كاتب الموضوع :
كَيــدْ
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر
،
" غرفـة ثانية؟ "
لفظَتها بنبرةٍ مستنكـرةٍ وهي تنظُر لسـالي التي أومأت بهدوءٍ وهي تجيب : بابا سلطان يقول كذا.
سلطان !! . . عقدتْ حاجبيها مستنكـرة ، سلطـان أمرها أن تنتقـل لغرفـةٍ أخرى! .. مرّرت لسـانها بربكـةٍ على شفتيها ، تحرّكت أحداقها بشكلٍ تلقائيٍّ في زوايا الغرفـة وعُقـدةُ حاجبيها ترتخِي لترقَّ ملامحـها أخيرًا ، في النهـايةِ كـانت تضاعفه هذهِ الغـرفةُ قهرًا ، كـانت تضاعفُ غضبـه بدلَ أن تُطفِئه أو تخفّف من شُعلتـها . . ابتسمَت بانكسـارٍ وهي تعتدلِ بجلوسِها ، تتكِئُ على الوسائدِ ونظـراتها تعـانقُ كفيها المُتلاعبيْنِ بأصابِع بعضهما في تشابكٍ لم يرضـى التجـانسَ والاستـواء ، التشـابكُ ذاتـه ، والذي يؤلـم إن طـال ،أن تبقَـى اليدينِ معلّقتـانِ في انقبـاضٍ يُميتُ نشاطها ، هذانِ همـا ، لم يطُل مكوثُ التلاحـمِ المبدئيّ حتى انتفـض انتفـاضـةَ حرب ، انتفاضـةَ ثورةٍ من عينيه.
شابكت أصابعها بشكلٍ أقوى وهي ترفـع حاجبيها قليلًا بحسـرة ، وبخفوتٍ تُجيبها ، بعدَ رحلـةٍ طالَت على قافلـةٍ الصمت : جهّزي أي غرفـة تجي ببالك ، ما تهمني أيش.
أومأت سـالِي بصمتٍ ومن ثمّ ابتعدَت عنها باتّجـاه البـابِ وغزل تتابعها من زاويتي عينيها حتى خرجَت وقبـل خروجها كانت قطّتها تدخـل لتندفـع إليها بسرعةٍ وتقفزَ على السريرِ بجانِبها . . ابتسمَت وحسب ، وأشاحَت وجهها وصوتُ خطواتِ سالِي تبتعِد ، رفعَت رأسها قليلًا للأعلـى ، لمَ تشعُر بهذا الوجـع الآن ومن المفتـرضِ أن ترتـاحَ بعدَ أن قرّر الخـلاصَ لها من هذا السجـن؟ قرّر الخـروج، وبدل أن ترتـاحَ ها هيَ تجدُ نفسها خلفَ قضبـانٍ أخـرى ، قضبـانٍ تلتهبُ وتحرقُ أصابعها كلّما لامستها ، قضبـان سلطـان! التي تتصـاعدُ بحرارتها دون أن تذُوب بل تذيّب أصابعها هي!
أغمضَت عينيها وهي تُعيدُ جسدها للخلفِ لتتمدّد أخيـرًا وآلامها خفّت وطأتها، شعَرت بقطّتها تستريحُ فوقَ بطنِها، لم تكُن في مزاجٍ يسمـح لها أن تحملَها حتى وتبدأ بالحدِيثِ المعتـادِ معها ، هـل كـان كلّ شيءٍ خطـأ؟ هل كـان يجبُ أن تسيرَ على نُصـح أمها وتحاول الخـروج بشتّى الوسائلِ من حياتِه دون أن ترهقـه بقهره!! . . كـان صعبًا ! صعبًا والله أن تبتعـد وكلّ شيءٍ قـد نجح ، كلّ شيء! النصفُ الآخِر من أهدافِ هذا الزواج، كـان صعبًا ، أن تخـرج شبـه رابحـةٍ وهو العكـس من ذلك تمامًا . .
تمتمَت بخفوتٍ مختنـقٍ وكفّها ارتفعَت لتبدأ بالمسـح على ظهرِ قوزالْ وهي تشدُّ على أجفانِها بشدّة : أستـاهل ، وبتحمّل كلّ اللي بيجيني منه .. وباللحظـة اللي يطلّقنِي فيها ، بيكون انتهـى كل شيء وأخذ حقّه بالطـريقة اللي ترضيـه . . آخ يا رب !!
فتحَت عينيها المتألّمتينِ وهي تبتسـم مُردفـةً بأسـى : يا رب جيب هاليوم ، عشـان يكون وقتها مرتـاح ، بس مرتـاح! وأنا ما تهـم ضيقتي .. تعوّدت!
،
في وقتٍ سـابق .. اختـارَ أخيرًا أن يستدِير ، اختـارَ أخيرًا أن تصتـدمَ عيناهُ بعينيها ويشتـاقَ أكثر ، لن يُسعِف الشوقَ برؤيتها ، بل كـان ليشتـاق ، أكثر!! ، من قـال أن النظـر لغائبٍ يُسعِف الشوقَ ولوعته؟ إن كـان هذا الغائبُ سيغيبُ أكثـر بعدَ النظـر إليه فهذا يعنِي أن يشتـاقَ أكثـر وتتضاعف اللوعـة أضعافًا !! .. من يُخطئ في تقديرِ الغيـاب؟ ويمنّي الشوقَ الشبـع بضدّه من لمحـة! . . نظـر لوجهها بصمت ، بينما ارتبكَت جيهان بعدَ أن استدار ، كـادَت تتراجـع للخلفِ وتدخـل هاربـة ، لكنّها وقفَت بصلابـةٍ أمـامه ، واختـارتْ أن ترفـع ذقنها بعلياءٍ واستكبـار ، تنظُر لهُ بشموخِ امرأةٍ لم تنكسـر وهي الضدّ من ذلك تمامًا ، تنظُر لهُ بغرورٍ وهي المهتزّة من الداخـل ، وبنبرةٍ شامخـةٍ وهي ترفعُ أحدَ حاجبيها بطريقةٍ جعلته يعقدُ حواجِبه استغرابًا ، لم تستمدَّ من ملامحِه شيئًا سوى الغضب ، لم تحاول أن تتأمّله وتضعفَ بمشاعرها بل ظلّت تنظُر لهُ ببرود، لافظـةً بسخرية : كم صـار لك بالضبـط؟ يوم أو يومين ، شهر؟ وإلا من يومْ المستشفـى . . ما أظـن .. طيب من آخر مرّة التقينا؟
بقيَ ينظُر لها بصمت ، عُقدَةُ حاجبيه انفكّت لترتخي أخيرًا وهي يُميلُ فمـه ، تلك إجـابته " عمرين من الكذَب " ، دهـرٌ كـاملٌ من الخداع، عمرٌ لم يحـاول فيه وعمرٌ قـال سينجحُ دون أن يُثـابر ، تلك هي إجابته التي لم يلفظـها ، لأنه مـا كان ليقولها ، ما كـان ليعترف إلا لنفسـه ، ولربّما لعينيها إن استطـاعتْ القراءة ولم تصبِح أميّةً الآن . .
همسَ بصوتٍ لا تعبيرَ فيه بالرغمِ من كونِ صوتِه يهتزُّ بسهامِ عيناها ، بالرغمِ من كونِ ملامحه الآن تنسخها وترسّبها على جلدِه ليراها في كلّ حينٍ ينظُر فيه للمـرآة ، يراها في عينيهِ ولا ينسـاها : وش تتوقّعين؟
جيهان بثقـة : ولا ثـانية ! . . ما نسيتني ولا راح تنسـاني.
كـانت ثقتها صادقـةً لعينيه ، لكنّها في قـرارةِ نفسها تكذِب ، ثقتها بأنه لم ينسـاها بدأت تتداعـى منذُ اللحظـةِ التي رأته فيها مُمسكـًا بجنان، يُحيطها بذراعِه ويبتسم ، ثقتـها اهتزّت ، إلا أنها ظهـرت أمامه الآن بصدقٍ أبكـم ! . . انقبـضت عضلـةٌ في فكّه ، ظلّ ينظُر لعينيها وضلَّ! .. عيناها الضـلالُ وقلبها هُدى ، ضـاع الهُدى وبقيَ الضـلالُ يعيشهُ فيها ، بل عيناكِ ضـلال ، وقلبـي الذي يهديني إليه! . . . كـانت صادقـة ، لذا لم يقُل شيئًا بل ظلّ صامتًا ببرودٍ علّ صمتـه يزعزعُ ثقتها ... في حينِ أمالت جيهان فمها بابتسامةٍ ساخـرةٍ وهي تردف : لأنّي دعيت الله ما تنسـانِي وتحترق بذكراي .. ودعوة المظلـوم ما تنرد!
تحرّكت حواجِبه حركةً خاطفـة ، ابتسمْ ، لكنْ سرعـان ما تحوّلت ابتسامتـه لضحكةٍ عميقةٍ جالَت في قلبها ولم تغادره ، جعلتها ترتبك ، وتفرجُ شفاهها ببهوتٍ نـاظرةً لوجههِ بلوعةٍ ظهـرت في جزءٍ من الثانيـةِ قضاها مغمضًا عينيه قبل أن يفتحهما وتتلاشـى لوعتها سريعًا وتعودَ لثقتها !! .. لفظَ فوّاز دون تصديقٍ وهو يهزُّ رأسـه بالنفي ويضحك ساخرًا : مظلومة !! .. اهدا من كذا يا جيهان !! تحبين دور المُضطهدة كثير!
التوىَ فمـها ببعضِ الغظ ، لكنّها لم تتنـازل عن قناعتها ، عن صلابـةِ صوتها وهي تهتفُ بثقة : كلنا ظـالم وكلنا مظلوم ، عشان كذا دعواتي ما تنساني راح تُستجـاب ، ودعواتك ما أنسـاك استجابت!
غـادرته علامـاتُ الضحكـة، اشتعلَت نظـراتهُ بمشـاعرَ خاطفـة ، تصلّبت ملامحـه ، وقلبهُ انقبـض باعترافها الصـريحِ دون مواربـة! . . همسَ بخفوتٍ متسائل : تعترفين إنّك ما تقدرين تنسيني؟
جيهان تقوّس فمها للأسفل دونَ مبالاةٍ وهي تهزُّ كتفيها : أتوقع كنت صريحة معك بما فيه الكفـاية .. قلت لك قبـل بتجاوزك حتى لو ما بديت من جديد ، الحين أعترفْ إنّي مُمكن ما أقدر أنسـاك ... بس قرّرت أبدأ من جديد!
فوازْ وعضلـةٌ انقبَضت في فكّة بقسوة : يعني؟
جيهان ببرود : ما صـار عندي مانـع من الزواج الثـاني.
بردَت نظراته أكثـر ، بقيَ ينظُر لها بقسوةِ عينيهِ وهو يهتفُ لقلبه أنّها تكذِب من جديدٍ كذاك اليوم ، تحـاولُ فقط استفزازه، ليسَ بمجرّد فكرةٍ مهتزّةٍ بل بصوتٍ واثـق ، تحاول أن تستفزّه . . ولن ينصـاع لاستفزازها : أنتظـر هاليوم ، بجي وأبـارك لك بنفسي بعد!
رفعضت حاجبها الأيسـر باستخفاف : والله؟ ترى لا تظنّ بلحظـة إنّي أقولها لك عشـان أستفزّك .. مين أنت؟ مجرّد شخـص عجزت أنسـاه ، بس عادي حب على حب يجوز مو؟ مالها علاقة هالفكرتين ببعض ، كونِي مو قادرة أنسـاك ما تضر ومن باب مزاحمـة المعاصي بالطـاعات بزاحمَك بشخص ثانِي يخليك بالنسبة لي ولا شيء حتى لو ما قدرت أنسى ، يخلّي كفتك تطيح!!.
ضيّق عينيهِ بغيظ ، قبـض كفيه بجانِب فخذيْهِ بغضب ، وباحتقارٍ وقد بدأت لكنتها وأسلوبها في الحديثِ باستفزازه بل أغضبته دفعـةً واحدة! : حقيــ . .
بتـر كلمتـه بعدَ أن انتبه لها ليزفـر بغضب وهو يغمـض عينيهِ ويصدّ عنها، بينمـا اتّسعت عينـا جيهان وهي ترتخِي بوقوفها ، نظـرت لهُ بحرارةٍ لا تصدّق ما كـان سيقوله ، وبغضبٍ أعمـى لفظَت من بينِ أسنـانها : ما الحقير إلا أنت وهي ،
فواز بغضبٍ يفتحُ عينيهِ نـاظرًا لها باشتعـال ، وبحدة : هاللسـان المعفن ما يتعدّل؟
جيهان بحدّةٍ ممـاثلة : كنت بتقولها بعَد ، أجـل لسانك نص معفـن .. لاحظ إنّنا نتشـارك كل شيء مع بعض ، الحُب والعفن والحقـارة . .
نظـر لها بازدراء ، لكنّه سرعـان ما شتّت عينيهِ هنـا وهنـاك ، يستوعِب في وقتٍ متأخرٍ وجدًا أنّهما يتحـاوران وبينهما مسـافةٌ تجعـل حوارهما صريحًا بنبرتِه لا خافتًا وقد يمسعهما أحد! أدركَ ذلك متأخرًا ، كلّ ذلك من تأثيرها! . . تمتمَ بصوتٍ غاضِب من بينِ أسنـانه : والنعم والله !!
ليردفَ بغضبٍ وعيونه تعودُ للتوجّه إليها : ادخلـي ، مبسوطة على شكلك وأنتِ واقفـة هنا وتكلميني؟!
جيهان رغمَ أنها شعرَت بالحـرج إلا أنها لفظَت : أنت اللي ليش جيت لهنا؟ لا تقول تبي أبوي تقدر تتّصل مو تقرب من هالمكـان!
ارتفعَت زاويـةُ فمِه بسخرية : لهالدرجـة يأثر عليك قربي منّك عشان تعارضين فكرة تواجدِي حول بابكم؟ . . . تشتاقين لي كثير يا جيهان؟
،
كـانت عينـاه قدْ اتّسعَت، نظـر لهُ دون تصديق ، لم يلحَظ في تلك اللحظـةِ حركـةَ يدِه، امسـاكهِ بآخـر بجانِبـه وتحديدًا بكفّه ، بينما كـان ذاكَ قدْ اخفـى ببراعـةٍ السكِين التي كـان يحملـها ، رمـاها من اليدِ التي يمسكـها بدر للأخـرى ليدسّها أخيرًا في جيبِ معطفِه، ومن ثمّ رفـع حاجبـه بثقـةٍ وهو يُشيرُ بعينِه أن " مـاذا؟ " حينها شدّ بدر على أسنـانه بغضبٍ وهو يشدُّ على معصمِه أكثـر ، أخفـضَ الشـابُ نظراته تدريجيًا إلى يدِ بدر ، لم ينطُق بشيء ، وقبـل أن يقومَ بردّةِ فعـلٍ مـا كـان صوتُ يوسف يأتِي حادًا غاضبًا وهو يسحبُ أرجوانْ لجانِبه : بــــــدر !!
رفـع بدر رأسه مبـاشرةً ليوجّه نظراته نحوَ يوسِف ويدهُ ارتخَت قليلًا عن معصـم ذاك ، لم يستوعِب شيئًا إلا وهو بطريقةٍ مـا ينجحُ في التخلّص من قبضتِه ، دفـعه من كتِفه سريعًا ومن ثمّ ركـض مبتعدًا وحينَ كـاد بدر يلحقـه كانت كفّ يوسِف تُمسكُ بهِ من كتفِه وهو يلفظُ بحرارةٍ وغضب : وش مقصدك من اللي صـار تو؟!
بدر ينظُر إليه وهو يعقدُ حاجبيهِ ويتنفّس بانفعـال ، لم يفهـم ما قصَد جيدًا ، لم يكُن مرّكزًا مع نقطـةِ دفعـه لأرجوان وأن يوسف قد يفهمها خطأ ، لم يملكْ فرصـةً للحديث إلا وكفّ يوسِف تدفعـه بازدراء حتى تراجـع للخلفِ بصدمة ، وقبـل أن يستوعبَ تفسيراتِه كـان يوسِف يلفظها بحدّةٍ وغضب : كنت من البدايـة غلطـان لمّا صدّقتك .. حتى بقصّتك الأخيـرة صدّقتك ، طلعت مو ودك تحمينا ، طلعت أنت بنفسك المصيبة من حولنا !! .. وش اللي كنت تبيه بالضبط؟
بدر يعقدُ حاجبيه دون استيعاب : نعــم ؟!!!
يوسفْ يقتربُ منه وهو يشتعـل ، يفسّر ما حدَث بطريقةٍ وأخـرى ، لم يرى التـلاحمَ الذي حدَث بين بدر وبين ذاك الذي هرولَ قبل قليلٍ سوى خطّة ، كـان هدفـه من؟ كـان ربّما هو الخطـر منذُ البدايـة ، حتى يقتـربَ منه وقد يؤذي بناتِه !! .. لا تفسير إلا هذا ، قصّته كـانت كاذبـة ، كانت كاذبـةً منذُ البدايـة ، لوّ أنّه كـان مستهدفًا كما يقول هل كـان حتى الآن ليستشعـر الحيـاةَ الروتينيّة نفسها وأن لا شيء مريبَ من حولِه؟ لم يُفسِد يومـه سوى تصديقه لرجـل عرفـه لأشهـر قليلـةٍ وكـان غامضًا يلتقيه في مقهى ليغرقـا في أحاديثَ عدّة ، فكيفَ وثق بٍه من ذلك وحسب وصدّقه؟!
لفظَ يوسِف بغضب ، يوسّع عينيهِ بهجومٍ ولم ينتظـر فكرة أن يبتدِئ بدر قبلـه : كنت تلعبْ علي من البدايـة وأنا مصدّقك؟ كنت مثل أي شخص قذر وبس !!
بدر لم يكُن يستوعِب الهجومَ الكلاميّ الذي جـاءه ، أجفـل بصدمةٍ وكأنه أدرك القليـل مما يقصـده ، وبصدمة : لحظـة .. أنت وش تقصد بالضبط؟!!
يوسف بحدّة : قصدِي واضـح .. انقلع من وجهي ، انقلع !! ووالله لو شفتك مرة ثانية تحوم من حولِي ما راح يردني شيء عن التبليغ !!
بدر دون تصديق : منت صاحِي !! .. ما قصدت شر الرجـال اللي مـر كـان بـ . . .
يوسفْ يقاطعـهُ بنبرةٍ حادةٍ تقطـع كلّ صـلةٍ باقيـةٍ بالحديث : يكفّي . . ما أبي أسمـع أكاذيب جديدة ، روح يا ابن النـاس جيت لهنا مع بناتي عشان أرتـاح مو عشان وجـع راس ثاني !!
بينما وفي مكـانٍ قريبٍ وقفَ تميمْ وهو ينهِي حديثهُ في الهاتِف مع ذاك الذي كـان مصتدمًا مع بدر قبـل لحظـات، أخـفض الهاتِف وهو يمرّر لسـانه على شفتيه، كـانت الخطّة أن يرى يوسِف الخطـر بعينيهِ ومن ثمّ تنفصـل الخيوط الباقيـة به مع بدر ، لكنّه الآن لم يرى انفعـالًا من يوسِف تجـاه الرجُل الذي اقتربَ من أرجوان وكأنه لم يدرك ! أم ماذا !!! مالَ فمـه بابتسـامةٍ وهو يقيّم ما يحدُث ، ملامِح يوسِف وبدر الذي كـان ينظُر لهُ بانفعـالٍ مـا ، ربّما نجحَ ما يريد! ربّمـا . . لا يهمُّ ما الحديثُ الحـاد الذي يدُور بينهما إلا أنه كـافٍ لديهِ أن تكون النتيجـة كمـا يريد.
،
ساعـدتها في الشـربِ وهي تبتسـمُ بانكسـار ، انخفَضت بوجهها إليها لتقبّل جبينها وهي تسمعها تتمتمُ بكلمـاتٍ لم تستطِع أن تربطَ بينها في جملةٍ مفيدة وكـان الأبـرزَ منها " سعد " والذي سكَب من نطقِه المزيدَ من أحزانِ صدرِها التي تجـاوزَت الحدودَ المُحتملـة ، تتحطّم لشظـايا ، تنكسِر أكثر وهي تمسـح على خدّ أمها المسـدلة عيونها في منـامٍ متعرقِل . . استقامَت ، ومن ثمّ تنهّدت لتسِير مبتعدَة أخيرًا وهي تُتمتمُ بدعواتٍ يائسـة ، تسقُط دموعها من جديدٍ في فقدٍ حيّ ، أن يمُوت شخصٌ عزيز ، وهو لا يزالُ على الأرضِ قريبًا منـك وبعيدًا في نفسِ اللحظـة.
مسحَت على وجنتها ليبقـى التمـاعُ الدمـع على خديها وفكّها ، أغلقَت البـابَ بهدوءٍ لتشدّها أصواتٌ جـاءَت من عند البـاب، ارتبكَت قليلًا وهي تسيرُ بانفعـالٍ إليـه ، وقفَت أمـام البـابِ لتعقدَ حاجبيها ، شعرها يرتفـع في " كعكةٍ " مُهملةٍ تتساقطُ خصلاتُها في فوضـى ، ملامحـها شاحبـةٌ من عبء الأحـزان ، صوتها يُشتقُّ من البحـة ، كـان صوتها راحلًا ، غائبًا ، وهي تهمـسُ بحشرجـة : عمّي.
رفـع عمّها وجهه إليها عن أخيها الذي كـان يحادثـه ، ابتعدَ هو الآخـر جانبًا بينما تحرّكت أقدامُ عمّها ليقتربَ منها وهو يلفُظ بصوتٍ مرهق : شلونكم؟
لُجين تهزُّ رأسها بالنفيِ وهي تهمـسُ باختنـاق : محنا بخيـر ، محنا بخير أبد !!
تنهّد بجـزع ، بينما اقتربَت منه لجين أكثر وهي تهمسُ بأمـلٍ ورجـاء : ما كلمـت أهل المقتول؟ ما حاولت تقنعهم بالعفو أو حتى دية؟
هزَّ رأسه بالإيجـاب : كلّمتهم .. بس رافضين.
تقوّس فمـها قليلًا بأسـى ، معكُوسَ ابتسامـةٍ تلك التي ترتسـمُ على شفاهنا في لحظـاتِ الحُزن ، معكوسٌ يتقوّسُ بها الفمُ للأسفـل وينطوِي في خيباتِه . . همسَت بوجَعٍ ورجـاءٍ وهي تقتربُ منه أكثر وتمدُّ يدها لتُمسـك بكفّه ، شدّت عليها بألـم ، وبخفوت : حـاول .. الله يخليك حاول !!
عقدَ حاجبيها بضيقٍ وهو يشيح وجهه قليلًا : بحـاول ، بجمـع كم شخص يجِي معي ويقنعونـهم ... الله كريم!
انخفضَ وجهها بنشيجٍ خافتٍ وهي تشدُّ على كفّه بحسـرة ، يا الله لن تتحمّل خسـارته التي لخّصت في أيـامٍ قليلـةٍ الكثيرَ من المعـاناة .. لن تحتمل!!
أردف عمّها بجزع : بس لوقت ما نقدر نرضيهم بالعفو أبيكم بكرة تتجهزون عشان تجون تسكنون عندي.
،
الثالثـةُ فجـرًا ، تقلّب فـوقَ السرير ، يعِيشُ اللحظـاتِ من جديدٍ ويعيشُ نظـراتِها ، ما الذي فعله بنفسِه اليوم؟ ما الجنون الذي جعلـه يسمـح بالنـار أن تحيـاه الآن وتُذيبَ جلدَه ! .. كـان يغـرق ، يغـرقُ أكثـر .. لتحملـه فجأةً طوفُ نجـاةٍ رميَت عليهِ من العدَم .. فتَح عينيهِ سريعًا ، لم يكُن قد وصـل للقـاعِ كما يجِب ، استلّهُ صوتُ رنينِ هاتِفِه ، كـان اتّصـالُا من أسيل جعله ينهضُ وهو يمسـح بكفّه على وجهه ، حمـل هاتفه من علـى الكومدينـة ، ومن ثمّ تحرّك وهو يُجيبـها لتظهر ملامِحها لهُ بينما غـابَ هو عنها في الظـلام ، لفظَت بضحكـةٍ وغنـج : يا كذاب بتتّصل أجـل؟ شوف السـاعة صارت كم!!
خرجَ للصـالةِ المُضاءةِ ليظهـر وجهه لها ، ابتسامته الرقيقةَ وهو يجلُس على الأريكـة ويلفظ : متى تنامين يا الشيخة أنتِ؟!!
أسيل : ما جانِي نوم قلت أزعجك وأصحيك .. أثـاريك صاحي ويمكن تفكّر فيني بس تتدلّع ، وراك ما اتصلت؟
فواز باغاظـة : مو ناقصـى الحين مرارة زيـادة.
أسيل بمكرٍ وهي " تتربّع " على سريرها : يووووه تفكّر بمرارة الحُب وسواياه؟ أي لنا الله جيهان شالت عقلك وما بقّت لنا شيء !
قسَت ملامحـه فجأة ، احتدّت نظـراتها وذكرها الآن لا حاجـة لهُ لأنه يتذكّرها دون مساعداتٍ منها !! .. ضحكَت وهي تتداركُ حديثها المـاكر بسرعة : أمـزح معك وجهك صـار يخوّف ..
فواز بحدة : لا عاد تكرّرين هالموضوع مرة ثانية ! .. ترى بجيك وأقطع شعرك.
أسيل تبتسـم بفرح : بترجـع يعني؟ الله وش هالبشـــ . . .
لكنّ كلمـاتها انقطَعت فجأةً وهي توسّع أحداقها ، بهتت نظـرتها ، لتردفَ بخفوتٍ وإجفـالٍ مُفـاجئ : فيه ... فيه أحد وراك !!
،
قبل ذلك بساعتين ، دخـل للغرفـة التي أظلـمت سماؤها، مرّر عينيهِ على جسدها الذي يسترخِي في نومِه على السرير وكأنّها استغلّت لحظـات ما قبل قدومه كي تنـام، ابتسمَ دون معنـى لابتسامتِه سوى السخريـة ، وبتمتمـة مقهورةٍ منها همس : بزرة !!!
اتّجه للخـزانة ليُخرج بجامته القاتمة ومن ثمّ اتّجـه للحمـام ، كـاد يطبق الباب بقوّةٍ كي يوقظها انتقامًا، لكنّه رحمها ليزفُر بغيظٍ ويغلقـه بهدوء.
استغـرق في استحمـامه أقلّ من ثلثِ ساعةٍ والمـاء المنسكبُ يزيدُ ترسّبـات أفكارهِ ولا يجرفها معـه، تنـاول المنشفـة ليجفّف نفسه، يخرج بعد لحظـاتٍ قليلة وهو يجفّف شعـره وصدره رغـم اعتياديّة عريّه في نومِه إلا أنه ارتدى قميص بجامتِه وستـره ، لفظَ بخفوتٍ ساخـر : الشكوى لله كل شيء للحين على كيفك .. نشوف لمتى !!
رمـى المنشفـة على زاويـة السرير ولم يبالِي بتجفيف شعره تمامًا، أبقاه رطبًا بعض الشيء واستلقـى بجانِبها، رفـع اللحاف وهو يتطلّع بملامحِها التي تُواجهه ، عقدَ حاجبيه قليلًا وهو يستندُ على ذراعِه ويلمـح من أسفل أجفانِها المُغلقة أحداقها التي تتحرّك ، بقيَ جامدًا للحظة ، إلا أنه سرعـان ما رفـع حاجبه الأيسر وهو يلفظ : يعني من دخلت وأنتِ تمثلين النوم؟ بدل ما ظليتي تفكرين فيني وأنا أتروش كان أبرك لك تنامـين.
عضّت لسانَها بحـرج، تحرّك جسدها لتستديرَ ولا تقابـل وجههُ وهي تتركُ عينيها المُمغضتـين كحالهما ، وببحّةٍ خافتـة : كنت نايمة بس صحاني صوت باب الحمام بعد ما طلعت.
أدهم بسخرية : باب الحمام وقت ما ينفتح ما يطلّع صوت ، وبعد خروجي ما قفلته ، سمعتيه بأحلامك؟
تصلّب جسدها وملامحـها تحمرّ، عضّت شفتها، بينما أردفَ هو ووجههُ يقتربُ منها ليلفحها بأنفاسه : بعَد لا تقولين صوت المفتـاح ، لأنّي ما قفلته ... قد قلت لك اليوم إنّك غبية؟
فتحَت عينيها باضطرابهما واهتزازِ أحداقها ، نظرت للأمـام وصدرها يتعرقـل بأنفاسِها من لهبِ أنفاسه التي تُمارسُ حرارتها على أذنها وجزءٍ من عنقها باقترابـه . . وبنبرةٍ ترتعـش : طيب قد قلت لك اليوم إنّك وقـح؟!
ابتسـم وهو ينحنِي نحوها أكثر ليقبّلها قُرب أذنها وكفّه ترتفـع لتستقرّ على عضدها، يستشعِر تشنّج جسدها بتوتّرٍ بينما كان هو يستندُ من خلفِها على مرفقـه ، وبانتصـار : كان انتصـارك تنامين وهذا كافِي ، بس دامك منتظرتني فأنا سبق وقلت لك ... مانِي مستعد أعطيك فرصـة تبتعدين أكثر !!
في الصبـاح ، وقفَ أمام المرآةِ وهو يندندنُ ويرشُّ ذراتٍ من عطرِه على قميصِه، ابتسـم وهو ينظُر لها عبر المرآة تتقلّب على السرير وكأنّه أزعجها بصوتِه، استدارَ بهدوء، ومن ثمّ اتكأ بوركيهِ على حافـة التسريحةِ وهو يلفُظ بعبثٍ ومزاجٍ " رايق " : قومي يا ام نوم خفيف ، حشى لو إنّك خيشة نوم!
لم تكُن نائمة، يدرك ذلك رغـم استقرارِها على السرير منذُ وقتٍ طويل، عقَدت حاجبيها بضيقٍ وقهـر ، ومن ثمّ جلسَت لتنظُر لهُ بجرأةٍ بعكـس الهشـاشة والربكة التي تعيشها حرجًا، لا تقوى النظـر لوجهه لكنّها فعلَت بصلابةٍ كـاذبة وهي ترفعُ ذقنها بعلياءٍ وتلفظ : مفتّحة عيوني وصاحية من قبل لا تصحـى حتّى ،
أدهم تكتّف بذراعيه دون أن يتحرّك من مكانـه، يعبُر بعينيهِ على ملامِحها المتشنّجـةِ باحمرارٍ شفّـافٍ وخافت، يبتسـم بتسليَةٍ وهو يلفظُ أخيرًا : تراني أنا اللي مصحّيك لصلاة الفجر.
إلين بعدوانيّة : ورجعت نمت قبلي ، والحين صحيت قبلك بعد.
أدهم بهدوء : طيب ليش هالعصبية من صباح الله خير؟
ارتبكَت ملامحهـا وهي تُخفـض نظراتها وتتنهّد بفوضويّة، ترفعُ كفّها لتمشّط بأصابعها شعرها المُشعث ، لم تنظُر نحوهُ وهي تُخفض ساقيها لتلامس بباطِن قدمها الأرضيّة البـاردة التي التحمَت نظراتها بِها ولم تُشحها عنها ، غرقَت في أفكـارها وسبحَت في توهانِها الذي يضاعفـه لها بنظراتِه المسترخِية عليها، يجارِيها بالصمت، تشعُر به لترتبـك أكثر! . . مرّرت لسانها على شفتيها وهي تشدُّ بقبضتيها على طرفِ السرير، تنفّست بعمـق وهي تنهـض باستسـلامٍ أخير لمصيرها معـه ، ماذا لديها سوى أن تضيع في معنـى استسلامها الأوّل والذي حطّم جـدارَ جمودها أمامه؟ ماذا لديها سوى أن تتقبّل أنّه زوجها ، أليست هي من اختـارته؟ فلمَ الآن تنـاقض نفسها؟ كـان لابدّ من أن يحدث كلّ هذا من البداية، ماذا كـانت تتوقع مثلًا؟
تحرّكت بخطواتٍ هادئـةٍ كي تذهب للحمـام، بينما ظلّ أدهـم ينظُر لها بعينينِ تلتمعـان، وبهدوءٍ يقاطعُ مسيرة هربها : بتظلّين تهربين مني بهالشكل؟
توقّفت ، ودون أن تستدير إليه لفظَت بصبر : ما أتهرب ، أبي الحمام تكرم.
أدهم ببرود : أدري ، بس ليه ما تبين تناظريني؟
أدارت وجهها إليه وهي تعقدُ حاحبيها بانزعـاج : لا تغثنِي من الصباح!
أدهم - بروقان - : أصبحنا وأصبح الملك لله بس! أصبحنا على فتنة عيونك.
اضطربت ملامحها لتشتّت أحداقها عنهُ بربكـةٍ وهي تهتفُ بنبرةٍ مكبوتـة : أصبحنا على فطرة كرهك وأنت الصادق.
ضحكَ بعبثٍ وهو يُخفـض ذراعيهِ عن صدرِه، رفـع أحد حاجبيه، ومن ثمّ تحرّكت خطواته إليها وهو يُسيّر أحداقهُ على تقاسيمِ وجهها التي تقابلـه بعدوانيّةِ جيوشٍ أثـارَتها غبـار الحرب على تعالِيـمِه، تسلُّ السيفَ من غمْدِ عينيها وتحدّهُ في مكنونيّة - نظرات -.
تلذّذ برؤيـة ربكتها الناعمـة وهي تُرجع قدمها اليُمنـى للخلفِ وسرعـان ما أعادتها بصلابـةٍ تحاول تقويمها، تحـاول أن تكون ثابتـةً ولا تتقوّس خاصرتها أمـامه، تحاول أن تلتـزم تعاليمَ الصلابة ولا ترتدُّ عنها ، وقفَ أمامها وهو يبتسـم ابتسامةً لم تفهم معنـاها لكنّها كانت تنظُر إليها بترقّبٍ وتأهّب ، كـاد يضحك على نظراتها الخائفة إلا أنّه وأد ضحكته في حُنجرته وهو يرفعُ كفّه ويداعبَ شعرها كطفلـةٍ تعبثُ به بشقائِها ولم يكُن ليضجـر من العبثِ بحجـم ما يضيقُ صدره إن كرهتـه بقلبها البريء.
همـس بثقـة ، وكثيرٌ من التفسيراتِ التحمَت بعقلـه ، يريد أن يثقَ بما وصل إليه، يريد أن تكون تفسيراته صحيحةً وأنها لم تعُد تكرهه لذا تقبّلته ! : الكره ماهو فطرة ، بس حُبك فطرة.
،
انحدرَت الساعاتُ الطويلـة في دحرجةٍ صامتـة ، جـاء يومُ السبت ، كـان يجلسُ بهدوءٍ وسكونٍ في الصـالة، عينـاه تتجمّدانِ على الأرضيّة الرخاميـة وملامحـه باتت من الصلابة ما يكفِي لأن يجهـلَ من أمامه مشاعـره، رفـع يدهُ ليقرأ سـاعة معصمِه التي كـانت عقاربها تتجانسُ مع الثانية والنصف مسـاءً ، كان ينتظرُ هذا اليوم وما بعدَ صلاةِ العصرِ تحديدًا ، سيقـابل سعد، رغـم أنّ كلّ شيءٍ كـان نصفَ - زيفٍ - إلا أنّه مُمتنّ له في النهايـة بطريقةٍ مـا، ممتنٌّ لأنـه أفسـد تتمّة التعدّي أو ربّمـا تتمّة الخـداع! ابتسـم بسخريةٍ وهو يقف ، تحرّك نحو الباب وهو يتلاعبُ بمفتاح السيارة بين أصابعه، لكنّه توقف فجأةً ما إن وصـل إليه صوت سالي المرتبك بلكنـةٍ متعثّرة : بابا سلطان.
ارتخَت أجفانه قليلًا، أدار وجهه فقط إليها ليهتف بنبرةٍ جامـدة وهو يتوقّع تلقائيًا ما ستقول : نعم؟!
سالِي تنظُر للأسفل ولم تتجرأ على رفـع عينيها إليه : ماما غزل ما ياكل.
أمال فمه، كمـا توقّع ، كمعظم الوجبـات التي ترفضها، ماذا تريد أن تصـل إليه بالضبط؟! استـدارَ دون أن يقُول شيء، تجاهل الردّ عليها أو هكذا ظنّت ، بينما كان هو يتمتمُ من بين شفتيه بصوتٍ خافتٍ لم يصلها ، بنبرةِ احتقـار : بحريقة.
خرجَ من المنـزل، اتّجـه للسيارةِ مباشرة، طيلـة اليومين الراحلينِ لم يتصـادم معها، لم يكُن يشتهِي فكرة أن تأكـل طعامها معه، لذا مـارس نصف معنى الحبس الانفـراديّ في الغرفة التي انتقلَت إليها وأمـر سالي بأن تأخذ وجباتها إليها ولا تستدعيها للنـزول معه، كـان هذا النصف الأوّل للمعنـى، بينما كان النصفُ الآخِر قد مارستـه غزل ، بعدم الخروجِ من نطـاق - غرفتها - رغبـةً منها!!!
حرّك السيـارة نحو هدفِه ، طـرد أيّ فكـرةٍ قد تطرأ في عقلهِ نحوها ، الآن سينتهي من مسألة سعد ، ومن ثمّ سيتّجه إليها بكامـل تركيزه.
،
" كـان سؤالها باهتًا ، كـان متأهبًا بإجـابةٍ تُشفـي غليل حزنها بفراقهما ، كـان سؤالها يقتضيها هي وشاهين وحسب : تحبينه؟ "
.
.
.
انــتــهــى
وموعدنا كما قُلت يوم الأربعاء إن شاء الله ،
ومرة ثانية بحط سنابي ، هذا هو لكثرة السؤال عنه Hind-180
دمتم بخير / كَيــدْ !
|