لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-14, 01:55 PM   المشاركة رقم: 156
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر القيد التاسع عشر

 

سلامٌ ورحمةٌ من الله عليكم
صباحكم سعادة ورضا من الرحمن
مساؤكم فرحٌ لا يزول


* فيس مستحي منكم * :(< من جد معليش على التأخير اللي ما كان بإرادتي
وهذا هو البارت وصل أو نقول البـ … <- مدري عاد شلون تجي ، بس تصغير كلمة البارت، عاد دوروها انتو :)^
من الحين أقولكم ترى الجزء قصير بس هو البارت عبارة عن جزئين لا جمعناهم بيصيرون بارت طويل <- احلفي :(
عارفة إنّ ثرثرتي جايبة لكم الضغط بس عاد وش أسوي لا صارت الثرثرة عندي واجب في بداية ونهاية البارت

^ خلاص خلاص بسكت


,

بسم الله نبدأ

قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر
بقلم : كَيــدْ !



(20)*1




توقفت حواسها عن العمل، عدا حاسة الخوف التي انتشر مفعولها في كامل جسدها الذي تشنج عن الحركة، تشنج عن أيّ ردة فعلٍ حتى الإرتعاش.
سينتهي الحلم قبل أن تكتمل نشوته، ستنكسر اللهفة قبل أن يحلّ سببها، لا تأتي الآن أرجوك، لا تقترب أرجوك، مرةً واحدةً فقط افعل ما يُسعدها، لا تكسرها الآن باقترابك وكشفكَ لها، لا تقتل حلمها.
ارتفع صدرها بشهيقٍ مؤلمٍ ليهبط بزفيرٍ أقسى، وهي الآن تكابد كي لا تصرخ عليه بالذهاب، تكابد كي لا تنهار الآن خوفًا.
سيف يُقطب جبينه مستغربًا : أعوذ بالله .. شفيك انتِ انصميتي؟؟
لم تعلم ما الذي يجب عليها فعله في تلك الأثناء، إن مدّت يدها لتُعيد إخفاء اختبار الحمل تحت ملابسها سينتبه، وإن تركتها في مكانها قرب صدرها وكفيها مُتشبثتان به أيضًا سينتبه حين يقترب، ولم يكن لديها سوى أن تتجمد خوفًا في مكانها.
أهذا وقته ليأتي؟ بل كان غباؤها هو ما جاء لتجعلها لهفتها تتهور بهذه الطريقة وهو متواجدٌ في البيت . . زفرت بارتباكٍ ولم تجد لديها سوى أن تُخبئه بخفةٍ بين جسدها وطرف تنورتها، وقتها كان قد وقف خلفها والغضب بدا على ملامحه ليلفها إليه من كتفها : ما تسمعين انتِ والا شلون؟؟
نظرت إليه بشفتين فاغرتين وعينين طغى عليهما الارتباك والخوف، وهو لاحظ ذلك ليُقطب جبينه، بينما كانت تضع ذراعها على بطنها بشكلٍ حاولت جعله عفويًّا حتى لا يظهر له تضاريس ما تُخبئه.
سيف بحاجبين معقودين : شصاير؟ ليه خايفة ومتلبكة كِذا؟
بللت ديما شفتيها بطرف لسانها، ثم تنحنحت لتهتف بصوتٍ بحّ لخوفها : نعم
رفع سيف حاجبًا ليهتف باستنكار : نعم! … كِذا بكل بساطة؟
تكتف ليردف : وين كان عقلك وأنا أناديك؟ وليه كل هالخوف اللي على عيونك؟
شتت نظراتها عنه لتتنفس من فمهما المفتوح ثم تعود لغلقه بارتباكٍ وتوترٍ واضح، ثم ببساطةٍ رغم بعض الخوف المتغلغل في صوتها : مين قال إنّي خايفة؟ وليه بخاف؟
نظر إليها بوجومٍ لحظات وهو يحاول تفسير سبب ارتباكها هذا وخوفها، ثم بخفوتٍ مُتشكك : مسوية شيء أكيد؟
نظرت لوجهه بصمتٍ لثوانِي، ثم ازدردت ريقها لتهمس : غلطان … ما سويت شيء، أصلًا كنت مسرحة شوي وما انتبهت لك وقت ناديتيني
وبعدين أكيد كنت مناديني بالإسم اللي انت معتبره وطبيعي بطنشك
ارتباكها وخوفها جعلها تسير بالحديث لمحورٍ آخر، لمحورٍ بدايته حادةٌ قد يتبعه نقاشٌ عقيم، لكنّ ذلك أفضل من أن يكشفها الآن، لذا خرج صوتها حادًا بعض الشيء والسبب في كل ذلك خوفها.
رفع حاجبيه ينظر إليها مُتعجبًا، قبل أن يومئ ببطءٍ وهو يغمض عينيه لثوانٍ ومن ثم يفتحهما، هاتفًا : اهممم .. وتقولين أنا اللي مسبب المشاكل في حياتنا!!
لم ترد وهي تحاول أن تتجاوزه لتختبئ في الحمام بسرعةٍ قبل أن ينتبه، لكنه باغتها في لحظةٍ ليحبسها بين ذراعيه وظهرها التصق بالخزانة، بينما كفيه مُسندتان على الخزانة بجانبها.
سيف بخبث : وين وين! تونا بأول المعركة اللي انتِ بديتيها
قطبت جبينها بانزعاج : وخر سيف واترك عنك حركات البزران ، أبي أمشي
سيف : بالأول علميني وش اللي مقوم شياطينك الحين
تأفأفت بضيقٍ ولا قدرة لها على المناوشات الآن، تخاف أن ينتبه لها ويكشفها، لذا من الأفضل أن تماطل حتى تذهب.
ديما : سيف واللي يعافيك تراني متضايقة كفاية .. بعد بروح الحمام
اقترب أكثر حتى التصق صدره بصدرها، وبهمس : وليه القمر متضايق؟
رفعت حاجبيها وعيناها اتسعتا بذعرٍ وهي تحاول أن تتراجع أكثر، خشيت أن يشعر بتواجد الأنبوب بينما هي ملتصقةٌ فعليًا بالخزانة فكيف عساها تهرب.
ديما بارتباكٍ واضح : سيف
تراجع سيف قليلًا وهو مُتعجبٌ لتغير تقاسيم وجهها، وبتساؤل : إيش فيه؟ حالك ماهو طبيعي اليوم
تنفست الصعداء ما إن ابتعد عنها، ثم نظرت لوجهه باضطراب : مافيني شيء .. بس ، أحس نفسي متوعكة شوي
سيف باهتمام وهو يقترب منها قليلًا : من إيش؟
ديما باضطرابٍ وهي تشتت نظراتها هُنا وهناك : شوية ارهاق ويروح
وضع كفه على جبينها، وبحاجبين معقودين : مافي حرارة، طيب تمددي شوي وارتاحي
أومأت وهي تريده أن يبتعد عنها لتتنفس الصعداء : بروح الحمام أول
وبخفةٍ تجاوزته لتهرول حتى باب الحمام تحت انظاره المُهتمة.


,


زفرت وهي تلف خمارها حول رأسها، شاهين ينتظرها في الخارج وهي تتمنى لو تتصنع الإغماء كي لا تخرج معه، لكن ما الفائدة؟ يجب عليها أن تواجه حياتها ولا تتهرب ككل مرة، وكم أن مدى تناقضها فظيعٌ في نفسها، في كل مرةٍ تقول أنها ستحاول تقبّله ولا تستطيع، في كل مرةٍ تقول أنها ستكون أقوى لتعيش لكنها أضعف من المحاولة حتى.
غطت وجهها ومن ثم سحبت حقيبتها الليمونية بفتورٍ غريب، واليأسُ يحاكِي ملامحها، الحزن يغزو قلبها ويمارس بطشه، منذ مات وهي ليست هي، ليست أسيل نفسها ولا زوجة متعب، أصبحت أرملةً وكم كان ذلك قاسي، لكن الأقسى هو حالها الآن! فكيف عساها ستصبر وقد ملّ الصبر منها منذ قديم الأزل.
خرجت من غرفتها ومن ثم نزلت الدرجات لتُقابل أمها المبتسمة في طريقها.
أسيل بخفوت : أنا طالعة
أمها بابتسامة : انتبهي على نفسك حبيبتي
أومأت لتودعها ومن ثم خرجت، وحين رأت سيارته السوداء تيبست للحظاتٍ وهي تشعر بالتردد، لكنها أكملت طريقها بعد تنهيدةٍ صدرت من بين شفتيها، وبتشتتٍ فتحت الباب الأمامي وهي تشعر أنها باتت تتحرك بآليةٍ وكأن الروح غادرتها، وكأن جميع حواسها ماتت ولم يعد لديها ما يصنفها من الأحياء.
بعد أن استقرت جالسةً والباب أغلقته استدار ينظر إليها بابتسامة : ياحيّ الله هالوجه
ارتبكت لتفرك أصابعها باضطراب، بينما أردف هو بأريحية : شلونك؟
أسيل بهمسٍ مُضطرِب : الحمدلله
اتسعت ابتسامته وهو يحرك السيارة، وببراءة : مافيه سؤال عني أنا؟؟
قطبت جبينها قبل أن تنظر إليه بطرف عينيها، ومثل هذا الحديث معه لا يروقها، تفضّل الرسميات دون أن تنكسر الحواجر بينهما، لكن أيعقل أن يبقى الحال كذلك مدى حياتها معه؟؟
همست باستسلام : كيفك؟
شاهين بابتسامةٍ لا يُعرف معناها : طيّب … خصوصًا بعد ما شفتك
هذه المرة استدارت إليه بكامل رأسها لتنظر لوجهه الباسم بحاجبين معقودين، مابهِ اليوم؟ جرأته في الحديث معها لا تُعجبها إطلاقًا، يُشعرها بالتشتت أكثر مما هي فيه . . . زفرت لتصمت دون أن ترد عليه، بينما هو كان ينظر للطريق وابتسامةٌ تغلّف شفتيه.
كان الصمت هو رفيقهما الثالث في بقيّة الطريق، وهي كانت تنظر للشوارع والمنازل تحاول إشغال نفسها عن التفكير فيمن يجلس بجانبها، ذو الرائحة العطرية الرجولية التي طغت على المكان، حتى أنفاسها باتت محصورةً في عطره فقط، عطره الذي يحاصرها من كل حدبٍ وصوب ليُثبت تملكه لها.
تنهدت بيأسٍ قبل أن تنتبه لتوقف السيارة في هذه الأثناء، وبآليةٍ استدارت تنظر إليه حين هتف : وصلنا
نظرت للمكان الفاخر ببرود، دون شعورٍ بأيّ تميزٍ لكونها معه أو في مكانٍ فاخرٍ كهذا، ولو أنها كانت مع متعب لكان الوضع مُختلفًا، أيّ مكانٍ يأخذها إليه يكون مُتميزًا لأنه من اختاره، وليس لأنه مميز.
عضت شفتها بقهرٍ من حالها هذا ومن أفكارها التي لا تبارحها، أفكارها التي لا تعبأ أن تُرهقها بحجم الذنب الذي يتغلغل قلبها.
شردت بأفكارها حتى نسيت أن تخرج، ولم تفق إلا حين فُتح بابها ليستند شاهين بذراعه على السيارة وجسده يغطي عنها طريق الخروج، وبحاجبٍ مُرتفعٍ هتف باستنكار : وبتجلسين في السيارة؟
ازدردت ريقها بحرجٍ لتهمس : لا بس … * بترت عذرها الساذج لتردف * ممكن شوي!
ابتعد لتترجل عن السيارة، وحين أغلقت الباب تناول كفها مباشرةً ليأسرها في قبضته الضخمة، ارتعش جسدها من أعلاها لأسفلها، ورُبطت الحروف ليُمحى تجاوزها لشفتيها، ولمسة بشرته لبشرتها الناعمة أشبه بتمريرِ سكينٍ حادةٍ بنعومةٍ تجرح ولا تدمي!
يدهُ كطوفانٍ سحيق، طوفانٍ اقتلع الكلمات الأخضر منها واليابس، اقتلع تفكيرها وجنونها فباتت ساكنةً لا ردة فعلٍ عكسيةٍ كان هو يتوقعها، توقع أن تسحب يدها على الأقل لكنها لم تفعل، وذلك إيجابيٌّ في بداية طريقه، وطريقه إلى قلبها يحتوي على أفرعَ عديدةٍ إن هو أخطأ وسلكَ إحداها فستنتهي القصة.
ابتسم لها وهو يجتذبها لتتحرك معه، ودون كلمةٍ منها تحركت ووجهها يحاكي البهوت والضياع، دخلا لمحلّ الجوهرات ليصبحا في دقائق أمام العديد من النماذج الفاخرة والأنيقة، يجلسان أمام البائع يفصل بينهما وبينه طاولةٌ زجاجية وضع على سطحها العديد من الأطقم والمجوهرات.
شاهين : ممم ونشوف ذوق البرنسيسة الحين
تجاهلت كلماته وهي تريد أخذ أي شيءٍ لتنتهي من هذا الجو بسرعة، تريد أن تبتعد عنه قدر الإمكان فحضوره أشبه بحضورِ شيءٍ خارقٍ يحصر الأنفاس
وفي تلك الأثناء كان البائع يبتسم ويعرض أغلى مافي المحلّ وأجمله، وشاهين ينظر للموضوع أمامه بسخاءٍ ينتظر منها البدء في الإختيار، وحين لم يجد منها إجابةً تنهد : الأطقم تنادي عليك
شعرت بالحرج منه، ثم تنحنحت لتُشير لإحدى الأطقم دون أن تُعير إهتمامًا لا للشكل ولا للسعر، المهم فقط أن تخرج من هنا وتعود للمنزل بعيدةً عنه.
ابتسم شاهين وهو ينظر للطقم الذهبي الذي أمامه، كان بسيطًا ولم يُعجبه كثيرًا، يُدرك أنها تريد أن تنتهي بسرعةٍ لتبتعد وذلك ما يسليه أكثر ليُماطل.
شاهين : لا ماهو حلو .. خلينا نشوف غيره
قطّبت جبينها ثم لوت فمها وهي تنظر لوجهه بتساؤل، لمَ إذن طلب أن تكون معه عند الإختيار إن كان هو من سيختار؟؟
ابتسم شاهين حتى بانت أسنانه حين انتبه لنظراتها المُتمركزة عليه : خير! … ما ينفع مجانين يختاروا
اتسعت عيناها بصدمة، وعقلها تذكر مباشرةً حين دعاها بـ " نوستالجيا "، وهذا ما قصده الآن بالجنون، كادت لضحكةٍ أن تفلت من بين شفتيه لكنه سيطر عليها ليُعيد نظره للبائع : ورني هذا
كان يشير لإحدى الأطقم الناعمة من الذهب الأبيض، وحين أصبح بين يديه تلّمسه برضا : شرايك في ذا؟
نظرت إلى وجهه بقهرٍ لم يخفى على عينيه العابثتين، إن كان سيختار هو فلمَ أصرّ على أن تكون معه؟ إن كان ينوي فقط أن يرمي بكلماته القاسية هذه عليها فلمَ كانت غبيةٍ لتأتي؟ . . ليتها لم تجئ معه، ليتها لم تنصع لرغبة أمه وتصنعت المرض لتتجاوز هذا الموعد.
نظرت إليه بحقدٍ للحظات، ما الداعي لسؤالها إن كان هو أحرجها بعد أن أخذها معه لتختار بنفسها - كما يقول -
ندت من بين شفتيه ضحكةٌ خافتة، يُدرك غيظها منه وهو في قرارة نفسه يرى أنها تستحق، فلتذوقي القليل من الغيظ الذي كان يشعر به حين يكون عقلك مع غيره وجسدكِ معه، وليس هو من قد يكون مُسالمًا طيلة الحرب، ومنذ متى أصبحت علاقة الزواج حرب!!
أعاد نظره للبائع : المدام عجبها ذا … غلفه واعطني السعر
كانت مُتفاجئةٌ من أفعاله لكنها لم تعلق أو تقل شيء، المهم الآن أنهم انتهوا وستعود إلى المنزل، لم تستطع منع تنهيدةِ راحةٍ من الظهور لينظر لها هو نظرةً خاطفة ومن ثم يعيد التحدث مع البائع.
وبعد دقائق كانت تجلس في السيارة وهو بجانبها يقود، شردت عنه وهي تغرق بأفكارها، تغرق بسمومها النافذة إلى قلبها قبل أيّ شيءٍ آخر.
هل كان هناك حياةٌ أخرى يعيشها المرء بعد أن يموت؟ غير البرزخ! غير حياة القبور! . . . لمَ خالفت القاعدة إذن ولازالت وإلى الآن ميّتةً في الحياة الدنيا؟ لمَ خالفت كل القوانين وبقيت تتحرك كالأحياء وهي في الحقيقة من صنف الأموات - قلبيًا - ؟
زفرت بضيقٍ وعيناها تتطلعان في الفراغ، لا بريقَ حياةَ بهما ، ولا أمل بحياةٍ أخرى سعيدةً يشع منهما.
انتبهت لوقوف السيارة، لترفع رأسها ببرودٍ تنوي الخروج، لكنّها جُفلت حين رأت المكان الذي هم فيه.
أسيل ببهوتٍ ودون استيعاب : لحظة … احنا وين؟؟؟
وجّه شاهين نظراته إليها، وبابتسامةٍ عابثة : ما تشوفين؟ مطعم! … عاد ماني أقل من غيري في الرومانسية قلت أعزمك هنا وألبسك الطقم بنفسي
اتسعت عيناها دون تصديقٍ، وبتلعثم : بس .. بس .. احنا ما اتفقنا على كذا!!!
شاهين ببرود : مو ضروري نآخذ بشورك
ترجل عن السيارة ليتجه إلى بابها، ومن ثمّ فتحه ليهتف بحاجبٍ مُرتفع : شكلك متعودة إنّ الناس تفتح لك!
نظرت إليه بتردد : أبي أرجع البيت
شاهين : أفــآ! بعد ما وصلنا؟ يهون عليك تكسرين بنفسي؟؟
صمتت للحظات، وعيناها تتنقلان منه إلى حُجرها، ومن ثمّ تعود إليه، وهي تشعر بالفعل أنها تمادت، لكنّ تماديها هذا ليس بيدها، هو زوجها لكنّ هي لا ترى أنّ ذلك صحيح، ترى أنّ زواجهما منذ البداية كان خطأً جسيمًا هما مرتكبي هذا الخطأ الفادح، وبالتأكيد سيكون لهذا الخطأ عقابٌ جسيم، عقابٌ سيجعلهما يعضان أصابعهما ندمًا على ما ارتكباه.
شعرت بقبضته تُمسك بمعصمها، ثم بخفةٍ اجتذبها إليه .. هاتفًا بصوتٍ به من الحدة القليل : أنا لو أطاوعك بظلّ اليوم كله واقف عند حظرة جنابك
ارتبكت قبل أن تحاول سحب يدها لكنه شدّ عليا أكثر بعنادٍ أشدّ، بتملكٍ قاسي، غابت عنها الحياة لتمشي خلفه بانصياعٍ تام، ويده تُحرقها دون هوادة، نارٌ في قبضته أحالتها لرمادٍ لتمشي خلفه وكأنما هناك ريحٌ تسيّرها.
تبدو ضعيفةً معه، والضعف يكمن في روحها حقيقةً، الضعف في قلبها وليس في مكانٍ آخر، الضعف هناك، في صدرها، في قلبها، استقرّ بعرشه المُتمركز بجذوره داخل قلبها ولن يساعد أيّ شيءٍ في اقتلاعه.
بعد لحظات … كان يجلس وهي أمامه، ببروده الذي استحلّ على روحها، وصوته جاءَها بغتةً من اللا مكان، حمل خلفه عتابًا حاد : أعتقد انتِ مع زوجك والا ما تعرفين بهالشيء؟؟؟
ابتلعت ريقها وهي تفرك كفيها قبل أن تنظر لوجهه القاسي، والآن هاهي تجد الكلمات تعربد في زنزانة الصمت لا تُسعفها بحرفٍ حتى، شفتاها لم تعودا تريدان الإجابة، فضلتا أن تبقيا مُطبقتين وهو ليتحدث … فهي لن ترد.
رفع حاجبيه قبل أن يتناول قائمة الطعام ، وبتحدي : بكيفك … بس أنا ماراح أطلب لك شيء، تكلمي انتِ بنفسك
شعرت بالحنق منه لكنها تجاهلته تمامًا، وبعد لحظاتٍ كان النادل يقف عند طاولتهما، وبعد أن أخذ طلبات شاهين انتظر طلبات أسيل.
شاهين بعبث : المدام شبعانة ما تبي شيء … جيب لها بس كوب قهوة
رفعت حاجبيها وهي تنظر لوجهه العابث، فهمته جيدًا وحركات الإستفزاز هذه إن كانت في الحقيقة تُثير حنقها إلّا انها ستتجاهلها . . وبحنق : ايه … مشكور ، كوب قهوة تكفيني
ابتسم شاهين قبل أن يرفع هاتفه يُسلي نفسه به، وهي بقيت في مكانها تشتعل غيظًا منه، ومن شدة غيضها أزالت برقعها لتتسع عيناه بصدمة.
وقف كالملسوع ليهتف بغضب : لا من جد أنا متزوج مجنونة
وبخفةٍ أغلق الستار لتُحجب الرؤيا في هذا الصرح المُميت عن أيّ أحد.


,


طرقت الباب برقة، وانتظرت لدقائق تنتظر منه أن يجيب، وحين وصل إليها صوته سامحًا لها بالدخول فتحت الباب ودخلت.
حينها كان جسده شبه مُستلقٍ على السرير والحاسوب في حجره، لم يرفع رأسه لينظر إليها لتبتلع هي ريقها، وبهمس : عنــاد!
رفع رأسه ببرودٍ لينظر لوجه أخته الصغرى، وبهدوء : نعم .. بغيتي شيء؟؟؟
ازدردت ريقها وغصةٌ داهمتها، لا تحب أسلوب التجاهل هذا حينما يكون غاضبًا عليها، لا تحب أن يبتعد عنها وهي تنظر إليه لا تدري بمَ تتقدم.
اقتربت من سريره بخطواتٍ مُتباعدة، وحين جلست بجانبه هتفت بغصة : ليه تتجاهلني؟
نظر إليها لثوانٍ بنظراتٍ باردة، ومن ثم أعاد نظراته لشاشة حاسوبه : وش عندك؟
غيداء برجاء : عناد شسويت أنا عشان تتجاهلني؟
تنهد بضيقٍ قبل أن يُغلق شاشة الحاسوب بقوةٍ وينظر إليها : أعتقد انتِ عارفة شسويتي!
ابتلعت ريقها بارتباكٍ، وبهمس : إيش تبيني أسوي لحتى ترضى
رفع حاجبًا : أعتقد انتِ أدرى
أطرقت برأسها وكفها بدأت بمداعبة طرف بلوزتها : عناد أنــا …
عناد : انتِ إيش؟؟
ابتلعت الكلمات ولم ترد، ليتنهد هو قبل أن يهتف بحزم : قفلي الباب من بعدك .. ولا لقيتي شيء تقوليه تعالي
يقسو عليها، وهو الأعلم بها، يعلم أنه إن قام باحتوائها لتعترف فسترى أنّ حنانه دافعٌ لتكذب، بينما إن قسى عليها وابتعد فستندفع هي للقدوم
وليس هو من قدْ يتجاهل أمرًا حساسًا كهذا ويرميه في غياهب النسيان، اخته لا تدرك شيئًا في هذه الحياة وذلك خطيرٌ عليها، خطيرٌ بالقدر الذي قد يمحوها.


,


زفرت بضيقٍ وهي تراه يأكل بأريحيةٍ وبطءٍ شديدين، يُثير حنقها، يُثير رغبتها في الصراخ عليه، لكنها وبالرغم من ذلك لم تنبس ببنت شفة، فليفعل ما يفعل، فليقم بمحاولة إثارة غيظها، فهي مهما حدث لن تفكر في الإجابة عليه.
طال الوقت وهو يأكل، يعلم أنه بدا فضًا بما يفعل، لكنّ هناك صوتًا ما في داخله يأمره بفعل ذلك، ولا ينكر شعوره بالمتعة.
وجزءٌ منه لا يصدق أنها تفضّلت لتكشف وجهها أمامه، وذاك تطورٌ جيدٌ في علاقتهما، أيّ أنها بدأت في تقبله ولو قليلًا.
هتف بعد فترةٍ طالت بعض الشيء : مصرّة ما تبين تطلبين؟!!
اتسعت عيناها وشدّت على قبضتها قليلًا : الحين منو اللي ما خلاني أطلب .. أنا والا انت
ابتسم بهدوء : الحمدلله أثبتي انك من البشر وتحسين بالجوع
صدّت عنه بغيظٍ ليضحك ومن ثمّ استدعى النادل الذي توقف خلف الستار، لينظر إليها من بعد ذلك : وشو طلبك؟
صمتت للحظات، وبعد برهةٍ أجابت بصوتٍ اتضح به الحنق : ما ودي بشيء
هزّ رأسه بالنفي أن لا فائدة ترجى منها، ومن بعد ذلك وقف هو ليتجه للنادل ويطلب لها هو، وبعد أن رحل.
شاهين وهو يجلس : انتِ أبدًا مافيه أي فايدة تنرجى منك
شتت نظراتها عنه ولم ترد، ليزفر بضيقٍ قبل أن يهتف : تدرين .. حسستيني بالملل من هالجو! أحاول أطلّع جانب ثاني فيك غير عن هالجانب الممل بس واضح إنه مافيه أمل منك
وقف ليُردف : مدري هو أنا منكوب والا انتِ مبتلية من ولادتك بهالصفات
كلامه قاسٍ، قاسٍ شطرها نصفين، جاءَ باردًا كالصقيع لكنّه نارٌ أحرقها.
أهي بالفعل هكذا؟ مملةٌ ذات شخصيةٍ منفرة؟ تُثير الملل والسخط لكل من حولها؟
وإن كانت كذلك بالفعل فهي ما ذنبها؟ ما ذبها إن مُحقت شخصيتها من بعد أن ترمّل قلبها؟ ما ذنبها إنّ كانت الحياة لم تنصفها بحبٍ دائم؟
والحب هو الحياة، الحُب هو الدافع للعيش، فماذا عسى أن تكون الحياة بعد أن يموت من يستحق الحب؟ ماذا تكون بعد أن ينتهي ما يُمجّدها؟
لم ترد عليه وهي تُخفض رأسها لتغرق في دموعٍ صامتة، دموعٍ رآها ولم تهزّ به شيء، عاد ليجلس مكانه بصمتٍ وبرودٍ مُطبق دون أن يُضيف كلمةً واحدة، وهي غرقت بحزنها الذي لا ينقطع


,


يوم السبت

نظرت إلى ملامحه بتوسل، وحين كان رده البرود همست بإحباط : طيب ليه؟ إذا ما كان تواجدي مرحب فيه من البداية ليه تمنعني أروح معاه؟؟
تكتف وهو ينظر إليها بحزم : لأنه مو قد الثقة، وفيه أمور تتعلق فيه وبأهله ودي أتأكد منها بعد … هالولد ما ينضمن
زمّت شفتيها بألم، هذا ما كانت تخشاه، هذا ما كانت لا تتمناه، الآن عبدالله يرى أدهم بهذا الشكل، إذن فهي لن تستطيع الخروج من هنا، لن تستطيع المُغادرة معه.
نظر إليها مطولًا ينتظر منها أن ترد عليه، وصمتها جعله يعلم أنها تدرك ذلك، تدرك كم هو رجلٌ لا يُعتمد عليه، إذن لمَ تريد الذهاب معه؟ ألهذه الدرجة كان ألمها هنا كبيرًا حتى تفضّل ذاك عليهم؟؟؟
تنهد حين طال صمتها وهي تفرك يديها في حجرها والحزنُ يشقّ طريقه في عينيها اللتين لطالما بكيتا، عينيها اللتين لطالما أثبتتا كرمهما الدائم، كغيمةٍ معطاء لا تُجفف وجنتيها، أمطارهما شبهَ دائمةٍ أحالت وجنتيها لأرضٍ خصبةٍ لا قاحلتان.
لفظ بهدوء : جرحك بيلتئم مع الأيام، وإذا ودك أعاقب هالة عشان ترتاحين فما عندي أي مانع … المهم انك تجلسين هنا وتنسين الروحة معاه
ارتعش فكها قبل أن تُخفض رأسها، وكيف لقلبها أن يسمح بمعاقبة من كان لها فضائل جما معها، هي وإن كانت آلمتها بفعلتها وزرعت في قلبها حقدًا عليها إلّا أنها من المُحال أن تُفكر يومًا بالعقاب.
وكيف لقلبها أن يطاوعها بذلك وهي كانت لها المنزل والأم بعد أن انتهت في ميتمٍ بفعل يدي أُناس هم من المفترض من أرحم الناس بها! كيف قد يطاوعها قلبها في إيذاء من انتشلها من حفرة الوحدة والنسيان؟
استدار عبدالله ينوي المغادرة، وقبل أن يخرج من الباب عاد للاستدارة إليها ليهتف : فكري يا إلين … انتِ بنتي هالمرة مو بس في مقام بنتي، ومن سابع المستحيلات أفرط فيك
قال كلماته تلك ومن ثمّ خرج، وصوته ارتفع مُناديًا للخادمة : سارا
في لحظاتٍ كانت الخادمة قد وقفت أمامه لتهتف : نعم سير
عبدالله : أكل إلين وصليه بهالفترة لغرفتها، ولو ما رضت تآكله علميني
أومأت بطاعةٍ ليتجه لغرفة نومه التي مضى عليه أيامٌ لا يدخلها إلا ليأخذ ملابسه منها، تحديدًا منذ ما حدث.
في الأمس قابل أدهم في المشفى لأجل التحاليل، حتى يتأكد من تطابق تحاليله مع إلين، وقد كانت النتيجة إيجابية، لكنه وبالرغم من ذلك رفض أن يُسلمها له تحت أيّ ظرف، وذاك ما أثار حنق أدهم الذي توعده بالفوز وكأنهما في حرب، اعتبر المسألة مجرد تحدٍ في المقام الأول وهذا ما أثار حنقه هو من الجهة الأخرى.
دخل للغرفة ليجد هالة جالسةً على السرير تُغطي وجهها بكفيها بهمٍ واضح، مضى عليها أيامٌ وهي منعزلةٌ تمامًا عنهم، وهو لا يتوانى في تجاهلها فهي المرأة التي أخطأت في حق من في البيت كثيرًا.
اتجه للخزانة حتى يُخرج ملابسَ له، وحين انتبهت هي لتواجد أحدٍ ما في الغرفة رفعت رأسها بانشداهٍ لتراه أمامها، يُخرج ملابسه دون تعبيرٍ يُثبت أنه يراها، وكأنها ليست سوى نكرةٍ لا يلتفت إليها، وما أقساه من عقابٍ هذا حين ترى نفور الغير منك، ما أقساه من شعورٍ حين يُصبح العالم برمته لا يستطيع حملك، والأقسى وطأةً أن يكون هذا العالم هو عائلتك.
همست دون حياة، بصوتٍ جفّ ولم يجد من يُسعفه بقطرة ماءْ : كيفها إلين؟؟
رفع حاجبًا دون أن يستدير، وتسأل عن حالها؟ ألها الحق في ذلك؟ ألها الحق في أن تسأل عن حالِ من قتلتها بدمٍ بارد؟؟
تجاهلها تمامًا وهو يأخذ ملابسه ينوي الخروج، وحين انتبهت لذلك رفعت صوتها قليلًا بغيظ : عبدالله … مالك أي حق تحاسبني بهالشكل
ازداد غضبه أضعافًا، لكن لم يكن له سوى التجاهل حتى لا يُخطئ في حقّ أولاده قبل أن يكون في حقها، فهذه المرأة إهدار دمها حلال!
لم يرد عليها وهو يغادر من الغرفة دون حتى أن يلتفت إليها، وتلك تهدل جفناها لتضرب السرير بقبضتها قهرًا.


,


بالأمس لم يقابلها إطلاقًا، بل لم يهتم لرؤيتها من الأساس، وهذا أفضل لهما، فمسألة لقياه بها قد لا تكون محمودة العواقب، وهو يشعر بكرهه لها قد تضاعف بعد الذي حدث، كيف لا وهي مُتعلقةٌ دمًا بمن كانوا السبب.
رفع هاتفه الذي يرن بلهفةٍ لم تخفى على ملامحه، وبعد أن أجاب : هاه فؤاد ، لقيتوا عنها شيء
فؤاد : لا طال عمرك .. دورنا عن اسمها في كل المستشفيات الحكومية والفنادق بس ما لقينا لها أي أثر
استنشق الأكسجين من بين أسنانه وهو يغمض عينيه بقهر، وبعد برهةٍ هتف : دور في المستشفيات الأهلية .. لا توقفوا عند هالنقطة ، لازم نلاقيها لازم
أغلق الهاتف ثمّ مسح على ملامحه بغلّ، وفي تلك الأثناء كان وقع خطواتٍ تُثار في المكان، زمّ شفتيه بغضب، ليس وقتك الآن، ليس وقتك!!
لم يرفع رأسه لها وهي تجاهلته تمامًا قبل أن تتجه للمطبخ بصمتٍ مُطبق، صمتٍ كان يُخبئ خلفه الكثير من التحدي والكبرياء.
زفر بكرهٍ قبل أن يهتف : ياليت ربي خذاني قبل لا أفكر أتزوجك
ثم وقف ينوي مغادرة المكان


,


كانت تنظر لوجهه بشرودٍ تام، وهو يقرأ كتابًا بين كفيه كما عادته، منذ أن سمعت كلماته تلك وهي تتظاهر بعدم الإهتمام وكأنه لم يقل شيئًا، ومن الواضح أنه هو الآخر لم ينتبه لما قاله لها أو بالأحرى … يتظاهر بذلك.
قرّبت كوبَ الماءِ منه وهي تهتف : يبه
رفع رأسه عن الكتاب ليبتسم له ابتسامةً زائفة : عيونه
جنان بابتسامةٍ عذبة : الدواء
أومأ ليضع الكتاب جانبًا ومن ثمّ تناول كوب الماء منها، وبهدوء : وينه أخوك؟
جنان وهي تجلس بجانبه : في غرفته … اي صح ، نسيت بقولك شيء
ابتسم لها قبل أن يبتلع أول قرصٍ من الدواء، وبحنان : وش عندك؟
جنان بابتسامةٍ مُحبة وهي تضع رأسها على كتفه : اول ما ترجع تمشي ، ودي يكون لـي الشرف بكوني أول شخص يركض معك الصبح
ضحك بخفوتٍ وهو يداعب خصلات شعرها : ما طلبتي شيء، من عيوني
جنان بابتسامةٍ شقية : تسلم عيونك الــ * ثم بترت عبارتها لتُردف بشقاء * والا أقول ، خلني ساكتة أفضل ما تهفني بهالكتاب
صخب بضحكاته وهو يضربها بخفةٍ على رأسها : من يومي غاسل يديني منك


,


تأملت الكيس القابع على السرير بجانبها، مطولًا دون أن تتحرك شفتيها بكلمة، هذه المجوهرات هي ما ألبسها إياها في ذاك اليوم بمشاعر غريبة، كانت تتمنى لو تعرف ما شعوره حين يقترب منها، أيراها مجرد زوجةٍ عادية أم أرملة أخيه سابقًا؟ ألها جانبٌ ما في حياته أم أنها لا تساوي له شيئًا؟
وكم تتمنى حقيقةً ألّا يكون لها أي جانب في حياته، فهي لا تستحق أن تكون بذا مكانةٍ في قلبه لأنه بكل بساطةٍ لا يعنيها بشيء، ومن غير العدل أن تكون المشاعر بينهما غير مُتبادلة.
تنهدت وهي تُنزل قدميها عن السرير بعد أن كانت تضمّ ركبتيها إلى صدرها، ومن ثمّ اتجهت للباب حتى تخرج من الغرفة متجهةً للأسفل.

*

يده أولًا، مُلامسةً ليدها بكل نعومة، كان بها الكثير من الجمود كي لا تنفعل وتبتعد، كان بها الكثير من الرفض لكنّها ابتلعت رفضها في دوامةِ الصمت.
ألبسها الخاتم وهو يهمس لها بثلاث كلماتٍ فقط : ترى انتِ زوجتي
بنبرةٍ فيها الكثير من التحدي، ليس تذكيرًا كي لا تبتعد بقدر ماهو تحدٍ مُبطن كي لا تفكر حتى بالإبتعاد . . أوَتقدر على الرفض الآن لهذه اللمسات؟ وهو الآن يُحاصرها، يجلس بجانبها بعد أن قرّب الكرسي الذي كان يجلس عليه ليُلاصقها.
قبّل خُنصرها لترتعش بارتعاش شفتيها، وهذه اللمسات هي الأولى منه، غريبةٌ عليها، مُبهمةٌ على قلبها، قاسيةٌ وجدًا لكونها من رجلٍ آخر.
شاهين بهمسٍ قُرب أذنها : عقي طرحتك
عيناها كانت تُقابلان حُجرها، لا تريد الإنصياع، لكنه كان أقوى لتنصاع، وفعلت ما أراد.
هذه الفتاة ملكه، زوجته ومن حقه أن يكون قاسيًا معها في هذه اللحظات إن أرادت هي الإبتعاد، لن يكون ضعيفًا ليسمح لها بالتمادي أكثر، لن يكون كالأخرس يرى نفورها ويرضى دون اعتراض، لذا يجب عليه التحرك وهاهو تحرك منذ الوقت الذي آراد بها أن تخرج معه.
تناول العقد الناعم والذي ما اختاره إلّا لأنه رأى أنه سيناسب نعومة بشرتها في نعومته وبهائه . . . ألبسها إياه دون عناءٍ كونها كانت رافعةً لشعرها في " كعكعةٍ " فوضويةٍ أثارت رغبةً عارمةً لديه في نزعها لينساب شعرها امام عينيه، لكنّه أعرض عن ذلك شفقةً بها، يكفي قربه هذا وسيأتي اليوم الذي يلامس فيها شعرها دون قيودٍ أو اعتراض منها حتى بعينيها.
أنامله كانت لاتزال تلامس عنقها، وارتعاشٌ طفيفٌ كان يواجه جسدها، تشعر بارتباكٍ أحمق يهاجمها حتى عينيها كانتا مُشتتان في كل زاويةٍ في المكان عداه هو، لا تريد النظر لوجهه فيزداد ارتباكها.
همست بغصةٍ شعر بها : شاهين … خلني أكمل الباقي أنا .. تكفى
ابتسم بسخرية، ألهذه الدرجة قربه مؤذٍ لتحاول الإبتعاد بأقصى ما يمكن؟ ألهذا الحجم هو وفاؤها لتحاول الإبتعاد عن زوجها الآن؟؟
كان ليُعاند ويرفض إلا الإقتراب أكثر، لكنّه شعر بالرحمة تجاهها، ونبرة التوسل التي أطلقتها قبل ثوانٍ كانت أكبر من عناده وإصراره في التحكم، وكان لها ما أرادت


,


بعد أسبوع - يوم السبت

نظرت إلى الطبيبة الجالسة أمامها بضياع، والحياة توقفت للحظاتٍ عن المسير، عيناها توقفتا عن البريق، وأذناها لم تعودا تسمعان شيئًا غير الذي قيل منذ ثواني.
ستصبـــــــــح أمــــــــــــًا!!
رباه ، كم أنّ وقع هذه الجملة كبير، كبير جدًا بالدرجة التي باتت فيها نبضات قلبها تتصارع، سيلٌ من السعادة بدأ بالإنتشار مع دمائها، وكلّ أمرٍ سلبيٍّ في حياتها قد اختفى / تلاشى
وفرحٌ كهذا يأتي ليُزيل كل الأحزان قبله، وابتسامتها الآن محت كل دمعةٍ كانت، إنّك كريمٌ يا الله، كريمٌ بالقدر الذي يجعل الأفراح في القلوب أقوى من مئةَ حزنٍ خلى، أقوى من وطأةِ كل دمعةٍ سقطت لتُزيل ألوان السعادة في قلبها، والآن هذه الفرحة كانت كبيرةً بالقدر الذي يُزيل كل دمعةٍ قد تُنهي سعادتها هذه.
شهقت بعمقٍ وهي تُغمض عينيها، وكفها استقرت على بطنها، هنا، توجدُ روحٌ لم تتكون بعد، توجد روحٌ لم تكتمل بعد، هنا توجد سعاةٌ سرمدية لا تنتهي بأيّ حزن، توجد روح السعادةِ برمّتها.
زفرت بقوةٍ ودمعةٌ سقطت من عينها اليُمنى، سقطت لتكون المناقض الآن لابتسامةٍ تصاعدت على شفتيها، لتكون المناقض في لحظةٍ كهذه.
اتسعت ابتسامة الطبيبة التي هتفت : نقول دموع الفرح؟؟؟
أومأت وهي لاتزال تُغمض عينيها وروحها اليوم أخرى، ومن ثم استدارت لتنظر لأم سيف بحزم : ما عاد يهمني … ما عاد يهمني
فهمتها أم سيف جيدًا، فرحتها الآن أكبر من أن تهتم لردة فعل سيف، حتى هي فرحت بالقدر الكافي لتتجاهل ما سيحدث، لكن أيعقل أن تكون ردة الفعل كبيرةً بالقدر الذي يُنسيهما فرحة هذه الثواني؟؟
تحركتا خارجتين بعد أن ودعتا الطبيبة التي أهدتها نصائح قبل خروجها . . وفي السيارة.
ام سيف : ديما
نظرت إليها ديما بذات الضياع، وكأنها لم تصدق بعد أنها تحملُ روحًا في أحشائها، وكفها القابعة على بطنها تُثبت عدم تصديقها ذاك.
أردفت ام سيف : سيف مو لازم يعرف الحين
قطبّت جبينها قبل أن تهتف بحدة : وليه؟ حرام احمل يعني؟ آخرته بيعرف وما بيده شيء، لا بيقدر يرجع الزمن لورى عشان يمنعني ولا بيكون فيه بطش كبير لدرجة انه ينزله
تنهدت ام سيف بقلق : وهذا هو اللي مخوفني
اتسعت عينا ديما بصدمة : لا مو معقول … ما يوصل لهالدرجة
ام سيف : اي ما يوصل … بس ما تدرين وش ممكن يصير في لحظة غضبه، وانتِ حملك ماهو ثابت للحين وينخاف من ردة فعله
صمتت ديما للحظاتٍ باقتناع، بالرغم من أنّ الفكرة أثارت حنقها كثيرًا، أيعقل أن تصل به الغطرسة إلى قتل ابنه قبل أن يأتي! أيعقل أن يصل به إلى ذلك.
وكم آلمتها تلك لفكرة، لكنّ الحذر واجب، وهي يجب عليها أن تحذر في هذه الأثناء قبل أن تندفع لتخبره، وكم من القسوة أن يرفض!!


,


كانت تجلس أمام التلفاز حين دخل عليها، كملاكٍ وردي ترتدي بيجاما وردية انسدلت على جسدها بنعومة، تأملها للحظاتٍ وابتسامةٌ ارتسمت على شفتيه، قبل أن يتجه إليها ليجلس بجانبها، وحين انتبهت له هي لم تنظر إليها، ولا رغبة لها في احتكاك وجهها بوجهه.
تناول كفها بين كفيه ليهتف : شلونك اليوم؟
جيهان بهمس : طيبة
فواز : شربتي دواك؟
أومأت دون كلمةٍ قبل أن تتحول ملامحه للجدية : والحين نقدر نتكلم دامك صرتِ بخير
زفرت بيأس، وهذا المحور من الحديث لا يروقها، يثير ذكرياتٍ قاسيةٍ في عقلها، يُرهق قلبها . . همست برجاء : مو الحين فواز … تكفى
تنهد فواز وهذه النبرة لا تروقه ، قبل أن يهتف بحدة : ومتى بنتكلم ان شاء الله؟ إذا ما انتهينا من سالفة الماضي مستحيل نعيش مع بعض
جيهان بهمس : سواءً كذا والا كذا … ماراح نعيش مع بعض
رفع حاجبًا : تحلمين
وقف ليُردف بقسوة : وقلتلك مليون مرة … طلاق احلمي فيه
نظرت إليه لدقائق بصمت، بنظراتٍ ميتةٍ لا تعبير فيها، بينما زفر هو بانفعالٍ ليهتف : ولعلمك … تراني راجع بعد كم يوم للسعودية عشان زواج أسيل، وبآخذك معي
فغرت شفتيها واتسعت عيناها، والصدمة والرفض تراءت عليها، ستعود! ستعود للمكان الذي هربت منه؟؟
لا ، مُحـــال .. لن تعود مهما حدث، لن تعود للبلد الذي هربت منه مهما حدث.
انتبه فواز لنظراتها، وقبل أن تصرخ بالرفض كان هو قد سبقها بقسوة : على أساس فيه مكان أحطك فيه؟؟
بترجعين يا جيهان معي سواءً رضيتي أو لا .. لأنه من سابع المسحيلات اتركك هنا بروحك
وكلامي هذا أمر ماهو تخيير


.

.

.


يتبــع في الجزء الثاني

بليز لا تقولوا قصير لأني أنا نفسي متعقدة من هالقصر
تراه هو جزء بسيط وبيتكمل ، ولو خلصته قبل الخميس أوعدكم بحطه لكم
بس ارحموني من العتاب - دمعة -




ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 26-09-14, 07:32 PM   المشاركة رقم: 157
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 67082
المشاركات: 1,513
الجنس أنثى
معدل التقييم: لست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2076

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لست أدرى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر القيد التاسع عشر

 
دعوه لزيارة موضوعي

ولا يهمك يا غالية ... مافيش لوم عليكِ


راجعالك بالرد قريبا او ربما اآجله لبعد الجزء الثانى


بالتوفيق حبيبتى

 
 

 

عرض البوم صور لست أدرى  
قديم 30-09-14, 06:06 PM   المشاركة رقم: 158
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر القيد التاسع عشر

 




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شاء الله تكونون بألف خير وعافية

جايتكم والخبر الشين بس لا تحذفوني بأقرب شيء عندكم -_-

من المفترض أكون مخلصة الجزء الثاني من زمان ومنزلته لكم بس يا كثر ما أقول " يا شين حظي مع الأجهِزة "
الزبدة اللاب مريض ومحتاج دعواتكم <_<
لا تقولون كاثرة اعذارك هاليومين بس الوضع والله ماهو بيدي
وانا من اكثر الناس اللي تكره كثرة الأعذار بس اصبروا
راجعة لكم متى ما تضبط الوضع :$

متأكدة وواثقة فيكم وفي رقيّكم
وعارفة انكم راح تعذروني لأني ما اعتذر عن هباء
فلا تخذلوني هالمرة




أحبكم () والله لايحرمني منكم ومن أمثالكم
استودعكم ربي

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 30-09-14, 06:34 PM   المشاركة رقم: 159
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218696
المشاركات: 268
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبداع أنثى عضو على طريق الابداعأبداع أنثى عضو على طريق الابداعأبداع أنثى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 298

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبداع أنثى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر القيد التاسع عشر

 

هـــلآ كــيــد

ياليــت كل الاخـبــار الشـيــنــه كــذا

أنا متابعـه لك بصمت من مده قريبه والله

كنت أنتظر نزول البارت حتى أعلـق

ههههههه ومن نحاسه حظي طلع لابك خربان

ترى السبب أنا مو لآبك ^_^

أهم شي نبــي بــارت مشبــع

والله يعطيك العـافيـه ع هالجميـلـه الرائعه

 
 

 

عرض البوم صور أبداع أنثى  
قديم 30-09-14, 09:03 PM   المشاركة رقم: 160
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 67082
المشاركات: 1,513
الجنس أنثى
معدل التقييم: لست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2076

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لست أدرى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر القيد التاسع عشر

 
دعوه لزيارة موضوعي

ههههههههههههه طيب كدو صابرين عليكِ ... افتكرى الجمايل دى بس لوول


أهم حاجه ترجعيلنا بعيدية محترمة ... اقل من كده مش هنقبل


كل عام وأنت بخير ياقلبى

 
 

 

عرض البوم صور لست أدرى  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 08:01 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية