لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-16, 08:06 PM   المشاركة رقم: 486
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

فصل رائع جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 20-11-16, 09:45 AM   المشاركة رقم: 487
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259797
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: دهن عود قديم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدAjman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دهن عود قديم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

موقف أصل في محاكمة مي مبكي جدا ،ومي فعلا مظلومة وأتمنى ان يفك أسرها ،اترقب لقاء مي وأخوها اصلان ولقاء اخواتها بها ،لم يعد يهمني رأي ركاض ،مارسة اتفهم موقفها ولكن اتمنى ان ترجع مارسة القديمة مارسة قبل زواجها السفاح بوالدها مارسة الملتزمة العاقلة ،على الاقل ترجع لأجل والدتها وليس من اجل اخوانها وأبيها (واضح قد إِيش انا حاقدة على أسرة عبدالقوي) حتى ناجي صرت أتضايق من تصرفاته هو والكاسر وكأن ماكفاهم ماكفاهم .لم يكتفوا بضحية واحدة بل ضحايا ،ولازال في قلبي الأمل ان زبيدة لازالت موجودة وأنها لم تمت ،الشجية قلمج رائع وأحب أسلوبك ولغتك العربية القوية احب رشاقة لغتك وجمال الكلمات ،اعتذر عن قلة الردود بصراحة الرواية الوحيدة الآي رددت عليها رغم اني اقرأ الروايات منذ مايزيد عن العشر سنوات ولكن هذه الرواية الوحيدة التي رددت عليها ويتعبني الدخول في المنتدى أكون اكتب رد وبسبب كثرة الإعلانات لا أضع الرد ،مشتاقة لنهاية القصة وبنفس الوقت اتمنى ان لا تتوقف فهي من اروع ما قرأت ،خذي اجازة قصيرة وارجعي لنا براوية اروع وأجمل ونحن نترقبك ياغالية

 
 

 

عرض البوم صور دهن عود قديم   رد مع اقتباس
قديم 20-11-16, 08:22 PM   المشاركة رقم: 488
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259797
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: دهن عود قديم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدAjman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دهن عود قديم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

بخصوص نهاية القصة فاتوقع أن يلتم شمل عائلة ابو أصلان .مااعرف كيف مي بتطلع لكن أمنيتي أنها تطلع لانها بريئة .معن وزوجته أظن الفراق مصيرهما .والكاسر يمكن يتغير شوي على زوجته لكنه بيرجع إلى صوابه لأنه عاقل ومرات أفكر انه بينتكس وبيظل العاقل فيهم ناجي وركاض وبيحاولون يساندون اخوانهم الكبار .أما عبدالقوي فاظن بأنه سيصاب بجلطة أو نوبة قلبية تأخذ ماتبقى من طغيانه ويصاب بالشلل .غزلان ستنسحب من العائلة حتى تتركهم يعيشوا ماتبقى من عمرهم بسعادة أصلان واغيد بيكملون دراسة وبيركبون أيادي صناعية .مارسة بترجع لعقلها وظانع أتمنى ينال عقابه ويطيح طيحة حمدان وعبدالقوي. هزاع بيعوض مي شكران عما حصل لها وأتوقع في البداية مزنة اللي بترجعهم السعودية حتى يعيشوا حياة كريمة ومين كمان .حميدة أتمنى أنها تتزوج أغيد. أغيد طيب وكان له دور جميل ورائع .

 
 

 

عرض البوم صور دهن عود قديم   رد مع اقتباس
قديم 22-11-16, 11:19 PM   المشاركة رقم: 489
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي









الجحيـــم



(87)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **















قبل صلاةِ العصر بساعة , خرجتُ من المنزل ترجلتُ سيارة السائق الذي قادني حيثُ يكونُ
باتر أحلامي و طفولتي قبل يدي , قد حان يومُ الحسابِ و العتاب
هذا من بتر يدي بدمٍ جامد , بقلبٍ قاسٍ , بضميرٍ ميت , و روحٍ تعبدُ المال
ها أنا أقفُ في انتظاره و ما أن سمعتُ ضربَ الخطوات على الأرض حتى رفعتُ عيني إلى أصحابها سجانان و بالمنتصف
من ظننتُه في يومٍ ما أبي وما هوَ أبي بل هوَ ذاته سارقُ سعادتي حمدان الوغد
اتسعت عيناهُ فورَ رؤيتهِ لي لكن سرعان ما طأطأ رأسهُ أرضًا و ما أن تركاه السجانين و صار أمامي
حتى أمرتهُ بصوتٍ جهوري : ارفع راسك
قليلاً من الوقت و رفع رأسهُ
فبصقتُ في وجهه
البصقة التي وعدتُ ذاتي صغيرًا أني سأبصقها في وجهِ من كان السبب فيما أنا عليهِ من حرمان
راحت عيني حيثُ يدهِ المبتورة فبتسمتُ بسخرية من حاله و بصوتٍ جهوري : يدك المبتورة هاذي و بعدك عن الحرية ما تساوي دمعة من دموعنا ما تساوي شهقة من شهقاتنا
عمرك ما بتحس تعرف ليش , لإنك عشت طفولتك بين أمك و أبوك بين أخواتك و أخوانك لإنك كل يوم كنت تنام في بيت آمان , تصحى على صوت أمك و تتغدا مع أهلك أكل طيب ينأكل
عمرك ما احتجت تنزل الشارع من الظهر و رجولك حافية تلسعها الشمس ملابسك مشققة تلبسها سنين لمن خلاص ما عاد في أمل تدخل , تشوف نظرة الشفقة في عيون الكبار و تشوف نظرة التكذيب في بعضهم
و تشوف نظرة السخرية في عيون الأطفال تشوف نظرة القرف في عيون الحريم كل ما مشيت جنب أحد يا يرمي عليك فلوس عشان تبعد أو تقعد تمشي وراه زي الظل و ما يعطيك لأنه شاك إنك محتاج و هاذي الحقيقة
إنت إنسان مو محتاج و احنا شغالين عندك عمرنا ما أخذنا نص ريال من فلوسك تعرف ليش لأنه يجينا واحد بطول بعرض سمحي خدامك المطيع يضربنا زي الحيوانات نبكي نترجاه يتركنا و لا يرحم ضعفنا
أطفال قدامه عمره ما رحمنا أجسامنا كلها جروح تظن إنها بيوم بتنمحي لا والله ليومك هذا موجودة ليومك هذا تذكرنا في حقارتك و لا يدنا إلي الأطفال و الحريم يخافون منها و الرجال يسألونا عن سبب بترها و نتحاشى الإجابة
ليش ؟ لإنه مالنا هوية نخاف ننجر في المراكز العسكرية و المحاكم و نطلع مذنبين واحنا مالنا يد , تعرف وش أكثر شي يقهرني إني كنت أصحى كل صباح و أدعي ربي يجمعني فيك إنت و عشبة أظنكم من ذكريات عابرة مو واضحة
أظنكم أمي و أبوي أتمناكم تبعدوني و تحتووني و بالآخر أكتشف إنه أمنيتي هي نفسها تعاستي في الدنيا ! يالله ما أقواها على قلبي من صدمة عجزت أستوعبها , ضحكت على خيالي و أنا أشوفكم تبكون علي و تبغوني قربكم ,
أكتشف إنكم إنتوا نفسكم عذابي حرماني !
سحبتهُ من قميصه بقوة إلى حيثُ الكرسي و بأمرٍ صارم : اقعــــد
جلس على الكرسي مستجيبًا لأمري بلا صوت , فقعدتُ مقابلاً لهُ و قد قربتُ الكرسي بأكثر ما يمكن
أسندتُ يدي اللامبتورة على الطاولة و بعينين حادة : الحين بفهم بفهم كل شي منك من البداية للنهاية , عرفت من أبوي الطريقة إلي جيت فيها بيدك اليوم السيء إلي جمعني بأرذل خلق الله
لكن أبغى أعرف كيف ما أتذكر إنك انت نفسك إلي بترتني مع إنه وقتها كان عمري خمس سنين , أبي أعرف وش جاب زوجتك لبيتنا تحتمي فيه بيت أصل الحكمي بكل قوة عين جاية تتخبى في بيتنا !
انتوا من ايش مخلوقين بالضبط يعني قلوب قاسية متحجرة و حتى الكرامة ممسوحة بالأرض , الكرامة هي إلي ترفعك لو إنك أفقر خلق الله بس صدق إلي زيكم ما يعرف الكرامة خليتونا ننجبر نمسح بكرامتنا الأرض
و احنا نتشحذ فأكيد عادي عندكم تحتمون فينا و انتوا سبب عذابنا , جاوبني عن أسئلتي لأني مو طايق نفسي و أنا قاعد قدامك .





*


نعم يا هزيم أنا هكذا انسانٌ بلا كرامة و من لا يعرف معنى الكرامة يرضا بالحرام , يرضى بما لايرضاه الله
من لا يمتلكُ الكرامة يرضا أن يعمل أي عمل ليمتلىء جيبه و إن كانت أموال حرام
من لا يمتلكُ الكرامة يرضا أن ينظر في أعماقِ أعينكم أطفالاً بحاجة للأمان فيمشي بلا حياء و لا احساس
من لا يمتلكُ الكرامة يرضا أن يبتلع نارًا تحرقُ بطنه , و يرتدي لباسًا باردًا مهما كان ثقيلاً , يرضا أن يبتسم و يضحك و غيرهُ يبكي ألمًا
صدقت يا هزيم من لا يمتلك كرامة هوَ من رذيلةِ الخلق
لكن هل تعلم أني و لأولِ مرة أشعرُ بأن لي كرامة تنهزُ في جلوسك أمامي
في رجاحةِ عقلك , في سليمِ فكرك , في وقارِ جلوسك , في أخلاقك الرفيعة فلو أني مكانك لفعلتُ أكثر من البصق و الكلمات
لكن لأنك أصلان ابن أبيك لم تكن كذلك فنعم التربية , نعمَ التربية يا أصلان فأنتَ وحدك من كنت قادرًا على أن تشابه أبيك في غيابه
لأولِ مرة يا أصلان أشعرُ بأني لا أستطيعُ رفعَ رأسي أمام من كنتُ سببًا في هلاكه
نعم يا أصلان هذهِ الكرامة قد حضرت لكنها تأخرت كثيرًا لذلك حضرت مهتزة واهنة
أمسكتُ بيدي الغير مبتورة طرف الطاولة بكلِ قوة , بقوةٍ تُماثل الصراع النفسي الذي بداخلي
مابين كرامةٍ مهتزة و ندمٍ و حسرة على ما فات , ما بين الخوف من عقابهِ جل جلاله و تعالت أسماؤه بما فعلته بكم و ما بين حيائي من النظر إليك ما بين تصلب الحروف بين شفتاي و هوانها عن الخروج
و بمحاولة قصوى لإخراج الحروف و سردَ تفاصيل ما يريد فهذا أقلُ ما أستطيعُ فعله : ما تتـ...ذكر لأن قلبي ما قـ..وى يا أصلان أكون باتـ..ر يدك ما قوى يخليك هزيم قلبي عجز قدامك لكني ما كنت أبيك بدون فايدة
و أنا نيتي من أول ما ربيتك تشتغل تحتي مبتور يد لكني والله عجزت إنت الوحيد إلي ربيتك بينهم الكل أخذتهم في أعمار كبيرة قدرت أبترهم إنت كنت رضيع اضطريت أربيك لكن ما قدرت أبترك خمس سنين
و إنت تملى السفرة بضحكاتك و تنام بيني و بين عشبة على السرير خمس سنين و إنت بسمة البيت خمس سنين وقفت قدامي عائق كبير , اضطريت أنادي راجي المراقب الثاني , سمحي كان يراقبكم
و راجي كان المراقب الثاني للمجموعة الثانية من المبتورين طلبته يبترك و كان هو باترك , و أنا كنت أطالع من بعيد صدقني وقتها ولأول مرة في حياتي بكيت لأول مرة حن قلبي على أحد لكني قتلت الحنية من مولدها
لأنه شغلتي الحقيرة كان يبغالها قلب حقير قاسي , ضميتك لبقية المبتورين وحطيتك تحت سمحي لأنه سمحي كان أكثر قوة من راجي و أنا كنت متأكد إنه بيجي اليوم إلي إنت تكبر فيه و تكون أطول و أعرض من الباقين
بتكون الأب و الأم لهم بتكون بسمة لبقية المبتورين و بتكون متمرد على حدودك كمبتور و هذا إنت كنت كذا يا كثر ما أشتكى سمحي منك و رفعت له في راتبه .
و بابتسامة متشفية بائسة : أما عُشبة زوجتي صدقني عمرها ما استحقت انسان في أخلاقي الدنئية لكن للأسف الحياة ما أنصفتها أبد , في زمنا كانت الحُرمة لا تزوجت خلاص صعب صعب تتطلق و ترجع لعيلتها
ممكن يرموها بالشارع اضطرت تعيش معي نصحتني ترجتني بكيت و بكيت لكني كنت أضربها بقسوة أضربها نفس الضرب إلي تاخذوه من سمحي حتى عُشبة علامتي في جسمها ما بعد انمحت حتى زوجتي
دايمًا تتذكرني كأرذل انسان لما تشوف نفسها , زوجتي عمرها ما مدت يدها على أكل أنا اشتريته و لا على لبس أعطيتها ياه , زوجتي كانت تآكل و تلبس بعرق جبينها كانت ولادة بالقبيلة , ياما قالت يا حمدان
خلاص لا تشتغل أنا بصرف عليك من شغلي الخير موجود , و كنت أقول لها مره تصرف علي ؟! لكني كنت كذاب لإني انسان بلا كرامة وقت تنام آخذ من فلوسها إلي يكفني احنا ناس نعبد الفلوس عبادة
مهما كسبنا ما يكفينا مهما كان قدامنا ما يكفينا دايمًا نطمع بالأكثر حلال حرام ما يهمنا نحنا عباد الفلوس نحنا إلي ربي قال عنهم : " و تحبون المال حبا جما " , ايه هذول نحنا , عشبة يا أصلان
بكيت مليون مرة و مرة عليك و صدقني لآخر لحظة ولآخر يوم شفتها فيه قبل أدخل للسجن ترجتني تشوفك لكن عمري ما سمحت لها بهالشي خفت لا شافتك قلبها يحن و تشتكي علي تبيع زوجها عشانك
و كنت أتعذر لها و أقول هزيم قده رجال وش تشوفينه يا مره ؟! , لكني في الحقيقة كنت أخاف منها , بتقول يا أصلان ايه هي ليه ما اشتكت عليك دامها تشوفك على خطأ , عُشبة مره ضعيفة خوافة
حتى ظلها تخاف منه فما بالك تجابه قوتي و أنا جلادها كل ما شفتها ضربت فيها بلا رحمة , لكنها لو شافتك بمظهرك إلي تحن له القلوب و هي إلي ربتك أكيد بتتشجع و تشتكي علي على حساب نفسها
صدقني عمر عُشبة ما كانت في قساوتي , لا تقسى عليها يا أصلان لاتكون عذابها بعد عذابي لها , لا تخليها تعيش كل حياتها في ألم .



*



شعرتُ بأن عيني تُفرزُ سائلاً شفافًا ما بين الأهداب , فصلبتُ طولي سريعًا حتى لا تنهمر دموعي أمامه
و غبتُ عنهُ للبعيد , إلى خارجِ المركز , إلى البعيد تحت ظلال شجرة لا يستظلُ بها أحد
و بكيت لأن شيئًا ما بداخلي يريدُ البكاء
و أنا الذي لم أبكي في أقصى المواقف قوة ًو صلابة !




***



مساءَ يوم جديد , دخل علينا الشهر الفضيل بطلتهِ البهية و لكن غيابَ أبي كان لهُ وقعٌ سلبي على نفوسنا فكم تمنينا أن يكون بيننا بهكذا يوم , كم تمنينا أن نعيشَ رمضان بوجوده
كم تمنينا أن تعودَ أيام الطفولة بأبي و هوَ يجلسُ على مائدةِ الطعام و يرفعُ يدهُ يبتهلُ إلى الله , لكن كان ككل رمضان في غيابه
ككل رمضان دون وجوده غيرَ أن ما اختلف هو معرفتنا أن أبي و الحمدلله بقيدِ الحياة
بسجادتي أجلسُ منذُ العصر حتى الآن قبل أذآنِ المغرب أتوجه لله بالدعاء أن تكون بقيةَ حياتنا سعادة , أن تكون بقيةَ حياتنا فرحًا و سرور , أن نكون في بقيةِ حياتنا مجتمعين متكاتفين معًا
أن نكون يدًا بيد , أن نكون قُرب بعضنا , سألتُ الله حياةً هانئة لأبنائي فأنا لا أدري حقيقةً ما مصيرُ ابنائي في حالِ فكَ عقدِ النكاح و لا أريدُ أن أظلمهم
فقدر المستطاع سأجعلهم يرون أبيهم و حتى لو أرادوا أن يناموا عنده سيناموا , فلن أحرمهم من أبيهم و أنا التي عشتُ اليتم و الحرمان لسنينَ طوال فلن أجعل أبنائي يعيشوا ذاتَ الشعورِ المؤلم المجحف
تبقى على أذآن المغرب ساعة واحدة , نزلتُ للدورِ السفلي و توجهتُ مباشرة إلى المطبخ حيثُ أخواتي و عمتي ساجدة هناك فنحنُ في العادة نجتمع قبل أذآن المغرب بساعتين أو ساعة و نبدأ في تقسيم الطعام في علب
و نبعثها مع السائق ليُوزعها على المحتاجين و نعطي للحارس و السائق و كل من يعمل في القصر من الطعام
فما أجمل رمضان , و أنتَ سببًا في بسمةِ محتاج
و ما أبشع أن نقف أمام المطاعم و نشتري من ألذ و أطيب المأكولات و نقومُ بتصوير الطاولة و نرسلها في مواقع التواصل الاجتماعي لينظر لها من لا تكفيه حاجته لتناول كل هذا
فحاجته لا تكفي إلا لليسير , ما أبشع أن لا نفكر بالغير , أن نتسم بالأنانية و حب الذات
دخلتُ إلى المطبخ و ألقيتُ التحية على أخواتي و خالتي و الخادمات و ردوا عليَ بأصوات متفاوتة
جلستُ على أحدِ الكراسي و تناولتُ علبة فارغة و بدأتُ بملأها بالطعام بترتيب فقد قال رسول اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلم : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه "
فمثلما لا نرضى على أنفسنا أن نأكل طعامًا لا مستساغ في الطعمِ أو التنظيم فلا نرضاهُ للغير
قالت عُزوف بحزنٍ شديد و عيناها على العلبة التي في يدها و الملعقة التي تغرفُ بها الطعام : تمنيت أبوي يكون معنا جنبنا تمنيت يكون حولنا , كنت مشتاقة لرمضان و هو قربنا .
فقالت هوازن و هي تمدُ يدها و تمسكُ بيدَ عزوف القابضة على ملعقةِ الغرف : خير يا عُزوف بيجيب لنا أختنا و بنجتمع كلنا بإذن الله
رفعت عُزوف عينيها إلى هوازن و ابتسمت لها ابتسامة صادقة : بإذن الله
دخلَ أصلان و ألقى التحية فرددنا عليه اقترب منا و هو يبتسم و يقول : وش يسووا أخواتي حبيباتي ؟
فردت هوازن بابتسامة مشرقة : نرتب أكل و نعطيه للسواق يوزعه للعُمال و الناس .
انخفضَ إلى الأرض و تناول أحدَ الأكياس و هوَ يدخلُ بداخلها علبة و يضعها في الأرضِ جانبًا و يتناول آخر و هكذا و هوَ يقول : بدخله بالأكياس و بروح مع السواق أوزع
ابتسمتُ لهُ بمحبة و أنا أضعُ يدي أسفل ذقني و أسندُ مرفقي إلى الطاولة البيضاء : تعرف إننا محظوظين فيك يا أصلان , إنت دخلت لحياتنا سند و سعادة دخلت شبيه لأبوي في كل شي إنت أبونا الثاني
حتى لو كنت أصغر مننا قلبك كبير , روحك طيبة , شخصيتك تجبر الغير على احترامك حضورك سعادة يا أصلان .
أطرق رأسهُ بحياء إلى الأرض , فبطبيعةِ الحال أصلان عاش حياةً قاسية لم يعتد على تلقي المدح و الكلمات الطيبة لذلك لا يُجيد التعبير لكن تكفي الابتسامة التي تجلت على شفتيه كأجملِ لوحة لرسامٍ بارع
أخذَ أصلان يحملُ الأكياس لسيارةِ السائق و راح يُوزعُ الطعام
بينما نحنُ جهزنا طاولةَ الطعام مع الخادمات فما أجمل رمضان بالمشاركة
و عمتي ساجدة تبحثُ عن قناةِ السعودية لانتظارِ أذآن المغرب فمكة تسبقُ جدة بدقيقة واحدة في الأذآن
و ذهبنا إلى غرفةِ الطعام الأخرى نُحضر طعام الإفطار لأبناءِ خالي عبدالقوي الكاسر و ناجي , و راحت عمتي ساجدة لمناداتهم للإفطار بعدما خرجنا من الحجرة
و توجهنا إلى الحجرة التي سنفطرُ بها , بدأ أذآن المغرب في مكة فبدأنا برفع الأيدي و دعاء الله عزوجل
و انتهى الأذآن و بدأت مساجدُ جدة تصدحُ بروحانية الإيمان بتوحيدهِ جلَ جلاله و تعالت أسماؤه
و بدأنا بالإفطار على التمر و اللبن سنةَ رسولِ الله صلَّ اللهُ عليهِ وسلم
و قالت عُزوف : ما كأن أصلان تأخر ؟
و ما أن انتهت من السؤال حتى دخل و على وجههِ ابتسامة مليئة بكلِ معاني السعادة و الفرح : شوفوا مين بشاركنا السفرة
و قبل أن نستوعب دخل أبي من الباب و هوَ يبتسمُ لنا , فوقفنا جميعًا و سارعنا باحتضانهِ
و سحبهِ إلى مائدةِ الطعام رؤيتهِ و هوَ يدعو الله لنفسهِ و لنا
اهتمامهُ بما نأكل و سكبهِ للعصير لنا تقريبهِ للأطباق البعيدة عنا إلينا
إنهُ أجملُ رمضان قد مرَ في حياتنا و أبي يبتسمُ لنا , يدعو لنا و يملأُ المحيط بحضورهِ الباذخ
يقومُ هوَ و أصلان يتوضأَاْن ليذهبانِ إلى المسجد لأداءِ صلاةِ المغربِ جماعة كما يتوجبُ على الرجل
و قُمنا نحن و كل واحدة منا تبتسمُ بحبورٍ و سعادةٍ غامرة نؤدي صلاةَ المغرب جماعة مع بعضنا البعض
و حينما عادَ أبي من المسجد تابعنا تناول الطعام و تبادل الأحاديث فقد حدثنا عن أختي مي و تفاصيل قصتها و الذي حدثَ معهُ و معها في مصر
و وصانا عليها و قد شرحَ لنا أنها مسيحية و علينا إرشادها و توجهيها للدين الصحيح ألا و هوَ الدين الإسلامي
و كم اشتاقت قلوبنا لرؤيتها , للوقوفِ بجانبها و الشدَ من ازرها و مساعدتها للصمود
فما واجهتهُ ثقيلاً على الروح , و لا تستطيعُ أيُ أنثى تحمله
من كان عدوًا لها ذات يوم , صار والدها !
من كانوا لها عائلة ذات يوم , كانوا أعداءها !
يالله يا مي كم كابدتي في هذهِ الحياة ؟!



***


بعد صلاةِ العشاء , بعدما رأيتُ أبنائي و حزنهم و خوفهم من الجروح المتناثرة في وجهي و جسدي و استبشارهم برؤيتي
عزمتُ أمري على خطوة قد تزدانُ من بعدها حياتنا أو تزيد حياتي سوءًا على سوء
و ها أنا ذا أدخلُ للمجلس الذي أشارت إليهِ الخادمة بأن خالي أصل يقعدُ فيهِ وحيدًا
خالي الذي علمتُ بوجوده يوم أمس من أخي ركاض
رأيتهُ يجلسُ على السجادة و بيدهِ كتابُ الله يتلو آياتهِ بصوتٍ جهوري نسبيًا
ألقيتُ التحية فأنهى الآية التي يتلوها و ردَ السلام و هوَ يرفعُ رأسهُ و ينظرُ لي بتمعن و بفطنة أدرك من أكون فأنا الوحيد من أخواني الذي لم يُسلم عليهِ حتى الآن : معن ؟
تقدمتُ بخطواتي للأمام حتى وصلتُ إليهِ و انخفضتُ بجسدي مُقبلاً رأسهُ و يديه مجيبًا على تساؤلهِ و أنا أقعد أمامهُ على السجادة : ايه يا خال , معك معن , حقيقة يا خال جايك أسلم عليك ما بلغني خبر وجودك
إلا من أخوي ركاض بالأمس , و جاي طالبك بشي , و أدري توي أشوفك و من أول ما أشوفك أطلبك لكن الموضوع مهم و طال سنين و أعتقد يا خال إنت بتكون الحل المنصف لهالمعضلة .
فنظرَ إلى الأرض و هوَ يُخرج السبحة من جيبِ ثوبهِ الأبيض و يقولُ بتفهم و إدراك قبل أن أفشي بما يدورُ في جُعبتي : أفهمك يا وليدي تبي تكلمني عن علاقتك مع بنيتي عُطرة , تبي أصلح بينكم صحيح ؟
براحة لإدراكه و عدم حاجتي للشرح و الإيضاح : ايه يا خال , والله لو الموضوع هين كان حليناه بينا , لكن الموضوع وصل للطلاق و بنتك أنا خاطري فيها و بينا ولد و بنت ما أبيهم يتشتتوا , فياليت تصلح بينا , تصلح النفوس عسى ربي يجمع بينا و تزين حياتنا .
حرك رأسهُ بالموافقة : ابشر بتفاهم مع بنيتي و إن شاء الله خير .
ابتسمتُ بشيءٍ من السعادة التي لا و لن تكتمل إلا باكتمالِ بدرِ التمام لن تكتمل إلا بالوصل و الرتق
أسأل الله أن يجمعني بها في الدنيا و في جناتِ نعيمه .


***



في سجونِ جدة , المكان الذي اعتدنا زيارتهُ في الآونة الأخيرة بل صار كالمنزلِ لنا
ما أن يخرج أحدٌ منهُ حتى يزجُ غيرهُ بهِ , مكانٌ كئيبٌ معتم لم نعتقد و لا ليوم أننا سندخله و لكن أجبرتنا الحياة على دخولهِ بكثرة
و ها نحنُ قدمنا هوياتنا و طلبنا زيارة جماعية , نتوزع على الكراسي بتوتر أنا و أختي عُزوف و هوازن و أخي هزيم و خالتي ساجدة
في انتظارِ قدومها , في انتظارِ رؤيتها , في انتظارها أختي التي عانت كثيرًا و علينا تعوضيها قد المستطاع عما فات
و بينما نحنُ على الكراسي طلت علينا فتاة بشعرٍ أسودٍ غزير يصلُ لأكتافها و يغطي جانبًا كبيرًا من وجهها فلا تظهرُ لنا سوى عينها اليسرى عن يمينها سجانة و عن يسارها أخرى
فتحت إحداهن القضبان الحديدية عن يديَ مي
فوقفنا جميعًا من الكراسي و تقدمنا أخي أصلان إليها و الذي كان أكثر توترًا و شوقًا إليها و إن كان يحاولُ إضمار شوقه فحنينهُ فاضح
فهوَ مهما كان التوأم لها لذلك مشاعرهُ أكبرُ منا فهي و إن غابت عنه سنينًا هيَ جزءًا منهُ في كل شيء
قاسمتهُ رحمَ والدتي , قاسمتهُ الملامح و الحضور , قاسمتهُ الشتات و قسوة الأيام
تقاسما كل التفاصيل حتى في بعدِ المسافاتِ و طولها , ولذلك كانت في عيني أصلان مئات الحكايا
حكايا الشوق , الاشتياق و اللهفة حكايا الشغف , البهجة و الأمل , الفأل , اليمنُ و المسرات
و دمعةَ فرح حبيسةَ المحاجر تتوارى عن أنظارِ الناظرين
وقفَ أمامها تمامًا و مدَ يدهُ الغير مبتورة حتى صارت في منتصفِ الطريق عالقة في الهواء لا هيَ لآمستها و لا هي عادت إلى ما كانت عليه
كانت يدهُ تنتفضُ بوضوح بكلِ تردد , لكن سرعان ما قطع المسافة و استقرت يدهُ على شعرها الذي يغطي نصفَ ملامحها
أزاح شعرها للوارء حتى بزغت ملامحها الفاتنة بأنوثة باذخة رغمَ أنها تشابههُ تمامًا تُشابهُ هيبةَ رجلٍ باذخة !
مي و أصلان النسخة المطابقة لبعضهما البعض كأن كلاً منهما ينظرُ إلى ذاتهِ بالمرآة هيَ تختلفُ عنهُ بشعرها المسدل بفتنة و هوَ يبعدُ عنها بلحيتهِ المحددة
العينان تنظرُ بمشاعر متفاوتة , و القلوبُ تشتاق , و الألسن عجزت عن الحديث
لكن هيَ في المقابل كان لها ذات ردةِ فعله مدت يديها و حاصرت وجهه و ما فعلت كان محفزًا جعل لسانهُ ينطقُ بعد عجز : مي شقيقتي توأمي
ذرفت عينيها الدموع فامتدت يداهُ تحاوطها و تجرها لحضنه , فبكت بعجزٍ وضعف في حضنه بكت و بكت
و قد كان صدرهُ متسعًا لدموعها و أشجانها
متسعًا لها فهيَ منهُ , هيَ ذاتها هوَ , و هوَ ذاتهُ هيَ
كان الموقفُ مؤثرًا بكت عُزوف ولحقتها هوازن فخالتي ساجدة
و كانت دمعتي على حافةِ السقوط ولكني نهرتُها عن السقوط فأنا مثل أبي و هزيم دمعتي عزيزة
تباعدت الأجساد قدرَ أُنملة و تأملت الأعين حتى شبعت ليس شبع سنين لكنهُ شبعٌ لدقائق تكفينا لتبادل الأحضان ريثما يشتاق التوأمان لبعضهما البعض
نظرت إلينا واحدة تلو الأخرى بترددٍ جليٍ على ملامحها , فتقدمتُ أنا نحوها و تلقفتُها بالأحضان قبل أن تستوعب أني أصبحتُ أمامها , اشتممتُ رائحتها و حفظتُ تفاصليها
همستُ لها بحنو : منورة قلوبنا يا مي , كلنا والله كلنا فرحانين فيك .
و ابتعدتُ عنها ليتسنى للبقية احتضانها و هكذا
حتى توزعنا على الكراسي أمام بعضنا البعض
بدأت خالتي ساجدة بالحديث الذي اتفقنا جميعًا عليه و قد تحدثت بما يسهلُ فهمه على مي مصريةَ اللهجة : مي بنتي أنا و أبوك و أخواتك و أخوك كلنا يا بنتي مسلمين , و ترى يا بنتي الدين الاسلامي نور الانسان في دنيته
المسلم دايمًا يكون في صلة مع ربه إلي خلقه بصلاته , الله سبحانه و تعالى خلقنا و الله سبحانه و تعالى نزل الشرائع السماوية نزل االتوراة على موسى و بعدها الإنجيل على عيسى
فيه بعض الأمور في شريعة موسى عليه السلام محرمة صارت مباحة في شريعة عيسى عليه السلام و آخر شريعة كانت في يد نبينا محمد صلَّ اللهُ عليه وسلم بنزول القرآن , ديانة كل الأنبياء ديانة وحدة
بحيث الله سبحانه و تعالى ختم الرسالات برسالة الرسول محمد صلَّ الله عليهِ وسلم و نسخ بشريعته كل الشرائع , بتفكري و تقولي مادام كل الشرائع نزلت من ربي فليش أساسًا ما نزلت شريعة وحدة
هالشي ابتلاء من الله لعباده عشان يتبين المطيع من العاصي , و إنتِ يا مي الحين رجعتي لأهلك و ناسك لوطنك و للدنيا إلي تنتمين لها نبي فرحتنا فيك و بوجودك تكمل بدخولك للدين الصحيح , نبي هويتك الجديدة تطلع
باسم مي أصل الحكمي و عليها كلمة مسلمة , ما تبي يا مي تكوني زي توأمك و أخواتك و أبوكِ و عمتك ؟



*


مسيحية ذات يوم كانت حائرة اسلامٌ أم مسيح , قبل أن تعرف أن أسرتها أعداءٌ لها وأن أعداءها أسرتها
فكيف اليوم و جميع أفراد عائلتها مسلمة ؟! هل لي أن أحتار ؟!
صحيحٌ أني كنتُ متمسكة بالمسيحية أشدَ تمسك و راهبة للكنسية لكني كنتُ أُلاحظ تناقض بعض الآيات في الانجيل تناقضًا يعجزُ العقل عن استيعابه و ذلك للتحريف الذي حصل
و مع هذا كانت العائلة التي ظننتُها عائلتي مسيحية و غير هذا لو أسلمت لن يكون ذلك جيد كنتُ سأُقتل على يدِ ربيع أو جهاد
فالمسيحي الذي يُسلم عائلتهُ تقتلهُ على الأغلب , لكن اليوم العائلة تفرضُ وجودها , العقل يستوعبُ ما حولهُ بالكامل , و بالإمكان اسلامي دون خوفٍ من أحد فلما التراجع و التردد ؟!
أجبتُ بثباتٍ وشيءٍ من الراحة المبدئية : موافئة .
قامت عُزوف من الكرسي الذي تقعدُ عليه و وقفت و رائي و اقتربت برأسها تُقبلُ خدي و من ثم تنظرُ لي مبتسمة ابتسمتُ لها و راحت عيني إلى توأمي الذي يبتسمُ بك سرور و هوَ ينظرُ لي .

*

بينما قالت هوازن و هيَ تمدُ يدها و تحتضنُ يدي بين يديها : قولي ورايا , أشهدُ أن لا إله إلا الله و أشهدُ أن محمدًا عبدهُ و رسوله
شدت على يدي أكثر فأكثر فتشتت عيني ما بينهم من عُطرة لهوازن لتوأمي لعمتي ساجدة حتى أختي عُزوف التي تقفُ بجواري و من ثم نطقت و عيني ترتفعُ للأعلى حيثُ السقف : أشهدُ أن لا إله إلا الله و أشهدُ أن محمدًا عبدهُ و رسوله .
ضحك الجميع بسعادة و بعضهم الآخر يُصفق بيديه أما أخي و الذي كان يفتقدُ أحدَ يديه , أخذَ ينفخُ بشفتيه ليُصدر صفيرًا
ابتسمتُ لهم بخجل و بعالمٍ غامرٍ بالسعادة .




 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 22-11-16, 11:21 PM   المشاركة رقم: 490
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي


و ها نحنُ نعودُ بحسناء إلى المنزل مُقعدة على الكرسي , أدفعُ الكرسي المتحرك حتى وصلتُ إلى عتبةِ الباب و كانت ابنتي على علمٍ بقدومنا ففتحت الباب و حاولت معي رفع الكرسي قليلاً
حتى أدخلناه و عليهِ حسناء , سلمت ابنتي على حسناء و حمدت الله على سلامتها و راحت إلى المطبخ تحضرُ شيئًا يفيدُ حسناء
دفعتُ الكرسي إلى المجلس و وضعتهُ على بعدٍ من التلفاز و فتحتُ لها أحد القنوات الدينية التي يظهر بها بصورة مصغرة متحدث بلغةِ الإشارة , دخلت خادمة حسناء و حتى الخادمة رحمتها و سلمت عليها و قعدت بجوراها
تتحدثُ معها و تخففُ عنها و تشجعها لمستقبلٍ أفضل بإذن الله عزوجل , بينما مارسة ابنتها إلى الآن لا أثر لها قد لا يكون لديها علمٌ بقدومنا , لذلك توجهتُ إلى حجرتها طرقتُ الباب و انتظرتُ إذنها و ما أن أذنت لي بالدخول حتى اقتحمتُ الحُجرة
أقطعُ المسافة و أقفُ بجوارِ سريرها و بهدوء : أمك جات يا مارسة قومي شوفيها وسلمي عليها فرحي قلبها يا بنيتي لا تتركيها بهالحال , قومي يمه هاذي وميمتك .


*


قمتُ من على السرير بردةِ فعلٍ سريعة و أقدامي تخرج لخارج الحجرة بحثًا عنها كالمجنونة لا لشيء سوى لرؤيةِ ما فعلتُه بذاتها لأجلي لا لشيءٍ آخر لا لشيءٍ آخر
وقفتُ أمام المجلس و توقفت الدنيا ها هنا لا شيء تراهُ عينيَ سواها و هيَ مُقعدة على الكرسي بعجز , مُقعدة في المكان الذي يجبُ أن أكون فيه
مُقعدة لا تتحرك , صماءُ لا تسمع , بكماءُ لا تتحدث
شعرتُ بنبضات قلبي تتقافز بكلِ جنون , و ضيقًا في التنفس و دمعة فسيلُ دموع و عيناها تقعُ عليَّ و رؤيتي تُصبحُ ضبابية
رأيتُها و هي تُحاولُ الوقوفُ و الخادمة تمنعها و تقف لتدفع الكرسي بإتجاهي لكني قطعتُ الخطوات قبل أن يقطعنها
و جلستُ أمامها على الأرض , ركبتي ملتصقة بالأرض و وجهي يغيبُ في فخذها أبكي بشدة و هي تمسحُ على شعري بحنان أعتذرُ منها عن كلِ ما بدر مني و كأنها تفهمني
أعتذرُ عن كلِ كلِ شيء , عن معاملتي السيئة لها و كأنها ليست بأمي
عن ظلمي لها مع معرفتي الكاملة أن عبدالقوي و الذي هوَ أبي ظالمٌ قاسي
عن ما سببتهُ لها من أذى نفسي قبل الأذى الجسدي
عن كلِ الخطايا و رفعتُ راسي عن فخذها
فطوقت بيديها الدافئة وجهي و ابتسمت لي ابتسامة رأيتُ فيها أجمل المعاني و أبهى جنانِ الدنيا
و كأنها قد فهمت ما قلت و غفرت لي خطيئتي اقتربتُ بجزئي العلوي منها أكثر فانخفضت إليَ أكثر فجزؤها العلوي هو الشيء الوحيد الذي يتحركُ بها
اقتربت حتى صار رأسي بصدرها و حاوطت ظهري بيديها
و كم جنةَ صدرها دافئة مليئة بالحنان
و كم أني بلهاء حينما ابتعدت
بينما الجنة قُربي
فيا جنتي أحمدُ الله أن مدَ لي في عمري حتى أحظى بكِ .



***


عندما عدنا من السجن إلى المنزل , رأيتُ إمرأة و معها حقيبة كبيرة ذاتَ عجلات , إمرأة ظلمتُها بالأمس أشدَ الظلم , امرأة كانت لي أُمًا ولازالت مثابةَ الأمِ لي
قالت عمتي ساجدة بتعجبٍ و استغراب : عشبة وش موقفها بالشارع بهالشنطة ؟ و بهالوقت ؟
ترجلنا السيارة و كانت خالتي ستتوجه إليها و لكني استوقفتُها باحترام : يا خالة , بكلم خالتي عُشبة كلمة رآس و إن شاء الله ترجع , خلاف صار بينا أمس و بحله .
أومأت خالتي بالإيجاب و لحقت أخواتي لداخلِ المنزل
تقدمتُ إليها بخطواتٍ ثابتة هادفة للتسامح و الصلح
حتى صرتُ خلفها و ناديتُها : خالتي عُشبة
فالتفت إليَ و بينما هيَ تنظرُ إليَ اقتربتُ و سحبتُ حقيبتها و وضعتها بجانبي , و بابتسامةٍ واسعة : تبي تروحي يمه و تتركيني ؟
قالت بنبرة مترددة خائفة : يمـ...ـه
بتأكيدٍ و تأييد و أنا أهزُ رأسي عاموديًا : ايه يمــه , أمي إلي ما ولدتني لكن وآستني طول مأسآتي و حياتي الصعبة , أمي إلي بقيت معي طول حياتي أمي إلي ظلمتها أمس , أمي الأقرب لروحي
آسف يمه والله اختلطت علي الأمور و كان لازم أفهم قبل أحكم عليك بالسوء , سامحي ولدك يمه .
قالت بصوتٍ مبتسم فوجهها يغيبُ تحتَ الخمار : مازعلت عليك يمه , لكن قلبي زعل من ضعفه , روحي زعلت لأنها بيوم سكتت عن الغلط .
سحبتُ الحقيبة و مشيتُ متجهًا للقصر و هيَ خلفي : نحنا في اليوم يمه و إلي صار بالأمس صفحة وانطوت .


***


و عندما عُدنا من السجن , ناداني أبي يُريدني وحدي في موضوعٍ ما
جلستُ بجانبهِ على الكنبة , وضع يدهُ على فخذي و بدأ حديثهُ قائلاً : شوفي يا بنتي اليوم زوجك معن جايني طالب أصلح بينكم عسى حياتكم تزين , بنتي قبل تتكلمي أنا من يوم عرفت إن زوجك بعيد عن هنا
رجعت ذاكرتي لليوم إلي فقدتي فيه عذريتك .
انتفض جسدي لا إراديًا و ملأت الحُمرة وجهي , فلا أريدُ الحديث مع أبي بهكذا أمر , ما هذا الموقف الذي وضعتني فيه يا معن مع أبي ؟!
احتضن أبي يديَ بين يديه و هو يقولُ بهدوءٍ و عقلانية : يا بنتي أدري خجلانة مني لكن يا بنتي الوضع ما فيه حيا , خلاف و لازم ينحل , شوفي بنتي مدام الصندوق وصلك فأكيد عرفتِ إلي صار لك , أنا مدري حقيقة
متى وصلك الصندوق , لكن أقولك يا بنتي مهما كانت ردة فعل زوجك منك بعد قربه منك فردة فعله في محله و أي رجال محله بيكون له وجهة النظر نفسها , فإذا كان هذا سبب خلافكم فمدام عرفتِ براءتك و توضحت الصورة لزوجك
فخلاص يا بنتي صفي القلب و راجعي لزوجك بينكم عيال لا تخليهم يتشتتوا بينكم .
نظرتُ إليه بجدية : يا أبوي لو كان إلي بيني و بين معن بس هالمشكلة يمكن القلوب كانت تصافت من مدة لكن للأسف إلي بيني و بين معن أكبر من كذا بكثير , و مستحيل تكون بيننا حياة بعد إلي صار يا أبوي
و عيالي صدقني يبه فكرت فيهم كثير , أنا عشت الحرمان عشت حياة بدونك و بدون أمي و عارفة وش كثر هالحياة قاسية ما في شي يعوض مكان الأم و الأب لكن يبه حتى لو حاربت نفسي واجتمعت مع معن
عشان عيالي فصدقني حياتنا بتكون سيئة و عيالي بدل ما يرتاحوا بيزيد تعبهم بينا نفسيتهم بتسوء و هم كل يوم يسمعوا صراخ أمهم و أبوهم , صحيح الفراق ما هو بحل لكن كمان الوصل أسوأ من الفراق
عيالي ما بحرمهم من أبوهم و هو إن شاء الله ما يحرمني منهم , لكن الوصل صعب كثير .
صمت أبي لفترة و من ثم نظرَ إليَ بتمعنٍ أربكني و زاد توتري ما نطقَ بهِ : تحبيه يبه ؟
ابتلعتُ ريقي , و سبحتُ يدي من بين يديه و أنا أشتت عيني في الأرجاء و أشعرُ بالحرارة في جميع جسدي بينما الأطراف تكادُ تتجمد لشدةِ البرد
عاد ليحتضن يدي و هو يقولُ بأمر : طالع فيني و جاوبي , تحبيه يبه ؟
اكتضت نفسي بالمشاعر المتناقضة و سقطت دمعتي بضعف و أنا أُحركُ رأسي بالموافقة و أدفنُ وجهي في كتفهِ بخجلٍ و حرج
شعرتُ بيدهِ و هي تمسحُ على شعري بحنانٍ و لطف و صوتُه الهامس : و ليه الطلاق يا بنتي ؟ ليه دامك تحبيه ؟ وش السبب إلي يبعدك عنه لهالدرجة ؟ قولي يبه لا تستحي نحل المشكلة مع بعض ؟
قولي يبه و صدقيني بوقف معك حتى لو الخطأ عليك لكني بنصحك بالصح ؟ قولي يالغالية لا تخلي شي في قلبك ليش أنا أبوك يا بنتِ إذا ما سمعت لك و حليت مشاكلك بسمع لمين و أهتم لمين ؟ سعادتكم هي سعادتي
يحز بنفسي يا بنتي أشوف الضيقة بعيونك و ما أشاركك فيها , قولي يا أبوك لا تستحي يالغالية .
دفنتُ رأسي في كتفهِ أكثر فأكثر وبصوتٍ باكٍ و شهقاتٍ متتتالية : خــــ.......اني بالحـ..رام , خـ...اني يبه خـ.....اني
ما شعرتُ بهِ إلا و هوَ يرفعُ رأسي عن كتفهِ و يُعدلُ جلوسه سريعًا ليحتضنني لصدرهِ الحنون صدرهِ الذي يحملُ شيئًا من همي و لا يتعب مهما حمل , يُحاوطُ بيديه ظهري و يقولُ بصوتٍ متأثر : وش كثر تحملتي يالغالية ؟!
بكيتُ و بكيت , انهمرت دموعي مدَ البحار , و كل حزنٍ بداخلي يخرجُ و يقرعُ صدر أبي و يغوسُ بداخله و يرتاحُ صدري رويدًا رويدًا
و حينما شعرتُ بالراحة الكلية و زال كل ما يُطبقُ على صدري و يُهلِكهُ ابتعدتُ عنه
و أعطيتهُ ظهري و أنا أنظرُ للطرفِ الآخر و أمحي دموعي المتبقية
قمتُ من على الكنبة دون أن أنظرَ إليه لكنهُ أمسك بمعصمي : أجلسي يا عُطرة .
عدتُ للجلوس بجوارهِ بصمت و عينيَ موضع فخذي
بعطفٍ و حنان وصوتٍ هامس يُلامسني بشدة : طالعيني يبه
رفعتُ رأسي و نظرتُ إلى عينيه , فعادَ لاحتضانِ يدي بيديه و ملئي بدفئه : يالغالية , الخيانة هي أكبر جرح في العلاقة الزوجية و هو الجرح إلي صعب يبرى لكن يابوك أنا بنصحك و إنتِ استخيري ربك و فكري بالموضوع
شوفي يا عُطرة أنا عشت كثير و علمتني الحياة دروسها بالتفصيل أعرف أميز بين الصادق و الكاذب , زوجك يوم جاني كان فعلاً يبيك و فعلاً يبي يبني حياة زوجية سليمة و يطوي الصفحات إلي راحت
بكلمك بالدين و إنتِ لك حرية التفكير و مهما كان قرارك بكون جنبك , إن كانت الخيانة إلي تقصديها الزنا يا بنتي ففي الدين الوضعع يكون إنه لو زوجك ما تاب و بقي زاني إنك تبقي معه مو حرام و عليك تنصحيه إن ما استجاب
فبرضه إنك تبقي معه مو حرام لكن الأفضل تفارقيه , لكن في أسئلة لازم تسأليها لنفسك زوجك خانك لأول مرة ؟ و هالمرة هي الأولى و الأخيرة ؟ زوجك طيب معك ؟ تحبي زوجك ؟ قد لاحظتي على زوجك اللعب يعني مثلاً شفتي محادثات مع بنت غير إلي خانك معاها ؟
شفتي شي خطأ عليه ؟ زوجك تاب ؟ , لو كان زوجك طيب معك و خانك للمرة الأولى و الأخيرة و الخيانة ما هي من أخلاقه و تاب و رجع لربه و أدرك غلطه , و خصوصًا الخلافات إلي كانت بينك و بين معن
بخصوص قصتك السابقة ممكن هو كان نافر منك بسبب إلي صار و فرغ إلي فيه في البنت , و غاضب عليك و خانك معاها من عصبيته و قهره , راجعي نفسك و فكري كثير , فكري عقلانيًا و اتركي العاطفة على جنب
الطلاق يا بنتي ما هو حل , و إذا إنتِ تحبيه و هو فعلاً طلع تايب و ما رجع لفعلته و اتعدل معاك فارجعي أحسن من إنك تقولي كرامتي على حساب شتات أطفالك , لكن يا بنتي
إن فكرتِ بالموضوع و حسيتي إن زوجك ما كان خلوق و كانت عينه على البنات و خانك مرة و ممكن يسويها ألف و ما يحبك و حياتكم لو رجعتوا بتكون فعلاً سيئة فالأفضل لكم الطلاق
فكري في الموضوع ترى الطلاق حقك في حال خانك لكن بنفس الوقت العقلانية واجبة يا بنتي طبعًا بعيدًا عن العاطفة لأنك لو فكرتِ بعاطفتك بتقولي خاني و تتخيليه مع غيرك و تجيك تهيأت إنه بيخونك كمان
مع إنها المرة الأولى و مع إنه تاب و مع إنه خلوق لكن عاطفتك و غيرتك عليه تفرض عليك تخيل أشياء هو جددها في نفسه , فكري في الموضوع وصدقيني أي قرار تتخذيه بكون واقف في صفك مهما كان .



***



كنتُ أجلسُ تحت نخلة و أنظرُ للأرجاء و أستنشقُ الهواء اللطيف براحة رأيتُ توأمي الجميلة , تصالحتُ مع والدتي عشبة , و أخذتُ حقي من حمدان
كلها امورٌ تجعلني أبتسم و أحمدُ الله , و بينما أنا كذلك ظهرَ ظل و من ثم جسد ظانع و هو يمشي متجهًا لخلف المنزل و الجميع داخل القصر
يمشي بخفاء و ينظرُ يمنة فيسرة بحذر , بيديهِ " صينية " فوقها طعام
نعم هذا ما حكى أغيد عنه و قد نسيت لقد قال أنه كان يسكن في حجرة في الفِناء فكان دائمًا ما يُلاحظُ ظانع و هو يحملُ الطعام بخفية لوراءِ القصر
و لم يتسنى لهُ أكتشاف ما يُخفي ظانع و قد قال لي أن أكتشف ذلك خوفًا من أن يكون ظانع يدسُ أمرًا لو أُكتشف لحُلت مشاكلُ كثيرة
وقفتُ من على الأرض و مشيتُ وراءه دون أن ينتبه لي
فتحَ بابًا حديدي أزرق اللون و دخلَ و أغلقهُ من ورائه و غاب فترة من الزمن ثم خرج و مشى باتجاهِ الملحق الذي يسكنُ به
مشيتُ سريعًا لداخلِ المنزل إلى حجرتي و أخذتُ حديدتين نحيلتين و اتجهتُ إلى الباب الأزرق المقصود
أدخلتُ أحد الحديدتين بالجزء العلوي من القفل , و الآخر في منتصف القفلِ إلى عمقه أديره ناحيةَ اليمين إدارة كاملة مع التفاف يدي الغير مبتورة حتى فُتِحَ الباب
دخلتُ للداخل و قد كانت الإضاءة مُغلقة بحثتُ عن مفاتيح الإضاءة و أنا ألمسُ الجدار بيدي حتى وجدته و فتحتُ الإضاءة
فكان درجًا طويلاً نحو الأسفل , مشيتُ إلى الأسفل و رنَ هاتفي المحمول على وقعِ أقدامي بآخرِ الدرجات
أخرجتُ الهاتف و قد كانت أختي عُطرة رددتُ عليها : ايوا يا عطرة
وصلني صوتها و هي تقول : وينك , يلا سحور
أجبتُ بهدوء : جـ..ا
توقفت الحروف و صارت نسيًا منسيًا و أنا أرى إمرأةً حيزبون تجلسُ على الأرض و تأكلُ الطعام كالحيوانات
رداؤها متسخ , شعرها خفيفٌ أشعث , التجاعيد تملؤها و يبدو أنها عمياءُ لا ترى أو ضعيفةَ بصر
جاءني صوتُ عُطرة يقاطعُ ما أرى : أصلان وش فيك ؟ أصلان رد وش فيك ؟ وينك إنت جاوب ؟
ابتلعتُ ريقي و أنا اقتربُ من المرأة و أجيبُ عُطرة سريعًا : في القبو
رميتُ بالهاتف دون إغلاقه و أنا أتحدثُ للمرأة : يا خالة
لكنها لم تستجيب عدتُ لمنادتها ولم تستجيب فأدركتُ أنها صماءُ لا تسمع , بكماءُ لا تتحدث
مددتُ يدي أمام عينيها علَّ بصرها يكونُ ضعيفًا فتراني , ضيقت عينيها و كأنها ترى شيئًا ليست متأكدة منهُ و من ثم انتفض جسدها بالكامل و زحفت لركن القبو تبكي بلا صوت
ثبتُ مكاني و أنا أقولُ و كأنها تسمعني : طيب ما بتحرك يا خالة , والله ما بسويلك شي , والله بس لاتبكي


*


تفآجأتُ من اختفاءِ صوت أصلان و من ثم من تواجدهِ في القبو الذي كنا نسمعُ منه أصواتًا حينما سكنا بالقصر
فكان خالي يتعذر بأن المنزل قد يكونُ مسكونًا لأنه جديد و يضعُ مسجل يرددُ آيات الله بالأسفل بأعلى صوت , بصوتٍ يُخفي الصوت الخفيف الذي كنا نسمعه
حتى اندثر الصوت و ما عدنا نسمعُ شيء فتيقنا أن المنزل قد كان بالفعلِ مسكونًا , و منذُ أن سكنا بالمنزل لهذا اليوم لم يُفتح ذلك البابُ قط
فلماذا فتحهُ أصلان ؟
ولكن إجابة التساؤل كان بصوتهِ المنادي : خالة
هنالك امرأة , هنالك امرأة !!
بكلِ جنون خرجتُ من المطبخ و أنا أجري و أخواتي يركضن من خلفي و هن يهتفن باسمي لكني لم ألتفت وصلتُ إلى المكان المقصود
و نزلتُ الدرجات درجتين درجتين و أخواتي خلفي
حتى وقعت عيني على ظهرِ أصلان
فتقدمتُ حتى صرتُ بجوراه و أخواتي من خلفي
و حينما وقعت عيني على الحيزبون أدركتُ من تكون
و كيف لأ أدركها و هيَ من أنجبتني : يمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـه


و ها هيَ الحيزبون تخرجُ من جحيمها




***


إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
عرفتوا ليش اسمها حيزبون الجحيم ^_^ ؟
يتجدد لقاءنا مع الجحيم الأخير بإذن الله تعالى
و إلي بيكون طويـل طويـل طويـل جدًا جدًا جدًا
و لذلك بآخذ فيه راحتي في الكتابة و بتنتظرون آخر انتظار مهما طال
فهو الانتظار الأخير إلي بيجمعنا ..








 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجحيم, انتقام, اكشن, بوليسي, بقلمي, غموض, عجوز
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195054.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-04-16 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-04-15 05:57 AM


الساعة الآن 11:10 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية