الجحيـــم
(42)
** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **
روايتي كل بطل فيها يتكلم عن نفسه هذا يعني انه اي بطل يغلط في الدين فهو الي غلط مو أنا
انا مستحيل و من سابع المستحيلات اكتب لكم شي خطأ بالدين
الدليل او المعلومة الدينية قبل احطها اتأكد منها من مواقع اسلامية موثوقة و اذا اضطريت سألت اهل العلم فيها
الأحداث القادمة بتحمل اشياء تشيب الراس لهولها و اعيد و اكرر مهما كان فيها اغلاط دينية من قبل الابطال فأنا مالي دخل
و الغلط اكيد بوضح في يومٍ ما انه غلط , النهايات الي بعضكم يتوقعها للأبطال وتكون نهايات سلبية مو شرط تصير و لا شرط الايجابي يصير , الرواية ماشية بوتيرة اذا استشعرت الخطأ وتبت لله فالله غفور رحيم , اذا ما استشعرت ولا تبت و بقيت بدرب الخطأ فالله شديد العقاب و من كلامي هذا تأكدوا انه بإذن الله النهاية مرضية
بتمام الساعة التاسعة صباحًا في المدرسة , جلست أمامي حميدة قائلة : اليوم بحكيك قصتي
إبتسمتُ مشجعةً لها : اسمعك
قالت وقد كسى عينيها الحزن : بدأ كل شي وانا طفلة ما دخلت المدرسة اتوفى ابوي و صار اسمي اليتيمة و بقينا انا واخواني عند امي
لي اثنين اخوان و احد اكبر مني و الثاني اصغر , امي كانت صغيرة بالعمر و ابوي اكبر منها بكثير فرق العمر بينهم شاسع و كان ابوي غني
فبعد وفاته انتقلت الفلوس لنا اساسًا مالنا اي اقارب ممكن يرثون طبعًا كنا اطفال و امي الي كانت تتصرف بالفلوس امي كانت طيبة مرة و الطيب
بهالدنيا غبي الطيب بهالدنيا على نياته و الكل يدوسه ما كان فيها اي جمال و ما تعرف تهتم لنفسها اصلاً ابوي بالرغم من انه رجال غني بس
كان بخيل و ما يعطيها شي كان كل ما ربح طمع بالأكثر و يبخل علينا و على امي و على نفسه امي ما كانت تلبس غير جلابيات ما عمري شفتها بتنورة
و لا بنطلون او بلوزة و كانت كل ما ابوي يقول لها شي تقول سم تآمر و عمرها ما رفضت له طلب مع انه كان كثير مقصر علينا سواء فلوس او أبوة او معاملة لها كزوجة
كانت اشبه بالشغالة حتى ساعات كان يضربها و كانت تبكي قدامنا و يرفسها ولا كان فيه رحمة لا عليها و لا علينا اكثر من مرة سألت نفسي ليش امي كانت تسكت له
عندها اهل في ابها يحبوها و لو قالت عن سواة ابوي فيها و الله ما بينهم الا المحاكم لكنها كانت هبلة زيما يقولوا الناس .
قاطعتها بإعتراض : يا حميدة ما يصير تقولي على امك هبلة هاذي امك جنتك و نارك , هاذي رجلوها زي الجنة فوق سابع سما , في السما جنة و في الأرض امك .
لم تتكلم فقط حركت رأسها فلم يظهر لي إلا جانبًا من وجهها دون الآخر أما شفتيها فكانت تتحركان بلا هوادة استهلالًا للبكاء
و لكنها بالوقت نفسه تعضُ شفتيها لتمنع غصة و تكتم شهقة و تغمض عينيها لتحتضن دمعة فتجففها قبل هطولها قبل ان تلامس وجنتيها
تجعلها بخارًا قبل ان تكون ماء بالتغير الفزيائي المسمى بالتسامي تجعلُ من صلابتها بخارًا دون ماء
تمقتُ الرهمة و الديمة و الغيبة ليبقى بداخلها شؤبوبٌ لا يعلمُ كيف لهُ أن يهطل
و لا يعلم شتاءها متى لربيعها ان يحل و متى لزهورها ان تزهو و تتفتح متى لثمارها ان تنضج اما حآن الوقت يا ترى
فالعقل يُحاكي مرحلة النضج ولكن الأفعال تحاكي مرحلة التثليج بعيدًا عن النفاحات الإيمانية و الروحانية
اسماء المطر تحاكيكِ تكتبُ عنكِ فتاةُ المطر المُوجع , المطر الذي لا يعلم كيفية الهطول وما ان يعلم الكيفية حتى يكون بخارًا بلا ماء
المطر الذي يريدُ محو التلوث و قمعه لتشرق شمسُ الصباح و تتلون اساريرُ وجهك ِ بصفاء تحاكي حميدة لا حمود
دعي المطر يهطل و دعي القلب ينبض و دعي لسانكِ ينطق بلهفة دثرتها المعاصي في قعر العفن دعيهِ ينطق بما يرضي من صوركِ بأحسن صورة قتلتيها
بعيدًا عن الفطرة يحار العقلُ يا حميدة أهل يقف بجانبكِ و لكِ من الذكريات ما لا يشفعه البشر و لكن يغفره ربُ البشر
غريبٌ حال البشر يا حميدة حالما ينطقون و يقولون من تواضع للهِ رفعه يحفظون آيات القرآن و احاديث الرسول ولكنهم لا يتعظون
يتكبرون و يتجبرون والله يغفرُ ما لا يغفرون لن أكون منهم يا حميدة
لن أكون لكِ إلا أمًا كما قد ناديتني يومًا ما بـأمــي
هنالك ما لا تعلميه
قطعت حبل أفكاري بصوتها الذي يبحثُ عن المفر : دق الجرس بعدين اكملك القصة .
و ذهبت عن عيني حيثُ خارج مكتبِ المعلمات ولكنها بقت في قلبي الطفلة حميدة التي نكثت فطرتها فكانت كالمثليين جنسيًا
أعاذنا الله من كل ذلك و حمى ابناءنا من شرٍ يهواه شيطانٌ مارد و يبغضه خالق إبليس .
***
ركاض , ركاض , ركاض أين سيجده يا ترى ؟ , ومن هو ركاض ؟ ماصلة القرابة بينهما ؟
قد يكونُ مجرد صديق وصار عدوًا عليها الإنتقام منه , ركاض اسمٌ بدويٌ بحتٌ قديمٌ عتيق منذ أيام اجداده
هذا فقط اسهل خيطٍ للوصول إليه المعضلة أن لا خيط غيره قد يفتح النسيج و يقشع الأسرار و كل الخفايا
مالذي سيفعله بالإسم الأول فقط لو أنه ملتحقٌ بإسم أبيه لكان البحثُ اسهل بمراحل عديدةٍ مديدة
الكاسر احد الأسماء القديمة التي تشبه اسم ركاض , حتى القائد اسمٌ عتيق هذا ليس خيطًا
ولكنه يشكٌ بالكاسر و هو على غير ارتياحٍ من أمِر الكاسر يشعر ان وراءه امورًا يُخفيها
لا يدري هل هو مع تجار المخدرات اي انه ضابطٌ خائنٌ محتال , أم أنه ضدهم !
لا يفهم الكاسر و لكنه على يقين بأن هنالك ما يخفيه عنهم
و ركاض اسمٌ قديم مثل الكاسر و هذا ما يجعله يربطُ بينهما دون أي دليلٍ أو برهان
أمسك بهاتفه الخاص بتردد لم يعهده من قبل ولا يليقُ بشخصه الجريء
نظر إلى رقمه بترددٍ أكبر من ذي قبل و من ثم ضغط على إسمـه
و ثانية تجرها ثانيتان حتى رد
فقال له : السلام عليكم , عساك طيب يالكاسر ؟
فرد عليه الكاسر من الطرف المقابل : وعليكم السلام و رحمةُ الله ِ وبركاته , الحمدلله بخير دامك بخير يالقائد
نظر للسقف وهو يرتب احرفه ليلقيها عليه : حبيت اخبرك بمستجدات قضية المخدرات الي انت اتكفلت فيها بالآونة الأخيرة , الي قبضنا عليهم بالسرداب
واحد منهم قدم افادة ممكن تحركنا مية خطوة لقدام لكن المشكلة اني عجزت احلها
*
قلتُ بلهفة و كل فكري بها هي , لا بد أن تخرجي يا هوازن سأفعلُ المحال من أجلكِ يا طفلتي ثقي بي : وش هي الإفادة ؟
فرد قائلاً : قال انه في بنت مصرية مشتركة معاهم بالقضية اسمها مي و ما يدري عن بقية الإسم و انه هالبنت بيوم كانت تكلمه بالجوال و بنفس اللحظة كانت تكلم واحد
بالإنجليزي معاها في نفس المكان و بنص الكلام اتكلمت عربي و كانت مقهورة و الي قالته بالحرف الواحد مثل ما نقلي ياه مُقدم الإفادة " هتشوف ياركاض ايه الي هعملوا فيك هتندم على كل حاجة "
إنقبض قلبي بشدة نبضة تلوها نبضة , خفقة تلوها خفقة شعرتُ بأني اختنق بل أحتضر
بحجم اللهفة التي كانت تمكثُ بدواخلي بحجم الصدمة التي تلقيتُها للتو
ركاض , مصر , أخي
تعالت انفاسي إلى الحد الذي يسمعه كل من بجانبي بل حتى من على الهاتف ينتظرُ مني الرد
بماذا أرد ؟! , ركاض كيف ؟!
بللتُ شفتاي و انا أستجمع قوتي التي صارت اشلاء متناثرة وهو يقول : وش ردك يالكاسر ؟
: لا تعليق , الإفادة مهمة كثير و بذات الوقت صعب نستفيد منها بدون خيط يدفعها لقدام
فقال ويبدو انه قد اقتنع بما قد اسلفته : صحيح و رأيي يماثل رأيك , عمومًا إن قدرت تحلها بينا مكالمة يلا تآمر بشي
فرردتُ بسرعة وانا الذي اريد الفرار منه : لا سلامتك
فرد قائلاً : اجل في آمان الله .
واغلق الهاتف وضعته على المنضدة وانا أشعرُ ان الصداع سيفتُك برأسي ولن يجره إلا للهلاك
هل يعقل ان المقصود هو ركاض أخي !
هل تريد الإنتقام منه
و لكن ما دخلُ ركاض بهم !!
إلهي أرجو أن تكون جميع ظنوني خائبة , رُسمت أمامي جداول السعادة فلم أجد منها إلا التعاسة
قلتُ اقتربي ياخيوط لفتح قيد طفلتي فما وجدتُ إلا قيودًا تتشبثُ بي
إلهي أرجوك أن يكون ظني خائبًا , إلهي من لي غير عائلتي فحفظهم من كلِ سوء
هل أتصل بهِ و استفسرُ منه ُ عن علاقتِه بـ مي إن كان هو ركاض ذاته التي تحدثت عنه
أم هل ألتزمُ بالصمت واجعل القدر يُكمل ما قد بدأه ولكن نحن لابد علينا ان نتخذ بالأسباب
نعم و حديثي لركاض هو احد الأسباب الواجب اتخاذها , سأحدثه ولكن ليس الآن لأن الساعة تشير الى العاشرة صباحًا
أي أنها بمصر تشيرُ إلى التاسعة وهذا يعني انه مازال بالجامعة و على الأرجح سيكون هاتفته على الصامت .
***
على الساعة الثانية و النصف ظهرًا , خرجتُ من دورة المياه لأجده مُستلقيًا على السرير بثوبِ نومٍ بني اللون , مُعتادُ على نومةِ القيلولة حالما يعودُ من عمله وقد إعتدتُ أن انام معه
فتح ذراعيه على وسعهما ينادي إليه كما العادة
و بكلِ شوقِ آويتُ إلى أحضانهِ في حجرهِ بين خفقاتِ قلبه و ذبذباتُ أنفاسه في علو صدرهِ و هبوطه في دفئهِ الذي لا يماثلهُ أي دفىء
فيهِ هُو كُل العالم بما فيه , و بعينيه حنانٌ فاق حنانَ الأمهاتِ أجمع , بهِ هُو الوطن
بهِ هو أجدُ ذاتي و أعلم أن مارسة لعبدالقوي لا لغيرهِ و لـكن
تذبل الحياة حالما
أتذكر
و كلمــا
أتخوف
من
حقيقة قاتلة للذات , لا زال قلبي ليومهِ هذا ينبضُ بإسم ركاض
يُضاجعني أبيهِ ويذهبُ فكري لإبنه
و تعودً الذاكرة له و أخونهُ هو بإبنه
بل ويخونني حُبٌ لا بد أن ينطوي ولكنه يأبى أن ينطوي
يأبى أن يكون صفحةً بلا قارىء
يأبى أن يملك الملك بلا أعوانه
لا بد أن يقرأ عني الجميع ليرضى الحُب الأحمقُ بداخلي
و تدغدغهُ مشاعرٌ لا بد أن تُمحى
بللتُ شفتاي و الحسرة تكادُ تمحيني من الوجود ولا يظل إلا هذا الحُب الأحمق يرفرفُ بالأرجاء ويعلنُ أنه حيٌ بعد مماتي
يعلنُ العصيان لأمه وانا من جعلتُه كبيرًا إلى هذا الحدِ اللامحدود , أنا من كنتُ سبب عافيته حالما وهبتًه كامل ما أملك
ليكون مطيعًا فما كان إلا عصيًا
عصيًا يا قلبي , و ستحاسبُ أمام ربي
عصيًا يا إبني , عاقٌ لأُمك
عاقُ بالموبقاتِ السبع فلتتوب
فإذا حان الممات فات ما فات
مدّ يده إلى الكوميدينة ليُخرج من دخلها عطرًا أنا أهديتُهُ إياه بكذبةٍ خبيثة و خيانةٍ لا تُغفر
دفنتُ رأسي بصدره لئلا أراه و هو ينشرُ رذاذ العطر بمفرش النوم و وسادته و وسادتي
لئلا أراه وهو ينشر رذاذ الخيانة ليجعلني أتخيلُ إبنهِ فيهِ
وهو الذي يظنُ أني عاشقةٌ لهذه الرائحة ولا أتمناها إلا بهِ وفيه
عطر كان ملكٌ لركاض و الأحب إليه عندما كنتُ أتوسدُ أحضانه أبحثُ عن هذه الرائحة و لكنها دائمًا ما كانت تتجانسُ مع رائحةِ السجائر
و ها هو اليوم أبيه عبدالقوي ينثرُ العطر بالمفارش لأتخيل ركاض ينامُ بجانبي و يضاجعني
ماذا لو كنت تعلم بالحقيقة يا عبدالقوي ؟!
مالذي ستفلعه ؟
مالخطأ الذي ارتكبتهُ أنا لأُعاقب بهذا الحُب الذي لا يزول ؟!
***
كل الخطأ الذي أرتكبناه أنا و مارسة أننا وقعنا بالحرام بمسمى الحُب و كنا نريدُ أن نستكملَ بناءً طوبته من مالِ حرام
و هذا ما لا يرضاهُ اللهُ عزوجل , لا أردي مالذي جعلني أستذكرُ مارسة بهذا الوقت ولكن صورةُ مي وهي بأعالي السماء
تجعلني استذكرُ ما كان من حبي لمارسة لأُقارنه بـ مي , بتُ أخاف من ذاتي فبدأت بعضُ المشاعر تراودني و تنتابني إتجاه مي
بدأتُ أشعرُ بأن لها مكانة تفوقُ الأخوة و تفوقُ حتى مفهوم الزوجية !
مكانة لا يُدركها إلا أمثال عنترة بن شداد , مكانة تعني أنها الوطن وانني الغُربةُ من دونها
منذُ أن عرفتها و إلى هذا اليوم لا زلتُ أرى بها وطني السعودية
أرى بها بدوية لا ينقصها إلا الرداء التراثي لتثبتَ أنها إبنةٌ لبلدها
لا أرى فيها إلا نخلةً فبلحًا فرطبًا إلى تمر
لا أرى فيها إلا سيفين يعانقان نخلة بكل قوة يمدانها بالثبات
لا أرى فيها إلا خضارًا كُتب فوق سيفهِ " لا إله إلا الله محمدًا رسول الله "
و اليوم أنا على يقينٍ أنها وطني
ما سيختلفُ بحبي السابق عن الحالي أني
أكثرُ وعيًا من ذي قبل , و أكثرُ تمسكِ بالدين و أني لن أقربها إلا بالحلال
هنا سيكونُ حبي لها حلالاً يرضاهُ اللهً عزوجل
لا حرام في الحُب فلو كان الحُب حرامًا لأنقرض العالمُ البشري منذ الأزل
الحُب حلال ولكن يتشوه حالما يتجانس فيصير محلولاً لا ينفصلُ ليعود لذاته
عندما يتخللهُ الإعتراف و هي أسهل الخطوات فيقول المعشوق لمعشوقته عن حُبه فتبادله قُبلة تجره للفاحشة
و حتى إذا ما اكتمل الأمر إلى الفاحشة فالإعتراف بالحبِ حرام هذا وانا أتحدثُ عن حُبِ الأجنبي لأجنبية أو العكس
فمنذُ البداية لا نسلك الطرقُ الوعرة ونقول بأن أول خطوة سهلة قد يغفرها الله إن كان الله سيغفرها فإن الشيطان سيضاعفها ليجرك إلى ما هو أعمق
لكن إن كان حُبي لها فقط بقلبي , فهذا ليس بذنبي بل ذنبُ قلبي
و أنا لن أقتلُ الحُب الذي بدأ يداعبني من الداخل بل سأجعله ينمو رويدًا رويدًا إلى أن تدخل الإسلام فأنالها زوجةً بالحلال
أو تبقى على دياناتها و أرحلُ أنا إلى أرضٍ تُسمى وطني لأبحث عن وطني بداخلها تحت مسمى الحلال
تناولتُ الهاتف الذي ملأ صوته المكان يعلنُ عن وصولِ مكالمةٍ لي
أخي الكاسر لا غريبَ بإتصاله فهو اكثر اخواني صلةً بي ليس لأنني الأقربُ لعقليته فأنا بالطبع لن أكون كما الكاسر ولكن لأنه يحرصُ على صلةِ الرحم
هو لا يتصل بكثرة لإنشغاله بعمله و زوجته وابنائهِ و لكنه يحرصُ على الإتصال من فترةٍ لأخرى كالأشهر المميزة رمضان و عيد الفطر و الأضحى
او حال تجاوزي لسنة وصعودي لسنةٍ دراسيةٍ أُخرى ولكن مالذي يجعلهُ يتصل بهذا اليوم
قد يكون متفرغًا من عمله بالرغمِ من أني لم أرهُ متفرغًا ليوم
ضغطتُ على الزر الأخضر لأُعلن عن موافقتي على الرد عليه فجائني صوتُه رسميًا
: السلام عليكم و رحمةً اللهِ و بركاته
فرددتً السلام كاملاً كما ألقاه : و عليكم السلام و رحمةُ اللهِ و بركاته
فقال مندفعًا دونما أن يسأل عن حالي أو عن دراستي كما هي العادة سابقًا
قال بصوتٍ حذرٍ للغاية صوتٍ يخشى سماع إجابةٍ لا تُسرهُ بل قد تجرهُ للهلاك
صوتٍ يرجو الله تعالى أن تكون الحقيقة غير التوقعات العقلية : تعرف وحدة اسمها مي ؟
سقط الهاتف من يدي رغمًا عني و عيناي حلقت بالسماء من فوقي و كأن الروح ستصعدُ لباريها
وصوتُ صهيلِ الخيل والقتلى بدمائهم و المقاتلين بسيوفهم و رماحهم صوتُ معركة القلب
سكتةٌ قلبية كانت سبب صعودَ روحي لمالكها الله سبحانهُ و تعالى
للوهلةِ الأولى خفتُ أن يكون قد علم أني أصادق الفتيات بل و اعاشرهن كما كان حالي قبل توبتي
و للوهلةِ الثانية تذكرتُ عهدًا و ميثاقًا كان بيني وبين أبي بل بين كل نفسٍ بشرية تقربُ لي تعيشُ بقصرِ أبي
عهدًا حلفتُ بهِ أني لن اصادق إمرأة قط فهذا ليس من شيمِ الرجل الشرقي الذي يُعامل الأجنبية كما يُحب أن تعامل أختهُ
لن يؤذيها ولن يصادقها و لن يتعرف عليها لأنه لا يرضى لأخته هذا
الرجلُ المسلم الذي أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم كل سماته بأيسر الطرق
حلفتُ و نقضتُ العهد
و في الوهلة الثالثة راودني سؤال لماذا سأل عن " مي " من بين جميع الفتيات اللاتي قد عاشرتهن ؟!
هنا فقط صحت وهلتي الرابعة لتجيب
مي
الكاسر
مخدرات
عندها تناولتُ هاتفي من على الأرض وانا أضعهُ بأذني مجيبًا على نداءات الكاسر : ركاض , ركاض وينك يا اخوي , وش صايرلك رد علي يا ركاض
: معاك بس استغربت سؤالك كثير , يعني ناسي يا اخوي العهد الي بينا ! تظن مني أقرب بنات ! ما هقيتها منك يا اخوي تفكر بهالطريقة فيني
و السؤال هالحين وش حكايتها هالمي إلي ربتطها فيني !
تنهد بإرتياح و كأن همًا كان يطوقُ رقبته كأفعى تنفثُ سمها : اعتذر يا اخوي و هالعهد ما نسيته الله العالم لكن والله من خوفي عليك و هالمي سالفتها
سالفة و الشغل شغل وانا اخوك , تدري عاد شغلي يحتاج امانة وانا ان شاء الله قد هالأمانة وما اقدر اقولك وش سالفتها اعتذر لك ثاني اعتذار
عندها فقط إهتزت الأرض و كسفت الشمس و جفت البحار فقُطعت اوصارُ الأمل من زوج عيناي
العمل خاصٌ بالعمل
هو نقيبٌ بقسمِ مكافحةِ المخدرات هذا هو عمله
و هذا يعني أن مي جزءًا من عملهِ
إما مدمنة أو مروجة !!!
عاد صوتُه ينادني فأجبتُ بصوتٍ حاولتُ بكل قوة أن يظهر ثابتًا متماسكًا طبيعيًا : وش له الإعتذار يا اخوي ما بينا هالكلام , تآمر بشي
فأجاب : ما يآمر عليك عدو , يلا في أمآن الله
: بحفظ الرحمن .
وانتهت المكالمة ولكن لم تنتهي الأسئلة
و لم تنتهي الحيرة
و لا علامات التعجب التي تحيطني من كل الإتجاهات الأربعة
لم ينتهي أيُ شيء سوى مكالمة
ما بثت بداخي إلا الرعبُ و الخوف من المستقبلِ المجهول .
***
على الساعة السادسة إلا ربع قبل مغيبِ الشمس , كنتُ أجلسُ على كرسي امام باب حُجرتي و عيني حيثُ السماء
انظرُ للشمس بترقب و لا انقطعُ عن ذكرِ الله ولا للحظةٍ واحدة , هنالك اوقاتُ فراغٍ كثيرة بحياتنا اليومية
و حتى وان كنت لا تمتلك نعمة الفراغ فلحظةُ ركوبك السيارة في هذا الوقت فلتذكر الله إستغفارًا تسبيحًا وتهليلاً
إنتفض جسدي بهلع من يدٍ تمسحُ على كتفي أخفضتُ رأسي عن السماء إلى ما هو امامي لتلتقي بعيني تلك الفتاة المسترجلة
أخفضتُ بصري إلى يدي , وثوانٍ معدودة حتى اصبحت يدي اللامبتورة بين يديها
سحبتُ يدي فعادت لتُمسكها قائلة : يدك الحين ملكي لثواني بس
عدتُ لأسحبها فسمعتُ صوت شيءٍ يسقطُ بالأرض , نظرتُ للأرض فإذا بها ساعةُ يد
امسكتها بيدها وهي تمسحها قائلة بضجر : عاجبك كذا وسختها يلا هات يدك بلا دلع
سحبت يدي تارةً أخرى و هي تُثبت الساعة بيدي
و رغمًا عني رفعتُ عيني حينما قالت : عجبتك
عدتُ لأُخفض بصري و ضرباتُ قلبي كصوتِ الطبول كلما اشتدت أشارت ان الخطر قريب مهاجمٌ بكل قوة
غير آبهٍ للدين و لا التقاليد و لا كُل ما كان و كان
قد كان صوت الطبلِ في قلبي قبل مسامعي ولكنها تنبيه بكلِ انواع النغمات و الخطر يتحدثُ بكل اللغات
أستدركُ و استنير واعلمُ أني لستُ أغيد كما كنت
بتُ أستحسن لمسة يديها ليدي
بل وبات قلبي يقرعُ نواقيس الخطر
سحبتُ يدي بقوة و انا اتوجه لداخل حجرتي و اقفُ خلف الباب مباشرة بينما هي ضربت الباب بحصى فحصى اخرى و اخرى
و هي تقول ساخطة : ما تستحقها والله حتى مستخسر تقول وش رايك فيها على وش شايف حالك انت
يلا رجعلي ياها يلاااا .
لمستُ بيدي الساعة و ابتسامتي تتسع رغمًا عني
لم يسبق لي وان تلقيتُ هدية من شخصٍ ما
مالذي تقوله يا اغيد انها اجنبيةً عنك و قد قبلت هديتها بل و انك سعيدٌ بها
و لاتبتسم على الهدية بقدرِ ما تبتسم سعادةً بأنها اهدتك !
تُقبل الهدية من المرأة الأجنبية ولكن شرط ذلك ان تكون الهدية بعيدة عن الفتنة و ما لا يرضاه ُ الله
إما ان كانت تفتنُ القلب فلا يصحُ قُبولها ولا أعتقدُ أن قلبي بحالٍ جيد للقبول .
***
و بذاتِ الوقت في مستشفى الأمل لمكافحةِ المخدرات يجلسن حولي اختي عُطرة و عُزوف و عمتي ساجدة و خالي عبدالقوي و زوجي الكاسر و ابنائي الصِغار
و ابناء اختي عُطرة , الحُجرة مزدحمة بهم مضى على دخولي للمستشفى وقتٌ طويل و من أول يومٍ لهذا اليوم و هم لم يفارقوني بكل يومٍ يأتي أحدهم او جزءٌ منهم او الجميع
الأسرة الأهل الأقارب نعمة من اللهِ عزوجل و إن حاولنا عدّ نعم الله تعالى على عباده لن نستطيع
قد يرى البعض ان ما وقعتُ بهِ كان ابتلاءً من الله ِ وقد كنتُ أرى الأمر من ذاتِ الزواية ولكن فكرتُ بالأمر مرة و مرتان وتوصلتُ أن هنالك نعمة لم ألتفت لها و أُلقي لها اهتمام
انني متعاطية غير مدمنة و لن يأخذ علاجي مدةً طويلة و حتى أني لن أتعب بقدر ما يتعب مدمن المخدرات و ثاني النعم ان زوجي يعمل بقسمِ مكافحة المخدرات وسيساعدني
للنجاةِ مما قد أوقعني بهِ من لا يخافون الله و ثالثها ان زوجي وقف بجانبي ولم يُلقي باللوم علي وقد علمتُ ما مدى حبهِ لي
و أيقنتُ اني لن أجد رجلاً مثل الكاسر حتى لو اني بحثتُ بكل انحاءِ الأرض
لكلٍ منا زاوية خاصة بهِ يرى منها الحياة وبيدك صُنع الزاوية فلتكن الإيجابية أحدُ مقاوماتِ زاويتك
حتى ترى الحياة بمنظورها الجميل ولا تيأس للحظة فاللهُ عند ظن عبدهِ بهِ
و خرجتُ من دائرةِ أفكاري على صوتِ فتاتي الكُبرى ريناد التي تحدثت فصمت الجميع
حتى قال الكاسر مزمجرًا : رينـــاد
نظرت إليهِ ريناد بخوف ومن ثم نظرت لي بلا رضا
فعقدتُ حاجبي وانا التي لم أسمع ما قالته , و بتساؤل و أمر بالوقت نفسه : الكاسر وش فيك عليها خليها تقول الي تبغاه
فقالت إبنتي ريتاج متدخلة : ريناد اتصلت على صحبتها عشان تسألها عن اليوم الي غبنا فيه و بعدين صحبتها اتكلمت عن مجلس الامهات بعدين صحبة ريناد قالتلها ليش مامتكِ ما جات قامت
ريناد قالت لها ماما سوت عملية في بطنها في مستشفى الأمل و بعدين خلصوا كلام و رجعت البنت اتصلت مرة ثانية و قالت لريناد مامتك كذابة لانو مستشفى الأمل حقت مدمنين المخدرات
و قالت انها سألت مامتها و كمان اليوم لما رحنا المدرسة كل صحباتنا يضحكون علينا ويقولوا مامتكِ مدمنة و كمان
ولم تكمل حديثها لأن خالي عبدالقوي سحبها للخارج و خرج الجميع من الحُجرة إلا الكاسر
إحتضن يدي و لثمها برفق قائلاً : فترة وتعدي يا هوازن قوي قلبك
شعرتُ و كأن سكينًا تنغرسً بقلبي لتشطر كل حُجرة على حِدى و اختنقت دمعتي بمقلتي أطفلتي أصبحت تراني عارًا تخجلُ مني أمام صديقتها !
مالذي فعلتُه حتى تراني عارًا ؟ هل ثقتي بالناس تجعلني عارًا ؟ أم حُسن نيتي و ظني تجلعني بلهاء على منحدرِ العار
ولم أشعر إلا بضرباتٍ خفيفة متتالية على يدي اليمنى الموضوعة على صدرِ الكاسر بالجانب الأيسر , رفعتُ عيني واستقرت على شفتيه ناطقًا : انتِ محلك هنا يا هوازن
و هاذي طفلة ما هي فاهمة , لا تزعلي نفسك يا قلبي اصبري ترى المشوار طويل يا هوازن و هالناس خطيرة كثير ما ابي اضايقك او اخوفك لكن هاذي هي الحقيقة
الي كل واحد فينا لازم يستوعبها من اليوم و رايح لازم نتعامل مع اي شخص غريب عننا بحذر .
بشيءٍ من القلق و الخوف : العيال يا الكاسر اهم شي لا يصيبهم شي والي يعافيك انتبه لهم هم امانتك يالكاسر لمن ربي يفرجها واخرج من هالقضية
لثم يدي للمرة الثانية : عيالك هم عيالي و اكيد هم في عيوني اهم شي صحتك يا هوازن و قوة قلبك اتحملي اي شي ممكن يصير و الباقي خليه علي
حركتُ رأسي بالموافقة حتى إتسعت إبتسامته .
إستأذن مني و دخل لدورةِ المياه
فمددتُ يدي تحت وسادتي لأُخرج قلادتي التي ورثتها عن أمي
هذه القلادة لطالما كانت لي أجملُ ذكرى و أقوى صلة بأمي
لطالما كانت لغزًا لم أستطع حله
و دائمًا ما تكون قوة تقولُ لي لستِ بيتيمة لازالت أمكِ حولكِ تقطنُ بذاكرتك
وبكل مرة أضعف و اشعر بالهوان أُخرج قلادتي وأضمها لصدرها
ولكني لم أجدها تحت الوسادة و بدأتُ بالبحث و رغمًا عني ترقرق الدمع بعيني
إلا هذه القلادة انها لا تُرد من جديد , و لا تعوضُ بأغلى الأثمان
إلا هذه القلادة إنها أجملُ و أغلى بل و أطهرُ ما امتلكت
إن بها أمي وهل هنالك ما هو ابهضُ ثمنًا من أمي ؟!
فجاءني صوتُ الكاسر قائلاً بخوف : هوازن وش فيك ؟
رفعتُ عيني لهُ وسرعان ما نقلتها للأرض باحثة عن قلادتي : السلسة الي من امي ضيعتها
بهدوء : اهدي اهدي واستريحي اكيد عند السرير
اقترب من عند السرير وهو ينظرُ حوله وقليلاً من الوقت حتى رفع القلادة مبتسمًا لي : حصلتها
إقترب مني و جلس بجانبي فأعطيته ظهره وقد علمتُ ما يرديه
فوضع القلادة برقبتي
و لثم الرموز الغريبة التي تتربعُ صدري .
***
و على الساعة العاشرة ليلاً , خرجتُ من دورةِ المياه و منشفة تعانق جسدي , و الماءُ يهطل كالمطر على كتفي رفعتُ عيني
فوقعت على أخي جهاد رأيتُه ينظر لي بغرابة كنظراتِ رجلِ يهُم لتفريغ شهوته
تراجعت خطواتي للوراء رغمًا عني وانا أحركُ رأسي يمنةً و يسرة
إن كان جسدي للجميع فمحال أن يكون لأخي أو عمي
هذه فكرة لا يتقبلها عقلي بتاتًا
دخلتُ لدورةِ المياه لأُغلق الباب على ذاتي فإذا بهِ أمامي يحاول دفع الباب و الدخول
اذًا ما ظننتُه بهِ صحيح انه يرغبُ بجسدي
لا أدري مالذي يحدث فقط أشعرُ أني اختنق
لستُ بهذه الدناءة لستُ هكذا انا لا ابيعُ جسدي لأقاربي
لا استطيع فعل هذا
ولكن صوت عمي ربيع جاء بالوقت المناسب
ليقتل ما كان ينويهِ من شر
ترك جهاد الباب فأوصدتُه و وضعتُ ظهري عليه وانا أتنفس براحة
مالذي فكر بهِ جهاد ؟ , كيف لهُ أن ينظر لي بهذه النظرة ؟ كيف ؟
*
نظرتُ لعينيه الغاضبتين وهو يُزمجر : ايه الي انتا عملتو يا جهاد
جلستُ على كنبةِ المجلس , و بهدوء : الي هيا عملتو اكتر هيا طلعة بالمنشفة كذا ليه
و بعدينا يا عمو انا مش مستحل العيشة دي , هيا إمتى هتخلصنا بقى الوئت بيضيع و احنا بنستناها
فردد عمي : استحملها يا جهاد استحملها عشان خاطر بباك و جدك .
***
بتمام الساعة الحادية عشر ليلاً , لم أسعى لترتيب صفحات المجلد لأن بعض الصفحات تتشابهُ في الأعوام
فلم أعرف كيف لي أن أرتبها وما كان علي الإطلاع عليها إلا وهي مبعثرة دون ترتيب
و بصفحةِ اليوم
كُتب
عام
وقبل أن أستكمل قراءة فكرةً ما غزت عقلي و استوطنته و بحركةٍ سريعة أخرجتُ مجموعة الأوراق التي قرأتُها بالأمس و ما قبل الأمس
عمي أصل و أعتدنا ان نناديه أبو أصلان
يبدأُ بحرف الألف
" السلسة الي من امي ضيعتها " , " السلسة الي من امي ضيعتها " , " السلسة الي من امي ضيعتها "
السلسلة بها رموز لا تُفهم
و قد ذُكر بالأوراق أن الخاتم يحمل رموزًا لا تُفهم و ان مالك الخاتم إسمه بهِ حرف الألف
و قد إحترتُ أين موضع الحرف من إسمه
ولكن يبدو أنه عمي أبو أصلان !!!!
و هنالك دليلٌ آخر أنه قد ذُكر أن المدعو " هـ " كان سيكذب على التجار بشأن المدعو " أ " ويقولُ لهم أنه تسبب بمقتل المدعو " أ "
حالما ألقاهُ في البحر
و عمي أبو أصلان قد اختفى بالبحر
و لكن ايضًا قد ذُكر بالورق أن لا شيء من هذا قد حدث
أي أن المدعو " هـ " لم يُلقي بالمدعو " أ " في البحر
اذا كان توقعي صحيحًا بشأن المدعو " أ "
وكان ما قد ذُكر بالورق صحيح حيث ان المدعو " أ " لم يُلقى بالبحر
إذًا أين خالي أبو أصلان عن فتياته ؟! لماذا يتركهن يتيمات ؟!
إلا إن كان توقعي خاطىء
أو أن المعلومات التي في الورق لا تمت للواقع بصلة و كل ما بها كذب
و لكن كيف تكون كذبًا و سمحي قد أخذها دون درايةٍ من التجار !
فلماذا يحتفظون بورق يحمل معلوماتٍ خاطئة ؟!
***
نجهل المستقبل ولكن دائمًا ما ننظر لظلمة السماء التي سرعان ما تضيء من جسم مشع بإشراقة شمس الصباح
فنعلم ان الأمل موجود ولكن بتُ لا أرى هذا الأمل او على الأرجح انا لم اعد اثقُ بشيء لم اعد اثق بالحياة
لا اظنُ انها قد تهديني الأمل و لا أعتقدُ ان تعاستي ستقتل مادام معن لن يُقتل او يمت حتى الآن
لو أني امتلك الشجاعة لقتلتُه لا يستحقُ ان يعيش
اشعرُ وكأنه إسترقني عبدةً له مملوكةٌ لا حيلة لها و كأني ذلك الذي قد حكى عنه الرسولُ فقال : " ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة
رجل اعطى بي ثم غدر و رجل باع حرًا فأكل ثمنه و رجل استأجر اجيرًا فإستوفى منه ولم يعطه اجره "
و لكن الفارق أن لا أحد قد باعني بل أنا من بعتُ نفسي
و هو لم يحفظني بل نكث العهد الذي بيننا
فكنتُ جاريةً بلا ثمن , كنتُ جاريةً يُفرغ بها شهوته نشوته وطاقته
كأني أمكثُ في الدول الإستعمارية و كأني أحدُ أفراد الشعوب المسترقة , انا الرقيق والمسترِق و هو المسترَق
جاء الإسلام ليمحو الإضطهاد و الطغيان ليُعلن ان إبن آدم حُرٌ طليق
و جئتُ أنا لأبيع ذاتي جاريةً لهُ يناديني بدجى الليل إليه ِ
فأكون لهُ كما أراد في الوقت المحدد و بالرداء المختار
و كأن القدر يُعاقبني بذات ما طمحتُ لنيله !
بيومٌ طمحتُ لنيلهِ حبيبًا فما كان الحُب إلا علقمًا لي
كان عدوًا لم أتوقعه
اقسى العقوبات ان تعاقب بما تطمح لنيله فلا تناله لكنك تمقته و تتمنى لو أنك لم تقترف ذلك الخطأ
حتى لا تعيش ما طمحت إليه و كان عكس ما توقعت تمامًا
أول ما نزلتُ من الدرج هرولتُ بإتجاه باب المنزل لأذهب إليه مسيرة لا مخيرة , مملوكةً لا حرة
ولكن صوتًا لم أتوقعه استوقفني عن مسيرتي للباب الذي لا يفصلني عنه إلا خطوةً و احدة
توقفتُ دون أن ألتفت إليه فلا يرى مني إلا جسدي
و أخذتُ أمسح دموعي بعشوائية و اسحب الهواء لصدري مرارًا و تكرارًا
حتى لا يظن بي سوءًا رغم أن السوء قد وقع ولا زال مستمرًا حتى الآن
قال بتساؤل : أنهار وين رايحة هالحين ؟
بهذا الوقت يكون البيتُ ساكنًا والجميعُ في سباتٍ عميق
سوى إبليس و شيطانُ الإنس معن هذا هو وقتُ سخريتهم من البشر أمثالي
تحدثتُ بصوتٍ طبيعي دون الإلتفاتِ إليه : إستأذنت من أمي بروح لنوال
قال بنبرةٍ يغزوها الإستنكار : بهالوقت !!
إلتفتُ بإتجاهه حينما أيقنتُ أن وجهي لا يبدو عليه أثآر النحيب
بإبتسامةٍ إغتصبتها أن تبزغ : بيت اهل صحبتي قريب من هنا كل الي بيننا كم شارع و بعدين عادي ما بيني وبين صحبتي
متأخر ولا بدري
إقترب بخطواته مني و عدتُ رغمًا عني خطوةً للوراء حتى إرتطمتُ بالباب الذي تمنيتُ أن أصله قبل ان يستوقفني
قال وهو يبسطُ يده اليمنى بالهواء : لا تخافي يا انهار , وقفي من هالتفكير المهم اذا امك راضية تروحي لصحبتك بهالوقت فأنا
اقولك هالتصرف خاطىء و مب مهم تسمعي كلام امك اذا كان التصرف ممكن يضرك يعني بنت حلوة و كاملة والكمال لله تخرج من البيت بهالوقت
هذا ضرر عليها , غير كذا امك قالتلي صحبتك نوال تزوجت يعني هي ببيت زوجها كيف تقولين لي بيت اهلها قريب و ما بينا إلا كم خطوة ؟!
شعرتُ بأن دلو ماء باردٍ قد سًكب فوق رأسي ليوفيقني مما قلت
نعم نوال تزوجت , إلهي كيف لي أن أعُدل كذبتي ؟ كيف ؟
نظرتُ له ومن ثم للمحيط من حولنا بتشتت و انا أشعرُ أني سأسقطً أرضًا مما أوقعتُ ذاتي بهِ
" أنهار لا تنسي عيد ميلادي بعد يومين هالله هالله بهالهدايا الي تفتح النفس "
عيد ميلاد و هدية
شكرًا لكِ يا نوال شكرًا , رغمًا عني ابتسمت فلم اتوقع ولو لبرهة اني سأجدُ منفذًا ما : لا لا نوال الحين في بيت اهلها
اهلها مسووين لها مفآجأة لانه اليوم عيد ميلادها و قالوا لي اشاركهم لانها بتفرح بوجودي مادامني صديقتها المقربة
بشيءِ من الرضى و اللارضى : طيب ولو اني غير مقتنع , لكن انا الي بوصلك
تجمع الدم بوجهي و صوتي لم يخرج بتاتًا لا بداخلي ولا حتى بالخارج للمستمع
تقدم حتى وصلني وهو يقول : يلا نتحرك
أمستكُ بيده الموضوعة على الباب : لا ياعمي جلال ما ابي اتعبك معاي , خلاص عادي اروح مع السواق لا تشيل همي وبعدين امي بتزعل انك خرجت بدون ما تقولها
هي ما تحب انك تخرج بدون إذنها .
تغير لون وجه عمي جلال ويبدو ان حديثي لم يعجبه
فتح باب المنزل خارجًا للحديقة قائلاً بأمر : يلا قدامي على السيارة و سكري باب البيت
نظرتُ إلى ظهره وانا أبتلعُ ريقي بإستمرار
أغلقتُ باب المنزل و مشيتُ وراءه حتى اصبحتُ بجانب السيارة دخل هو محل السائق
بينما انا كنتُ جامدة وفكري متوقفٌ حيثُ مصيبتي
أنزل نافذة السيارة ناظرًا لي قائلا بإستغراب : ايش فيك ؟ اركبي
أمسكتُ بمقبض الباب و يدي متعرقة لشدة توتري , فتحتُه ودخلت
إلتزمتُ بالصمت و هو قاد السيارة إتجاهًا لمنزل أهل نوال
الحقيقة انا لا عيد ميلاد اليوم , والحقيقة ان نوال بمنزل زوجها
سيعلم اني كاذبة مالذي سيظنهُ بي حيال ذلك ؟
أحبلُ الكذب قصيرٌ إلى هذا الحد
ظننتُه سيجعلني أذهبُ مع السائق لم أكن أظن ولو لبرهة أنه سيتدخل بشؤوني و يُصرُ على إيصالي وكأنه يشكُ بأمري ويظنُ بي السوء
و الحقيقةُ المُره الموحشة ان ظنهُ في محله وموقعه الصحيح
نظرتُ له يقودُ السيارة بهدوء وثبات و يده على " الدركسون "
و أنا أكادُ أتبخر لأصبح سرابًا لاوجود لهُ
أكادُ أقتلُ ذاتي مليار مرة ولايعلمُ بسوئي
مالذي سأفعله لو كان المنزلُ شقة لسهُل الأمر لكن اهلها يمكثون بفلة
هذا يعني انه لا بد علي أن أدخل لمنزلهم
اما بالشقة سأدخل للعمارة و حين ذهابه سأرحل لمعن
ضربتُ رأسي بنافذة السيارة مرة فالثانية و الثالثة
حتى أوقف السيارة جانبًا ممُسكًا بيدي قائلاً بهلع : انهار ايش فيك ِ ؟
نظرتُ لزوج عينيه بتردد : أنا ... أنا
وصوتُ هاتفي المحمول قطعني
لا بد أنهُ هو , هو معن
شد على يدي بين يديه و بحنان : كل هذا عشانك نسيتي الهدية ؟ , ولا يهمك انا برسل السواق يجيب لك باقة ورد ولو من تحت الأرض
لم أعد أحتمل ما عادت بي طاقةً ولا قوة اشعرُ بالوهن و بحاجةٍ ماسة للبكاء
ونزلت دموعي كالمطر الغزير بلا توقف دمعة تعقبها دمعة والفترة الزمنية ما بين الأولى والثانية أجزاءٌ من الثانية
مد يده إلى خلفية رأسي و إحتضنني لصدره
قلتُ بكذب : شكرًا يا عمي جلال بالرغم من السوء الي وجهته لك لكنك ما قصرت بحقي ابد
ولستُ أدري هل صدره هو الملجأ الآمنُ لي وأنا أعلم ما يخفيه لي في قلبه
أعلمُ أنهُ يحبني يحبُ ربيبته
أعلم بأنه يخونُ أمي بي
قليلاً من الوقت حتى أبعدني عن صدره قائلاً اهل صحبتك ما بيوقفوا اتصال خليني اوصلك وبرسل الباقة مع السواق بس لاتبكين , مع اني مستغرب كيف
فاكرة الحفلة و مب فاكرة الهدية لكن انتِ دلوعتي و مستحيل ارفضلك طلب
و لم أجد ذاتي إلا أمام منزلِ أهل صديقتي
كيف لي أن أطرق بابهم بهذا الوقت
و ماذا سأقول لهم و نوال لا ترقدُ بمنزلهم
بقيتُ أنظرُ للمنزل بشرود
حتى فُتح بابي , فتحركتُ للوارء بخوف ألتمُ حول نفسي كقطةٍ مذعورة
نظر لي بريب قائلاً بتساؤل : انهار وش حكايتك ما انتِ على بعضك اليوم صاير لك شي في شي يوجعك
حملتُ حقيبتي ونزلتُ من السيارة و أنا أشعرُ بأن الأرض تدور من تحتي أو أن الجمادات من حولي تدور
أو أنا التي تدور لا يهمُ كل هذا الأهم ما حلُ مصيبتي مع عمي جلال ؟
مشيتُ بإتجاه باب المنزل حتى وقفتُ أمامه مباشرة , عدتُ بنظري للخلف لأراه واقفًا ينتظرني أرن على الجرسِ و أدخل
مددتُ يدي إلى الجرس و فعلتُ ما هو يترقبهُ مني
رنةً فرنتان فثالثة إلى الرابعة حتى اتى صوتُ رجل من خلف الباب قائلاً : مين
فقلتُ مجيبةً عليه : انهار صحبة نوال
و فُتح الباب ليظهر من وراءه أمُ نوال و بجانبها الأخُ الأكبرُ لنوال
كانت ستتحدث إلا أني دخلتُ بسرعة و اغلقتُ الباب من خلفي وانا أنظرُ لها و لإبنها
و هي تبادلني النظرات بغرابة
حتى إنسحب إبنها من المكان إحترامًا لي بإعتباري أجنبيةً عنه
إقتربتُ منها وقبلتُ رأسها و بأسف : اعتذر ياخالتي على الوقت الي جيتكم فيه انا آسفة كثير بس مضطرة
وضعتُ يدي على كتفها وانا انظرُ لعينيها و برجاء : الله يخليكِ يا خالة الله يخليكِ لا تقولي لأحد عن جيتي لك حتى نوال بنتك لا تقوليلها الله يسعدك يا خالة لا تقولين لأحد
الله يوفقك يا خالة والله مضطرة
نظرت لي بتمعن ممزوجٍ بالحنان و الغرابة : ما بقول لأحد إن شاء الله , وش علامك يا بنتي صاير لأمك شي ؟
سقطت من عيني دمعة و إهتزت شفتاي : لا ما فيهـ..ا إلا كـ..ل خيـ..ر , خالتي بعد شوي بتوصل للبيت باقة ورد مع سواقي خذيها منه يا خالة و قوليله انهار وصتني اخاذها منك
لانها تجهز للحفلة , يا خالة أدري انك مستغربة الكلام لكن الله يرضى عليكِ نفذيه والله يا خالة ما اقدر اقولك السبب ولو اقولك مدري تغفريه او تذميه
قالت وهي التي لم تفهم شيئًا مما اقول : ولا يهمك يا بنتي لكن وين بتروحين بهالوقت ؟
لثمتُ رأسها : لا تشيلي هم يا خالتي و مثل ما قلت لك هاللي صار لا تعلميه لأحد ومشيتُ مبتعدةً عنها فأمسكت بيدي قائلة : انا اعتذر يا بنتي لكن ما بخرجك من بيتي بهالوقت
دامك دخلتِ لبيتي فأنتِ أمانة عندي هالحين و ما بتخرجي إلا انا و ولدي معاكِ نوصلك لوين ما تبغين و الباقة فرح اخت نوال بتستلمها ولا يهمك
إغتصبتُ إبتسامتي بشدة : لا يا خالتي انا بكون في أمآن وما ابغى اتعبكم معاي و حتى فرح المفروض ما تعرف اني جيتك يا خالة
و سحبتُ يدي من بين يديها وانا اتوجه للباب لأخرج
اغلقتُ باب المنزل من ورائي و نظرتُ للشارع يمنة فيسرة بتمعن ولم تكن هنالك سيارةُ عمي جلال إذن ذهب الحمدلله
أخرجتُ هاتفي من حقيبتي الجلدية بعجل و اتصلتُ على أحد سائقين المنزل و قد حرصتُ عليه أن لا يقول لعمي جلال أو أمي غزال عن مجيئيه لي ببيت نوال
و ما هي إلا بضعُ دقائق حتى جاء ركبتُ السيارة و توجهتُ إلى الحي الذي به منزلُ معن و جعلتُ السائق يذهب وخطوتُ إلى منزله بأقدامي
حتى وصلت و دخلت لأكون جسدًا بلا روحها
ولم يكن أحدهم يعلم بدخولِ أنهار للمنزل
سوى الله ثم هي ثم معن وعينُ إتبعتها حيثُ المنزل
عينٌ حفظت المنزل بعنوانه .
***
إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
و حدة من الحلوات تسأل اذا كانت شكران من الماضي أو الحاضر مرتين سألت
و الوقت ما اسعفني ارد وان اسعفني والله كنت انسى سؤالها
فشوية الله يعافيكم كونوا متعاونات من هالناحية
انا الي ما احبه انه لو وحدة انتقدتني تجي وحدة تدافع عني لأني اخاف بهالحالة تصير مشاجرة احنا بغنى عنها
لكن لو وحدة سألت وانتوا تعرفوا الإجابة جاوبوها أنا ما اقدر اجاوب و أعطيكم حقوقكم كاملة كمتابعات
فياليت تساعدوني من هالناحية عمومًا
الإجابة على القمورة شكران من الماضي اضافة لذلك زعلت حقيقة
ما اني عارفة هل الخطأ مني وكثير مب فاهم ولا الخطأ منك لأنك ما ركزتِ
انا ما اقصد والله ألومك بشي لكن اتفآجأت و زعلت من ذاتي كثير
يعني قطعنا الشوط الكبير من قصة شكران و بعد كل هالشوط يجيني هالسؤال صدق حطمني
أكثر من مرة جبتها تذكر انها جالسة تتذكر حاجة من الماضي وبعدها على طول صرت اسرد ماضيها لأني توقعت انه خلاص هالسالفة ثبتت براسكم
و عرفتوا انها من الماضي .
+
نفس الحلوة وجهت لي انتقاد بناء ألا و هو
اني ما اتقن اللهجة المصرية بشكل كافي
و هذا الكلام لا يختلف عليه اثنين ايه نعم انا ما اتقن اللهجة
لكن هي اكثر لهجة اتقنها بعد السعودية و كنت مضطرة اضم دولة للسعودية حتى تمشي احداث الرواية
فإضطريت اضم مصر لأنها اسهل لهجة عندي بعد السعودية و الكاتبة تحتاج للراحة النفسية بكتابتها
ممكن البعض يقولوا عادي تقدري تكتسبي اللهجة من المسلسلات او الأفلام المصرية لكن انا ما اتابع لا مسلسلات و لا افلام
و ما سبق لي سافرت لمصر بس عندي صديقتين بالمدرسة كنت اسمعهم يتكلموا و كذا مرة سألتهم و ساعدوني
و كتبت على هالأساس فإذا شفتوا شي خطأ باللهجة فالسموحة منكم
و أتمنى تعدلون لي الخطأ حتى انتبه بالجايات :)
+
اكثر من مرة ذكرت انه نهاية الرواية مرضية بإذنه تعالى لكن قلت لكم هي ماهي سعيدة و لا حزينة ولا حتى مفتوحة
انا حقيقة مش خايفة من مواجهتكم بالنهاية الي بتحمل صدمة كبيرة لكن اعتقد البعض منكم بيقولوا اني بالغت كثير في دمج الواقع مع الرواية
و من الحين انا اقول براحته الي بتكون وجهة نظره بهالشكل الأهم من ذلك إنه بإذن الله هالنهاية هي الي يرضاها الله سبحانه وتعالى
و بهالنهاية بإذن الله الرواية بتكون شاهدة لي لا علي , انا ما عندي استعداد اجلس سنة و سنتين و الله اعلم تمتد لكم سنة
و آخر شي تكون روايتي شاهدة علي , او تكون غير هادفة و تنهوها وانتوا ما استفدتوا
و الأكثر من ذلك الرواية ما انفتحت إلا لشيئين
الأول أوصل رسالة دينية اتمنى من قلبي توصل لكل شخص يقرأ روايتي
والثانية استمتع بالجانب البوليسي المحبب لقلبي
المهم جلست انا وصحبتي ايام المدرسة نحسب الزمن المقدر لكاتبة آخر جحيم بالرواية
طلع اربعة اشهر , أدري صدمة والبعض يقول مبالغة لكن لا عرفتوا وش محتوى النهاية كثير منكم
بيسحب كلمة مبالغة و يستبدلها بمنطقية ما بتستوعبون كلامي هذا لكن بإذن الله بيجي اليوم الي تستوعبون فيه
و بدري على الكلام عن النهاية ولكن ما اعتقد اني بالجايات بأتفرغ حتى اقرقر معكم كثير
اذا ثانوي و يلا كنت اكتب لكم اجل وش حالي بالجامعة .
+
أي وحدة منكم شايفة اني مقصرة بجانب من جوانب الرواية سواء جانب ديني بوليسي او رومانسي
تقولي حتى اوازن ما بين هالجوانب لأنه بكل صراحة احس اني مقصرة بالجانب الرومانسي
و ذلك لأنه أقل جانب انا احبه و ثاني شي لانه القضايا الي بالرواية كبيرة جدًا و كثيرة جدًا فتعمي عيني
عن هالجانب فإاللي حاسس اني مقصرة بهالجانب او اي جانب آخر يبلغني لكن
لحد يقولي الجانب الكوميدي هذا مش اختصاصي انا بأول الرواية حطيت وش هي الجوانب الي بتكلم عليها
و لكن نسيت اذكر البوليسي من زود الحماس اما الكوميدي فأنا ما ذكرته اجل مب اختصاصي
لا تناقشوني يا الحبايب الا بالجوانب الي تخصني .
+
حميدة , الي قصتها اشغلت كثير منكم و جذبت ناس كثير منكم واكثر من مرة كنت احذر واقول حميدة مش بطلة
قصتها مب مهمة و مش حلوة كثير و بأول الرواية كتبت انه الي مش ابطال بيكون الحديث عنهم بضمير الغائب
اي الرواي الي يسرد قصتهم مش هما يسردوها بنفسهم وحميدة من الناس الي ما اتكلمت عن نفسها
طيب بيقول البعض اجل ليش مدخلة قصتها حشو زائد , لا مش حشو اطلاقًا انا دخلت قصتها فقط عشان اتكلم عن السحاق
و عالم المسترجلات بكل جرأة و انطلاقة حتى ابين و اوضح شناعة عالمهم مثل ما اتكلمت عن اللواط في ناجي و سمحي
الفرق انه ناجي كان بطل لكن حميدة مش بطلة اي قصة ناجي مستمرة لآخر الرواية اما حميدة فصفحة و تنطوي بإنتهاء قصتها
اظن الرسالة الدينية مستحيل تكون حشو :) .
+
و لأول مرة اقول في كذا توقع طلعوا صحيحن جدًا تبارك الرحمن
عجبتني بعض التحليلات بخصوص الكاسر مرة جميلة
اضافة لذلك في وحدة جميلة من الأجزاء الأولى في الرواية اتوقعت توقعات اكثر من رائعة
بذكر اسمها لما تنتهي الرواية ان شاء الله جد انا معجبة بتفكيرها ما شاء الله .
+
الشي المهم متى الجحيم القادم ؟
هالمرة انا الي بسألكم وش رايكم نترك الموعد مفتوح
كل ما اتفرغت نزلت لكم جحيم ؟
و لا نحط بكل اسبوع جحيم لكن بدون تحديد اليوم ؟
احس صعب علي الإلتزام بموعد محدد :/