كاتب الموضوع :
الشجية
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حيزبون الجحيم / بقلمي
الجحيـــم
(50)
** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **
قبل ما أبدأ حابة أوضح شي سبق واتكلمت عنه و كمان وضحته بصلب الرواية لكن برجع
أوضح هالشي مرة ثانية ابتعادًا عن اللبس الي ممكن يحصل
الناس الي تقول هل في قبايل تدفن البنات بوقتنا الحالي
لا لا لا مافي اي قبيلة تدفن البنات هالشي كان بأيام الجاهلية
وأنا صح كاتبة ببداية الرواية انها ذات منطق واقعي لكن قلت ما هي واقعية هي من خيالي أنا
لكن الحل بيكون منطقي و واقعي يا اعزائي المغزى من الرواية اني ابغى اوضح كيف الدين الاسلامي أباد
الجاهلية بما فيها فكان لازم استعرض بعض أفعال الجاهلية
و آخر جحيم بالرواية بتفهموا مقصدي صح الرواية نزلت للغرض الديني أكثر من أي غرض آخر لذلك لازم أنا أبحر بالخيال
و أكون واقعية و أمشي وفقًا للدين الإسلامي بتفهموا لا تستعجلوا .
" دامك تحت أمري تزوج يا ناجي وانا بختار العروس !! "
لازالت هذه العبارة تتردد بمسامعي و كأني أسمعها من لسانها مباشرة بهذا الحين و لأول مرة
بكل مرة تُعاد بمسامعي يقشعر بدني و كأني لم أسمعها مسبقًا
ما الذي يحصل يا عُزوف ؟
قبل شفائي ظننتُ أن الشفاء هو حلٌ للمعضلة التي كنا نعيشها مسبقًا
و بعد شفائي غمرتني السعادة فكنتُ قيسًا وأنتِ ليلاهُ
لأُصدم أننا نعودُ أدراجنا للخلف ولكن بالشكلِ المعاكس بعدما كنتُ الطرف الكئيب صاحب المعضلة
أصبحتِ يا قارورة ذات الطرف الذي كنتُ عليه
أين هي السعادة عن حياتنا ؟
ما أن دخلت إلينا حتى غادرتنا
كشمسٍ تشرقُ نهارًا لتغيب بالليل ليست كالخنس الجواري الكنس يختفي ضوؤها نهارًا و يشتعلُ ليلاً ولكنها باقية بذاتِ مكانها
كشمسٍ تنحرف عن مشرقها شيئًا فشيئًا حتى يجيء يومٌ تشرقُ بهِ من مغربها
نهابُ هذا اليوم , نهلعُ من هذا الدليل
و أنا أهابُ يومًا تشرقُ بهِ حياتنا من مغربها لأجدني بأبعدِ نقطةِ عنك
يومٌ عنوانه إنفصال قارورة عن ناجيها
كنتُ أخافُ هذا اليوم منِكِ
و صرتُ أخافه مني
كنتُ أخاف أن تطلبي الطلاق فأغرقُ ولا قارورة تحتويني
و صرتُ أخافُ أن أرمي عليكِ الطلاق غاضبًا منكِ فتغرقي ولا عوامةً تنجيكِ
و يتلاشى شيئًا من هلعي حينما أتذكرُ أن الطلاق غضبًا لا يقع
لله حكمة في كل شيء سبحانه جل جلاله
دخلتُ للحجرة و أمنية أريدها أن تتحقق ولكنها لم تتحقق
تمنيتُ أن أدخل للحجرة و أجدها نائمة ولكنها مستلقية بالسرير و مستيقظة أسمع صوت شهقاتها التي تحاول كتمها باللحاف الذي يغطيها من أعلاها لأسفلها
تنهدتٌ بضيق و فتحتُ الدولاب لأخرج ثوبًا للنوم و دخلت ُ لدورةِ المياه لأاقضي حاجتي و أرتدي أرديتي
و بعد انتهائي خرجتُ لأجدها على حالها كما كانت رميتُ بأدريتي بسلةِ الغسيل و اتجهتُ لمكاني بالسرير
رفعتُ اللحاف و دخلتُ من تحته أعطيتها ظهري و رأسي خارج اللحاف بعكسها هي التي تعطيني وجهها بداخل اللحاف
تجاهلتها تمامًا و أنا الذي منذُ أن اقتربتُ منها عودتُها على النومِ بصدري
و صرتُ معتادًا على النومِ هكذا كيف لي أن أنام اليوم ؟ وكيف لكِ أن تنامي ؟
سامحيني يا معزوفة فوالله ما تلفظتِ بهِ سيجعلني أقتلك بلا درايةٍ مني فالأفضل أن أبتعد ليومٍ يومان أو ثلاث حتى تعقلي ما تلفظتِ بهِ
ساعة ساعتان و لازالت شهاقاتها مستمرة ولازلتُ أكافحُ رغبتي في احتضانها
و لم نكمل الساعة الثالثة حتى إلتصق صدرها بظهري و يدها اليسرى تلتفُ حول خاصرتي وجهها يغرق بظهري ليغرقني بدموعها الشفافة الناعمة
تبكي بوهن وشهاقتها مستمرة : آسفـ...ـة
و عادت للصمتِ إلا من شهاقاتها ولكن حينما لم تجد مني أي استجابة زادت حدة بكائها حتى الوجع : والله آسفـ...ـة
رفعتُ يدها من على خاصرتي و أنقلبتُ لجنبي الآخر صرتُ مواجهًا لها لم أنبتُ ببنس شفة
و كانت يدي سريعة بإلتقافِ رأسها وحشرهِ بصدري
انتحبت بشدة و هي تترددُ : سامحنـ...ي
خللتُ أصابعي بين خصلاتِ شعرها هامسًا :هشششششششششششش
قليلاً من الوقت حتى هدأت أنفاسها ونامت كطفلةٍ ما كانت بحاجة إلا للأمانِ و حسب .
***
بتمام الساعةِ العاشرة و النصف مساءً رنّ الهاتف ولم يكن أحد بالصالةِ سواي في بادىء الأمر تكاسلتُ عن القيام للرد
و تجاهلتُ الإتصال و لكن يبدو أن من يتصل لن يتوقف حتى أرد
وقفتُ و توجهتُ للهاتف رفعته فجاءني صوتٌ أُنثوي أعرفه جيدًا هو لنوال صديقة أنهار : السلام عليكم
رددتُ السلام كاملاً
فقالت : عم جلال ممكن انهار
عقدتُ حاجبي بغرابة : أنهار !!
بتأكيد : ايه انهار
توقف عقلي للحظة و بتعجب : لكن أنهار عندك !!
ليجيء صوتها مستغربًا : عندي ! لا يا عم أنهار ماهي بعندي
حينها سقط الهاتف من يدي و درات الأفكار سريعة بمخيلتي لأجدني أخطو الدرجات بسرعة و أفتحُ باب حجرتها و دورة المياه
ولم أجدها و أنا الذي رأيتها بعيني تخرج وسألتها إلى أين أنتِ ذاهبة و أجابت أنها ستذهب لنوال
و لكني ظننتُ أني شيخٌ هرم مصابٌ بالجنون و تسارعت خطواتي لحجرتها لأتأكد من الحقيقة المره
أنهار تكذب وبكل ليلة تخرج بها لا تذهب إلى نوال
إذًا إلى أين تذهب ؟
و ما الذي يدفعها للكذب ؟!
***
تنتفض يدي و تتحرك بؤبؤتا عيناي بتشتت على سطور الورقة التي رمتها عُطرة فوقي و غابت لتتركني أعيشُ طقوس الجنون
ورقة تحمل بين سطورها حكاية ظلمي لها و حكاية صبرها على ظلمي
ورقة تحمل بين سطورها براءتها و قتلي لها ورقة كُتب بها ما كُتب وخُتم بها بأنها الحقيقة
الحقيقة التي تقول أن عُطرة ليست بخائنة
عُطرة لم تخنع بثوبها
عُطرة صانت العرض
و أني أنا الزاني القاذف القاتل !
ضرباتُ قلبي لا تستكين و كلُ الذكريات تدور من حولي كشريطٍ لا ينتهي ولن ينتهي
: والله والله والله مو مصبرني عليكِ الا ابويا الي يبغانا نلمكم عن ذياب الشوارع وما يدري انك منهم
:ندمااان كثيير إني ما فضحتك ومسحت بشعرك الأرض
أصواتٌ كثيرة تتردد بذاكرتي كلها تثبتُ أني جلمودٌ لا ارحم
و ما ذنبك أنت يا معن ؟ ما ذنبك ؟
ذُكر بالورقة أنها كانت في عمرٍ صغير قد لا تتجاوز العاشرة
وهذا يدلُ على أنها لم تكن واعية بما يحدث و خطورة ما يحدث
ولكن الخيانة لم تنتفي حتى الآن فمن المُحال أنها لا تتذكر ما حدث
و هذه هي الخيانة , حينما تأخذني و تدعي الحُب اتجاهي لأكتشف أنها تخدعني ولم تحبني ليومٍ واحد
فلو كانت تُحبني لقالت الحقيقة مهما كانت صعبة .
ولكن يا معن هي كانت بعمرٍ صغير
ما ذنبها فلتغفر لها ؟ فلتسامحها ؟ فلتبدأ حياتك معها من جديد فمنذُ أن تزوجتها ما رأيت منها أي سوء
فلترحمها و ترحم ذاتك لا أنت براحة و لا هيّ .
***
الحمدللهِ أني لم أجده ، هل يمكن أنه قد أعتقني ؟ ، يالله إن كان الأمرُ كذلك أن ينسى أنهار و يبحثُ عن أخرى كي يؤذيها فأنا قد اكتفيت
ولم يعد بي طاقة للتحمل قد أهلكني و انتشى الحياةَ التي تقطنُ بي صارت أنهار كما لم تكن يومًا بل كما لم يخطر ببالها أن تكون
وإن اعتقني فما الذي فعله بصوري ؟ ، هل سيفضحني ؟ هل سيفضحُ أمري ؟ ، يارب بعد أن عصيتك أدعوك أن تغفر لي و أن تستر على خطيئتي إلهي أنت الذي تعفو و تصفح ولا أحد سواك يالله قد ذقتُ ذرعًا و قاسيتُ أكثر مما أستطيع
انتفض جسدي عند سماعي لصوتِ السائق الذي ينبهني أننا وصلنا للمنزل فتحتُ الباب و لأول مرة منذُ أن عرفتُ حقيقة معن و من يكون معن
و ما يريده مني ، أشعر ببعض السعادة التي تُرافقني
أرجو أن تكون سعادةً دائمة غير زائلة
وقبل أن أخطو أي خطوة ، شعرتُ بيدٍ تقبضُ على يدي تغرسُ أظافرها لترسو بجسدي ذكرى من ذكرياتِ معن ، لم تكن عيناي على عمي جلال
الذي يصرخُ مزمجرًا بل كانت لعينانِ حزينة تبكيني وأنا التي لم تفكر يومًا إلا بسعادةِ هاتين العينين عينا أمي وحنان أمي لم أعلم
ما يفعله عمي جلال و ما يقوله فقد كانت عيناي ترثي رثاء أمي التي ترثيني
و لم أعلم ما يحدث إلا بسماعي لصوتِ أمي تصرخ بوهن : لا .....
على كفٍ طبعت ذاتها بخدي أستحقه يا عمي جلال فلتضربني لعلّ شيئًا من وجعي ينضب ، لا تصرخي يا أمي فإن علمتِ ما فعلت فتاتكِ الصغيرة
التي أهديتيها الكثير من الثقة فلن تُسامحيها
جرني عمي جلال بقسوة فسقط الطيلسان الذي احتوى شعري أرضًا سحب شعري بقسوة بينما اقتربت أمي
بخطواتها منه تبعدُ يده عني و تقفُ أمامي للدفاعِ عني تقفُ كحاجزٍ بيني و بينه تحميني و أنا التي لم تحمي العرض تخافُ عليّ منه ضربًا
و أنا التي لم تخاف العار لتكسر كل طاقةٍ بداخلي بصوتها الباكي : حراااام عليك سيبها يا جلال سيبها بنتي و أنا حرة بتربيتها
بنتي و أنا واثقة انها تخاف ربها و ما تطلع منها العيبة .
هنا سقطتُ أرضًا بكل وهن لم تعد أقدامي تحملني ، التفت أمي عليّ لتجلس أرضًا بجواري تضمني لصدرها و تنظرُ لعمي جلال بعتب
بينما قال عمي جلال مبررًا : بنتي و بنتك يا غزال .
قالت أمي غزال بغضب : لا والله الي يمد يده على بنتي ما هو بأبوها انت مجرد
صمتت أمي لم تكمل بينما أكمل عمي جلال صارخًا : قوليها يا غزال قوليها أنا ايش أنا مجرد حشرة شفتيها بالبحر حشرة ما تعرف هي من
أي ديرة و لا لمين تنتمي حشرة ضعيفة حيلتها قرشين تجمعها من شغل القوارب حشرة رميتي عليها فلوس و طلعتِ لها هوية تثبت وجودها
بالحياة مقابل الزواج .
وضع اصبعه السبابة اتجاه صدره مزمجرًا : أنا ولا شي ولا شي طيب يا غزال .
مشى مبتعدًا بإتجاه الباب المؤدي لخارجِ المنزل بينما احتضنتني أمي لصدرها و هي تبكي و أنا أشاركها البكاء .
***
ها هي صغيرتي قد صار اسمها يسبقُ اسم نائل انتسبت لغيرِ أبيها الذي اقترب مني بالحرام
ها هي ترضعُ من صدرِ والدتها التي انجبتها بالحرام
حرامٌ أن تكوني يا بريئة فتاةُ حرام
كلهُ مني كلهُ مني سامحيني يا صغيرتي و اغفرلي لي ما وقعتُ بهِ
ما ان شبعت و وضعتها على سريرها حتى جاءت ميرنا بخطواتٍ سريعة و التقفت طفلتي من الفراش و هي تحضنها لصدرها
و تذهب بها إلى نائل الذي يقعدُ خارج الحجرة
ولكن صدى اصواتهم تصلني : نائل انا مش ئدرة استحملها وهيا بترضع بنتي اووف
اغمضتُ عيني أحاول طمر ما قد سمعته و سدّ أذني عمّا سأسمعهُ
قد صارت ميرنا لا تطيقني بتاتًا تغارُ مني على فتاتي
و تحاول أن تثبت أن الفتاة لها ليست لي وهذا ما سيثبته المستقبل
سيجيء اليوم الذي تنادي فيه فتاتي " مي " ميرنا بـ " ماما " و تناديني بخالتي احترامًا لي لأني صديقةُ والدتها
لا تستعجلي الأحداث يا ميرنا فهي لكِ طيلة العمر أما أنا فأنظر لفتاتي " مي " التي تكبرُ يومًا بعد يوم
دون أن أُحسّ بلذةِ كلمة " ماما " في حين أنك ذائقة للذتها حتى الممات
مسحتُ دموعي التي صقلت وجنتي و سحبتُ الهواء لصدري
لن أبكي لن أُثبت لميرنا ان ضعيفة فتزداد قوة و تسرقُ صغيرتي مني
" مي " صغيرتي الحُلوة سأبقى دائمًا بجانبكِ ولن أعيش إلا لكِ
كوني بخير يا فلذة كبدي .
***
صباح يومٍ جديد , كنتُ سأنزلُ للأسفل من المصعد و استوقفني صوتُ مارسة التي تقف على " ديرابزين " الدرج و تنظرُ للأسفل منادية : وش صار أمس يا عزوف
عسى أنانيتك خفت و سمحتِ لزوجك المسكين يشوف حياته مع وحدة ثانية تجيب له العيال و ترفع اسمه وقدره بين العربان .
اقتربتُ بخطواتي منها و وقفتُ من ورائها و شيءٌ ما بداخلي يأمرني بدفعها لتسقط من الدور العلوي للسفلي و تموت الروح التي بداخلها
امتدت يدي بجنونٍ اتجهاها و بذات اللحظة هي التفتت للخلف تنظر ليدي المندفعة نحوها ، اتسعت عيناها و ابتعدت عن " ديرابزين "
الدرج لتصبح خلفي قائلة بإمتعاض و كره : وش كنتِ بتسوين يالحقودة الله ياخذك ما دام هاذي افكارك .
ابتعدت بخطواتها عني بسرعة و هي تُتم بكلماتِ الشتميةِ اتجاهي
ماذا يا عُزوف كنتِ تريدين قتلها وقتل الروحِ بداخلها أنت ِ عُزوف التي تخافُ أن تجرح روحًا و تؤذيها باللسان تريدين قتلها بيديك ِ ؟!
، يالله ما الذي يجري ؟
والله لم أعد اعرفني ، لا أدري لما أفعلُ ما لا أريد ، لا أدري كيف ساءت أفكاري و نُكت بقلبي مليار نكتةٍ سوداء جعلتني أحد شرارِ الأرض
العابثين و المفسدين لها جعلتني أتمردُ على ملك الله
أمحي ما رضاهُ الله أن يكون موجودًا
لأدعهُ باللاوجود والوجودُ ليس بيدي بل يد الله ، تراجعي يا عُزوف و كوني كما كنتِ فعزوف الجديدة نزقة لا تريد الخير إلا لذاتها .
*
*
أدعي الإنغماس بالكتاب الطبي الذي يتوسطُ يدي والحقيقة أنا لستُ هنا و لستُ بين أركان الكتابِ و حناياه أنا حيثُ نبضاتُ قلبي اختارت
أن تكون ، حيثُ هيّ معزوفةً شقيةً مشاكسة ذبلت بإنقطاعِ الماءِ عنها برحيل الشمس و غيابِ أشعتها
بإختصار انعدمت بإنعدامِ مقوماتِ الحياة عدتُ لها بمظهرٍ آخر لأكون ناجيها لأجد الحياة تعودُ لها رويدًا رويًدا تزُهر و تسيل
منها قطراتُ الندى بصباحٍ مشرق جديد لكن القدرَ أبى أن يرسم السعادة بما تبقى لها من الحياة فعادت للذبول وعادَ قلبي يرثيها
ولا شيء بيدي إلا النظر .
فُتح باب الحجرة وقبل أن أرفع رأسي هاجم جدران الصمتِ صوتها الباكي : نااااجي ... مارسة ..انا مارسة
اهتزت اقدامها و تراخت قواها أرضًا ولا زال صوتها يقرع الجدران ليعود لي بقوةِ رمحٍ قاتلٍ فصار صدري
واهنًا يبكيها ، تحركتُ بخطواتٍ مضطرة خطواتٍ لا تعقل ما يحدث و ما يجب فعله و لما البكاء خطواتٌ تحملُ من الأسئلة الشيء
الغزير ، كثافةُ الخوف تُطبق على خلاياي العصبية و تمنعني عن الفهم لا أفهمكِ يا عُزوف و أخافُ أن تكون الندامة عاقبةُ فهمي
ارتمت بصدري و رسى رأسها بعنقي مخاطها يُكرس الشجن بطبقاتِ بشرتي
قالت بضعف : مارسة ... أنا كنت
و عادت لتشهق بالبكاء حاولتُ رفع رأسها عن عنقي و أمسكتُ أسفل ذقنها وعيناي تنتقل ما بين عينيها الباكيتين و بتساؤل : كنتِ ايش ؟
وضعت يدها المنتفضة على صدري وصدرها في المقابل يرتفعُ و ينخفضُ من اضطراب أنفاسها : كنت .. كنت بقتلها
جراء الصدمة لم أفهم ولم أستطع أن أفهم و باءت محاولاتي للفهم بالفشل الذريع فعدتُ لسؤالها و كأني لم أسمع : كنتِ ايش ؟
وضعت رأسها بصدري و انتحبت بشدة فأيقنتُ حينها أنها الحقيقة أنها حاولت قتل مارسة !!
عُزوف زجاجتي قارورتي معزوفتي الشجية حاولت أن تقتل !!
شددتُ بها بحضني بقوة كبيرة و كأني أكتمُ أنفاسها لأعاقبها بما فعلت و هذا أكثرُ ما أستطيعُ فعله فلا أستطيع ضربها و لا أستطيع توبيخها
و أنا الذي شكلتُها و حولتها لما لم تكن يومًا .
***
كل شيء كان سريعًا أسرع مما يُخيلُ لعقلي , لا أدري كيف أخرجتُ الورقة و كيف رميتُها بوجهه
الحكاية بدأت حينما كنتُ أقعد بالصالة فرأيتهُ يخرج من حجرةِ نومه حجرتنا سابقًا
عاد للمنزل لإنتهاء عمله هذا ما فهمته من محادثته بالهاتف المحمول مع خالي عبدالقوي
و خروجه بهذا الوقت لا يعني إلا ذهابهِ لها و اقترابهُ منها بالحرام
صلبتُ طولي و بخطواتٍ سريعة لحقته و شبثتُ يدي بيده التي تقبضُ على مفتاح الجناح
بقي ثابتًا بمكانه كصنم ليس من أمرهِ شيء جراء الصدمة التي سيطرت على حركته
عيناه حيثُ يدينا متشابكة معًا
تركتُ يدهُ وقبل أن يستدير لي صرتُ أنا أمامه عيناي بعينيه أستندُ على الباب بظهري
وضع يده بكتفي ليبعدني عن الباب قائلاً : ابعدي
حركتُ رأسي بالنفي : ما بتخرج
صارت يديه تحصرني على الجدار , و ارتفع حاجبه الأيسر دون الأيمن و بإبتسامة طفيفة : عناد يعني ؟
في المقابل قلدته ولكن برفع حاجبي الأيمن دون الأيسر : ايه عناد
نزلت إحدى يديه لخصري بينما الأخرى لازالت مستقرة على الجدار , عض شفتيه قائلاً : ترى بسهولة اقدر اشيلك و ابعدك ساعتها وش بتسوي ؟
وضعتُ يدي فوق يده التي تعانقُ خاصرتي بتملك و اقتربتُ منه حتى صار وجهي قريبًا من وجهه و انفاسي تضرب بشعرِ ذقنه الخشن و بهمس : همم اسوي كذا
أطبقتُ على شفتيه بقُبلةٍ طويلة و سحبتُ المفتاح من يده التي تراخت
ابتعدتُ عنه و أنا أتقدمه بالخطوات حتى صار ظهري مقابلاً لظهره رفعتُ المفتاح للأعلى و حركته حتى يسمع صوته قائلة بشيءٍ من السخرية : مثل كل مرة
حركة بسيطة مني تنسيك نفسك
حينها جُن جنونه و ارتفع صوته : اصلك قليلة تربية تستغفليني و تستغلين نقطة ضعف أي رجال قدام أي حرمة
مشيتُ بإتجاهِ حجرة نومنا سابقًا بخطواتٍ سريعة ليلحقني فنحنُ كنا نقفُ أمام بابِ الجناح و أي شخصٍ يمرُ من جانبِ الحجرة سيسمع الصوت
و كما ترسمت مخيلتي لحقني للحُجرة ليتابع ما بدأه من صراخ مغلقًا الباب من وراءه : الظاهر وحشك الضرب يا عُطرة
شعرُ جسدي انتصب واقفًا و عيناي تحجرت بموضع السرير بتلك الذكرى المؤلمة
عُطرة تبكي
عُطرة تطلبُ منه المغفرة
عُطرة تريدُ منه أن يتوقف
عروسٌ لم تفرح بفستانها الأبيض
فتاةٌ تفآجأت بأن فارس أحلامها جلمودٌ لا يرحم
لا بحصانٍ أبيض بل بحزامٍ أسود
لا بقُبلةِ عشق بل بجلدةِ ريب
لا بإبتسامةِ حُب بل بغسقِ دمع
و كأن كل شيءٍ يعيدُ نفسه بعد أحد عشر سنة
يفتح دولابه ليخرج حزامه و يدفعني للسرير ليجلدني
ولكني لم أدعه لن أسمح له
بخطواتٍ سريعة توجهت ناحية الباب وفتحته فرفع رأسه الذي كان بداخلِ الدولاب و ما إن استوعب حتى لحقني
دخلتُ لحجرةِ أطفالي الذين يغطون بالنوم فتحتُ أحد الدواليب و أخرجتُ من داخله ورقة بيضاء بين جُل الذكرياتِ السوداء التي قضيناها معًا
ورقة أخذتها من الطبيبة ذات يوم تثبتُ أن عُطرة كانت طفلة صغيرة لم تقصد الخنوع بثوبها
إلتفتُ اتجاهه يقف على الباب و يُمسك بإطارهِ من كلتا الجهتين توجهتُ ناحيته و عيناي تُرسل الشرار إليه رميتُ الورقة بوجهه دون أي صوت
فعقد حاجبه و انخفض بجسده ليأخذ الورقة و من ثم همّ بفتحها وقد صارت أقدامه خارج الغرفة
أغلقتُ الباب بوجهه و توكأتُ عليه تمعجت أقدامي و جلستُ بالأرض أبكي بوجع السنين .
***
كنتُ أحاول النوم رغمّ الشمس التي تُرسل جيوشها عبر النافذة لتثبتَ أنه النهار
أُحاول النوم لإبعاد أفكاري و تسؤلاتي حول هويتي
من أنهار ؟ و إبنة من تكون ؟ و كيف صرتُ في مصر ؟ ما ديانةُ أمي و أبي ؟
هل أحاول أن أكون أنهار أم أبقى مي كما أن
و ما شعرتُ إلا بجسدٍ يلتصق بجسدي في السرير ولا أحد بالمنزلِ غيري !!!
***
إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
|