لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-15, 04:27 PM   المشاركة رقم: 536
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكم
صباحكم / مساؤكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحة وعافية

بسم الله ،
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبادات


(57)





الطـاولة تفصلُ بينهما، يحمِل في صدره مشاعر تناقضت في هذهِ اللحظة، ما بين حُزنٍ وفرَح، ما بين ترددٍ واندفاع، ما بين خوفٍ وأمـل. يشعُر بأنّ نارًا تجرِي في أوردتِه، وعيناهُ الناظرتيْنِ إلى فيصل تضيقانِ بحوارٍ يُضيعُ الثباتَ في تكوينهِ ويُحيلهُ هشًّا هُلاميًا يهتزُّ صوتهُ ويتثاقل. رفعَ كُوب الماءِ الباردِ أمامه ليرتشفهُ دفعةً واحدةً لتوترِه، وبرودةُ الماءِ انتشرَت في صدرهِ بسرعةٍ حسيّة، دونَ أن تُطفئ الحرارةَ المتعمّقةَ في أعماقِة . . نطقَ بصوتٍ واهنٍ هشٍ وهو يُرطّب شفتيه بلسانِه : أي نقطة بالضبط تقصد بسؤالك؟
فيصل بهدوءٍ وهو ينظُر إليهِ مباشرة : كل اللي يقدر لسانَك ينطقه، كل شيء صار معك من وقت ما تركت بلدك!
ماجد بنبرةٍ مرتعشَة : ما أبي أحكِي
فيصل يرفعُ حاجبيه دونَ أن يفقد نظراتهُ الهادئة، يُشبك أنامله ببعضها أسفل ذقنه : وشلون تبي أحد يساعدك؟
ماجد : أنا أساسًا أشك إن فيه أحد يقدر يساعدني! خلاص حياتِي تعلّقت بهالمصير، متخبّي طول عمري لين أمُوت
فيصل : شلون عايش حياتك هنا؟ مسكنَك وقوت يومك؟!
ماجد يبتسم بُحزنٍ وأسى : أعمال عشوائية، كل فترة شيء جديد .. منها أغيّر جوي وأمشّي حياتِي شوي، والوقت اللي ما أحصل فيه شغل أجلس طول يومي أتمشى بشوارِع بارِيس .. ااااخ يا كِثر ما كرِهتها!
فيصل : تثق بربّك؟
ماجد يعقدُ حاجبيه بضعف : أثق فيه ، وبأنه قدّر مقاديرِي قبل لا أولد .. بيصيبني كل شيء هو كتبه لي!
فيصل : خذ بالأسباب! ادعي ربّك الدعاء يرد القضـاء .. وبعدين وش اللي مخليك متأكد إن ربي كتب لك تحيا طول عمرك بهالشكل؟ متخبي على قولتك؟
صمت ماجِد وأُطرِقت الكلماتُ في حنجرتِه التي تضيقُ بغصّاتِ سنين، بينما أردفَ فيصل بهدوء : ودامك يائس لهالدرجة، ليه وافقت إني أساعدك؟
ماجد يشتت عينيه قبل أن يبتسم بسخريةٍ مرّة، تُنثَر مرارتها في حلقهِ لتأتِي الكلماتُ وتجرّه، من أنينٍ، لآهةٍ، لتأفأفٍ بَكّاءٍ متذمرٍ من حالٍ مُرْ! لفظَ بنبرةِ وجَع : دغدغني الأمل، وضحّكْنِي على نفسي شوي! ماهي الحيـاة لعبة؟ بجرّب ألعب وش عندي؟ يمكن أخسر، بس وش عندي؟ أنا بنظر أهلي ميت! منسِي، فلو مت جد محد بيحزن عليْ مرتين، الحُزن على الميت مرّة، والحُزن على المفقُود مرّة، مافيه فرق والله! بكل الحالتين مفقود.
عقدَ فيصل حاجبيه لتسكُن مرارةُ كلماتِ ماجد بين حاجبيْه في تعجيدةِ جَزع، رطّب شفتيه بلسانِه قبل أن يُخفض كفيه بعد أن فضَّ تشابكهما، وبنبرةٍ جامِدة : شلون وصِلت لهالحال؟ أبي أسمع كل شيء من فمّك أنت
تحشرَجت الكلماتُ للحظةٍ في صدره، كيف يُخبره؟ ويجدد كل الأوجاعِ مرّةً أخرى؟ كيفَ يُخبره؟ وعيناه تحكِي عنه مواجعَ وظلامًا يحتكرُه! كيف يُخبره؟ وهو الذي استطَاعَ صبرًا حتى الآن بينما البُكاءُ يشقُّ صدره في كل ليلةٍ دونَ دموع، يتأمّل السماء السوداءَ دونَ دموع .. النجُوم شاهدة! اسألها عني، فهي تفقهني أكثر مني، اسألها عن حُزني، فهي رأتهُ في صورةٍ وصُور، اسألها عن مأسآتِي، فأنا أُخبرها بها كلّ ليلةٍ لأدثّرها في الضُحى والنهار، وتعودَ للعلوّ ليلًا من جديد .. لا تسألِ العيونَ عن حُزنها، ولا الصوتَ عن حشرجَتِه، لا تسأل الابتسامةَ عن ربكتها، ولا الجسدَ عن انتفاضتِه ؛ كلّها تعابير! لا تُجيد التفسير عن السبب! اسأل الشاهدِين، العابرِين، السنينَ والماكثينَ في صدرِي عن حُزني إليهم، عن حُزني منهم، عن التماعِ الحنينِ فيَّ كلّ حين، لا تسألنِي! فأنا فقدتُ الحديثَ في كومةِ الأنين.
أشاحَ عينيه عنهُ لينظُر للشارِع المكتظِّ بالعابرِينَ عبرَ نافذةِ المقهى الزُجاجيـة، أمالَ شفتيهِ بابتسامةٍ حزينَة، والتوَى لسانهُ في فمهِ مُعبرًا عن حُزنهِ في أسطر : وش تبي تعرف؟ شلون تورطت؟ شلون بالغلط كنت متواجد مرّة في وحدة من حوارِي الرياض الفقيرة! ، بغيت أتصدّق يومتها والله! رحت أشُوف حال اللي أقل مني وأشكر ربي! أتصدّق عليهم يمكن دعوة من فم واحد منهم توصل للسما وتدخّلني الجنة، تدخّل أحبابِي الجنة! ما بغيت أكثر والله! ما كنت طمّاع .. ومن غير لا أحسب حساب، سمعْت وشفت اللي المفترض ما أشوفه، وغصب عني ندمت إني يومتها رحت هناك! إني يومتها تصدّقت! إني يومتها طحت بحفرة للحين تحاصرنِي
وجّه نظراته إلى فيصل الذي كان يستمعُ إليه صامتًا بملامحَ جامدة، واتّسعت بسمةُ الأسى على شفتيه وهو يسرُد لهُ مأسآته : كانوا مجموعتين من الناس اللي يثيرون الرّيبة، بآخر الليل والمكان فاضي ومظلم! اللي فهمته إنها متاجرة بالأسلحة أو شيء من هالقبيل! ووقتها صارت مشكلة بين واحد من المجموعَة المُشتَرية وواحد من المجموعة اللي كانت تبِيع
عَادَت ذاكرتهُ لتلك الليلة، لتلكَ الحُفرة، لتلك اللحظاتِ التي ختمَت على عقدِ تعاستِه.

*

: أنا مالي نقاش معك أنت، نقاشِي مع رئيسك
الآخر بعنف : وكلامه بيكُون نفس كلامي! البضاعة ناقصة ووزنها يحكِي، ومحنا مسلمينك الفلُوس لين ما تجيبها لنا مثل ما كان الاتفاق
لوى الرجُل الأول فمهُ بتقززٍ ليهتفَ بشر : الشرهَة ماهي عليك على اللي خلّاك تنُوب عنه ، احنا معرُوف عنّا ما نسلم بضاعة ناقصة، الكمية مثل ما اتفقنا وتقدر تراجعها.
الآخر : لا مراجعة ولا هم يحزنون الفلُوس محنا مسلمينها لين ما تكمّل المطلُوب.
احتدّت ملامحُ الرجل الأوّل لتتحرّك يدهُ بخفةٍ نحوَ حزامهِ ويسحبَ مسدسه، وقبل أن ينتبه الآخر كان قد وجّهه إليهِ بسرعةٍ ليدفُن الفوّهةَ في كتفهِ وتتسرّب شهقةُ الآخر بذعر. وبحدةٍ وشر : آخر كلمة عندك؟ تبي تلعب علينا أجل؟!!
الآخر تزيغُ عيناهُ وينتفضُ جسدهُ قليلًا وقدماهُ تُضعِفهما الرّعشة، بذعر : استهدي بالله يا سالم.
سالم يبتسم بشر : مو أنا اللي ينلعِب علي! جيب الفلُوس بسرعة والا منت شايف طيّب .. وأنا قول وفعل مثل ما سمِعت
تراجعَ من معَ الرّجلِ بذعرٍ بعد أن أشهر سالِم بسلاحه، بينما تحرّكت شفتا الآخر بكلماتٍ مرتعشَةٍ ليأمر أحد رجالِه بتسليمه النقود، حينها تقدّم أحد من في الخلفِ بترددٍ وخوفٍ ليتقدّم أحد رجالِ سالم من الجهةِ المُقابلة بعد أن أشارَ لهُ برأسه، بقيَ لوقتٍ يعدُّ النقودَ في الحقيبَة بينما تحدّث سالم بترفّعٍ ونبرةٍ ضيّقة : كان اتّفاقنا تحوّلون في البداية ربع المبلغ لنا، بس تجاهلتم بغباء وظنّيتوا إننا بنمشي الوضع بالتسليم اليدوي بس ما دريتوا إنّنا ما نجاري أبد!
ارتفعَ صوتُ الرجلِ من الخلفِ بكلمتين فقط : الفلوس كاملة
حينها ابتسمَ سالِم وهو يجذبُ المسدّس للخلفِ قليلًا بعد أن كان مدفونًا في كتفه، ليدوِي صوتُ إطلاقِ الرصاصِ فجأةً ومن ثمّ صرخةٌ متألّمةٌ بعد اختراقِ الرصاصةِ كتفَه، ليتراجعَ سالم وهو يضحكُ ضحكةً متسليةً مُردفًا : هذا عقابك ، واحمد ربّك ما قتلتك * رفعَ نظراته لأتباعِه ليُردف بشر * خذوا كلبكم
انتفضَ الرجَالُ من خلفِ المُصابِ بخوف، بينما بقيَ هو يشدُّ على كتفهِ ويتأوّه بألمٍ والدماءُ تُغرقُ كفّه، في حينِ كانت عينا ماجد تتّسعانِ بذهولٍ وهو ينظُر لما يحدثُ أمامـه، للجنونِ الذي يراهُ لأوّل مرةٍ في حياتِه، كان يندسُّ في إحدى الأزقّةِ المظلمة وأسنانه تعضُّ على شفتِه وهو يراقبُ ما يحدث، يستمعُ لما يُقال، ولمحَ المدعوّ سالِم الذي لم يرى وجههُ جيدًا في الظلام وهو يُعيد أمرهُ على رجالِ الآخر الذين كانوا تسعًا أو عشرًا، حينها تقدّم اثنانِ منهم ليُمسك كلّ واحدٍ بإحدى ذراعيّ رئيسهم ويرفعوهُ ويتوجّهوا بعد ذلكَ لإحدى السيارتينِ ويساعدونهُ للركُوب، وانتشرَ نصفَهم في سيارةٍ والآخرُ في الأخرى، ومن ثمّ تحرّكت الإطاراتِ بصوتٍ مزعجٍ ليختفِي ظهُورهم في الساحةِ بعد الذي حدَث.
ابتسمَ سالِم بسخريةٍ وهو يأمرُ رجالهُ بالتراجع، بقيَت سيارتي " بي ام دبليو " سوداوتين تخصّهم، ركبَ معضمهم في واحدةٍ وبقيَ اثنانِ وسالِم معهم، تحرّكت السيّارةُ الأولى قبل أن يتحرّك الباقيان ويركبا في الأمامِ وأحدهما يقُود، بينما كان سالِم يحملُ حقيبَة النقودِ واقفًا في مكانِه دونَ أن يتحرّك، ينظُر للأرضِ المُظلِمةِ بابتسامةٍ باردةٍ وبعضُ الشرُودِ أصابه، وعينا ماجِد الساكنتينِ في الظلامِ تُراقبانِ بقيّة ماقد يحدُث وأذناه تنتظرانِ أيّ حديث، وبديهيًا لم يكُن ليستطيعَ التراجُع في تلكَ اللحظةِ دونَ مغادرةِ من بقي وإلا فبالتأكيد سيتنبّه له هذا المجنون وسيقتلهُ لا محالة!
حرّك سالِم عنقهُ يمينًا ويسارًا ليُذهبَ تصلّبها ومن ثمّ تحرّك ينوي المغادرَة، لكنَّ صوتَ هاتفِ ماجد صدَح فجأةً بقوّةٍ لتسرِي نفضةُ ذعرٍ في جسدهِ وتتّسع عيناهُ مرافقةً اتّساعَ عينا سالِم في تلكَ اللحظة!


،


التحمَت العيُون ببعضها، الشراراتُ تتلاقَى لتُشعل فتيلًا من الحقدِ والإزدراءِ القاسِي .. لوَى سالِم فمهُ ببرُودٍ وهو يقتربُ منه، يبتسم بسخريةٍ مريرة ناظرًا للنافذةِ من خلفه، ليردَّ لهُ سعد الابتسامةَ بأخرى باردة، تغتصبُ الابتسامةَ نفسها وتظهر بعيدًا كل البُعد عن مسمّاها.
سالم ببرود : تتأمّل مهرَب؟
سعد بعنف : قلتلك ماني جالس لكم لو على موتِي
سالم وابتسامتهُ تتّسع بشكلٍ مُستفز : اووووه! لهالدرجة شريف!
سعد : أسوي بلاوي الدنيا كلّها بس ما أحشر نفسي في شيء ماراح ينتهي! ... ليه أنا بالذات؟!!
سالم يقتربُ منه بخطواتٍ متكاسِلة وهو يُميل فمهُ ببلادة، هاتفًا بنبرةٍ جليدية : لأنّنا نبيك
سعد بقهر : ما أعرف سلطان صدّقني! كل معرفتي فيه مجرّد عمل
سالم : تأدي المطلوب
سعد : لا مو عن كِذا! أنت تبي شخص تقدر تتخلّص منه بعدين بسهولة بعد ما ينصاع بسهولة! فيه الأقرب مني لسلطان .. بس ما عرفتني زين ومستحيل أنصاع لكم
سالم بابتسامة : والله!
سعد بقهرٍ أكبرَ وهو يضرب الجدار من خلفهِ بقبضتِه : وليه سلطان بالضبط؟ ما أظن إنه بنَى عداوة مع أحد لهالدرجة اللي تخليه يدخل مع ناس مثلكم في مشاكل!
سالم بهدوء : على قولتك ، ما سوّى لنا شيء، بس احنا لنا شيء عنده! تقدر تقول هو ما يدرِي عن هوى دارنا أصلًا! بس ذنبه إنّه ولد فهد وهذا كافِي حتى عشان ننهي حياته
عقَد سعد حاجبيه باستنكارٍ ودُونَ فهم : ولد فهد!!
سالم : مو كأنِّي معطيك وجه بزيادة؟
ارتفعَت زاوية فمِ سعد في ابتسامةٍ ساخرة : ولي الفخر طبعًا
سالم يبتسم بازدراءٍ له، وبمكر : أبوك يشتغل شغل على قد حاله في مدرسة، فرّاش بالمعنى الأصح، امك مُقعده، عندك أخت عمرها 16 سنة تدرس بالثانوية، واثنين أخوان واحد عمره 9 سنين والثاني عمره 8 سنين في الإبتدائية
اتّسعت عينا سعد بذهولٍ واستنفارٍ مما ينطُقُ بهِ وعقلهُ يُحاول تداركَ المعنى المغلّف خلف حديثه، في حين أكمل سالم ببرود : إذا جينا للصورة العامة فأنت المُعيل الأول لأهلك، شغلك يعتبَر زين مع إني أستنكر للمرة الألف إنّك عرّضته للخطر بمصاحبتك لإبراهيم! * ابتسم بسخرية * وهذا اللي يأكد لي سذاجتك يا إمّعة
سعد يتجاهل محاولـة استفزازهِ الأخيرة وهو يزدردُ ريقهُ ويتقدّم خطوةً واحدة للأمـام، وبحذر : أنت وش تبي بالضبط من سرد كل هالمعلومات عني وعن أهلي؟
سالم ببرود : أبيك تدرك أنت مع مين تتعامل
سعد بتردد : يعني؟
سالم : نقدر بالمعنى الكامل للبساطة ندمّر هاللي أنت تحيا عشانهم ، بشربة مويا!
ارتعشَت شفتاه وحلقهُ يجفُّ من كلّ كلمَةٍ ونبرَة، عيناه انحسَر عنها موجُ التّمردِ وانصاعَ لخفوتٍ وتجمّد، في حين اتّسعَت ابتسامةُ سالم وهو يميلُ مستندًا بكفهِ على طاولـةٍ بجانبِه : نقدر نتفاهم الحين


،


عانقَت عقاربُ الساعة مع العاشِرةِ والربع، تجلسُ فوقَ سريرِها وحاسوبها أمامها، عيناها تخفتانِ بنورهما قليلًا وزفرةٌ باردةٌ ببرودةِ غرفتها تُغادرُ رئتيها الواهنتين. أطبقَت شاشة الحاسوب وهي تتنهدُ بضيق، لا بأس! هي قد سمِعَت العديدَ من القصص، وليس مهمًا إن كانت قصصًا أخرى قد تؤثر بها أم لا .. لا تدرِي ما شعورها بالضّبط أمامَ ما تسمع! لا تنكر أنّ جسدها اقشعرّ للحظات، ليسَت المرّة الأولى التي تسمعُ فيها قصصًا كهذهِ ولا تتأثّر بعظمتها، لكنّ قلبها بالرغم من تأثّره لطالما غلّفه الشيطانُ بعدَ حين! لا! ليس شيطانًا، هي فقط لا تدرِي! ليست كلُّ العوالِم تناسبها، ليسَت كلّ حالةٍ تناسبها، لرُبما يُناسبها الضياعُ فقط! أن تكون مجهولةً للأبـد، ألّا تعرفَ نفسها، هل هذا يُرضيها فعلًا؟! أم أن الشيطان غلّفها فعلًا في صورةٍ ما!
عضّت شفتها وهي تُزيح الحاسُوبَ جانبًا بعد أن أغلقَت ما كانت تسمعُ من قصص، كانت القصّة الأولى بالمعنى الصحِيح، ولم تُكمل نصفها حتّى، تحدّثت القصّة عن " إبراهيم عليه السلام "، وكيف وجّههُ عقلهُ لمعرفةِ ربّه، كيفَ ابتهلَ للشمسِ حتى أفلت، ومن ثمّ القمرَ ليجدَ الطريقَ الصحيحَ أخيرًا، لمْ تُكمل! اقشعرّ جسدها وأي إنسانٍ لم يغزُو الإلحاد قلبهُ بعد كان ليتأثر ولو بصورةٍ بسيطة.
تنفّست بحدةٍ واهنَة وهي تمدُّ ساقيها بعد أن كانت تعكفهما وتجلسُ عليهما، دلّكتهما قليلًا لتُذهِبَ تيبّسهما ومن ثمّ تمددت على ظهرها لتنظُر للسقفِ بشرود، تتابِعُ نقوشاتِهِ بكَدر، بسخطٍ من نفسها ومن " ما الذي تريده؟ "، من هذا السؤال الذي يجُول لياليها لتُدرك أنها مجهولة الهويّة، وأن الهوية ذاتها تغيبُ عن ملكوتِها وفضائها والمجرّة التي تحياها فلا أمل لإشراقها يومًا في سمائها، لا أمل في أن تمرَّ يومًا كشهابٍ عابِر، أو تسقطَ عليها كمطرٍ موسمي، أو على الأقلِّ مطرٌ نسيَت غيمتهُ وجهتها ووقفَت خطأً فوقها.
أغمضَت عينيها وشهيقها يتعمّق لتكتمَ نفسها لثوانٍ قليلة قبل أن تزفُر بهدوءٍ وعُمق، تُحاول إسكانَ انفعالاتِ دمِها وعقلها، شهيق، زفير، وللإنفعالاتِ بقيّة!
شدّت على عينيها مُسدلةً ستارَ أحداقها فوقها، تُغلِّفُ ينبوعها السخيَّ والبخيلَ في آنٍ بأهدابِها الكثيفة، علَّ الدفءَ يغزو عينيها يومًا بعد أن تدثّرهما باعتناءٍ وتُصبح دموعها فرحًا لا تعاسـةً واحتياجًا.
بحثَت عن النومِ بين جحورِ أفكارها وغياهِبِ صدرها، تحاولُ الهربَ من كل كدرٍ لا يزول، لكنّ صوت هاتفها منعها من الهرب في هذهِ اللحظة لتفتحَ عينيها وتعقدَ حاجبيها بضيقٍ من أن يكُون والدها، ليس وقتهُ الآن! مزاجها فعليًا لا يحتمل! تعبَت من تكرارِ قول " سلطان قال بننقل بيته بعد أيام! ".
زفَرت وهي تجلُس ومن ثمّ مدت يدها نحو هاتفها لتأخذه من الكومدينة، نظرت للشاشةِ لتتّسع عيناها للحظةٍ قبل أن تبتسم ابتسامةً باهتة وهي ترى اسم سلطان يسطَعُ في الشاشة.


يُتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 28-10-15, 04:36 PM   المشاركة رقم: 537
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





أسندَ ظهره للخلفِ على ظهرِ كرسيّه المكتبي، ابتسمَ بهدوءٍ وصوتها الخافتِ يصلهُ متوترًا : ألو
سلطان بابتسامة : ياهلا ، كيفك؟
غزل تبلل شفتيها قبل أن تهمس بوجوم : توني قبل كم ساعة كنت قدامك.
سلطان : هههههههههههههههه من باب ما جاء في الذوق بس شكله ذوق غير متبادَل.
عقدَت حاجبيها وهي تلملمُ فمها وتمطّهُ للأمـامِ بامتعاض، وبحدة : حاشاني من قلّة الذوق!
سلطان يبتسم ويلفظ برقّة : أي والله حاشى الذوّيقين من كل صفة حلوة ناقصة.
تنحنحَت بحرجٍ وهي تضعُ كفّها اليُسرى على حنجرتها، وببحّةٍ ووجهها يمتلئ بخجلٍ ضاعفَ من جمال ملامحها : وش تبي متّصل؟
ابتسمَ بلؤمٍ حين وصَلت لهذهِ النّقطة، وبنبرةٍ بريئة : وش تسوين؟
غزل تعقدُ حاجبيها باستنكارٍ وتخفضُ كفها : جالسة
سلطان : بتنامين؟
غزل تلوِي فمها : كان ودي أنام بس انت دقيت وأساسًا ما هقيت إني كنت بقدِر أجيب النوم لعيُوني.
سلطان : أجل دامك جالسة الظهر ودي أرجع وألاقي الغداء جاهز.
رفعَت حاجبيها متفاجئةً من طلبهِ للحظة، ونبرتهُ المتكاسلة كانت تحمِلُ مكرًا إلا أنهُ في قرارةِ نفسهِ يُريد منها أن تنهضَ وتشغَر فراغها بما يملأه، ألا تسمحَ لعقلها بالتفكيرِ العميقِ الذي قد يؤدِي بصدرها للضِيق، ولا أمهرَ من الفراغِ في جلبِ الضيق.
بينما كانت غزل قد فغرَت فمها قليلًا ووسّعت عيناها وصوتُها يلفُظ مستنكرًا : تبيني أطبخ!!!
سلطان ببساطة : أيه.
غزل باستنكارٍ أكبر : باللهِ!!!
كتمَ ضحكتهُ ليُبلل شفتيه بلسانهِ ويهتفَ بجديّة : كل شيء عندك متوفّر! بدل جلستك كذا فاضية دوري عن طريقة طبخ الرز ، أقلها مسلوق * نطقها بسخريةٍ طفيفة ليُردف بهدوء * واشغلي فراغك ذا !
غزل بنفور : ما أعرف أطبخ وأنت أدرى.
سلطان : الله يرضى على النت.
غزل من بين أسنانها لفظَت بحنق : ما ودي! مو آخر عمري عاد أطبخ .. أساسًا أنت لازم تجيب لي خدامة.
رفعَ حاجبيه بتعجب : لا بالله! مو عندي الدلع خدامة أفكّر لا صرتِ في بيتك بس في الحين لا!
ارتعشَت أطرافها لوهلةٍ حين نطقَ " بيتك "! لكنها تجاهلَت رعشتَها لتلفظ بوجوم : بانحرق، وبتنقطع يدي! وبتصير ريحتي بصل وخياس!!
سلطان بسخرية : يا ربــــي لا كذا كثيييير عليكي
غزل اغتاظَت لسخريتهِ وطريقةِ حديثهِ ونبرتِه المُمتلئةِ استفزازًا حدّ أنها لفظَت بقهرٍ وحدة : كل تبن ، أساسًا أنا ليه أسمع حكِيك؟! منت قادر تجبرني.
سلطان يتجاهل أول كلمتين، لينطقَ بحزم : أرجع والغداء جاهز، ماني متأخر .. الساعة 12 ونص وأنا عندك
شهقَت غزل وهي ترفعُ معصمها لمرمى عينيها لتقرأ الساعة، وبرفض : تبيني أطبخ بساعتين؟!!!
سلطان : ساعتين كثيرة عليك أصلًا
غزل تنفخُ فمها بقهر : ماني قايمة لو يتقطّع بطنك من الجوع
سلطان : أجل رجعي لي المكرونة اللي أكلتيها.
لوَت فمها بحنق، وبحقد : مصدّق نفسك على مكرونتك من زينها عشان تذلني عليها.
سلطان باستفزاز : حبيتيها ومدحتيها يومتها
غزل تُشتت عينيها في زوايا الغرفة قبل أن تُجيبَ بتذمّر : يعني ، كانت مقبولة نوعًا ما.
ابتسم وهو يُحارِبُ ضحكةً من الإنفلات، وانخفضَت جدّية نبرتِه وهو يلفظ ببعضِ الرقّة : الساعة 12 ونص ويكون الغداء جاهز تمام؟ أي شيء حتى لو كنت أدري بيطلع شين، المهم اشغلي نفسك وتعلّمي.
غزل بحقد : بيطلع شين هاه!! طيب طيب ماعليه بسوي لك وتفتخر أصلًا وغزل بجلالة عظمتها تطبخ لك أنت أول طبخة بحياتها.
سلطان ولم يُحارب ضحكتهُ هذهِ المرّة، ارتفعَت لتهزَّ هدوءَ صوتِه : هههههههههههههههههههههه الله يستر ، بس خلينا نشوف المواهب يمكن تطلعين من الناس اللي مهما سوّت يدينها تخلي الأكل حلو!
غزل بغرور : صدقني أنا منهم.
سلطان بضحكة : طيب ... يلا أتركك بكمل شغلي
غزل بعجل : لحظة لحظة
سلطان : هاه!
غزل : على ذكر المواهب ، ترى أعرف أرقص مصري وهندي وهيب هوب ومجموعة رقصات.
قالت جملتها تلك ليصلها صوتُ سلطان الذي غرقَ في ضحكةٍ طويلةٍ أربكَت جسدها لترتعش، قبلَ أن يلفظ بنبرةٍ ضاحكةٍ متسلية : طيب يا مجموعة رقصات
ابتسمَت باهتزازٍ لضحكتهِ التي انتهَت بجملتهِ تلك ومن ثمّ بإغلاقهِ للهاتف، عضّت شفتها دونَ أن تُنزل هاتفها عن أذنها وضحكتهِ تتكرّر بصدى في داخلِ جسدها ليضطربَ قلبها على أنغامِه، رفعَت يدها اليُسرى دونَ شعورٍ لتضعها فوقَ قلبها وهي تلفظ ببحّةٍ متوترة : والحين! أنا بجنوني وافقت أطبخ!!!


،


وضعَ رأسهُ على الطاولـةِ وهو يتركُ كل الضجيجِ من حولهِ وتدريباتِ الرجَال ويُغمضُ عيناه، هاتفه منذ أكثر من ساعةٍ وهو يَصرخ مناديًا الإجابـة، كان هو " عبدالله " الذي يتّصل به، لكنّه تجاهلهُ بالكلّية وهو يُدرك أنّه بالتأكيد سيكُون وصلَ إليهِ تمرّد البارحـة أو على الوجهِ الصحيح - تهوّر البارحة -! بالتأكيد علم ممن ثارَ عليهم ونظرًا لكونِه أمرَ بتتبّع هاتفِ أخته ومن ثمّ غادرَ مع أحد الرجـال فبالتأكيد لم يكُن ذلك ليمرَّ مرُورَ الكِرام.
أحـالَ هاتفهُ لوضعِ الصامِت وهو يلوِي فمهُ بضيق، ومن ثمّ نهضَ دونَ أن يوجّه أنظارهُ لأحدِ المتواجدين ليتّجه للحماماتِ حتى يُبدّل ملابسهُ ويخرج ليستنشقَ بعض الهواء دونَ أن يُبالي إن كان قد انتهَى تدريبُ اليومِ أم لا.

بعد وقت
كان يعبُر بين المارّة والزِحـامُ يخنقه، رائحـةُ الزحامِ كريهة، وأصوات الناس المتداخلةِ مُزعجةٌ تتجاوزُ الضجيجَ بأميـالٍ عديدة، في كلِّ جزءٍ ذكرى، كان مرةً يمشي برفقتها في بيئةٍ كهذِه! بعد مجيئهم لبروكسيل بأيامٍ قليلة وقبل تلكَ الواقعة، كانت تعتقلُ ذراعهُ وتقيّد أنفاسهُ بها، نظراتهُ بعينيها، جسدهُ يحفظُ تضاريسها بالتصاقِها به، ابتسمَ ابتسامةً طفيفةً وهو يهمسُ لها برقة : ابعدي شوي ، لا يكون جيتي هنا ونزعتِي الحيا!
أروى بحنقٍ تشدُّ على ذراعهِ وتلفظَ بعداوة : والله لو ما تسكت بدفّك قدام العالم بعد! قاعدة أتطمّن على أملاكي إنها باقية لي
بدر بضحكة : لا تطمّني من هالناحية ، أخاف أفكر للحظة أهرب منك وتذبحيني.
أروى بشر : والله مو أذبحك بس! الا بقطّع كل عضو فيك وأرميه بزيت مغلي
بدر : هههههههههههههههههه فرعُون!
أروى : أيه حاسب ، ترى عيونك ذي اللي تروح لهالأوربية والثانية أنا منتبهة لها
بدر يعقدُ حاجبيه وهو يبتسم : افا! والله ما أتجرأ أبي حياتِي أنا
أشاحت أروى وجهها عنهُ وهي تزفُر وتحرّك كفها أمامَ وجهها هاتفةً بضيق : هفففف زحمة تجيب الكتمة.
بدر يبتسم بمشاكسة وكفيه في جيبي معطفهِ بينما ذراعها تلتفُّ على ذراعهِ في صورةٍ حميمية : أنتِ السبب
عقدَت حاجبيها وهي توجّه نظراتها إليه : وشو؟
بدر يوضّح مقصده : الشارع زحمة منّك، كل العالم تتنفّسك لأنك أكسجين
فغَرت فمها قليلًا وسُرعان ما تصاعدَت الحُمرة على وجنتيها وهي تُشيح بوجهها عنه، وبربكةٍ تُصيب نبرتها لتخرجَ مرتعشةً بخجَلٍ وبحّة : وش هالغزل الفاحش؟
بدر بابتسامةٍ عاشقة : وأنتِ فاحشة جمال! ، لا تلومين الفحش أجل إذا كان وصف للكمال
ابتسمَت تُداري خجلها : لا يكُون ودّك أسكت وأخلّي ذراعك وأبعد عيُوني عن عيُونك عشان تقز بالبنات من غير لا أنتبه .. والله ما أتركك وبسوي زحمة لك بعد
ضحكَ وهو يُخرجُ كفيه من جيبه ويُحيطُ كتفيها بذراعهِ اليُمنى : سويتيها وانتهيتي، محد زاحمني بحياتِي كثرك! بس والله أجمل زحام بحياتِي، زحــام حيـــاة.

*

عضّ شفته لتلكَ الومضةِ من الذكريـاتِ، وزاحمَ صدرهُ عطرها في رئتيه، حُبها في قلبه، عيناها في عينيه، وجسدها المطبُوعُ على جسدِه، لازال دفئها يستشعرهُ في كلِّ حين، ولازال صوته يغزو أذناه، لم ينسى! وألذُ " اللانسيان " حين يكونُ تجاهَ الحبيب، يا الله لا تُنسنِي إيّاها! أنا أحيا على ذكراها، تتلبّسني في صوتِي، في نظرةِ أحداقي، في نبضاتِي وفي كلِّ نفسٍ يأتيني ويُغادرنِي، " هي زحام حياة! ".

زفَرَ ليُمرّر أنامله بينَ خُصلاتِ شعره، واهتزَّ هاتفهُ في جيبهِ ليُغمضَ عينيه ويستسلمَ هذهِ المرّة للرد، رفعهُ أمام وجهه المُتجهّم للحظات، ومن ثم ردّ باستسلامٍ ليضعهُ على أذنه وتصله صرخةُ عبدالله الغاضبـة : بـــدري!! كان لا رديت! تعبت نفسك صراحة.
بدر بوجوم : وش تبي يا طويل العُمر
عبدالله بصرخة : عمري بيصغر معك! الشيب طلع براسي منك ، كم مرة أقول إنك حمار!!
بدر وتجهّم ملامحه يتضاعف : صرت ما أشوف صورتي بالمراية غير حمار.
عبدالله بحدة : تتمصخر أنت ووجهك! ... قولي شسويت أمس هاه! ليه كل البلبلة اللي سويتها؟
بدر يرفعُ حدقتيه للأعلى : كذب
عبدالله : لو أنه كذب كنت ردّيت علي من أول ما اتصلت مو بعد ألف وألفين مرة!
بدر بضيقٍ وتجهّم : الكذب حرام
عبدالله من بين أسنانه : وش سويت؟!!!
بدر بقهر : ما سويت شيء أكبر من إني جبت العيد!
خفتَت الحدّة في صوتِ عبدالله قليلًا ليهتفَ بوعيد يُصاحبه القليلُ من القلق : شلون؟
بدر يشتت حدقتيه في المارة : شكّيت بأحد، وطلعت غلطان
عبدالله : لا يكون تهوّرت وسويت شيء؟
بدر بكذب : لا تطمّن
صمتَ عبدالله لبعض الوقت وكأنّه يستشعر الكذبَ في صوته، في حين غابَت عينا بدر عن رؤيةِ ما أمامه في شرودٍ عابِر ليصتدمَ كتفهُ بكتفِ أحدِ المارّة في تلك اللحظة، حينها عضّ شفته ونظر للرجلِ الأشقرِ باعتذار : أعتذر
ومن ثمّ أكملَ طريقهُ في حين نطق عبدالله بحدة : وليه ما ترد علي؟
بدر : مالي خاطر أكلم أحد
عبدالله واستفزّته برودة صوته : غصب عنك ترد ، ومرة ثانية تعيدها أرجّعك السعُودية من فوق خشمك
لوَى فمهُ بضيقٍ من هذا التهديدِ الذي لطالما كرّرهُ على مسامعه، وبنبرةٍ خافتـة : تطمّن ، أنا حريص إني أبقى، وإن شاء الله متى ما خلّصت هالمهمة برتاح من الشغل بكبره
عقدَ عبدالله حاجبيه دونَ رضا بما يسمع، وبحدة : بكُون حريص إنّك ما تتركه.
بدر : صدّقني أنتظر هاللحظة بفارغ الصبر.
عبدالله : بتنتظرها للأبد
بدر بزفرةٍ متحشرجة : أقدر أقفل؟
صمت عبدالله لبعضِ الوقت قبل أن يزفر ناطقًا : فمان الله
أغلقَ بدر وهو يتنهّدُ بضيقٍ ويضوّق عيناه ناظرًا للسمـاءِ المُشمسة، الدافئةِ دفئًا بعيدًا عنه، بعيدًا عن نطاقِ قلبه الذي لم يعرف سوى دفئها، قُيّد بأغلالِ كفيها القابضتين عليه كسَجينٍ التحقَ مصيرهُ بها، وهروبه من سجنها يعني أن يلاحقهُ الموتُ طيلة حياتِه.
بلل شفاههُ بلسانهِ وهو يرفع هاتفهُ لعينيه من جديدٍ ويتّجه لرقم غادة.


،


تصاعدَ رنينُ هاتفها بقوّةٍ وهي في الحمامِ تمسحُ وجهها، بهتت للحظاتٍ قبل أن تنتفضَ راكضةً باتّجاهه وهي تُدرك جيدًا بأنه بدر، القاسي عليها منذ البارحـة، والذي هددها بأنها إن لم تردَّ عليهِ مباشرةً فلن يمرّ ذلك مرورَ الكرام.
وصلَت لهاتفها بعجلةٍ بينما التوَت قدمها اليُمنى ما إن وقفَت لتتأوّه وتسكُن للحظةٍ مُغمضةً عينيها بوجَع، وحينَ تصاعدَ الرنينُ التالي انتفضَت لتمدَّ يدها نحو هاتفها المرمي على سريرها لتردّ مباشرةً بنبرةٍ مستوجعة : ألو
بدر بصرخة : ليييه ما رديتي من أول رنة؟؟ أنا وش قلت لك!!
ارتعشَت لصوتِه الصارخ وابتلعت ريقها وعيناها تلتمعانِ بحُزنٍ مرير، انتفضَ صوتها بغصّةٍ وتشتت حدقتيها بربكةٍ لتهمسَ باختناق : كنت في الحمـام
بدر بقسوة : وأنا وش دخلني؟ والله لو تآخذين جوالك للحمـام بعد المهم ما تمر الرنّة الأولى إلا وصوتك واصلني
لم تستطِع كبحَ بكائها لتسقطَ دموعها دفعةً واحدةً كمطرٍ سخيٍ وتختنقَ نبرتها بألمٍ ورجـاءٍ وهي تلفظُ بنبرةٍ باكيـة : ليه تقسي علي بهالطريقة؟ ما عهدتك كِذا
بدر بنبرةٍ لا مباليةٍ وبعجلةٍ يُخبرها أنّ هناك ماهو أهم منها الآن : فكيني بس ، وأحذرك مرّة ثانية ياويلك لو ما تردين من أول رنّة.
أدرَكت أنّه سيُغلق وصمتت! لا تجدُ شيئًا يدفعهُ لسماعها، لم يكُن يومًا قاسيًا هكذا، لم يكُن بهذا الجفاء لتُجافيها البسمةُ بعينِها وتضمحلَّ الدنيـا، " أنت أهلي! "، وحريٌّ عليَّ أن تُصيبني التعاسةُ إن جافيتنِي.
تقوّست شفتاها لتجلس على سريرها بعد أن أغلقَ دونَ وداع، وقدمها الملتويَةُ تجاهلت ألمها، شهقَت بخفوتٍ ودموعها تسقُط على وجنتيها كتيارِ نهرٍ جاري، دمعةٌ تدفعُ دمعَة، وندمٌ يغلّف شهيقها.


يُتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 28-10-15, 05:35 PM   المشاركة رقم: 538
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





ذكرَى لا تزَال عالقـةً في الحاضـر، قبل وقتٍ ليسَ بطويلٍ كانَ يسردُ مأسآتَه، والآن تكتملُ المأساة في صريرٍ ليليٍّ وعُنفِ لحظـة، اتّساعُ زوجين من الأعينِ وانتفاضةُ كفٍ بحثَت عن هاتفهِ في جيب بنطالِه الجينز ويُطفئ الرنينَ في لحظةِ هلَع، وانتفاضةُ قدمينِ تحرّكت تبحث عن مصدرِ هذا الصوتِ وأذنانِ تعملانِ بوصلةً لأقدامه، عضّ شفتهُ بربكةٍ وهو يرى أن المتّصلَ لم يكُن سوى " محبوبته "! . . جاءَت في وقتٍ خاطئ، وأودَت بحياتِه لربّما للممـات.
أطفأ الرنينَ بسرعةٍ لكن بعد فواتِ الأوان، وكانت أذنا سالم قد عثرتَا على الجهةِ المعنيّةِ بالقضـاء، من مثلهِ يجد سهولةً عظمى في استخدامِ حاسّة السمعِ لديه وقد اعتادَ بسهولةٍ أن يعثُر على أدقِّ الأصوات.
وقفَ خلفهُ مباشرةً وعيناهُ تلتمعانِ في الظلامِ بشرٍ ورغبةٍ في القتـل، كان ماجد حينها يُداريه بظهرهِ بعد أن استدارَ وقتَ بزوغِ الرنينَ وكان يبحث عن هاتِفهِ في جيبه.
لوَى سالم فمهُ بحدةٍ وأشرقَ صوته بنبرةٍ قاسيـة : مين هنا؟!
تجمّد ماجد في مكانه، وغادرتهُ أنفاسهُ في زفيرٍ تلوّثَ بتوتّرهِ ليجدد هواءهُ بشهيقٍ كان ملوثًا أيضًا، ملوثًا بعبقِ هذا الرجلِ الذي يقفُ خلفهُ ويحادثهُ بنبرةٍ ملأتها رائحة العجرفة!
كرر سالم سؤاله بنبرةٍ أقسَى وأكثر شرًا : ميييين؟ والا حابب نتعرّف على حضرة جنابك بطريقتنا الخاصّة؟!
زمّ شفتهُ بقوّةٍ وهو يدسُّ هاتفهُ في جيبهِ ويستدير بهدوءٍ وبطء، بينما ملامحُ وجههِ تتجمّدُ وتتشنّج بتوتره، في حين عقدَ سالم حاجبيهِ وهو يرفعُ هاتفهُ ويُشغل ضوءَه مسلّطًا لهُ نحوهُ ليُغمض ماجد عينيه كردّةِ فعلٍ عكسيّة.
سالم يهتف ببرودٍ وهو يتأمّل وجه هذا الذي تجسسَ عليهم دونَ أن يدرك حجم ما فعَل : فار صغير حشَر نفسه بالمكان الغلط! أنت تدري وين صرت؟ ووين بتكُون!
عضَّ زاويـةَ فمهِ وقدماهُ تيبّستا قليلًا كما كلماته، ينظُر إلى عينيه مباشرةً دونَ أن يحيد عنهما، ودون أن يجدَ ما يقُولهُ في الجهةِ المُقابلة!
مدَّ سالم يدهُ فجأةً وبسرعة ليقبضَ على مقدّمة " تيشيرت " ماجد ويشدّهُ إليه بقوّة، لم يكُن بوسعه في هذهِ الأثناء أن يخرح مسدسه ويقتله في نفس اللحظة إذا كان يُنير ملامحه الحادّة رغم تجمّدها بنور هاتفهِ ويشدّهُ من ياقتِه باليدِ الأخرى. أردفَ بنبرةٍ حادة : جاوب! تدري وين بتكُون؟
عقدَ ماجد حاجبيه دونَ أن ينبس ببنت شفة، لا يدري ما شعُوره في هذهِ اللحظة! لكنّه يدرك أنّهُ في خطر! في خطرٍ قد يودي بحياتِه.
شدّ سالم يدهُ على " تيشرته " ليتركهُ فجأةً ويقبض على عنقهِ بقوّة، وبغضب : كنت تتجسس علينا؟
أغمضَ ماجد عينيه بقوةٍ باحثًا عن صوتِه حتى وجده، وباختناق : أتجسس على أيش؟
سالم بشر : لا تتذاكى ، عارف إنّك سمعت وشفت كل شيء فلا تسوّي فيها اللي مو فاهم قصدي
ماجد بصوتٍ يختنقُ وحُنجرته تكاد تتحطّم خلفَ قبضةِ سالم : عارف وش؟ أنا جد مدري وش تقُول أنت، توني واصِل هنا
اتّسعت عينا سالِم بحدةٍ ليدفعهُ للخلفِ عن طريقِ عنقه حتى اصتدمَ ظهره بقوةٍ على الجدار، شدّه نحوه للأمامِ ليهتفَ بنبرةٍ جليدية : تحاول تهرب من الشخص الغلط!!
دفعهُ للخلفِ من جديدٍ بقوّةٍ أكبر ليصتدمَ ظهرهُ بالجدارِ مرةً أخرى بضِعفِ عنفِ الاصتدامِ الذي قبله، حينها تأوّه ماجد ليرفعَ كفيْه ليدِ سالم مُحاولًا فكّ قيدِه، إلا أن سالم كان يشدُّ على عنقهِ بصورةٍ أكبر حتى احمرَّ وجه ماجد، ليهتفَ أخيرًا بقسوة : وش اسمك؟
لم يكُن بوسع ماجد أن يُجيبه في تلك اللحظة، وإن كان بوسعه ذلك لم يكُن ليفعل! فآخر غباءٍ قد يقُوم بهِ هو أن يخبره من هو.
سالم يُكرر بنبرةٍ مشدودة : وش اسمك؟
ماجد بصمتٍ ينظر إليهِ ونور الهاتف المسلّط عليه أثـار المزيدَ من قسوةِ ملامحِ سالم وهو يراقب ملامحه الجامدة رغمَ اختناقِها بيدِه. كرر للمرة الثالثة : مو من عادتي أعيد وأزيد في كلامي ، فهالمرة بتكون الأخيرة وإذا ما جاوبت اعتبر نفسك ميّت
أرخى قبضتهُ ومن ثمّ شدها على عنقه ليُردف بنبرةٍ صقيعية : وش اسمك ؟!
بلل ماجد شفتيه وهو يضوّق عيناه وينظر إليهِ نظرةً جامدة تنثُر التحدِي وعدمَ الإنصياعِ له، حينها شدَّ سالم على أسنانه وكفّه تشدُّ بقوةٍ على عنقهِ ينوي إزهاقَ روحه، وقتئذٍ تشنّج وجه ماجد وهو يرَى الموتَ يتلألأ أمامَ عينيه، لكنّ هاتفهُ عاد من جديدٍ ليرنَّ في هذهِ اللحظاتِ الغيرِ مناسبة، ليشدّ على أسنانهِ في حين ظهرت صف أسنانِ سالم في ابتسامةٍ قاسيةٍ قبل أن يُطفئ نورَ هاتفه فجأةً ويضعهُ في جيبهِ وتنتقل كفّه لجيوبِ ماجد باحثًا عن هاتفه! انتفضَ ماجد حينها وانتشر الغضبُ على ملامحه، فهو يدرك جيدًا من المتّصل في هذا الوقت! لا غيرها بالتأكيد، لا غيرها.
صرخَ بغضبٍ واهنٍ وحنجرتهُ تتألم : أبعد يدك يا الخسيس
سالم يتجاهله وهو يقيّد جسده بالجدار ويتناول الهاتفَ بعد عثوره عليه في موجةِ الضعف التي هاجمت ماجد إثر خنقهِ له. أضاءَ وجه سالم بابتسامةٍ شرسة وهو يقرأ الاسم، بينما كان ماجد يصرخ بقهرٍ وهو يركلُ ساقهُ بقدمِه، ومرّت ثانيةٌ سريعة قبل أن يرفعَ سالم الهاتف لأذنه بعد أن ردّ على الإتصال وصمت مستقبلًا صوتَ الفتــاة التي هتفَت باندفـاع ....


،


تجلسُ على إحدى كراسي طاولـةِ المطبخِ بجزعٍ وهي تتأفأفُ وعيناها تبكيان، مسحت دموعها بقهرٍ لتلفظَ من بينِ أسنانها حاقدة : الله ياخذك يا سلطان الله يااااخذك ، أنا مين قالي أسمعك؟ ليه ماقفلت بوجهه وقفلت الجوّال بكبره وتجاهلته!!
عادت لتمسح عينيها المُحترقتين برائحةِ البصل وفركتهما بسبابتيها، وقد نسيت أنّها قطعت الفلفلَ منذ قليلٍ لتحترق عيناها أكثر وتصرخَ وهي تنهضُ بألمٍ وقدماها تبحثانِ عن المغسلةِ حتى تُسكن النارَ التي اندلعَت في عينيها، كانت تمدُّ كفيها أمامها كي لا تصتدمَ بشيء، ودموعها هذهِ المرّة سقطَت بقهرٍ وعجزٍ بعيدًا عن تأثير البصلِ وهي تشتم سلطان في سرّها، وقفَت أمام المغسلةِ وبحثَت عن مقبضِ الماءِ لتفتحهُ وتمسحَ وجهها وترشَّ عينيها بماءٍ باردٍ علّهُ يطفئ هذهِ الحرارةِ وهذا الألم.
غزل بنبرةٍ مقهورةٍ باكيـة : الله ياخذك من سابع سماه يا حيوان أنا مين قالي أجاريك ميييين؟!!
بقيَت لبعضِ الوقت في حالتها، تسكُن أمامَ المغسلةِ متّكئةً على حافتها تارة، وتارةً أخرى تعودُ لرشِّ عينيها بالماء حتى استطاعت أخيرًا فتحهما إلا أن النار لازالت تسكن زواياهما.
تنهّدت بقهرٍ وهي تتناولُ الصابونَ السائلَ وتغسلُ يدها جيدًا لتُزيل آثار الفلفل، أغلقَت الماء بعد انتهائها ومن ثمّ استدارَت تنظُر للطاولـةِ التي صارَ حالها لا يرثى لها من الفوضى! لم تكُن قد بدأت بعد لكنها كانت تقطّع الخضروات التي تحتاجها وبديهيًا كانت تحتاجُ عشرَ دقائقَ كاملة لتقطيعِ نوعٍ واحدٍ من الخضروات! تقطيعها مأساوي! .. تجهمت ملامحها ومطّت شفتيها بامتعاضٍ لتتحرّك باتجاه البابِ وهي تهتفُ هامسةً بتذمر : أنت وجهك وجه كبسة من يدي؟ أبرك لك تآخذ من مطعم وتلحس كوعك بعد حمد وشكر لله على إني قطّعت شيء وحرّقت عيوني بالبصل والفلفل.
كانت قد وصلت للبابِ وهي " تتحلطم "! توقّفت قبل أن تخرجَ من المطبخ، واستدارَت بوجومٍ تنظُر للطاولـةِ من جديد، حسنًا لا تُنكر أنها شعرت بالقليل من المتعة، لكن " عيونها أغلى والله! "، لوَت فمها بامتعاضٍ وهي تُخفض بصرها ناظرةً ليدها التي امتلأت بالفلفلِ وأحرقت عيناها، المرّة الأولى فلفل! وسيتبعها احتراقٌ وقطعٌ في إحدى أصابعها بالتأكيد إن لم تكُن كلّها.
غزل بوجوم : أتخيّل يدي تتشوّه بعد هالعمر وأنا اللي عمري ما طبخت شيء ، ماش نتنازل لك يا طويل العمر ومنها أغيّر جوي شوي والا هو مو عشان سواد عيونك!
مطّت شفتيها لتعودَ أدراجها للطاولـة وتجلس حتى تكمل التقطيع بحذرٍ وبطء، وقد كانت تسرقُ نظرةً وأخرى لهاتفها بجانبها والذي كانت قد اطّلعت على طريقةِ عملِ الكبسةِ منه.


،


بعد صلاةِ الظهرِ بوقت
تجلسُ ضمن أجواءٍ كئيبةٍ بالنسبة إليها، تتذوّق الأرز بشهيةٍ مسدودة وهي ترى ابتسامةَ فواز مع أمه التي تحادثه بدلالٍ أمومي. الآن أرغمها على النزول والأكل معهم قسرًا! كيف يتجرأ؟!!
نفخَت فمها الفارغ من أي لقمةٍ لتزفُرَ بقنوط، لم تأكل سوى القليل والآن الملعقةُ تطوفُ في طبقها جيئةً وذهابًا وهي تسترجع اللحظة التي دخلَ فيها فوّاز إليه وأمرها بالنزول للغداء، وحين رفضَت نطقَ بجملةٍ جامدةٍ ليخرجَ من بعدِ أن ألقاها غيرَ سامحٍ لها بالإعتراض " أنا مو جاي آخذ موافقتك، بتنزلين والا والله ما يصير طيب. "! ووجدَت قدماها بعد تهديدهِ ذاكَ تتحرّكان باقتضابٍ وانصياعٍ غريبٍ عنها لتنزِل وتُشاركهما هذهِ الجلسةَ البليدة! المُنفرةِ من كلِّ معاني الاجتماع على مائـدةِ طعام عائلية. آهٍ ما أجمل اجتمـاع عائلتها هي فقط! مشاكساتُ ليان، رقّة أرجوان وصمتُها وهي تأكُل بحجّة أنها تحترم نعمةَ اللهِ وليس وقت الطعام هو الأنسبُ للضحكاتِ والحديث، ابتسامةُ والدها لمبدئها، وأوامرُ أمّها لليان بأن تتعقّل وتتركَ الفوضويَة في أكلها. آه! يا لذاذةَ تلكَ الوجبـات، الآن تشعر بالندمِ على كلِّ وجبةٍ فرّطت بها بحجّة " الزعل " أو الحمية! على كلِّ وجبةٍ فرّطت بالجوِّ العائلي فيها، على تململها حين تشبعُ وتأمرها أمها بأن تأكل المزيد، لتَبقى طيلة جلوسها الباقي معهم تلعب بالمعقةِ على الطبقِ كما تفعل الآن، تقطّع الأرزَّ لأنصافٍ كما تفعلُ الآن، يظلُّ كوبها الثاني من العصير والذي سكبته لها أمها ممتلئًا كما كوبها الأولُ الآن، تُقطّب وجهها وتنظُر للطعامِ أمامها بمللٍ لتنهضَ بعد أن يُفرجَ عنها دونَ أن تحمِد الله. لطالمـا كانت تُسمِّي لكنها تنسى الحمد! فهل هذا عقابٌ على عدمِ شكرها للهِ على نعمته تلك؟ هل تبدّل حالها لأنها لطالما نسيَت الحمد بعد كل وجبة؟! يا الله كان سهوًا، لم أتعمّد عدمَ حمدكَ وشكرك، سقطَ الحمدُ سهوًا من فمِي، وسقطَت تلك الأجواء ليعتليها البرود، اشتقتُ لكلِّ شيء، لكلِّ شيءٍ يا الله وأنت الوحيد العالِم بأنّ تلك الحميمية غادرتني حتى في أحلامي، باتت أحلامي بخيلةً عليْ، منامي كوابِيس! أرى فيها الضيقَ يسكنني ويُحيلُ بشرتِي إلى ضباب.
تنهّدت بضيقٍ وانعقدَ حاجبيها بألم، بللت شفتيها قبل أن تضعَ الملعقةَ وتهمسَ بالحمدِ لتنهضَ مغادرةً نحوَ المغاسِل، في حين كانت نظراتُ فواز تتابعها وهو يرى البؤس الصامتَ على ملامحها، لذا زفَر بضيقٍ هو الآخر لينبعثَ صوتُ أمه إلى أذنيه : لا تجبرها مرة ثانية تنزل إذا ما ودها
فواز يستديرُ إليها بسرعةٍ وهو يبتسم بتوتر، وبهدوء : ما جبرتها، سألتها وين تبين الغداء وقالت معانا
ام فواز بهدوءٍ مماثلٍ له : لا تكذب علي، واضح مغصوبة على الجلسة
فواز يعقدُ حاجبيهِ بضيقٍ وهو يقف، هاتفًا : ماعليك يمه احنا نتفاهم لا تضيّقين على نفسك بالتفكير فينا . . . أستأذنك
عقدَت حاجبيها دونَ رضا بما قاله، كيف لا تُضوّق على نفسها به؟! هي قلقةٌ عليه، من هذا الزواج ومن حياتِه مع جيهان والتي ترى أنها لا تُناسبه.

كانت قد نسيَت كفّها أسفلَ المـاءِ وشردَ عقلها بعيدًا عن هذا النطاق، جاء من خلفها وهو يُدرك شرودها، فابتسم ابتسامةً ضيّقة ومدّ كفهُ للصابونِ السائلِ ليفرّغ جزءً كبيرًا منه في كفّهِ ولو أنّ نزعةَ ضيقهِ أرادت تفريغَ المُحتوى بأكمله!
انتبهَت إليهِ جيهان لتسحبَ يدها من أسفلِ الماء وتتراجعَ تاركةً لهُ المجـال حتى يغسل يدهُ من المغسلةِ ذاتها، وقف في مكانها بصمتٍ بينما تحرّكت هي تنوي الخروج، إلا أنه منعها حين هتفَ بنبرةٍ هادئة وهو يغسل كفيه أسفل الماء دونَ أن ينظر إليها : ليه ما أكلتي؟
جيهان تقفُ قبل أن تخرج وتستديرَ إليه قليلًا، وبخفوت : أكلت
فواز بهدوء : تضايقتي من الجلسة مع أمي؟!
التوى فمها ببسمةٍ ساخِرة إلا أنها كبحت صوتها الحاقدَ من البزوغِ لتهتفَ بكبت : لا شدعوى وش أتضايق؟
فواز ويُدرك كذبها، هزَّ رأسه بالإيجاب وصمت منهيًا الحديث لتعضَّ زاويـةَ شفتها السُفلى وتُغادر.


يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 28-10-15, 06:45 PM   المشاركة رقم: 539
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





دخَلت لغرفةِ والدِها تنوِي أخذ ملابسهِ المتسخةِ لتنظّفها بنفسها، فلطالما كانت ولازالت لا تحبُّ إلا أن تُنظّفها هي ومهما حدثَ لن تتغيّر عاداتها أبدًا. جمعتهَا في سلّة الغسِيل وخرجَت حاملةً لها، والدُها يجلسُ في الأسفلِ بعد أن جاءَه أمجد، لم تدخُل إليهما حتى الآن! وتركَت أمر إعدادَ الشايِ والقهوةِ للخادمـةِ على غيرِ العـادة.
اتّجهَت لغرفـةِ الغسيلِ وعقلها يغوصُ من جديدٍ في فكرةٍ سطعَت في عقلها قبل وقت، هل حدَثت فرصةٌ مـا لتُرضعها من ظنّتها " أمها "؟!! هل أمجد خالها فعلًا؟ لكن والدها لم يكُن ليرضى بهذهِ التباسطِ في علاقتها بِه، مهما حدثَ ومهما يكُن لم يكُن والدها ليرضى!
عضّت شفتها تطردُ تلك الفكرةَ من رأسها وهي تستعدُّ لغسلِ الملابِس .. مضَت لعشرِ دقائقَ في غرفَة الغسيلِ خرجَت من بعدها تجفّفُ يدها في تنورتها المطبّعة لتتّجه للمطبخِ تنوِي شُربَ المـاء، دخَلت وفتَحت الثلاجة وهي تسمعُ صوت والدها يصلها مختلطًا بصوتِ أمجد، تجاهلَت صوتهما وسكَبت لها ماءً في كوبٍ زجاجيٍ لتتنهّد بقوةٍ وإرهاقٍ يستحلُّ سكُونَ صدرها ويُحشرجُ أنفاسها، ارتشفَت منهُ القليلَ وعيناها تشردانِ بسطحِ الماءِ المستوي، بشفافيتهِ وصفائهِ حدَّ أنها ترى بوضوحٍ يدها البيضاء، لو أنّ الصفـاء يجيئُها في بضعِ قطراتٍ لربّمـا أصبحَت أحزانها أكثرَ وضوحًا، لأصبحَت دموعها تسقُط أمام والدها وحتى أمجد! لم تكُن لتكتمَ خيباتها، لم تكُن لتصمتَ على أحزانها ويجيشَ صدرها بأوجاعٍ تقطّع الحيـاةَ فيها.
عضّت شفتها بقوةٍ ووهنَت يدها، هاهي تُسافرُ مرةً أخرى نحوَ أفكـارِها السلبية التي انتشلَت ثباتها، وما إن غادرها هذا الثبـات حتى ارتخَت يدها دونَ شعورٍ عن الكوبِ ليسقطَ بمائِـه عند قدمها العاريةِ مباشرةً متحطمًا وتتناثَر شظايا عديدةً منهُ على قدميها، صرخَت بألمٍ أفاقَت عليه، وتراجعَت للخلفِ وهي تقطّب ملامحها بوجَع، تنظُرُ لقدميها بشفتينِ فاغرتيْنِ مُتأمّلةً الشظايا التي اخترقَت جلدها وجرحَت بشرتها الناعمـة، وفي لحظةٍ خاطفةٍ ركضَ الزمـان لترفعَ أنظارها نحوَ البابِ بسرعةٍ فورَ وصول صوتٍ لم تتوقّعه في هذا الوقتِ إليها محملًا بقلق : وش صـار؟!!


،


أصبَحت الساعةُ الثانية عشرةَ والنصف تمامًا، كانت لتوّها تُطفئ النارَ وهي تعضُّ إبهامها بتوتر، لا تدري إن كان الوقت كافيًا وانتهَى عند هذهِ الدقيقة، فتحَت الغطـاءَ بحذرٍ لتواجهها رائحةٌ شهيّة، ابتسمَت بتوترٍ وهي تنظُر لحبّات الأرز بعينيها، يكفيها، لا بأس، بالتأكيد نضجَت وانتهى الوقتُ هنا.
لوَت فمها وهي تُقنعُ نفسها بهذا الحديث، ثمّ أعادت الغطاء لتبدأ بتجهيزِ الأطباقِ بحماسٍ بعد أن بعثَت الرائحةُ ثقةً كبيرةً بما طبخَت، رتّبت الطـاولة بعد أن نظفتها من الفوضَى التي كانت، وضعَت الأطباقَ والملاعقَ وابتسامةٌ تشقُّ ملامحها السمراء، الآن ستثبتُ لهُ بأنّها من فئة " الناس اللي مهما سوّت يدينها تخلي الأكل حلو! " .. بللت شفتيها عند تلك النقطة وشعرت بانتشاءٍ وحماسٍ كبيرٍ يتصاعد، اعتدلَت في وقفتها ثمّ اتجهت للثلاجـةِ لتنظر للمتوفرِ من العصير، أخرجت اثنانِ " كولا " ووضعت كلّ واحدٍ بجانبِ طبَق، وفي تلكَ اللحظةِ تحديدًا كان البابُ الخارجيُّ يُفتح ليدخل سلطان وتستقبلهُ رائحة الطعـام التي كانت ظاهريًا " شهيّة "، ابتسمَ دونَ شعورٍ وأنفهُ مذهول، لكن كما يُقال " المظاهر خدّاعة "، وإن كان في الحقيقة لا يهتم كثيرًا لماهيَةِ ما ستطبخه، يكفيه أنّها فعَلت، وأنّهُ نجح في ملئِ فراغها الشاغرِ قليلًا.
اتّجه مباشرةً للمطبخِ وابتسامتهُ ترتسمُ على ملامحه، وقفَ يتّكئ على البابِ ناظرًا لابتسامتها البلهاء والتي كانت تغطّي ملامحها وهي ترتّب الطاولـة، حينها اتّسعت ابتسامته ليتنحنحَ حتى يُثير انتباهها، مُردفًا : أشوفك قاعدة تبدعين؟
رفعَت رأسها بسرعةٍ ناظرةً إليه قبل أن تتّسع عيناها وابتسامتها وهي تقتربُ منه بخطواتٍ واسعة، حتى وقفَت أمامهُ مباشرةً لتمدَّ يدها بعفويةٍ وتُمسكَ كفّه هاتفةً بحماس : وأخيرًا جيت ، يلا تعال اجلس وعطني رأيك
بلل شفتيه دونَ أن يفقدَ ابتسامته وهو يسحبُ كفهُ من يدِها بلطف، وبنبرةٍ رقيقة : طيب لحظة أبدل ملابسي
عادَت لتُمسك بكفّه بحماسٍ ومن ثمّ سحبته وهي تهتفُ برفض : لا بالأول تعال وتغدى والأكل حار ، ماهو حلو إذا برد
ضحكَ لحماسها ليمشِي خلفها بانصياعٍ وحماسها الطفولي يُشعرهُ بالرضا والراحة، سحبَت الكرسي للخلفِ حتى يجلس، حينها كبتَ ضحكةً أخرى لحماسها الكبير وجلسَ صامتًا ينظُر إليها وهي تأخذُ صحنهُ وتتّجه للأرزِ حتى تغرفَ لهُ بكرمٍ حاتمي، اتّسعت عيناه بذهولٍ ليلفظ بسرعة : يا بنت لا تحطين القدر كله ماني مآكله كل هذا والله
غزل بحماسٍ دونَ أن تنظر إليه : لا بتآكل أجلس ، مجلسني في المطبخ ساعتين ومنت مآكل؟
سلطان بضحكة : عسى ما انحرقتي أو تقطّعتي؟
غزل تستديرُ إليه حاملةً طبقهُ بعد أن ملأته، اقتربَت منه لتضعهُ أمامه : لا أبشرك احترقت عيُوني بالفلفل
سلطان يضحك : ماعليه تكبرين وتنسين
غزل بامتعاص : اترك الكلام وذوق يلا
نظرَ سلطان لطبقهِ وحبيباتُ الأرزِّ تبدو غيرَ ناضجةٍ تمامًا، لكنهُ ابتسمَ دونَ اهتمامٍ لشكلهِ وحتى الطعمُ لن يهتم له! فيكفيه أنها حاولَت ويكفيه أنّه استطاع دفعها لذلك.
رفعَ الملعقةَ ليتذوّقها، كانَ ملحها شبه معدومٍ إن لم يكُن معدومًا فعلًا! الأرز غيرَ ناضج، والمـاءُ لم يجفَّ تمامًا إضافةً لكونِها أكثرت من الفلفلِ قليلًا! لكنّ ملامحه لم تُظهر سوءَ ما طبخَت، بل على العكسِ رفعَ يدهُ إليها مُلصقًا طرفَ سبابتهِ بإبهامهِ في حركةٍ تُخبرها بأنه " ممتاز "، حينها أضـاء وجهها بسعادةٍ لتضحكَ دونَ شعورٍ وتلفظَ محرّكةً حاجبيها : شفت شلون ، أنا غزل ماني حيا الله
سلطان يبتسمُ لحديثها ويُكمل طعامه، بينما تحرّكت هي بحماسٍ باتّجاه بابِ المطبخ لتهتفَ بإشراق : بروح آخذ لي شور على السريع أبدل فيه ريحتي وأجيك ، ماني متأخرة
تابعها بصمتٍ مُبتسمٍ حتى اختفَت من ناظريْه، روحها طفوليةٌ مهما غيّبتها في قناعٍ كاذِب، تسعدُ لأبسطِ الأمـور، مديحٌ طفيفٌ يكفي لالتماعِ عينيها بسعادة، ولربما لو قدّم لها لعبة للأطفال لبكَت فرحًا !
عضّ شفتهُ ليضعَ الملعقةَ ويمدَّ يدهُ نحوَ العصيرِ حتى يفتحه، لكنَّ هاتفهُ قاطعهُ في تلك الأثنـاءِ برنّين رسالةٍ وصلته لتعودَ أدراجها وتتّجه لإخراجِ هاتفهِ من جيبِ ثوبه، ولم تكَد تمرُّ لحظةٌ حتى غابَت تلكَ البسمةُ وتجمّدت كفّه وملامحه وهو يقرأ اسم المرسـل .... سلمـــان

.

.

.


البارت الجـاي ماراح يتأخر وبيكون جميل وحافل بإذن الله :$$ إذا مرة مرة تأخر بيكون حدّه يوم الاثنين يعني مافيه أيام كثيرة بتفصلنا عنه

وَ للمعلومية : قصّة ماجد راح يغيب اكتمالها لفترة بسيطة لأنّه ولهالحد وصلنا للمطلوب في حبكتنا وبتكتمل لكُم في الوقت المناسب، - فلا تنسونها ولا تنسونها ولا تنسونها! -، وإذا اضطريتوا تحفظون رقم البارت يكُون أفضل لأن وقت اكتمال قصّته ضروري تكونون مجمّعين الحدثين وما يكون غاب عن بالكم!
وملاحظة : عبدالله " رئيس بدر " ماهو نفسه أبو ياسر لا تلخبطون! مجرد تشابه أسمـاء فقط.


+ إحدى متابعاتي الجميلات توفّت قريبة لها وزوجها وطفليْها! أتمنى تدعُون لهم بالرحمة والفردوس الأعلى وإن الله يصبّرها في مُصابها ويحوّل كل حزن لفرح في القريب العاجل.
الله يرحمهم ويوسّع مدخلهم ويغلّفهم برحمته.



ودمتم بخير : كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 30-10-15, 12:13 PM   المشاركة رقم: 540
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

الله يرحمهم يصبر اهلهم

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 04:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية