لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-16, 02:04 AM   المشاركة رقم: 396
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي






السلام عليكم و رحمة الله و بركاته () .


كيف حالكم سكاكري ^_^ ؟





يوم الخميس بإذن الله تعالى بيكون آخر اختبار لي
و أول ما أنتهي منه ببدأ بكتابة الجحيم

فحبيت أخبركم جحيمنا بيكون يوم السبت أو الأحد بإذن الله تعالى


و حبيت أقولكم اننا بندخل في جد الجد و بتصير كثير أحداث
و هاذي الأحداث بتكون متتالية جدًا يعني ما بنعدي على فترة خمول اطلاقًا
احتاج منكم تركيز و عقل مفتح
أنا أتعب بالتفكير في حال كتابتي لأنه أقل أقل غلطة بتخرب كل أحداث الرواية
و مثل ما انتوا شايفين الرواية مافيها نفس ممتلئة بالاحداث سواء بوليسية اجتماعية أو متعلقة بالشريعة لذلك تحتاج عقل كاتب مفتح و عقل قارىء مركز
الرواية بإذن الله تعالى بتنختم قريب يعني خلال هاذي العطلة
و عطلتنا هاذي طويلة و كافية لختمها ما تبقى على الرواية سوى ما يقارب من 15 إلى 20 جحيم

أشكر لكم متابعتكم
و صبركم علي
و أتمنى ان النهاية تحوز على رضاكم و تكون بقد صبركم رغم إنه صبركم صعب ينرد بالمثل
أتمنى إنكم ما اخذتوا بخاطركم مني و لا زعلتوا
و تأكدوا مهما مهما غبت لا بد و الرواية هاذي تكتمل
و إن شاء الله الي راح هو آخر الغيبات
بتكون الجحيمات بشكل متتالي بإذن الله
لأنه أساسًا الرواية أخذت وقت طويل و صار لازم تنتهي
و لا تخافوا بتنتهي بلا تسريع بتكون مرضية بإذنه تعالى
بالرغم من إني بشكل أو بآخر بدأت أتردد في نهاية بعض الأبطال
و مدى تقبلكم للنهاية فكرت يا ترى تحبوا نهاية سعيدة بس فيها من اللامنطقية الشيء الكثير
و لا تحبوا نهاية منطقية لبعض الابطال لكن تحمل في طياتها نهاية علاقة رومانسية تعلقتوا فيها

بالآخر أيًا كان ما تحبوه الرواية بتنختم مثل ما رسمت نهايتها بيوم مولدها مهما بلغت فيني الحيرة
و مهما حبيت أبطالها و صار صعب علي أكسر بمجاديف بعضهم بكسرها للمنطق أو الدين


لكن بصفة عــامـة النهاية فعلاً فعلاً بتكون مرضية و تحوز على رضاكم كلكم بإذن الله تعالى



أتمنى لكم السعادة



طابت أيامكم أحبتي بِذكر الله



 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 29-05-16, 01:20 AM   المشاركة رقم: 397
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي






الجحيـــم


(57)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **













المستشفى المكان الذي جعل مني إنسانًا بلا شعور
طبيب بكلِ يومٍ يرى من المصائبِ ما يرى حتى يعتاد على الأمور
و تُصبح تلك الحالات التي تدمي القلوب لا تعنيهِ شيئًا و كأن ضميرهُ الحي قد مات
و لكني اليوم الطبيب ناجي الواهن الذي لا يحتمل و لا يستطيع المقاومة
أتحركُ جيئةً و ذهابًا بلا هوادة , قالوا لي
زوجتك أجهضت فإبتسمتُ رغمًا عني و سألتهم عنها
فقالوا , دخلت بغيبوبة
سقطت على رأسها بقوة و فقدت وعيها
عليّ الانتظار حتى تستيقظ ولكن متى ؟!
هذا هو السؤال الذي أخافه
و كم أخافُ ألا تستيقظ
نفضتُ رأسي يمنةً فيسرة بشدة و صوت ذلك الجهاز حينما يتوقف خطه مستقيمًا يُعلن عن النهاية لا يغيبُ عن بالي مطلقًا
كم أستحقرُ ذاتي لم أجعلها تعيشُ بسعادة و لا ليومٍ واحد
ولكن ليس بيدي والله لو أن هذا الأمر بإستطاعتي لجعلتُ السعادة تنحني لها و لا تكون إلا لها و لأجلها
لجعلتُ معزوفتها تتراقصُ حبورًا بدلاً من معزوفةٍ شجيةٍ بائسة
ضربتُ يدي بالجدارِ بقوة و أنا أتوكأ برأسي عليه
مني نعم مني لقد سقطت بسببي هي بالعناية بسببي
أنا السببُ بحالتها السيئة
أنا منذُ أن دخلتُ حياتها محيتُ الابتسامة من محياها
كنتُ أنانيًا حينما اخترتها لي رغمًا عنها
و حددتُ مصيرها معي وحدي
كنتُ ضعيفًا لا أستطيعُ الاقترابَ منها ولكني لا أستطيعُ التخلي عنها !
و حينما حانت الفرصة و اقتربت بكت هيّ و لأني أريدها سعيدة
تنازلتُ عن أمانتي كطبيب و لبيتُ لها ما تريد رغم أن كلانا بخطِ السلام
و بدل أن تنحني السعادة لها , دهستها و طغت عليها
و جئتُ أنا ألومها و لم أعترف أنه القدر و علينا الرضى بهِ بخيرهِ و شره
قلتُ لها أنتِ السبب أبكيتُها و دمرتها طلبت مني الطلاق
فجن جنوني و أنا أتخيلها لغيري و مجرد التخيل يجعلُ مني مجرمًا لا يرحم
و من لا يرحم لا يُرحم لم أرحم ضعفها و بختها هززتُها بشدة وسقطت
سقطت و سقط ما بأحشائها وحتى هذه اللحظة ابتسمتُ بأنانية ولم أفكر لو أنها لم تدخل بالغيبوبة
ما موقفها حينما تعلم أنها فقدت الطفل كل ما فكرتُ بهِ أن ما أريدهُ حدث
لأسأل عنها فيجيبوا هيّ بالعناية هيّ بغيبوبة لا ندري متى تستيقظ قالها بذات البرود
الذي أواجهُ بهِ السائلين عن مرضاي بتخصصي كطبيبٍ للنساءِ و الولادة
قالها و غاب و غابت من بعد قولهِ شمس الحياة
غابت معزوفتي و انطفأت بعدما كانت تواصلُ ألحانها مهما كانت بائسة
اليوم غابت و لا أدري إلى متى
و لكني كطبيب أعلمُ أن الداخل لغيبوبة بقدر ما تطولُ مدةَ نومهِ
يضعفُ الأمل سريعًا فيصير بمرأى الطاقم الطبي إما أن المريض سيستيقظ فاقدًا لإحدى حواسهِ
أو فاقدًا للتركيز و الذاكرة مع صعوبة الحديثِ مع الغير و الاصابة بالكآبة الشديدة
أو ينتهي بهِ الأمرُ بالموت
ثلاثةُ أسابيع بمرأى الطاقم الطبي بها قليلاً من الأمل و إن تجاوزت هذا الحد أصابهم القنوط
أما الأهل فيبقوا على قارعة الطريق ينتظرون و كلهم أملاً و تفاؤل
و ها أنا اليوم أخلعُ عني ثوب الطبيب و أصيرُ زوجًا لكِ
أحاول التفكير بإيجابية قدر المستطاع
و سأبقى ايجابيًا لآخر لحظة أثقُ بكِ يا معزوفة ستستيقظي
و تبدئي بالعزف ولكن ليس ككل مرة
هذه المرة أعدكُ بأنكِ ستعزفين معزوفاتٍ سعيدة
لأني سأكون كما تريدين إن أردتِ البقاء معي سأبقى بجواركِ و إن أردتِ التخلي عني
سأدعكِ تتخلين عني و لكني لن أتخلى عنكِ
ستبقين أجمل ما رأيتُ بحياتي
أعذب ذكرى
و أطرب الاسماءِ نطقًا
سأظلُ أذكرُ اسمكِ ليل نهار بالدعاء
سأدعو لكِ بالسعادة حتى و إن كنتِ لغيري
سأتنازلُ لأجلكِ يا معزوفة أعدكُ بهذا
و أنتظرُ وفائكِ بالوعد بأنكِ ستستيقظي .




*

إلى متى ؟ إلى متى ؟ يا ابنتي عُزوف إلى متى
نعم ابنتي و صغيرتي لستِ بأختي أنتِ ابنتي
أنتِ الصغيرة التي فقدت والدتها و هي بالعاشرة من عُمرها
فحاولتُ أن أهبكِ مما أستطيع حاولتُ أن أقوم بدورِ الأمِ بأكمله
صحيح أني مهما فعلت لن أستطيع أن أعطيكِ ما تعطيهِ الأمُ لبناتها
لكني مع هذا أنا أشعرُ أني والدتكِ
أكادُ أختنقُ من فرطِ الهم و الحزن
تارةً أبكي و تارةً أُذكرُ نفسي أن البكاء لا يُجدي
عليّ بالدعاء فبالدعاء تُفرج الكربات
كنتُ أدعي لهوازن ليل نهار أن يفرج الله همها و يطلق سراحها بأقربِ وقت
و ها أنا اليوم أضمكُ بجوراها بالدعاء ولكني أضمكِ لها متمنية لكِ الحياة
و ما أصعب هذا الشعور و ما أقساه
شعور اللادرية هل ستصحو فيضحكُ العالم فرحًا
أم ترحل و يبكي العالمُ شجنًا .




***

بتمام الساعة الثانية ظهرًا , صعدتُ الدرج بخطواتٍ سريعة حتى توقفتُ أمام حجرتها وقبل أن أفتح الباب سمعتُ صوتها و هي تُحادث صديقتها نوال
بصوتٍ فيه بصيص أمل : والله يا نوال أنا دخل لقلبي الأمل بعد ما كلمت معن ولاحظت خوفه حسيته يبي يتصرف ويساعدني لأنه خايف إني
افضحه و تكبر المشكلة و وعدني انه بيساعدني بالاجهاض بس خايفة خايفة انه يكون يكذب أو يمشيني .
قبضتُ على يدي بقوة و لم أعد أسمع شيئًا
و كلمتان تتردد صداهما بإذني اجهاض , اجهاض , معن , معن
اجهاض إذًا هيّ حامل منه , حامل من معن
اسمُ ليس بغريب عليّ إطلاقًا هذا الاسم من شركة عبدالقوي و ابناؤه
كنتُ أنا من أوقع الأرواق و لكن لم أرى أفراد هذه الشركة قط
لطالما منعتني غزال من الدخول إلى هذه الشركة و كنا نتعامل مع لؤي في حضور الاجتماعات
و مع أنهار في ايصال الملفات نعم لا بد أنها تعرفت عليه من الشركة
نزلتُ الدرج بخطواتٍ سريعة و أنا لا أرى أمامي سوى الشركة سأدخلها و سأهدده بالفضيحة إن لم يستر عليها
سأدخلُ المكان الذي تمنعني غزال من دخوله سأرى البيئة التي تخافها غزال
سأعرفُ مما تخاف و ما علاقتي بهذه البيئة
و حالما خرجتُ للخارج دخلتُ لسيارة السائق و أمرتُه قائلاً : روح لشركة عبدالقوي و ابناؤه
قال و هو يحرك السيارة : اوك
واصلتُ حديثي قائلاً : و أبيك مثل اليوم تعلمني بكل خطوات أنهار أي مكان تروحه تقولي عنه .
كنتُ قد أمرته بالأمس بإبلاغي بكلِ ما تفعله أنهار و قال لي أنها دخلت لشركة عبدالقوي
و نحنُ قد أنهينا التعامل معهم منذُ فترةٍ طويلة فصعدتُ لحجرتها لأكشف عن سر ذهابها
و اكتشفت أمورًا من المحال أن تقولها لي بإرادتها .




***


الساعة الثانية والنصف ظهرًا أجلسُ بمكتبي و أنا أذكر الله و أسبحه و أدعو لعزوف ابنةَ أختي بالشفاءِ العاجل
ليقطع خلوتي أصواتٌ متفاوتة عند باب مكتبي المغلق
و قفتُ من على الكرسي عاقدًا لحاجبي و قبل أن أخطو أيةَ خطوة
أُقتحم المكتب لم أركز النظر على المقتحم بل قلتُ للسكرتير بأن يغادر و يترك الداخل
غادر السكرتير و أغلق الباب من ورائه و من ثم ثبتُ بصري على المقتحم
حركتُ رأسي بالرفض و أنا أتراجعُ خطوة للوراء
تراجعتُ للوراء و تراجعت ذكرياتي للواء ما يقارب الخمسة و العشرين عامًا
أصواتٌ متفاوتة بكاءٌ و عويل
يا أهل القبيييييييلة رجالها و حريمها مره الشيخ بو اصلان توفت اطلبوا لهاااا الرحمة
و الله كان بنيتي اضرب سفرية حق جدة للصلاة على المرحومة لكن اصرارك على جلستي ردعني
والله مابه لزومن جيتك وانت عارف شكبر المسافة و أنا اريد رحاتك و الصلاة تمت مع بعض الناس منيا ونيا
تريــــــــــــد تبيع بيت ابوي هنا الله لا يسامحك
وضعتُ يدي بقلبي و حاولتُ سحب نفسٍ طويلٍ لصدري و أنا أرفضُ فكرةَ تواجده بعد هذه السنين !!
كان ينظرُ لي بغرابة من حالي و يبدو و كأنه لا يعرفني !
هل يعقل أنه فقد ذاكرته كما فقدها هزاع !
نعم لا تفسير لحالتهِ إلا فقدان الذاكرة و لكن ما سبب مجيئهِ إليّ
جلستُ على الكرسي و أنا أحاول التظاهر بالبرود و دحض الشك الذي زرعتُه بقلبه من تصرفاتي المريبة
اقترب مني حتى صار بجوراي ضرب بيده المكتب و هو ينظر إليّ بعينين محمرتين : خلي ولدك يستر على بنتنا و إلا بفضحكم و أمسح فيكم الأرض
نظرتُ لهُ بلا استيعاب بينما أردف هو قائلاً : والله ثم والله إن ما ستر عليها لتصير سيرتكم على كل لسان , اجابة على الاستغراب الي بعيونك ولدك
الشريف الي يخاف ربه معن زنا بربيبتي و ربيبتي حامل منه , ربيبتي أنهار ماهر
لوهلة و أكثر بقيت عينيّ شاخصتين لا تتحرك لا يمنة و لا يسرة لا أدري هل عليّ استيعابُ أن من غاب ما يُقاربُ الخمسى و العشرين عامًا
حتى ظنناه دُثر بالتراب و آمنا بذلك قد عاد حيًا يُرزق أم عليّ استيعاب ما قاله عن معن !
حاولتُ التمسك و توجيه تصرفاتي بالجانبِ المطلوب منه : إنت وش تقول ولدي ما تطلع منه العيبة
ضرب بيدهِ على المكتب و بعينين تُرسل شرارًا : أقول الي ولدك النجس خبآه عنك و البنت حامل نقدر نسوي تحليل Dna
و نقطع الشك باليقين و إن طلع التحليل ايجابي و طلعت منه فحسابكم عسير و سمعتكم بالأرض يدهس فيها كل من هب ودب
تراجعتُ بالكرسي للوراء من شدةِ ثقته بما يقول تعرق جبيني و تقلصت اساريرُ وجهي
إلا أن فكرة ما روادتني لو كان أبو اصلان كما كان لكان سيرفضها دون تفكير و لكن إن كانت مياه البحر غيرت ما فيه سيقبل بها
رفعتُ حاجبي و بصوتٍ ثابت : و المطلوب ؟
جمع نفسه و من ثم أخرجه كزفيرِ من نفذ صبره : وش المطلوب برأيك إنه مثل ما جاها بالحرام يجيها بالحلال يستر عليها حتى نستر
على فضيحتكم
قمتُ من على الكرسي و أخذتُ أدور من حوله ِ كحيةٍ تسعى : وش رايك إن كان المقابل أراضي بأغلب مدن السعودية , فلوس لو تسعى سنين
ما حصلتها بالآخر هي ربيبتك ما هي لحمك و لا دمك فرح نفسك و اقنعهم بالرضوخ فكر فيها إنت كسبان و احنا كسبانين و ربيبتك تجهض
الطفل و تحرم على نفسها الزواج و لا من شاف و لا من دري .


***

الساعة الرابعة عصرًا , كالعادة ألازم عملي كسائق سيارة إلا أن بعض التغيرات قد حدثت وهذه التغيرات ما كانت تقبعُ
إلا بذاكرتي المتأرجحة ما بين زمنين زمنٌ تتواجد بين طياتهِ مزنة التي اكتشفتُ حديثًا أنها
أختي و زمنٌ لا أعلم فيه من أكون إلا أني سائق أعملُ طيلةَ اليوم بلا كللٍ أو ملل توقفتُ بالسيارة
بجانبِ رجلٍ علّه يريدني أن أوصله و كان لي ما أريد ترجل السيارة و طلب مني إيصالهُ إلى أحدِ الأسواق التي
لا تبعدُ كثيرًا عن هنا و وصلنا إلى السوقِ المنشود بمواقف السيارات ، مدّ لي بالنقود المتفق عليها
قائلاً : هاذي خمسين خذ فلوسك و رجع الباقي .
أخرجتُ محفظتي و بينما أنا منشغلٌ بها لم أشعر بالرجل إلا و يضع على أنفي و فمي منديلاً حاولتُ التملص منهُ
فيبدو أنه لصٌ سيسرقني لكني لم أستطع و غابت عيني بسباتٍ عميق .



***


و حالما أخبرتُ ساجدة عن حالي الميؤوس ما كان منها إلا أن تضمني كفردٍ من أسرتها صدمتُ كثيرًا حالما عرفتُ حال هوازن و الكاسر كم
أحزنتني هذهِ الصغيرة اليتيمة و زاد همي و غمي أطنانًا عديدة حالما عرفتُ أن عُزوف ما بين الحياةِ و الموت عزمتُ لرؤيتهن و كانت
الأولى هي هوازن فما عرفتُه من ساجدة أن عُزوف بالعنايةِ المشددة ، و ها أنا الآن بإنتظارِ هوزان و بحجري صندوق مفتاحهُ قلادة
حُفرت بها من الطلاسمِ ما عجِزَ الجميعُ عن قراءته أخبرتُ عُطرة عن الصندوق فقالت أنها لن تستفيدَ منهُ مادام المفتاحُ مع هوازن فجئتُ
لأسلمَ على هوازن و أعطيها طلاسمًا قد تجيدُ حلها بعد كل هذهِ السنين ، وبعد السلام و تبادل الأوجاع مددتُ لها بالصندوق و أول ما رأته
انفغر فاهها تعجبًا مما رأت فكما أختها عُطرة ظنت أن الصندوقَ صار سرابًا كما صارت القبيلة هيّ أيضًا ظنت ذلك ، ابتسمت هوازن بحنين
حتى ترقرقت عيناها بالدمع و صارت يدها موضع القلادة في عنقها فكانت القلادة كنبضة ماتت عن الحياة و ما عاشت و نبضت إلا بإجتماعها
مع القفل الذي عليه فتحها هذا كان نبضُ هوازن صار مرئيًا للعيان مدت يدها إلى الصندوق كمن وجد كنزًا ثمنيًا و شكرتني كثيرا
و ابتسامة ترسو بشفتيها تحكي عن سعادتها بزنزانة جعلت منها حيزبونًا بالجحيم تجمعت تجاعيدها و ما غابت إلا بحضورِ الماضي
بعد الفراق عادت طفولتها و عادت لها الحياة انقشعت التجاعيد و حلّ محلها طفلة بحاجة لحيزبونٌ و دردبيس لا يقبعان إلا بالصندوق .


***


على الساعةِ السابعة و النصف بعد صلاةِ العشاء ، أخذ يفتحُ عيناه ببطىء ثم يعودُ و يغلقها يحسُ بالخمولِ في اطرافه و تخدرٌ كامل بجسده
مرة فمرتان حتى انفتحت عيناه و ما استطاع أن يستوعب أين هو ؟ كيف أتى ؟ بل لماذا هو يجلس مقيدَ اليدين بأغلالٍ تمتد من الجدار
الايمن لتُقيدَ يُمناه و من الجدار الأيسر لتُقيدَ يُسراه ، حتى جاءه صوت انتشلهُ من بحرِ أفكارهِ و تفسيراتهِ اللامتناهية ، رفعتُ رأسي
لأرى فإذا بهِ رجلٌ يرتدي ثوب هو ذاتهُ الرجل الذي طلب مني أن أوصلهُ للسوق و من ثم اختطفني ليسرقني نظرتُ لهُ بحدة قائلاً : خلاص
اخذتوا كم الريال الي معاي فكوني و خلوني أروح حالي حال سبيلي و وعد مني مو مبلغ عليكم .
ضحك بسخرية و لا أدري مالذي يستدعي الضحك : شكلك ثرثار فلوسك موجودة بس كون عون حتى تكون إنت موجود ، لك علاقة في جلال الفاني ؟
دارت عيناي على الرجال الذين حولهُ و جميعهم لا يطمئنون بالخير ابتلعتُ ريقي و جمعتُ ذاتي قائلاً بثبات : لا .
ليُعيدَ سؤالهُ من جديد ولكن بعد اقترابِ أحدهم مني و هو يحمل السلاح بيديه و يضعه في الجزء الأيسر حيثُ قلبي : لك علاقة بجلال الفاني ؟
دبّ الخوف في قلبي و انتفضت جميع أوصالي و رُسمت أمامي حياتي السابقة التي أريدُ فتح أوراقها و قراءتها ورقةً ورقة ﻷعلم من يكون
هزاع حينذاك و أقررُ هل أكون هزاع أم سائقُ أُجرة
فهل حياتي قصيرة حدَ أني لن أعلم من أكون ؟! و لكن بحقيقةِ الأمر أنا رجلٌ أشيبَ الشعر طغت التجاعيد على وجهي و تشعبت بيدي حتى
انتفخت عروقي الخضراء و صارت واضحة للعيان و رغمَ هذا لازلتُ أجهلُ ذاتي ، هل أهدي حياتي التي ضاعت منذُ أن فقدتُ هزاع أهديها
لجلال حتى يعلم هو من يكون ، أم أقول لهم ما يريدون لأعيش أنا و قد يموت جلال بأيدي من لا يرحمون ؟ ،و اخترتُ حياةَ جلال بدلاً من حياتي ، فنفسُ جلال تطوقُ لمعرفة خفايا الماضي العتيق تنتمي لرموزٍ بخاتمٍ سرقتهُ منه حياةٌ يبدو أن بها الكثيرُ من الخفايا التي تحتاجُ للضوء فليكن هذا الضوءُ لك ، حركتُ رأسي بالرفض و بثبات : ما أعرفه .
ثارت أعصابهُ فأخذ يصرخُ بصوتٍ عالٍ : تراك بتموت اتكلم وش تعرف عن جلال الفاني ؟
بذات الثباتِ و الجمود : ما اعرفه تبي تقتلني ظلم اقتلني لكني ما اعرفه .
وطالت المحاولات حتى طالت ايديهم و رست على جلدي الجروح بدرجاتِ الأحمر من فاتحٍ لقاني ولكني أبيتُ الافصاح و ألتزمتُ بالكذب بكلمة
واحدة كلما ترددت زادتهم غضبًا و زاد حشود الغضب " ما اعرفه " .



***


بعد سنينَ طوال طالت و طال ابناءها و جاء احفادها و ما زال الصندوقُ العتيق يرثي مفتاحًا يدورُ بقفله و يفتحُ أسره و يزيحُ همه وغمه
أوراقٌ تعطشت للحبر و أسرارٌ تعطشت للعين و عينٌ بكت سرًا دُثر ، فتحتُ القلادة من عنقي و أخرجت المفتاح الذهبي الصغير من داخلِ
قالبهاأدخلتُه بالقفل ليدور فيفتح و تفتحُ خبايا و ذكريات ، أمسكتُ بأولِ ورقةٍ استقبلتني كُتب بها :


*

*


ستغيبُ عني يا أصل ككلِ عام لتموت الحياةَ من حولي ولكن صغيراتي اعينهن ترسمُ تفاصيلك حالما أنظرُ لإحداهن أراك بها تضحكُ لي
و حالما أنظرُ للأخرى أراك بها تبتسمُ لي و حالما أنظرُ للصغرى أراك بها تكفكفُ دمعي فيمسحُ الدمع و تبتسمُ العين و يضحكُ الثغر ،
و لكني اليوم لا أشعرُ بالراحةِ بتاتًا رجوتك أن تقعد بمرأى عيني لكنك أبيت أتمنى أن تعود لدياركَ و بناتك و لي سالمًا غانمًا
، سأقول لك ما لم أكتبه بأي ورقة لأني على يقين أنكَ لن تفهمني دون برهانٍ أو دليل و أيضًا لم أشأ أن تأخذ صغيراتي فكرةً سيئة
عنه إن غبنا عن الحياةِ و صار الصندوقُ لهن ، لكني سأكتب علّك ترى و علّهن يحذرن منه في يومٍ يُعادل همه مئة ألفَ عام
أخي عبدالقوي في أولِ أيامِ زواجي بك كان يتمايلُ حولي كثعلبٍ ماكر يُحاول ملىء رأسي بأفكارٍ سوداوية دنيوية المالُ ثم المال خُذي
منهُ ما تستطعي هو رجلٌ غني لا يوهمكِ بالحب قد يتزوج فتاةً من المدن و من ثم يرمي بكِ فلا تكسبي منهُ شيئًا سوى لقبَ مطلقة بقبيلة
تدهسُ النساء ، لكني أحببتُك و لم أفكر ليومٍ واحد بهذه الدناءة ولن أفكر و لن أندم على حبي لك فحُبي لك هو أكثرُ أفعالي صوابًا
و ثقتي بك لا يعادلها ثقة أحبكَ يا أصل و سأظلُ أُحبك و لأني أُحبك سأقول لك كن حذرًا من أخي فتواجدهُ حولك بكلِ حين لا يكهن بالخير
و اليومَ قال لي شيئًا لربما ستضحك حالما تعودُ من سفرك و تقرأ فتقولُ أني قد بالغتُ كثيرًا و لكني أأخذُ هذا من بابِ الحذر قال لي
أخي عبدالقوي أن النهايات قد تكون غير ما نريد أنتِ تريدي أن تلدِ الطفل أو الطفلة بأمآن و قد لا يحدث تريدي أن يكون زوجكِ
بالجوار و قد لا يحدث أقول لكِ هذا حتى تكوني مؤمنة بالقدر خيره و شره مهما كان ، ولكني شعرتُ أنهُ يحاولُ كتابةَ قدري بأناملهِ
ستبؤ محاولتُه بالفشل ما دام الله حافظنُا أقولُ قولي هذا لأخذ الحيطة والحذر و أتمنى أن يحفظني الله ويحفظكم لي



*

*


حتى أنتِ يا أمي ؟! ، هذا يعني أن ظن أختي عُطرة ليس بالسيء بل أن السوء بخالي عبدالقوي ! ، هل يا أمي هذهِ آخر ورقة أدخلتيها
يوم سفر والدي اليوم الذي تغيرت بهِ حياتنا اليوم الذي كان نقطةَ تحولٍ للأسوأ هل قد يكونُ ما كتبتهِ صحيح و أن خالي عبدالقوي وراء
تحولِ أحداثَ ذلك اليوم فبدل أن يقعد سافر ليضيع بالبحر و تتلقي الخبر بعد مدة فتموتي لهولِ الصدمة و تُدثر أختنا المولودة حية
بالتراب ! لا بد أن تقرأ عُطرة هذهِ الورقة حتى تقطع الشك باليقين رغمَ أنها متيقنة منذُ سنين أن خالي ما أراد بنا خيرًا قط
و نعتناها بالجنون و قلةِ الأدب لكنها كانت الأذكى و كانت على حق ، نعم يا أمي يومنا كألفِ عام بكلِ يوم تزيدُ التجاعيد
و تزيدُ نار الجحيم من احتضانِ فتياتٍ حيزبونات
و كثيرٌ من الورق يحملُ بين أسطره كلمات الحب و الغزل و كلمات الألفة و العطف و الحنان و التوصية لنا ، إلا أن ثلاثُ أورق ترتبط
من أعلى الجانب الأيسر بحبلٍ مجدولٍ صغير و كُتب بخارج الورق " إلى صغيرتنا عُطرة "
و كُتب بخطٍ صغير بالأسفل " نرجو أن لا تفتحها إلا الصغيرة عُطرة "
ابتلعتُ ريقي و أنا أُقلب الورقة بين يدي
و دافعُ الفضول يستحوذني نفضتُ رأسي و أنا أُردد " وصية أمي و أبوي لعُطرة لا تفتحيها و تقهريهم وهم في قبرهم "
أعدتُ الورقة للصندوق و انشغلتُ ببقيةِ الأوراق


***


الساعة التاسعة و النصف بعد صلاةِ لعشاء , ينظرُ للأسفل قائلاً بأسف : حاولنا فيه ما رضي يتكلم يقول ما يعرفه .
اقتربتُ منهُ و أمسكتُ بياقةِ ثوبهِ وشددتُها بقوة و بغضبٍ جامح : ست رجال بعضلات و طول و عرض و بالآخر ما قدرتوا على سواق عجوز .
بصقتُ بوجهه و أنا أمسحُ على رأسي و بحدة : مو إنت بنفسك قلت لما جمعنا عنه معلومات اكتشفنا انه بإسم مزور اسم واحد مات
و اكتشفتوا انه كان يشتغل ببيت ماهر يعني كان مع جلال فكيف ما يعرفه اخس عليكم و على الي يثق فيكم يا جُبنا يا ضُعفا .
بأسف : والله يا أستاذ عبدالقوي ح
بصوتٍ عال : اسكت لا بيض الله وجهك أنا بنفسي بروح له و أعرف و أنتوا كل واحد فيكم يترحم على الوظيفة و العز


***


تقفُ أمام المرآة و تنظرُ لشعرها الأسود الذي وصل بطولهِ إلى رقبتها مما جعل ملامحها تميلُ إلى والدتِها الراحلة ابتسمت بفتور
وهي تحاولُ تجميل صورةَ والدتها بأنها طيبةُ القلب لا مغفلة كما يقول الناس و أن حديث الناس و رضاهم لا يهم فرضا الناس غاية
لا تُدرك بينما رضا الله غاية لا تُترك ، حاولت أن تصلي ولكنها حتى الآن ما زالت لا تؤديها كما يجب إما أن تتهاون فتصلي بعضها و البعض
الآخر تتنساه أو تؤخرها عن وقتها كالساهون أو تصلي يومًا و لا تصلي يومين و لكن لا بأس فهي كانت لا تصلي بتاتًا وتغير بها شيئًا ما ،
شيئًا صار في جانبها الأيسر ضرباتُ قلبها ليست كالسابق فكل نبضةٍ بها تحملُ صورةَ أغيد ، لا تدري ما الحبُ المجنون الذي دفعها اتجاهه
وهو مبتور اليد مهزوز الشخصية ضعيفُ البنية خجولٌ جدًا لم ترى مثله من قبل و تؤمن أنها لن ترى و كأنه يناقض صورةَ الرجل في مخليتها
الصغيرة الرجل ذو البنيةِ الضخمة و الشخصيةِ المسيطرة و العينُ الخبيثة التي ترسم تفاصيل المرأة من رأسها حتى أخمص أقدامها
هو كان مختلفًا عن هذا الرجل هو كان خجلاً منها لم يستطع أن ينظر لها أن يحادثها اقتربت منه مئة مرة و ابتعد عنها حياءً ألف مرة
فاستحق قلبها و جُل أفكارها ، كم تخجلُ من ذاتها عندما تتذكرُ مقربتها منهُ بذلك الشكل تشعرُ أنها بلا حياء اشتاقت لهُ كثيرًا
تريدُ رؤيتهُ و إن كان من بعيد ولكن ماذا إن رآها هو ؟! هل سيفرحُ بحميدة التي تغيرت ولو قليلاً عن السابق صحيحٌ أنها لازالت خشنةَ
التعامل جريئةَ الحضور و لازالت بعض آثار تقليدِ الرجال بها كالحذاءِ و الأردية لكن تؤمن أن القليل مما بداخلها قد تغير
و هذا التغير سيصطحبهُ تغير تشكر الله الذي جمعها بالمعلمةِ عُطرة فهدايتها لله كانت بين يدين هذهِ المعلمة فالحمدلله ، توقفت عن
النظر لذاتها بعد سمعاها لرنة الهاتف المحمول أمسكت به لترى فإذا به رقم الفتاة التي اتصلت عليها ذات يوم و نادتها
إلى حفل ما و لكنها رفضت بما أنها وعدت عطرة أنها ستخرج من هذا العالم و لن تعود له بتاتًا ولكن هاتهِ الفتاة لم تيأس تتصلُ
بكلِ يوم و لكن حميدة لم ترد و لم تعيرها أي اهتمام لكنها اليوم سترد لتوبخها و توقفها عند حدها حركت اصابعها على الجانبِ
الأخضر ليأتي صوتُ تلكَ " الليدي " من الجهةِ المقابلة : حمووودي بيبي صدقني دي الحفلة مهمة مرررة و حتعجبك كتير لازم تجي ضروري .
تنهدت حميدة بضيق و بحدة : قلت لك لا عاد تتصلي و حفلاتكم و وساختكم أنا بطلت منها عالمكم هذا ما ابيه
بسخرية : ههههااآآي لا تكونٌ بس صرت بنوتة محتاجة رجال يدافع عنك و يحميكي ياااي .
نفثت هواءً و بملل : شكلك ما عندك سالفة خلاص أنا بقفل .
بنبرةٍ مستهزئة : لحظة لحظة على بالك الشغلة رغبات لا حبيبي الي يدخل في دا الطريق ما يخرج بسهولة و في الوقت الي يبا انتا
اخترت تكون وسخ و جلست مع ناس وسخة و نحنا صورناك بوضعياتك الوسخة تبغى الصور تعال الحفلة و صدقني دي الحفلة بالزات راح تغير
افكارك و تغيرك كتير و ازا ما حضرت اعرف انو دي الصور راح توصل لأخوك يلا باي بيبي .



***


بعد زيارتي لأختي عُزوف التي لم تستفيق حتى الآن ، ذهبتُ إلى حيثُ نويتُ من البداية إلى السجن لأُسَلِمَ عليها و أعطيها المزيد من الأردية
و بعض الطعام و أرى ما تحتاجهُ و الأهم من ذلك لأرى ما بداخلِ الصندوق جاءت و هي تحملُ الصندوق بين يديها قعدت أمامي و مدت لي ورقة
كُتب بخارجها " إلى صغيرتنا عُطرة " قائلة : موصين على الورقة إنه محد يفتحها غيرك افتحيها لما ترجعي البيت و اقريها وحدك ،
أنا فتحت ورق كثير و باقي لسى ورق المهم الورق الي فتحته كله أمل لحياة مستقبيلة نكون مجتمعين فيها لكن ...للأسف كانت مجرد
أحلام لأمي و أبوي لكن ورقة وحدة كانت غريبة و الظاهر آخر ورقة أمي كتبتها وهاذي هي " تناولتُ منها الورقة وأنا أنظرُ بغرابة "
أدرفت : ذي الورقة فيها شي يهمك كثير اقريها و لا يكون معن بجنبك .
عقدتُ حاجبي بغرابة و أنا أنظرُ لهوازن ماذا قرأتي يا هوازن هل يكون شيئًا ذا علاقةٍ بما حدث لي ؟! و لكن إن كان كذلك فالورقة المكتوب بها اسمي ماذا تحملُ بين سطورها ؟! ، احتضنتُ الورقة و نظرتُ لها قائلة بحنين : وقت ما تقري كل الورق باخذ الصندوق محتاجة اقرأ محتاجة لطيف أمي و أبوي أيام قاسية تمر علينا و جاه هالصندوق مثل الهدية بوسط جحيمنا بقرأ و أقرأ و كل هم يخف مقداره يكفي عيوني تشوف خط أمي و أبوي و قلبي يستوعب مشاعرهم الفياضة يكفي أتخيل إنهم مازالوا حولنا
الحمدلله قدرنا بهالدنيا ما حرم علينا الخيال ترك لنا صندوق كل حرف فيه بسمة و خيال ، المهم جبت لك أشياء كثيرة منعوني أدخلها بيفتشوها و يرسلوها لك بعد شوي أي حاجة تحتاجينها قولي يا هوازن و تكون عِندك.
قالت بصوتٍ مبحوحٍ مشتاق : ما أبي شي بهالدنيا غير أطفالي و ابتسامتهم ما أبي أكون بعيدة عنهم ، سنتين من حياتهم يعيشوها
مثل عشرين سنة عشناها بدون أمي و أبوي خليهم يشوفوني بالسجن ولا يتهيأ لذهنهم أني تركتهم مشتاقتلهم يا عُطرة و إنتِ أدرى كيف
وجع الضنى يذبح .



***

بتمامِ الساعةِ العاشرة مساءً , وقفتُ أمامه و وقعت عينيّ عليهِ هوّ ذاتُه " هزاع " بلحمهِ و دمه سوى أن الشيب الذي تشعب برأسي تشعب
برأسهِ أيضًا نظرتُ لهُ
طويلاً و هو يُبادلني النظرات و الصمتُ سيدَ الموقف ، لماذا هذهِ النظرات يا هزاع ؟ ، هل يعقل أنك لم تفقد الذاكرة كأبو اصلان ؟!
ولكن هذا غيرُ معقول فإن كنت لم تفقدها لم تكن لتجلس مكتوف الأيدي سائقُ أُجرة هه أم أن قلبك قد تاب و صرت تبحثُ عن مالِ الحلال ! ،
انتشلتُه من صمتهِ قائلاً : كيف حالك يا السواق ؟ أظنك تعرفني عبدالقوي صاحب أكبر شركة و كيف ما تعرفني و إنت أساسًا كنت توصل
أنهار ربيبة جلال لشركتي و هذا يأكد إنك تعرفهم مادامك كنت سواق لهم ، فكل الي ابغاه منك تعلمنا لأي مدى تعرف جلال يعني و كأنك
كنت جاسوس بالبيت فكجاسوس وش ممكن تقولي هالحين ؟
نظر لي مطولاً ثم قال : و المقابل ؟
ابتسمتُ ابتسامة مبطنة و بإغراءٍ له : الي يعجبك .
فإذا بهِ يبتسم و يبدأ يحكي لي عن جلال .



***


جلستُ على السرير وبيدي ورقتين فتحتُ الأولى و التي كانت تحملُ بين سطورها ظنّ أمي زُبيدة بأخيها عبدالقوي لم أستغرب كثيرًا فأنا
واثقة بأن خالي ما أراد بنا خيرًا و أنهُ ما زوجنا بأبنائه إلا لتصبح أملاكنا بيديه و قد صار ما أراد و ها هو الآن ما أن يُذكر
اسمه حتى يحترمهُ كلُ من حولهِ ، خذلتكِ يا أمي رغمّ أني كنتُ أعرفُ بنواياه الخبيثة إلا أني لم أستطع ردعهُ ﻷن جميع الأرواح جنودٌ مجندة ضدي نعتوني بالغباءِ و الجنون و منزوعةَ الحياء و مع هذا لم أصمت و استمرت نارُ حربي ضده و لكن جاء اليوم الذي لم يكن بالحسبان فأحببتُ معن و لم يقوى قلبي على رفضهِ تزوجتُه و صارت حياتي حُطامًا و كم تمنيتُ لو أني لم أتزوجه لو أني ردعتُه و ردعت أباه و لكن تبقى الأمنيات أمنيات و تبقى الحقائق حقائق و علينا الايمان بالقدرِ خيرهُ و شره
طويتُ الورقة و كم تمنيتُ لو أن الحقيقة تُطوى و تنطوي تنهدتُ و أنا أسحبُ القدرَ الكافي من الهواءِ لرئتي حتى تنتفخ فيخرجَ الهواءُ
زفيرًا حارقًا من لهبِ حُرقتي و قهري ، و فتحتُ الورقة التي تحملُ بخارِجها اسمي و وصية بأن لا يقرأ سطورها غيري نعم أعتقدُ أن براءتي
بين هذهِ السطور براءتي ستظهر بعد أحد عشر سنة و أكثرُ من النصف ، سميتُ بالله و فتحتها وبكلِ سطر كنتُ أبكي ما آلت إليهِ حالي .




***

منذُ ليلةِ الأمس حتى منتصف ليل اليوم و أ،ا أجلسُ بجوارها محتضنًا يدها أحكي لها كم هيّ جميلة بأخلاقها بحنانها بأحلامها و طفولتها
و ابتسامتها الشفافة كم هيّ بهية بتصرفاتها
انفعالاتها و كم هي أميرة وهي تعزف و تظلُ تعزف و تنزف دموع الألم ، و أنا ، من أنا بجوراكِ يا معزوفة سوىّ رجلٌ قاسٍ وهبكِ سنينًا
عِجاف لطخ أحلامكِ الوردية بالسواد لم تنالي فارسًا يُمسك بيدك و يطيرُ بكِ بجناتهِ ونعيمه بل كان لكِ عذابًا شديدًا و نارًا حميمًا
و ضاعت أحد عشر سنةٍ من سنونكِ هباءً منثورًا و مع هذا كنتِ حنونة و وهبتني فرصة فتلونت حياتي بألوان السعادة حاولتُ يا قارورتي
أن أمحو السواد الذي لطختُ بهِ ورديتكِ لكني فشلتُ فشلاً ذريعًا لأجعل السواد يزيدُ سوادًا و لا ثغرة بياض على صفيحة كُتب بها عُزوفٌ بين
الحياةِ و الموت .
صوتٌ انتشلني وجعلني أقف مشدوهًا لهولِ صدمتي ...



***




إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
الجحيم القادم يوم الثلاثاء أو الأربعاء .


 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 31-05-16, 02:30 PM   المشاركة رقم: 398
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

فصل رائع جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 03:13 PM   المشاركة رقم: 399
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259797
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: دهن عود قديم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدAjman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دهن عود قديم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

راااائعة جدا ،أتوقع ان عزوف لن تسامح ناجي ،مع اني في فترة كنت أتمنى لهم العيشة الهنية لكنه كسرها ودام انه كسر القارورة فليتحمل الجروح التي سيحصل عليها من اثر انغراس بقايا الزجاج المتناثر .وانا بعد مابسامحه .وحتى خالهم الشرير شكله رئيس العصابة ،بس اللي معور قلبي من عيال عبدالقوي الكاسر ولا الباقين في ستين داهية دام هذه سواياهم ،اترقب الفصل الجديد واترقب ظهور أغيد وتوأمه انهار

 
 

 

عرض البوم صور دهن عود قديم   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 07:49 PM   المشاركة رقم: 400
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311432
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: وفاءالخلف عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وفاءالخلف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

يعطيك العافية ع هالبارت الحلو..سلمتِ وسلمت أناملك..
ننتظرك بفارغ الصبر.

 
 

 

عرض البوم صور وفاءالخلف   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجحيم, انتقام, اكشن, بوليسي, بقلمي, غموض, عجوز
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195054.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-04-16 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-04-15 05:57 AM


الساعة الآن 11:43 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية