كاتب الموضوع :
كَيــدْ
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر
[CENTER]
-
-
-
سلامٌ ورحمةٌ من الله عليكم :**
صباحكم نفحاتٌ ربانية
مساؤكم سعادةٌ لا تنضب
كيفكم؟ عساكم دايم بفرح وبأتم عافية!
هالبارت إهداء لـ - رماد الشوق – الجميلة اللي أحب عفويتها بالتعليقات
و – وردة الزيزفون – اللي تذكرني دايم بأمي ^^
و - hidaya 2 -اللي أحب تحليلها الواقعي وتهمني نظرتها لشخصياتي في كل بارت [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkred]
,
بسم الله نبدأ
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر
بقلم : كَيــدْ !
لا تلهيكم عن العبادات
- قراءة مُمتعة
(12)
اتسعت عيناه وبدأت أنفاسه بالتسارع، هذه الكذبة سترهقه، سترهق قلبه وعقله المشغول دومًا بالتفكير في أخيه، سيرهق جسده الذي أرهقه المكوث مُتمددًا على سريره يتأمل السقف يُناشد ذكرياته معه، سترهقه وجدًا لكن ليس كإرهاقها لأمه.
شاهين من بين أسنانه وهو يشد على عنق سند أكثر وأكثر، وبكلماته كأنه ينفث نارًا من جحيمه : انخـــرس .. كل *** يا الخسيس إلا هالموضوع .. بسكت عن كل شيء إلا موضوع يتعلق بمتعب
أغمض سند عينه اليمنى بشدةٍ وشعر أن هذا المجنون سيقتله لا محالة، لكنه كان يدرك أنه لن يستطيع فعل ذلك لذا هتف بصوتٍ مُختنقٍ إثر وطأة يد شاهين، بكلماتٍ خرجت ماكرةً قاسية : هذا ذنبي لأني بغيت أبلغك قبل لا تتزوج زواج فاسد؟ * ضحك باختناقٍ ثم تابع بخسة * اللي تسميها مرتك الحين ماهي أرملة ... زوجها عايش وزواجك فيها غلط ولا يجوز
ارتخت يد شاهين وملامحه بهتت، ثم تراجع للخلف وهو يشعر أن جبلًا يطأ على صدره بوحشيةٍ حتى أنفاسه كانت تخرج بصعوبة، متعب حي! أمعقولٌ ما يُقال أم أنه صدق بسرعةٍ كذبةً لطالما تمناها! وزواجه بأسيل فاسد؟؟؟
لا بأس، لا يهم، بالرغم من كونه أرادها حقيقةُ وبكل قناعةٍ إلا أنها تحب أخيه وسيتركها له، هي لمتعب قبل أن تكون له، وهو الأحق بها. المهم أنه عاد، أخوه عاد
صمت للحظاتٍ وعيناه مُتمركزتان في الأرض وصدمةٌ تراءت على ملامحه لم تزل، وكأنه يحارب بالمنطق والواقع رغباته وأمنياته.
وذاك ينظر إليه بابتسامةٍ خبيثة، وجدها، وجد النقطة التي يحتاج ... والورقة التي ستجعله يربح!!
رفع شاهين رأسه وأنفاسه مُتسارعة، يتمنى أن يكون كل كلامٍ أُطلق من فمه حقيقةً وليست لعبة، يتمنى ذلك وجدًا.
همس بصوتٍ خاوي أرهقه ما سمعه : أعطني الدليل بالأول … بس والله يا سند لو أدري إنك تتلاعب معي لأخليك تندم طول عمرك … وأفضل عقاب لك بيكون بعمل العملية لأمك وأنا أعرف نتايجها …. بس ماراح أهتــــــم هالمرة
زمّ سند شفتيه وكاد يصرخ في وجهه بغضبٍ من الكلمات التي أطلقها شاهين في لحظةِ غضب، لكنه ابتلع الكلمات التي كاد يقولها ليستبدلها بما هو أنفع له : بعد العصر … تعال لهنا وأنا بعطيك الدليل
شاهين بلهفة غلفها بالجمود : وليه مو الحين
سند : حاليًا هو مو عندي لأنه ما عرفت بهالكلام إلا من واحد أعرفه ووراني الدليل على هالشيء … باخذ اللي يثبت هالكلام وبرجع لك
طال نظر شاهين إليه قبل أن ينطق : أوكي … مثل ما تبي
,
معمعةٌ كانت بالقرب منهما، وأصوات صراخٍ وتجمعٌ ليس بقليلٍ كان هناك، لتقترب جيهان بفضولٍ تقتحم جموح الناس ومعها ليان، وحين تراءت لها الفتاة الساقط عنها حجابها والبلل يغطيها، وخصلاتٌ من شعرها الليلي مُلتصق بملامحها إثر الماء، سقطت منها المثلجات دون أن تشعر وهي تقترب بخوفٍ وذعر : أرجــــوان!!
أبعدت أرجوان اليد الرجولية عنها وهي تسعل بقوة، وتلك جلست بجانبها بذعرٍ وخشية تسألها : أرجوان ... أرجوان حبيبتي وش صار؟
مسحت أرجوان الماء عن وجهها بكفيها ثم تناولت حجابها لتغطي شعرها بشكلٍ غير مرتب، وصدرها يرتفع ويهبط يبحث عن الهواء بنهم، ثم نظرت لجيهان بوجهٍ مُحمر وعينان احتقنتا بالدمع، وشفتيها وصلهما الإزرقاق، وبأنفاس مُضطربة : خلينا نرجع البيت ... لقيتي ليان؟
أومأت جيهان ببهوتٍ وكل مافيها يتساءل، لكنها فضلت الصمت فحال أختها لا يسمح، واستنتجت من منظرها والمكان الذي كانت فيه بقرب البحيرةِ أنها سقطت في جوف الماء وأنقذها أحد الموجودين.
اقترب منهما رجلٌ كان بملابس مُبللة، وذلك جعل جيهان تدرك أنه هو من أنقذ أختها، ليتمتم بكلماتٍ لم يفهماها لكونها بالهولندية اللغة الأولى في بلجيكا، لذا صمتتا وأرجوان تنظر للأرض حيث تجلس بارتباكٍ وإحراجٍ كبير، تشعر أنها عاريةٌ كون ملابسها مُبللة، بالرغم من كون معطفها كان جلديًا سميكًا إلا أنه يصل إلى أسفل ركبتيها وبنطالها هو الذي كسب البلل الأكبر ليلتصق بساقيها.
تكلم الرجل بقلقٍ وقد كان يسأل إن كانت تحتاج للمشفى أم لا، وكيف سيفهمان هما ما يُقال؟
لكن في تلك اللحظة تحديدًا اقتربت منهما فتاةٌ بدا عليها أنها عربيةٌ إذ كانت ترتدي لباسًا كلباسهما تقريبًا في احتشامه، عدا أن حجابها كان واسعًا يظهر جزءًا من عنقها.
الفتاة برقةٍ تُحدث أرجوان : انتِ طيبة هالحين؟
أومأت أرجوان برأسها دون أن تدقق النظر بها، لتهتف الفتاة : يقول الرجال إنه يبي ياخذتس للمستشفى
نظرت إليها أرجوان بذعرٍ وعينان مُتسعتان لتهتف : لا لا أنا بخير ... * ثم وقفت بإرهاقٍ وهي تشعر أن جسدها مُحطم * اشكريه بالنيابة عني
قطبت جيهان جبينها ولم يعجبها حديث أختها، لتستدير للفتاة بحزم : لا بناخذها
أرجوان بحدة : ماله داعي كلها طيحة بالمويا ما تحتاج مستشفى
الفتاة باهتمام : بس المكان اللي طحتي فيه كله أحجار وحصاة كبار … يمكن جسمتس صدم في بعضها … إذا مستحيه منه باخذتس أنا وأخوي
إحمر وجه أرجوان لتنطق بخجل، بالرغم من كونها تشعر أن جسدها يصرخ ألمًا : أنا بخير يا أختي وشكرًا على اهتمامك
أومأت الفتاة بابتسامة : الحمدلله على سلامتتس … مير حبينا نساعدتس
أرجوان بخفوت : ربي يسلمك، مشكورة ما يحتاج
اندفعت في تلك اللحظة امرأة بجسدٍ مُمتلئ تُمسك بيد أرجوان مُترجية، وبالفرنسية : أعتذر منكِ على ما حدث .. حقًا أعتذر
سحبت أرجوان يدها بضيقٍ لتهتف : لا عليكِ هو لم يقصد دفعي
سحبت المرأة طفلًا في بدايات السادسة يبكي من صراخ أمه في وجهه : اعتذر منها
ابتسمت أرجوان ثم مسحت دموعه قبل أن تقف لتهتف له بحنان : لا داعي للبكاء عزيزي ... * ثم نظرت للأم بعتاب * لم يكن هناك داعٍ لتُخيفيه
مسحت الأم دمعةً تسللت إلى وجنتها من خوفها الكبير على ابنها، خشيت ألا يمر الموضوع ببساطةٍ ويحدث مالا يحمد عقباه بعدم تمرير أرجوان لما حدث.
المرأة بامتنان : أشكرك .. أشكرك
,
ابتلعت ريقها وهي تراه أمامها على بعد سانتيمترات، بعينيه الثعلبيتين يراقبها، ونظراته كما العادة كذئبٍ جائع، يتخلخلها تحذيرٌ ووعيدٌ كبير.
تحركت بسرعةٍ من المكان الذي هي فيه، لغرفة الطبيب الذي يجلس والدها عنده، ومن شدة رعبها كادت تقتحم الغرفة عليهما، لكنها تراجعت وهي تضع كفها على قلبها لتجلس على الكرسي تزدرد ريقها مرارًا ومرارًا.
مابها خائفة! لا يستطيع أن يفعل شيئًا فهي في مكانٍ عام مُكتظٌ بالناس ... زفرت أنفاسها بذعرٍ وهي تتلفت هنا وهناك ... ارتاحت لسفره فلمَ عاد الآن ليضوق عليها؟
زمت شفتيها لتغمض عينيها بقوةٍ تقاوم دموعها الخائفة، ليس وقت الدموع فوالدها قد يخرج في أي لحظة.
وقفت أمام الباب وارتعاشها لم يزل إلى الآن، تريد الدخول لتكون عند والدها وتشعر بالأمان، لكنها تراجعت في آخر لحظةٍ وظهرت إبتسامةٌ على شفتيها لما تسمع : بإمكانك الإطمئنان سيد ناسر ... هناك إحتمالٌ كبير بنجاح العملية القادمة ... ومن بعدها يمكنك المشي من جديد
نسيت ما حصل منذ ثواني، نسيت كل شيء، وكل ما تراءى أمامها هو رؤيتها لوالدها يمشي من جديد، يركض مع فارس كل صباح. سعادةٌ عظيمة رفرفت بقلبها لتوصله لأعلى مراتب الفرح، حتى أن دموع الفرح تجلت على عينيها بدل الخوف.
عادت للجلوس وهي تمسح الدموع التي تجاوزت جفنها وترسم ابتسامةً فرحة، مُتلهفةٌ لتراه يمشي بعد أن فقد القدرة على المشي من بعد ذاك الحادث الذي أفقدها امها..
بعد لحظاتٍ خرج والدها تدفع كرسيه إحدى الممرضات، وهي ما إن رأته حتى اقتربت منه لتتراجع الممرضة للغرفة، لتنكب على يده مُقبلةً لها.
جنان بسعادة : أخيرًا بشوفك تمشي من جديد ... أخيرًا يانظر عيني
ابتسم أبو فارس : كنتِ تتسمعين؟
اتسعت إبتسامتها بسعادةٍ وهي تحتضن رأسه بكفيها مُقبلةً لجبينه، وسعادتها الكبيرة أنستها العينين اللتين كانتا تراقبانها منذ لحظاتٍ خلت.
,
صباح الأحد ..
كانت ترمي عددًا من القمصان والتنانير بارتباكٍ وخوفٍ واضح، والآخر في الحمام يستمع لكلماتها العالية الغاضبة، بالرغم من ضيقه لكونها ستعمل أخيرًا وهو الذي حلف سابقًا أنه إن تزوج من بعد بثينة فلا عمل لزوجته الأخرى، تنهد وهو يجزم بداخله على التكفير اليوم بالإطعام بعد عودته من عمله.
أما تلك فأقرت على قميصين بأكمامٍ طويلة، أحدهما أسودُ فضفاض من الشيفون بينما يكون مزمومًا عند طرفه من الأسفل وعند نهاية الأكمام، والآخر بلونٍ أصفر ضيقٍ بعض الشيء.
ديما باضطراب : ياربي وش ألبس؟
زمت شفتيها وهي تتجه بنظراتها لباب الحمام الذي فُتح ليخرج سيف وهو يلف المنشفة حول خصره، وباندفاعٍ هتفت : سيف
نظر إليها بحاجبين معقودين : اللهم اجعله خير على هالصبح
اقتربت منه وهي ترفع القميصين بيديها أمام وجهه : الأسود والا الأصفر؟
ظهرت ابتسامةٌ بسيطة تكاد لا تُرى على شفتيه، وبسخرية : الحين كل هالبلبلة والعصبية سببهم اللبس؟
ديما بقلة صبر : هذا أول يوم لي لازم أكون بأفضل صورة ... تكفى ساعدني راسي بينفجر من كثر التفكير
رفع حاجبًا بتفكير وهو يرفع يده ليلامس القميص الأسود : قلتلك من قبل إنتِ ملكة بالأسود .. بس
عبست بعد أن شعرت بأن الفرج جاءها : بس وشو؟
سيف بانزعاج : البسي الأصفر الأسود شفاف
ديما بإحباط : طيب الأصفر حلو والا لا؟
سيف : ممم ماشي حاله أحسه ما يناسبك كثير ... بس أحلى عندي من إنك تلبسين شفاف
ديما باندفاع : لا تهتم من هالناحية لأني بكون لابسة بدي من داخل
أومأ وهو يتجه للدولاب : لا لبستي تعالي وريني * ثم فتح الدولاب وهو يبتسم بسخرية * حتى ملابسي اليوم ما جهزتيها من هالدوام ... متأكدة إنك مصرة على الشغل وما غيرتي رأيك؟؟؟
لم يسمع إجابةً منها ليستدير مُستغربًا، حينها لم يجد أثرًا لها وصوت الماء في الحمام تدفق إلى أذنيه، فابتسم ثم حرك رأسه يمينًا وشمالًا : الله يعينك يا سيف
*
يتـبع |.
|