لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-16, 03:44 AM   المشاركة رقم: 421
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي









الجحيـــم


(66)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **











في المركز العسكري قسم مكافحةِ المخدرات بمدينةِ جدة ، بعد أدائي لصلاةِ المغرب جاء السجان مناديًا : حمداان ، تحقيق .
مشيتُ بجانبهِ يُمسك بيدي اللامبتورة ، دخلتُ إلى حجرةِ التحقيق جلستُ على الكرسي ، تحدث الملازم أحمد : كيف حالك حمدان .
أومأتُ برأسي : الحمدلله على كل حال .
بتساؤل و هو يستريحُ بظهرهِ على الكرسي : طبعًا إنت عارف إني بسألك بخصوص المبتورين مثل العادة ، المبتورين الي كانوا تحت رقابة
سمحي حصلوا أهاليهم الحمدلله ما بقي إلا أكبرهم عمر هزيم ، أما المبتورين الي عند راجي بقي منهم أربعة واحد أكبر من هزيم و طلع تحليله غير
متطابق لكن فيه ناس اليوم قالوا يبغون يسوون التحليل و ممكن يكونوا أهله و واحد منهم اليوم سوا التحليل و ينتظر النتيجة
و اثنين توهم رايحين للمركز يستلموا النتيجة ، هزيم هو الوحيد الي ما له أحد سأل أو استفسر عنه الولد يكابر كثير لكن بديت
أحس بضعفه دايمًا دمعته بطرف رمشه يمحيها على طول لازم تتذكر عنه أي شي نبي نعرف أهله على قيد الحياة و لا ميتين و لا خارج البلاد ،
ما نبي عمره يضيع كثر ما ضاع .
ابتسمتُ بحزن و أنا أتذكر هزيم الذي ترعرع بمنزلي حتى الخامسة من عمره ، لو أنه رآني حتمًا سيعرفني هو فقط يسمع حمدان و لا يدري أنه
بيومٍ ما كان يُناديني بـ " يبه " و ينادي عُشبة بـ " يمه " ، بندمٍ و حيرة على ما فعلتهُ بهِ : مرتي عُشبة كانت ولادتن بالقبيلة ،
واحدتن من الولادت ولَدَت مره و هالمره هربت و تركت من وراها وليد و بنية توم الوليد خذيناه ربيناه لمن وصل
للخمس سنين بترناه و تركناه مع بقية المبتورين ، " التقطتُ أنفاسي و أنا أتذكرُ تلك الرضيعة التي تعلق قلبي بها و لكني كابرتُ
و رميتُها للمجهول " البنية خذيتها بصندوق من شركة بو أصلان والي تسمت ذلحين شركة و مؤسسة عبدالقوي و ابناؤه و وصلتها لشركة
ماهر الي ذلحين مالها وجود ، ذا كل الي أعرفه أما إني أعرف لأي عيلة هو يكون فوالله ما دريت .

*

بعد انتهاء الملازم أحمد من استجواب حمدان شكر الضابط الذي كان من المفترض أن يحقق مع حمدان
لأن الملازم أحمد لا دخل له بمبتوري اليد فهو من قسم مكافحة المخدرات
و لكن الكاسر استأذن أحمد بالقيام بهذا الاستجواب
و قد وافق أحمد على ذلك و هذا مخالف للقانون
لأن القرار لم يصدر من المدعي العام .



***




ظهيرةَ يومٍ جديد , بندمٍ و حسرة : لما جاني هالكابوس صار يراودني هالشعور بقوة ، شعور تسليم نفسي تكفير لذنبي .
اتسعت عيناه و هو يهزُ رأسهُ أفقيًا رافضًا لما أقول : لا لا من قال كدا يا معن ، دا الكلام ما هو منطقي أبدًا أبدًا إزا كان تكفير
الزنب بدي الطريقة فليش ربي فتح أبواب التوبة لعبادو ؟ ليش ربي يغفر لعبادو ؟
بأسى و صوتٍ مبحوح : ذنب عن ذنب تفرق أنا ذنبي كبير من الموبقات السبع .
رصَّ على أسنانهُ بغضبٍ مني و يأسٍ من حالي فكم حاول اقناعي عن التزحزح عن هذه الفكرة ، التي يرآها غاية في الجنون : لا يا معن إنتا
مجنون رسمي ، الله سبحانه و تعالى فاتح باب التوبة لكل الزنوب شرط إنو يتوب العبد قبل موتو و مو هوا يحتضر يتوب زيما عمل فرعون
و شرط إنو يتوب قبل ما تشرق الشمس من مغربها لكن ماهية الزنب الي عملتو مو مهمة الأهم إنك ما ترجع لها تاني ، شوف يا معن كتير
بنسمع عن قصة الغامدية الي راحت للرسول تطلبو يطهرها ايش قالها الرسول ويحك ارجعي استغفري الله وتوبي إليه فكان كول مرة الرسول صلى الله عليها و سلم يرجعها و يرجعها
لما وضعت حملها و كمان رجعها لما تفطمو للرسول حكمة في اللي عملو لانو هيا كان ممكن تتوب لربنا توبة نصوحة ، لو كان ما قدامك
إلا أقامة الحد على نفسك كان من باب أولى الرسول صلى الله عليه وسلم خاف إنو الغامدية تخاف و تشرد و ما عاد تسلم نفسها للحد ،
الحد هادا يا معن علشان الناس تخاف و تعرف إنو دا الشي كبير و ربنا لما حط دي العقوبة حطاها لأنو دا الشي فعلا كبير ، و الحد
كمان كبير و في نفس الوقت شروطو صعبة يستلزم أربعة شهود و كمان رجاال أحرار و عدول و مسلمين ، فتجي إنتا بدل ما تستر نفسك
تروح تكشف نفسك و تقدم نفسك لا يا معن غلطان عمرو ديننا ما كان بهادا التشدد ديننا دين يُسر و رحمة و مادامها أول مرة لك
و ما قد سويتها مع بنت تانية هادا الشي بشارة خير في إنك بإزن الله ما حترجع لدا الشي تاني .
أغمضتُ عيني و سحبتُ نفسًا طويلاً عميقًا أحاول بهِ إخراج القدر الهائل من الشحنات السلبية التي تتشعبُ في قلبي و تمزقني : و البنت
الي ماتت و مالها ذنب بشي زوجتي الي يا ما قذفتها و شككت بنسب عيالي كل ذنوبي تبقى بلا عقاب !
ابتسم و بهدوء : البنت يا معن هيا الي رضيت على نفسها إنتا حتقول هيا ما كانت كدا و أنا لما قربت منها كانت بكر و أنا الي
جريت وراها لما أقنعتها بالحرام صح ؟ طيب أنا حجاوبك البنت ميتة و ما يصير نتكلم عليها بسوء لكن مضطر أحطلك النقاط على الحروف
علشان مخك الخرابة يتصلح ، البنت دي صدقني يا معن لو كانت بتخاف ربها ما عملت إلي عملتو لأنو الزنا حاجة كبيرة مرا و خصوصا على
البنت هيا ما فكرت بربها بهداك الوقت يمكن أكتر حاجة فكرت فيها أبوهاأو أمها و كيف راح تقابلهم إزا استمرت علاقتكم و مع هادا
طنشت تأنيب الضمير الي كان يجيها و طلعت معاك متصاحبة مع نفسها الأمارة بالسوء و لما اختليتوا في مكان واحد بدأ شغل الشيطان
ثالثكم و صار ما لا يحمد عقباه ساعتها أكيد البنت عرفت إنو كل الي صار بسبب خوفها من البشر لو كانت خافت من الي خلقها ما كانت
دخلت في دا الطريق أبدًا ، إنتا غلطان أكتر منها خصوصًا إنك الكبير لكن ما نقدر نقول إنها هيا الصح لا هيا كمان غلطانة و الي
يسبت كلامي إنو لما هيا ما رضيت تجيك في المرة الي بعدها إنتا أجبرتها بالصور الفاضحة إلي معاك وهيا للمرة التانية خافت من
البشر ، أقدر أقولك موقفها من الصور فعلاً كان صعب ممكن حتى الي إيمانها أقوى من دي البنت تعمل نفس عملتها لكن في المرة الأولى
كان بيدها تخبر أهلها عنك لكنها فضلت الاستمرار في العلاقة ، و مادامك شوفت الندم في عيونها فبإزن الله ربي حيغفر لها زنبها هيا
ندمت قبل ما تعرف إنها حتموت قبل ما يصير الاجهاض و يمكن قبل دي المدة بكتير ، و الحين دورك إنتا تندم و تتوب و تشيل فكرة
الحد من دماغك الخربان دا ، إنتا يا معن عندك زوجة لازم ترضيها و عندك عيال لازم تهتم لهم في ناس بحاجتك حتتركهم و تموت و طيب
زوجتك تصير أرملة و عيالك بتامى ليش ؟! ، إيش زنبهم ؟
ابتسمتُ ببهوت : زوجتي يوم الهنا عندها اليوم الي أطلقها فيه ، عيالي الأيام الي كنت فيها قريب منهم تنعد على أصابع اليد
ما بتفرق معاهم إذا غبت عن حياتهم أو انوجدت .
برفضٍ تام : غلطان يمكن إنتا صح مقصر في حق بزورتك بس هادا مو يعني إنو غيابك ما حيفرق عندهم بالعكس لما تغيب حيصير مكانك فاضي
حتى لو إنك كنت تجلس في المكان بدون ما تعمل شي يكفي إنو دا المكان فيه روح حية ، بنتك لما تنطق اسمها الثنائي ما بتنطقوا
زي كول مررة حيكون صعب عليها حتقول وينو بابا معن و ينو ليش أنا مو زي باقي البنات عندي بابا ، و ولدك لما يكبر ما حتكون
حولو إلا أمو , مامتو حتديه كول الي حتقدر عليه مع كدا حيكون محتاج لرجال قدوة و دا الرجال هوا إنتا ، جوزتك إزا إنتا ما كنت
لها بقية الأيام الجاية حتكون هيا لغيرك تعتقد إنها حتهتم للبزورة و لجوزها الجديد و بزورتها الجدد خصوصًا البنت تربيتها مش كويسة
تحت يد زوج الأم الأب غير يا معن لا تحرمهم منك توب لربي ، احتوي عيالك ، راضي جوزتك يوم يومين شهر شهرين سنة سنتين لما ترضى
زكرها إنو أبغض الحلال عند ربي الطلاق و إنك اتغيرت عن زمان و إنك ندمان لا تخلي الكبرياء حاجز بينكم دا الكبرياء يا ما و يا ما
هدم بيوت ، كون لها الزوج و الأب و الأم و الأخت زكرها بالبزورة و قولها حيتعبوا و يتشتتوا واحنا بعيدين عن بعض اصبر عليها
كتير لانها مجروحة منك كتير ، و إزا ما رضيت لا تعاند يمكن الفراق خير لكم طلقها طلقة أولى و لا تحرمها من بزورتها البزورة
حيكونوا وسط بينكم يمكن هما يرجعوا يلموا شملكم لما يشوفوا بينكم مسافة ، إزا رضيت رجعها في أيام عدتها ما رضيت طلقها
الطلقة التانية و كل واحد يشوف حياتو لكن لا تظلموا البزورة في دي الحياة .



***


حينما أخذتُ الهاتف منها لم أكن أعرفَ كيفيةَ الإرسال و بينما أنا أحاول دخلتُ لصندوق الوارد وجدتُ اسمًا تحجرت عيناي عليه اسمًا
حفظتُه جيدًا رغمَّ أني لا أجيدُ القراءة بشكلٍ جيد إلا أني أعرفُ هجاء هذا الاسم و كتابتهِ بخطٍ حسن " حمدان " هذا اسمُ والدي نعم اسمهُ
حمدان كنتُ طفلاً بالخامسة من عمري حينما وجدتُ ذاتي مبتور اليد و بمنزل سمحي غاب عطفُ أبي حمدان و حنانُ الاسم الذي يرافقه حنانُ
أمي عُشبة ، فتحتُ تلك الرسالة بأصابع مرتجفة و حاولتُ قراءة سطورها حتى نجحتُ بتهجي كل الأحرف علمتُ من هذه السطور أن الرسالة
جاءت إلى الشقراء من أحدِ مروجي المخدرات يخبرها بعنوانِ حمدان باتر أيدينا ، نسختُ الرسالة كما هيَّ و أضفت أن حمدان يعرف مكان
تجارِ المخدرات و ختمتُها بكلمةِ فاعلِ خير ، أخذتُ الهاتف لكي أكتب عنوان المنزل الذي نُحبسُ و نسجنُ فيه لأجدني أكتبُ مكان باترِ
أيدينا ، و من سطور الرسالة علم السلك العسكري أنهم لو أمسكوا بحمدان حتمًا سيمسكون بمروجي المخدرات ، أكثر ما أحزنني أن
حمدان باتر يدي قاتلُ أحلامي يحملُ ذات اسم والدي حمدان ، أين أنتَ يا والدي حمدان ، أين أنتِ يا والدتي عُشبة ، لم يتبقى منا إلا
القليل الجميعُ سعداء بأهاليهم إلا أنا وحيدٌ حتى الآن .


***


الساعة الرابعة و الثلث عصرًا , نادتني للجلوسِ بجوارها بابتسامةٍ واسعة و روحٍ مرحبة : تعال يزوني .
في بادىء الأمر ابتسمتُ لابتسامتها و لكن حينما نادتني بـ " يزن " اكفهرت أساريري رغمًا عني ، جلستُ بجوارها و بهدوء : اسمي أغيد .
ضحكت و بود : اتشرفنا و أنا ميساء أختك الي أكبر منك بثلاثة سنوات إنت عمرك خمسطعش و أنا عمري ثمنطعش .
فتحت الألبوم الذي بيدها و أشارت لطفلٍ و طفلة تقرصُ خده و هو منزعجٌ منها : ذي أنا من يومي أحب أسحب خدودك و أزعجك بكل شي كنت
أغار منك لأني كنت أهم شي عند بابا و ماما لما إنت جيت اتقسم الحنان بيننا و الحين أعوذ بالله بيننا الخمسة كلنا يعني انزبلت على
الآخر خصوصًا إني الكبيرة يا ميساء لا تحطي عقلك في عقلهم ، ميساء تكبر و عقلها يصغر شوف الحين أوريك .
نادت الفتاة الصغرى التي تلعبُ بسلسالٍ بيدها : ديما ليش تاخذي سلسالي بضربك ، قامت تجري وراء ديما دون أن تضربها فصاحت ديما كذبًا : يا ماما ميساء الكلبة تضربني .
ليجيء صوت أمي من المطبخ : يا ميساء اكبري و لا تحطي عقلك بعقلهم .
نظرت ميساء إليَّ و جلست بجوراي مبتسمة : شفت دايمًا كذا .
ضحكتُ بصخب عل تعابير وجهها فكانت تنظرُ لي بغرابة من ضحكي المجنون ولكن سرعان ما ضحكت معي .
جاءت أمي من المطبخ مسرعة متلهفة مبتسمة : أغيد حبيبي يضحك جعل سعادتك دوم يا ولدي الله يخليك لنا و لا يحرمنا منك يالغالي .
حركت ميساء سبابتها بالرفض : ما نبغى دموع يا ماما .
فتحت على صورةٍ ما ، كانت بالصورة امرأة بجانبها رجل و أنا أجلسُ بقدم المرأة و التي يبدو أنها أمي و الفتاة التي هيَّ ميساء تجلسُ على قدم الرجل و الذي يبدو أبي ،
جلست أمي بجورانا و أخذت تتحدث عن تلك الأيام بشوقٍ و حب و تشاركها ميساء بما تتذكره أما أنا كنتُ بعمر السنتين و بعض الصور بالثلاث لذلك
لا أتذكرُ شيئًا مما يقولون لكني كنتُ أبتسم حينما أرى اللمعة بأعينهم ، و نطقتُ بعدَ صمتٍ طويل : أمي ما شاء الله ما تغيرتِ كثير عن زمان .
اختفت الابتسامة عن وجهها حتى ظننتُ أني نطقتُ بمحظورٍ ما و لكن سرعان ما رسمت الابتسامة نفسها و بشكلٍ أجمل من ذي قبل ، جلست مقابلي
بعدما كانت تجلسُ بجواري و على الجانبِ الآخر ميساء ، وضعت يدها وراء رأسي و بحب : قلت لي أمي ؟
هل بالفعل أنا قلتُ أمي ؟ ، نعم لقد قلتُها و قلتُها بين ذاتي أيضًا ، ابتسمت بود : ايه يا أمي .
سحبت رأسي برفق و وضعتُه بصدرها و هذهِ المرة غمرتُ رأسي بصدرها أنتحبُ و أبكي باشتياقٍ لها ، هذا ما كنتُ أبحثُ عنه هذا الحنان
هذا الصدر هذا الحضن ، حضن أمي و حنانها الغزير .



***

الساعة السادسة و النصف مساءً , نادتني السجانة : هوازن أصل .
مشيتُ وراءها حتى وقفنا خلف الباب مدت إليَّ بالهاتف فعرفتُ أنه الكاسر ، جاءني صوتُه : السلام عليكم و الرحمة .
رددتُ السلام كاملاً و أردفتُ سريعًا : كيف حالك ؟
رد بهمس : إذا إنتِ بخير أنا بكون بخير ، و أردف بهمسٍ أرق : وحشتيني يا خافقي .
تعالت ضرباتُ قلبي بعد سماعي لصوتهِ الهامس و بخجل : و إنت أكثر والله .
جاءني صوتُه مبتسمًا : فديت الي يستحون و يصرفونها بإنت بس مقبولة منك يا قمرهم كلهم ، همم عندي لك بشارة .
قبضتُ على الهاتف بشدة و بشوق : قول والله من زمان عن الأخبار الحلوة .
بصوتٍ ناعم : شايفة السجانة افتحي يدك و قوليلها عطيني و بتعطيك البشارة.
رفعتُ رأسي إلى السجانة و من ثم أخفضتُ عيني للأرض و بتساؤل : بشارة ملموسة !
أجاب باختصار : ايه .
عقدتُ حاجبي بغرابة و اقتربتُ منها بيد أمسكُ الهاتف و يدي الأخرى مددتُها و أنا أرددُ ما لقنني إياه : عطيني البشارة .
لتضع هيَّ يدها فوق يدي و لكنها كانت تحجبُ البشارة بيدها و قد أحسستُ أنهُ شيءٌ حلقي يبدو أنه خاتم ! سحبت يدها فنظرتُ لما بيدي
اتسعت عيناي و انتفضت يدي سقط الخاتمُ أرضًا فنزلتُ للأرض بسرعة ألتقطهُ و أقلَّبهُ بين يدي و بتأتأة : هذا... خاتم... خاتم أبـ...وي .


*

ابتسمتُ بسعادة : ايه خاتم أبوكِ ، أردفتُ بهمس : أبوكِ حي ، بو أصلان حي .
عادت تُتأتىء : والله خـ...اتـ...مه و الله .
فعدتُ أردد مؤكدًا لها : أبوكِ حي .
يبدو أنها استوعبت فبكت بكاء الملتاعِ من الشوق بكت بكاءً مريرًا و هي ترددُ " أبـ...وي أبـ...وي والله هـ...و هو خاتـ...مه "
بهمس : اششششششش اهدي يا قلبي أبوكِ عايش ليه البكا ؟
قالت بصوتٍ باكِ خالطه الضحك : والله من الفرحة .
ابتسمتُ بحب : يلا عشاني امسحي دموعك و خذي نفس طويل .


*

طبقتُ ما قاله بالحرفِ الواحد و بعدما أخذتُ نفسًا عميقًا همستُ بعشقٍ له : شكرًا الكاسر شكرًا على كل كل شي و الله أحبك حب حروفي تعجز عن وصفه ...



***



الساعة الخامسة و النصف عصرًا , قبل نزولي إلى مدينةِ السادس من أكتوبر أرشدَ الكاسر صاحب " السوبر ماركت " إلى ملازمٍ اسمه أحمد أخذ من الملازم صورةً لمي و جهاد و أخبرنا
أن الأخ الآخر للكاسر اسمه ركاض و أن هنالك رجلاً أجنبي كانت تعرفه مي ، أخذتُ أُمعن النظر بالصورتين الفتاة لا تشبه أخاها إطلاقًا
هيَّ تبدو بدوية حادة الملامح بينما هوَ عكسها تمامًا ، كانت مي تقفُ أمام لوحة كُتب بأعلاها جامعة ستة أكتوبر ، و من هنا عرفتُ الطريق
الذي سأخطيه ذهبتُ إلى الجامعة و أول ما مددتُ الصورة لأولِ شابٍ قابلني عرفَ مي قائلاً بسخرية : هوا حتى الكبار عاوزين ليلة معاها
دي ما سابتش حد خالص .
مال فمي بإشمئزازٍ منها و من حالها لذلك منذُ سؤالي لأولِ طالب عرف من تكون مي ، سألتُه عن عنوان مسكنها و مسكن ركاض و عن رجل
أجنبي يُصادقُ مي فوجدتُ كل الاجابات ، ذهبتُ إلى منزلِ ركاض و الذي كان شقةً في عمارةٍ فاخرة ، لم أترك عذرًا إلا و اختلقتُه حتى أدخل
لكن هيهات رفضوا كل الأعذار و ذهبتُ لمنزلِ " مي " وقد كان فلة متوسطة الحجم المعضلة أن رجال الأمن المصري ينتشرون حول المنزل
تراجعتُ بخطواتي للوراء ، كل الأبواب مغلقة فما فكرتُ بهِ في بادىء الأمر أني سأنزلُ إلى مصر و أتجهُ إلى سجنِ الجيزة العسكري لمقابلةِ
ركاض و وضع النقاطِ على الحروف و لكني تفآجأتُ حينما قالوا أن أحد أشقاءِ ركاض قام بزيارتهِ قبل أسبوع و ثلاثةِ أيام و أن موعد
الزيارة القادم لن يكون إلا بعد ثلاثة أسابيع و أربعةُ أيام فالزيارة تكون كل خمسةِ أسابيع ، حاولتُ معهم و ذكرتُ لهم أن الزيارة
في غايةِ الأهمية فقالوا لن يسمحوا بالزيارة إلا بحضورِ المدعي العام و أحد الضباط القائمين بالتحقيق في هذهِ القضية ، اتصلتُ على
هزاع الذي لا يزالُ في مدينةِ أبها و أخبرتُه فقال لي : لا يا بو أصلان لا تقبل بالزيارة إنت في الماضي كنت تتعامل مع السلك العسكري
المصري فيمكن أحد يعرفك و يحتجزوك عشان هويتك المزورة و بياخذوا وقت عشان يصدروا هويتك الحقيقة هذا الوقت بيكون ورقة ربح
عبدالقوي ، استنى عليِّ لمن المغرب و بحاول أوصل لأي معلومة عن طريق السوشال ميديا .
حينها ضحكتُ بسخرية : تستهبل بتحصل معلومات عن عصابة بمواقع التواصل الاجتماعي !
قال مؤكدًا بثقة : بتشوف .
وفعلاً كان صادقًا بثقتهِ فهاهي صورة لأشقر الشعر تصلني في الواتس عن طريقِ هزاع الذي كتب أسفل الصورة : لا تستخف بقدراتي مرة ثانية
تراني داهية ، الناس صايرة مجنونة على هالمواقع و تستخدمها بشكل مفرط حتى إنه الغريب يعرفهم أكثر من القريب ، هذا الأشقر مسمي
نفسه اسم ماله دخل بأوين ناتان و هاذي نقطة ذكاء منه لكن الغباء إنه كاتب بصفحته في التويتر كلمات غزل عن مي ، و مادامه يحبها
لدرجة صارت نقطة ضعفه و ورقة ربح لنا أجل هي الحين بحمايته هو ، يعني بالعربي هو ضد أبوه و معاها ، فاللي عليك تسويه تدور على
هالأشقر و على المكان الي مخبي فيه مي .
عقدتُ حاجبي و كتبتُ متسائلاً : طيب و إنت كيف من بين كل الناس الي بتويتر طلعت ذا الأشقر و يمكن يتكلم عن مي غير عن مي الي نبيها .
وضع وجهًا غاضبًا و أردف : يا كثر أسئلتك مي لها حساب باسمها و اسم عيلتها و ذا الاجنبي من متابعينها ، مي ما اهتمت لأنه هويتها
مزورة و هي تدرس بذي الهوية و عندها اصدقاء و نزلت الحساب باسمها لكن ولد أوين مسجل اسمه غير لأنه الظاهر إنه ينزل لمصر باسم
غير اسمه و أصحاب مي الي بيشوفوه يتابعها بيستغربوا إنه محطي اسم ماكس شارل مع إنه اسمه غير عشان كذا حط ذا الاسم وممكن تدور
عليه بذا الاسم " ماكس شارل " .
و غير كذا استخدامه لاسم ماكس شارل يغطي عليه في كونه يحب مي و مي إنت قلت لي إنه الطالب المصري الي سألته وضحلك إنها ما تركت
أحد ما جامعته فلما أبوه يشوف ماكس يتابع مي بيحسبه أي شخص و ما بيظن إنه ولده مادام مي مضيعة نفسها ، فهمت الحين ؟
و يلا قدامي سوي شغلك و لا تنسى تبلغني بالمستجدات أول بأول .

***



الساعة السابعة و الثلث في المغرب , طلبتُ من والدتي هاتفها المحمول فهنالك أمانة عليَّ تسلميها اتصلتُ على الرقم الذي أحفظهُ جيدًا ، وصلني صوتُ أنفاسها بعد مدة
ابتسمتُ بمودة : السلام عليكم ، كيف حالك يا خالة مزنة أنا أغيد .
جاءني صوتها مرحبًا بي : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، والله إني بخير يا وليدي ، إنت شخبارك عساك طيب ؟
أجبتُ بذات الابتسامة و كأنها تراني : الحمدلله بأحسن حال حصلت عيلتي و قلت لازم أعطيك الأمانة و إنتِ تكمليها أنا محتاج أرتاح بين
أهلي وناسي .
قالت بسعادة : الحمدلله ياوليدي إلي فرحك بشوفتهم إيه يا وليدي لا تضيع دقيقتن واحدة بعيدٍ عنهم خلك معهم و انسى ذي السالفة .
قمتُ من على السرير و جلستُ على الأريكة : لا يا خالتي أنا أتممت نص الأمانة و إنتِ يا خالة عليك الباقي ، دقيت الباب يا خالة
وطلعت لي مره بكما و معها خدامة و هالبيت محد يدق بابه و كأنه ظانع مخبيهم عن العالم .
صمتت لمدةٍ طويلة حتى أني أبعدتُ الهاتف عن أذني و عدتُ لأضعهُ مناديًا : خالتي مزنة .
أما هيَّ فقالت بصدمة : معقولة معقولة !! الله ينتقم منك يا عبدالقوي كانك تسوي هالسوات ، وليدي أنا أحس بتعب أستأذنك بحفظ الرحمن .
أغلقت الهاتف ، بينما أنا بقيتُ أضعهَ على أذني ناطقًا بغرابة : معقولة تعرفها !


***


بمنتصفِ الليل , طرقتُ الباب فوصلني صوتها : اتفضل .
فتحتُه و ألقيتُ السلام و أنا أنظرُ لأناقتها التي تأسرني ردت السلام و تجاهلتني و هي تعودُ بعينيها للكاتبِ القابع بين يديها ،
اقتربتُ منها على مضض و جلستُ على مسافةٍ منها في السرير و بجدية : عُزوف اتركي الكتاب شوي أبيك بموضوع .
رفعت عيناها عن الكتاب و بتوجس : أخواتي فيهم شي ؟
حركتُ راسي نافيًا ، فزفرت براحة و عادت بعينيها للكتاب ، زفرتُ مثلها أحاول بزفيري طرد غضبي ، وضعتُ يدي على كتابها
و سحبتُه من بين يديها برفق
و بهدوء : عُزوف ما بآخذ وقت .
أخذت تنظرُ إلى أظافيرها المقلمة و الملونة باللون البنفسجي الفاتح : قدامك خمس دقايق لا أكثر .
توكأتُ بيدي على السرير و تقدم جسدي إليها قليلا و نطقتُ مبتسمًا : يعني لأننا صرنا طلاب طب نتكبر !
قالت ببرود : لا ، أنا لسى ماوصلت للتكبر و إن شاء ما أوصل له لكن في ناس واجب عليها ترد حقوقي المسلوبة و ردت لي حق الدراسة
و كل ما ردت لي حق أنا بعاملها بشكل أسوأ من قبل لما قلبي يتبرى منهم و أرجع عُزوف القديمة الي كانت عايشة براحة بعيد عن ضيم
و عذاب الحُب .
مسحتُ بيدي على مفرش السرير و بوهنٍ و ضعف : حقك يا معزوفة أي ردة فعل منك معك فيها كل الحق .
رفعت حاجبها و أعادت غرتها للوراء : أكيد معاي الحق ، المهم وش جايبك ؟
بهدوء : الي جايبني أمي لاحظت إن كل واحد فينا بغرفة و قالت ليش يا ولدي و صالحها و من هالكلام أنا أقول لو نرجع بنفس الجناح
على الأقل و إنتِ نامي بغرفة النوم و أنا بالصالة أو أي غرفة .
تنهدت بضيق : ايه حتى أنا كلمتني ، بتدخل جناحي و تنام بواحد من الغرف و مالك دخل فيني .
أومأتُ برأسي وقمتُ من على السرير ، وصلني صوتها بعد أن أعطيتُها ظهري متوجهًا للخارج : صرت تعرف أدآب الاستئذان أخيرًا .
عرفتُ أنها تتحدث عن طرقي للباب هذا الأدب الذي لطالما حاولت تعليمي إياه وكنتُ أعاندها لكني الآن سأفعلُ كل ما تريد تكفيرًا لخطايا
اقترفتُها بحقها تجاهلتُ ما قالت و أنا أخرج من الحجرة أشعرُ بضيقٍ لا يمكنني وصفه لم أعتقد أنها ستقابلني بهذا الشكل ، فبعدما
كنتُ أنا أستنقصُ أنوثتها هاهيَّ اليوم تستنقصني .



***



صباحِ يومٍ جديد ، توجهتُ إلى المنزل الذي يوجدُ بهِ البكماء للتأكد من هويتها هيَّ أم لا ، و كم أتمنى أن تكون امرأةً غيرها فقيرةً
يهتمون بها ، طرقتُ الباب عدة طرقات حتى فتحتُه خادمة فرفعتُ لساني لأنطق لكن عيناي سقطت عليها و هي تحركُ رأسها بالرفض و تبكي بوهن اكفهرت
ملامحُ الخادمة و غشا عينيها الخوف على البكماء فأوصدت الباب عدتُ لطرقهِ
و برجاء : افتحي باخذ لك حقك من عبدالقوي افتحي لا تضعفي افتحي يا ...


***



إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
الجحيم يوم الخميس القادم .


 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 14-07-16, 05:12 PM   المشاركة رقم: 422
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259797
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: دهن عود قديم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدAjman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دهن عود قديم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

افتحي يازبيدة ،افتحي ياام هزيم وارجعي لعيالج ولزوجج الكل يحتاج لج بنفس مقدار حاجتج لهم

 
 

 

عرض البوم صور دهن عود قديم   رد مع اقتباس
قديم 15-07-16, 07:02 PM   المشاركة رقم: 423
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

فصل رائع جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 18-07-16, 11:12 AM   المشاركة رقم: 424
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2013
العضوية: 252627
المشاركات: 10
الجنس أنثى
معدل التقييم: واحدة من عباد الله عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 26

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
واحدة من عباد الله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

روايتك جميله جدا ربنا يوفقك طمنينا عليك

 
 

 

عرض البوم صور واحدة من عباد الله   رد مع اقتباس
قديم 26-07-16, 12:25 AM   المشاركة رقم: 425
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي









الجحيـــم


(67)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **







صباحِ يومٍ جديد ، توجهتُ إلى المنزل الذي يوجدُ بهِ البكماء للتأكد من هويتها هيَّ أم لا ، و كم أتمنى أن تكون امرأةً غيرها فقيرةً
يكفلونها ، طرقتُ الباب عدة طرقات حتى فتحتُه خادمة فحركتُ لساني لأنطق لكن عيناي سقطت عليها و هي تحركُ رأسها بالرفض اكفهرت ملامحُ
الخادمة و غشا عينيها الخوف على البكماء فأوصدت الباب عدتُ لطرقهِ و برجاء : افتحي باخذ لك حقك من عبدالقوي افتحي لا تضعفي
افتحي يا حسناء .
زادت طرقاتي على الباب بلا كللٍ أو ملل ناديتُها مترجية فأنا أعلمُ أنها خائفة و مذعورة من الظالم الذي لا يرحم ، جلستُ أمام البابِ
بتعب و أصبحتُ محط نظرٍ للمارة ، حتى فتحت هيَّ الباب بعد مدة , تنظرُ بالأرجاء تظُنُنِي رحلت , سقطت عيناها عليَّ فشهقت
بينما أنا وقفتُ بسرعة و أمسكتُ بالباب قبل أن تغلقهُ : يا حسناء الله يهداك لمتى بتظلين على هالحال ارحمي نفسك وحقك بناخذه من
عبدالقوي بإذن الله ، الله مع المظلوم ينصره يا حسناء .
غطت عينيها بيديها و بكت بوهن و خطواتها تتراجعُ للوراءِ لداخل المنزل ، بينما أنا تقدمتُ بخطواتي حتى دخلتُ البيت و أغلقتُ
الباب من ورائي مستندة عليه ، فإذا بي أرى الخادمة ممسكة بالهاتف ، اتجهتُ إليها سريعًا و برجاء : لا لا تتصلي عليه ، ما كفاك ما
سويتوه بهالمسيكينة خليها تاخذ حقها لو مرة و إنتِ ما عليك أنا بأبعدك عن عبدالقوي بس خلي هالمسيكينة تشوف حياتها .
لكنها عادت بأنظارها للهاتف تارةً أخرى انتزعتُ الهاتف من بين يديها ، فقالت بعينين خائفة : ماما خلي أنا يسوي شغل كويس ، بابا
عبدالقوي يعصب .
أدخلتُ هاتفها بحقيبتي و طمأنتُها : والله ثم والله إنك بتكوني بحمايتي و لا بيدري بك ، إنتِ عاجبك حالها كذيا محبوسة بين هالجدران ؟
حركت رأسها بالرفض فابتسمتُ لها : و وعدٍ علي أكلك و مشربك و مصروفك أنا بحاول أوفرها لك لا يمتلي قلبك هم ارتاحي و ريحي
هالمسيكينة معك .




***




بتمامِ الساعة الثامنة صباحًا ذهبتُ إلى جامعةِ ستة أكتوبر و أنتظرتُ بالخارج أنظرُ للبابِ بتمعن أنتظرُ ذات الطال الذي دلني على منزلِ مي
و ركاض , لكني لم أراه طال الانتظار حتى مضت ساعةًكاملة و صارت الساعة التاسعة صباحًا فرأيتُه يدخل إلى الجامعة
خرجتُ من السيارة و توجهتُ إليهِ بخطواتٍ سريعة مناديًا لهُ : لو سمحت .
إلتفت للوراءِ حى رآءني , وقفتُ أمامه و أنا بالكادِ أستجمعُ أنفاسي , سألتُه عن الأماكن التي تُحِبُها مي
فأعطاني أسماء كباريهات و عنوان كنسية هيَّ الراهبة بها من الغباء أن تذهب مي إلى ذات الأماكن التي كانت تحبها
فالضبطُ العسكري يبحثُ عنها بكلِ بقعةٍ من بقاعِ الأرض ، و لكن قد أجدُ دليلاً ما في هذه الأماكن يكونُ جسر الوصلِ إليها ، و فضلتُ
البدأ بالكنيسة .


***


الساعة الواحدة ظهرًا , أسندتُ ظهري على الكرسي و بهدوء : طول الليل و أنا أحاول أقنع نفسي بسؤالك حتى شفت نفسي دخلت لسؤال ثاني ، الله سبحانه و تعالى
يقول " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون "
، و أنا رميت وقذفت زوجتي بدون دليل و لا شواهد و بدون ما أساسًا أشوف منها شي و الموضوع كبير لو ما كان كبير ما كان شرط وجود
أربعة شهود.
وضع نظارتهُ الطبية على عينيه : طيب تقدر تديني تكملة الآية .
تنهدتُ بضيق و قد علمتُ مبتغاه فأكملتُ الآية " إلا الذين تابوا من بعد ذلك و أصلحوا فإن الله غفور رحيم " أنا عارف بتقولي ربك غفور
رحيم و توب له و روح اعترف لزوجتك إنك غلطان طيب أنا فعلاً أقدر أقوم بكل هذا لكني فعلاً أحس بتأنيب ضمير قاتل ، أتخيل كذبي على
أنهار و الزنا معها و حرقي لها بالسيجارة في جسمها و آخر شي رميي لها بالصحراء و تركها وحدها ،و إذا نفضت راسي جاتني زوجتي
و اتذكرت قذفي لها و ظلمي لها اثناعشر سنة
" ابتسمتَ ببهوت " اليوم اتممنا اثنا عشر سنة و زوجتي جمعت في قلبها كثير صعب ترضى ببساطة و الأصعب إني أتوب و أفكاري كلها سلبية و كلها تحثني إني أسلم نفسي و أرتاح من هالعذاب و الله الموت أرحم من هذا الشعور
لا نفضت راسي بالمرة الثانية قلت لنفسي ما تستحي تسجد لربك في الصلاة و إنت زاني و قاذف ظالم .
ابتسم و بثبات : طيب هادا كلو يعني إنك مو راضي على كل الي علمتوا و هادا الندم هوا الندم على ما فات و العزم على عدم العودة
إليه إنتا يا معن بتطبق شروط التوبة و هادا شي ايجابي المفروض إنك تفرح مو تنزعج كدا ، حتقولي أنا ظلمت كتير في حياتي بس
يا معن دي صفحة و انطوت حتقدر ترجع الماضي و تصلحو طبعًا لا ، علشان كدا يا إما تكون إنسان ايجابي و متسامح مع نفسك و تطرد
كل السلبيات و تحطها بملف الماضي لكن تحاول تصلح هادا الملف علشان يخدمك و ينفعك بالحاضر أو تكمل سلبية و تسلم نفسك و تاخد
جزاتك بس تسيب عيالك يتامى و جوزتك مجروحة زيما هيا دحين حقدها حيزول و حتدعيلك لكنها حتفضل تقول كان في طريقة أحسن من كدا
يا معن ليه ما عملتها ليه اخترت هادا الطريق ليه ؟؟ ليه ؟؟ ، صدقني جوزتك مهما أظهرت القوة ربي حط في قلب كل واحد منا
الخير فيها صفة الرحمة لكنها تحتاج لدافع علشان تطلع دي الصفة و إنتا لازم تسعى تسبت لها إنك ندمان و تشتريها بكل كنوز الدنيا
، " فتح قنينة ماء و ارتشف منها ما يساعده على متابعةِ الحديث فقد جف ريقه ، أردف " لما نزلت الآية الي إنتا زكرتها قال
سادة الانصار سعد بن عبادة أهكذا أُنزلت يا رسول الله ؟ رد الرسول صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار! أما تسمعون ما يقول سيدكم؟
جاوبوا الأنصار: لا تلمه -يا رسول الله- فإنه رجل غيور، والله! ما تزوج امرأة قط إلا بكراً، وما طلق امرأة قط فاجترأ أحد منا على أن
يتزوجها من شدة غيرته، فلا تلمه يا رسول الله! اتكلم سعد بن عبادة : بأبي أنت وأمي يا رسول الله! والله! إني لأعلم أنها لحق، وأنها من
عند الله تعالى، لكني تعجبت! فإذا رأيت لكاعاً " يعني جوزتو اتفخذها رجال " لم يكن لي أن أهيجه، ولا أحركه حتى أنطلق لآتي بأربعة
شهداء! والله! ما آتي بهم إلا وقد قضى حاجته يا رسول الله! ) وقتها قال الحبيب : أتعجبون من غيرة سعد ؟! والله! لأنا أغير من سعد ، والله أغير
مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن )
الغيرة صفة أوجدها الله في عبادو و بزات الوقت الله كمان حط لعبادو شروط و أحكام و الله سبحانو و تعالى إزا حط فيك الغيرة و أعطاك حكم قوي
و عقاب أقوى هادا يعني إنو الانسان يقدر يتحكم بهادي الغيرة الي فيه ، إنتا اتجوزت و إنتا مفكر جوزتك بكر لكنك انصدمت و خصوصًا
إنها بنت عمك و تحوبها قبل الجواز فكان تصرفها هادا سيف دخل لقلبك و جرحك كتير مع هادا كنت رجال واعي و سحبتها لعند الدكتورة
إلي ما لحقت تديكم كامل المعلومات لأنك و للأسف استعجلتها و عصبت عليها بمجرد إنك فهمت مغزى الكلام و ما استنيتها تكمل كلامها و بعد
كلام الدكتورة رميتها بعبارات مو كويسة و استمرت حياتكم كدا اطنعشر سنة فأنا ما حكزب عليك إنتا كنت حكيم لما أخدتها للدكتورة
لكنك استعجلت كتير و بقيت ترميها مع إنك من ليلة ما اتجوزتها ما شوفت منها حاجة مو كويسة ، فإنتا غلطان بحقها أكيد و مع كدا
ربي زكر التوبة و الصلح لغفران الزنب ، كول الي راح راح ما حترجع حاجة و لا حتصلح الماضي حتبقى زكريات سيئة لكن لو صلحت
و بنيت الحاضر فالحاضر هادا هوا الي حيمسح الماضي من زاكرتكم و حتعيشوا حياة طيبة كويسة بإزن الله تعالى .


***



حينما كنتُ ادرسُ بمعهد اللغة الانجليزية دخلتُ لاختباري القدرات و التحصيلي لأنه في أيامي دراستي لم يكن هذا النظام موجود ، و ذهبتُ
إلى الكليةِ الطبية لاجراء فحوص ما قبل القبول و ناجي هوَّ من قام بتسجيلي و جاء بورقةِ القبول ، بالرغم من أن أحد أحلامي قد بزغ
نورهُ قليلاً بعدما كان معتمًا إلا أني أشعرُ بالضيق و الكدر فقد كان الطب من أحلام الطفولة و المراهقة لكن حلم النضج طفل ، و ليسَ
أيُ طفل بل طفلٌ منهُ هوَّ ، و لكنهُ شحيحٌ ضنين أمام جودي و عطائي الباذخ أعطيتُه سنيني و ما أعطاني شيئًا يغفرُ لهُ خطيئته ، شخصٌ
ما طرق الباب و لكني عرفتُ لم تكون هذهِ الطرقات إلا لهُ هو ناجي الذي لم ينجي وهن قلبي و شقاؤه و لا ليومٍ واحد ، جمعتُ الهواء لصدري
و بصوتٍ حاولتُ قدر المستطاعِ أن يكون ثابتًا : انتظر .
قمتُ من على البلاط البارد متجهةٌ لدورةِ المياه غسلتُ وجهي أمحي أثآر البكاء و جففتُه بالمنشفةِ الصغيرة بنفسجية اللون ، خرجتُ من
دورةِ المياه متجهةً الباب فتحتُه و مشيتُ دون أن أنظر له ، جلستُ أمام التسريحة و بصوتٍ هادىء يُعاكس الانفعال الذي كنتُ أعيشهُ قبل
دخوله : ليش جاي مو يعني صرت بداخل الجناح تقوم كمان تدق باب غرفتي و تدخلها .
تجاهل ما أقول قائلاً بصوتٍ مبحوح : تذكري هاليوم ؟


*

انتظرتُ اجابتها فأجابت بعد مدة و لازالت تجلسُ أمام التسريحة و تعطيني ظهرها بصوتٍ مضطرب : يوم اتكرر 12 مرة و بكل مرة
بجرح جديد أكره هاليوم سلب عُزوف ، كسر قارورة قتل أحلام و بنى أحلام لكن ما حققها .
اقتربتُ منها وقفتُ خلفها تمامًا أبعدتُ شعرها المنسدل على ظهرها إلى كتفها الأيمن ، فتحتُ الطوق الذي بيدي حتى عانق رقبتها
الشامخة قبلتُها بكتفها الأيسر بعمق أمسكتُ بشعرها و عدتُ لوضعهِ على ظهرها العاري فستانٌ أسود على بياضِ بشرتها و نعومتها تزيدُ
الفستان بهاءً ، ما أن اعتدلتُ واقفًا بعدما انخفضتُ بجسدي حتى أُثبت الطوق و ألثمُها حتى تنسفت براحة هل قُربي يصيبكُ بكلِ هذهِ
الطقوس إذا كان كذلك فلما الهجر و القحط ! ، قاطع صوتُها أفكاري : 12 سنة أجمل أيام حياتي !
هه تكذب على مين يا ناجي ! يعني إذا كتبت كلمتين مكذوبة على السلسة ما في شي بيتغير ، المفروض تكتب 12 سنة أسوأ أيام حياتي .
لم أكن أسمعُ ما تقول فقط تصلبت عيناي على يدها التي تلامسُ القلادة ، ثنيتُ أحد ركبي و التقفتُ يدها الممسكة بالقلادة قلبتُها بين
يدي و بهمس : ليش يا معزوفة ؟ !
بزغت نبرةُ البكاء بصوتها و حاولت سحبَّ يدها من بين يدي : لي .. لي ..لي مو لك .
ابتسمتُ و قربتُ يدها من ثغري و بذاتِ الهمس : لك بس ليش بهاليوم ؟!
تصاعدت شهقاتها و بوهن : اتركني ناجي لا تجرح فوق الجروح اتركني ما لي رغبة فيك اتركني ناجي اتركني الله يخليك .
أبعدتُ أصابعي عن يدها اصبعًا اصبعًا و عيناي متشبثة بنقوشِ الحناء التي يهواها قلبي على يديها هيَّ دون النساء ، ماذا تقصدين
يا معزوفة هل تريدين تعذيبي باللون الأسود الذي أقسمتُ أنكِ تزيدين اللون فاخمةً و فتنة حينما يلتفُ حولكِ و ترسمي النقوش
على نعومةِ يديكِ في يومٍ جمع بيننا ، هل أقسمتِ على عذابي و عذاب قلبي ! ، ابتعدتُ عنها و أنفاسي مضطربة روحي متلاشية و كل
أفكاري و تخيالاتي مشتاقةً لها .




***


بتمام الساعةِ الرابعة عصرًا ذهبتُ إلى الكنسية لكني لم أدخل بقيتُ في الخارج كالصنمِ أنتظرُ أحدًا ما يخرج لأسألهُ
خرج رجل فسارعتُ بسؤاله : لو سمحت بسأل عن الراهبة مي .
رفع كتفه للأعلى : ما ليش إلا اسبوع في الكنسية دي .
أومأتُ برأسي بهدوء و ذهب هوَّ حيثُ يريد ، بقيتُ عند الباب حتى خرجت امرأة فسألتُها : لو سمحتِ بسأل عن الراهبة مي .
مال فمها جانبًا : يا باشا هوا إنتا عسكري ، البت دي نزلت صورها في الجرايد و الناس كولها بتئول عنها كلام ما يتألش المهم أنا
ما أعرفهاش كتير بس هناديلك ست هيا صحبتها بالكنيسة دي .
دخلت للكنيسة و عادت بعد مدة و هي تدفعُ فتاةً أمامها : يا مديحة ئولي للباشا أي حاقة تعرفيها عن مي دي مجرمة لازم تتسلم
للعادلة .
وقفت مديحة أمامي واضعة يدها بخصرها : و مين حضرتك ؟ و عاوز مي ليه ؟ ما يمكن تكون بتساعدها و نحنا نفكرك معانا ، أنا عاوزة
أفهم كل حاقة .
جمعتُ أنفاسي و بهدوء : القصة طويلة حيل خلاصتها إن مي مثل ما ضرت أولاد بلدكم بالمخدرات حتى احنا ضرت أولادنا بالسعودية و كانت
هي و الي معاها سبب في سجن بنتي و لو حصلتها و اعترفت باللي سوته لبنتي بنتي بتخرج من السجن .
قالت صديقةُ مديحة بتهكمٍ على مي : البت دي مافيهاش خير خالص .
لتنطق مديحة بهدوء يُعاكس انفجارها السابق : و أنا هساعدك في ايه ؟
ابتسمتُ بسعادة : بس أبي معلومات أي معلومة صغيرة ممكن توصلني لها أي شي حتى لو تشوفيه تافه .
اعتدلت بوقوفها و صارت تنظرُ للسماء تحاولُ التذكر لتُخرج من داخل حقيبتها فوطة سكرية اللون و تمُدها لي ، أخذتُها من يدها و سقطت
عيناي على اسم الفندق المنقوش بالخيوطِ الذهبية " كايرو بلازا جيست هاوس "
التمعت عيناي : شكرًا يا بنتي ، بمسك في مي و بيدي بداخلها للسجن أوعدك .
أومأت برأسها : الفندىء ده كنت فيه مع مي و الراجل الاقنبي كان ينام معها فيه بس ده الكلام ئبل سنة من دلوقتي .
بأمل : المهم طرف الخيط و هالطرف بيسحبه كامل لكن أحتاج الصبر .
ابتعدتُ عنها أخرجتُ هاتفي و اتصلتُ على هزاع : السلام عليكم هزاع ، أسمع يا رجال توي التقيت بوحدة من الكنسية و عطتني منشفة
منقوش عليها اسم فندق قبل سنة كانت مي و الاجنبي يروحون له ، أفكر أروح للفندق و أشوف أسماء الي نزلوا للفندق بهالسنة
و أتأكد إذا يعرفون عنه أي معلومة ممكن رقم جوال أو شي يفيدنا لكن المشكلة ما بيرضوا يفتحوا أشياء خصوصية بلا مبرر ، الحل
برأيك ؟
صمت للحظات ، فمسحتُ ذقني بتوتر أخاف أن لا يمتلك الحل ، فكرتُ كثيرًا بالأمر لن أستطيع الوصول للملف إن لم أكن من الطاقم العسكري .
تحدث بهدوءٍ و اتزان : أنا أعطيك عنوان لضابط كان يساعدك أيام زماان المشكلة إنه أكيد غير بيته ، بس ممكن تسأل و توصله برسل
لك العنوان و الأكيد حتى الشوارع تغيرت فبتتعب حتى توصل للبيت .
تنهدت : المهم تخرج بنتي .


***


بهذا اليوم أتممتُ أنا و كاسري اثنا عشر سنة ، و لكني لستُ ممن يتراقصون فرحًا بهذا اليوم فيخرجوا للأسواق لشراءِ الهدايا
و يحفظوا من كلماتِ الحب و الهيام الشيء الكثير ، السرير ينتثرُ عليهِ الورد و اللون الاحمر ينتشرُ في كل مكان الشموع تتوزع في
الأركان ، حتى لو كنتُ خارج هذهِ القضبان لن أفعل هذا ، فأنا و كاسري نؤمن بأن الحب في كل حين و كلمات العشق تُطرب ألسنتنا بكلِ
وقت و اللون الأحمر لون الدم الذي يتدفقُ بالحياة لا يعني أننا لو جعلناهُ بكل الزوايا سنغيرُ حياتنا للأفضل فهو يوم و يمضي
و الوردُ يذبل لكن الحُب يبقى و الهدايا تُوزع أكثر من مرة في السنة ليس فقط بيومٍ واحد فهذا بدعة ، فالفعل و التصرف محدد
الوقت أو المكان بدعة ، أُحِبُك كاسري بكل يوم و كلِ حين و بكل لحظة أزدادُ عشقًا لك أنتَ لست اللون الأحمر بل أنت لون الحياة
أنت لست وردةً تذبل بل أنتَ من تسقي حياتي وردًا أنتَ لست شمعةً تنطفىء بل أنتَ من تشعلُ شموع حياتي .




***




أرسل ليَّ العنوان فأعطيتُهُ لسائقِ الأجرةالذي كان يعرفُ طرقَ السادس من أكتوبر جيدًا ، و لكن لأن الشوارع تغيرت عن السابق فالعنوان لا يُماثل طرقاتُ اليوم
لكنهُ استطاع أن يوقفني بذاتِ الحارة ، خرجتُ من السيارة و مددتُ له بالجنيهات أخذتُ أعدُ البيوت حتى وصلتُ بالعدِ إلى البيتِ الرابع ،
تقدمتُ بإتجاه المنزل الذي يمثلُ عمارة و بها محلات ، قال ليَّ هزاع أن المنزل شعبيٌ عتيق ، و لكن ما أراه اليوم مخالف لذلك الزمان ، دخلتُ إلى
صالون الحلاقة ألقيتُ السلام فردهُ كاملاً بادرتُ باستفساري : بسألك عن مالك الأرض هاذي اسمه هاني مرشود ؟
أخذ ينظفُ الشعر من على الأرض و أجاب دون أن ينظر إليَّ : لا حضرتك غلطان .
فطلبتُ منه : تقدر تعطيني عنوان مالك الأرض .
وضع أدوات التنظيف جانبًا و وقف بإتزان إلتقف الهاتف من يدي و من ثمَّ مده إلي ، شكرتُه بلطف و غادرتُ المحل متجهًا إلى مالكِ الأرض .




****


الساعة السادسة مساءً , تأوهتُ بألم و استندتُ بيدي على كرسي التسريحة عضضتُ شفتي و وضعتُ أحد يداي خلف ظهري مشيتُ و أنا أشعرُ
أن جسدي ثقيل و بالكاد أتحرك ، توجهتُ إلى السرير و استلقيتُ عليه و أنا أنظرُ للسقف أصبحتُ بالآونة الأخيرة أرددُ الشهادة كثيرًا
فهذا الألمُ و الوجع فوق طاقتي و مقدرتي على التحمل و أخافُ أن يأخذني الموتُ بغتة ، بدأتُ أشعرُ بالأعراض التي ذكرتها الطبيبة
و لكن تبقى ثلاثةُ أيام حتى أُنهيَّ شهري السادس و أدخلُ للسابع ، الوقتُ مبكرًا كثيرًا على الولادة أخافُ أن يموت كلما راودتني هذهِ الفكرة
تصاعدت ضرباتُ قلبي لقد تعلقتُ بهِ يالله أحببتُه كثيرًا رغمَّ أنه يؤلمني , كل يوم يأكلُ ما أأكل و يشربُ ما أشرب يركلني ليُثبت أنه
موجود و لكن بهذا اليوم خفت ركلاتُه كثيرًا و هذا من ضمن الأعراض التي أهلعُ منها أدعو الله أن لا ألدَّ إلا بشهري التاسع مولودًا سليمًا
مُعافى يالله .





***



الساعة السابعة و الربع في المغرب , كانت حسناء تحكي معاناتها بعد وفاةِ أخيها بلغةِ الإشارة و الخادمة تحكي ليَّ ما تقولهُ حسناء
و بكلِ حركة من يديها و حرفٍ يخرجُ من ثغر الخادمة كنتُ أمعنُ النظر بها
حتى وصل بيَّ التفكير إلى ما يهلعُ لهُ القلب و يشيبُ لهُ الرأس
تمتمتُ و ملامحي تدلُ على الضياع : هي والله هي هي .




***

إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
فيه جحيم ثاني بينزل على الساعة سبعة الصبح
هو جاهز بس بضيف له كم موقف و أراجعه
و يمكن يمكن مو اكيد يكونوا جحيمين مو جحيم واحد .



 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجحيم, انتقام, اكشن, بوليسي, بقلمي, غموض, عجوز
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195054.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-04-16 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-04-15 05:57 AM


الساعة الآن 11:29 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية