لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-14, 07:18 AM   المشاركة رقم: 81
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

صباح الزّهر أحبائي

عساكم باتم صحة وعافية :$



لي عــودة لكِ يا جميلتي همس

النت ما قصر ومنعني من الرد في وقت أبكر بسبب عناده اللي رجع معي ~_~ :$ بس تضبط من شوي والحمدلله على هالشيء


عالعموم برد إن شاء الله عقب البارت لو قدرت
وأنا حاليًا براجعه عشان أنزله عالسريع قبل لا يصير شيء ويحدني

مممم يعني إن شاء ما يجي الظهر الا وهو بين يديكم






انتظروني :$*


 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 11-08-14, 10:56 AM   المشاركة رقم: 82
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 


سلامٌ ورحمةٌ من الله عليكم :)

صباحكم جمالٌ كجمال روحكم
مساؤكم راحة كراحةِ صحبتكم

كيفكم؟ عساكم دايم بخير وألف عافية :*

عندي ملاحظة بسيطة يا الغوالي : بخصوص اللي يقولون إن ديما حامل! شلون بتكون حامل في ظرف يوم وليلة؟
شيء مستحيل بس مسألة حملها ماهي مستحيلة
انتو بس ادعو يطلع فيني الجانب الطيّب وأخليها تحمل <- لا ياشيخة


عالعموم البارت وصل وإن شاء الله يعجبكم
وفيه نقلة كبيرة لإحدى الثنائيات

+ احترت أهدي البارت لمين
فاستقريت على الجميلات اللي نوروني بحضورهم الأول في المنتدى المجاور
تمرد ، معذبني حبك ، تعابير ، 5ayalya
والجميلة هنا sosee
ومن المنتدى المجاور ( شكران )

,

بسم الله نبدأ

قيود بلا أغلال عانقت القدر
بقلم : كَيــدْ !


لا تلهيكم عن الصلوات





(13)






بعد العصر - منزل سند

قدماه تهتزان بتوتر، لم يبقى سوى القليل وينادي عليه بكامل غضبه، مابه تأخر؟ أيلعب لعبةً أخرى معه؟ .. ليس بصالحك يا سند، ليس بصالحك.
فُتح الباب ليرفع عينيه بتلهف، حينها رأى سند يدخل وعلى شفتيه ابتسامةٌ لم يعرف ما مصدرها، ومن خلفه رأى ظلًّا أسود ليلجم للحظات، من هذه؟؟؟
وقف بسرعةٍ وصدمة، والغضب تجلى على عينيه، كاد يصرخ في وجهه إلا أن صوته أوقفه قبل أن يفضحه : أهلين دكتور شاهين ... هذي هي أمي اللي قلت ودك تحكي معها عن عمليتها
اتسعت عيناه يحاول تحليل ما يراه، أيريد تحجيره ليقوم بالعملية في النهاية؟ وماذا عن متعب؟ ألم يقل بأنه سيثبت له صدقه حين يأتي إليه؟؟ ألم يقل له بانه سيريه الدليل؟ ... بالتأكيد ليس له دليل، ومنها هو كاذبٌ كما توقع.
اقتربا منه ليجلس سند بجانبه بعد أن طلب منه الجلوس، وأمه على بعدٍ منهما، ليبتسم سند ينظر لعيني شاهين بتحدي، وبهمس : أعتقد عارف وش تقول .. كلمة غلط وانسى أعطيك معلومات عن أخوك
نظر إليه بحدةٍ وهو يضع ساقًا على أخرى، مابه من حممٍ تكفي لجعل نظراته تطلق أبخرةً ساخنه ... وبوعيدٍ لفظ : مو أنا اللي أتهدد ... وأبصم لك بتندم على لعبك معي
سند بثقة : ما تقدر
رفع صوته قليلًا يوجه حديثه للمرأة الجالسة : كيفك يا خالة؟
المرأة بوقار : الحمدلله ياوليدي ... عساك طيب؟
شاهين بثقة : نشكر الله .. * وجه نظراته لسند حتى يبتسم له بازدراء ثم أعاد مرمى عينيه لام سند * انتِ تدرين كم نسبة نجاح العملية قبل لا تخاطرين؟
تقطب جبينها وتوجست، بينما نظر إليه سند نظرات تهديد، وذاك ابتسم لنظراته بتحدي، من يظن نفسه؟؟ هو منذ البداية كان يشك في صدق سند، والآن تأكد أنه كاذبٌ وأخيه ميتٌ بالتأكيد، فكيف للأموات أن يعودوا بعد أن أصبحوا في الحياة البرزخية!!
أردف بهدوءٍ وابتسامةُ ثقةٍ تزين فمه، بينما وقف لينظر لسند باستحقار : ولدك عارف زين كم نسبة النجاح ... ومع كذا حاب يخاطر ولا رضي بالمكتوب
اتجهت نظراتها لسند، ثم عادت إلى شاهين لتزدرد ريقها وأملها الذي زرعه ابنها تبدد إلى حطام، فهمتْ، فهمت أن النتيجة سلبية، فهمت أن نسبة الفشل أكبر من نسبة النجاح، فهمت أن ابنها كاد يخاطر بها، لكن لمَ؟ لمَ قد يخاطر بها؟ لمَ يتصنع الإهتمام وهو ينوي أذًا بها؟
وقف سند غاضبًا ليصرخ في وجهه : وش هالكلام يا دكتور؟ ... ما يصير تقول كلام في عيادتك وهنا كلام ثاني
شاهين بحدة : وانت ما يصير تكذب على أمك وتعطيها أمل كذاب! ... ما بيكسرها غيرك صدقني
أعاد نظراته لأم شاهين هاتفًا برفق : اعذريني يا خالة بس كل ما حاولت أرفض طلع لي بتهديد ... بس لهنا وانتهينا ... والموضوع زاد عن حده ... أنا دكتور وأعرف حالة مرضاي أكثر منه، حبه لك خلاه يشوف إني كذاب وإن العملية بتنجح غصبًا عني وعنه
اتجه بأنظاره لسند المشتعل حرارةً وغضبًا، والذي اقترب منه ليمسك عضده بشدة، وبوعيدٍ هامس : جنيت على نفسك ... وفضيحة أخوك بتكون على كل لسان
همس شاهين بثقةٍ وهو ينزع يد سند : ما تقدر ... لأن فضيحتك انت الثاني بتنتشر ... * ارتفعت إحدى زوايا فمه في ابتسامةٍ ساخرة لينفض كتف سند بظاهر كفه مما لا شيء، وبخفوتٍ أكبر * أجل قمار يا أستاذ! ... أنصحك تنتبه للي بتقوله مستقبلًا
قال كلماته الخافتة تلك واتجه للباب ليخرج دون حرفٍ آخر، وتلك وقفت بهدوءٍ دون أن تنظر لإبنها، لتتجه للباب هي الأخرى بتخبطٍ وحسرة، وكم كُسرت من تضحية ابنها بها، كم كانت فعلته هذه أشدّ وطأةً من خبر ألا تستطيع الرؤيا كما يجب ... وهاهو عقلها يُغلف بالكثير من الظنون به، ما مقصده بالمخاطرة؟ لم تهتم كثيرًا لكون أملها تحطم، لم تنظر لشيءٍ سوى للجانب الأكبر كسرٍ بها، كان ليخاطر، وبمن؟ بـــها!! لكن لمَ؟ لمَ ؟؟؟؟
بينما هو تيبس في مكانه دون أن ينظر لأمه التي خرجت، ما الذي قاله للتو؟؟ قمــار؟؟؟
ازدرد ريقه بارتباك، كيف عرف بذلك؟ كيف قام باكتشاف سره؟ والأهم من كل ذلك، أيعقل أن يفضحه؟؟



,



كانت تتحدث في الهاتف مع أم فواز المنشغلة قليلًا بالتفكير في ابنتها رغم كونها أصبحت أفضل، تهتف بعتاب : افا يا ام فواز أسيل تعبت وما تعلمينا؟
ام فواز بابتسامة : وشو ما علمتكم؟ تونا من ساعة تقريبًا جايين من المستشفى
ام ياسر برقة : اهم شيء صارت بخير .. من مدة منقطع عنها الربو بس الحمدلله على سلامتها
تنهدت أم فواز لترفع نظرها حين سمعت صوت خطواتٍ تتجاوز عتبات الدرج، ثم ابتسمت ببهوتٍ فور رؤيتها لابنتها تقترب.
أردفت أم ياسر : عالعموم حبيت أقولك إننا اليوم جايينك .. في البداية كنت بعزمك عندي مع حمواتي وبعض الأقارب والجيران بس دام أسيل تعبانة نحول عندك
ام فواز : لا وش تحولون؟ دام العزيمة من البداية عندك نجيك .. أسيل صارت بخير ومنها تطلع شوي من جو البيت
نظرت لأسيل التي اتسعت عيناها وهزت رأسها بالرفض، لكنها تطلعت بها بحزم وهي تعود للتحدث مع أم ياسر. وبعد أن أغلقت
أسيل : يمه لييييييييه؟؟ ما ودي أروح
ام فواز بصرامة : لك مدة طويلة ما تروحين غير كل شهرين ثلاث .. لا تنسي إنها عمتك وواجب عليك تزوريها ... متى آخر مرة شافوك بالله؟ يوم ملكتك صح؟
أطرقت برأسها وهي تزم شفتيها بجزع، وتلك تابعت بأمر : بعد العشاء بنكون عندهم ولازم تكونين جاهزة ... ومن الحين بقولك راح ننزل للسوق ونبتدي بالتجهيز لزواجك ... هو يالله شهر ونلحق
أُصدرت منها زفرة ملل، وموضوع الزواج وإلى الآن لازال يربكها ... وبخفوت : ومين بياخذنا لعمتي بالله؟ السواق مو موجود
ام فواز : اتصل قبل لا تتصل عمتك بشوي وقال إن ولده صار بخير
استسلمت وهي تومئ برأسها لتديرها ظهرها وتتجه للأعلى، وتلك تنهدت وهي ترفع هاتفها تريد الإتصال بفواز لتطمئن على أحواله.




,



خالجها الجوع هذه المرة، وهي التي لم تأكل منذ جاءت لهذا المكان. اتجهت للمطبخ تزم شفتيها، ماذا ستأكل الآن؟؟ أحضر لها سلطان الغداء وعاد لعمله المستعجلِ كما قال، والآن هاهي تشمّ رائحة سمكٍ من بين الأكياس الموضوعة على الرخام وهي التي لا يروق لها.
غطت أنفها وهي تشعر بالغثيان : الله يلوع كبدك يا سلطان ما لقيت إلا السمك!!
خرجت من المطبخ لتتجه لغرفة النوم وتتطلع في حقيبتها التي تحمل عددًا لا بأس به من النقود : ما عليه لو ما كفتني بسحب .. الله يستر لا يكون أبوي ما صدق متى أتزوج وألغى حسابي المفتوح في البنك
تناولت عباءتها التي تبرز مفاتنها، متجاهلةً العباءة التي أحضرها سلطان لها، ثم لفت الحجاب وأخذت حقيبة يدها لتخرج، ولم تفكر حتى بالإتصال بمن يسمى زوجها، بل لم تدرك عاقبة خروجها دون إذنه.

وهو من جهةٍ أخرى كان يتمشى في حديقة منزل والده، بهتت نظارتها ولم تعد زاهيةً كما كانت، تحتاج للرعاية أكثر .. زفر بضيق، يبدو أنه سيضظر في النهاية لجلب بستانيّ وخدمٍ أيضًا.
هز رأسه وهو يلامس إحدى الزهور برفض، لن يخاطر بإحضار خدمٍ بعد الأخيرة التي غدرت به وساعدت المجرمين في الدخول للمنزل يوم الحريق، أصبح الآن متزوجًا وزوجته هي من ستتكفل بالإعتناء بالمنزل.
رفع هاتفه الذي كان يرنّ ليتراءى أمامه رقم ليلى، وبابتسامةٍ محبة ردّ عليها : السلام عليكم
ردت ليلى السلام، لتسأله عن أحواله وهو بالمثل، ثم تسأله تباعًا عن غزل بصوتٍ مرتبك : وكيفها مرتك؟
تنهد سلطان ما إن ذُكرت، لا يشعر أنها امرأته حقًا، هو من أوجب على نفسه إعتبارها كأختٍ ويجب أن يتحمل نتائج قراراته : الحمدلله طيبة
ترددت قبل أن تقول ما أرادت قوله، لكنها في النهاية مدّت نفسها بالثقة لتنطق : سألتها أمس بخصوص اللي قلتلي عليه
قطب جبينه، ما الذي قاله لها هو لتذهب وتسأل زوجته : اللي قلته؟؟
ليلى : شكل البنت خجلانه منك ... وقت سألتها سكتت ... بس لاحظت إنها ما تصلي وأكيد استحت تقول لك
هي سألتها البارحة عن حقوق سلطان وامتناعها عنه كما فهمت خطأً من حديثه، ولم تقل له أنها صرخت في وجهها بـ : مالك شغل بيني وبينه
أما هو فبقي مقطب الجبين ولم يفهم ما ترمي إليه، ليهتف : معليش يمه بس والله مو فاهم قصدك ... وش قصدك بخجلانة وصلاة واللي أنا قلته!!
ليلى : مو قلت لي أمس أحكي معها بخصوص حقوق الزوج!!
" تنح " للحظاتٍ وهو يحاول التذكر، إلى أن غطى ملامحه الحرج وهو يشتم نفسه، يبدو أنها فهمت كلامه خطأً وهو الأحمق الذي لم يُفهمها ما يقصد، بل هو الأحمق الذي تكلم من الأساس، ماذا عساه يقول لها الآن؟ وكيف يفسر ما كان يعني؟ حتى وإن قال لها بأنه لم يكن يقصد ما فهمت إلا أن صمت غزل جعلها تدرك ما بينهما.
سلطان بحرجٍ وتلعثم : اي خلاص دريت منها بالسالفة أمس ... خلاص إنسيها
ابتسمت بحنان وهي تستشعر التخبط في كلماته : خجلان مني يا سلطان؟
سعل وهو يضع كفه المُتحررة من الهاتف على جبينه، لقد ورط نفسه بلسانه الغبي!
ضحكت ليلى لتردف : أنا أمك ماله داعي الخجل ... وبعدين انت اللي تكلمت في لحظة غضبك وتحمل نتايج لسانك
ابتسم : يعني منتِ راضية تقفلين عالسالفة؟ أجل أنا اللي بقفل الجوال ترا
صخب صوت ضحكاتها وهو الآخر لم يستطع منع نفسه فضحك بخفوت. وكم يجب عليه أن يكرر في نفسه أنه لم يستطع الشعور بكونه عاد طفلًا إلا بعد أن عادت هي، وبعودتها واراه بعض اليأس، وما أجمل أن تكون هي أمه التي لم تلده ولم ترضعه.



,



كان يضحك والهاتف بجانب أذنه، والآخر من الجهة الأخرى يتحدث معه بحماسٍ كالطفل وكأنه لم يكن في التاسع والعشرين من عمره، هتف فواز بسعادةٍ لسعادة صاحبه : ياخي الله يسعدك دنيا وآخرة ... وإن شاء الله تقرّ عينك بشوفة أبوك واقف
فارس بحنين : الله يسمع منك .. من فمك لباب السماء
ابتسم فواز بحبور، كم عانت عائلة فارس من الحزن الكثير، وقد مضى على جلوسهم هنا في بروكسيل أربع سنين تقريبًا لأجل علاج والدهم الذي فقد قدرته على المشي في حادثٍ مع زوجته، ومع فقدانه للحركة فقد روحًا تعلق بها وهي زوجته .. معاناتهم لم تكن وحده فيما حدث، فهو يدرك أن عائلة الأم حاقدين على ابو فارس لسببٍ غير مجهول، وكم عدد المرات القليلة التي رآهم يزورونهم فيها هنا.
أغلق الهاتف بعد أن وعده بزيارته قريبًا، ثم انعطف بسيارته مُتجهًا للعمارة حتى يزور زوجته قبل أن يأخذ له قسطًا من الراحة، وهو في داخله يمدّ نفسه بالصبر لأنه يدرك ما ينتظره هناك، وفي طريقه رفع هاتفه ليتصل على عمه.


ضُرب الجرس لتتجه أرجوان إليه، مُعتقدةٌ أنه والدها، لكنها وكما اعتادت فهي في البداية تسأل عن الطارق، ليصلها صوت فواز وتجفل للحظات : أنا يا بنت العم
زمت شفتيها لثوانٍ تتفكر في أختها، ما ستكون ردة فعلها حين تراه؟، هتفت بتردد : معليش فواز أبوي ماهو في البيت
تنهد : اتصلت فيه من دقائق، بجلس مع جيهان شوي لين ما يرجع ... وهو أصلًا في الطريق
ابتلعت ريقها وهي تتراجع إلى أختها الجالسة أمام التلفاز، والتي حين رأتها قادمةً بوجهٍ لا يُفسر قطبت جبِينها بتساؤل : وش فيك؟ .. ومين اللي يدق الباب؟
لوت أرجوان فمها قبل أن تنطق : فواز
بهتت جيهان للحظات، لكنها سرعان ما تأفأفت وهي تقف : الله ياخذه وش يبي؟؟
اتجهت للباب وتلك تنظر إليها باستغراب، توقعت منها أن تقلب الدنيا رأسًا على عقب ولم يحدث كل ذلك ... ارتسمت إبتسامةٌ راضية على وجهها وهي تتجه للغرفة، يبدو أنها بدأت بالعودة تدريجيًا كما كانت.
وتلك خرجت لتفتح الباب على اتساعه وتراه واقفًا ينظر لشاشة هاتفه، وحين انتبه للباب الذي فُتح رفع عينيه لتلتقي بعينيها الناريتين، ليدفعها قليلًا للداخل هامسًا : الممر مو آمن ... وغلط انك تطلعين بهالشكل
تراجعت حين انتبهت لنفسها ويبدو أن انفعالها جعلها لا تنتبه : خير وش تبي جاي لهنا؟
دخل بهدوء وهو يضع هاتفه في جيب بنطاله : سلامتك ... اشتقنا وحبينا نمر
جيهان بحقد : تشتاق لك جهنم
انتبه لتغيرٍ طفيف في نبرة صوتها، وكأن الحقد الكامن به قد تقلص عن سابقه، إذ شعر بعفويتها تعود كما كانت ... ابتسم وهو يداعب أرنبة أنفها بإبهامه وسبابته هاتفًا بسخرية، وملاحظته لتغيرها الطفيف جعله يدرك أن تعاملها الفضّ بشدةٍ كان بالفعل نتيجةً عن صدمتها التي كانت في شدتها وقتها وكما توقع : اي خليها تشتاق ... أصلًا ما بتشتاق إلا إذا كنت عنها بعيد
تراجعت لتفرك أنفها بباطن كفها هاتفةً بذات الحقد : أجل تشتاق لك الجنة
صخب صوته بالضحكات، وهو يهزّ رأسها نفيًا على حالتها، ليرفع إصبعه لرأسها يطرق عليه هاتفًا : حالته مستعصية
ثم أزاحها من أمامه بفضاضةٍ ليكمل دخوله، وتلك أطبقت الباب لتلحقه وهي " تتحلطم " ببضع شتائم وكلمات.
رمى بجسده على الأريكةِ مُسترخيًا، وتنهيدةٌ قصيرة أُطلقت من بين شفتيه، أيقول أنها تنهيدة راحة؟؟ تغيرها الذي لاحظه بثّ السعادة إليه، يريدها هكذا إلى الأبد، يريدها كما هي إلا من بعض الإضافات كـ - حُبه -
اقتربت جيهان منه بوحشيةٍ لتقف أمامه واضعةً كفيها على خصرها : ناوي تطول بالقعدة
نظر لوجهها وكم اشتاق لهذه الفضاضة المُحببة إليه، بعيدًا عن تلك الوقاحة والحقد الكبير الكامن بصوتها : الحمدلله على السلامة
قطبت جبينها لتنزيل كفيها عن خصرها وبتساؤلٍ غبي لازال يرافقها منذ طفولتها، وهي الأنثى التي لم يعشقها إلا لجانبها الطفولي الذي اختفى فجأةً حين وفاة أمها : الله لا يسلمك بس ليه؟؟
ضحك رغمًا عنه ليمسك كفها ويجتذبها بحدةٍ لتسقط بجانبه : انسي السالفة دام فيها الله لا يسلمني
ابتعدت بانزعاجٍ من احتكاكِ جسدها بجسده، وأناملُها ارتعشت ليلحظ هو ذلك ويمسك بكلتا كفيها مُقبلًا لهما : والله إني اليوم مبسوط فوق ما تتصورين ... ليتني جيت من الصبح عشان أفتتح يومي عليك
كشرت وهي تسحب كفيها، وبحدة : وخر يدك قال يفتح يومه علي قال ... ناوي تنكدني من الصبح؟
رغبةٌ جامحةٌ تعتريه ليضحك، أوليس له الحق ليضحك؟ رؤيتها وقد عادت زوجته الفضة المغلفة بالعفوية وحدها تجعله يفرح وضحكاتٌ تدغدغ شفتيه، فكيف بكلماتها التي لطالما كانت تغرقه بالضحك. أيقول لها الآن كوني هكذا أبدًا؟ أيقول لها اشتقتكِ فلمَ عشقتِ الإبتعاد أمدًا؟ أيقول أنتِ فتاتي الفاتنة حين تكونين بهذه الفضاضة دون وقاحةٍ تُغيضني لتجبرينني على ما أريد! ... أو تعلمين يا جيهان! إنكِ فاتنةٌ حين تريدين ذلك، وكم هو موجعٌ لقلبٍ مثل قلبي أن تكون فتنتك تحت أمر يديكِ.
فواز بحبور : جد جد .. الحمدلله على السلامة
استدارت عنه بضيقٍ ونظرته تلك جعلتها تفهم ما يرمي إليه، لمَ لا تبقى كما هي معه من بعد وفاة أمها؟ لمَ عادت للتصرف معه بعفويةٍ وهو الذي لا تريد، وهو الذي لا يناسبها ولا تستطيع التوافق معه بعد كل ما حصل؟ يجب عليها ألا تضعف وأن تتذكر أنه فواز الذي اُتهمت هي بأبشع الألفاظ بسببه هو، لن تجعله يشعر بالراحة معها إلى أن يطلقها، وهي التي أقسمت أن تجعله يطلقها بمحض إرادته أو رغمًا عنه.
وقفت تنوي الإبتعاد، وهو تركها ولم يقل أية كلمة، بالرغم من أن تركها له بمفرده غير لائقٍ إلا أنه سعيدٌ كفاية لجعلها تتركه، المهم أن بعضًا منها عاد، جزءًا منها عاد، وأنا الذي سألملم جزءكِ كله يا حبيبتي .. أنا الذي سأجمع بعضكِ صدقيني.
ما إن دخلت لغرفة نومها هي واختيها حتى اقتربت منها أرجوان : راح بهالسرعة؟
هزت رأسها بالرفض وعلى وجهها إمارات الضيق، وتلك قطبت جبينها لتلفظ بعتاب : وتتركينه بروحه؟ مو عيب عليك!!
نظرت جيهان لليان اللاهية بإحدى لعبها، لتتأفأف وهي التي لا ترغب بالخروج إليه، لن تفسد تعاملها السابق معه بسذاجتها الآن : ليون حبيبتي
رفعت ليان ناظريها إليها، وتلك هتفت : فواز برا ويبيك .. روحي له
شهقت الطفلة بسعادة، لم تكن تعلم بحضوره وأرجوان لم تخبرها رغبةً منها في جعل الزوجين بمفردهما، ثم وقفت لتكض للصالة وبعد ثوانٍ وصل إليهما صوت ضحكات فواز الذي حمل ليان ليضعها في حجره يلاعبها.
نظرت إليها أرجوان دون رضى بعد أن كانت نظراتها متجهةً لليان : الحين تشوفين هالتصرف صح؟ عالأقل ضيفيه
جلست على السرير بصمتٍ ومزاجها تعكر تمامًا : اسكتي واللي يعافيك.
هزت رأسها برفضٍ لما فعلت، وفي غضونِ دقائق كان صوت الجرس يصدح في الشقة، وتلك انتفضت لتضرب كتف إختها : قومي وجع يوجع عدوينك أبوي جاء .. والله لو يدري إنك تاركة فواز ليزعل
جمدت ملامح جيهان ببرود، لن تهتم لا لغضبه أو لشيءٍ آخر، وكيف تهتم وهو ليس سوى قاتل!!
زمت أرجوان شفتيها بغيظٍ وهي تنظر جهة الباب لسماعها صوت والدها المُتحدث مع فواز.
يوسف بترحيب : حيّ الله فواز شلونك يا ولدي؟
فواز بابتسامة بعد أن قبل رأسه : الحمدلله طيب عساك بخير
دلف ليقطب جبينه حين انتبه أنه ليس جالسًا إلا مع ليان ولم يعجبه ذلك : وين جيهان ما تجلس وياك؟
ارتبك فواز ولم يعلم ما يقول، يدرك أنه سيغضب حين يعلم أنها تركته لوحده، وليس هذا ما يريد : تعبت شوي وخليتها تدخل وترتاح
ظهر على وجه يوسف الخشية : وش فيها؟
ودون أن يسمح لفواز بإكمال الحديث دخل بسرعةٍ لغرفة بناته، ليراها مُستلقيةً على سريرها تدير الباب ظهرها دون مبالاة.
اقترب من السرير والأخرى وقفت بتوجسٍ وخوف، ليجلس بجانبها يمسح على رأسها : حبيبتي جيهان
كانت قد سمعت بعضًا من الحديث في الخارج، ولم تهتم لما قيل ولا لحديث فواز المُتستر عليها، وحين شعرت بكف والدها جلست : نعم!
يوسف باهتمام : وش تحسين فيه؟ تعبانة؟
أزاحت شعرها جانبًا على كتفٍ واحدة، وببرود : مين قال؟ مافيني إلا العافية
استغرب لكن ابتسامته الحنونة لم تختفي : ناوية تخبين علي؟؟
جيهان دون مبالاة : وش أخبي؟؟ … ترا فواز يكذب بس .. والا أنا مافيني إلا العافية
اختفت ابتسامته تدريجيًا، لم يفهم في البداية لمَ كذب فواز ليسأل باستغراب : وليه بيكذب؟؟
جيهان بوقاحة : لأني ما ودي أجلس معه وخاف لا تعصب
شهقت أرجوان من وقاحتها، وذاك وقف غاضبًا ليهدر : وبعدين معاك؟؟ الموضوع تجاوز التجاهل وصار فيه قلة أدب معي ومع زوجك
نظرت إليه بحدةٍ وعيناها تبللتا بالدمع، تشعر بالقهر من كل شيء، حتى وإن بدأت تعود لسابقتها إلا أن حقيقة القهر الباقي ليس إلا منه هو، من قاتل أمها، من عيشها معه.
جيهان بحدةٍ وصوتٍ اعتلى قليلًا : وأنا ما ودي أكون مؤدبة لا معه … ولا معك
كان صوتها قد اخترق مسامع فواز ليقف مصدومًا من كلامها، أهي حقًا من تتحدث مع والدها بهذا الشكل؟ أيعقل أن تتجاوز قلة أدبها معه إلى والدها؟؟؟!
اقتربت أرجوان منهما وأطرافها ترتعش، شفتيها ترتعشان، جسدها كله يرتعش، لم تتوقع يومًا أن يصل الأمر في جيهان إلى التطاول على والدها، وهي التي ظنت أنها بدأت بالعودة فيا ليتها بقيت في عتمتها وألا تتطاول عليه.
أرجوان بحدةٍ وغضب : وش هالكلام جيهان؟؟ الزمي لسانك تراه أبوك
جيهان بحدة : لا ماهو أبوي … ولا أبيه يكون أبوي
كانت ملامحه جامدةً في وجهها، كيف له أن يصدق الكلام الذي يُصدر؟ بل كيف له أن يصدق أن من تتحدث ليست سوى ابنته!!!
أرجوان بحدة : لا أبوك ياللي ما تستحين على وجهك!! … مو لهدرجة .. مو لهدرجة توصل فيك المواصيل
تساقطت دموع جيهان وهي تنظر لأختها بغضب : اي اوقفي معه .. اوقفي مع قاتل أمك يا الصالحة .. يقال إنك الحين واقفة مع الحق!!!!
صرخت أرجوان بغضبٍ وهي تسحب ذراع أختها بحدة : ماهو قاتل … أمــك هــي الــ …
ارتفعت كف يوسف في آخر لحظةٍ ليوقف أرجوان عما كانت ستقول، ونظراته توجهت لملامح ابنته الأخرى والكبرى بجمود، ابنته الأولى وفرحته الأولى، تتطاول عليه الآن وتنسى أنها ابنته، بل تنسى أنه والدها!!
يوسف ببرود : اتركيها يا أرجوان .. خليها تقول اللي عندها وأنا مستعد أسمع لها
أرجوان بصدمة : بس!!
يوسف بغضب ينظر إليها : قلت اتركيها
أعاد نظراته لجيهان : وانتِ بإمكانك تفرغين كل اللي داخلك … بس من بعدها …. إنسي نهائيًا هالمكان …. واذلفي مع زوجك
تراجعت للخلف بصدمة، وشفتيها ارتعشتا بعبرة، ماهذا الذي تسمعه؟ أهذا ما كانت تريد في النهاية؟ أهذه هي نتائج تمردها وعصيانها الدائم؟؟
ازدادت غزارة دموعها التي غطت وجهها، لتهمس بضعف : هذا اللي انت تبيه؟ هذا اللي انت تتمناه من البداية؟ … تتخلص مني بعد ما تخلصت من أمي! تبي ترتاح مني لأني ممكن أذكرك فيها ؟؟؟
تكرهها؟ تكرها وتكرهني؟؟؟ … بس أنا أكرهك أكثر وأكثر
وبعطيك اللي تبيه … أنا طالعة يا أبوي
طالعــــة ولا لي رجعة




,





لتوه خرج من الحمام، يمسح وجهه بفوطةٍ صغيرة ولا يغطي جسده سوى منشفةٍ التفت حول خصره لتصل إلى ما فوق كبتيه، اتجه للخزانة ليُخرج ملابسه بعد أن رمى الفوطة الصغيرة باتجاه السرير، وبعد أن ارتدى ثوبه وعدل شماغه أمام المرآة ثم نظر للساعة المُلتفة حول معصمه والتي قاربت للرابعة كانت عاصفة تدخل بقوةٍ إلى الغرفة : سيـــف!
جفل وهو يتراجع، وبعد ثوانٍ قليلة صرخ في وجهها : غربل الله ابليسك ما تعرفين تدخلين زي العالم والناس
تمسكت بكم ثوبه هاتفةً بتوسل : وين رايح؟؟
سيف بملامح مُمتعضة : لوين يعني؟ بصلي وبمر زياد
لم يتشنج وجهها كما العادة حين يذكر اسم طفله، فقط استرخى قليلًا لتخفض نظراتها ثم عادت لتنظر لوجهه، اختفى القليل من حسرتها وقهرها حين يُذكر اسم ابنه الموضوعة صورته في مكتبه، فهي عما قريب قد تسمع بكاءَ طفلٍ لها، وليست نادمة، خائفةٌ لكن ليست نادمة، ومن هي المرأة التي قد تندم إن سمعت خبر حملها بطفلٍ في رحمها؟؟
سيف دون مبالاةٍ وهو يعدل كم ثوبه بعد أن سحب يده : وش تبين خلصيني
ابتسمت بحماسٍ لتنطق : اليوم عمتي هالة عازمتنا لبيتها .. العايلة بتتجمع عندها واحنا معهم بعد
ابتسم لحماسها وتخبطها في الحديث، وبهدوء : طيب هدي شوي .. بزر ما تعرفين هالمواضيع؟؟
ديما : لا بس من زمان ماسوينا عزيمة للعايلة بأكملها، حتى أقارب زوجها وبعض الجيران معزومين
سيف : همممم
ديما بابتسامة : نروح!
تحرك سيف بعد ان انحنى ليُقبل جبينها : وليه لا؟ … عالساعة سبع ونص خليك جاهزة .. * عاد ليستدير إليها بتحذير * بس لبس عاري ما أبي
أومأت بطاعةٍ ليخرج من بعدها، وحين سمعت صوت الباب الخارجي للجناح يُطبَق اتجهت لخزانة ملابسها التي أغلقتها بالمفتاح حذرًا ثم فتحتها لتمد يدها من تحت كوم الثياب المُرتبة وتخرج اختبار الحمل.
يدها ترتعش ورغبةٌ في داخلها لتجرب، صحيح أنه من المستحيل أن تكون حاملًا وهي لم يمر سوى يوم تقريبًا على أخذها للإبرة التفجيرية، لكنها تريد أن تجرب، لهفتها الكبيرة تدفعها لذلك، شوقها العالي لجنين يحتضنها يدفعها للتسرع.

بعد دقائق، تنهدت بضيقٍ وهي تعيد أنبوب التحليل لمكانه، ومن ثم أغلقت الخزانة لتخرج من الغرفة بأسى، هامسةً لنفسها : يعني إلا أنكد على نفسي وأنا أدري في نفسي إنه مستحيل يصير حمل بهالسرعة؟؟؟
تأفأفأت لتجلس على إحدى أرائك الصالة، وبجزع : فرضًا ما صار حمل، وش بسوي وقتها؟؟؟
شعرت أن دموعها تتجمع في عينيها من تلك الفكرة، أيعقل ألا تحمل؟ ستكسر وقتها، رباه ستكسر إن لم يحتضن رحمها جسدًا

ألن تتوقف عن البكاء؟ إن كانت الأفكار وحدها تُبكيها فلمَ تلوم سيف؟ هي ضعيفةٌ كفاية لتبكي من كل شيء، فلمَ تقوم دائمًا بتعلق بكائها به!!
أوليست هذه الأفكار تأتيها بسببه أولًا وأخيرًا؟ هو الذي حرمها من الأطفال منذ البداية، فلا لوم إلا عليه، ولا مذنب سواه.




يتبـع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 11-08-14, 11:02 AM   المشاركة رقم: 83
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 


الخامسة مساءً

أغلق الباب من خلفه بعد أن دخل، ليتنهد بإرهاقٍ ثم يتجه لإحدى الأرائك يرمي بجسده عليها، انتبه لصوت غناءٍ يُصدر من إحدى قنوات التلفاز، والصوت كان ضئيلًا لكنه انزعج ليرفع جهاز التحكم ويبدل القناة إلى أخرى صدح منها صوت القرآن.
ثم وقف ليتجه للغرفة التي يتوقع أن تكون فيها غزل، وحين ولج وجدها فارغة، قطب جبينه ليتجه للمطبخ، ولم يجدها هناك أيضًا، شعر أن أعصابه تثور لكنه أمسك بزمام نفسه ليبحث في بقية الحجرات القليلة، لكنه لم يجد أيّ أثرٍ لها! أين يعقل أن تكون؟ أخرجت من غير إذنه أم أصابها شيءٌ ما!!!
بلل شفتيها بتوترٍ وهو يمرر كفيه على رأسه لينزع شماغه ويرميه، ثم اتجه للباب بخطواتٍ مُتسعة ليخرج ينوي السؤال عنها في الأسفل، لربما كانت قد خرجت بمفردها وهنا لن يسكت، ولربما حصل لها أمرٌ ما أو اقتحم الجناح شخصٌ ما عليها، أفكارٌ عديدة داهمت عقله ولم تتوقف لتزيد من قلقه، وقف أمام المصعد الكهربائي وحين تأخر غير وجهته للدرج، لكنه توقف فجأةً وهو يستمع لصوتِ ضحكاتٍ صدرت جهة المصعد، صوتٌ عرفه جيدًا ليستدير بعينين مُشتعلتين إليها.
وقد كانت وقتها تخرج من المصعد الكهربائي بعد أن فُتح بابه وكفها تقبض على الهاتف بجانب أذنها، وصوت ضحكاتها الوقحة كانت عاليةً بالقدر الكافي لتجذب الأنظار.
ماذا عساه يفعل في تلك الحال؟ كل ما شعر به هو نيرانٌ اشتعلت بداخله، تمنى لو يخنقها في تلك اللحظة لكنه زفر أنفاسه دون شهيقٍ ليتجه إليها في خطواتٍ قليلة ليمسك أخيرًا برسغها.
وتلك تفاجئت لتشهق وتغلق الهاتف بسرعةٍ تنظر لملامحه الحادة والمُتشنجة بغضب، وقد كانت تحمل في يدها المُتحررة من الهاتف بضعة أكياسٍ من عدة أسواقٍ مرّت عليها بعد أن أكلت.
همست باسمه بتلعثمٍ وخوفٌ اعتراها، وذاك لم ينطق بكلمةٍ لكن أنفاسه وحدها كانت تشرح غضبه الصاعق، ودون أن يهتم بالأعين المراقبة من الناس سحبها بشدةٍ حتى وصل لجناحهما وأغلق الباب من خلفه.
غزل باضطراب : اترك يدي تعورني
استدار إليها بعد إغلاقه للباب، وبغضبٍ تجلى على ملامحه : وعساها للكسر قولي آمين
أردف بغضبٍ وصوتٍ خافت وهو يشد على يدها أكثر : انتِ شلون تطلعين كذا بدون لا تعطيني علم؟؟ شلون طلعتي من الأساس بروحك!!
حاولت سحب يدها وقد سقطت الأكياس فور دخولها، لتصرخ في وجهه بصوتٍ غاضبٍ مرتعش : اترك يدي سلطان .. مو من حقك تحاسبني
اتسعت عيناه ليهتف بغضب : لا والله … من حق مين أجل يا زوجتي العزيزة
ارتخت ملامحها بألمٍ لتهمس بصوتٍ لم تهتم لخروجه راجيًا : اترك يدي طيب .. تعورني
نفض يدها بوجهٍ مزدرءٍ لتصرفها، تُجبره على التعامل معها بطريقةٍ لا يرتجيها، هو يتمنى لو أنها على الأقل تحترمه ليستطيع أن يعاملها بما يحب، وهاهما لم يكملا الأسبوع وهما معًا لكنها تفسد أعصابه وتغضبه.
سلطان بغيظ : وين كنتِ؟ * زمّ شفتيه ينظر لعباءتها ليشدها بيده غاضبًا * وبعدين أنا ما اشتريت لك عباية غير هذي! .. وشلون تلبسينها؟؟؟
نظرت إليه غزل بنظراتٍ غاضبه، بعضٌ منها خائف، لكن الأكثر منها غاضب، كيف يتجرأ ليعاملها بهذه الطريقة؟ كيف يتجرأ ليحاسبها في خروجها ولبسها؟ من هو أصلًا ليتمادى معها، كانت تدرك أنها لو تساهلت معه وأظهرت خوفها فهو سيتمادى ليعتقد أن له الحق الكبير عليها.
هتفت بغضب : مالك شغل! وخرقتك اللي اشتريتها خلها لغيري ما تناسبني
زمّ شفتيه بغضب، ليستدير ينظر للباب المغلق ومن الواضح أنهما هذه المرة قد يتحاوران بشكل يجعل أصواتهما فاضحة.
يتحاوران! ما موقع هذه الكلمة بينهما؟ ... تعبيرٌ خاطئ لا يدل إلا على سذاجتي للقليل مني الذي يظن بها خيرًا، وهذه الكلمة من الواضح أنها ملغيةٌ في علاقتهما.
التعبير الأفضل هو العناد، من الواضح أن لا أسلوب معها سوى العناد وقمع الواجبات والمسؤليات المتعلقة بكونها زوجته.
عاد لينظر إليها، ثم أمسك بكفها ليسحبها معه للداخل، تحديدًا لغرفتهما فهو لا يضمن صوتها هي خاصةً.
وتلك خافت لتحاول سحب يدها منه بقوة : وش ناوي تسوي؟ … اتركني سلطان … ابعـــد
ارتفع صوتها كما توقع، ليغلق الباب من خلفهما وتلك اتسعت عيناها بذعر. لتتراجع للخلف مُرتعشةً … ما الذي ينوي فعله؟ ولم أدخلها هنا ولم يتحدث في الخارج؟
أصابها إرتعاشٌ حاد في فقراتها، لتتراجع بعينين متسعتين هاتفةً بتوسل : آسفة .. والله آســفــه
ما كنت أدري إنه لازم أستأذن منك .. ما تعودت أستأذن من أحد وقت أطلع
بس أنا جعت وما كان عندي شيء آكله وانت جبت لي مع الأكل سمك وأنا ما أحبه ولا أطيقه، وبعدين نسيت نفسي ورحت أتسوق
تراجعت أكثر لتصطدم بالسرير وذاك اتسعت نظراته المصدومة من ردة فعلها التي لم يفهم سببها. لتردف بتوسل : تكفى سلطان لا تسوي فيني شيء، اضربني خلاص راضية بس ابعد عني … ابــعـــــــــد
تراجع للخلف وملامحه بهتت، فهم أخيرًا سبب خوفها منه، لكن لمَ كل هذا الخوف منه؟ ليست هي من طلب أن يكون زواجهما صوريًّا فكيف كانت تتوقع أن تكون حياتهما لو لم يشترط ذلك؟ أيعقل أن هذا الخوف هو الخوف الطبيعي لكل امرأة؟؟
لا … خوفها غريب، لم يستطع عقله أن يستصيغه، هو زوجها أولًا وأخيرًا فلمَ قد تخافه بهذا الشكل؟؟
رطّب شفتيه بلسانه ليغمض عينيه بقوةٍ ومن ثم فتحهما، وبهدوءٍ نطق : طيب ليه ما اتصلتي علي وقلتي لي؟؟
غزل بارتعاشٍ وضعف : قلتلك ما تعودت أستأذن
سلطان ببرود : أجل من اليوم تعودي على هالشيء لأنه ما يصير تخرجي من دون اذني
أومأت دون شعورٍ وهي تحاول قمع دموعها التي تكابد للخروج، ليستدير عنها ينوي الخروج، لكنه عاد للنظر إليها قبل أن يخرج هاتفًا بهدوء : وياليت هالخوف اللي معي تنسيه … لأننا مستحيل نعيش وانتِ كذا



,




اقتربت منه ببطء، وقد كان وقتها يجلس أمام التلفاز وهي من خلفه، وحين أصبحت خلفه تمامًا ولا يفصل بينهما سوى الأريكة رفعت كفيها لتغلق عينيه
ضحك حين شعر بكفيها : حيّ الله غدوي
ضخمت صوتها : مين غيداء؟؟؟
ارتفعت ضحكاته وهو يقرص ظاهر كفها لتصرخ وتسحب يدها : يا الخايس
استدار إليها مُبتسمًا : أجل مين غيداء؟؟ أنا قلت غدوي مو شرط يكون الإسم غيداء …. ممم نقول غدي، غيد، غادة
غيداء بتكشيرة : وووع … كلهم خايسين مافيه غير غيداء وبس يليق عليه هالدلع
ابتسم ليقف ويدور حول الأريكة إلى أن وصل إليها : وكيفها المغرورة اليوم؟
نفخت فمها بالهواء ومن ثم هزت رأسها بالنفي : ماني بخير
قطب جبينه : أفـــا!!
غيداء بعبوس : فيه بنت اليوم ملاحقتني وترمي علي كلام يضايق
نظر لوجهها باهتمامٍ ليمسك بكفها ويسحبها معه ليجلسان : كيف يعني
غيداء ببراءة : تقولي إنتِ لساتك بنت والا مو بنت!
انعقد حاجبيه دون فهمٍ في البداية، لتردف : أقول لها وانتِ وش شايفتني ولد تقوم تتمصخرعلي
زمّ شفتيه للحظات وعيناه متسعتان، ثم مرر أنامله على خصلات شعره بغيظ، فهم ما ترمي إليه تلك الفتاة، إذ يبدو أن الموضوع تجاوز المعقول وأصبح يجري على ألسنة الناس، ما ذنبها هذه الطفلة ليتشوه الحديث عنها؟
دققت غيداء في تغيرات وجهه وارتبكت، يبدو أنه غضب لكن لمَ؟
نظر إلى وجهها بغضب، وبخفوتٍ حاد : وش اسم أبو هالبنت؟
ابتلعت ريقها بارتباك، وندمت على تحدثها بهذا الموضوع معه، ماذا عساها تقول له الآن؟ ابنة القاضي سارة نفسها!!!
تلعثمت قبل أن تهمس : ما أعرفها
نظر لعينيها وقطب جبينه مُستغربًا، لمَ تكذب؟ : ليه الكذب غيداء؟ ما ودك تحكين؟؟؟
شعرت بالحرج منه، ودائمًا ما يكشف كذبها عليه، لذا صمتت ولم تجب، وهو وقف مُستاءً : كم مرة لازم أعلمك ما تكذبين علي؟ بس شكلك شايفتني قدامك بزر وعاجبك مضايقة هالبنت لك
عضت زاوية شفتها السفلى بارتباك، لتهمس بأسف : آسفة مو قصدي بس
وصمتت من بعدها ليزفر بضيق : لا بغيتي تحكين تعالي لغرفتي
ثم ذهب دون كلمةٍ أخرى لتجفل هي للحظات، لتشد قبضتيها بقوة، لقد غضب منها، تدرك أنه الآن عاتبٌ عليها ولن يعود للتحدث معها إلى أن تعتذر وليس أي اعتذار، بل يجب عليها أيضًا أن تخبره من هي الفتاة.
ندمت لأنها أخبرته، ليتها لم تقل له من الأساس، يستحيل أن تقول له أنها سارة، شيءٌ ما بداخلها يمنعها، فهو لطالما عاتبها حين تُحدث تلك الفتاة، ولطالما حذرها منها.




,




الساعة الآن هي السابعة مساءً، وتلك تجلس على السرير ركبيتيها مرتفعتين للأعلى وذراعيها التفتا حول ساقيها، بينما ذقنها كان يسترخي على ركبتيها وعينيها تنظران للفراغ بحيرة.
بعد قليلٍ سيأتي الكثير من الناس، وهي لا رغبة لها بالخروج إليهم .. تأفأفأت بضيق، وصوت الطرق قد اعتلا وكم مرةً قد طُرق عليها الباب هذا اليومين، اتجهت إليه بملل، لتفتح وترى أمامها هديل تقف بثوبٍ نبيذي تدلى بطوله على جسدها النحيل بنعومه، وحين رأتها شهقت : ما تجهزتي للحين!!!!
إلين ببرود : ما ودي غصب هو؟؟
عبست هديل لتمسك بيدها تسحبها معها للدخل : عنادك صاير يرفع الضغط
هذا ماهي تريد، أن يضيقوا ذرعًا بها في النهاية ويتركوها حين تقرر الرحيل، سترحل لمنزل والدها فهي تنتمي إليه، حتى وإن كانت قد رُميت منه منذ ولدت لأسبابٍ لا تعرفها إلا أنها ستعود فهذا أفضل لها ولهم.
أردفت هديل بعد أن أغلقت الباب : أنا بختار لك لبس حلو … وبتلبسينه وتنزلين بعد
إلين بضيقٍ تأفأفت : قلت ما ودي … حتى اللبس والجلسه مع الحريم صارت بالغصب في هالبيت؟
تضايقت هديل لتترك يدها : واحنا في وشو غصبناك قبل كذا؟
صمتت إلين وهي تحاول تذكر شيءٍ واحدٍ أكرهوها عليه، ولم تجد، حتى الزواج بياسر لم يجبروها بل تركوا لها حرية الموافقة، وحين رفضت تركوا لها المجال لتفكر أكثر، هه، أيظنون أنها ستوافق في النهايـَة؟؟ لا وألف لا، هي اتخذت قرارها سابقًا ولن تغيره مهما حدث، مقتنعةٌ به ولا مجال لتفكيرٍ عقيم لا نتيجة له.
هديل برجاء : تكفين ليّون ... يرضيك تكسرين بخاطري كذا؟
نظرت إليها ببرود، وكم يزعجها أن تتوسل إليها هديل بهذا الشكل، لكنها في النهاية هتفت ببرود : ليه مصرة إن بنت مالها أصل متكفل فيها أبوك وما عجبك خطبة أخوك لها تنزل مخاوية لك قدام الحريم!!!!
بهتت ملامح هديل، لتعض شفتها بحزنٍ وكلام إلين جرحها، أسيصبح تصرفها ذاك ورأيها الأول بالموضوع بصمةً دائمة في علاقتهما؟؟ أستصبحان شحنتان متساويتان لتنفران دون مجالٍ للتجاذب بينهما؟
تراجعت بصمتٍ لتخرج من الغرفة دون كلمة، وتلك بدا على وجهها الإنكسار والندم، جرحتها، جرحتها وليتها لم تقل ما قالت، هي لا تقوى على رؤية أحد أفراد هذا المنزل مجروحين بسببها، لا تقوى على رؤية الحزن في عيني أحدهم بسببها هي، فكيف قامت بجرح هديل الآن، كيف استطاعت ذلك؟؟؟
تبعت هديل بسرعةٍ دون أن تغطي شعرها أو ترتدي عباءتها حتى، وبصوتٍ عالٍ قليلًا : هديل
لتتوقف تلك عن حركتها وتستدير إليها بابتسامةٍ زائفة : هلا
إلين بارتباك : آسفة ما قصدت
صمتت هديل قليلًا، قبل أن تمعن النظر بها وتنتبه لخروجها دون شيءٍ يُغطي جسدها وشعرها، وبهمس : عبايتك
تلعثمت إلين حين انتبهت، وباحراج : نسيت
لتعود أدراج غرفتها بسرعةٍ بعد أن هتفت : خلاص بلبس وأنزل معكم وقت يجوا الضيوف ... كله ولا زعلك
ابتسامةٌ زينت ثغر هديل، وراحةٌ غلفتها، لكنها استشعرت أنها فعلت ذلك رغمًا عنها لترضيها وحسب، وبالرغم من ضيقها لذلك شعرت بالراحة كونها بذا مكانةٍ لديها.



,



صرخت في وجهه بغضبٍ وهي تشير إلى ساعة يدها : صارت ستة إلا ربع وانت هايت مع اللي ما يتسمى ... نسيت عمرك معاه هاه!!
ينظر إليها بطوله الضئيل ونظراته الدامعة ترتفع للأعلى حتى يرى وجهها جيدًا، لم ينطق بكلمةٍ وهو خائفٌ من أمه بشدةٍ وصراخها يبعث إليه الذعر ويلجم كلماته، وتلك أكملت بغضبٍ وقهر : بس الشرهه مو عليك ... الشرهه على اللي مخليك طالع وياه ... بس والله والله يا زياد انك تحلم تشوفه لأسبوع كامل
سقطت دموعه وتقوست شفتاه، ليهز رأسه بالرفض ويتشبث بتنورتها التي تصل لنصف ساقها مُترجيًا : لا ماما الله يخليك لا تحرميني من شوفة بابا
بثينة بقهر : وجع يوجعه عساني أسمع اليوم بجنازته
أنزل كفاه الصغيرتان ليرتفع صوت بكائه، حينها طُرق باب غرفتها ليصل إليها صوت والدها : حسبي الله عليك من بنت وش سويتي بالولد؟؟
استدارت جهة الباب ولازال قهرها قائمًا، لتصرخ : ولدي ومحد يتدخل بيني وبينه ... اتركوني أنا بربيه عدل
والدها : وش مسوي طيب على هالبلبة؟
صمتت بثينة تعض شفتها، تدرك أن والدها إن سمع تبريرها فقد يصرخ في وجهها غاضبًا، قد يراه سخيفًا من وجهة نظره لكنها لا ترى ذلك، لا أحد يشعر بها، وهي التي لم ترضى أن تتزوج من بعد سيف لتبقى حضانة زياد من حقها هي، لن تسمح له بأخذه، لن تسمح له.
ركض زياد بسرعةٍ باتجاه الباب، وتلك اتسعت عيناها لتلحقه لكنه كان وقتها قد أدار المفتاح، وحين اجتذبته من عضده فتح والدها الباب فور سماعه لصوت القفل، ليصرخ الطفل : جدي خذني معك ... ما أبي ماما أكرهها ... * وبصوتٍ باكي * هي ما تحبني ما تحبني
بدا على وجهها الإنكسار، وعيناها احتقنتا بالدمع، لا تحتمل سماع هذا الكلام من ابنها، لا تحتمل كلمة " أكرهها " من بين شفتيه، رباه إنه لا يدرك كيف أن لهذه الكلمة من وقعٍ كبيرٍ على قلبها.
ألا يدرك أنها رضيت بالبقاء مُطلقةُ سبع سنين لأجله هو فقط؟ أليست هي من لم تختَر العيش حياةً أخرى كوالده؟ ... كله لأجله، كله لاجل طفلها الصغير.
جلست لتصل إلى طوله، بملامح تائهةٍ مُحِبة، ثم زمت شفتيها بألمٍ لتهمس بغصة وهي تمسح على شعره الأجعد : ليه تقول كذا؟ أنا أحبك فوق ما تتصور حبيبي
تراجع لخلف جده بنفور، هي التي أرعبته منذ قليل، هي التي أخافته وصرخت في وجهه مطولًا، وحاليًّا ... هو لا يريد أن يكون معها.
لاحظ والدها تبدل ملامح وجهها وكأنها تحارب دموعها، ليهتف بعتاب : وش سويتي فيه يا بنتي؟ انتِ كذا ما تنفريه إلا منك
صمتت وهي تُطرق برأسها، وذاك أردف : خلاص باخذه الحين معي لين ما يهدى وينسى اللي صار .. وانتِ حاولي تكونين أحنّ عليه
لم تجبه ليحمله بين ذراعيه، وبهدوء : راجعي نفسك قبل لا تخسريه
ليذهب يتركها واقفةً بعجز، تتكرر كلمته الأخيرة في رأسها.

لا تخســــــــريه

لا تخســـــــــــــــــريه

لا تخســــــــــــــــــــــــــريه


مستحيل، أسيأتي اليوم الذي قد تخسره فيها؟ أيعقل أن تخسر زياد يومًا؟ .. ابتلعت ريقها حين تذكرت تهديد سيف .. محال، كيف لها أن تحتمل بعده، كيف لها أن تنام دون الشعور بوجنتيه على عنقها وهو نائم؟ لن تحتمل، هو طفلها هي، ليس لسيف الذي تزوج وبحث عن سعادته قبل سعادة ابنه، ليس لسيف أيّ حقٍ به. ليس له الحق وهي التي اهتمت به فوق اهتمامه هو به، ليس له الحق وهي التي احتملت كل الصعاب لأجله، لكنها لن تحتمل بعده، واللهِ لن تحتمل وهو الروح بالنسبة إليها، هو سعادتها وضحكاتها التي لا تتجلى إلا به هو، هو طفلها ... طفلها هي فقط.




,





تضع رأسها على ركبتيها اللتين ارتفعتا إلى صدرها لتلف ذراعيها حول ساقيها، وجهها مدفونٌ بينهما كما السعادة مدفونةٌ بين ناريّ والدها وأمها، كيف تركها بهذه البساطة؟ كيف طاوعه قلبه ليرميها إليه؟ هو زوجها تعلم، لكنها لن تحتمل أن تذهب إليه بذاك الكبرياء المجروح، وأيّ كبرياء قد يبقى إن كان والدها بنفسه قد أمرها بترك البقاء معه ومع أختيها؟ طردها بكل برودةٍ وعدم مبالاة. وأي سعادةٍ حقيقية قد تخالجها وهي التي لا تستطيع تصنعها بسببه هو، هو الأب الذي أبكاها فكيف يسمي نفسه أبًا؟ رباه كم تشعر أنّ العديد من الغصات ستخنقها ، تطلب تحرر دموعها، تطلب انكسار جفنيها، تطلب النحيب وترتجي أن يكون عاليًا بالقدر الذي يفضح حزنها عند من في الخارج، أحتى غصاتها أصبحت ضدها؟
انكمشت بجسدها لتتحرر دموعها التي كابدت لتبقيها خفيّةً منذُ وصلت لهذ الشقة مع فواز، لم تُرد البكاء أمامه، وهو لم يعلِق من بعد ما حصل ولم يُرد كسرها أكثر، لذا بقي بعيدًا، جالسًا في الصالة بذهنٍ شارد، لا ينكر أنه فرح بحضورها إليه، لكن فرحته هُزمت بشدةِ حزنه عليها، وذاك الحزن فاق فرحته بكثرة، يتمنى سعادتها فوق سعادته، وهو الأناني الذي لم يستطع أن يعطِها السعادة بطلاقهما، يدرك أنه سيسعدها أكثر حين تصبح في بيته، لكنه ليس أنانيًا ليفرح بكونها في بيته تحت هذه الظروف، وكم تمنى لو يذهب لعمه حتى يتوسل إليه أن يعيدها إلى كنفه.
والسؤال الذي يتصارع بحروفه في ذهنه، لمَ فعل عمه ذلك؟ يدرك أنه صبورٌ بالقدر الذي يكفي لتحملها، وهي وإن كانت قد تمادت لكنه يدرك أن يوسف له من الصبر والحب ما يكفي لتحملها. فلمَ فعل ما فعل؟ لمَ؟؟
وقف بتردد، ينوي الذهاب إليها، يريد التخفيف عنها، يريد الكثير ولا يعلم إن كانت ستتقبل منه القليل، لكن رغبته فاقت تردده ليتجه للغرفة بهدوء، يقف عند عتبة الباب يتأملها جالسةً على السرير تغرق في نحيبٍ خافت، وشعرها الحريري الطويل يغطي جانبيّ وجهها الذي اختفى بين ركبتيها ... وكم كُسر هو لمنظرها، وكيف له تحمل ما يراه من انكسارٍ بها؟ كيف يمكن له تحمل نحيبها الذي بدأ بالإرتفاع رويدًا رويدًا ... لا تبكي، لا تبكي فبكاؤكِ يقطع نياط قلبه، لا تبكي فبكاؤكِ يحشرج روحه، لا تبكي وهو العاشق الذي لا يحتمل، هو العاشق الذي يقسم أن يسلمك روحه لأجل سعادتك، رباه كم يتمنى لو يزرعها الآن في أحضانه، كم يتمنى لو يسحب أحزانها إليه، ثم يهديها كل أفراحه.
اقترب ببطء، وتلك رفعت رأسها بسرعةٍ حين سمعت صوت خطواته، يدرك أنها الآن ستصرخ في وجهه، وهو لديه الصبر الكافي ليلتقط صراخها بكل صدرٍ رحب.
أما هي فبقيت تنظر إليه بانكسار، بوجهٍ انتفخ بالبكاء، وبضع خصلاتٍ من شعرها التصقن بوجهها بغراءٍ يُسمى الدمع. همست بحسرة : طردني!
وقف على بضع خطواتٍ من السرير، بوجهٍ مُستاء لأجلها . . لتردف : ما يبيني .. أدري إنه يكرهني، أدري إني ولا شيء بالنسبة له، أدري إني واقفه بنص بلعومه ومتضايق مني ... بس مو بيدي .. مو بيدي والله إني أتعامل معه بطريقة شينة، ما أقدر أنسى يا فواز، أبي أنسى بس مو بمقدوري وهو قدامي .. * ابتلعت غصتها لتهمس بانكسار * والأصعب إنه أبوي
تنهد بألمٍ لحالها، ليقترب ببطءٍ منها إلى أن جلس بجانبها، ودون ترددٍ اجتذبها ليزرعها في أحضانه، وهي لم تفعل شيئًا سوى الصمت، الصمت فقط ليدرك أن ما بها يفوق كرهها له.
تحتاجه وبشدةٍ في هذا الوقت، هي كسرت الآن كما الغصن، ووالدها كان الريح الذي كسرها، كسرها بشدةٍ ليكون فواز الأرض التي تلتقطها!
لم تبتعد، ولم ترد الإبتعاد، لم ترد سوى أن تبقى في هذه الأرض الدافئة، لم ترد سواه ليحتوي يأسها قبل جسدها.



,



تنظر إليه بحيرةٍ يخالطها حزنٌ وحسرة، وأختها الصغرى كانت قد أمرتها بالذهاب لغرفتهم حتى تتحدث معه براحه، كان يجلس على إحدى الأرائك ورأسه بين يديه، منظره الآن يثبت حزنه، يثبت أساه، إذن لمَ قام بما قام إن كان لا يريد؟ كيف هان عليه تركها وهو الذي لا يقوى؟
اقتربت منه وهي ترى عجزه، ترى رجلًا غير الرجل الذي تعرف، ترى أبًا غير الأبِ الذي تعتاد.
والسبب واحد لم يتبدل أو يمت!! … يا الله، أليس لها الحق الآن في كره أمها؟ أليس لها الحق في بغضها؟ .. ليست على ماقالت سابقًا، ليست كما أيقنت في قلبها، باتت تكرهها، تالله قد كرهتها كما لم تكرهها من قبل، ليس بيدها، ليس لها القدرة على قمع هذا الكره وهي ترى الحال الذي هم فيه بسببها.
بكت وهي تقترب أكثر لتجلس أمامه على ركبتيها وكفيها على ركبتيه، وقبل أن تنطق كان هو قد همس بكل حسرةٍ تجمعت في عينيه، بأكبر قدرٍ من الحشرجة في روحه : انكسر ظهر أبوك يا أرجواني
جفلت، وازداد مطر عينيها، لعينيها الكرم الكافي لشرح هذه اللحظة، وتلك العينين باتتا كغيمةٍ ضخمةً معطاء، تثير الدمع مع كل كلمةٍ كانت كالخنجر … والدها عاجز! ولأول مرةٍ تراه بهذا العجز، لأول مرةٍ تراه بهذا الإنكسار ، وكأنما فقدها، كأنما فقد ابنته .. وضعت رأسها على ظاهر كفيها اللتين كانتا على ركبتيه لتغرق في بكاءٍ عالي … وكيف لها الصمت والكبت بعدما سمعت؟ كيف لها القدرة على الإحتمال؟ أكسر ظهر والدها؟ أكسر ظهر حاميها ومصدر الأمان لها؟ إذن ماذا بقي منها؟ هي كسرت بالكامل من بعد كلماته، قُطعت جذورها التي سميت بـ - أب - ، قُطعت بعد أن جفت وانقطَع عنها الماء، قُطعت فكيف لها الحياة دون جذور؟ فهل كنتِ يا أختِي الماء وانقطعتي؟ هل استسهل عليكِ الأمر لتقتليه؟ هل هان عليكِ جفافه؟ هل قرّت عيناكِ بتصدعه؟
أغمض عينيه بحسرة، وهاهي الثانية تبكي بسببه، فكيف يكون بهذا العجز ولا يُخرس بكاءها؟ أبات ضعيفًا لهذا الحد؟ أبات يحمل لقب الأب اسمًا وحسب؟
همس : كان القرار الأفضل
لم يرتفع رأسها الذي استكن على ركبتيه، كان القرار الأفضل؟ أكان القرار الأفضل هو انكسار عينيك؟ أكان القرار الأفضل هو ارتعاش كلماتك من شدة تكسرها؟ أكان هذا هو القرار الأفضل؟؟؟
أردف بهدوء : ما تقدر تعيش معي .. فيها كره كافي لي يمنعها من تحملي
كيف أقدر بعد هالتعب فيها بسببي أخليها معي؟ بيدوم حزنها بسببي، وأنا ما ودي بهالشيء، ودي بانكساري ولا انكسارها
اهتزت شفتيها بعبرة، قبل أن تهمس بعتاب : تتوقع راحتها عنده؟ هي تكرهه
يوسف : بس أهون عندها مني … ومو فواز اللي بيضيمها



,



بعينين ميتتين كانت ترقب الموجودات، كلهن يبدو عليهن الفرح وهي لا، يبدو عليهن السعادة والراحة وهي لا، كلهن من عائلاتٍ عداها التي لا يُعرف أصلها، كلهن من نفس الصنف عداها، هم أبناء حلالٍ وهي لا، والإختلاف لم يكن سوى بكلمةٍ تشطرها مرارًا ومرارًا، تطعن ثقتها بنفسها وأي ثقةٍ بقيت بها؟
بللت شفتيها وهي تراقب العمة أميرة، وبجانبها جلست أم رانيا ثم ابنتيها، وتلك الحاقدة المُسمى رانيا تنظر إليها بنظراتٍ نارية تارةً، وتارةً أخرى تتجاهل تواجدها
إلى أن نطقت أميرة بصوتٍ عالٍ أخرس جميع حواسها للحظات : ما ودك تباركون لولد أخوي ياسر؟
الجميع بدأ يلتفت ويتساءل، إلى أن اعتلى صوت ام فواز : على وشو يا أميرة؟
أميرة بابتسامة : على خطبته لإلين


.

.

.

يقول الشيخ محمد الشعراوي ..

( لا تعبدو الله ليُعطي .. بل اعبدوه ليرضى .. فإذا رضي أدهشكم بعطائه )


انــتــهــى



وموعدنا القادم إن شاء الله يكون يوم الجمعة أو السبت

صلوا على أفضل الخلق





ودمتم بخير / كَيــدْ !




 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 11-08-14, 10:58 PM   المشاركة رقم: 84
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 234937
المشاركات: 6,950
الجنس أنثى
معدل التقييم: ...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي
نقاط التقييم: 8829

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
...همس القدر... غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8( الأعضاء 6 والزوار 2)
‏...همس القدر...*, ‏ons_ons, ‏لست أدرى, ‏رونق النرجس, ‏ندونة, ‏riyami


مسااااااااااا الخيررر هنو^^
بااااااااااااااااارت صاااادم
هههههه بيغيب فوااز ويغيب ويجي ويصدمنا بالاحداث!\

جيهااان رد فعلها عنييييييييف ... اما رد فعل ابوها فهو الافضل .لانه لو بقت جيهان عنده في البيت كاان كرهته بزياادة
يمكن بعده عنها افصل اله والها !
اماا فواااااز فامه دعيااله ههههه حبيبته اجت لعنده . بس الله يستر من هيك حبييبة:(

شااااهين....ز قدر يطمر سند عالمزبوووط
بس السؤال هنا هل انتهى دور سسند في الرواية !
ما اعتقد ؟!!

غزل: اوووووف بديت اخاف انا !
معقووول غزل سيئة جدا وسلطان راح يعجز عنها ! ويرد يطلقها ويتزوج ارجوان!!
لانه صرااحة تصرفااتها مستفزة وبديت اخاف من نهايتهم

الين: الله يعينك
شكل جمعة هالنسووان رااح تكون نهايتها صااادمة
واتوقع كلمة العمة اميرة مش رااح تمر مرور الكرامَ
وبما انه الين نااوية تكرههم فيها فاجت الفرصة لعندها برجيليها
الله يستر من ردها!!!


هنوودة فصل جمييييييييل وصاادم
تسلم ايديك حبيبتي
بانتظااار القادم بشوووووق جااارف
تقبلي مروري
سلاااام

 
 

 

عرض البوم صور ...همس القدر...  
قديم 12-08-14, 10:44 AM   المشاركة رقم: 85
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح السعادة


تغير موعدنا يا الغوالي وإن شاء الله يكون الجزء القادم يوم الخميس
هالجزء تحديدًا غالي على قلبي وفيه كشف لإحدى الأسرار بالرواية



انتظرونـــي ...

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 03:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية