لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-16, 09:00 PM   المشاركة رقم: 436
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 207729
المشاركات: 207
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الوجووود عضو على طريق الابداعهمس الوجووود عضو على طريق الابداعهمس الوجووود عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 209

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الوجووود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

رواااية راائعه ومتميزه تدل ع تميز كاتبتها وابداعها
بدت الاحداث في فك الاسرار والغموض
كيف بتكون صدمة اصل ف اكتشاف ان مي ابنته
وصدمة مي نفسها
ننتظر فصل السبت بكل شوق

 
 

 

عرض البوم صور همس الوجووود   رد مع اقتباس
قديم 11-08-16, 03:21 PM   المشاركة رقم: 437
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و بركاته () .




اليوم بسافر و يوم السبت ما بكون في جدة
يعني ما بقدر أنزل الجحيم لذلك يؤجل الجحيم إلى وقت الرجوع من السفر

,


ثاني نقطة حابة أتكلم عليها إن الرواية ما بتنتهي عند الجحيم 75
ممكن توصل للـ 80 أو تزيد
الله أعلم
لكن بتنتهي خلال العطلة بإذن الله تعالى ..
علاج معن و حالة مارسة تحتاج لوقت أطول
و حتى حل أصل لمعضلة العصابة تحتاج لوقت أطول
فمن الغباء فرضًا أخليه بنفس اليوم يقبض على العصابة و ينزل للسعودية يكمل أشغاله
لازم فيه مسافة ما بين الحدث و الآخر لأنه مو منطقي كل شي يخلصه في يوم .


,


بعد رجوعي من السفر و إلي ما بيطول يا دوب يومين ثلاث بس
بنثبت كل يومين جحيم ينزل
عشان نخلص لأنه مو باقي كثير على بداية السنة الدراسية
مع العلم إن آخر جحيم في الرواية كتاب بأكمله يعني يحتاج وقت جدًا طويل
فيمكن نخلص كل الجحيمات و يبقى الأخير ينزل خلال السنة الدراسية ما أدري
نترك هالشي للزمن


طابت أيامكم بِذكر الله

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 17-08-16, 04:54 AM   المشاركة رقم: 438
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي















الجحيـــم


(72)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **

















طرقٌ مستمر على الباب بالظهيرة , قمتُ من على الأرض متوجهة إلى الباب و حسناء تنظرُ إليَّ بخوف تخافُ أن يكون عبدالقوي
من خلف الباب تساءلتُ بثبات : مين ؟
جاءني صوتُ امرأةٍ مصرية قالت ما قالت من غرابة : أنا شكران مرات أخوكي هزاع و معايا بتي مي .
امرأةُ هزاع ! , هل تزوجت يا هزاع دون درايةٍ مني !
غدرت بأرضٍ تعيشُ بها , تستنشقُ هواءها و لدتَّ و ترعرعت بها
لم تكترث لوطنك آذيت أبناؤهُ و تنكرت تحت غطاءِ الفارس المبجل
تورايت عن الأنظار بعدما صرتَّ صفحةً مرئية
لُقبتَّ بالخائن و لقبتُ بأختِ خائنِ الوطن
بحثوا عنك و دعيتُ لكَ بالستر
طال الغياب فكتبتُ شهادة موتك و لم ينتهي ميلادُكَ بعد !
بكيتُ كثيرًا لأنكَ آخرُ ما تبقى ليِّ من عائلتي كنتُ أشتمُ بكَ عبير أبي و أرى بعينيكَّ حنان أمي
و أكثرُ ما قاسيت هو الغيابُ بلا وادع
الموتُ بلا جثة !
ألم تكتفي بوطنكَ الأصغر و الأكبر !
سامحكَ اللهُ يا أخي و غفرَ خطاياك
فتحتُ الباب و تزحزحتُ عنهُ للوراء فدخلت امرأتان محجبتان إحداهما تبدو صغيرةَ العُمر بملامحها و الأخرى هيَّ الكبرى
إذًا هذهِ ابنتُك و الأخرى زوجتك
ألقت المرأة الكُبرى تحيةَ الإسلام فكان لها الردُ بأحسنِ منه
ابتسمتُ مرحبةً بهن بكلِ توترٍ واضطراب و كأن " مزنة " الاجتماعية ضاعت باحثة عن سرابِك يا أخي : يا هلا والله , اخلعن هالعبي و عطوني إياها .
الصغرى بادرت بخلعِ العباءة إلا أن الكُبرى استوقفتها بصوتٍ جهوريٍ حاد : ما تخلعيش حاجة يا مي .
طغت حُمرة الخجل ملامح الفتاةِ المراهقة فلا يليُق أمرها بهذا الشكل أمام الغرباء و الغريبة أختُ والدها !
هداكَ اللهُ يا أخي أينَ هيَّ صلةُ الأرحام !
تسآءلت والدتها : هوا فينو هزاع أخوكى ؟
أجبتُ بمصداقية مغلفة باللوعةِ و الاشتياق : والله علمي علمك مدري وينه فيه .
جاء صوتُ الفتاة مزدحمًا بالذعر : هوا عايش ؟
أومأتُ برأسي و ابتسامةٌ واسعة بشفتي تخطُ معالم السعادةِ الغامرة
أشرقَ وجهها و زفرت أنفاسها براحة و نطقت معبرة عما يجولُ بخلجاتها : الحُمدلله .. أنا كنت هموت من الخوف .
أكفهرت ملامحُ والدتها , إلتقطت يدَ المراهقة تسحبها لخارجِ المنزل : مش موجود و كدا أنا سويت إلي عليا و هنرجع لمصر تانى , عندك امتحانات و مش وئت الهبل ده .
حاولت الفتاة التخلص من قبضةِ والدتها , و برجاء : ماما سبيني يدي بتوجعني أوي .
أخلت سبيلَ الفتاة التي استدارت إليَّ بكاملِ جسدها و أخرجت ورقةً مطوية من حقيبتها و مدتها إليَّ : ده رئمي وئت ما تشوفى بابا يبقى كلمينى .
أخذتُ الورقة من يدها و لكني بذاتِ الوقت قبضتُ على معصمها بيدي عقدت حاجبيها بإستغراب و قبل أن تستوعب ما فعلت
غمرتُ رأسها بصدري و احتضنتُها بشدة هيَّ ما بقيت بالوطن الصغير
قد تكونُ هبةً منكَّ يا هزاع بعد سنينِ الوصبِ و النصب
و لأن الظفر لا يُفارق اللحم , و الدمُ ليسَ بماء فهوَّ يحنُ و يشتاق
دفنت رأسها بصدري أكثر فأكثر شاهقةً باكية
و بكيتُ معها سعادةً بها !



***



قد يصلُ العجز و الضعفُ و الهوان و الكم الهائل من الخذلان الذي يخالج الانسان لاوصف لهُ ، فحروفُ العربية تتقاعس أمام هيبةَ الموقف و صعوبةَ التعبير حتى المشاعر ذاتها تتجمد فلا الدموعُ
تنهمر و لا القلبُ ينبضُ باضطراب بين الحياةِ و الموت كالغيبوبة تمامًا الحضورُ في الغياب أنا الحاضرة و كل ما حولي قد غاب ، أبي هوَّ زوجي ! أيمكنُ للعقلِ الراشد أن يتخيلَ موقفًا كهذا !
أيمكنُ للكتاب أن يصف المشاعر حتى تصل للقارىء كما هوَّ الواقع ، لا البتة فلا أحد سيشعر قدر ما أنا أشعر حتى المشاعر انكسرت هوانًا ، وضعتُ يدي على شفتي و أنا أرآه يُقبلني ، يخلعُ أرديتي
يُضاجعني ينتهي بنا المطاف بطفلِ بحجم الكف في المشفى يكبُر و ينمو ، طفل حرامٍ زنا و خسةٍ و سفاح ، وضعتُ يدي على بطني و جريتُ نحو دورةِ المياه لكن اشمءزازي لم يسمح لي فقد خرج
ساءلاً أصفر من فمي على الأرض ، لم أأكل شي و لا أدري ما هذا السائل
مددتُ يدي إلى أنفي و رأيتُها مصبغةً باللونِ الأحمر ، هذا الدم الذي صار يُصاحبني منذُ الفاجعة ، توجهتُ إلى التسريحة لأمسح أنفي بالفوطة و لكني حالما رأيتُ شعري المهمل الأشعث المتعرق
و وجهي الأصفر و السواد الذي يعانقُ عيني الدم الذي يسيلُ متجهًا لثغري بكيتُ بشدة و يداي تُقبضُ على طرفِ التسريحة و ألمُ معدتي و شعور التقيء يزدادُ أكثر فأكثر ، أيُ فاجعة عليَّ أن أبكي
عليها فاجعةَ أني كنتُ أنادي من ليست بأُمي " يمه " و من ليس بأبي " يبه " فاجعةَ أني أحببتُ بطفولتي و مراهقتي أخي عشقتُه و تمنيتُه كزوجٍ لي ، أو انتقامي الذي ما عاد إليَّ إلا بالشر حينما
تزوجتُ بأبِ عشيقي ليظهر أنهُ أبي أيضًا ، أم طفل الحرام الذي أنجبتُه ؟! أيُ فاجعة عليَّ أن أبكيها و أصف حجم المعاناة التي أعيشها ! تحطمت حياتي انتهت أحلامي قبل أن تبدأ ، ماتت الألوانُ
بعيني ، صار الموتُ حُلمي و أُمنيتي ، فالغيبوبة ما هيِّ إلا نذيرُ الموت فموتي يا روح ، فأيُ خذلانٍ تريدي بعد هذا الخذلان ، أيُ صفعة قد تجعلكِ في الفناء ، ما كفاكِ الوجع ! ما كفاكِ الألم !
ما كفاكِ الخذلانُ و القنوط ! لا مزيدَ من الذل ، فما تجرعتيهِ يا روح هوَّ أقصى المهانة ، فموتي و كوني بشير الموتِ لي ، و كوني لهم نذيرَ الموت .



***



الساعة الثانية ظهرًا , منذُ الأمس لم أرَ هاتفي المحمول ، أخذتُ هاتفي من أولِ درجٍ في الكمودينة و استلقيتُ على السرير و فتحتُ على رسائل الواتس اب التي تجاوزت الثلاثُ مئةَ رسالة و هذا ليس بغريب من صديقاتي
منذُ سنين ، صديقاتي في الوظيفة ، طالباتي و التاجرات عبرَ تطبيق الانستقرام لكن الغريب أربعُ رسائل من رقمٍ غريب و دولةٍ أخرى ، الأولى السلامُ عليكم ، و الثانية هذا رقم معن و الثالثة و الرابعة رسالتين
صوتيتين ، إن كان معن فلماذا لم يقل أنا معن ؟! لماذا قال هذا رقمُ معن؟ ! لم يطل تفكيري كثيرًا فقد فتحتُ المقطعَ الصوتي و جاءني ما أذهلني صوتُه هوَّ صوتٌ مبحوحٌ ضعيف يُخالطهُ اليأسٌ
و القنوط يُردد هما السبب ما لي دخل ، عُطرة السبب ليش استلمت لي ليه خلتني أجلدها ليه ، أنهار السبب ليش طاوعتني ليش هما السبب ، ابتسمتُ بسخرية لازلتَ كما أنتَ يا معن لم تتغير
و لا بمثقالِ ذرة هذا أنتَ و بعد أن اتضحت براءتي لازلت تُلقي اللوم و العتب عليَّ دونك لاترى أنكَ المخطىء بظلمك و جورك و كؤوس الضيم التي سقيتني إياها الشوكُ الذي أطعمتني إياهُ فغرسُ
و تخالط بدمي و خُطت حينها معاني الانتقام و الحقد الشوكُ الذي انغرس بجسدي و عدًا قطعتُه على نفسي أنهُ سينفكُ عني و يغرسُ بجسدك كؤوس الضيم التي تجرعتها اثنا عشر سنة ستتجرعها
أنتَ حتى الموت ، حتى في الضريح ستتذكر أن هنالكَ من ظلمتها و حتى في الآخرة سأنتقمُ منكَ و لن أسامحك ، أقسى عقابًا لكَ بالدنيا هو غيابي عنك و هذا ما سيحدثُ يا معن سأفي بوعدي لنفسي
و لك و لن أغفر لكَ مهما فعلت ، فتحتُ المقطعَ الآخر ليجيءَ صوتُه بذاتِ الهوان : لو فيه أحد يكون معك يآخذ حقك مني يجلدني يعذبني يرميني بأسوأ الألفاظ ينقش آثار اثنعشر سنة في كل تفصيلة
فيني و الله لا أسلم نفسي له والله لأخليه ياخذ حقك و زيادة بس وينه هذا وينه ؟
صحيحٌ يا معن أينَ هوَّ هذا ؟ لا أبٌ و لا أخ و الخالُ عدو ، لا أحدَ لي و لأن لا أحدَ لي عشتُ تحت وطأتك كل هذهِ السنين ، فقد جُبِلت المرأة على حاجتها للرجل طفلةً لأبيها مراهقةً و ناضجة لزوجها
و عجوزٌ لابنها ، أما أنا فكنتُ الأم و الأب و الأخ و الأخت لأخواتي الصغيرات و لكن لم يكن لي أحدٌ سواك و لأنَ لا أحدَ لي اغتررت بنفسك كثيرًا كُنت السفاح و الجلادَ و الجلمود لأن لا أحدَ لي سواك
كُنت الحبيب و الوطن و المنفى ! لأن لا أحد لي سواك كُنتَ حقدي الوحيد بالدنيا ، فأيُ شيءٍ قد يمحي حقدي الوحيد ؟!



***





بعد موتِ صغيرتي و نثر الترابِ فوقها صار المنزلُ خاليًا إلا من الخادمات اللاتي أغلبهن لا يجدن العربية و جلال غاب و لم يعد لهُ وجود انتظرتُه كثيرًا و قد عزمتُ أمري على الاعترافِ لهُ بأنهُ
أصل الحكمي ليعودَ إلى عائلته و لكنهُ لم يعد إلى المنزل و لم أرآه بعد دهسهِ لصغيرتي التي فارقت الحياة ، آه يا صغيرتي رميتِ ذاتكِ بالجحيم بكلتا يديكِ سترَ اللهُ عليكِ و لكن كُشف كل شيء
بأيامكِ الأخيرة فُضِحَ أمرك و شُوهت سمعتكِ و إن كانت فقط بعيني صديقتكِ نوال و زوجي جلال فبالآخر فُضِحت خفاياكِ و ما تخافيه ، كل اللومِ عليَّ أنا ، أنا من الأمهات اللاتي تُعطي كمًا هائلاً من
الحنان و لا ترفضُ طلبًا لأبنائها و بكلِ حياتها لم تضرب طفلها من بابِ التأديب لأنها ترى كل الضربِ عنف و لا تفرق ما بين المبرح و الضرب الخفيف و ترى أن بحقِ ابنها فعل كُل ما يريد فهو
حُر و تنسى أن للحرية حدود فإن تجاوزت الحرية حدود الله كان التأديبُ لازمًا ، صغيرتي كانت ترتدي عباءة تُظهر أكثر مما تخفي تضحكُ بمنتصف الشارع بكلِ غنج فيطمعُ بها كلَ قلبٍ مريض
لم أقل لها عيبٌ أو حرام كنتُ أخافُ أن تغضبَ مني فليسَ ليَّ سواها كنتُ أريدها حرة و لم أعلم أن الافراطَ بالدلال هو الجحيمُ بحدِ ذاته ، رآها من لا يخاف الله متبرجة فقال هيَّ رخيصة تلاعب
بأفكارها و أخذَ شرفها منها و تركها جثةً هامدة لا حياةَ بها ، صغيرتي كُل اللومِ عليَّ أنا , لن أسامح ذاتي مهما حييت و سأدعي لكِ بالمغفرة في كلِ حين ، صار البيتُ مهجورًا موحشًا بكل زاوية
و ركن أرى صغيرتي و أبكي لم أستطع التحمل و انتقلتُ إلى أهلي في الإحساء , و محلات الموادِ الغذائية يهتمُ بها زوجَ خالتي ، والدتي و والدي توفا منذُ أن كنتُ بشبابي و ليس لديَّ سوى أخٍ
واحد يعيشُ في الخارج و لم أرهُ منذُ سنين لا أحدَ ليَّ بالسعودية سوى خالتي العجوز و زوجها ، إن أراد جلال رؤيتي فهو يعرفُ مكاني فقد اصطحبني ذاتَ يومٍ إلى خالتي .


***


الساعة الخامسة عصرًا , في متجر سنتربوينت , تتحركُ بين الأردية جيئةً و ذهابًا كالنحلةِ بنشاطها تظهر السعادة بتصرفاتها و أبسط تحركاتها يالله كم تعذبتِ برفقتي يا قارورة اثنا عشر سنة
كنتُ أنانيًا بها أريدكُ لي و لا أستطيعُ الاقترابَ منكِ !
و أنتِ بحاجةٍ للطفل لشعورِ الأمومة التي تتمناهُ كل أنثى ، كبرتِ بالعمرِ يا معزوفة صار عمركِ واحدٌ و ثلاثون عامًا كما عُمر البويضات و هذا يُقلل فرصةَ الحمل ، لا أريدُ أخذَ حقي منكِ رغمًا عنكِ
و لا أريدُ أن يزيدَ الهجرُ و النشوز عمَّا هوِّ عليه لا لنفسي بل لكِ يا قارورة لكِ يا بهجةَ روحي و مهجتها حتى و إن كان غانم طفلاً لكِ فشعورُ الأمومة ممن خرجَ منكِ أكثر وقعًا على النفس ، جاءَ غانم
كالطامةِ برأسِ أبي و جاءَ إلينا هبةً من الرحمن زرع بيننا مودةً لم تكن موجودة و لو جاء الطفلُ من صلبي ستُحل معضلةَ اثنا عشر سنة ستكفكفُ الدموع و تُبرى الجروح و تُبتر سنون العذاب أما
غانم لن يكون سوىَ أمنيةً لكِ و تحققت و لن يستطيع دفن الماضي الذي عايشتيهِ معي ، سيظلُ بداخلكِ قهرًا و وهن و حاجةً ماسة لردِ اعتبارك و لكنكِ لن تستطيعي فما فعلتُهُ بكِ فاقَ الوصف صرتِ
حيزبونٌ بجحيمي و لن تعودي لشبابكِ و ثلاثينكِ إلا بطفلٍ من صُلبي يخرجُ منكِ ليطفىء الجحيم و يمسح تجاعيدَ السنين الماضية ، ليتكِ فقط تعي أن السرعة أفضلُ حلٍ لكِ أنتِ ، أغمضتُ عيني
و فتحتها و أنا أنظرُ لها و هي تسحبُ ذراعي و تشيرُ إلى الأردية التي أعجبتها و جمعتها فوقَ علاقةِ الملابس انكمشت عينيها خلف النقاب فعلمتُ أنها تبتسم بشدة حدَ أن أسنانها ظاهرة : نااجي شوف كيف يجننوا , ايش آخذ محتارة ؟
أطرقتَ رأسي و قلبتُ الأردية المتناهية في الصِغر بين يدي كانت أغلبها باللونِ الازرق و البعضُ منها أصفر و تفاحي و أحمر ، زممتُ فمي بحيرة و من ثُم رفعتُ عيني مبتسمًا لها : خُذيها كلها .
نطقت بصوتٍ ساخر : لا والله إذا باخذها كلها كان اخذتها بدون ما أسألك ، بطر آخذها كلها الاطفال يكبروا بسرعة هذا الي لاحظته على عيال عُطرة و هوازن ، ما له داعي التبذير ناخذ على قد
حاجتنا و بس , و بعدين ترى بدخل محلات ثانية منها نكست .
مددتُ يدي إلى يدها الموضوعة فوق الأردية و قبلتُها بعمق ، انتفضت يدها بين يدي و سرعان ما سحبتها و جاءَ صوتُها خجولٌ غاضب : نااااجي مو في المول أُف .
بسطتُ ذراعي خلف رقبتها و كتفها و ضممتُها لجانبِ صدري بحنو ، و بهمس : والله عاد زوجتي و كيفي ما علي من أحد ، تسلملي الناس العاقلة شوفي يا ستي أنا أرشح ذا اللبس و ذا وذا ...
أبديتُ رأيي بما أعجبني و وافقتني على البعض و البعض الآخر كان بذوقها ، وضعتُ الأردية في السلة بينما هيَّ سحبت يدي بحماسٍ وشغف : اللاه شوف العربيات ذي تجنن ، سحبتني
و مشيتُ وراءها مستجيبًا لها .



***


الساعة الحادية عشر مساءً , بأرضِ كندا هذهِ الأرض التي يقطنُ بها أفرادَ العصابة , العصابة التي تستغلُ أفرادها و من ثمَّ تنكثُ بهم
هزاع صديقي الضابطُ الخائن عمل لهم و لأجلهم ضدَّ الوطن الذي خرج منهُ كان ضحيةً لهم حاولوا قتلهُ ولكن كتبَ اللهُ لهُ أن يعيش
فكان بعقابِ ماهر و جحيمه في جنةِ نعيمٍ بعيدًا عنهم
فهم إن وجودهُ لن يعاقبوهُ بل سينتهي منذُ اللحظةِ الأولى
لكنَ ماهر عاقبهُ وكان سيُسلمهُ للضبطِ العسكري و قُدرَ لهُ أن يموت قبل تسليمه
فعاش هزاع حُرًا طليقًا فاقدًا لذاكرته
مي الفتاة التي ترعرعت بينهم و عملت لأجلهم و لبت جُل مصالحهم
مي الفتاة التي كانت السبب بالقبضِ على ابنتي ظُلمًا
مي صاحبةَ مخطط القبضِ على الكاسر و ركاض
هيَّ أقواهم و أكثرهم حنكة لكنهم غدروا بها ولم يأهبوا بأنها يومًا ستكونُ القيد الذي يزجهم بالسجون
ذهبتُ إلى المنازل التي أرشدتني مي إليها منازل بأحياءَ مختلفة
و إلى المصنع المصغر للمخدرات
و تيقنتُ بأنها صدقت بكلِ شيء فها هيَّ تثأر لنفسها منهم
اتصلتُ على السلك العسكري الكندي مُقدمًا بلاغ عن المنزل الذي يقطنون بهِ الآن
و انتظرُ خلف الشجرِ قدومهم
معآناةُ سنين مديدة ستنتهي الآن
العذاب الذي ظنناهُ سرمديًا لن ينتهي سينتهي الآن
و كلهُ بفضلِ اللهِ عزوجل نصير عبدهُ المؤمن المظلوم
أمسكتُ بجذعِ الشجرة و ركزتُ بصري حيثُ لمحتُ حركةً بسيطة
لم تكن إلا تحركات السلك العسكري الكندي الذين قدموا للمنزل و انتشروا بالأنحاء بكلِ خفاء
حتى لا تراهم العصابة فيهربوا
اقترب أحدُ الضباطِ من خلف الحارس واضعًا يدهُ بفمِ الحارس و المسدسُ موضعَ قلبهِ و هوَّ يسبحهُ للوراءِ بهدوء
لمحهم الآخر الذي كان يتحدث عبرَ الهاتف , فسقطَ الهاتفُ من يده
و جرى مبتعدًا عنهم حيثُ مواقف السيارات و كان الضابطُ يجري وراءهُ
فتحَ باب السيارة ليدخلها لكن الضابط أطلق رصاصةً بقدمهِ اليسرى ترنح بوقفته و أمسكَ بيدهِ أعلى باب السيارة المفتوح يحاولُ الاستناد عليه
اقترب منهُ الضابط و سحبهُ معهُ , إلتفتُ بسرعة باتجاهِ الصوت الذي جاء من الطرف الأيسر
لأرى حارسًا يجري بسرعة باتجاهِ سيارةٍ مركونة مضاءة تحت أحدِ الأشجار و خلفهُ ضابطان لكن بعيدان عنهُ بمسافةٍ طويلة
استطاع أحد الضباط إطلاق رصاصة على ذراعِ الحارس إلا أن الحارس بقيَّ صامدًا و دخل السيارة و قيادها
أطلق الضابطين الرصاص على زجاجِ النافذة
لكنهُ عاد بالسيارةِ للخلف داهسًا لهم بلا رحمة متجردًا من معاني الانسانية
أما بقية الضباط حاولوا فتحَ الباب
اقتربتُ من موقعهم كثيرًا خوفًا من أن تهرب العصابة من أيديهم
دفع أحد الضباط الباب قليلاً
صرختُ بصوتٍ عالٍ : لااااااااااااااا تفـعـل
لكنهُ فعل و انطلقت رصاصة كانت مثبتة بخيط و حالما سحب الباب غُرست الرصاصة بأحشائه و سقطَ أرضًا
و صوتُ سيارة جاءَ من مواقفِ السيارات فإذا بها العصابة تهرب بسيارتين
جرى بقيةَ الضباط باتجاهِ سيارتهم العسكرية و ركبوا متجهين خلفَ العصابة
بينما أنا أخرجتُ هاتفي طالبًا الاسعاف لنجدةِ الضباطِ الضحايا
لقد هربوا و من المُحال أن يُمسكَ بهم الضباط فقد قطعوا مسافةً بالسيارة قبل ترجل الضباط للسيارةِ العسكرية
لن يدخلَ اليأسُ قلبي فالله معي
و الله عند حسن ظن عبدهِ بهِ
اللهُ نصيري سأُمسكُ بكم حتمًا .



***

الساعة الرابعة عصرًا , ذهبا إلى النادي كالأمس و على عكسِ الأمس اليوم بادر إلى التمارينِ الرياضية دون إلحاحٍ من طبيبه ، كان طبيبهُ سعيدًا بهذا التقدم و كان يُشاركُ معن كل التمارين ليُشعرهُ أنهُ معهُ خطوةً بخطوة
و أن أمرهُ يهمهُ كثيرًا فمعن يحتاج إلى من يشعر بهِ و يهبهُ الحنان حتى يعلمَ أن الحنان و العطف أجمل من القسوة التي يُعاملُ بها ذاتُه و لكن لم يكن كلَ شيءٍ كما أراد الطبيب فقد اتضح مقصدَ
معن من تمارينهُ الرياضية إنه يُهلكُ ذاتهُ بالتمرين و بالكادِ يلتقطُ أنفاسه ، اقترب منهُ و هوَّ يسحبهُ بعيدًا عن الدراجة الرياضية لكنهُ لم يستطع فمعن يَمسكُ بذراع الدراجة بكلِ قوتُه و بكل سرعة
و أعلى مجهود يضغطُ بقدميه لتتحرك الدراجة و تسحبَ منهُ قوتُه أ, نفاسهُ و ثباتُه طريقةً جديدة لتعذيبِ نفسهُ فمنذُ دخولهم للنادي لم يحرق يدهُ لكن ها هوَّ الآن يهلكُ جسده بما لا يستطيعُ
و لا يقدر ، تراجع بخطواتهِ للوراء و أخذَ هاتفَ معن الموضوع فوقَ فانيلتُه التي أتى بها ، اقترب من معن قليلاً و قربَ الصورة قدرَ ما يستطيع إلتقطَ صورةً لتشوهاتِ يدهِ بالسيجارة دون أن يلحظَ معن ذلك
و أرسلها إلى زوجتهِ ، زوجتُه عُطرة أحدَ أهمِ العوامل التي ستساعدهُ بالعلاج و لكن عليها أولاً أن تعرفَ المرحلة السيئة التي وصل إليها معن حتى تتعاطفَ معهُ فمما فهمه من معن أنها جامحة ذاتَ كرامةٍ
و كبرياء و لن تغفر لهُ مهما فعل ، و لكن ماذا إن رأت معن المريضُ النفسي بالمازوخية بسببِ يأسهِ من رضاها عنهُ !



***



نمتُ ساعتين لا أكثر لتعطيني نشاطًا للمواصلة بالعمل
لا أستطيعُ النوم قدر الكفاية خوفًا من خروج العصابة عن حدودِ الدولة فإن خرجت سأحتاج سنينًا قدر السنين الفائتة و قد لا أعيشها و يتوفاني الله قريبًا
لابد من الإمساكِ بهم هُنا في كندا و الأملُ باللهِ كبير
ارتديتُ بنطالي الأسود و أخذتُ قميصي لإرتدائه و لكني تركتهُ على السرير فورَ سماعي لجرسِ الشقة
مشيتُ باتجاه التسريحة المجاورة للباب و أخذتُ منها سلاحي توجهتُ للباب و نظرتُ من العين السحرية فلم أرى أحد , و بتساؤل : من الطارق ؟
عدتُ للنظرِ من العين السحرية فلم أجد أحد
فتحتُ الباب بحذرٍ وحيطة
نظرتُ يمنةً فيسرة و لا يوجدُ بشريٌ قط
أخفضتُ عيني للأرض قد يكون الطارق ترك شيئًا و رحل
و بالفعل وجدتُ ظرفًا متوسط الحجم أبيض اللون
أخذتُهُ من على الأرض و فتحته
مرت عيناي على الأسطر و اتسعتا لهولِ الصدمة
خُتمت الرسالة باسم جهاد !
إلهي هل ما كُتِب صحيح !!


***




إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
الجحيم القادم يوم الجمعة .



 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 18-08-16, 12:53 PM   المشاركة رقم: 439
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259797
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: دهن عود قديم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدAjman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دهن عود قديم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

يااااه ،اكيد جهاد يعترف له ان مي بنته ،الأحداث في أوجها وشدة الحماس ،اذن مي هزاع غير مي أصل

 
 

 

عرض البوم صور دهن عود قديم   رد مع اقتباس
قديم 20-08-16, 02:36 PM   المشاركة رقم: 440
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي



الجحيـــم


( 73 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **













نمتُ ساعتين لا أكثر لتعطيني نشاطًا للمواصلة بالعمل
لا أستطيعُ النوم قدر الكفاية خوفًا من خروج العصابة عن حدودِ الدولة فإن خرجت سأحتاج سنينًا قدر السنين الفائتة و قد لا أعيشها و يتوفاني الله قريبًا
لابد من الإمساكِ بهم هُنا في كندا و الأملُ باللهِ كبير
ارتديتُ بنطالي الأسود و أخذتُ قميصي لإرتدائه و لكني تركتهُ على السرير فورَ سماعي لجرسِ الشقة
مشيتُ باتجاه التسريحة المجاورة للباب و أخذتُ منها سلاحي توجهتُ للباب و نظرتُ من العين السحرية فلم أرى أحد , و بتساؤل : من الطارق ؟
عدتُ للنظرِ من العين السحرية فلم أجد أحد
فتحتُ الباب بحذرٍ وحيطة
نظرتُ يمنةً فيسرة و لا يوجدُ بشريٌ قط
أخفضتُ عيني للأرض قد يكون الطارق ترك شيئًا و رحل
و بالفعل وجدتُ ظرفًا متوسط الحجم أبيض اللون
أخذتُهُ من على الأرض و فتحته
مرت عيناي على الأسطر و اتسعتا لهولِ الصدمة
خُتمت الرسالة باسم جهاد !
إلهي هل ما كُتِب صحيح !!

" سررنا كثيرًا لكونك حيٌ ترزق و أحببنا أن نعترف بالجميل الذي قدمناهُ إليك طيلة غيابك
الفتاةُ المصرية " مي " هي ابنتك و ليست ابنة ماهر
و إن لم تصدق فتحقق من ذلك

جهاد "

ما الذي يقوله هذا ! مي تكون ابنتي !
إن هذا يبعث الكثير من السخرية في النفس
مي أحد أفرادِ العصابة التي أبحثُ عنها منذُ سنين
و فتاةٌ مسيحية لا مسلمة
و كلما سألتُ عنها أوحى الناسُ إليَّ أنها ***** تقدمُ نفسها للرجال على طبقٍ من ذهب
تكون ابنتي أنا ! ولكن قد يكونُ هذا معقول فـ مي فتاةٌ مراهقة
و إن كانت زوجتي ولدت بفتاةٍ حينذاك ستكونُ في عمر مي
و لكن اللامعقول هوَّ وصول الفتاة ليدِ العصابة
كنتُ أعتقد أن عبدالقوي قام بدفنها فهذا عهدي الذي قطعتُه على القبيلة حينذاك
ضربتُ جبيني و جررتُ خطواتي إلى دورةِ المياه غسلتُ وجهي بالماءِ البارد و أنا أردد " لا تفكر لا تفكر في هالموضوع يبون يشتتوك و يبعدوك عن التفكير فيهم حتى يخرجوا من حدود الدولة
لا تفكر أمسكهم أول بعدين اتأكد من كل شي "
و على ما نطقت توجهتُ بخطواتي لخارجِ المنزل قاصدًا ضابط كندي اتصل بهِ الضابط المصري هاني و أخبرهُ عن ظروفي و طلب منهُ مساعدتي كي أساعدهم بالامساكِ بالعصابة
و وافق الضابطُ الكندي على إبلاغي بكلِ خطوااتِ الضبط العسكري الكندي دون علم القانون
فأخبار القانون محالٌ أن تخرج خلف أسوارهِ لأن هذا من التجسس على الدولة .




***



الساعة السادسة مساءًا , حينما فتحتُ رسائل الواتس اب لم أتفاجأ بالرقمِ الغريب الذي ما صار غريبًا بعدما عرفتُ أن أحدًا ما يُرسل حالة معن عن طريقِ هذا الهاتف ، اليوم و على عكسِ ترددي بالأمس لفتح الرسالة فأنا
ما أن أرى غريبًا ما إلا و حظرته أما اليوم فتحتَ الرسالة بسرعة لا شغفَ حب بل شغفَ و لهفةَ رؤيتهِ ضيعفًا واهنًا كأن شخصيتُه النزقة السادية تتمثلُ بيَّ الآن ! ذاتها الشخصية التي بغضتُها
امتثلتُ بها ! حينما فتحتُ الرسالة رأيتُ صورةً ليدٍ مشوهةً بالحروق قرأتُ التعليقَ أسفل الصورة " دي يد معن من فترة صار يطفي السيجارة في يدو " كبرتُ حجمَ الصورة و مررتُ على أدقِ
تفاصيلها ببطىء ، لا أدري إن كان تأكدًا من كونِ اليدِ لمعن أو تلذذًا بعذابهِ أو شفقةً عليه ! لم أجد إلا أصابعي تتحركُ برشاقة بين الحروف لتخرج الكلمات سريعة دون تفكير " أحسن و يستاهل
الأكثر " أغلقتُ الهاتف كليًا و وضعتُه على السرير بجانبي ، نظرتُ للسقف و زفرتُ أنفاسي و بدأتُ بالتفكير بما كتبت ، نعم لا مجال للمغفرة هوَّ يستحقُ الأكثر ، جلدني قذفني قلل من شأني
وشكَّ بالأبناء إن كانوا من صلبهِ أو من حثالةِ الأرض و يريدُ مني اليوم الرأفةَ بهِ و المغفرة لا و الذي خلقني لن أغفرلك مهما حييت .




***



توجهتُ إلى المشفى مكرهًا بعدما كنتُ في غايةِ السعادة حينما أنجبت الطفل بالسلامة بل أن سعادتي بالطفل فاقت سعادتي بكلِ أبنائي من ساجدة و كأنهُ أولُ طفلٍ لي ! لأكتشف فيما بعد أنهُ طفل
حرام لا تليقُ بهِ السعادة و لا تليقُ بي ، كنتُ سأتركهُ و إدارةُ المشفى تفعلُ بهِ ما تشاء لكن لأمران لا ثالث لهما عزمتُ أمري و قصدتُ خطواتي إليه أولها أن ناجي فتح الموضوعَ عليَّ و عرض
تربيتُه هوَّ و عُزوف لأن الله لم يرزقهما بطفل و أنهما سيسجلانهِ بأسماءَ عامةٍ مجهولة و يكونُ كاليتيم و هو كافله ، و ثانيها أنني أعلم أن المشفى ستصلُ إليَّ لا محالة و هذا لاسمي المعروفُ
في الدولة فإن لم آتي إليه فهوَّ من سيأتي إلي ، تنهدتُ بضيق و أنا بنتظارهِ عند بابِ الحضانة أتكىءُ بيدي على الجدار و أنظرُ إلى انعكاسِ الضوء على البلاطِ الأبيض رفعتُ رأسي حينما توقفَ السريرُ
ذو العجلات أمام أقدامي لأرى الطفل الرضيع الذي ينامُ على السرير بهدوءٍ و سكينة لا يدري ما يُخبىءُ لهُ القدر من الألمِ و الوجع ، جاءني ألمٌ مفاجىء في ذراعي الأيمن فأصبحت صعبةَ التحريك
أمسكتُ بيدي اليسرى ذراعي اليمنى و أنا أضغطُ على شفتاي و عيناي لازالت متصلبة حيثُ الطفل يرقدُ بسلام ، اقترب مني أحد البودي قارد : أستاذ عبدالقوي فيك شي ؟
نظرتُ إليه بحدة رغمَ الألم الذي أشعرُ بهِ ، لأني لا أحب الشفقة بتاتًا أحبُ دائمًا أن أكون قويًا و مهما بلغَّ فيَّ الضعف أغطيهِ بأكوامٍ من الصلابة و الجلافة ، رددتُ بصوتٍ جامد : خذ الولد و تعال الإجراءات انتهت .
مشيتُ أتقدمهُ و هوَّ يحملُ الطفل من ورائي ، أنا أولاً لا أريدُ حملَّ الطفل إطلاقًا و ثانيًا ألم يدي لا يكهنُ بالخير قد أحملهُ و يسقطُ من يدي أرضًا أو قد لا أستطيعُ حملهَ لشدةِ الوجع ، قد يكونُ شدًا
عضلي و يزولُ عما قريب .


***

الساعة الخامسة عصرًا , تغيرتُ جذريًا عن السابق بعدما كنتُ أهوى القوة و السطلة أصبحتُ أهوى الضعف و الخضوع و أستلذَ أيما لذة حينما أعذبُ ذاتي أشدَ العذاب و تزادادُ سعادتي حين رؤية من يقفُ ضدي و يُعاديني
و هذا الطبيب المقيت الذي بليتُ ذاتي بهِ لو أنهَ يموت و أرتاحُ منه, دائمًا يحاولُ أن يوحي لي أنني أظلمُ ذاتي بأفعالي و هوَّ مخطىء أنا في أشدِ مراحلِ السعادة و الراحة ، تركتُ حرقَ يدي بالسيجارة
و وجدتُ ما هوَّ أكثرُ لذة ممارسة الرياضة حتى آخرِ نفس ذلك العرق الذي يمطرني و العضلات التي تطلبُ مني التوقف و الراحة تُشعرني بالنشوة ، نزلتُ من آلةِ السير ، و أخذتُ هاتفي من على
المنضدة المجاورة بعد سماعي لوصولِ رسالةَ واتس اب ، كانت من رقمِ عَطرة انتفضت أصابعي بشدة و فتحتُ الرسالة بكلِ لهفة و ما أن قرأتُ حروفها حتى انعقدَ حاجباي بغرابة فلم أرسل لها
شيء و هي تكتب " أحسن و يستاهل الأكثر " و لِمَ تذكرني بصيغةِ الغائب و كأن هنالك من أرسل لها شيء بهاتفي ! ، لم أهتم يكفي أنها أرسلت إلى رقمي ، كتبتُ بلهفة " أدري والله أستاهل
أستاهل تعرفين تعذيب نفسي يريحني كثير أحس كأني أكفر عن أغلاطي مع إني عارف إنها صعب تتكفر بسهولة عشان كذا قررت تكون كل حياتي تعذيب لنفسي يمكن كثرة التعذيب يكفر لو جزء
بسيط من أغلاطي " .


***

الساعة السابعة مساءً , كنتُ أسير بجانبِ بابِ القصر جيئةً و ذهابًا بانتظار غانم الطفل الصغير الذي سأربيه و أعتني بهِ و بكلِ ما يخصه و يعنيه ، لا أدري كيفَ لي أن أصفَ شعوري و أرتبَ أحرفي فكلما جمعتُ حرفًا
ضاع مني , سعادةً غامرة و شيئًا من الخوف كونهُ أول طفلٍ سأرعاه و لهفةً و اشتياق أحاسيس مكتضة بداخلي ترسم ذاتها على ملامحي فتارةً أبتسم و أنا أتخيلهُ و تارةً أفركُ أصابعي بتوتر و تارةً
أتنهدُ بارتياح و أخرى أسحبُ نفسًا عميقًا و أزفرهُ لأطردَ خوفي حتى فُتِحَ الباب و تسمرت أقدامي دون حراك و أنا أرى خالي عبدالقوي يدخل و يتجهُ مباشرة للمصعد و من بعدهِ يدخلُ ناجي و بيدهِ
الطفلُ الصغير لم أتحرك و على عكسِ كلِ المشاعر المكتضة كنتُ جامدةً مستكينة لا تبدو عليَّ أيةَ تعابير ! ، تقدم ناجي بخطواتهِ حتى صار أمامي مباشرة لا تفصلنا إلا خطوةً واحدة أمسكَ بالطفل
بذراع و بالأخرى أمسك بيدي بينما أنا لم أبدي أي حركة وضع يدي على جبين الطفل فتحرك الدمُ بجسدي و درات الحياةُ بعدَ سكونها عادت المشاعر لدواخلي سقطت دموعي و مسحتُ يدي على
جبينه و ابتسامةً تظهرُ من بينِ دموعي إنهُ صغيرٌ للغاية أحمر البشرة أخذتُ الطفل من يده و وضعتُه قريبًا من صدري و أنا أنظرُ لهُ عن كثب أحفظُ أدق تفاصيله و بكلِ يوم سأحفظهُ أكثر و كأني
بالأمس لم أحفظه من اليوم أنتَ مسؤوليتي و كل حياتي .


***

بينما أنا منهمكة في التفكيرِ بهمي و غمي و أطنانَ مصائبي و ألمي سمعتُ صوتَ طفلٍ باكيٍ يجيءُ من الطابقِ الذي يعلو هذا الطابق ، أوحى إلي قلبي من قد يكونُ هذا الطفل لكني لن أرتاحَ حتى
أتأكد إن كان هذا الصوتَ حقيقةً أم خيالاً بما أني كثيرةُ التفكير بطفلي طفل الخسةِ و الحرام ، صعدتُ عن طريقَ الدرج إلى الطابقِ المقصود و أول ما وقعت عليهِ عيناي هي عُزوف تمشي في
الطابق و بيدها طفلٌ صغير يبكي بأعلى صوتهِ و ناجي يجلسُ على أريكةٍ صغيرة و يضحك بسرور و هو ينظرُ إليها بينما هيَّ تقول لهُ بحنق : تضحك بدل ما تساعدني .
فيقتربُ منها مبتسمًا و يحملُ الطفل بيديه و هو يقول : أمشي للغرفة نسوي له رضاعة شكله جيعان .
تجمعت الدموعُ بعيني و تراجعتُ أدراجي للوراء دون أن ينتبهوا إلي ، أما كان من المفترض أن يكون هذا الطفل طفل حلال يكون طفلي أنا و أنا من أسعى بهِ في القصر و احتضنُهُ إلي ، لماذا كل
شيء صار ضدي و عكس ما أريد ؟! ليتَ الدموع تُجدي فتعيد الأيام كي أموتَ تحت التراب قبل أن تأخذني صائمة أو أن لا أحب ركاض و الأهم ألا أتزوجهُ و لا أوافقُ ظانع بأفكاره ِالشنيعة، ووجدتُ
ذاتي في حُجرةِ الملابس أمام دولابي أفتحهُ و أرمي بأرديتي على السرير ، ثُم أُخرج حقيبة السفر و أرمي الأردية بداخلها بإهمال سأذهبُ إلى أي جحيم فأي جحيم سيكونُ أخفَ وطِئًا من هذا
الجحيم صوتُه ما يبعثُ بداخلي إلا الوجع و الحسرة لا أستطيعُ البقاءَ معهُ في منزلٍ واحد لن يكفينا مطلقًا رغمَّ اتساعه !


***





أخرجوا من السيارة رجل العصابة المصاب بذراعهِ بسبب الرصاصة التي أطلقها أحد الضباط الكنديين
بعدما وجدوا سيارتهِ متوقفة بجانبِ شارعٍ رئيسي
تجمهروا حول السيارة و هم يرددون لقد مات إنه ميت لقد مات لقد مات
و حملوهُ بعيدًا , و تفحصوا السيارة جيدًا أخذوا الهاتف ليتفحصهُ برمجيٌ ما
كنتُ أنظرُ إليهم من بعيد فلا أستطيعُ أن أكون معهم


قبـل ثلاث ساعات
بعدما هربت العصابة و تركت ما تركت من ضحايا , طلبتُ الاسعاف و ابتعدتُ عن المكان
كل الضحايا من الضباط إلا أحدهم كان من العصابة أُطلقت على قدمهِ رصاصة
نقلوهُ إلى المشفى و قاموا بعملهم و تركوهُ تحت التخدير لمدة
و حينما دخل أحد الضباط لأخذِ إفادتهِ
كانت المفآجأة أنهُ مقتول !
و حينما قاموا برؤية ما سُجل بآلةِ التصوير و جدوا رجلاً يرتدي رداء الممرضين
يدخل و بيدهِ سكين و يقومُ بطعنِ المستلقي على السرير تحت التخدير
و لم نتعرف على الرجل حتى الآن فهوَّ لم ينظر إلى آلةِ التصوير إطلاقًا و كأنهُ يحفظُ مكانها جيدًا
و حينما سألوا رجل الأمن الذي يقفُ على الباب أكدَ بأن ممرضًا قد دخل و لكنهُ كان ينظرُ للأرض و هو لم يستطع رؤيته
أحد الأمرين
إما أن رجل الأمن صادق و بالفعل لم يستطع رؤيته
أو أن رجل الأمن خائن و هو من ساعدَ القاتل للدخول
انتهى الأملُ من هذا الرجل هنا و بقيَّ الآخر الذي تم اعتقاله و كان قيدَ التحقيق


بعد ساعة من مقتلِ رجل العصابة , في السجن
تم استدعاء المعتقل للتحقيق و حين دخول السجان إلى لم يجد المعتقل
فذكر المعتلقين أنهُ في دورةِ المياه انتقل السجان إلى دورةِ المياه
مناديًا " أخرج من عندك تحقيق "
لكن لا إجابة انتظر و انتظر و نادى حتى الملل
و لم يكن إلا بابًا واحدًا مغلقًا دفعهُ حتى انفتح ليتفاجأ بالمعتقل منتحرًا !
و هنا ظننا أن الأمل انتهى لكنهُ لم ينتهي و الحمدلله
تم فحص السرير الذي استلقى عليهِ المعتقل ليجدوا رسالةً مكتوبة حملت الحروف التالية

" لقد تم اعتقالي و أنتم من المؤكد علمتم بهذا من جهاز التنصت المثبت بهاتف كل أفرادِ العصابة
أنا لن أقول شيئًا لكن حاولوا ارسال محامي جيد إليَّ بأقربِ فرصـ

و هنا توقفت الحروف فجأة
و هذا الذي لم يكن بالحسبان فالذي حصل هو قتل لا انتحار ولكن هم جعلوه كالانتحار حتى لا نبحث عنهم
و لكن توقف الحروف في الرسالة يدلُ على أن أحدًا ما استدرجهُ إلى دورةِ المياه و قام بقتله شنقًا
و لحسن الحظ لم يعلم بشأنِ الرسالة المتروكة و التي كان سيُرسلها إليهم و يبدو أن أحدَ السجانين خائن لصالح العصابة و هو من كان سيرسلها
بعدما أخبرني الضابط الكندي بما حصل ذكرتُ لهُ الخطوات القادمة التي عليهِ فعلها و هوَّ بدورهِ نقلها للسلك العسكري و كأنها من تخطيطه حتى لا يُكشف أمري
و أُنقل للسجن بدل نقلهم , وكانت الحيلة هيَّ أولُ خطوة
فأحدُ أفرادِ العصابة استطاع الهرب بالسيارة و ذراعهُ مصابة بالرصاصة
و منزل العصابة كان بعيدُا عن أي مشفى فقد يقفدُ وعيهُ قبل أن يصل إلى المشفى
تمت مشاهدة جميع آلات التصوير للطرق الرئيسية القريبة من المنزل
لنجد سيارة توقفت بجانبِ الطريق دون حركة
ذهبوا إلى المكان و ها أنا أنظرُ إليهم و فعلوا ما نصت عليهِ خطتي
حيثُ قاموا بالصراخ بكونهِ ميت
و هو مازال على قيدِ الحياة
و جهاز التنصت المثبت بالهواتف المحمولة لكلِ أفراد العصابة من المؤكد أنه نقل أصواتهم
و هكذا لن تستطيع العصابة قتل المعتقل لأنه يظنوه ميتًا و نحنُ نسطتيع التحقيق معه حى نجدهم
و هذا ما حدث تم نقلهُ إلى المشفى و تم كل شيء على خير و نُقلَ إليهِ الدم لفقدهِ الكثير من الدم
و بعدها تم التحقيق و هو يحتاجُ للراحة ولكن نخافُ أن تعلم العصابة بشأنِ الحيلة فتقتلهُ إن لم يكن باليد
سيكونُ بالسم عن طريقِ طعام المشفى و لذلك لم ندعهُ يتناول الطعام و كان الضباط يراقبونه بداخلِ الحجرة رغمَ رفضِ الأطباء لهذا
قال الضابطُ الكندي بصوتٍ حاد : لقد تم الامساك بك و عليك بالاعتراف بكلِ شيء و قبل أن تضع برأسكَ أملاً لتخفي الحقيقة و يحاولوا هم إخراجك
سأقول لك بأنهم يظنوك ميتًا و لتتأكد تابع ما التقطناهُ حينما وجدناك في السيارة
و تفاجأ المعتقل حينما سمع أصوات الضباط و هم يقولون مات و يأتي الاسعاف ليؤكد أنه مات بالفعل و عليهم القيام بالاجراءات
أنا كنتُ المصور و الضابط الذي يحقق هو الذي أتعاملُ معه
هنا أُلجِمَ لسان المعتقل و لم يستطع النطق بكلمة واحدة
و قام بالاعتراف بالحقائق لتخفيف عقوبتهِ فهوَّ مجردَ حارسٍ لهم .





***


كنتُ في أعلى مراحلِ السعادة حينما وافقت أمي على النزولِ إلى مدينةِ جدة لرؤيةِ أبي و بالرغم من أنها ذكرت لي أن أبي مفقودٌ منذُ سنين إلا أني لم أكترث و كان بداخلي حصنٌ لا يهدم من الأمل
مع أنها قالت لي قد لا يستقبلكِ كما تحبي و أيضًا لم أكترث بداخلي سعادةً لرؤيتهِ فقد تربيتُ يتيمةً طيلة حياتي و بي شيئًا من القهر و اللومِ و العتاب أريدُ صبَّ جام غضبي عليه سأقولَ لهُ لما لم تأخذ
أمي بالحلال لماذا أنا ابنةُ حرام سأحكي لهَ عن العراقيل التي واجهتني في حياتي رغمَ صغر سني الكلمة التي كانت كالرصاصِ الحارالحاد تُذيبُ أذني " بنت الزنا و الحرام " سأحتضنُه لأرتوي و سألومهُ
و أغضبُ عليهِ ليشاركني جزءًا من معاناتي ثم أرحلُ عنه فأنا لا أريدهُ لأنهَ لو أرادني لكان جاءَ أمي بالحلال لأكونَ ابنة حلال أينما أمشي ألاقي الاحترام و التقدير لولا هذهِ الحاجة التي بداخلي
لما ذهبتُ إلى منزلهِ باحثةً عنه كم أمقتُ هذا الشوق الذي يتربعُ بصدري أريدُ انتزاعهُ و دهسهُ و حرقهُ حتى تغيبَ ملامحهُ أريدُ استخراج قلبي من موضعهِ و طليهُ صبغهُ بالحقدِ و السواد ليزيد كرهي
كرهًا ، هوَّ يستحق الكره فبالرغم من أن أمي أيضًا أخطأت بحقي لكنها ندمت أشد الندم و حرصت على تربيتي أفضل تربية ، حاولت قدر المستطاع أن تجعل حياتي هانئة لكن المتطفلين القساة
لم يسمحوا بهذا فلازالوا يرددوا ابنة الحرام و الفجور و لو عاش أحدهم ما عشت لما نطق بما نطق ، يالله ألجم أفواههم عن بذيء الكلام فوالله لا أستطيع التحمل أكثر مما تحملت ، بذاتِ الوقت
أحمدُ الله أني أعيشُ جزءًا من حياتي بطمئنان فمن يقذفني و ينعتني بهذهِ الألفاظ هم من أقرباء ميرنا المرأة التي ربتني صغيرة أو يكونوا من أصدقاءِ ابنها و ابنتها أما غيرهم فلا يعرفون الخفاء
فأعيشُ جزءًا من حياتي مُكرمة و جُزءًا مذلولة ليتهم يتوقفوا عن الحديثِ بالأعراض و نقلِ الكلام ميرنا نقلت لأقربائها و أبنائها و أبنائها لأصدقائهم و أصدقائهم للغير و هكذا يتسعَ الخبر
و يتضح ما سترهُ الله .

*

مي طفلتي الصغيرة التي ما أن دخلت حياتي حتى لونتها بأزهى الألوان وجعلت منها لوحةً باهرة تسلبُ الأنفاس ما أن جاءت حتى عدتُ إلى رشدي و أصبحتُ امرأةً صالحة و أمًا محبة ، منذُ حملي
بها قررتُ تسميتها مي فصديقتي ديانا التي ساعدتني كثيرًا كانت تحبُ هذا الاسم و تتمنى أن تُرزق بفتاة و لكن توفيَّ زوجها و قُتل الحلم و حينما حملتُ أنا كان أقل ما أهبهُ لها هوَّ تسميةَ فتاتي
بما تحب ، كبرت الفتاة و علمت بالخفايا رغمَ حرصي على سترها بكت و تعذبت كثيرًا و لكنها طلبت رؤيةَ من كان سببًا في دموعها ، طلبت رؤيتك يا هزاع كم تمنيتَ أن تجيبَ أُختُكَ بالتعازي
لكنها أجابت تطمئن ابنتي بأنك مازلت على قيدِ الحياة و هذا ما لا أريده فأنا أعرفُ سوء خلقك و أعلم كيف لك أن تستقبلها أسوأ استقبال .


***



ستنتقلُ العصابة عن طريقِ شاحنة نقل سيارات على دفعات بسيارات متعددة
الشاحنة يقودها السائق و على متنها سيارة بحقيبةِ السيارة يوجدُ فرد من أفراد العصابة
سيعبروا إلى مدينةِ فانكوفر
ستنتقل الشاحنات إلى مستودعٍ يرتاحون بهِ ريثما يأتي موعدَ انتقال السفن في الميناء
سينتقلون عبر ميناء مدينة فانكوفر إلى الولايات المتحدة و هذا لن يحدث
ها هم الضباط الكنديون يختبئون بداخلِ المستودع بانتظارِ وصول الشاحنة
بينما أنا مختبىءٌ بالخارج
و ها هي الشاحنة تدخل المستودع


***


إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
الجحيم القادم يوم الاثنين .



 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجحيم, انتقام, اكشن, بوليسي, بقلمي, غموض, عجوز
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195054.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-04-16 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-04-15 05:57 AM


الساعة الآن 11:10 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية