لم تتبع بكلمةٍ واحدة وهي تتجه للسفرة التي فرشتها ومعها أم سيف الذي أنزل الجريدة ينظر إليها بصمتٍ حتى اختفت عن أنظاره، ثم وقف ليتجه إليهم.
بعد الإفطار. كان سيف قد اتجه للمغاسل ليغسل يده ثم نظر لساعته متعجبًا من تأخر فواز الذي كان قد اتفق معه على أن يوصلهم هو للمطار ثم يعود بسيارة فواز، لكنه تأخر فتعجب من ذلك.
جفف يده واتجه إلى مكان جلوس والدته وديما، ثم رفع هاتفه ليتصل بفواز، وقد كانت نظرات ديما تتبعه.
لمَ تشعر بالسعادة؟ ما الداعي لكل ذاك البركان الدافئ الذي يُنعش قلبها الآن ومنذ أن استوطنت أحضانه البارحة، منذ أن شعرت بأنفاسه تتدفق على بشرتها بعد غيابٍ شعرت أنه أعوام؟ ... ابتسمت بسخرية على حال قلبها ... وكم سيسخر عقلها طيلة الأيام القادمة عليه.
انتبهت لنظراتِ سيف التي وُجهت لها بعد أن أغلق الهاتف، يبدو أنها تمادت في النظر إليه وأطالت إلى أن لاحظها. شتت نظراتها عنه وهي تعض شفتها الرقيقة بعتابٍ لعينيها فابتسم.
سيف بهدوء وابتسامةٌ شقت ثغره : فواز مار بعد شوي ... جاي يودعك قبل لا يسافر
عادت للنظر إليه بعد أن أيقنت أنه يوجه حديثه إليها، فأومأت برأسها.
اتجه سيف للأعلى ليُحضر محفظته التي نسيها، فاستغلت الفرصة واستأذنت من أم سيف لتتبعه، وحين دخلت كان هو في وجهها قد خرج من غرفتهما .... غرفتهما! أجل أصبحت غرفتهما منذ أن عادا إلى بعضهما. بلعت ريقها ثم رطبت شفتيها بلسانها وأخذت زفيرًا واندفعت إليه وهو ينظر لها وقد أدركَ أن في جعبتها حديثًا.
سيف باستفسار : شعندك؟
ديما دونَ ترددٍ أو ارتباك : أبيك توصلني
قطب سيف وجهه بتعجب : وين؟
ديما : وصلني القبول من أيام … وودي أروح للروضة
تراءى الغضب أمام عينيه، شدّ شفتيه في أقل من ثانيةٍ وبسرعةٍ دلالةً على بدء غضبه : طنشتي أمري وسويتيها؟
هزت رأسها بالموافقة وبكل ثبات، حتى وإن كان قلبها يُبحر في عشقه، إن كانت تشعر بكل تلك السعادة لعودته، لن تظهر ذلك وستبقى تحفظ سعادتها وحبها في نفسها ولن تظهر له إلا الجمود، يكفي ذلًا يا سيف.
سحب أنفاسهُ بشدةٍ يحاول ضبط أعصابه بتجديد الهواءِ في دمه. ثم هدر ببرودٍ يجيد حبكه جيدًا معها : ريحتك طبخ ... وأنا ما أرضى لزوجتي تكون ريحتها خايسة وسط الناس
نظرت إليه بعينين متسعتين وملتهبتين غضبًا، فابتسم بعبثٍ يريد استفزازها، هي تعانده وهو سيفقدها صوابها، وهذا العقاب الأمثل حاليًا بالنسبة إليه.
ديما بقلة صبر : أبدل ملابسي الحين
نظر لساعته وهتف بهدوء : فواز جاي الحين وبوصله المطار .... ما عندي وقت لك
ثم تعداها بكل برودٍ قاصدًا الخروج من الجناح، فشدت على أسنانها بغضبٍ لتهدر بصوتٍ خرج عاليًا قليلًا : روح ماني بحاجتك ... السواق موجود
استدار إليها بسرعةٍ متجاهلًا رفعها لصوتها، والشطر الثاني من جملتها أثاره بشدة : أقص رجولك لو تسوينها
تدرك جيدًا الغضب الذي يعتريه إن طلبت ذلك، يكره أن يدعها تذهب مع السائق حتى أنه لم يحضره إلى منذ وقتٍ قريب، ولأجل أمه فقط، فهو في بعض الأحيان يكون غير موجودٍ في الوقت الذي تحتاجه أمه، لذا وضعه لها، ومنعها هي من الركوب معه وإن لم يكن موجودًا لا تخرج إطلاقًا.
هدرت بعنادٍ لا تدرك عواقبه : منت داري إذا خرجت أو لا ... انت روح مع فواز وأنا بطلع مع السواق ... وبدفع له عشان ما يتكلم
اقترب منها بغضبٍ وضح جليًا على صوته : وصرنا متعلمين الرشوة والعناد!! من متى طلعت شخصيتك يا مي
ديما بغضبٍ وكلامه يُشعرها بالذل : من زمان بس منت ملاحظ .... واسمي ديما يا أستاذ
وقف أمامها مُباشرةً ليرطب شفتيه ويهمس : عالعموم أنا نازل الحين والحقيني عشان أخوك ... والهبال ذا اتركيه عنك ... لأن السواق يشتغل عندي وما أتوقع إنه بيخاطر بشغله عشانك انتِ
لم يستطع أن يخفي آثار القهر في كلامه والغضب الشديد، إلا أنّ صوته خرج واثقًا هادئًا ثم اتجه للباب بكل هدوء وهي الأخرى تشتعل، لن تدعه هذه المرة يغلبها ويخرج هادئ الملامح وهي مغتاظة، فليأخذا دور بعضيهما هذه المرة. صرخت بغضبٍ تريد استفزازه بكذبةٍ لم تدرك مفعولها جيدًا : لعلمك ترا ماهي أول مرة أفكر أطلع معه ... اللي قبل ماهي تفكير، كانت تنفيذ
وقف في مكانه متجمدًا للحظات، وهي تتنفس بقوةٍ غاضبة من كل شيء، كل ما حولها يشعرها بالغضب والغيظ، صار الجماد هنا له كرامةٌ عكسها هي، وهذا ما يغضبها مما حولها وإن كان جمادًا. اتجهت لغرفتها بخطواةٍ غاضبة لكن يده القاسية كانت أسرع لتلتقف ذراعها وتوقفها أمام وجهه الغاضب : طلعتي معه؟؟؟؟
تعطّف وجهها بألم وهي تحاول سحب ذراعها ولازال الغضب داخلها قائمًا : نزّل يدك
سيف وهو يشد على يدها دون شعورٍ وهو يتجاهل ألمها، بينما وجهه كان يقترب من وجهها بغضبٍ وعيناه تطلقان شررًا : متى طلعتي معه؟
ديما بعنادٍ تتجاهل غضبه وألمها : كل طلعة انت تكون مشغول فيها هو يوصلني .... يووووه اترك يدي تراك عورتني
لوى يدها أكثرا، وأنفاسه بدأ صوتها بالإرتفاع. فصرخت متأوهةً وهي تحاول تخليص يدها بينما تشعر بجلدها يُنتشل.
سيف بغضبٍ يرتعش به جسده : أنا ما قلت لك شغلة خروج المرة مع السواقين ما أحبها؟؟؟؟
ديما بألم : آه سيف اتركني
سيف بغضبٍ يزداد بازدياد ألمها : ومع كذا معاندتي ورامية بأوامري بعرض الحائط؟؟؟ ... أنهيتي آخر تفاهم ممكن يكون بيننا يا ديما
تأوهت حين شدّ على يدها أكثر ليتركه بعدها ويُخرج هاتفه الذي كان يرن منذ فترة، لكنّ سيف تجاهل صوته قبلًا ورد الآن على المتصل بصوتٍ لم يستطع أن يخفي كل الغضب به، بل حاول إخفاءه ولم ينجح : هلا فواز
يا الله، غضبه هذه المرة أثار رعبها حد الموت، ألهذه الدرجة يبغض خروجها مع السائق؟
ندمت، ليتها لم تقل ما قالته …. عضت لسانها ويدها ترتعش، ليتها لم تتكلم، ليتها عقدت لسانها قبلًا!!
لا لا لا ... لا تستسلمي له ياديما، يستحيل أن أوضح له ندمي، بل يستحيل أن أندم من الأساس، هو يستحق! كفاكِ سذاجةً وافتحي عينيك، يريدكِ مجرد جاريةٍ تُطيعه في كل شيء، في رغباتهِ وأوامره، يتلقى الحُب منك ولا يغرقكِ به، لا يعرف معناه ولا يجيد حياكته، لا يعرف معنى العدل ... دققت النظر في ملامحه المشدودة وهو يكلم فواز، لتزم شفتيها بقهر ... لن أندم!!!
بعد أن أنهى مكالمته استدار برأسهِ ناحيتها لينظر لها بنظراتٍ لا تُفسر، وهي بدورها تنظر إليه بثقةٍ مُصطنعة وغيرِ مُبالاة ... ثم دون كلمةٍ خرج.
سحبت أنفاسها بصعوبةٍ وهي تجلس على أقرب أريكة، تحرك يدها أمام وجهها تشعر بحرٍ شديدٍ يهاجم كيانها. كانت دومًا قبل أن تتزوجه مُعززةً في بيتِ والدها، فكيفَ حال بها الأمر لتصبح بين براثن هذا البشريّ السادي، والذي لا يمد برحمة البشر بصله.
" معقّد " ... نطقتها بصوتٍ خافتٍ وهي ترجع رأسها للخلف تسنده على حافة الأريكة، وعيناها تشردان في السقف المنقوش.
لتهمس بتأوه : ماطرى في بالي إن الحب ممكن في يوم من الأيام يكون معنى لجحيم ارتسم في دنيا لها زوال ... ولا طرى في بالي إن الحب ممكن يكون سَموم تنشر لهيبها بين أضلاعي ..... آه يا سيف آه ... أحبك ولاني بلاقيه حل ينصف هالحب



,


يضحك معهم على طاولة الإفطار بينما تلك ترد عليه بشيءٍ من الفظاظة المعتادة بها، حتى وإن كانت تصمت مطولًا أو تشرد ما إن يغفل أخواها عنها إلا أنها تبدأ بالتحدث والضحك حين يُحدثانهما.
رنّ هاتف سُلطان برسالةٍ ما، ليأخذه من على الطاولة وقد كان يضعه جانبًا، وحين رأى المُرسل ابتسم، وتلك الإبتسامةُ الخبيثة التي تلألأت على ملامحه كانت مُتجليةً أمام عناد الذي فهمها بسرعة، ليقطب جبينه لكنه حاول تجاهل القلق الذي اعتراه، وذاك عضّ طرف شفته ليرفع هاتفه ويبدأ بخطّ جملةٍ واحدة ( إبدأ بالتنفيذ وقت ما أعلمك أنا )
ثم أدخل هاتفه في جيبه وهو يبتسم إنتشاءً، ابتدأ العقاب يا عمي، ابتدأ فانتظرني.
وقف لتنظر له أمه : خير على وين؟
سلطان بابتسامة : الخير بوجهك طالع ضروري عشان شغلة بالشركة
لوى عناد شفتيه، ثم هتف : اجلس لين ما نطلع سوى
عاد ليجلس بصمت، ليهتف عناد : فواز اتصل من شوي وقال لي إنه طالع للمطار، ما يمديك نطلع له ونودعه!
سلطان بهدوء : ايوا هو كلمني أنا بعد ... بس للأسف ما يمديني أودعه بالمطار وأنا قلت له
أومأ عناد : ما عليه، زين اننا التقينا فيه أمس وودعناه مرة وحدة
غيداء بتأتأة تحشر أنفها : الله يخلف على صداقة بهالشكل ... أنا لو منكم رحت لصديقتي لين الطيارة لحتى أودعها
كان عناد بجانبها فضربها بمرفقه : اكلي وانتِ ساكتة لا أدخل الملعقة بعينك
عبست : الحين أنا وش سويت؟ أبديت رأيي بس
سلطان وهو يحرك ملعقةً في يده : رأيك خليه لنفسك
تعلم أنهم يريدون إغاضتها بالتماسك معًا ضدها بالكلمات، لذا كشرت وهي تكمل طعامها هامسة : مريضين



,


تشعر بترددٍ إلى الآن من الخروج من غرفتها، حتى الجامعة هذا اليوم لم تذهب إليها واعتذرت من خلف الباب لهديل بأنها مُتعبة. كيف يمكن للذنب أن يزرع نفسه قسرًا بها؟ شددت بأناملها على مفرش سريرها القُرمزي، ثم دون سابقِ إنذارٍ سقطت دموعها. لم تفعل شيئًا، تريد أن تقسم للكل بأنها لم تفعل شيئًا، فكيف تتهمها أم ياسر بنظراتها؟ كيف يمكنها أن تفقد ثقتها بها هكذا بكل بساطة؟ ستقتل نفسها، ستقتل نفسها تقسم بذلك، فكيف يمكن لشخصٍ أن يتحمل هذه النظرة من أمه.
أنّت وهي تدفن وجهها في وسادتها تكمل بكاءها بنشيجٍ خافت، هي ضعيفةٌ على كل حال، ضعيفةٌ وهي باسمةٌ معهم، فكيف ستبدو إن كانت باكيةً دونهم.
إلين بنياحٍ تشدّ على وسادتها : آه يا ربي أنا شسويت عشان يصير فيني كذا!!!!

من جهةٍ أخرى

هتف بنفاذ صبرٍ وهو يهز ساقه : يمه وبعدين!
هالة بقسوة : اصصصص ولا كلمة سامع ... هالبنت أنا خلاص ماعاد عندي ثقة فيها .... وانت من اليوم تتعدل وتترك حركات المراهقين ذي
ياسر : لا حول ولا قوة إلا بالله
هالة وهي تضع كفيها على رأسها : ما خفتوا ربكم في اللي تسوونه؟؟؟ ما فكرتوا في هالخطوة قبل؟؟
أردفت بغضبٍ كبير وهي تشد على قبضتها فوق رأسها : الله يهديك ولا يسامحها
وقف ياسر بقوةٍ وكل الكلام لا يعجبه : حرام عليك يمه هي شسوت؟ ماهي مشكلتها إذا كانت فكرتك عن كل اللي صار غلط
هالة : الغلط اللي سويتوه وكل شيء واضح قدام عيوني .... لا تحاول تخبص براسي ...... يووووه أنا ليه أكلمك دام إنها فرت راسك هاللي ماعرفت التربية
انتفض ياسر ثم هتف بعتاب : تراها تربيتك وتربية الوالد قبل كل شيء ... هي بالنسبة لي أخت ومستحيل أرضى باللي تقولينه عنها، عشان كذا أنا قايم
ودون كلمةٍ أخرى وقف ثم خرج بسرعةٍ وهو يرتعش من انفعاله، في النهاية كل شيءٍ ارتد عليها، هو من يجب أن تلومه أمه وليست هي ... عض شفته بقوةٍ وهو يشعر بالقهر يتغلغل فيه، حتى أنها اليوم لم تذهب للجامعة ولم تخرج من غرفتها على الأقل!
زفر وهو يتابع طريقه للخروج من البيت متجهًا لعمله، بالرغم من أنه لا يشعر بالرّغبة للذهابِ إليه.
تذكر كلام أمه البارحة، ما الذي كانت تقصده؟ ما الذي سمعته عنهما؟ هناك شخصٌ يحشو رأس أمه بقصصٍ واهية قد تنفي وجود إلين بينهم
همس من بين أسنانه : يخسون ما يلاقون شقّ لتخريجها من البيت
وفور خروجه من الباب كانت سيارة فواز واقفةً ليسلم على عمته ومعه يوسف وبناته.
وقفت على صوت ياسر الذي جاء يخبرها بوصول خاله وبناته ومعه فواز، فبلعت ريقها وهي وإلى الآن تشعر بالخوف والتوجس منه، وبالكثير من الندم، طيلة الأسابيع الماضية لم يلتقيا وهاهما يلتقيان أول مرةٍ بعد المشاداة التي حصلت بينهما وبعد طرده لها.
اتجهت إليه لتقف للحظات أمامه
فابتسم بهدوءٍ هامسًا : ما بتودعيني؟
ارتعش فكها بعبرة، ودموعها بدأت بتغطية رؤيتها. هكذا كان وهكذا سيبقى، كان ولايزال الأحنّ عليها من أخيها الآخر، وبكل بساطةٍ يغفر لها زلاتها ويسامحها على كل كبيرةٍ وصغيرة، أمسكت بيده اليمنى تدفئها بين يديها، وهي تهمس بعبرةٍ مُختنقة : ياليت لساني انقص ولا قلت اللي قلته
تنهد وهو يجتذبها ليحتضنها ويُقبل رأسه : ترا نسيت السالفة ... فلا تفتحينها من جديد
أومأت برأسها وهي تشعر بالندم يأكلها، كم كانت ساذجةً حين قالت ما قالته.



,



بعد ساعةٍ إلا رُبعًا
في المطار



كان يُجري آخر المعاملات مُستعدين لمُغادرة الرياض بعد أن مرّوا على كل أقاربهم لتوديعهم. بعد لحظاتٍ إستدار إليهم وهو يحرك رأسه ليتحركوا. ودعوا سيف الذي كان معهم واتجهوا نحو بوابة المغادرة
راحلين .. مودعين لكل لحظةٍ كانت قد صُورت هنا وبين حدود وطنهم، وعلى ما يبدو ... فالقدر قد اختار عدم عودتهم هُنا وهذا الواضح جليًا أمام أعينهم.
بينما كانت هي معهم تنزف عيناها المغطيتان بدمعٍ لا مفر منه، بدمعٍ خرج رغمًا عنها لأنها مع كل ذرةٍ في كيانها هي تصرخ بحبها لهذا الوطن، والذي يحتضن في أحشائه جسد أغلى من كانت تغطي حياتها بسحر الضحكات.
غادرهم سيف بعد أن أقلعت طائرتهم متوجهًا لعمله، وما إن ركب سيارة فواز وحركها حتى رفع هاتفه، وبعد لحظاتٍ وصله الصوت الذي كان ينتظره، فهتف بثقةٍ وهو داخله يحترق : الو .. زين
السائق زين : نعم
سيف : وينك؟
زين : في البيت مستر
صمت سيف قليلًا ثم هدر : جاك اتصال من البيت ... المدام طلعت معك؟؟؟
زين : لا المدام مافي اطلع في وقت مثل كذا
سيف وبنفاذ صبر : أقصد زوجتي
استغرب زين سؤاله فهو يتذكر جيدًا أنه لم يوصل زوجته إلى أي مكانٍ منذ بداية عمله : لا
سيف بحدة : اسمعني عدل .... إن عرفت إنك تخيط حكي منها أو من راسك، يعني تكذب ... فاعرف إن نهايتك على يدي ... ونشوف وقتها مين بيفككم مني
ارتعش زين خوفًا منه، وما إن فتح فمه ليحلف له بصدقه حتى أغلق سيف في وجهه بفظاظة، ودون تقدير أنه مثله تمامًا - بشر -
سيف بحدة : مو ناقص إلا انت توصل زوجتي ... وهي الثانية حسابها عندي، سواءً صادقة في اللي قالته والا كذابة ... تستفزيني ياديما تستفزيني بهالسواق؟؟؟



,




الثانيةُ بعد الظهر


انخفضت جفناه بشرودٍ وهو يحرك أنامله بهدوءٍ على جدار الغُرفةِ المحترق، لو كان تعظيم الأماكن جائزًا لكان أول مكانٍ يُعظمه هو هذا. حرك قدميه على الأرضية القاتمةِ من أثر الحريق وهو يكمل لمساته على الجدار الخشن، حتى وصل لجزءٍ كان يحمل أحدى صوره مع والده ومع سلمان، كان الجُزء يتضح به أثر وجودِ صورةٍ مُستطيلةٍ قبعت لأعوامٍ فأبى هذا الجزء إلا أن يُظهر علامةَ الإتحاد بينه وبين ما كان يحمله.
سحب أنفاسه بصعوبة، كم سيشقى وهو يحاول تصنع الإبتسامة أمام من يعرفهم، فكيف سيكون حالُ شخصٍ تصنع الإبتسامةً وسط ضجيجٍ من الآلآم. من قال يومًا أن الإبتسامة تبعث السعادة والراحة وإن كانت مزيفة؟
سمع صوتَ خطواتٍ تتجه للمكتب الحجري فرفع رأسه بسرعةٍ مستغربًا، من الذي سيجرؤ على الإقتراب من هنا وهو قد حذر من أن تخطو قدم أي شخصٍ أقل من عشر خطواتٍ من الباب المُتهالك؟ حتى العمال منعهم من تغيير أيّ شيءٍ هنا وذلك لأمرٍ في نفسه.
خرج بهرولةٍ ليصطدم بوجه سلمان وسط المكان الذي كان العمال يتحركون به، وهاهي عيناه تستكن بعد أن ارتجفت حدقتاه بشعورٍ لا يعرف هويته، أهو مضطرٌ أن يُجدد في كل مرةٍ تلك المكالمة فقط ليصدق أنّ والده الثاني هو من قتل الأول! ربما لو أنه فقده في ظروفٍ طبيعةٍ كالموت مثلًا لكان وجعه أقل من أن يفقده بهذا الشكل المؤلم.
صد بعينيه عنه ثم أعادها لمحور جسد سلمان حتى لا يظهر أمامه بصورةِ الضعيف، ثم هدر : شلون تتجرأ تخطي عتبة هالبيت بعد اللي صار
رفع سلمان رأسه قليلًا وهو يأخذ نفسًا قويًا : شلونك؟
سلطان بامتعاض : يسرك الحال من بعد اللي صار
ابتسم سلمان : مين قال؟
سلطان : عيونك
ضحك سلمان بشدةٍ لم يستطع منعها، هاهو طفله الصغير يقدم امكانياته في قراءة الأعين بعد أن كان تعلّمه على يديه.
سلمان بتسلية : الله يزيدك من علمه
استدار سلطان نصف استدارةٍ وهو حقًا لايريد أن ينظر في عيني والده، تأوه بقهرٍ من كل تلك الأفكار التي تداهمه، ليس والده وهذا الشيء الوحيد الذي استطاع تصديقه، حتى وإن حمل نفس الدم إلا أنه دمٌ فاسدٌ ملوث لا يمد للبشرية بصلة .... هو سلمان فقط، لا أبٌ ولا عمٌ ولا أخٌ أيضًا. وسيتقم، سيندفع لما يُخطط ولن يتراجع لشعورٍ غبي بالإنتماء إليه.
أردف سلمان بعد أن صمت سلطان للحظاتٍ طويلة : ودي أكلمك في موضوع مهم
نظر إليه سلطان بسرعة : للأسف ما عندي وقت
سلمان : مو من اللائق تدّعي الإنشغال وأنا أبوك قبل لا أكون عمك
أبكل وقاحةٍ يأتي ليقول ذلك بعد كل مافعله!!!
شعر سلطان بأوداجه تشتعل نارًا، يريد استفزاه ويدرك ذلك جيدًا : حاشاه
كان يقصد فهد والذي من المستحيل أن يصل شخصٌ قذر مثل سلمان إلى مكانته
ابتسم سلمان فأردف سلطان : لا تضطرني للفظ كلمة - اطلع - ... فياليت تعمل فيها قبل لا انطقها
سلمان : نطقتها وانتهى الأمر .... بس بخيب ظنك لأني ماراح اعمل فيها
سلطان بحدةٍ ينظر إليه : والنهاية!!!
سلمان بثقة : بعد ما أحكي معك
زفر سلطان بضيق، فهو إلى الآن لا يستطيع أن يتقدم بخطوةٍ قاسيةٍ نحوة، شيءٍ ما يصده عن كل مايريد والذي يجب أن يكون.
تمتم بالموافقة ثم ولج لإحدى المجالس العربية التي تم تصليحها وغير بها الأثاث، ليتبعه سلمان بصمت، وابتسامةٌ ترتسم على شفتيه.
بعد لحظاتٍ كان سلمان قد وصل لصلب الموضوع الذي جاء خصيصًا لأجله " بغيت أكلمك في خصوص الغزل "
اتبع جملته تلك بالصمت حين رأى نظرات سلطان تركزّت عليه، وفي زوايا عينيه ظهر أسى لا يعلم ما سببه : انتهى هالإسم من حياتي
سلمان بتعقيدة حاجبيه : ليه؟ هي وش ذنبها؟
سلطان : ذنبها علاقتها في أحمد اللي كان شريكك في كل جرايمك
سلمان بانفعال : مو من العدل تـ ....
رفع سلطان كفه بمعنى أن يصمت، ولأول مرةٍ يرفعها في وجهه. أيأتي الآن يتحدث عن العدل وهو من أراق دم أخيه بغيًا في المال! أيأتي مُتأسيًا راحمًا لغريبٍ وهو لم يعمل بأي من هذين مع من له نفس الدم!
هدر سلطان بعينينِ ضيقتين تحملان وجعًا كبيرًا : لا تظنّ إنك تقدر تحدد مستقبلي مثل ما أوديت بماضيّ للهلاك. انتهى زمنك يا سلمان وانمسحت كلمتك علي، مكانتك انعدمت من الوجود ولا لك قرار في حياتي.
وقف بانفعالٍ ليُردف : وبالنسبة لغزل، أنا فكرت كثير قبل هالقرار ... كرهها انزرع بقلبي بعد كل الود اللي كنت أكنه لها، ومالها عندي غير الضيم رغمًا عني لو عاشت معاي، ما بقدر أمثل قدامها الحُب وأنا في داخلي أكره أصلها لأنه من أصل أحمد .. ولا ودي أظلمها وانت مثل ماتقول مالها ذنب - ابتسم بسخرية - مع إنّي أشك وكلُ فتاةٍ بأبيها معجبة، وش اللي يخليني أتأكد إن صفاتها بعيدة عن صفات أبوها؟ .... عشان كذا، بينتهي هالزواج قبل لا يبتدي فعليًا
زمّ سلمان شفتيه يحاول السيطرةَ على أعصابه، ثم هدر بفحيحٍ أقرب للأفعى : مو بهالبساطة يا ولد فهد
سلطان بتحدٍ ساخر : تبي تهدد؟
سحب سلمان أكسجينًا ببطء، يجب أن يسيطر على أعصابه كي لا يُفسد ما خطط له : سنة وحدة بس
رفع سلطان حاجبه : نــعــــم!
سلمان : احنا عايشين في مجتمع مايرحم وانت عارف هالشيء، تبيهم ينهشون فيها لطلاقها وهي حتى ما عتبت باب بيت زوجها؟؟ عشان كذا للعدل .... خلها في ذمتك سنة وحدة على الأقل، وهي مالها ذنب عشان تتعاقب بجرمنا
ضحك سلطان بصخبٍ لم يستطع إخماده، ضحك ضحكةً ساخرةً حملت في جنباتها الكثير من الألم. ساخرٌ منه، بل ساخرٌ من نفسه قبل كلّ شيء، يحبه، وآهٍ من كل ذاك الحُب الذي يكنه تجاه من يعترف بجُرمه بينما غيره من المجرمين ينفونه عنهم لمعرفتهم لعواقبه، يتمنى لو أنه في كابوسٍ لا وجود له واقعًا، يتمنى أنه لم يقتل والده حقًا، لا يريد أن يصدق، ولا يريد أن يخضع لأمنياته، هو الزمن لطالما صفعه سابقًا وهاهو يكمل صفعاته.
آهٍ يا والدي الثاني، ليتك تعلم بمقدار كل الألم القابع في صدري الآن، يؤلمني قلبي ولا طاقة لي بتحمل كل هذا الألم، يؤلمني مستقبلي دونك بقدر ما آلمني حقيقةُ ماضيّ معك، كيفَ لك هذا القلب؟ بل كيف تحمل نفس دمِي وأنت الذي لم تشعر بنفس الحزن الذي أشعر بجريانه مع دمائي! أين أنت يا من أحببت؟ أين أنت يا من كنت أناديك - يبه -؟ انت شخصٌ آخر، أنت روحٌ أخرى وجسدٌ رديءٌ لا هوية له، أين أنت بالله عليك؟.
ضحك وضحك، ثم استدار يرفع رأسه للأعلى يغمض عينيه بقوة، لن يبكي، لن يذرف دمعًا بعد التي سقطت على موت والده، وهو الذي لم يبكي سابقًا للحقيقة، فكيف سيبكي الآن؟ ... توقفت ضحكاته، وكثيرًا ما كان البُكاء يتبع الضحك، لكنه سيكون من القليل الذي كان الموت يتبع ضحكهم.
كان من خلفه يراقبه. يبكي؟ ابن أخيه يبكي؟ ... ابتسم ... أجل قلبه يبكي حتى وإن قمع الدموع في أعمق عينيه، إلا أنه يسمع أنين قلبه ويستشعر رجفته بين أضلعه، ابكي ياسلطان، ابكي، فمن مصلحتك البكاء لتجف دموعك قبل القادم الذي سيفجر ينبوع عينيك قسرًا!!
همس سلطان وهو لا يزال يعطيه ظهره، بصوتٍ خرج هادئًا بعد نوبة ضحكهِ تلك، وكأنما انفعاله حُرر في الهواء مع موجة ضحكاته : سنة بس
تشدق سلمان : وبعدها براحتك تطلق ... بس قبلها ماتطلق لو على ايش
أمال سلطان برأسه وهو يتذكر ملامح تلك الغزل. حقًا، ما ذنبها هي؟
خرج صوته بنفس الهمس لكنه شارد : بشرط
سلمان دون تردد : اشرط
سلطان : زواج صوري .... ماراح يتعدى كونه عالورق
اتسعت ابتسامة سلمان .. وهذا هو ما أراده أحمد بالفعل : لا تهتم من هالناحية
استدار إليه سلطان ليهدر بجمود : فيه شيء ثاني؟
هز سلمان رأسه وابتسامة انتصار تزين ملامحه الوسيمة تلك، والتي لم تفقد نظارتها رغم كونه في الأربعين، ملامح والده، لا بل والداه، هزّ رأسه ينفض تلك الأفكار عن رأسه، وذاك يراقبه، يعيش في صراعٍ قد يؤدي به للجنون ... بلل سلمان شفتيه ... كان الله في عونك الأيام القادمة ... كان الله في عونك



,




لك كل الحق في الحب، وليس لكَ الحق في اختياره. قاعدةٌ كان القلب قد تعلمها منذ أوج ازدهار صاحبه، فمنذ متى والحب يختار من يريد، بل أن الشخص هو من يختار أن - يُحَب -
هكذا كان هو، وهكذا كان قلبها، أحبه دون اختيار، والآن لا يملك القدرة على تخطي هذا الحب، بل لا يملك الرغبة لا القدرة!
اسمه " متعب " وكم هو متعبٌ حبه، وكم أتعبها فراقه بعد موته، والآن هي تتخبط في زيجةٍ لم ترغب بها فعليًا، ورغمًا عنها ستكملها.
قلبها يُؤلمها، أصبح ضئيلًا جدًا لا يتسع لشيءٍ بعد الذي اتسع له. هاهو الحُب يرتبط بتلك العضلة، حتى بعد أن أُكد عبر الدراسات أن الحب مرتبطٌ بالعقل لا القلب. هل أصبح للحب علاقةٌ بمرض الوهم؟ حتى يتوهم صاحبه أن قلبه يتقلص كلما رأى حبيبه، يتألم كلما ابتعد عنه؟ وكما القلب لم يقتنع أن يُنفى في علاقات الحب، كما الأبيات والقوافي امتنعت عن زجّه بعيدًا عن أوجاعهم وتوهماتهم.
هي من قام بتكفين نفسها! هي من قام بحفر قبرها. لمَ وافقت؟ تأوهت ألمًا وهي تغرس أضافرها في وسادتها، لمَ وافقت؟ لمَ ضحت به؟ لمَ أنهت شهور وفائها، كلّ شيءٍ انقلب على رأسها، فلمَ لا تنقلب هي الآن على شيءٍ من كومةِ الأشياءِ تلك.
ستطلب الطلاق ... أجل ستطلب ولن تأخذ ذلك بعين الجنون، فالجنون هو زواجُ أرملةٍ تعيش الآن على عشق مُرّملها، لذا ستطلب الطلاق منه حرفيًا، فالندم ينهشها نهشًا بعد أن وقّعت على تلك الورقة التافهة!!
كانت تغرق في أفكارها حين سمعت صوت الباب، لتجلس وهي تضع يدها على صدرها، تشعر بالإختناق يداهمها، وتنفسها بات ضعيفًا، لتتأكد أن الربو عاد بعد أن غادرها فترةً وجيزة.
دخلت أمها بعد الطرق، لتبتسم لها بأسى، وأمها تنظر لها بسعادةٍ عظيمة، وهي على يقينٍ أن ابنتها ستسعد معه، مع من تبكي الآن خيانة عشيقها معه.
جلست بجانبها لتمسح على شعرها، وابتسامتها ترتسم على ملامحها العذبة، كيف لها التعبير عن سعادتها الآن؟ ... رباه، إن الأم لا تفيض سعادتها إن كانت راحة أبنائها خامدة، تنفجر فرحًا إن ثارت ضحكاتهم ورأت في المستقبل القريب ثوران الراحة على تفاصيلهم.
أم فواز بحب : أخوك طلع من شوي
أومأت بهدوء : اي جنب علي وودعني
أكملت المسح على شعرها هامسة : كيفك اليوم؟
أسيل : مبسوطة
اتسعت ابتسامتها : متأكدة؟
أومأت لها بصمت، لتحتضنها والدتها بسعادة. آه يا إلهي، أيعقل أن تفكر في قمع هذه السعادة في قلب أمها؟ يا الله، هل لها من الأنانية ما يجعلها ترمي بسعادة الكل لأجل راحتها!. إلهي ساعدني في إتخاذ القرار، ساعدني.



,




وتلك الصغيرة تعانق وسادتها الوردية، تتفكر في البعيد، وعيناها تنظران للفراغ دون وعي، منذ ما حدث وهي ليست هي، تريد فقط أن تعلم مامعنى ما حدث، لكن من سيخبرها؟ أمها وتخجل أن تسألها، وأخيها يستحيل أن تفكر حتى بسؤاله، فإلى من ستلجأ لتعلم ماالذي يعني ما حدث.
أخذت شهيقًا ثم زفرت، لتنظر لهاتفها بتردد، لن تعلم إلا منها، من تلك المُنفتحة التي لا يُحبذ أخاها أن تمشي معها، والتي أمرها قبلًا بالإبتعاد عنها، أخذته لتتصل وشيءٌ ما داخلها يدفعها للتهور بهذا الشكل، لن ترتاح أبدًا إلا إن عرفت.
بعد لحظاتٍ كان صوت تلك " المايعة " يصل أذنها لتبتسم، من شدة براءتها التي وصلت حد السذاجة هي تصدق كل شخصٍ ولا تظن بهم السوء : أهلين سارة
سارة بابتسامةٍ مُتفاجئة : غريبة متصلة ... نسينا صوتك يا شيخة
تنحنحت بخجلٍ طفولي، وتلك عمرها كان سبعةَ عشر، تدرس معها في الصف الأول متوسط لكثرة رسوبها، بالرغم من أنها كانت تبتعد عنها بأمرٍ من عناد ووالدتها لكن سارة كانت تقترب بحجة أنها تريد صداقتها، وهي بكل سذاجةٍ لا ترفض.
تكلمتا قليلًا عن الحال إلى أن هتفت سارة بشيءٍ من التعالي : وشلون أمك؟ .. للحين تكرهني؟
غيداء وبتطرق سارة للحديث عن أمها وجدت منفذًا للبدء بما تريده هي : أفا وش دعوى، هي ما تكرهك بس ما تحب أخاوي اللي أكبر مني
أمالت سارة شفتيها لتُكمل غيداء بأسى : توها مهاوشتني
سارة : ليه؟
غيداء بتردد : مممم ... كنت أتابع فيلم وفجأة جت لقطات مدري شلون
لا تعلم كيف نطقت بتلك الجملة، لكنها خرجت منها دون وعيٍ وهي تريد أن تصل للحديث الذي تحتاجه، بينما ضحكت سارة : يا الله أمك مدري كيف، ما تدري إن الناس كلها صارت تتابع هالأفلام
ابتلعت ريقها لتهمس : بس أنا ما أتابع
سارة ببساطة : عادي الناس كلها تعرفها مو بالضرورة تظل رافضة إنك تشوفيها بالتلفزيون
هذه كانت قناعة هذا الجيل، بما أنها تدرك الحياة فلمَ تُمنع من النظر لمثل هذه الأمور التي تحدث واقعيًا وهي - سنة الحياة -
هتفت غيداء بارتباك : بس ... بس أنا ما أعرفها ... تخيلي سارة يوم شفت قلة الأدب ذيك في التلفزيون سألت أمي وش معناها قامت ضربتني
تشعر أنها ليست هي، كيف تستطيع قول كل ذلك؟ بينما شعرت داخلها بالخواء، وكأن روحها تعاتبها لوصولها لهذا الإنحطاط بالكلام
سارة بصدمة : ما تعرفينها؟
هزت غيداء رأسها بالرفض وكأنها تراها، ثم همست : عيب
ضحكت سارة مطولًا : يا قلبي عليك ما تعرفين شيء، مين قال عيب؟ هذي سنة الحياة يا بعدي
غيداء بانشداد : كيف يعني؟
سارة : قوليلي وش شفتي؟
احمرت وجنتي غيداء ولم ترد، فهتفت سارة مشجعة : قولي لاتستحين
أخذت غيداء أكسجينًا، وهي تقنع نفسها بالتحدث، لن تصل إلى شيءٍ بخجلها هذا، لذا شرحت لها ما رأته وهو في الحقيقة ما حصل لها، لكنها كذبت بأنه كان في الفيلم، بينما كانت تلك تستمع لها باهتمامٍ إلى أن انتهت، لتهتف : هذا اغتصاب!!!
قطبت جبينها ولم تتكلم، بينما سارة استرسلت بالكلام دون حياء، وهي كالمبهوتة وجهها يحمر تارةً، وجسدها يرتعش تارةً. وفور انتهاء كلامها المطول بقيت صامتة، لم ترد، تفكر وتُقلّب الكلام بداخلها، ما الذي يعنيه ذلك؟ أهذا ما حدث لها بالفعل؟ أهذا معنى ما فعله ذاك؟ أي أنها الآن أصبحت عارًا على أهلها كما تقول سارة، أصبحت أنثى - نجسة -، سيبتعد عنها عناد وستبتعد عنها أمها، سيشعرون بالخيبة بسببها، وسيظل رأسهم يقابل الأرض من العار، والناس ستنظر إليها بازدراء، أصبحت - قمامةَ مُجتمع -!!!
ذلك الوصف أخرس جميع حواسها، إن كانت والدتها تتصنع حبها فهي تكذب لأنها في داخلها تتقرف منها، وكذلك عناد، يراها عارًا عليه، يخجل أن تكون أخته، يا الله، ما هذا الوجع الذي ارتسم في قلبها الصغير! يا الله، ما كل ذلك الخواء في روحها!
ازداد ارتعاشها أخيرًا وهي تغلق الهاتف لترميه وعيناها جاحضتان، أما سمعته صحيح؟ أما سمعته صحيح؟؟؟


.
.
.
.


انتهى

وموعدنا يوم الأربعاء بإذن الواحد الأحد
طبعًا بيكون آخر يوم وبعدها بنبدأ بنظام - بارت واحد - بالأسبوع



+



حساباتي للتواصل


__Twitter : 2aid
ask.fm : Hind__er
__Kik : Qind



ودمتم بخير / كَيــدْ !


 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 07:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية