لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-16, 01:21 PM   المشاركة رقم: 381
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259797
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: دهن عود قديم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدAjman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دهن عود قديم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

الله يوفقج الشجية ،بانتظارك وبانتظار الأبطال

 
 

 

عرض البوم صور دهن عود قديم   رد مع اقتباس
قديم 10-01-16, 08:53 PM   المشاركة رقم: 382
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي





الجحيـــم


(51)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **




قبل ما أبدأ حابة أوضح شي سبق واتكلمت عنه و كمان وضحته بصلب الرواية لكن برجع
أوضح هالشي مرة ثانية ابتعادًا عن اللبس الي ممكن يحصل
الناس الي تقول هل في قبايل تدفن البنات بوقتنا الحالي
لا لا لا مافي اي قبيلة تدفن البنات هالشي كان بأيام الجاهلية
وأنا صح كاتبة ببداية الرواية انها ذات منطق واقعي لكن قلت ما هي واقعية هي من خيالي أنا
لكن الحل بيكون منطقي و واقعي يا اعزائي المغزى من الرواية اني ابغى اوضح كيف الدين الاسلامي أباد
الجاهلية بما فيها فكان لازم استعرض بعض أفعال الجاهلية
و آخر جحيم بالرواية بتفهموا مقصدي صح الرواية نزلت للغرض الديني أكثر من أي غرض آخر لذلك لازم أنا أبحر بالخيال
و أكون واقعية و أمشي وفقًا للدين الإسلامي بتفهموا لا تستعجلوا .























كنتُ أحاول النوم رغمّ الشمس التي تُرسل جيوشها عبر النافذة لتثبتَ أنه النهار
أُحاول النوم لإبعاد أفكاري و تسؤلاتي حول هويتي
من أنهار ؟ و إبنة من تكون ؟ و كيف صرتُ في مصر ؟ ما ديانةُ أمي و أبي ؟
هل أحاول أن أكون أنهار أم أبقى مي كما أنا
و ما شعرتُ إلا بجسدٍ يلتصق بجسدي في السرير ولا أحد بالمنزلِ غيري !!!
لم يكن هناك مجالٌ للتفكير لم يكن هناك مجالٌ للإستيعاب ما كان مني إلا أن أصرخ بفزع و أبتعد لنهاية السرير
حينها وقعت عيناي على وليام أوين وعادت أنفاسي للإنتظام تدريجيًا
بينما قال وليام : جميلتي لا تخافي هذاأنا وليام , آسف لأني دخلت بلا إستئذان ظننتُك نائمة , سامحيني يا جميلتي
توكأتُ بظهري على خلفية السرير و أنا أنظرُ للسقف و أهمس بحزن : لم يتبقى لي سواك يا وليام لاتتخلى عني مثلهم إنني خائفة كثيرًا
أخافُ أنام فأستيقظ و أنا بالسجن أخاف أن أنام فأستيقظ ولا أكون مي أخافُ كل شيء يا وليام .
رسى الحنانُ بعينيه لطالما عاملتني كعشيقتك يا وليام بينما أنا أراك أخًا ينصرني دائمًا تضاجعني يا وليام بالفراش كعشيقة
و أضاجعك وأنا لا أراك سوى أخٍ لي تمنيتُ كثيرًا أن أعترف بما أشعر ولكني كنتُ أخاف أن تكرهني فتؤذي عائلتي الكاذبة عمي ربيع و أخي جهاد
و اليوم أخاف أن أعترف لك بما أشعر فتتخلى عني و تتركني بلا منزلٍ يأويني سامحني يا وليام فلا أراك سوى أخٍ لي وحسب
اقترب مني و احتضنني لصدره و هو يمسح على شعري هامسًا : سأبقى بجانبكِ إلى الأبد حتى و إن كان أبي ضدك وكل من حولنا ضدك فأنا سأكون بجانبك
و سأحاربُ الجميع لأجلك , ثقي بي يا جميلة .
على هذه الكلمات نمتُ على صدره ِ , أبحثُ عن عن عطف أبي و حنان أمي و صوت أخي و نبضات قلب ركاض .


***

منذُ ليلة الأمس وبعينيها الشرود , وجهها ذابل و شفتيها تنتفض تأهبًا للبكاء و لكنها تعض على شفتيها و تمنع غصتها عن التحرر
بقيودٍ تزيد نفسيتها سوءًا عن ذي قبل , قمتُ من على الكرسي و لكنها ظلت كالجماد ولم ترفع عينيها لي كاستجابة طبيعية لصوت الكرسي
الذي ارتد أدراجه للوراء ولكن كيف لها ان تستجيب وهي بعالم التيه تبحثُ عن ضالتها و كيف تجدُ الضالة وهي قدرُ مكتوب عليها الرضى بهِ حتى يجيء أوآنه
مددتُ يدي و احتضنتُ يدها و بصوتٍ دافىء : يلا قومي
وضعت عينيها المنطفئة التي غابت عنها لمعة الحُب و بصيصُ الأمل : وين ؟
سحبتُ يدها بقوة أشدها رغمًا عنها و استجابت لي واقفة و بعينيها تساؤلٌ عميق
سحبتها من يدها بلا صوت إلى حيثُ عباءتها مُعلقة
لكي ما تشائين يا معزوفة .



***

الساعة الثالثة قبل صلاةِ العصر , أحملُ الأكياس بيدي و أمشي بأزقةِ الحارة الشعبية اصطدم بي أحد الأطفال لتتناثر بعض الأكياس
أرضًا تأففتُ بضيق و أنا أنخفض بجسدي الذي طواه العجز أرضًا لإلتقاط الكيس اختلف الماضي عن اليوم
عندما كان الصغير يُمسك بالأكياس و يحملها مع العجوز إلى منزلها ويعتذرُ منها عما بذر منه
حينما كان الصغير يحترم الكبير ويقدره ويساعده حالما يراهُ متعبًا و مرهقًا كل شيء قد اختلف
و آمنتُ يا أخي هزاع أنك أحد هذهِ الإختلافات آمنتُ أنك بعداد الموتى و من أموات القبور لأكتشف أنك لازلت على قيد الحياة
صوتُ سيارة من الخلف جعلني أمشي بالجانب لأدعها تمشي بالزقاق الضيق
رفعتُ عبائتي الرأس حينما سقطت عن كتفي لأعيدها على رأسي و بينما أنا مشغولةُ بعباءتي سدت السيارة الطريق حينما توقفت بالمنتصف
و لكن ليس هذا ما شدّ انتباهي ما شدّ انتباهي هو خروج ظانع زوج صائمة من السيارة و يدهُ محملة بالأكياس يطرق الباب و يدخل وينلغق
الباب من خلفه ظانع للمرة الثانية أراك بهذه الحارة و لكني اليوم أراك تطرق أحد الأبواب و تدخل !!
منزلُ من قد يكون ؟ّ! ولمن تكون هذه الأكياس ؟! أيعقلُ أنهُ تزوج على صائمة !!
ماذا تقولي يا مزنة مالذي تهذين بهِ لو كان منزل زوجته لفتح الباب بالمفتاح ولم يطرقه
قد يكون منزل صديقه أو أيًا كان , توقفي عن الفضول يا مزنة كبرتي بالعمر ولازلتِ تمتلكين ذات الفضول .

***


الساعة الرابعة عصرًا , رغم الألم النفسي الذي أعانيه وما احدثته بالأمس من مصائبٍ ومشاكل بين أمي غزال و عمي جلال وغياب عمي جلال عن المنزل
إلا أن ألم الجسدي كان أقوى بمراحل عدة , طيلة الليل و أنا أحاول التقيء ولا أستطيع و أشتم رائحةٍ كريهة ولا أدري ماهي
و لا أعلم ما يجري , ولم أجد أقدامي إلا بسيارة السائق دخلتُ لأقرب صيدلية لمنزلنا
و أنا أصف للصيدلي حالتي وهو يحثني للذهاب إلى الطبيب ولكني رفضت و حاولتُ أن أعرف ما بي منه
فسألني سؤلاً أقشعر معه كامل جسدي من رأسي إلى أخمص أقدامي ولا أدري كيف انهمرت دموعي بوهن
أعاد سؤاله يظن أني لم أسمعه : يا اختي انتي متزوجة ؟
حركتُ رأسي بالنفي بينما نطق لساني عكس فعلي : ايـ....ـه
سقطت كلماته كالصاعقة فوق رأسي , و ابتسامة تحاوط شفتيه : احتمال تكوني حامل
و مدَ إلي بأنبوبةِ كشفِ الحمل !!!
حركت رأسي رفضًا ولازال الأمل بداخلي : لا لا مستحيل أنا اخذت حبوب منع حمل وملازمة عليها أنا , أنا ما أبغى أطفال الحين
رفع كتفه لأاعلى قائلاً : يا مدام افضل تروحي عند دكتور
ضربت الأرض بقدمي و برجاء : لا انت قولي الي تعرفه الله يعافيك قولي الي تعرفه
عقد حاجبه بغرابة من حالي و خوفي المثير للريبة مجيبًا : بحسب علمي انتِ احتمال انك ملازمة على دوا يعادي أدوية منع الحمل
و يمنعها من أدآء عملها .
لم أجيب عليه سحبتُ الأنبوب من يده و رميتُ كل ما بمحفظتي على الطاولة الزجاجية و بخطواتٍ سريعة خرجتُ من الصيدلية وعقلي يحاول
رفض ما يقول بينما دموعي أمطرت تُعلن أنها الحقيقة ولا مفرَ منها .



***

بتمام الساعة الخامسة عصرًا , استأذنتُ من أبي متعذرًا بالمرض بأن لا أذهب للشركة اليوم و كيف لا و أنا بعيدٌ عن كلِ شيء
إلا عن عُطرة و ظلمي لعُطرة و قذفي لها
هل أخطأت يا معن ؟ هل أخطأت ؟
و ما فعلته بأنهار انتقامًا من حواء لا عُطرة
وقعت بالزنا يا معن وقعت بالزنا ولا مبرر لفعلتك
انتفض قلبي بشدة و عيناي تمشي على سطورِ كتاب الله عزوجل قائلاً : " و الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم
بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر " .
سمعتُ صوت باب حجرة الأطفال وضعتُ القرآن و قمتُ واقفًا من على السرير حثتني خطواتي حيثُ الباب نظرتُ من فتحة الباب المردود دون الإغلاق
لأجدها عُطرة تخرج بعباءتها و بيدها حقيبةُ أرديتها في بادىء الأمر لم أفهم ولم أستطع الإستيعاب
ولكن حالما رأيتها تقترب من باب الجناح مشيتُ من خلفها بخطواتٍ سريعة قائلاً : على وين ؟
قالت دون أن تنظر لي : للجحيم , وين بروح يعني بشوف لي أي غرفة اقعد فيها لأني ما عاد أقدر انتفس الهوا القذر الي انت تتنفسه
خليك على أفكارك و ساوسك والمشكلة بهذا كله انك غلطان بقذفي وغلطان الغلط الأكبر و الأعظم بالخيانة بخيانة دينك قبل خيانتي
أصبحتُ خلفها تمامًا ومددتُ يدي ألتقف يدها و بإصرار : كل شي يتصلح
سحبت يدها من بين يدي بقوة و إلتفتت إتجاهي و بنظرةٍ حادة ثاقبة : إلا الظلم و الخيانة
رفعت أصبعها السبابة تُشير إليّ من رأسي حتى أخمص أقدامي بصوتٍ مستهزىء : ما بعد ظهرت برآءتي يا معن بيجي اليوم الي تظهر فيه براءتي كاملة
ساعتها بتتمنى وصلي و أنا الي بقطعك بقلب ميت , تدري وش أحلى شي إني آخذ حقي منك بدون ما أسوي شي انت عاقبت نفسك بنفسك و ارتكبت الزنا
وحسابك عند ربي استهزاءك و ظلمك لي انرد عليك بدون ما تحس بنفسك .
فتحت باب الجناح و خرجت و وقفتُ جامدًا بمكاني
" ظلمك لي انرد عليك بدون ما تحس بنفسك "
و بقيت هذهِ العبارة تعيدُ ذاتها بذاكرتي .


***

الساعة الخامسة و النصف قُرابة أذآن المغرب , بقيت تنظرُ لي بغرابة وعيناها تسأل قبل أن ينطق لسانها ولكني لم أُعْطِها أي مجال
طرقت الباب ودخلت بعد أن أذِنّت ليّ الطبيبة وقد اتفقتُ معها مسبقًا على الإجراءات و ارشدتني على ما يجبُ فعله
هذه الطبيبة أثقُ بها كثيرًا حيثُ أنها تعمل بذات المستشفى الذي أعملُ به ِ
جلستُ على أحد الكراسي و أجلستُ عُزوف بجانبي بينما الطبيبة ترحب : يا اهلا و سهلا بيكو نورتوني ازيك يا دكتر ناجي؟
بإبتسامة هادئة : الحمدلله بخير يا دكتورة
أشارت بإتجاه عُزوف : دي مراتك ؟
و قبل أن أنطق نطقت عُزوف : ايه
ومن ثم نظرت إلي : ناجي ليش جينا للمستشفى ؟
أجابت الطبيبة : انتي مش عاوزة بيبي
حينها أمسكت عُزوف بيدي بقوة و كأنها تُجيب عن تساؤل الطبيبة بالحركة بدلاً عن النطق
يبدو أن السعادة قتلت مخارج الأحرفِ بلسانها
ابتسمت الطبيبة وقد لاحظت سعادة عُزوف التي بدت جلية بتصرفاتها اللإرداية : انا دلوقتتي هعملكو تلقيح صُناعي
ضاقت عيناي و أشرتُ إليها بأن هذا لم يكن اتفاقنا
بينما هي قالت بأدب : ممكن يا عزوف تئومي للسرير ده
نظرت عُزوف إلى السرير الذي أشارت إليه الطبيبة و توجهت للسرير منصاغة
بينما قالت الطبيبة بصوتٍ منخفض : انتا بئى ئولت ليا اكلم دُكتر مشعل عن حالتها و ئولت لدكتر مشعل انو فيه علاج اول وانو لو ما نفعش
هعملكو التلقيح الصُناعي
بس هوا ئال انو مراتك مش هتتحمل لانو احتمال نجاح ابر التفجير ائل بكتير من التلقيح الصُناعي و ئال انو ممكن اعمل ابر التفجير
وما تحملش ساعتها هتسوء حالتها كتير و علشان كدا نصحني بالتلقيح و بلاش خوف يا دُكتر ناجي التلقيح مش خطير و كتير ناس تعملو
و احتمال انو يجي الجنين سليم اكتر بكتير من انو يجي مشوهه التلقيح الصُناعي بيشبه الطبيعي مفيش فرىء كتير ما بتفرئش الا انو
الحيوان المنوي هيتصفى وهنلقحو في البويضة
بغير اقتناع : لكن أنا أفضل الخطوات الأولى وبعدين ان ما نجحت لا قدر الله نلجأ للتلقيح الصناعي أساسًا أنا مومقتنع بكل هذا لأنه أساسًا
مافينا أي إشكالية لكن هي الله يهديها ما فيها صبر أنا بروح أكلمها يمكن توافق على التفجير و بقولها كل شي بصراحة و إن وافقت
سمينا بالله وبدينا بالتفجير .


*


اقتربتُ منها و قعدتُ بجانبها على السرير احتضنتُ يدها ليدي بينما هي سألت بخوف : ايش قالت لك ما ينفع التلقيح ؟
حركتُ رأسي بالنفي مجيبًا على تساؤلاها محبطًا من حالها و سلبية أفكارها : لا , لكن تقول فيه أشياء ممكن تغني عن التلقيح
منها إبر تفجير بس احتمال نجاحها أقل من التلقيح الصناعي و
قبل أن أكمل قبضت على يدي بقوة حتى أن أظافرها انغرست بجلدي : لا ناجي لا خلينا على التلقيح الله يخليك
بمحاولة : بس يا عُـ
قاطعتني برجاء و صوتها قد مال للبكاء : نـ...اجي
مددتُ يدي و خلعتُ نقابها مسحتُ دموعها الشفافة وبهمس : هشششششش خلاص خلاص بيصير كل الي تبيه
اهدي لا تبكي .
ابتسمت بين دموعها و ابتسمتُ لإبتسامتها .



***

نظرتُ لأنبوبةِ كشف الحمل التي تُنبأ باللاخير التي تعني أن الحرام بأحشائي
تعالت نبضاتُ قلبي و هوت أقدامي أرضًا بعجز و برودة تسري في كامل جسدي في حين أن الجو دافىء
أسناني تصتك ببعضها و تصدر صوتًا و صداعٌ يحتل رأسي غشاوة من الدموع تغطي عيني
و ما وجدت نفسي إلا أبكي بأرض الحمام بصوتٍ عالٍ يترددُ صداه بالأركان
" اموكسيل " مضادٌ حيوي أخذتُه لتخفيف إلتهاب حنجرتي الذي صاحبني منذُ مأسآتي مع معن
مضادٌ لم أكن أعلم أنه يحاربُ دواء منع الحمل ويمنعه من أدآءِ عمله على الوجه الأكمل
بدأت خطتي لمقابلة معن بيومِ زفاف صديقتي نوال و على لسانِ نوال علمت أمي أني كاذبة
بدأتُ بخطة محبوكة فعلمتُ أن نهاية خططي الفشل صار كل شيء بعكس ما رسمت
حاولتُ حبكها حتى النهاية ولكن إرادة الله فوق كل شيء

*


لا أدري بمن أفكر بزوجي " جلال " الذي اتصل عليه ولا يرد
ولم يدخل للمنزل منذُ ليلة الأمس , أم بفتاتي أنهار التي خلدت للنوم بصدري ليلة الأمس
و في الصباح استيقظتُ و وجدتها نائمة فلم أُحب إزعاجها وخرجتُ من حجرتها
أنهار هل ظلمتُ جلال حينما وقفتُ ضده لأجلك ؟
لا , لا ماذا تقولي يا غزال أنتِ متأكدة من أنهار فهي تربيةُ يديكِ
تركتُ الهاتف المحمول على الكمودينة و توجهتُ لخارج حجرتي إلى حجرةِ أنهار
طرقتُ الباب وحينما لم أسمع أي رد فتحته ودخلت و أول ما دخلت وصل لمسامعي صوت أنين
عقدتُ حاجبي ومشيتُ بالحجرةِ الواسعة مع تذبذباتِ الصوت حتى وجدتُ ذاتي أمام دورةِ المياه
طرقتُ الباب و الخوف يملأُ قلبي : أنهار ماما اشبك افتحي الباب
فزاد صوت بكاءها و صار عاليًا
طرقتُ الباب أكثر وأخذت أضغط على المقبض وكأنه سيُفتح : أنهار ما ينفع تبكي في الحمام افتحي الباب يا ماما افتحي
انهار الله يخليك لا تخليني أقلق كذا افتحي يا أنهار .
ولكن لم تستجب بل زادت آهاتها و آناتها تحكي وجعًا عميقًا بصدرها
ماذا يا طفلتي المدللة هل أصبح لكِ مشاكل تذرف لها زوجُ عينيكِ , فلتجعليني أُقاسمكِ بها
بإصرار : أنهار أنا ما بتحرك و بظل واقفة هنا انتظرك تفتحين , أنهار افتحي
ولكنها لم تستجب وأنا لم أتوقف عن المحاولة .




***

و ابتعدت عني صغيرتي " مي " لتمكث بمنزلِ ميرنا و قد حرمتني ميرنا حتى من إرضاع صغيرتي
فقط أرضعتها بالشهر الأول و ما أن دخلت للشهر الثاني حتى جُن جنون ميرنا
و لم تجعلني أرى صغيرتي إطلاقًا حينما أريدُ رؤيتها أتوسل لنائل حتى يجعلني أراها
و لا أراها سوى ساعة واحدة أو أقل حتى تتصل ميرنا على نائل تطلبُ منهُ أن يعود للمنزل
خوفًا على صغيرتي و ماذا سيجري إن علمت أن نائل يأتي بها إليّ لأراها
حتمًا لن تجعلني أراها , و صار ما كنتُ أخافه
بيومٍ ما اتفقتُ مع نائل أن أرى صغيرتي " مي "
و لكنه كان على عجلةٍ من أمرهِ وقد طلب مني أن أراها في يومٍ آخر ولكني لم أسمع لما قال وحاولتُ معه أن أراها بذات اليوم
وبعد محاولاتٍ طويلة قال لي أنه بأحد الأسواق الشعبية
ذهبتُ مع التاكسي إلى ذاتِ السوق الموصوف وقابلته بالمكان الذي يرديني بهِ
أخذتُ صغيرتي واحتضنتها بصدري أُقبلها و أمدها بالحنان و أستمدُ منها الأمل
الأمل الذي لا أعيشُ حياتي إلا لأجله صغيرتي " مي " أنتِ سعادتي فرحي و أملي
أنتِ جمالُ الحياة و كوكبةَ عقلي و اشتياق قلبي
نسيتُ أنكِ ابنة حرام ونسيتُ أنكِ ابنة هزاع
ما يهمُ أنكِ أغلى ما أملك بعد أن فقدتُ والدتي وهبني الله إياكِ
رعاكِ اللهُ يا صغيرتي
قال نائل : تعالي خلينا نئعد لانو شكلنا كده غلط
حركتُ رأسي بالموافقة فأنا أعلم أن شغفي للقاءِ صغيرتي مثيرًا للريبة
جلستُ على أحد الكراسي الموجودة على مسافاتٍ متفرقة من السوق الشعبي و جلس هو على ذات الكرسي ولكن مسافة قصيرة تفصل ما بيننا
قال بعد صمتٍ ليس بقصير : الحال ده ما ينفعش انا هحاول في ميرنا انها تخليكي تطمني عليها لانو انا ما عنديش وئت كل ما تكوني
عاوزة تطمني عليها اديهالك
سقطت حقيبتي من يدي و انخفضتُ لأخذها وبيدي صغيرتي فلم أستطع الوصول إليها
ساعدني نائل بمدِ يده للأرض واعطائي حقيبتي لكن قبل أن أرفع جسدي و أأخذ الحقيبة من يده
وصلتني صوت صفقة : ايه ده القمال عايشين في العسل و انا الحُمآرة مش عارفة حاقة
رفعتُ جسدي عن الأرض و اختفى اللون عن وجهي
بين وقف نائل من على الكرسي محاولاً تهدئة ميرنا : ميرنا الكلام ده ما ينفعش هنا خلينا نرجع وساعتها نتكلم اما هنا ما ينفعش
دفعت ميرنا يد نائل بقوة واقتربت مني و مدت يدها إلى شعري لتسحبه من جذورهِ بقوة
تجمهر بائعي المحلاتِ من حولنا و المشترين من كل الجهات تعالت الأصوات وبكت صغيرتي بيدي
وصوتُ ميرنا يزداد : انتي كمان عاوزة تاخدي نائل مني يا معفنة يا واطية يا رائصة
سحبها نائل بعيدًا عني وهي تُمسك بشعري بشدة حتى ظننتُ أن شعري صار بيدها
بكيت بضعف ليس ألمًا بل من شيءٍ أنا كنتُ السبب بهِ
ماذا لو كنتُ تزوجت و أتيتُ بالحلال لم يكن سيحدث ما حدث الآن
ولن أشعر بالضعف والهوان مثل الآن
أبعدها نائل عني
و أخذتُ ترتب حجابها و وجهها أحمر اللون من شدةالغضب
بينما اقترب نائل يمدُ يده فهمتُ و وضعتُ طفلتي بيده نظرتُ لها دون غيرها و أغمضتُ عيني و كأنها ستكون آخر صورة
رأتها عيني .



***

الساعة الثامنة ليلاً ,أحاول التأقلم معهم أو مع البيئة التي أنا بها ولكن لا أستطيع ولا أقدِر
تركتني يا أيها الكاسر و رحلت , رحلت وكأنك لم تكن يومًا زوجي قبل أن تكون عشق قلبي
كسرتني أيها الكاسر و صار لإسمك نصيبٌ من أفعالك
و بينما أنا ببحر أفكاري جلست إحدى النزقات بجانبي و بصوتِ ضحكة لا تخرجُ إلا من شنظيرة : تعرفي انتِ الواحد لا طالع فيك
بجد يصدق انك مسكينة خلاص عاد يكفي تمثيل حسبالك لا مثلتي رحموك و خرجتي ؟!
بينما قالت إحداهن و هي ترمقني بنظراتٍ ساخرة : وين حيرحموها و زوجها زيه زيها ما شاء الله طلعت العيلة كلها مجرمة باقي العيال بس
لم أهتم بما تقولان ولا أدري عما تتحدثان ولا يهمني ذلك
أعطيتهن ظهري و صار وجهي مقابل الجدار أحاول النوم فلا شيء يستحق أن أرهق عيني بهِ
لكن أحداهن سحبت جسدي بقوة حتى عاد وجهي مقابلاً لهن قائلة بإستهزاء : ترى احنا أشرف منك فسيبكي من شوفة الحال دي , انتي و زوجك الزبالة
الي بس فالح يقعد ع الكرسي و يقز بالبنات دحين مسجون زيك
تركتُ اللحاف الذي كنتُ أقبضُ عليه بيدي و بتساؤل : ما فهمت ؟
قالت الأخرى مستهزئة : ايش الي ما فهمتيه يا روح أمك
بصوتٍ واهن : زوجي وش فيه ؟
أشارت إليّ بيدها : فيه الي فيك
ضربت يدها بيد الأخرى و ضحكن بصوتٍ عالٍ
بينما أصابتني غصة بالقلب و غشاوة ملأت عيني جعلت رؤيتي ضبابية
و شهقاتي تعالت على ضحكاتهن الساخرة
حتى أنت أيها الكاسر !! حتى أنت !!
هل سأبقى طيلة حياتي ها هنا ؟!



***

نمتُ ليلتي بأحدِ الفنادق و في الصباحِ تسكعتُ بالشوارع ثم بعد صلاةِ العشاء ذهبتُ إلى أحدِ المحطات
الذي كان " محمدالسائق " الخاص يرتادها كثيرًا لابد من إيجادهِ هو جزءٌ لا يتجزأُ مني
هو الوحيد الذي يملك ذاك الخاتم و أنا أشعرُ أنهُ لي
أشعر أن هنالك رابطًا وثيقًا بيننا و تصرف غزال بطرده أكد لي ظني
غير ذلك حرص غزال على اخفائي عن جُل العالم لا يُريحني غزال تعرف الماضي ولكن لن تعترف فهي تريدُ من جلال
خاتمًا يحتوي اصبعها و هذا لن يكون يومًا يا غزال
و اليوم جاءتني الفرصة بأن أبحث عنه فإن عُدت للمنزل ستعودُ غزال للتحكم بخروجي و دخولي و إلى أين ذهب و من رأيت
نزلتُ من السيارة و توجهتُ للتموينات المجاورة للمحطة فمحمد كثيرًا ما كان يدخلها و يعرف من يعمل بها
ألقيتُ التحية و سألت البائع : بسألك عن محمد السواق تعرف مكانه ؟
في بادىء الأمر عقد حاجبه استغرابًا لسؤالي
و لكني قطعتُ حيرته باليقين : محمد السواق هو سواق بيتنا الخاص و ابي اعرف مكانه
حرك رأسه بتفهم مجيبًا بلكنته اليمينة : تشتي محمد السواق باتقع سهالة , قوزب و ناخذها مجابره و ان شاء الله انه يقوزب و تبسره
بتساؤل : طيب معك رقمه اتصل عليه
حرك رأسه بالنفي
جلستُ على الكرسي بشيءٍ من الأمل و آخرٍ من الإحباط و لكنه لم يأتِ فإستأذنتُ منه
و خرجتُ لقضاء الشيء الآخر الذي أريده , تحركت ُ حتى منزل زوج " نوال " صديقة أنهار
ضعطتُ على الجرس مرتين ولم يصلني أي صوت و تحركتُ إلى منزلِ عائلةِ " نوال "
طرقتُ الباب طرقة طرقتان و ثلاث حتى فُتح و خرج منه أخو نوال
سلمتُ عليه و من ثم سألتُه عن نوال فتغير لون وجهه
تداركتُ سؤالي بقولي : ابي أسألها عن أنهار لأن حالها شوي ما هو بعاجبني و نوال صديقة أنهار فيمكن العلم يكون عندها
أجاب بتلعثم و إرتباك : عمي أنا أعرف وش فيها أنهار



***

كل الطريق منذُ خروجنا من المركز إلى ذهابنا للمنزل و أنا أستذكر كل ما حدث و ألمس بطني دون درايةٍ مني
متأملة أنه قريبًا ستكونُ داخلي روح ترسم السعادة بكلِ ربوعِ حياتي
سألتنا الطبيبة عدة أسئلة متى آخر مرة جامعني بها و من هذا القبيل ثم قالت : خد الورئة دي ودهيهالها للمركز و هما هيعموا كل حاقة وهيحطو الأجنة بالبنك
و بعد تلت ايام او يومين هتعملوا التلقيح المهم ده مش شغلي انتا بقى هتديهولهم الورئة و زيما ئولت هما هيعملوا كل حاقة
و اقتربت مني تجرُ خدي بنعومة و بإبتسامة : و ان شاء الله تفرحي بالبيبي وتدعيلي كمان
إبتسمت و سحبتُ هواءً طويلاً و أخرجته فنظر لي ناجي بسعادة : لو كنت أدري إن هالشي بيسعدك ما ترددت فيه ولا لحظة .
رددتُ لهُ الإبتسامة بحب من تحت نقابي مدّ يده ليدي و رفعها لفمه قبلني بعمق
ومن ثم قال بصوتٍ مبحوح : خلينا ننزل شوي و أتهور و أضيع مجهود اليوم
أول ما سمعتُ ما قاله خرجتُ من السيارة بسرعة بينما وصلتني صوت ضحكته العالية
إبتسمت بسعادة و أنا أتمتم : جعلني ما أبكيك .
وصلني صوته المبتسم : مين هذا الي جعلك ما تبكيه ؟
انتفضتُ بخوف و أنا أضع يدي بقلبي : بسم الله توك بالسيارة كيف لحقتني
وضع يده تحت إبطي وشدني إليه و بإبتسامة متلاعبة : همم نفسي أتهور
علمتُ أنه يتلاعب بأعصابي فقلتُ بقوة : عادي أتهور
رفع حاجبه و أخفض الآخر و عاد ليرفع المنخفض و يخفض المرتفع يتلاعب بهما بطريقة مضحكة : لا شرايك أتهور هنا أعطي العمال كورسات مرة وحدة
إحتقن وجهي حُمرة و بخجل : خلاص قليل أدب و ما تنعطي وجه
ألصق صدرهُ بظهري و همس بأذني : قولي الصراحة ماهي بحلوة قلة الأدب هاذي و بذمتك تقدري تتحملي ما تسويها
رطبتُ شفتاي بلساني : كلها ثلاث أيام
تنهد تنهيدةً طويلة : حسبي الله ثلاث أيام يا الظالمين ثلاث أيام
فُتح باب القصر و خرجتُ منه ريتاج إبنةُ الكاسر تبكي !!


***





إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
و جحيمنا القادم يوم الثلاثاء أو الأربعاء .




 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 11-01-16, 09:50 PM   المشاركة رقم: 383
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

فصل رائع جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 14-01-16, 01:02 AM   المشاركة رقم: 384
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي





الجحيـــم


(52)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **
























و خرجتُ لقضاء الشيء الآخر الذي أريده , تحركت ُ حتى منزل زوج " نوال " صديقة أنهار
ضعطتُ على الجرس مرتين ولم يصلني أي صوت و تحركتُ إلى منزلِ عائلةِ " نوال "
طرقتُ الباب طرقة طرقتان و ثلاث حتى فُتح و خرج منه أخو نوال
سلمتُ عليه و من ثم سألتُه عن نوال فتغير لون وجهه
تداركتُ سؤالي بقولي : ابي أسألها عن أنهار لأن حالها شوي ما هو بعاجبني و نوال صديقة أنهار فيمكن العلم يكون عندها
أجاب بتلعثم و إرتباك : عمي أنا أعرف وش فيها أنهار
ضيقتُ عيني و بريب : وش تعرف عنها ؟
نظر للداخل و من ثم خرج و أغلق باب منزلهم من خلفه وقف أمامي في الشارع و بشيءٍ من التوتر : يوم حطيتها يا عم في بيتنا بالليل
اليوم الي رسلت فيه باقة الورد , الي صار يا عم إنها دخلت لبيتنا تبكي و تترجى أمي إنها تتركها تخرج و ما تقول لأحد عن خروجها من بيتنا
و إن أختي تستلم باقة الورد عنها و أمـ
و قبل أن يكمل صرختُ بغضب : كيف سمحتولها تخرج بهالوقت
بسط يده اليمنى و وضعها فاصلاً ما بيننا : ياعم اهدى , أمي قالت لها ما يصير إذا تبين أي مكان أنا و ولدي بنوصلك لكنها أصرت تروح مع سواقكم
أمي بعد إصرار وافقت لكن بدون ما تدري أنهار خلتني ألحق سيارة السواق عشان إذا صار لها شي لا قدر الله أفزع لها و الي صار ياعم إنها خلت السواق يوقفها بشارع
عام و نزلت من السيارة أنا استغربت كثير نزلتها بالشارع العام و قعدت بسيارتي أشوفها وين تتحرك , خلت السواق يمشي و دخلت لبيت
معزول حوله أراضي بلا مباني و المكان مظلم و مخيف حقيقة ما قدرت أدخل معها بصفتي ايش وتركتها لكن لهاليوم أحفظ العنوان و كل تفاصيل البيت
اكفهر وجهي و الغضب يغرس ذاتُه بأعصابي و بصوتٍ هادىء يُعاكس الزوبعة التي بداخلي : جزاك الله خير يا ولدي ما قصرت , لكن إذا ما عليك أمر
ابي العنوان .
فأعطاني العنوان تفصيلاً .



***

إبتسمت و سحبتُ هواءً طويلاً و أخرجته فنظر لي ناجي بسعادة : لو كنت أدري إن هالشي بيسعدك ما ترددت فيه ولا لحظة .
رددتُ لهُ الإبتسامة بحب من تحت نقابي مدّ يده ليدي و رفعها لفمه قبلني بعمق
ومن ثم قال بصوتٍ مبحوح : خلينا ننزل شوي و أتهور و أضيع مجهود اليوم
أول ما سمعتُ ما قاله خرجتُ من السيارة بسرعة بينما وصلتني صوت ضحكته العالية
إبتسمت بسعادة و أنا أتمتم : جعلني ما أبكيك .
وصلني صوته المبتسم : مين هذا الي جعلك ما تبكيه ؟
انتفضتُ بخوف و أنا أضع يدي بقلبي : بسم الله توك بالسيارة كيف لحقتني
وضع يده تحت إبطي وشدني إليه و بإبتسامة متلاعبة : همم نفسي أتهور
علمتُ أنه يتلاعب بأعصابي فقلتُ بقوة : عادي أتهور
رفع حاجبه و أخفض الآخر و عاد ليرفع المنخفض و يخفض المرتفع يتلاعب بهما بطريقة مضحكة : لا شرايك أتهور هنا أعطي العمال كورسات مرة وحدة
إحتقن وجهي حُمرة و بخجل : خلاص قليل أدب و ما تنعطي وجه
ألصق صدرهُ بظهري و همس بأذني : قولي الصراحة ماهي بحلوة قلة الأدب هاذي و بذمتك تقدري تتحملي ما تسويها
رطبتُ شفتاي بلساني : كلها ثلاث أيام
تنهد تنهيدةً طويلة : حسبي الله ثلاث أيام يا الظالمين ثلاث أيام
فُتح باب القصر و خرجتُ منه ريتاج إبنةُ الكاسر تبكي !!
تراجعنا للوراء خطوة من الصدمة و عاد ناجي ليتقدم خطوة و ينخفض بجسده لطول ريتاج بينما خرجوا بقية إخوتها يبكون
سأل ناجي بخوف : شفيكم ؟
قالت ريناد أكبرهن و هي تسمح دموعها : ولا حاجة بس بس ....
و بكت بصوتٍ مرتفع بينما قال رائد وهو يضرب صدره يدعي البطولة : أنا أعرف خطتهم قالوا إذا بكينا عمو بيسفرنا عند أبوي و أمي
فتح ناجي ذراعيه على وسعهما و أخذ كلٌ منهم جزءًا من حنانه
يمسح على شعورهم تارة و يواسيهم تارةً أخرى يضحاكهم يمازحهم و يقول لهم : تعرفون ايش يعني شهر عسل ؟
قال الأطفال بحيرة و بصوتٍ واحد وهم يلتفتون لبعض : لااااااا
بينما هو قال : شهر العسل هذا سفر لازم يسافره الأم و الأب لحالهم وبس هما راحوا يسافرون و كلها كم يوم وهما عندنا
و إذا ما جووا ماما و بابا أوعدكم أنا و عُزوف و انتوا كمان نسحب عليهم و نطلع شهر عسل مع بعض ,هاه ايش رايكم ؟
و أخذ الأطفال يضحكون معه و يتمازحون
ولم أشعر بدموعي التي سقطت ويدي التي احتوت بطني بأملِ طفلٍ يحتضنه ناجي
لم أشعر إلا بيدِ ناجي التي وضعها فوق يدي المبسوطة على بطني و هو يبتسم لي مشجعًا
يمدني بأوصال الأمل .


***

ذهبتُ إلى المنزل الذي وصفه لي , كل ما حوله مهجور لا حياةَ ها هنا
ضغطت على الجرس عشرات المرات و طرقتُ الباب رميتُه بالحجارة المتناثرة بكل مكان
و لكن يبدو أنه لا أحد بالمنزل وليس هنا من أسأله عن مالك المنزل
و لكني بدأتُ أفهم مالم أتوقعه من أنهار
أنهار الفتاة التي أحببتُها تدسُ سرًا و السر الذي تدسهُ أنها فتاة ترتدي قناعًا ليس لها
تخرج من المنزلِ ليلاً تكذبُ على والدتها لتدهس العرض و ترمي بالشرف في ردهة الطريق
هذا ما تفعلهُ أنهار ولا تفسير لما يحدث غير هذا
أمسكتُ بحجرةٍ كبيرة و رميتها بإتجاه الباب و أنا أصرخ بأعلى صوتي : حيـــــوانة
أغمضتُ عيني بشدة و أنا أمسحُ جبيني و أنظرُ يمنةً و يسرة
أسحبُ قليلاً من الهواء لصدري و أخرجه زفيرًا , جلستُ بجانبِ المنزل أنتظرُ مالكه أن يجيء .

***

و تمرُ السنينّ سريعة سنة سنتان فثلاث إلى الستِ سنوات
تناديني فيها صغيرتي بخالتي و تنادي فيها ميرنا بأمي
و لازلتُ أراها دون رضا من ميرنا ولكن تحت مرأى عينيها
فنائلٌ أجبرها بذلك حيثُ قال لها إن لم تسمح لي برؤيتها هو سيجيء بها إليّ
و هي تخاف على زوجها أن أسرقهُ منها
من دورس الحياة التي تعلمتها إن ستر اللهُ عليكّ فلا تفضح
ها أنا فضحتُ الماضي أمامها و هاهي تخشاني و تراني من شرار الأرض
لأني زرعتُ فكرةً سيئة عني بمخيلتها و بالرغم من أني تغيرت إلى أن عقلها استجاب لما سمعتُه مني
ولكني كنتُ مضطرة إن لم أقول لها ستعيشُ طفلتي منتسبة لوالدتها ذليلة لا يرحمها المجتمع
صغيرتي " مي " سأعيشُ لأجلكِ فقط مهما كلفني الأمر
صغيرتي قد تكوني عقابًا من الله على ما اقترفتُه أنا
و لكنكِ أيضًا عطيةً من الله غيرت من أخلاقي و أفكاري
أصبحتُ يا " مي " إمرأة محجبة حافظة لتسعة اجزاء من كتابِ الله و سأحاول حفظ الأكثر
أصبحتُ يا طفلتي أتحاشى الجلوس مع الرجال وحدي ولا أُحادثهم إلا لحاجة
حينما أسجد أطيل السجود لأكون أكثر قُربًا من الله
كل شي ءٍ قد تغير يا " مي "
و هذا بفضلِ الله ثم أنتِ يا صغيرتي
كوني دائًما بخير حبيبتي " مي "
و إرادة الله خالفت عبارتي كوني بخير لتكون طفلتي مي باللاخير
تبكي
خانعة
ضعيفة
تحتضضنُ ميرنا
فترميها ميرنا
تهرعُ لنائل
فيصرخُ نائل
فتطرقُ الباب
تقولُ خالة
فأبسطُ يدي لترتمي بأحضاني
كل هذا صار حينما طُرق باب منزلي ففتحتهُ أختي نورسين التي صرخت بخوف : مــــي
قمتُ من على الكنبة كالممسوسة تحركتُ بخطواتٍ سريعة لأجد ميرنا تقفُ أمام الباب
و بجانبها نائل , و طفلتي تبكي بهوان
رأيتُ ذاتي بها عندما بكيتُ أمام هزاع ليرحمني فدهسني و قتلني
رأيتُ ذاتي بها عندما كان هزاع يضاجعني و أمي تموت بالمستشفى
قال نائل : ربنا استجاب لينا و دلوقتي ميرنا حامل واحنا مش بحاجة لمي خليها ليكي .
بينما ميرنا كانت دموعها بوجنتيها تبكي ويبدو أنها غيرُ راضية لكن نائلاً أجبرها تبعدُ صغيرتي عنها و تصرخُ بوجهها لكي تكرهها
و كل ما تفعله إكراهًا ليس برضا منها
أردف قائلاً : و علشان نكون واضحين معاكي احنا ماعندناش ئدرة نصرف عليها و على البيبي الجديد
و علشان كده مي هتبقى ليكي .
فتحتُ يدي على وسعها و ارتمت صغيرتي بأحضاني
أمسح على شعرها بحنان و أضاحكها لتختفي دموعها
لتختفي ليس ليوم بل لسنين مديدة .


***

على الفكرة التي راودتني وجدتُ ذاتي أهمسُ لوليام في الظهيرة : وليام استيقظ
وضعتُ يدي على كتفه أهزه : وليام فلتستيقظ
ليفتح عينيه و يبتسمُ لي بكسل
أمسكتُ بيده و جلستُ أمامه و أنا أرفعُ بيدي الأخرى خصلاتِ شعري الأسود عن عيني : وليام أريدُ منك شيئًا
جلس على السرير و سحبني إليه حتى صرتُ بصدره و بحنان : وماذا تريدُ مني حبيبتي ؟
حوطتُ رقبته و أخذتُ ألعبُ بشعره الذي يصلُ إلى أسفل أُذنه : اسمع يا وليام لا أدري إن كنت تدري أو لا , بالأمس أعطيتك تلميحًا و أنا أبكي
ولكن لستُ أدري إن كنت فهمت ما أقول أم لم تفهم , إن عمي ربيع و أخي جهاد حالما تركاني و رحلا تركا معهما أوراقًا ثبوتية تخصني
كُتب بها أن إسمي " أنهار ماهر " و أنني سعودية الجنسية و لستُ مصرية ولا أنتسبُ لهم , أريدُ منك يا وليام أن تعود لكندا و تتأكد منهم
من هويتي , و حاول معرفة الماضي إن استطعت .
اجاب بعطف وهو يسمحُ دموعي : حسنًا يا جميلتي لكِ ما تريدين ولكن دون أن ابتعد عنكِ .
عقدتُ حاجبي و بتساؤل : و كيف ستعرف إن لم تذهب لكندا ؟
ابتسم مطمئنًا لي : لا عليكِ يا صغيرة سأعرفُ وحسب .
ومن ثم وضع يده ببطني يضاحكني قائلاً : اضحكي فلا يليق البكاء بالجميلات .
و ضحكت وكل ما بداخلي يبكي .


***

بأرضِ كندا قبل أيام
كنتُ سأدخل أنا و عمي ربيع إلى مكتبِ أوين ناتان
إلا أن محور الحديث ما بينه و أحد أتباعهِ استوقفنا عن الدخول
: أيها الرئيس أوين لقد تم كل شيء على ما يرام , تم حرق الأوراق التي في منزلِ الكاسر ولم يتبقى أي دليل
و على كلامه فتح عمي ربيع الباب قائلاً بتساؤل : ما هو الورق الذي تم حرقه ؟
أشار الرئيسُ أوين إلى تابعه بالتحدث : ورقٌ يحمل ما بين سطوره ماضٍ عنك و عن عائلة الكاسر .
حينها اكفهر وجه عمي ربيع و هو يُحرك يده بالهواء : و بأي حق تعطيه الورق
أجاب حينها الرئيس أوين وهو يرتشف القهوة : بحق أني رئيسك و أنا من أمرتُه بذلك
زفر عمي ربيع الهواء : حسنًا , و لكن هذه الأوراق ستجلعني في خطر
قال الرئيسُ أوين ببرود : نعم ولكنها حُرقت و لم يستفد منها الكاسر شيئًا انتهى النقاش يا ربيع .
حينها طأطأ عمي ربيع رأسه و خرج من الحُجرة
و ها أنا اليوم أقعدُ بجاوره مستفسرًا عن ماهية الأوراق فبذلك اليوم لم أسأله لأنه كان غاضبًا لا يُريد الحديث
أجاب بهدوء : الي في الورىء ده هوا كل الماضي بكل الي فيه حكايات كتيرة و مخاطر كتيرة و ده الورىء موجود حتى عند الشرطة المصرية
و السعودية و لكن مش بكمية المعلومات كلها ولكن موجود عندهم معلومات كتيرة لكنها قضايا مغلقة و ملفات ئديمة صعب تنفتح بعد السنين
دي كُلها و أنا بعد الي اسمعناه روحت عند أوين أحاول فيه يئولي ليه يعطي الكاسر الورىء ده و هوا ئال إنو عمل ده كلو
علشان الكاسر يوسق في سمحي وبعدها ينئتل سمحي , و هوا على طول ارسل اتباعه علشان ينحرىء الورىء .



***

على الساعة الرابعة عصرًا , طرقة طرقتان ومن ثم قلتُ : مين ؟
فجائني صوتُ طفلتي بلقيس : أنا يا ماما
ابتسمتُ بحب و قمتُ من على الكنبة لأفتح الباب
فإذا بي أتفاجىء بمعن يقفُ أمام الباب تراجعتُ للوراء خطوة بينما هو تقدم خطوتين و أغلق الباب من وراءه
نظر لي بتمعن من رأسي لأخمس أقدامي و رغمًا عني سحبتُ فستاني للأسفل و كأنه سيطول


*
*



ابتسمتُ بحب و أنا أرى وجنتيها تتوردُ خجلاً و يدها تعبثُ بفستانها تحاولُ تغطية ذاتها عني
اقتربتُ منها خطوةً فخطوة بينما هي أعطتني ظهرها و هي تجلسُ على أحدِ الكنبات و تنظرُ للتلفاز مدعية اللامبالاة
جلستُ بجانبها و مددتُ يدي أُلآمسُ ظهرها العاري فإنتفض جسدها , أبعدتُ شعرها عن أذنها
أرى حُمرتها و إبتسامة تداعبُ شفتاي و لازلتُ أؤثر عليكِ يا عُطرة مهما أنكرتِ
وضعت يدها بيدي التي تُمسك بشعرها وهي تحاول إبعادها قائلة بصوتٍ مبحوح : معن ابعد
أمسكتُ بيدها وقبلتٌها في باطنها بعمق قُبلةً طويلة لا إدري إن كانت قُبلةُ شوق أم قُبلة حُب لا أدري ما معناها سوى أنها خرجت من أعماقِ أعماقي
عدتُ لأبعد شعرها و أنا أستلذُ بحُمرةِ الخجل في أذُنها لثمتها بحب أوثق بقُبلتي أن هذه الحُمرةُ لي و أن معن لازال يؤثرُ بكِ و أنكِ ملك لمعن
لستِ لغيره ولن تكوني يومًا لغيره , بهمس : ماني مبعد إنتِ لي يا عُطرة حتى لو كانت المسافات بيننا طويلة إنتِ ملكي
نظرت لي ومن ثم شتت عينيها قائلة : شايف يامعن شقاعد تسوي فيني ؟ , نفس الي انا اسويه فيك وبعدها تقول استغفلتيني
هذا إنت تجذبني لك بتصرفاتك و كلماتك وهذاني اليوم اقول لك أصلك قليل تربية تستغفلني و تستغل نقطة ضعف أي حرمة قدام أي رجال
لكن من الداخل عايفتك تبيني اليوم يا معن بعطيك نفسي جسد بدون روحها
وضعتُ يدي بجانبها الأيسر فوق قلبها و بهمس في أذنها : بس هذا حقي و صدقيني لو اليوم الجسد بكرة بملك الروح اذا ما كنت أساسًا من اليوم مالكها
حينها ابتسمت بسخرية و اختفت عنها علامات الخجل أبعدت يدي عن قلبها قائلة بقوة : أشوفك واثق كثير !! , أنا بعطيك الجسد مخافة لله
لكن أعطيك الروح فتأكد إنك ما تطولها .
رفعتُ حاجبي : و إنتِ تظنين إنك بكلامك هذا بتبعديني عنك و تخليني أقول أنا ما أرخص نفسي لجسدك , لا يا عُطرة أنا موافق أخذك جسد بدون روحها
لأن الإلتحام الجسدي هو أكثر شي يقرب ما بين الزوجين مصير الأيام تخليني أملك روحك وتصيري كلك على بعضك لي .
قالت بنبرةٍ مستفزة : تحلم تملك روحي , هذا جسدي لك .
ارتمت بصدري و أنا أُلاحظ إنتفاضها
ابتسمتُ بحُب و أنا أوزعُ قُبلاتي أبصمُ حبي لها بكل تفصيلة في جسدها
اليوم جسد يا عُطرة و غدًا الروح
اليوم أستلذُ بكِ و غدًا نستلذُ ببعضنا
لن أترككِ مهما حدث .



***


حاولتُ مع أنهار طيلة الليل أن تقول لي ما بها ولكنها لم تستجب كانت تبكي كمن وقعت على رأسها الطامةُ الكبرى
و لازالت حتى الآن تبكي بصمتٍ قاتل كل معالم الحياة اختفت عنها ابتسامتها كلماتها ضحكاتها و مزاحها جديتها و نشاطها
ماذا يا أنهار ؟ ما بكِ يا صغيرتي ؟
أشعرُ أني المذنبة لأني لم أراقبكِ خطوة بخطوة لا أدري ما المشكلة التي وقعت عليكِ أو وقعتِ بها ولكن سأقفُ بجانبكِ مهما كانت
أنتِ لم تخرجي مني و لكني ظننتُ أني أحسنتُ تربيتك و يبدو أني غيرُ ناجحة حتى في التربية
يبدو أني لا أُصلح أُمًا مطلقًا ولكن مهما كانت أخطائي سأقفُ بجانبكِ يا صغيرتي حتى أشعر أني أعطيتُك جزءًا مما تعطيه الأمهات لفتايتهن
و حتى تكوني مطمئنة فوالدتك دائمًا و أبدًا معكِ
اضطررتُ أن اتصل على نوال أطلبها بالتواجد في منزلنا لربما تبوحي بما فيكِ لها
و ها هي نوال في منزلنا
بتساؤل : بغرفتها صح ؟
حركتُ رأسي إيجابًا : ايه بغرفتها , نوال الله يرضى عليكِ حاولي فيها تقولك وش فيها , أنا ما بجلس معاكم حتى تاخذوا راحتكم ممكن
هي مستصعبة تقولي و سهل إنها تقولك حاولي فيها و لا تيأسي والله يجزاكِ كل خير .
ابتسمت لي بمودة : حاضر يا عمة لا تشيلي هم .
و صعدت للأعلى , يالله افرج هم صغيرتي و غمها .


*
*


ماذا اقولُ لكِ يا أمي , أقولُ لكِ ما لم تتوقعيهِ بأعمقِ أحلامك
أقولُ لكِ أني خنعت بثوبي و أضعتُ شرفي و راح العرض
نادني على فراديسهِ الزائفة كمسيحٍ دجال جنتهُ نار و نارهُ جنة
و صُمت أحلامي الوردية , على سباخِ أرضك القاحلة
وفي جحيمك شوكٌ ضريع لا يمسنُ ولا يغني من جوع , صديدٌ وشرابٌ حميم
أبحثُ عن الخلاص ولا خلاص بعد أن سلبت جُل أحلامي
لا فكاك من واقعي المأزوم , إلا الموت
فلتُسبي يا روحي فما عدتُ أقوى العيش
أسلكُ سُبلي ذلُلاً في ردهاتِ جحيمك و ما عُدت أقوى , ما عُدتُ أقوى
و احتضنتني نوالٌ إليها وهي تقرأ من آيات الله حتى أهدأ .


***

بتمام الساعة السادسة مساءً , الرقم أربعة و ثمانون حفظتُه بقلبي قبل عقلي , رقم الأجنة في البنك
لقد خفتُ كثيرًا من شروطِ ناجي ولكن الحمدلله تم كل شيء على ما يرام
لقد شرط أن يُفرغ العبوات بنفسه مخافة أن يتبقى شيئًا من الأجنة في البنك و يُلقح لغيرنا فيحدث إختلاطًا بالنسب
و يقع بما لم يحله الله عزوجل , ثاني شروطه أن من ستقوم بالتلقيح هي الطبيبة المسلمة لا غير
فقد حرص أن يمشي على الترتيب الذي اتفق عليه أهلُ العلم
بعد الغد سيتم كل شيء كما ينبغي بإذنِ اللهِ تعالى , و الترتيب بإعتبار رؤية العورة إمرأة مسملة فإمراة غير مسملة
فرجل مسلمٌ موثوقٌ به ِ ثم رجلٌ غير مسلم , وقد تأكد من اسماءنا الرباعية المُلصقة على العبوات
ابتسمتُ بسعادة و يدي مبسوطة فوق بطني أتخيل لو أن جنينًا يقبعُ بداخلي يالله ما أعظمها من سعادة
رفعتُ رأسي حين سماعي لصوتِ ناجي المبتسم : معزوفة ناجيها فرحانة اليوم
قمتُ من على السرير و توجهتُ ناحيتُه ارتميتُ بصدرهِ بقوة و تراجعت خطواته للوراء لأنه لم يكن على استعدادٍ لذلك
ضحك بصخب بعد اصطدامِ ظهره بالدولابِ من خلفه و أخذ يشدُ رأسي لصدره

*

مرغتُ وجهي بشعرها استنشقُ رائحتُه العطرة أغرقُ بين خصلاتِ شعرها ظمآنًا فأرتوي
أبعدتُ رأسها عن صدري قليلاً فثبُتَ ذقنها بصدري و عينيها بعيني
ابتسامة تبزغُ من شفتيها تتصاعدُ لعينيها في صورة لم يُخيل لي أن أراها بها
الأبجدية كانت اثنان و عشرون حرفًا أُضيفت لها الروادف فصارت ثمانية وعشرون حرفًا
و اللغة العربية تحوي الكم الأكبر من الكلمات ولا توازيها أي لغة
و بالرغم من هذا أجدني أمامكِ عاجزًا عن التعبير , أجدُ الحروف بقلتها تسلبُ مني حريةَ البوح
حرية الإفصاحِ و الإيضاح , كنتُ شاعرًا بلا قافية و صرتُ عاجزًا بلا كلمات
أنتِ الأنثى التي تعجلني أتغير و أتقلب لأصير بما لم أعتقد أن أصير
عجيبةٌ أنتِ وحظي فيكِ عظيم , قداسةُ الحُب بداخلي هيّ أعظم ما ملكتك
جبروت عينيكِ , سُلطة الخجل , وطأةِ أقدامك البيضاء ماهيّ إلا مفاتيحُ قداسةُ العشق
و يطولُ الحديث عنك ِ و بكل إطالة أزدادُ صبابة .



***

بعد صلاةِ العشاء , ثبُتَ منذُ أيام أن البصمات الموجودة لم تكن لي , و بذلك رُفعَ عني حكم القتل
و تبقى حكم الجرعة التي كانت مع ركاض و كُتب بها اسمي
أقعدُ أمام اللوءِ القائد الذي نطق بعد صمت : طبعًا انرفع عنك حكم القتل مثل ما إنت عارف وبقي لك حكم اسمك الموجود مع أخوك ركاض
لكن من حسن حظكم إنك كنت صريح بالإستجواب وهو أيضًا كان صريح و هالشي بصفكم طبعًا ما هو بضدكم أبد , مع هذا القانون قانون أدلية
و إلى الآن مالمسنا أي دليل حتى تخرجوا براءة كليًا , فمضطرين نخليكم بالسجن حتى نلمس دليل براءتكم و نخرجكم براءة .
بتساؤل : وش المعلومات الي صارحكم بها ركاض ؟
ابتسم لي : كأنك نسيت إنك الحين بكرسي المجرم ! . أنا واثق فيك يالكاسر لكن آمانتي كلواء تمنعني اتكلم عن أي شيء , لكن كعربون ثقة
أعطيك اسماء لفتت انتباهي " مي " عمها " ربيع " و أخوها " جهاد " , ثلاثة كان ركاض بينهم , مشكوك في أمرهم .
على هذهِ الأسماء وبذات اللحظة عادت ذاكرتي للورق المحترق لسطورٍ كانت تقول

" عام 1993 م


على أرض مصر
بعد مقتل أخ المدعو " ر " و ابن اخيه على يد المدعو سهيل عبدالقادر الحكمي و أحد أعضاء مباحث السر المصري
قام المدعو " ر " بحرق عمارة ابن عضو مباحث السر المصري الذي قام بقتل اخيه و ابن اخيه
و الذي كان على اتفاقية مع احد اعضاء مباحث السر بالسعودية و المدعو " أ " . "



المدعو " ر " هو ربيع بلا شك
أخوه و ابنهِ قُتلا على يد خالي الذي لا أعرفه سهيل عبدالقادر الحكمي بمساعدة من عضو من مباحث السر بمصر
هذا يعني أن خالي المجهول سهيل عبدالقادر الحكمي من مباحث السر بالسعودية و هناك اتفاقية كانت ما بين مباحث السر السعودية و المصرية
المدعو " ر " و هو ربيع إنتقامًا قام بحرق عمارة ابن مباحث السر المصري و هذا يعني أن والده قد قُتل أو مات و أعتقدُ
أنه لم يكن يملك تصريحًا بقتلِ أخو ربيع و إبنه فقام القانون بمعاقبةِ خالي سهيل و عضو مباحث السر المصري بالقتل
فما كان من ربيع إلا أن يقتل ابن عضو مباحث السر و ذلك بحرق عمارته
و إبن مباحث السر الذي احترقت عمارته كان على اتفاقية مع المدعو " أ "
ولكن من هو المدعو " أ "
مادامت ذُكرت كلمة اتفاقية فهذا يعني انها قامت مابين دولتين
فإن كان إبن عضو مباحث السر المصري يُتابع مسيرة أبيه فالطرف المدعو " أ " من مباحث السر السعودية
يُتابع مسيرة خالي سهيل , و إن كان ذاك الشبلُ من ذاك الأسد فمن المحتمل أن خالي سهيل لهُ ابنٌ بحرف الألف
يُدعى المدعو " أ " و لكن استبعدُ أن له إبنًا بحرف الألف و يتولى ما قام بهِ أبيه وهو خالي سهيل
و هذا لأن خالي أبو أصلان في هذا العام 1993 ميلادي أكبر بناته عُطرة كان عمرها لا يتجاوز الخامسة عشر
فإن كان خالي سهيل أكبرُ من عمي أبو أصلان و تزوج مبكرًا فسينجبُ إبنًا لا يتجاوز الخامسة و العشرين من عمره
و من الصعب أن يكون فتى بهذا العمر قادرًا على القيام بإنجازاتٍ عظيمة تجعله يصل إلى مرتبة السرية
غير ذلك , تذكرتُ ملعومةً أخرى تقول


" عام 1995 م


نحنُ قومٌ عندما نحصل على المصلحة نرمي من قدمها لنا بالجحيم
و هذا ما قد حدث للضابط " هـ " الذي قد نوى بنيةٍ سيئة بينه و بين نفسه
و ذلك بأن حمل الخاتم ذا الشفرات الغير مفهومة و التي لا يعقلها إلا احد أعضاء مباحث السر بالسعودية و الذي يدعى " أ "
كان سيقدم لنا هذا الخاتم كدليل انه قد رمى برجل المباحث " أ " بعمق البحر و اخذ الخاتم ليثبت ذلك و الحقيقة ان لاشيء من هذا قد حدث
لذلك كان عقابه وخيمًا حينما تم إرسال صندوق مخدرات و وضعها بشحنة احد اعضاء مباحث السر والذي يُدعى " م "
حيثُ ان الصندوق يحمل بصمات الضابط " هـ "
و تم القبض على الضابط " هـ " من قبل رجل المباحث " م "
ولكن لم يُطبق عليه الحكم القانوني
فقد بحثنا عنه بجميع سجون السعودية و بلا جدوى
و لا يُعلم اين موقعه بالأرض "



هُنا بهذه المعلومة التي قرأتُها مسبقًا أتأكدُ أن المدعو " أ " من مباحث السر بالسعودية
يمتلكُ خاتمًا لا يفهمه أحدٌ قط و يكون قريبًا لخالي سهيل وليس بإبنه إذًا هو خالي " أبو أصلان " أخو سهيل
و لكن منذُ متى و خالي أبو أصلان يعمل في المباحث !!!
فما أعرفهُ عنه أنهُ يمتلك مصنعًا للخشب فقط
ولكن لا تفسير غير هذا و على الرغم من أني فكرتُ مسبقًا بالخاتم و قلتُ لذاتي أن المدعو " أ " هو ذاته
خالي أبو أصلان إلا أني أشكُ في كونهِ من مباحث السر , ولكن ذُكر أنه أُلقى بالبحر و خالي أبو أصلان فُقد بالبحر
وهذا كله كافي لتأكيد أن المدعو " أ " هو خالي أبو أصلان حسنًا المدعو " هـ " هو من ألقى خالي أبو أصلان في البحر و لكن بآخر
السطر ذُكر أن لا شيء قد حدث !!
ولكن حينما فُقِد خالي أبو أصلان قال لنا أبي عبدالقوي أنهُ فُقِد بالبحر أي أن هذا الحدث صحيح ولكن لماذا ذُكر انه غيرُ صحيح
ومن هو المدعو " هـ " ؟
و من هو مباحث السر " م " الذي قبض على " هـ "
و إن كان " م " قبض على " هـ " فكيف لم يُعاقب " هـ " قانونيًا ؟!!
إحتمالان إما أن " م " خائن و أطلق سراح " هـ "
أو أن " م " أطلق سراح " هـ " ليُطلق سراح أبرياء
كما فكرتُ أنا حينما أطلقتُ سراح سمحي ليُطلق سراح أبرياء
أما بشأنِ أن لا شيء قد حدث فقد يكون المقصود أن المدعو " هـ " قال لهم أنه هو من ألقى بخالي أبو أصلان بالبحر
بينما هنالك شخصٌ آخر ألقى بهِ في البحر لذلك قام تجار المخدرات بمعاقبة المدعو " هـ "
بأن وضعوا صندوق مخدرات عليهِ بصمات المدعو " هـ " في شحنة المدعو " م "
لربما المدعو " م " يمتلك مصنعًا كخالي أبو أصلان و بين شحنته وضِع هذا الصندوق .



قال اللواء القائد و قد رفع أحد حاجبيه : وين رُحت يالكاسر قول يمكن أقدر أساعدك .
و حكيتُ لهُ عن الورق الذي وجده سمحي و عن كل التفاصيل التي قرأتها و عن استنتاجاتي لهذه التفاصيل وقد وافقني بالإستنتاجات
وقال منهيًا للحديث : معلوماتك اليوم جدًا مهمة راح نضطر نفتح قضايا مغلقة .



***

بتمامِ الساعة العاشرة ليلاً , أجلسُ أمام التلفاز و أفكاري بعيدةٌ كل البعد عما يعرضُ بهِ
إلتفتُ بإتجاه باب الشقة الذي فُتح يُنبأ بدخول " وليام "
دخل " وليام " و وجهه مسودًا قائلاً : لقد عرفتُ من تكونين يا جميلتي


***


إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
و جحيمنا القادم يوم الجمعة أو السبت .



 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 14-01-16, 05:04 PM   المشاركة رقم: 385
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259797
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: دهن عود قديم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدAjman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دهن عود قديم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

الأجزاء نار وشرار. جميلة جدا .بدأت تتكشف الأحداث. اتوقع انهم يخدعون مي فهي ليست انهار ماهر. أو أنه قد تم أبدالازيز

 
 

 

عرض البوم صور دهن عود قديم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجحيم, انتقام, اكشن, بوليسي, بقلمي, غموض, عجوز
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195054.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-04-16 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-04-15 05:57 AM


الساعة الآن 06:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية