كاتب الموضوع :
الشجية
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حيزبون الجحيم / بقلمي
الجحيـــم
(49)
** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **
قبل ما أبدأ حابة أوضح شي سبق واتكلمت عنه و كمان وضحته بصلب الرواية لكن برجع
أوضح هالشي مرة ثانية ابتعادًا عن اللبس الي ممكن يحصل
الناس الي تقول هل في قبايل تدفن البنات بوقتنا الحالي
لا لا لا مافي اي قبيلة تدفن البنات هالشي كان بأيام الجاهلية
وأنا صح كاتبة ببداية الرواية انها ذات منطق واقعي لكن قلت ما هي واقعية هي من خيالي أنا
لكن الحل بيكون منطقي و واقعي يا اعزائي المغزى من الرواية اني ابغى اوضح كيف الدين الاسلامي أباد
الجاهلية بما فيها فكان لازم استعرض بعض أفعال الجاهلية
و آخر جحيم بالرواية بتفهموا مقصدي صح الرواية نزلت للغرض الديني أكثر من أي غرض آخر لذلك لازم أنا أبحر بالخيال
و أكون واقعية و أمشي وفقًا للدين الإسلامي بتفهموا لا تستعجلوا .
وصلتُ إلى المنزل المنشود , فتحتُ الباب و دخلت
المنزل كبير و يبدو انه مهجور , قديمٌ جدًا جدرانه متصدعة متشققة
أخذتُ ابحثُ عن المكتب
افتح باب حجرة و اغلقه لأفتح الآخر حتى وجدتُ المكتب
اتسعت عيناي
الحجرة محترقة بالكامل !!!!
عدتُ للوراءِ خطوة لكن تقدمتُ خطوتين فأكثر عيناي تجولُ بأنحاءِ الحجرة المنفية الملامح
لا يظهرُ منها شيء بعد أن دخلت بنارِ الجحيم
و بين اللامعالم و شظايا المجهول أبحثُ عن ضالةٍ هي مًرادُ " الكاسر "
ضالة بالتأكيد احترقت و اختفت آثارها من جنباتِ الوجود
تلامسُ يدي تفاصيل الحجرة في محاولة أقرب للمستحيل عن ايجاد الضالة ولكن لا مستحيل
قد أكرمتني أياها " الكاسر " و أنا سأبذل جهدي بالبحث كعربونِ شكرٍ لك على ما قدمتُهُ لي
فرج الله عنك يا أيها الكاسر .
***
صباح يومٍ جديد لا يختلف عن يومه ِ السابق بذاتِ العتمةِ و الوجع ، تحلق
الطيور حرة بين سحاباتِ الأمل المشرق بإطلالةِ الشمس الذهبية و انسياب اشعتها على ماءِ البحر ولكن إن امعنتُ النظر
لوجدتُ الطيور تهاجر لتقطن في مكانٍ يحتوي شتاتها و ماءُ البحرِ ملحٌ أجاج ساخن يبحث عن برودةِ الليل كأن تعب الحياةِ و كدها وشقائها
يسري نظامهُ على جُلِ كائنات ِ الأرض و ها أنا جزءٌ لا يتجزأُ من نظامِ الكون أقبعُ بين ثلاثُ جدرانٍ متصدعة
و قضبانٍ حديدية برائحة ِالصدأ يتجمهرُ من حولي قومٌ ينتمي إليهم ركاض بحلتهِ القديمة
و أخلاقهِ المنعدمة عن قاموسِ الأخلاق ، هذا ابتلاءٌ منهُ جل جلاله و تعالت اسماؤه
جلستُ على الكرسي من أمام الضابط و هو يُقلب بالأوراقِ بين يديه : وصلت لِنا من السعودية و بالتحديد قدة حاقات هتساعدك كتير أوي
بس انا لازم اطابىء الكلام ده معاك علشان اعرف هو صح التقرير ده ولا فيه غلط
فهيكون سؤالي ليك ئبل فترة من الوئتِ ده فيه اتصال غريب وصلك و من شخص ئريب منك ؟
تعالت نبضاتُ قلبي بشدة تفاوتت انفاسي ما بين الشهيقِ و الزفير و بتفاوتِ هاتين الآليتين صارت أنفاسي مضطربة
هل وصله بلاغ عن اتصال الكاسر أم أنه سؤالٌ عابر و لو أجبتُ بنعم المصداقية لألحقتُ الضرر بأخي
ولكنه قال أن اجابتي ستساعدني و ان هنالك معلومات وصلتهم من السعودية و هو سيطابقها بأقوالي
هذا يعني أنه يعي ما يسأل عنه و لا يسأل للإستجواب بل يسأل لتأكيدِ الأوقايل الورادة له
بعد تفكيرٍ طويل : ايه وصلتني مكالمة غريبة و من شخص قريب جدًا و هو أخوي
بعتب : وفينك من اول عن الكلام ده ؟ ليه ما اعترفت من زمااان
بكلِ مشاعر الإخوة التي دغدغتني : خفت عليه منكم خفت اجاوب بنعم و ادخله بمعمعة هو في غنى عنها
أخوي انسان ملتزم خلوق و يخاف ربه لكن القانون قاسي و ما يفهم هالشي
بتجاوبٍ معي : و ايه هوا اسم اخوك ؟
بمسايرةٍ له : النقيب الكاسر بن عبدالقوي و قبل لا تسأل ليش كان اتصاله وش قال بهالاتصال انا بجاوبك عن اسئلتك
اتصل يسألني هل أنا بعلاقة مع وحدة اسمها مي و كانت اجابتي لا
كذبت عليه لأني أولاً ما حبيت اشوهة صورتي قدامه و يعرف اني على علاقة مع بنات بالرغم من انه كان بيننا عهد اني بكون
محافظ على القيم الإسلامية الا اني نقضت هالعهد ولما سألني صدمني كثير خفت انزل من عيون أهلي وما خفت من قبل ان الله يغضب علي
ما كان قدامي الا اني اكذب و ثانيًا خفت على مي من القانون أنا ما كنت ادري عن التفاصيل وللحين ما أدري لكني كنت
اعرف انه هالبنت كثير بريئة لكنها عاشت في عالم ما يليق فيها عالم ما احترمها عالم صنعها بطريقة سيئة لكن الي يبحر
فيها يعرف ان خيرها اكبر من شرها لكنه مخفي في قلبها كنت أدري انها مجبرة من اخوها و عمها على أشياء ما تبيها ولما سأل الكاسر عنها بالإسم
ايقنت انه في الموضوع شي يخص المخدرات و انها ضحية اخوها و عمها فما كان قدامي إلا الكذب حتى ابعدها عن مواطن السجون و القانون الصارم .
***
الساعة الثالثة مساءً , نجلس على طاولة ِالطعام
الكرسي الذي بجانبي شارغ هذا الذي لطالما كانت هوازن تجلسُ عليه
هذه الطاولة التي تجمعنا بكل جمعة لنكون معًا و الأفكار بعيدة عن مكانِ تواجدنا
ومكان عمتي ساجدة فارغ بعد أن صار الكرسي لمارسة
و عُزوفٌ كعادتها تعزف ألحان الشجن ببكاءها الصامت ودمعها الذي ينسابُ بلا درايةٍ منها
بالرغم من جوعي إلا أن خواء الطاولة من الحنان الأسري كان أقوى من جوعِ الطعام
قمتُ من على الكرسي وانا لا أطيق هذا الوضع
بمنزلٍ كبير فارغ بعيدًا عن معالم الحياة موحشٌ بشكلٍ كبير
حمدتُ الله وعيني على عزوف التي رفعت عينها على صوتي
فوضعت يدي بعيني حتى وضعت هي يدها بعينها تقلدني ومسحت عنها دمع الوجع
مشيتُ إلى حجرتي الكئيبة و أنا أتمنى من دواخلي أن لا أرى معن
رغم شوقي الكبير لهُ وحبي العميق إلا أني أتذوق العلقم بمقربته
كيف لا وهو يقذفني ليل نهار
كيف لا وهو يخونني بالحرام
بل كيف لا وهو يعتقد أن ابناؤه أبناء حرام
و كيف لا وأنا البريئة التي لا تدري كيف تم الدخول عليها قبل معن وهي متأكدة انها طاهرة لم يمسسها بشرٌ غيرهُ هو
هو الذي احبته ليكرهها
هو الذي أخلصت له ليخونها
هو الذي حافظت عليهِ ليقذفها
هو الذي ستر على براءتها ! وسترت على خيانته
لماذا أحبك يا معن و أظل أحبك و أزيدُ عشقًا على عشق وأنت سفاحٌ لا ترحم وأنت قاسٍ لا تغفر و أنت خائن لربك
لا شيء فيك يستحق الحُب و لكني بكل يوم أشعر بالخواءِ و الوهن وأتمنى أن اضع رأسي بصدرك فتضمني إليك
لأفتح عيني و أكون عُطرة البريئة التي دخل عليها زوجها فوجدها بريئة كما هي
لتكون معن الذي يحب عُطرة بطهر وليس معن الذي يحبُ عطرة فينتقم من حواء كي ينتقم من عُطرة
ولكنه واهن لا يستطيع الإنتقام من عطرة مباشرة
كنتُ على ريبِ إن كنت تحبني أو لا
والآن انا على يقين أنك أكثرت من حبي حتى صرت بلا عقل
أكثرت من عشقي فصرت تقتل حواء ولا تقوى على قتلِ عشقك لأنك ستموت من بعدها
و ما بيدي يا معن ؟
ما بيدي لافعله لك وتكف عن ضروب الخيانة ؟
و تعود لعقلك ؟
تكف عن الزنا وتتوب لله
فقد ارتكبت ذنبًا عظيمًا بحقِ الله ثم حق نفسك ثم حقي
لستُ مثالية بالقدر الذي يجعلني اسامحك على الخيانة
و لكني عاشقة بالقدر الذي يجعلني افهمك جيدًا !
*
بعد أن قامت عُطرة وقفتُ من على الكرسي فأصدر صوتًا وعلى هذا الصوت رفعت مارسة رأسها تنظر لي
وهي تمسح على بطنها بنعومة و ترسلُ لي رسالة جارحة تشعرني بالنقص والكثير من الخذلان
رسالة تزيدني وهنًا على وهن و تجعلُ مني ورقة خريف ٍ ذهبية تكسرها دهسُ الأقدام
أمتلأت عيناي التي تنظر لكفها المستقرة على بطنها بالدمعِ رغمًا عني
حاولتُ التحرك ولكن عيني لا تريد الإبتعاد عن النظر إلى بطنها هنا بداخلها جنين
ألست الأحق منها بهذا الجنين أنا التي صبرتُ أحد عشر سنة
و هي التي لم تكمل نصف السنة منذُ أن تزوجت خالي
و خالي عاجزٌ له من الابناء الكثير ناجي أحقُ منه بالطفل
شيءٌ ما يدفعني لنزع الروح التي تسكن بداخلها لقتلها وقتل هذه الروح
أخرجني صوتها المملؤ بالغنج المغلف بالسخرية عن عالم أفكاري النزقة : امم واضح الحسد بعيونك قولي ما شاء الله
و بعدين اممم يعني انا مو عارفة الصراحة كيف زوجك صابر عليك
قامت من على الكرسي لتقف أمامي بينما أنا عُدت للوراء عدة خطوات
تقدمت إلي و هي تدور حولي قائلة : يعني ما فكرتِ انه زوجك متزوج عليك معقولة فيه رجال عايش بلا أطفال !
او يمكن شفقان عليك و مو متزوج بس لأنك بنت عمته و هو خايف اذا تزوج عبودي يدري ساعتها ياويله من عبودي
طرقت بأصابعها كتفي و هي تقفُ من خلفي هامسة بفحيح كالأفاعي : هممم يعني مو عيب عليك هالأنانية يالعقيم خليه يتزوج ويعيش حياته
اذا انتِ ناقصة لا تعيشيه نقصك بس الظاهر انك انانية وبقوة وبتخليه يتعذب ويتمنى الضنى طول عمره .
غابت عني للبعيد و بقيتُ أنا بحجرةِ الطعام الفارغة اهتزت أقدامي فجلستُ بالأرض رغمًا عني
أنا أنانية
أنا أنانية .
*
ابتسمتُ بالنصر و أنا أنظرُ لها من بعيد وهي تسقطُ أرضًا
هذه العقيم تتزوج من فتى أصغر منها عمرًا طبيبًا و ذا مركزٍ عالي
و أنا الفتاة التي أملكُ من الجمال ما يفوقُ جمالها مئات المرات أنا التي أستطيعُ الإنجاب أتزوج من دردبيسٍ اقترب أجله
يغطيها هو بالحنان و يُدافع عنها أما الدردبيس يستحي أن يُظهر هوانه أمام ابنائه و بالليل يأتيني كالطفلِ يأوي إلي
و ناجي الرجلُ الذي صفعني و أهانني بشدة أقسمُ أني سأجعل من حياته جحيمًا
سترون يا أبناء عبدالقوي .
***
الساعة العاشرة ليلاً على أرضِ كندا
سكبتُ الخمر بالكؤوس الزجاجية إلى النصف
و أخذتُ أوزعها عليهم عمي ربيع و رئيسي أوين ناتان
جلستُ على أحد الكراسي : إن الوضع أصبح سهلاً جدًا فالمركز العسكري لجدة وجازان في تشتت في قضيةِ الكاسر
و حتى بمصر المركز في تفكير عميق بقضية ركاض ولا أدلة قد توصلهم إلينا خلال هذه اليومين بإمكاننا تهريبُ دفعةٍ كبيرة من المخدرات
و من المحال أن نكون تحت المجهر فالكاسر و ركاض هما بمجهر المراكز العسكرية .
رشف من الخمر قليلاً متسائلاً : و أين مي عنهم ألم تصبح محل الظن و البحث عنها ؟
نظرتُ لعمي ربيع مجيبًا : بالتأكيد أصبح المركز العسكري المصري يعجُ بهذه القضية و البحث عنها و لكن لا أدري أين اختفت فجأة
يبدو انها قد عملت جيدًا في اخفاءِ ذاتها ظننتُ أنها ستضعف بعد اعترافنا لها بأنها ليست منا و لكن يبدو أن الأمر لم يؤثر
عليها كثيرًا لقد تعلمت فنون الإجرام جيدًا
ضحك عمي بينما تحدث أوين مقاطعًا ضحكات عمي : لقد احسنتم صنعًا ولكن ألاترون ان هذه الفتاة قد عاشت معكم كثيرًا وقد تصل هي إلينا قبل أن
تعثر المراكز العسكرية علينا .
بثقة : لا من المحال أن يحدث هذا فهي تحت الرقابة لن تستطيع الخروج من مصر مهما فعلت .
***
في سجون ِجدة
بشغف : حصل الورق يا ناجي ؟
توقفت الحروف ولم أعرف بأي المخارج أُطلقها
بهتت ملامحه و أنطفأت شعلةُ السعادة بداخله و كأنه فهم ما أنوي قوله
و بالتأكيد سيفهم فهو النقيب الذي يقرأ تحركات المجرمين للتحقيق معهم
بهدوء عكس ملامحه : ما لقيه ؟
بنفي: لقيه
عقد حاجبه : طيب وش فيك ؟
بأسف : محترق .
اتسعت عيناي و رددتُ من خلفه : محترق ! كيف محترق ؟! كيف احترق ؟! ومين حرقه ؟!
رفع كتفه لأاعلى : علمي علمك يالكاسر و بالرغم من اني ما أعرف و ش بهالورق وليش اخترت أغيد حتى يدوره إلا إني على يقين انك تحتاجه و بشدة
و تمنيت انك تحصله بس ربي ما أراد قل الحمدلله يالكاسر .
تمتم بصوتٍ خافت : لك الحمدلله يالله .
***
استيقظتُ من قيلولتي بتمام الساعة الرابعة و الربع عصرًا تبقت ساعة إلا ربع على عودتي للعمل بالمستشفى
أغلقتُ منبه الهاتف المحمول و قمتُ من على السرير بكسل و أنا أمدُ يداي لشد عضلاتي و تنشيط جسدي الخامل
نظرتُ لها تجلس أمام المرآة و تنظرُ من خلالها إلي ابتسمتُ لها رغمًا عني وحثتني خطواتي إليها وضعت يدي على كتفها من الوراء
بينما اصابع يدي الأخرى تخلخل خصلات شعرها الأسود
إلتصق ثغري بشحمة اذنها و بهمسٍ رقيق : احلى مساء بشوفة هالعيون يسعدلي ياكِ ولا يحرمني منك
قالت بصوتٍ غريب و نبرة أشدُ غرابة : تقولها من قلبك ؟
رفعتُ حاجبي وأنا ألثم عنقها بنعومة : عندك شك ؟
وضعت يدها فوق يدي الموضوعة على كتفها و احتضنتها بين يديها : جاوبني يا ناجي و لا تسأل فوق سؤالي و تخلي الوجع وجعين
قلتُ بأمر : قومي اوقفي
إلتفت برأسها لي وبعينها تساؤل
فقلتُ بأمرٍ صارم : قومي واقفة
وقفت من على الكرسي و بزغ شيءٌ من الخوف بملامحها الصارخة بالأنوثة
كتمتُ الضحكة التي تريدُ الخروج ونظرتُ لعينيها بتفحص
فأخفضت عيناها بالأرض خجلاً
ابتسمتُ وأنا اسحبها بشدة ليرتطم رأسها بصدري
لم ترفع رأسها وبقيت عيناها موضع صدري
رفعتُ رأسها ملامسًا ذقنها الحاد
فإستقر ذقنها بصدري و وقعت عينيها بعيني
كنتُ أشدها من ذراعها كي لا تبتعد
ما أجمل عينيكِ يا معزوفة
أخفضت عيناها تمنعني من النظر إلى سوادِ الليل و لمعآن النجوم و عتمةِ القمر
قالت بصوتٍ خافت : سألتك ناجي جاوبني
تظاهرتُ بالغرابة : عن ؟
احتقن صوتها بالوهن ولمحتُ نبرةً مهتزة تُعلن عن بداية البكاء وضعتُ يدي خلف رأسها
حتى غرق رأسها بصدري بلا عوامٍ ينجيها من ناجيها
اهتزت أكتافها وتراخت أقدامها فصار ثقلها ملقى فوقي أشدها إلي لأبتلع اهتزازاتها و أصلب طولها
لتبقى معزوفتي شامخة بألحانها الشجية
رفعتها عن مستوى الأرضِ قليلاً و مشيتُ بإتجاهِ السرير جلستُ وجعلتها بحجري
أبعدتُ شعرها الأسود الكثيف عن كتفها و رقبتها و لآمست بذقني تفاصيلها الناعمة
لثمتُ شحمة اذنها هامسًا : قارورتي
مررتُ بذقني على عنقها فكانت تهتز من شعيرات ذقني الخشنة على عنقها الناعم الأبيض
همستُ بعد قُبلةِ استقرت بالعنق : معزوفتي
قبلتُ عينيها و الفارق بينهما : خذي الكلمة من محجر عيوني , خذيها هي لك يا معزوفة و محال تكون لغيرك
شوفيها اقرئيها استشعريها ترجميها وافهميها و احفظيها و احتفظي فيها بمحجر عيونك
خلي هالكلمة هي سرنا الي محد يقدر يفهمه غيرك انتِ تشوفيه بزوج عيوني و أنا اترجمه بزوج عيونك .
لثمتُ انفها برقة : انا ماني حكاية يرويها راوي يعوض فراغه العاطفي بسطور يسطرها والقارىء يغرق فيها و في الحقيقة الكاتب و القارىء
يعرف انها رواية لاتمت للواقع بصلة لا يا معزوفة أنا حقيقة انتِ صبرتِ عليها احدعشر سنة و من أقل أقل الأشياء الي ممكن اهديك هي
اهديك قلبي وباقي عمري قولي يا عزوف شلي بقلبك اشوف الحكي بعيونك و عجزت اصدقه انطقيه و خليني اطلع غلطان انطقيه و ريحيني ولا تزيديني وجع .
لثمتُ شفتيها بعشق بقُبلةٍ طويلة لم تشاركني بها إلا بإهتزاز شفتيها
همستُ بحنان : قولي وأنا تحت أمرك بس لا تنطقي بالمستحيل
حاوطت عنقي و غابت برأسها بعظامِ صدري تخفي عينيها تخافُ مني أن أقرأها و بوهن : دامك تحت أمري تزوج يا ناجي وانا بختار العروس !!
***
بتمام الساعةِ العاشرة و النصف مساءً رنّ الهاتف ولم يكن أحد بالصالةِ سواي في بادىء الأمر تكاسلتُ عن القيام للرد
و تجاهلتُ الإتصال و لكن يبدو أن من يتصل لن يتوقف حتى أرد
وقفتُ و توجهتُ للهاتف رفعته فجاءني صوتٌ أُنثوي أعرفه جيدًا هو لنوال صدديقة أنهار : السلام عليكم
رددتُ السلام كاملاً
فقالت : عم جلال ممكن انهار
عقدتُ حاجبي بغرابة : أنهار !!
بتأكيد : ايه انهار
توقف عقلي للحظة و بتعجب : لكن أنهار عندك !!
***
تنتفض يدي و تتحرك بؤبؤتا عيناي بتشتت على سطور الورقة التي رمتها عُطرة فوقي و غابت لتتركني أعيشُ طقوس الجنون
ورقة تحمل بين سطورها حكاية ظلمي لها و حكاية صبرها على ظلمي
ورقة تحمل بين سطورها براءتها و قتلي بها ورقة كُتب بها ما كُتب وخُتم بها بأنها الحقيقة
الحقيقة التي تقول أن عُطرة ليست بخائنة
عُطرة لم تخنع بثوبها
عُطرة صانت العرض
و أني أنا الزاني القاذف القاتل !
***
إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
|