كاتب الموضوع :
الشجية
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حيزبون الجحيم / بقلمي
الجحيـــم
(67)
** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **
صباحِ يومٍ جديد ، توجهتُ إلى المنزل الذي يوجدُ بهِ البكماء للتأكد من هويتها هيَّ أم لا ، و كم أتمنى أن تكون امرأةً غيرها فقيرةً
يكفلونها ، طرقتُ الباب عدة طرقات حتى فتحتُه خادمة فحركتُ لساني لأنطق لكن عيناي سقطت عليها و هي تحركُ رأسها بالرفض اكفهرت ملامحُ
الخادمة و غشا عينيها الخوف على البكماء فأوصدت الباب عدتُ لطرقهِ و برجاء : افتحي باخذ لك حقك من عبدالقوي افتحي لا تضعفي
افتحي يا حسناء .
زادت طرقاتي على الباب بلا كللٍ أو ملل ناديتُها مترجية فأنا أعلمُ أنها خائفة و مذعورة من الظالم الذي لا يرحم ، جلستُ أمام البابِ
بتعب و أصبحتُ محط نظرٍ للمارة ، حتى فتحت هيَّ الباب بعد مدة , تنظرُ بالأرجاء تظُنُنِي رحلت , سقطت عيناها عليَّ فشهقت
بينما أنا وقفتُ بسرعة و أمسكتُ بالباب قبل أن تغلقهُ : يا حسناء الله يهداك لمتى بتظلين على هالحال ارحمي نفسك وحقك بناخذه من
عبدالقوي بإذن الله ، الله مع المظلوم ينصره يا حسناء .
غطت عينيها بيديها و بكت بوهن و خطواتها تتراجعُ للوراءِ لداخل المنزل ، بينما أنا تقدمتُ بخطواتي حتى دخلتُ البيت و أغلقتُ
الباب من ورائي مستندة عليه ، فإذا بي أرى الخادمة ممسكة بالهاتف ، اتجهتُ إليها سريعًا و برجاء : لا لا تتصلي عليه ، ما كفاك ما
سويتوه بهالمسيكينة خليها تاخذ حقها لو مرة و إنتِ ما عليك أنا بأبعدك عن عبدالقوي بس خلي هالمسيكينة تشوف حياتها .
لكنها عادت بأنظارها للهاتف تارةً أخرى انتزعتُ الهاتف من بين يديها ، فقالت بعينين خائفة : ماما خلي أنا يسوي شغل كويس ، بابا
عبدالقوي يعصب .
أدخلتُ هاتفها بحقيبتي و طمأنتُها : والله ثم والله إنك بتكوني بحمايتي و لا بيدري بك ، إنتِ عاجبك حالها كذيا محبوسة بين هالجدران ؟
حركت رأسها بالرفض فابتسمتُ لها : و وعدٍ علي أكلك و مشربك و مصروفك أنا بحاول أوفرها لك لا يمتلي قلبك هم ارتاحي و ريحي
هالمسيكينة معك .
***
بتمامِ الساعة الثامنة صباحًا ذهبتُ إلى جامعةِ ستة أكتوبر و أنتظرتُ بالخارج أنظرُ للبابِ بتمعن أنتظرُ ذات الطال الذي دلني على منزلِ مي
و ركاض , لكني لم أراه طال الانتظار حتى مضت ساعةًكاملة و صارت الساعة التاسعة صباحًا فرأيتُه يدخل إلى الجامعة
خرجتُ من السيارة و توجهتُ إليهِ بخطواتٍ سريعة مناديًا لهُ : لو سمحت .
إلتفت للوراءِ حى رآءني , وقفتُ أمامه و أنا بالكادِ أستجمعُ أنفاسي , سألتُه عن الأماكن التي تُحِبُها مي
فأعطاني أسماء كباريهات و عنوان كنسية هيَّ الراهبة بها من الغباء أن تذهب مي إلى ذات الأماكن التي كانت تحبها
فالضبطُ العسكري يبحثُ عنها بكلِ بقعةٍ من بقاعِ الأرض ، و لكن قد أجدُ دليلاً ما في هذه الأماكن يكونُ جسر الوصلِ إليها ، و فضلتُ
البدأ بالكنيسة .
***
الساعة الواحدة ظهرًا , أسندتُ ظهري على الكرسي و بهدوء : طول الليل و أنا أحاول أقنع نفسي بسؤالك حتى شفت نفسي دخلت لسؤال ثاني ، الله سبحانه و تعالى
يقول " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون "
، و أنا رميت وقذفت زوجتي بدون دليل و لا شواهد و بدون ما أساسًا أشوف منها شي و الموضوع كبير لو ما كان كبير ما كان شرط وجود
أربعة شهود.
وضع نظارتهُ الطبية على عينيه : طيب تقدر تديني تكملة الآية .
تنهدتُ بضيق و قد علمتُ مبتغاه فأكملتُ الآية " إلا الذين تابوا من بعد ذلك و أصلحوا فإن الله غفور رحيم " أنا عارف بتقولي ربك غفور
رحيم و توب له و روح اعترف لزوجتك إنك غلطان طيب أنا فعلاً أقدر أقوم بكل هذا لكني فعلاً أحس بتأنيب ضمير قاتل ، أتخيل كذبي على
أنهار و الزنا معها و حرقي لها بالسيجارة في جسمها و آخر شي رميي لها بالصحراء و تركها وحدها ،و إذا نفضت راسي جاتني زوجتي
و اتذكرت قذفي لها و ظلمي لها اثناعشر سنة
" ابتسمتَ ببهوت " اليوم اتممنا اثنا عشر سنة و زوجتي جمعت في قلبها كثير صعب ترضى ببساطة و الأصعب إني أتوب و أفكاري كلها سلبية و كلها تحثني إني أسلم نفسي و أرتاح من هالعذاب و الله الموت أرحم من هذا الشعور
لا نفضت راسي بالمرة الثانية قلت لنفسي ما تستحي تسجد لربك في الصلاة و إنت زاني و قاذف ظالم .
ابتسم و بثبات : طيب هادا كلو يعني إنك مو راضي على كل الي علمتوا و هادا الندم هوا الندم على ما فات و العزم على عدم العودة
إليه إنتا يا معن بتطبق شروط التوبة و هادا شي ايجابي المفروض إنك تفرح مو تنزعج كدا ، حتقولي أنا ظلمت كتير في حياتي بس
يا معن دي صفحة و انطوت حتقدر ترجع الماضي و تصلحو طبعًا لا ، علشان كدا يا إما تكون إنسان ايجابي و متسامح مع نفسك و تطرد
كل السلبيات و تحطها بملف الماضي لكن تحاول تصلح هادا الملف علشان يخدمك و ينفعك بالحاضر أو تكمل سلبية و تسلم نفسك و تاخد
جزاتك بس تسيب عيالك يتامى و جوزتك مجروحة زيما هيا دحين حقدها حيزول و حتدعيلك لكنها حتفضل تقول كان في طريقة أحسن من كدا
يا معن ليه ما عملتها ليه اخترت هادا الطريق ليه ؟؟ ليه ؟؟ ، صدقني جوزتك مهما أظهرت القوة ربي حط في قلب كل واحد منا
الخير فيها صفة الرحمة لكنها تحتاج لدافع علشان تطلع دي الصفة و إنتا لازم تسعى تسبت لها إنك ندمان و تشتريها بكل كنوز الدنيا
، " فتح قنينة ماء و ارتشف منها ما يساعده على متابعةِ الحديث فقد جف ريقه ، أردف " لما نزلت الآية الي إنتا زكرتها قال
سادة الانصار سعد بن عبادة أهكذا أُنزلت يا رسول الله ؟ رد الرسول صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار! أما تسمعون ما يقول سيدكم؟
جاوبوا الأنصار: لا تلمه -يا رسول الله- فإنه رجل غيور، والله! ما تزوج امرأة قط إلا بكراً، وما طلق امرأة قط فاجترأ أحد منا على أن
يتزوجها من شدة غيرته، فلا تلمه يا رسول الله! اتكلم سعد بن عبادة : بأبي أنت وأمي يا رسول الله! والله! إني لأعلم أنها لحق، وأنها من
عند الله تعالى، لكني تعجبت! فإذا رأيت لكاعاً " يعني جوزتو اتفخذها رجال " لم يكن لي أن أهيجه، ولا أحركه حتى أنطلق لآتي بأربعة
شهداء! والله! ما آتي بهم إلا وقد قضى حاجته يا رسول الله! ) وقتها قال الحبيب : أتعجبون من غيرة سعد ؟! والله! لأنا أغير من سعد ، والله أغير
مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن )
الغيرة صفة أوجدها الله في عبادو و بزات الوقت الله كمان حط لعبادو شروط و أحكام و الله سبحانو و تعالى إزا حط فيك الغيرة و أعطاك حكم قوي
و عقاب أقوى هادا يعني إنو الانسان يقدر يتحكم بهادي الغيرة الي فيه ، إنتا اتجوزت و إنتا مفكر جوزتك بكر لكنك انصدمت و خصوصًا
إنها بنت عمك و تحوبها قبل الجواز فكان تصرفها هادا سيف دخل لقلبك و جرحك كتير مع هادا كنت رجال واعي و سحبتها لعند الدكتورة
إلي ما لحقت تديكم كامل المعلومات لأنك و للأسف استعجلتها و عصبت عليها بمجرد إنك فهمت مغزى الكلام و ما استنيتها تكمل كلامها و بعد
كلام الدكتورة رميتها بعبارات مو كويسة و استمرت حياتكم كدا اطنعشر سنة فأنا ما حكزب عليك إنتا كنت حكيم لما أخدتها للدكتورة
لكنك استعجلت كتير و بقيت ترميها مع إنك من ليلة ما اتجوزتها ما شوفت منها حاجة مو كويسة ، فإنتا غلطان بحقها أكيد و مع كدا
ربي زكر التوبة و الصلح لغفران الزنب ، كول الي راح راح ما حترجع حاجة و لا حتصلح الماضي حتبقى زكريات سيئة لكن لو صلحت
و بنيت الحاضر فالحاضر هادا هوا الي حيمسح الماضي من زاكرتكم و حتعيشوا حياة طيبة كويسة بإزن الله تعالى .
***
حينما كنتُ ادرسُ بمعهد اللغة الانجليزية دخلتُ لاختباري القدرات و التحصيلي لأنه في أيامي دراستي لم يكن هذا النظام موجود ، و ذهبتُ
إلى الكليةِ الطبية لاجراء فحوص ما قبل القبول و ناجي هوَّ من قام بتسجيلي و جاء بورقةِ القبول ، بالرغم من أن أحد أحلامي قد بزغ
نورهُ قليلاً بعدما كان معتمًا إلا أني أشعرُ بالضيق و الكدر فقد كان الطب من أحلام الطفولة و المراهقة لكن حلم النضج طفل ، و ليسَ
أيُ طفل بل طفلٌ منهُ هوَّ ، و لكنهُ شحيحٌ ضنين أمام جودي و عطائي الباذخ أعطيتُه سنيني و ما أعطاني شيئًا يغفرُ لهُ خطيئته ، شخصٌ
ما طرق الباب و لكني عرفتُ لم تكون هذهِ الطرقات إلا لهُ هو ناجي الذي لم ينجي وهن قلبي و شقاؤه و لا ليومٍ واحد ، جمعتُ الهواء لصدري
و بصوتٍ حاولتُ قدر المستطاعِ أن يكون ثابتًا : انتظر .
قمتُ من على البلاط البارد متجهةٌ لدورةِ المياه غسلتُ وجهي أمحي أثآر البكاء و جففتُه بالمنشفةِ الصغيرة بنفسجية اللون ، خرجتُ من
دورةِ المياه متجهةً الباب فتحتُه و مشيتُ دون أن أنظر له ، جلستُ أمام التسريحة و بصوتٍ هادىء يُعاكس الانفعال الذي كنتُ أعيشهُ قبل
دخوله : ليش جاي مو يعني صرت بداخل الجناح تقوم كمان تدق باب غرفتي و تدخلها .
تجاهل ما أقول قائلاً بصوتٍ مبحوح : تذكري هاليوم ؟
*
انتظرتُ اجابتها فأجابت بعد مدة و لازالت تجلسُ أمام التسريحة و تعطيني ظهرها بصوتٍ مضطرب : يوم اتكرر 12 مرة و بكل مرة
بجرح جديد أكره هاليوم سلب عُزوف ، كسر قارورة قتل أحلام و بنى أحلام لكن ما حققها .
اقتربتُ منها وقفتُ خلفها تمامًا أبعدتُ شعرها المنسدل على ظهرها إلى كتفها الأيمن ، فتحتُ الطوق الذي بيدي حتى عانق رقبتها
الشامخة قبلتُها بكتفها الأيسر بعمق أمسكتُ بشعرها و عدتُ لوضعهِ على ظهرها العاري فستانٌ أسود على بياضِ بشرتها و نعومتها تزيدُ
الفستان بهاءً ، ما أن اعتدلتُ واقفًا بعدما انخفضتُ بجسدي حتى أُثبت الطوق و ألثمُها حتى تنسفت براحة هل قُربي يصيبكُ بكلِ هذهِ
الطقوس إذا كان كذلك فلما الهجر و القحط ! ، قاطع صوتُها أفكاري : 12 سنة أجمل أيام حياتي !
هه تكذب على مين يا ناجي ! يعني إذا كتبت كلمتين مكذوبة على السلسة ما في شي بيتغير ، المفروض تكتب 12 سنة أسوأ أيام حياتي .
لم أكن أسمعُ ما تقول فقط تصلبت عيناي على يدها التي تلامسُ القلادة ، ثنيتُ أحد ركبي و التقفتُ يدها الممسكة بالقلادة قلبتُها بين
يدي و بهمس : ليش يا معزوفة ؟ !
بزغت نبرةُ البكاء بصوتها و حاولت سحبَّ يدها من بين يدي : لي .. لي ..لي مو لك .
ابتسمتُ و قربتُ يدها من ثغري و بذاتِ الهمس : لك بس ليش بهاليوم ؟!
تصاعدت شهقاتها و بوهن : اتركني ناجي لا تجرح فوق الجروح اتركني ما لي رغبة فيك اتركني ناجي اتركني الله يخليك .
أبعدتُ أصابعي عن يدها اصبعًا اصبعًا و عيناي متشبثة بنقوشِ الحناء التي يهواها قلبي على يديها هيَّ دون النساء ، ماذا تقصدين
يا معزوفة هل تريدين تعذيبي باللون الأسود الذي أقسمتُ أنكِ تزيدين اللون فاخمةً و فتنة حينما يلتفُ حولكِ و ترسمي النقوش
على نعومةِ يديكِ في يومٍ جمع بيننا ، هل أقسمتِ على عذابي و عذاب قلبي ! ، ابتعدتُ عنها و أنفاسي مضطربة روحي متلاشية و كل
أفكاري و تخيالاتي مشتاقةً لها .
***
بتمام الساعةِ الرابعة عصرًا ذهبتُ إلى الكنسية لكني لم أدخل بقيتُ في الخارج كالصنمِ أنتظرُ أحدًا ما يخرج لأسألهُ
خرج رجل فسارعتُ بسؤاله : لو سمحت بسأل عن الراهبة مي .
رفع كتفه للأعلى : ما ليش إلا اسبوع في الكنسية دي .
أومأتُ برأسي بهدوء و ذهب هوَّ حيثُ يريد ، بقيتُ عند الباب حتى خرجت امرأة فسألتُها : لو سمحتِ بسأل عن الراهبة مي .
مال فمها جانبًا : يا باشا هوا إنتا عسكري ، البت دي نزلت صورها في الجرايد و الناس كولها بتئول عنها كلام ما يتألش المهم أنا
ما أعرفهاش كتير بس هناديلك ست هيا صحبتها بالكنيسة دي .
دخلت للكنيسة و عادت بعد مدة و هي تدفعُ فتاةً أمامها : يا مديحة ئولي للباشا أي حاقة تعرفيها عن مي دي مجرمة لازم تتسلم
للعادلة .
وقفت مديحة أمامي واضعة يدها بخصرها : و مين حضرتك ؟ و عاوز مي ليه ؟ ما يمكن تكون بتساعدها و نحنا نفكرك معانا ، أنا عاوزة
أفهم كل حاقة .
جمعتُ أنفاسي و بهدوء : القصة طويلة حيل خلاصتها إن مي مثل ما ضرت أولاد بلدكم بالمخدرات حتى احنا ضرت أولادنا بالسعودية و كانت
هي و الي معاها سبب في سجن بنتي و لو حصلتها و اعترفت باللي سوته لبنتي بنتي بتخرج من السجن .
قالت صديقةُ مديحة بتهكمٍ على مي : البت دي مافيهاش خير خالص .
لتنطق مديحة بهدوء يُعاكس انفجارها السابق : و أنا هساعدك في ايه ؟
ابتسمتُ بسعادة : بس أبي معلومات أي معلومة صغيرة ممكن توصلني لها أي شي حتى لو تشوفيه تافه .
اعتدلت بوقوفها و صارت تنظرُ للسماء تحاولُ التذكر لتُخرج من داخل حقيبتها فوطة سكرية اللون و تمُدها لي ، أخذتُها من يدها و سقطت
عيناي على اسم الفندق المنقوش بالخيوطِ الذهبية " كايرو بلازا جيست هاوس "
التمعت عيناي : شكرًا يا بنتي ، بمسك في مي و بيدي بداخلها للسجن أوعدك .
أومأت برأسها : الفندىء ده كنت فيه مع مي و الراجل الاقنبي كان ينام معها فيه بس ده الكلام ئبل سنة من دلوقتي .
بأمل : المهم طرف الخيط و هالطرف بيسحبه كامل لكن أحتاج الصبر .
ابتعدتُ عنها أخرجتُ هاتفي و اتصلتُ على هزاع : السلام عليكم هزاع ، أسمع يا رجال توي التقيت بوحدة من الكنسية و عطتني منشفة
منقوش عليها اسم فندق قبل سنة كانت مي و الاجنبي يروحون له ، أفكر أروح للفندق و أشوف أسماء الي نزلوا للفندق بهالسنة
و أتأكد إذا يعرفون عنه أي معلومة ممكن رقم جوال أو شي يفيدنا لكن المشكلة ما بيرضوا يفتحوا أشياء خصوصية بلا مبرر ، الحل
برأيك ؟
صمت للحظات ، فمسحتُ ذقني بتوتر أخاف أن لا يمتلك الحل ، فكرتُ كثيرًا بالأمر لن أستطيع الوصول للملف إن لم أكن من الطاقم العسكري .
تحدث بهدوءٍ و اتزان : أنا أعطيك عنوان لضابط كان يساعدك أيام زماان المشكلة إنه أكيد غير بيته ، بس ممكن تسأل و توصله برسل
لك العنوان و الأكيد حتى الشوارع تغيرت فبتتعب حتى توصل للبيت .
تنهدت : المهم تخرج بنتي .
***
بهذا اليوم أتممتُ أنا و كاسري اثنا عشر سنة ، و لكني لستُ ممن يتراقصون فرحًا بهذا اليوم فيخرجوا للأسواق لشراءِ الهدايا
و يحفظوا من كلماتِ الحب و الهيام الشيء الكثير ، السرير ينتثرُ عليهِ الورد و اللون الاحمر ينتشرُ في كل مكان الشموع تتوزع في
الأركان ، حتى لو كنتُ خارج هذهِ القضبان لن أفعل هذا ، فأنا و كاسري نؤمن بأن الحب في كل حين و كلمات العشق تُطرب ألسنتنا بكلِ
وقت و اللون الأحمر لون الدم الذي يتدفقُ بالحياة لا يعني أننا لو جعلناهُ بكل الزوايا سنغيرُ حياتنا للأفضل فهو يوم و يمضي
و الوردُ يذبل لكن الحُب يبقى و الهدايا تُوزع أكثر من مرة في السنة ليس فقط بيومٍ واحد فهذا بدعة ، فالفعل و التصرف محدد
الوقت أو المكان بدعة ، أُحِبُك كاسري بكل يوم و كلِ حين و بكل لحظة أزدادُ عشقًا لك أنتَ لست اللون الأحمر بل أنت لون الحياة
أنت لست وردةً تذبل بل أنتَ من تسقي حياتي وردًا أنتَ لست شمعةً تنطفىء بل أنتَ من تشعلُ شموع حياتي .
***
أرسل ليَّ العنوان فأعطيتُهُ لسائقِ الأجرةالذي كان يعرفُ طرقَ السادس من أكتوبر جيدًا ، و لكن لأن الشوارع تغيرت عن السابق فالعنوان لا يُماثل طرقاتُ اليوم
لكنهُ استطاع أن يوقفني بذاتِ الحارة ، خرجتُ من السيارة و مددتُ له بالجنيهات أخذتُ أعدُ البيوت حتى وصلتُ بالعدِ إلى البيتِ الرابع ،
تقدمتُ بإتجاه المنزل الذي يمثلُ عمارة و بها محلات ، قال ليَّ هزاع أن المنزل شعبيٌ عتيق ، و لكن ما أراه اليوم مخالف لذلك الزمان ، دخلتُ إلى
صالون الحلاقة ألقيتُ السلام فردهُ كاملاً بادرتُ باستفساري : بسألك عن مالك الأرض هاذي اسمه هاني مرشود ؟
أخذ ينظفُ الشعر من على الأرض و أجاب دون أن ينظر إليَّ : لا حضرتك غلطان .
فطلبتُ منه : تقدر تعطيني عنوان مالك الأرض .
وضع أدوات التنظيف جانبًا و وقف بإتزان إلتقف الهاتف من يدي و من ثمَّ مده إلي ، شكرتُه بلطف و غادرتُ المحل متجهًا إلى مالكِ الأرض .
****
الساعة السادسة مساءً , تأوهتُ بألم و استندتُ بيدي على كرسي التسريحة عضضتُ شفتي و وضعتُ أحد يداي خلف ظهري مشيتُ و أنا أشعرُ
أن جسدي ثقيل و بالكاد أتحرك ، توجهتُ إلى السرير و استلقيتُ عليه و أنا أنظرُ للسقف أصبحتُ بالآونة الأخيرة أرددُ الشهادة كثيرًا
فهذا الألمُ و الوجع فوق طاقتي و مقدرتي على التحمل و أخافُ أن يأخذني الموتُ بغتة ، بدأتُ أشعرُ بالأعراض التي ذكرتها الطبيبة
و لكن تبقى ثلاثةُ أيام حتى أُنهيَّ شهري السادس و أدخلُ للسابع ، الوقتُ مبكرًا كثيرًا على الولادة أخافُ أن يموت كلما راودتني هذهِ الفكرة
تصاعدت ضرباتُ قلبي لقد تعلقتُ بهِ يالله أحببتُه كثيرًا رغمَّ أنه يؤلمني , كل يوم يأكلُ ما أأكل و يشربُ ما أشرب يركلني ليُثبت أنه
موجود و لكن بهذا اليوم خفت ركلاتُه كثيرًا و هذا من ضمن الأعراض التي أهلعُ منها أدعو الله أن لا ألدَّ إلا بشهري التاسع مولودًا سليمًا
مُعافى يالله .
***
الساعة السابعة و الربع في المغرب , كانت حسناء تحكي معاناتها بعد وفاةِ أخيها بلغةِ الإشارة و الخادمة تحكي ليَّ ما تقولهُ حسناء
و بكلِ حركة من يديها و حرفٍ يخرجُ من ثغر الخادمة كنتُ أمعنُ النظر بها
حتى وصل بيَّ التفكير إلى ما يهلعُ لهُ القلب و يشيبُ لهُ الرأس
تمتمتُ و ملامحي تدلُ على الضياع : هي والله هي هي .
***
إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
فيه جحيم ثاني بينزل على الساعة سبعة الصبح
هو جاهز بس بضيف له كم موقف و أراجعه
و يمكن يمكن مو اكيد يكونوا جحيمين مو جحيم واحد .
|