لا تبالغ في إحسان الظن بي
كي لا أخذلك
و لا تسيء الظن بي
كي لا تظلمني
لكن اجعلني بدون ظنون
كي اكون كما اكون
لـــ أحمد الشقيري
الجحيـــم
( 31 )
** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **
روايتي كل بطل فيها يتكلم عن نفسه هذا يعني انه اي بطل يغلط في الدين فهو الي غلط مو أنا
انا مستحيل و من سابع المستحيلات اكتب لكم شي خطأ بالدين
الدليل او المعلومة الدينية قبل احطها اتأكد منها من مواقع اسلامية موثوقة و اذا اضطريت سألت اهل العلم فيها
الأحداث القادمة بتحمل اشياء تشيب الراس لهولها و اعيد و اكرر مهما كان فيها اغلاط دينية من قبل الابطال فأنا مالي دخل
و الغلط اكيد بوضح في يومٍ ما انه غلط , النهايات الي بعضكم يتوقعها للأبطال وتكون نهايات سلبية مو شرط تصير و لا شرط الايجابي يصير , الرواية ماشية بوتيرة اذا استشعرت الخطأ وتبت لله فالله غفور رحيم , اذا ما استشعرت ولا تبت و بقيت بدرب الخطأ فالله شديد العقاب و من كلامي هذا تأكدوا انه بإذن الله النهاية مرضية
بتمام الساعة الواحدة ظهرًا أجلسُ بالصالة و أفكاري تعصفُ بقوة أقوى من أي عاصفةٍ كانت و صارت , لا أدري ما سبب انزعاجهم مني , قد أغفر لأبناء عبدالقوي و زوجته العتيقة ساجدة سخطهم
أما بنات أُخت عبدالقوي فلا اغفرلهن , فهن صحيحٌ انهن لا يجلسن معي كثيرًا ولكنهم في حقيقة الأمر
هن لا يجلسن مع بعضهن بالأصل ليجلسن معي ولكنهم ان جلسن معي احترموني ولا يعاملوني و كأني الأقلُ منهم مكانة و منزلة
و منذُ اعتراف عبدالقوي بالزيجة اصبحن يمشين و لا يلقين التحية حتى ! , و أمي صائمة اصبحت قاسية لا تنظر لي بتاتًا أنا اعلم بأنها بقرارة نفسها
لازالت تُحبني فقلب الأم يصعبُ و يشتدُ عليه ان يبغض ابناءه و لكن معاملتها لي صلبة يا بسة كالأرض بلا نبات و شتاءٍ قارسٍ بلا دفىء
أشعرُ بالوحدة تحفني من كل الجهات شمالها جنوبها و شرقها و حتى غربها
لم يعد بحوزتي إلا عبدالقوي العاجز الذي سيرحلُ في يومٍ ما لهرمه إلى اجداثه حينها من سيبقى لي
أبي ظانع الذي لا يطمع إلا بالمال ! , هه سيقتُلني ويأخذ المال مني ليتُركني بالأجداث بجانب دردبيسي عبدالقوي
ولماذا اعطيهِ المال فليذهب إلى الضريح قبل ان يضعني بجوفه , كلهم لا يهتمون إلا بمصلحةِ انفسهم
لم يقل ابنتي كيف لي ان أزوجها بالهرمِ عبدالقوي بل هو من عرضني عليه بفستانٍ مطلي بالدماءِ النازفة و عينان أصابها السهد و العناء فبكت دموعًا جاريةٌ جارفة
أم ركاض الذي وعدني بالزواج فخان عهد الثقة بغيابهِ خمسةُ أعوام على أرضِ ستة أكتوبر يلحقها بالسنةِ السادسة
أم عبدالقوي الذي ما أحبني إلا لجمالي الذي حلف إبنه ركاض في أحد الأيام انه لو جال الأرض بكل أقطابها ما وجد جمالاً يُضائلُني و باع زوجته و ابناءه بكل بساطة
كلهم لا يستحقون الثقة كل الرجال خونة قريبك أم بعيدك
إجلسي يا مارسة اهدئي لا تذهبي إليهِ , سيضحكُ عليك ِ و يصفكِ بالسذاجة و يُوقن انكِ لازلتِ تحبيهِ حتى في يومٍ هو حُرم عليك زوجًا مؤبدًا لن يكون لكِ في يومٍ ما بعدما إخترتِ أباه زوجًا لك ِ
لكن قلبي لا يقوى لقد رأيتُ الطبيب يدخل لحجرته بعدما طلبه , فعائلة عبدالقوي تطلب الأطباء إلى حيثُ المنزل ولا تذهب إليهم إلا لشدة
و لم يمشي وراء الطبيب الذي سيغادر القصر إلا أقدامي مسيرةً لا مخيرة فهذا نداءُ قلبي و معصيةُ شوقي و شغفي و خوفي عليه
و خرج صوتي خافتًا مكتومًا من ثقبِ إبرةٍ حادة قاتلة تسفك الدماء بلا مراعاةٍ للمشاعرِ الإنسانية والديانة السماوية
ناسية بل متناسية انني خائفة عليهِ كحبيبٍ لي لا كإبن زوجي : دكتـ...ور
إستدار الطبيب بإتجاهي و عيناه بالأرض إحترامًا لأهل المنزل فقد اعتاد استدعاءنا له لا سيما مع مرض القلب الذي يُهلك ساجدة ضرتي , وقال لي و كأنه يعلم بسؤالي قبل أن انطق به ِ : ركاض الحمدلله بخير
سخونة بسيطة و بيخف إن شاء الله لا تقلقوا عليه ما فيه إلا العافية و بلغي الأستاذ عبدالقوي لو سمحتي بهذا الكلام .
يبدو انه يعلم بزيجتي من عبدالقوي و لذلك توقع سؤالي عن ركاض كإبن زوجي و لا تدري أني أسألك مُولعةً بالخوفِ عليهِ من أي مكروهٍ قد يصيبه
تنفستُ بعمق و بشيءٍ من الهدوء الذي يغلف أكوام هلعي : ان شاء الله اقوله , بس ركاض نايم ولا صاحي عشان اقول للشغالة تعطيه شوربة .
: قال انه يبغى ينام فأرسلي الشوربة بعدين يكون احسن ومعافى ان شاء الله .
حركتُ رأسي بالموافقة بالرغم من أنه لا ينظر إلي
أغلقتُ باب القصر و خلعتُ نقابي وعباءتي سأقابلك بردائي من اليوم فصاعدًا حلال عليك ان تنظر إلي و لكن لازال قلبي ليومهِ هذا لا ينبض إلا بالحرام
و يتعثر بعذاب الحُب و يتجرع علقمه , يشتدُ بهِ الجوى لأن خُطى الحُب بُنيت على حرام و ما بُني على حرامٍ هدم قبل أن يكتمل و احتمال إكتماله اشبه بالمستحيل
و ان إكتمل فالحسابُ عند الرحمن جل جلاله , الحُب الصحيح لا يُولد إلا بعد الزواج وفقط هذا ما علمتني إياه حياتي التعيسة و قدري النزق
إلى المصعد فالطابق المقصود فحجرتُه التي تشابه مشرحة الأموات
فتحتُ الباب ودخلت و أغلقته من خلفي , البرودة معتدلة إلا أن أطرافي ترتعد لشدة برودتها و احشائي تحترق لشدة حرارتها و لا يفهم شعوري هذا إلا من احب من دواخل قلبهِ
و الكون كله يتجمد كقطبٍ شمالي و جنوبي ليبقى من العالم كله هو نائمٌ على سريرهِ هادىءٌ
و كأنه لم يقترف أي ذنبٍ بحقي , كقطٍ أليف , وكلبٍ وفي
لكنه حالما يستيقظ ثعلبٌ ماكر و جرذٌ جبان عوامل التعرية تغير كل ماهيته بعدما ترى عيناه الحياة من بعدِ الموتةِ القصيرة
إقتربتُ منه بهدوء و قلبي يكادُ يوقظه لهول قرعهِ
وأصبحتُ أقف بجانبهِ , وضعتُ يدي بكل تردد على جبينه لأطمئن عليهِ
و توسعت عيناي و أصابني برقٌ من أعالي السماء يهزني و يفقدني الحياة بيدهِ التي طوقت يدي
و بصوتهِ المبحوح و عيناه التي لازالت مغمضة : كنت عارف انه قلبك لازال ينبض بحبي و ما اسمح لهالقلب يخون أبوي بي .
إقتتُ لعابي , و قلبي كحصانٍ بري بلا عنان و لا لجام يخفقُ بشدة و يؤلمني لقوة ضرباته
أبعد يدي عن جبينه و فتح عيناه دون أن ينظر إلي , و من ثم إعتدل على السرير جالسًا و أنا لا حول لي و لا قوة
أقدامي تخشبت بالأرض فلا هي ترشدني بعيدةً عنه و لا خارج نطاق حجرته
تدلت اقدامه على الأرض و نشب أصابعه ببعض وعيناه مثبتة على اقدماهِ , و بتساؤل : ليش ابوي من بين كل رجال العالم صار زوج لك ؟ هذا السؤال ما بتخرجي من غرفتي الا انتِ مجاوبة عليه فاهمة يا مارسة
كالماضي تمامًا يأمر ومارسة الخادمة الحمقاء تلبي كل أوامره صغيرها و كبيرها بلا أي إعتراضٍ و امتعاض
قبضتُ على يدي بقوة و نظرتُ إليه بقوةٍ أكبر و بصوتٍ حاولتُ التحكم بتردداته لئلا يبزغ التوتر بين موجاته : ماني ملزومة اجاوب على شي و غرفتك بخرج منها برضاي مثل ما دخلتها برضاي و انت ما تقدر تفرض كلامك علي
لا تحسبني مارسة القديمة الي اي شي تقوله لها تلبيه لا انسى ذيك الهبلة صفحة و انطوت و ما عاد تنفتح ابد
الحين انا زوجة ابوك و من الأدب انك تحترمني .
تردد صدى صفقاتِه بالحجرة مع ضحكاتِ السخرية اللاذعة
بينما عيناي تشبثت بهِ بحيرة لما يضحك من المفترض انهُ مكسورٌ جريح
صلب طوله ليُصبح امامي تمامًا , مد سبابته إلى موضعي الأيسر و بنبرةٍ مكتنزة بالإستهزاء : طبعًا انطوت لانه هذا صار اسود قاسي متبلد وميت
في بداية الأمر تراجعتُ خطوة للوراء بخوف اعرف ركاض اكثر من أي شيءٍ آخر و أجزم أنه متهورٌ طائش قد يقع بما لا تحمد عقباه معي
و لكني حالما سمعتُ ما قاله عادت أقدامي للتصلب , لا يُعقل كل ما يجري من المفترض ان السخرية التي تمكثُ بوجهه تكون بملامحي لأرمقهُ بها
أبعد اصباعه و مشى مبتعدًا عني , واعطاني ظهره : نزلتِ من عيني يا مارسة , تصدقي مو مقهور ابد بالعكس انا فرحان لأني عشت لهاليوم و عرفت انتِ لأي درجة حقودة و قذرة
والله ما يحسسني بالحسرة الا السنين الي كنت اتمناكِ فيها زوجة لي و ش كثر ابوي مخدوع فيكِ كثر ما كنت انا مخدوع فيكِ
كلامي هذا حطيه بعيونك و احفظيه بقلبك اياني واياكِ تجلسين مع ابوي وتفكرين فيني الحين صار لك حياتك معاه وانا صرت حرام مؤبد
و هذا يعني تفكيرك فيني حرااام فاهمة و انا ما يشرفني وحدة مثلك تفكر فيني و لا اسمحلك تخونين ابوي فيني
و سؤال و بتجاوبي عليه انتِ ليش تزوجتي ابوي ؟ و ابوي ليش بالرغم من كرهه للحريم تزوجكِ ؟ و وش الي خلاكِ تقبلينه زوج لك و بينكم كل هالفارق في العمر ؟
بغضبٍ جامح , و قهرٍ حارق , و حرقةٍ مشتعلة : و انا قلت لك ماني مجبورة اجاوب على اسئلتك تزوجته وانتهى الموضوع وانا عاجبته وهو راضي فيني انت وش حارقك .
إستدار ليصير وجهه مقابل وجهي بعدما كان يعطيني ظهره , ببرودٍ ولا مبالآة : خلاص ما تبغي تجاوبي اخرجي من غرفتي بــس
أردف بإسلوبٍ مستفزٍ للغاية : يمكن اصارخ و اقول انا تعبان و توه الدكتور خارج من عندي و مارسة داخلة لغرفتي تغريني و اشوه صورتك قدام ابوي
عادي ترى اذا كيدكن عظيم فأنا كيدي كيد الشيطان ماهو بإنسان اظنك تعرفيني زين يا زوجة ابوي المصونة .
طوقت ذراعي اليمنى بيدي اليسرى و غرستُ اظافري الطويلة المطلية ببشرتي من أعلى نزولاً لأسفل حتى إرتمست شروخًا حمراءُ بها كالماضي عندما كنتُ
إبنة ثمانِ سنين حالما يُزعجني ناجي او معن ألجأُ إلى الأماكن الضيقة بالمنزل أختبىءُ بها و أبكي و لا أخرج من بهو المكان إلى و يدي تطلب الرحمة
فيأتي ركاض ليُقبل ذراعي بحنان مارًا بثغره على كل بقعةٍ حمراء لتصير بلون بشرتي و تضمحل الحُمرة و كأنها لم تكن , أنسى كل جروحي و كأن شيئًا لم يحدث وقع تأثيرك علي كبير بذاك العُمر الصيفي و إلى عُمري الربيع لكن الفرق أنك اصبحت الجارح بعدما كنتُ ضُماد الجروح
ضحك بصخب و كأنه أحس بما يجول في دماغي و ما يحومُ بحقولِ ذكرياتي , و جلس على السرير ليقول : تفكري اني بقرب وابوس يدينك لا انسي هذا كله انطوى ولا كأنه صار ركاض شيليه من عقلك يا زوجة ابوي و من بكرة او بعده وانا برجع لستة اكتوبر
عشان تراجعي نفسك و المدة الي اغيب فيها تكون كفيلة تنسيكِ اي ذكرى سحيقة بحياتنا ويوم ارجع اول شي بسويه اني بكون أسرة و العروسة إما بإختياري او اختيار امي
و كل واحد يكمل حياته مثل ما هو مكتوب له .
نظرتُ إليه بنظرةٍ ثاقبة محوتُ بها مارسة ذات القلبِ الطيب , محوتُ بها كل ما كان و صار لتتجسد مارسة أخرى بعيدة جذريًا عن تلك الحمقاء التي دهس بها و عليها ركاض اللئيم المخادع
ذو الأربع و الأربعون وجهًا و بقوةٍ وصرامة : تصدق عاد تضحكني لما تتكلم بنبرة المظلوم , نسيت كذبك علي وتمثيلك دور العاشق المتيم الي ما يليق فيك
نسيت وش كنت تناديني يا جاهلة , و لا نسيت تأمرك و تحكمك فيني كأني أمه و عبده لك و انا ماني عبده إلا لربي وبس , حجابي و تتحكم فيه مع صغر عمري و عندك انت الوحيد تخليني اكشف
لو فيه في قلبك حُب ولا ذرة حُب كان خليتني اغطي عنك و غضيت بصرك لكن لا بالعكس تخليني اجلس فوق سريرك قريب من قلبك , و الي يضحك توهمني بالحُب و اصدقك بكل براءة الدنيا
و اشوف الشغالة بعيوني و محد يقدر يكذب زوج عيوني اشوفها تخرج من غرفتك شبه عريانة و تجي وتضحك علي بخاتم حبسته بأصابعي و وعدتني بيوم انك بتجي و تتزوجني
و سامحتك لاني اصلاً مازعلت منك لكن الصدمة كانت كفيلة انها تنزل دموعي , وانتظرتك يا ركاض انتظرتك خمس سنين وذي السادسة على امل تجي لهنا او تتصل فيني
والخاتم ما نزل من أُصباعي إلا لوضوء او تنظيف ...
فإذا بهِ يُقاطعني قائلاً بسخرية : واضح الإنتظار تبارك الرحمن ارجع واحصلك بحضن ابوي لو كنتِ بالفعل تكنين لي مشاعر بقلبك ما كان هان لقلبك تخونيني بأبوي فاهمة وش معنى ابوي , انتِ فاهمة وش كبر الجرح الي سويتيه
بيدك حطمتِ كل شي قبل ما ينبني اصلاً و ما خليتي إلا صورة قديمة موحشة بالحرام .
حركتُ رأسي بالرفض يُمنة و يُسرى بكل جنون بكل تكذيب بكل غضب وكل الكل ركاض النزق : كفاية كذب كفايتك خداع لين متى وانت بمليون و مليون قناع , تبي تقنعني انك كنت راجع تتزوجني وانا بأُذني اسمع على جوال أخوك
بنت تناديك " روكي " و قمت سكتها عشان ما تنكشف على حقيقتك قدام اخوك لو كنت تحبني ما كان خليت هالبنت جنبك ما كنت خنتني كان صنت حُبنا مثل ما أنا صنته و حفظته بكل صبر و رجاء لكني ما قدرت اكمل صبر
لأنه نفذ يا ركاض , جرحتني كثير بكيتني ليالي وسهرتني سنين و جاي اليوم تنكر حُبك الي حملته بقلبي من يوم عرفت انطق جزء من اسمك " رك "
ايه من هاليوم وانا احبك حُب بريء و كبر الحب و كبر لكنه ما اكتمل مثل البدر , انت الي عمرك ما حبيتني الي يحب ما يخون ولا يذل و لا يكذب ولا يغدر لكنك خنت ذليت و كذبت و غدرت وما اكتفيت اليوم جاي تقول اني كذابة مثلك
لا تشبهني فيك عمرها مارسة ما تصير ركاض .
إستلقى على السرير ورفع رأسه للسقف إلى أعلى حدٍ ممكن و يداه تحت رقبتِه و بصوتٍ هادىء عكس ضجة المشاعر , وصخب الذكريات , و جمهرةِ شياطين الماضي : طبعًا عمره ركاض ما يصير مارسة
لأنه ركاض عشق مارسة للجنون ما كان ينام ليلة إلا ويقول لنفسه أصغر معصية لك لازم تصير حلالك لكن يا ركاض بعد ما يطهر قلبك إلي تأكسد بمتعة الدنيا و صار عفن
لأنه وحدة مثل مارسة الطيبة ما تستحق تعيش مع واحد شنيع مثلك , ركاض كان اصغر ذنوبه مارسة كان يناظر ما حرم الله و يزني و يُحث على الطرق المسودة و المسدودة
ركاض كان شيطان لكنه عند ذنبه الأصغر حاول يرجع انسي فما كان منه إلا يأمرها تخلع حجابها قدامه مع انه يسوي الأكثر لكنه مسك نفسه وصبرها عند مسك الدنيا و ريحانها
كان يغار عليها بجنون بالرغم من انها طفلة ما ظهرت فيها علامات الأنوثة و خلاها تغطي غصب عنها عن كل رجال , ركاض رجال عيونه طويلة و دايم الإنسان بصفاته يشوف الناس
و كلن يرى الناس بعين طبعه هذا كان ثاني سبب عشان يخليها تتغطى عن كل عين متجردة من الحياء , ركاض صحيح خان لكنه قبل يخون اصغر ذنب خان خالقه
واتبع شيطان ماجن لهي بالدنيا و ما نسي اصغر ذنب لأنها كانت بمحجر عيونه يخونها ويتخيل الجسد مارسة لكنه ينفض راسه وهو يطرد هالخيال لانه مارسة ماهي ***** ماهي بنت ليل
مارسة ملكة بعرش الحياء , وجاته ملكته بقميص اصفر كانت شمس و الأشعة بياضها يا صلاة على النبي كانت ربيع تمشي خطوة و تزهر الدنيا حولها
نبض قلب ركاض بكل جنون بكل تمرد لكن مو بكل حُب الحُب كان ينطق ذنبك الأصغر لا تلوثه و تشوهه و تخليه خردة بوسط كومة الركام , ذنبك الأصغر لا تمحي عذريته
هو طُهر ما هو بداء بلا دوا , وبكل قوة و مكابدة طرد الملكة من عرش غرفته لكنها بقيت بعرش قلب ملكها , ركاض وعد نفسه انه بيتزوج مارسة مع انه عارف انه امه مستحيل ترضى بهالزيجة
كان بيحارب الدنيا كلها بكل سيوفه و رماحه جيوشه و دروعه وخيوله لكن طعنت السيوف احشاء الجنود و غرست الرماح حوافها بالخيول و طاحت الدروع وانتهت المعركة قبل ما تنضرم
وتناثرت احجار الشطرنج بدون نصر الملكين , عرفتِ ليش مستحيل مارسة تصير ركاض ؟
وسُكب دمعي يشقُ طريقهُ بوجنتي و حُمرة دمي طغت على أنحاءِ وجهي , و بوهن : وش كان بيصير يعني لا تزوجتك تبقى تخوني , الزوجة ما ترضى زوجها يتزوج عليها فكيف ترضى فيه يخونها
و كيف لو كان مستحوذ على قلبها و مالك عقلها و مستولي على روحها ؟! , ركاض لا تحط اللوم فيني لأنه هالنظرة ما تليق ترمقني فيها لأني احسن منك مهما انكرت هالشي .
نظر إلي بنصف عينه دون يلتفت فرأسه مازال مرفوعًا لأعلى بكل كبرياء , بكل سُلطة بكل طغيان كالماضي لم يتخلف ولا مقدار ذرة , قائلاً : بهاللحظة آمنت بأنه مادح نفسه بالفعل كذاب
بعدد اطنان جروحي لك جرحك كان يغلبهم , اتمنى يا زوجة ابوي تلاقين مارسة و لا تظلمين ابوي فيكِ , راجعي نفسك و بتلاقيها و تعرفي اننا اثنينا غلطنا
وهذا عقاب الغلط تدري ليش لأنه المفروض ما انظر لك ذيك النظرة الشهوانية و لا أمسكك و يرجف جسمي رغبة فيكِ و لا احلل جلوسك قدامي بلا حجاب
لأنه المفروض اول ما احس بالخطر اعقد عليكِ واحارب الدنيا من بدري لكن للأسف كنتِ اصغر معصية و ما كان قلبي وقتها شايفك خطأ عشان يصححك
هذا هو الحرام يا مارسة و عمر الحرام ما اكتمل , وعدت نفسي وعد قاطع اني ما بتزوجك إلا و أنا تايب وراجع لربي وديني و مستحيل وقتها اخونك لو بنات الدنيا كلها قدامي بلا ستر
وهذا هو المكتوب و عليكِ الرضا فيه عشان تقدري تكملي باقي المقسوم بسعادة , عرفت إجابة السؤال يا مارسة دون الإجابة تزوجتي ابوي حتى تشوفي الإنكسار بعيونك
و لأنك غلطانة تضاعف الإنكسار بعيونك لأني اعطيتك جزء من إنكساري الي كنت اخفيه عن العالم كله و ما بقى بمحجر عيوني إلا الكبرياء , فعلتك سبب هدايتي
اشكرك يا مارسة و اقولك اني نسيتك و لا كأنك كنتِ وما بيظل بعقلي فكرة عنك إلا إنك سبب هدايتي , صوني ابوي و انسي ركاض و ارضي بالمكتوب
كوني ضرة حنونة وطيبة وخلي قلبك كبير لا تقتليه ازود من كذا حتى لا ينقتل قلب أمي .
مد يده إلى ضوء الأبجورة ليطفئه وإنقلب على جانبه الآخر يعطني ظهره و بهمس : بنام .
***
بمنتصف الليل , دخلتُ إلى حجرتي بعد يومٍ شاق أعجف كل فردٍ بالمنزل
قُلبت حياتنا رأسًا على عقب منذُ زيجة خالي عبدالقوي بمارسة
انقسمنا لأحزاب حال فراغنا نجلس مع عمتي بحجرتها و حال عودة ازواجنا من اعمالهم يجلسون مع والدتهم
و الكاسر زوج اختي هوازن يتنقلُ هنا وهناك فهو يسعى لنيل رضى كلا الطرفين بينما نحن لم نفكر برضى خالي بتاتًا
فالجميع يراه على خطأ و لربما حتى الكاسر
فتحتُ الإضاءة و أول ما وقعت عليه عيناي صورُ ملكتي انا و ناجي مُلصقة على الجدار بجانب بعضها البعض
و أغلقتُ الباب من خلفي و ازدردتُ ريقي
إقتربتُ من أول صورة على يميني كانت مُلصقة على دولابِ الملابس
إبتسمتُ رغمًا عني وانا انظرُ للصورة
لقد كنتُ غير راضية على هذه الزيجة و بكل ثانية انظر لناجي دون ان ينتبه
أُريده ان يعترف بأناقتي و جمالي فكل من حولي قد اعترف اني انيقة إلى حدٍ لا يوصف ولم يبقى إلا هو
و لكنه لم يتلفت إلي إطلاقًا , كانت افكاري صغيرةٌ كعمري فتاةٌ في الثامنة عشر من عمرها و زوجها يصغُرها بعامين
و في الصورةِ الثانية هو يقف خلفي و يُمسك بخصري بتملكٍ طفولي , لازلتُ أتذكر همسه بإذني بتلك اللحظة : فكي الكشرة ترى زايدة من وحاشتك
لم نكن بذلك اليوم كأي زوجين مُقبلين على حياةٍ قائمة على الجدية
بل كنا بكل ثانية نتشاجر و على أصغر الأمور , بعد مرور شهورٍ من زواجنا قلتُ لنفسي ذات يوم قد يكون هذا بسبب صغر عمركم
و حاولتُ حينها ان اتقرب له كإمرأة لا كمراهقة مشاكسة و طفلةٍ عندية
لكني لم أجد إلا البعد و درازنُ الجفاء و القسوة
و بالصورةالثانية كان من المفترض ان يُقبلني بوجنتي و بادرتُ انا بهذه الفعلة بإعتقاد انه هو أيضًا سيردها لي
و مات اعتقادي فلم يقبل بتقبيلي و قال ان هذا كله غير لائق ان يحدث تحت مرأى المصورة
و لكني حالما قبلتُه لم يقل هذا ! , حينها غضبت و حلفتُ اني سأردُ بحقي
فرت دمعتي من عيني مع إبتسامةٍ ندية , من يصدق ان هذا اليوم هو ذكرى احد عشر سنة
في الصورةِ الثالثة كان يجب ان اطعمه من كعكةِ الشكولاته و بفكرةٍ أصغر من عمري كثيرًا
أخذتُ قطعة كبيرة و رميتُها بثوبه و انا ارسم على ملامحي البراءة
حينها كان سينطق بشيءٍ ما إلا ان عمتي ساجدة تدخلت واخذت تمسح ثوب ناجي و تُردد : عين وماصلت على النبي
ضحكتُ بقوة وانا أستذكر ما قاله حينما ذهبت عمتي : مدري ليش احس انك الرجال ياخي اتأنثي شوية .
حينها كان قصده بريءٌ للغاية لكني بالفعل تأثرت بما قاله كثيرًا فأنا لم اعتد ان أتلقى الذم من طرفٍ ما
لأني اصغر اخواتي كنتُ أكثرهن دلالاً من قِبل عمتي و حتى اخواتي نفسهن كانوا يسعون لتنفيذ كل ما أريده فلم اكن اشعر ان بي اي نقص
و نسيتُ بأن الكمال للهِ وحده , بقيتُ طيلة الزيجة ساكنة بلا حراك
كصماءٍ لا تمسع , وبكماءٍ لا تتحدث , وعمياءٍ لا ترى إفتقدتُ كل النعم بعدما كنتُ أشعر اني امتلك كل النعم وجُمها
لكني لم أعلم حينها انني بنيتُ مراهقًا آخر
إستغل دلعي و دلالي بجرحي لينعتني دومًا و يُنكر كوني أنثى أجذبُ الرجال
في بداية الأمر قلتُ لصغر العمر و كبرنا وكبرت احلامنا وما تحقق شيء
حينها تزعزت كل ثقتي لأصير شخصيةً أخرى هادئة باكية طيلة الوقت
عيناها مرفأ الحزن و صارت جُم أحلامي ان أصير انثى أُرضي زوجي
بالرغم من أني انثى !
فإلى آخر صورة وهو يحتضنني لصدره لأول مرة أكون بحضن رجلٍ غريب
و لكن الغريب صار أقرب قريب و اعز رفيق و نور حياتي ناجي استنجيني بهذا اليوم ؟
نظرتُ إلى نهاية المطاف حُجرة الملابس مفتوحة و بالواجهة فستانُ يوم الملكة مُعلق !!
مالذي أتى بهِ ؟ , قد رميتُه منذُ زمنٍ بعيد !
مالذي تنويهِ يا ناجي ؟ لا تفعل كل هذا ونهاية المطاف اكون بحجرتي و تكون بحجرتك
فليجمعنا موضع النوم , لا تجرحني اكثر
أعلم يا ناجي انك تحاول وبشتى الطرق أن ترضيني و لكني بذات الوقت قارورة تُكسر بكل بساطة دون ان تتطلع للأعذار المؤلمة
تحسستُ قِماش الفستان وانا أستشعر كل تلك الذكريات الماضية مُرها و حُلوها بفرحها و ترحها
أغلقتُ الباب ولبيتُ طلبهُ الذي وصلني دون أن يطلبه
إرتديتُ الفستان , وتعجبتُ أنه بمقاسي لا يبدو فستان الماضي
نعم يبدو انه فستانٌ آخر بذات الموديل
خرجتُ من حجرة التدبيل
و وقفتُ امام التسرحية
أسدلتُ شعري على كتفي و لحسن الحظ انني قد عرضته للإستشوار من قبل
قليلاً من المكياج و ستكون الأمور جيدة بإذن المولى
امسكتُ بكريم الأساس و إسفنجة أمررها على بشرتي لتوزيع الكريم
أهذا هو اليوم المنتظر ؟ لما اشعرُ اني بحلم ؟
لماذا لستُ مصدقة لكل ما يحدث ؟
مالذي سيجري إن ذهبتُ إليه ؟
غصصتُ بلعابي ولا شيء غير لعابي المعدني , إهدئي يا عزوف كل شيء سيكون على ما يرام لا تخافي اهدئي
وضعتُ يدي بوجنتي و انا انظر لكل الجمادات من حولي بخجل
أتشهد الجمادات على غبائي
كُف يا قلبي لا تفضحني
أكادُ أرقص لشدة فرحي
و أكاد اسجدُ لشدة حمدي
بل أكاد أجن لهول الأمر بقلبي
ناجي وانا وماذا ؟
و علقةٌ تغزوني بعمقي .
*
*
كاللؤلؤ ملتمعة , كالزهرةِ المتفتحة
كالشجرةِ اليانعة , كالفرس الجميلة
بل كالجبل الأشم تُناطح عنان السماء
كالقطةِ الأليفة
كمعزوفةِ عرباتِ النار حائزة على جائزةِ أوسكار
غزت حياتي لتثبت اني حياتي لم تبدأ إلا معاها
و لن تنتهي إلا معها
و كيف لا تنتهي معاها
و هي ذاتُ القلب الرؤوف كقلب أم وليست بأم
ذات الصبر الصامد كصبر جمل وما هي بجمل
بجسدٍ ريانٍ كغزال شهي المذاق
بعينانِ متشبعة بالحنين أهداب كالغابات تحتضنها
يغارُ الجمالُ منك ِ , و يحتار الشعراء وصفكِ
حين تطمسين الجمال بكل شموخ و علياء
شبابي ينحني امامكِ ليُعلن ان الشباب بقربكِ ليس بغيركِ
إرحمي يا قاروتي بقية القوارير فقد تناثرت شظاياها امام حُسنكِ
لم يبقى بالحياةِ الدُنيا إلا قارورتي
أغارُ عليها من نسمات الهواء
أغارُ عليها من ذاتها عندما تعلن الإعجاب بنفسها
لن يتغزل بكِ منذُ اليوم إلا مجنونكِ ناجي
لا هو بشاعرٍ و لا كاتبٍ ولا مبتدىء
ولكن حينما يراكِ تتدافع حروفه تلقائيًا فيكون شاعرًا دون حُضرة القوافي والأوزان
و يكون كاتبًا بموتِ الفصيحةِ الشامخة
و مبتدىء بمقتلِ زعزعةِ ثقته
أكون مجنونًا والعقل موجود
أكون أعظم عاشقٍ لا يضائله قيس
و تتمناه ليلى
ولكنه ليس إلا لمعزوفةِ الشجن
ليس إلا لقارورة الحِسان
لا ينتمي إلا لها و لا يُفكر بالإنتماء لغيرها
شكرًا لك يا مشعل ان رددت لي الثقة بعد زوالها
قائلاً : بقي لك خطوة وحدة يا ناجي اذا نفذتها فإن شاء الله كل شي بيكون بخير وهالخطوة هي انك تحاول بقدر الإمكان ترجع شي من الماضي يجمعكم اثنينكم للحاضر
و هذا الشي تمعن فيه كثير قبل تشاورها فيه , تمعن فيه وتذكر كل شي مو حلو صار بهاللحظة و تخيل كيف ممكن تحلي هالشي بعيونها
ساعتها هي بتبادر بعلاجك بنفسها .
بفضل الله ثم بفضلك يا مشعل سأسعى لإرضاء معزوفتي
و ليتها تستطيع إكمال الباقي عني كما اسلفت انت
و قد ذكرتُ لك ان معزوفتي خجولة للغاية ومن المحال ان تبادر بما قد ينجينا من دهاليز العتمة
و لكنك قلت وبكل ثقة : ناجي الموضوع مو موضوع خجل , انت لما تبدأ غريزيًا هي بتبادر الله سبحانه تعالى جعل بالبشر شهوة وانت رجال و فاهم وش اقصد
لذلك هالشي مافيه تعليم لو كان يحتاج تعليم كان نص بنات حوا اتعلموا عشان يتجنبوا الخجل , لا تتردد يا ناجي كل شي بيد الله ثم بيدك و زوجتك ما بتقصر بإذنه تعالى
لا تحبس نفسك بقفص ان تقدر تخرج منه و تكون طير حُر .
حسنًا يا مشعل سأثق بكلامك
و سأفعل ما بوسعي
لأجلك يا معزوفتي
لتصبحي معزوفة أمــل ٍ و بهجة
طوقتُ خصرها بيميني بكل إمتلاك
و اليُسرى بمتعة العبث بنعومةِ شعرها المنساب
أسودٌ يحاكي ظُلمة الليل , ساطع يماثل ضوء الفرقد
حريري يغطي نحرها , و يا لحظ هذه الملاءة بياسمين شعرك
و بخور الأصالة , هنا بشعرها الموطن
هو النخل و التمر و الحُب العذري
هنا تتدلى اغصان الشجر لتمكث عليها عصافير يدي تأوي إليها
مشتاقةٌ لها تميل فأتمايلُ معاها
اها قد علمت و قد عرفت لما اصبحتُ عنترًا بلا قلم
لأنني حين أجدتُ تهجي عُزوفٍ أجدتُ الشعر
يخافُ القلم جفاف حبرهِ هدرًا بوصف القمر
مشتاقٌ لزوجين سوداء تحكي السهد
تحكي الألم
تقص اقصوصة الشجن
و مذاق مُر الحُب الدسِم
وانسابت يدي على مطر الياقوتِ و الذهب
إلى رقبتها العلياءُ كالقمم
انحنت حتى وصلت إلى فتحةِ الصدر , صعودًا إلى عُنقِ الفرس
إلى دقنٍ بهِ تكمن جواهر و درر
هنا تسكن حكاية عُزوف
و ظلم ناجيها الذي لم ينجيها
و بسبباتي رفعتُ رأسها حتى تلألأت عيناها لا كالدرر لا كالجواهر و لا بأغلى المحاسن
أشتاقُ لهما لا تخفضيهما وتمعنيني مُتعة النظر لهما
و إستراق السعادة منهما بين ترسباتِ الحزن !
بإبتسامةٍ شقية : عروستي ما انتِ ناوية تعرسين
شهقت و غصت و كل شيءٍ حدث بلمح البصر
ضحكتُ حتى شعرتُ بالأجاج يناسب على ذقني
أما هي فقد ركلتني بكعبها اللبني بكل خجل
أمسكتُ بيدها أُديرها و هي كآلة موسيقية تتمايل كيف اشاء وقد كنتُ عازفًا بارعًا حافظًا للنوتةِ الموسيقية و مكتنزًا بكفاية بكل حروفها
فصار ظهرها يقابلني مُشجرٌ مزركشٌ بنقوشِ حناءِ بدويةٍ أصيلةٍ عريقة غابرة
أعشقها و اهواها ولاسيما ان كانت بجسد محبوبتي
تكون بأبهى مظهر و أبهى طلة
قد طالبت النقوش ان لا تنقش ذاتها إلا بقارورتي
لأنها تزيدها فتنةً و بهاء
سحبتُها لي حتى أصبحت حرارة انفاسي تضرب ببياضِ ظهرها
و لثمتُ نقوشها لأنقشها بطريقةِ رسامٍ مبدع
و شاعرٍ عاشق
و طُمر الماضي بقعر الأرض ملايين السنين
حتى يتحول وقود أحفوريًا اسود .
***
: حسنًا خُذ القيمة
مد يده إليها بسرعة و خبأ قيمة المخدر بمعطفه
اما هي فمشت مبتعدةً عنه , وقد دفنت المخدر بحذاءها
: قد سارت الأمور على ما يرام سيدي اوين
إبتسم أوين وهو يرد على احد الأعضاء : نعم , قليلاً من الوقت و ستصبح الأموال تحت ايدينا
هي ستبيع كل ما حولها فقط لتنال كيس مخدر , لكنها تبدو ذات ذكاءٍ حاد حينما خبأت المخدر بحذاءها فمن بحالتها المرثية لها لا يفعل فعلتها
اول ما يفعله يختلي بنفسه و يستمعل المخدر ليُقلل من حدة الصداع الفتاك ولكنها اجادت التفكير بعمق ادمانها وهذا شيءٌ لا يكهن بخير .
كان سمحي ينظر إليهما بإستغراب فهو لا يفهم عليهما ويبدو من ملامح اوين ان هنالك شيئًا مهمًا ولا بد ان يعرفه , حاول رسم الإبتسامة على شفتيه موجهًا انظاره
لأوين اما حديثه فهو للمترجم الذي يقعد بجوراهم : اخبر اوين انني اريد مساعدتم قولوا لي عما تتحدثون و سأفعل كل ما بوسعي لمساعدتكم
وجه المترجم ذلك الحديث إلى أوين الذي لم يطمئن لسمحي بعد قد مضت سنينًا طويلة منذُ اليوم الذي اصبح بهِ تاجرًا و قد علمته هذه السنين ان لا يثق بأحد
لكنه سمح للمترجم ان يقول لسمحي عما كان يتحدث عنه
إلتمعت عينا سمحي و هو يستمع إلى حديث المترجم
يبدو انه يظن الفتاة خارقة الذكاء لفعلها هذا , الذي لم يفكر به ِ اوين انها قد لا تكون مدمنة بالأصل , و فعلة الحذاء قد نالت على اعجابه
سيسهل هبوط البضاعة امام الجمارك
وجه حديثه للمترجم وعيناه تتفحص اوين بكل دقة
سقطت كأس المشروب من يد اوين , مالذي يقوله سمحي ؟ !!
إبتسم سمحي بخبثٍ و مكر قد توقع ردة الفعل هذه حسنًا يا أوين تبدو ضعيفًا للغاية سيكون كل شيء كما يريد و خطط له
تردد صوت المترجم بمسامعه وهو ينظر إلى سمحي بلا تصديق : هذه الفتاة ليست مدمنة , فما فعلته يدل على هذا , ولكي تتأكد بنفسك فلتزرع بمعطفها جهاز تنصت
و سترى ان كل ما قلتُه لك صحيح , غير ذلك قد اعجبتني تلك الطريقة التي خبأت بها المخدر , إن زرعت جهاز التنصت و صدق حدسي أريد منك
ان تثق بي و تخبأ المخدرات التي ستصدر للسعودية الأسبوع القادم بداخل الحذاء بحيث يتم خياطة الحذاء و المخدر ما بين الطبقةِ العلوية وقاعها السُفلي
و ستدخل هذه الشحنة إلى السعودية بالطريق الشرعي و تحت مرأى الجمارك !!!
قبض أوين على يديه و هو رافضًا للفكرة تمامًا أوهل يقدم للجحيم بكلتا قدميه ! يًحال ان يفعل ما يقول سمحي
و لكن قد يكون ما يقوله بشأن الفتاة صحيح حينها هذه الفتاة ذات المنصب العالي هي التي ستضره
وان أراد زرع جهاز التنصت فمن المؤكد ان سمحي سيهدده بالبوح عن حقيقتهم
سيدعي الغباء ليس امامه الا هاته الطريقة ليعلم عما يفكر سمحي : ولكن تبدو الأمور صعبة للغاية فكيف لي ان ازرع جهاز برداءها , يصعب هذا و منزلها محاطٌ بهذا الكم
من المراقبين .
وجه المترجم هذا الحديث لسمحي الذي ضحك بشدةٍ وصخب جعلت اوين يوقن ان سمحي ليس بالند السهل بتاتًا , يبدو انك يا سمحي قد فهمت كل شيء
وجه المترجم حديثه لأوين قائلاً : ليس من المعقول السيد الأوين التاجر الكبير الذي نجحت أغلب تهريباته و تسريباته الا القليل منها ان لا يستطيع وضع جهاز التصنت بمعطف الفتاة
تريديني ان اضع جهاز التنصت بنفسي بمعطفها أليس كذلك ؟ و من ثُم ببلاغٍ بسيطٍ منك بصفتك فاعلاً لخير , يُزج بي انا وهي بالسجن بحكم ان ذلك المعطف الذي سيحتوي على المخدر تكون انت من وضعته مسبقًا
ليس عليهِ إلا بصماتي و بصماتها هي حينما ترتديه , حينها سيكون التحقيق حادًا بيننا , وانت ستقطع الصلة بي من كل الإتجاهات حينها لن اتمكن من الوصول إليك
أليس كذلك يا سيدي أوين ؟
تجهمت ملامح أوين , ماهذا الرجل إلى أي حدٍ يبلغ ذكاءه !!
مرر لسانه على شفتيه يرطبها وهو ينظر إلى السخرية القابعة بملامح سمحي
رجل بذكاء سمحي سيكون مكسبًا لهم , ليس بالرجل الغبي حتى يمرر البضاعة امام رجال الجمارك هنالك شيءٌ ما , هنالك عقدة لا يفهمها
قال وقد وثق بسمحي قليلاً : لكن ألا ترى ان نزول الشحنة إلى السعودية امام الجمارك معضلة كبرى , فالسعودية لديها كلابٌ بوليسية ألمانية
من أفضل انواع الكلاب , غير هذا تملك جهاز CR30X الذي إذا مر على جسد الشخص كشف عما يحمله من مخدرات
و لذلك من الصعب ان تدخل الشحنة بطريقةٍ شرعية .
نظر إليه بكل برودٍ و لا مبالاة فقد كانت هذه الأمور رهن تخطيطاته فهو يعلم ان دول الخليجِ العربي لديها الكم الهائل من اجهزة المراقبة التي تساعد الجمارك كثيرًا بعملهم
نقل المترجم اجابة سمحي إلى أوين : هذا كله ضمن حساباتي , ستمر الشحنة بوجود الكلاب و الجهاز الذكي
ولن يستطيع احدهم القبض علينا و لتأكيد قولي هذا فأنا سأكون سائق الشحنة اظن هذا دليلٌ كافي على صدق كلامي
ثق بي وسيزيد معدل التهريبِ عن المعتاد .
فقال اوين مُنهيًا للنقاش : حسنًا اتفقنا .
***
كانت تجلس بالمنتصف ما بين تلك المسترجلة و مسترجلة اخرى لا تعرفها
كان الوضع طبيعيٌ جدًا , و بلحظة وضعت المسترجلة يدها بمكانٍ لا ترضاه حميدة الفتاة التي فقدت جديلتها لكنها لم تفقد اخلاقها بعد
إلتزمت حميدة بالصمت وهي توهم نفسها بأن كل ماحدث ما كان إلا صدفة لم تقصدها تلك المسترجلة على الرغم من انها تعلم بنيتها الخبيثة وإنتماءها لفئة العرابدة
لكنها طردت هذه الفكرة , أزاحت المسترجلة يدها قليلاً
فتنفست الصعداء وقد شعرت بالراحة وان كل هذا لم يكن إلا صدفة وحسب
و لكنها لم تكن صدفة عادت المسترجلة للمساتها الغير لائقة
فإذا بها تنتفض بجزع و هي تدفع بيد المسترجلة بعيدةً عنها وترحل عن المكان الموحش الذي أوقعت ذاتها بهِ
*
: هذا كان اول يوم لي اتعرض لتحرش واضح لهالدرجة كنت خايفة لدرجة ما اقدر اوصفها لك يا ابلة , كنت اقول لنفسي لا انتِ مو منهم
و كان شي ثاني يقول لي وتبين يصيرلك مثل امك الغبية يضحك عليك واحد بكلمتين و بكل غباء تصدقين انتِ مو كذا ضعيفة انتِ اقوى من كذا .
رفعتُ حاجبي وبتساؤل : شي ابي افهمه هالحين كل المسترجلات الي معاكِ لهم قصة ومآساة جرفتهم للي هم عليه ؟
إبتسمت حميدة بإستهزاء و ببرود : لا طبعًا , يمكن فيه مثلي بنسبة ثلاثة بالمية بس , الباقين كذا بلا اي عذر يذكر والمشكلة بالموضوع لو بحثتي عن هالفئة
بالإنترنت بتلاقين انه البنت ما تلجأ للإسترجال الا لو تعرضت لتحرش من رجال هذا كله اباطيل اذا ما كان كتب هالأباطيل مسترجلة تبرأ نفسها
صحيح في ناس مشيوا بهالطريق لحاجة اثرت على نفسيتهم لكنهم قليل للغاية الأغلب لهوى شيطاني وبس , واذا فرضًا كانوا بالفعل كثير منهم تعرضوا لحاجة اثرت عليهم
فتأكدي انهم بويات مظهر مو فعل , بعض المسترجلات يحطون لنفسهم عذر غبي انهم ما يقدروا مثل الدول الأجنبية يحصلون لهم حبيب فيكون هذا طريقهم !
هذا مو منطق انا عارفة لو انها قعدت ببيت اهلها شريفة عفيفة بيجيها نصيبها مهما طالت المدة لمن باب ابوها , انا فاهمة يا ابلة الصح والغلط
لكني مو قادرة اطلع من الي انا فيه , اتعودت هاذي الحياة و صرت اشوف انه الحياة ممكن تستمر بدون آدم
برفضٍ تام : وش هالكلام يا حميدة ؟ , بدون آدم انتِ ما بتجين للحياة , آدم و حواء يكملون بعضهم , إنك تعرفي الخطأ حاجة ايجابية مرة وانك تستمرين فيه حاجة سلبية جدًا
حميدة فكري شوي لو انتِ بتستمري طول حياتك على الي انتِ عليه وش بيكون مصيرك يعني ؟ ! , فكري يا حميدة الله يهديكِ و راجعي نفسك مليون مرة و مرة وبتلاقين الإجابة متخبية بقلبك .
كان حديثنا هذا بتمام الساعة الحادية عشر ما قبل الظهر .
***
بتمام الساعة الثانية ظهرًا , رفع هاتفه الجوال وقد ظهر عليه التوتر : خلاص يا عُطرة , انا الحين مشغول
عُطرة وش فيكِ لك يومين وانتِ تلاحقيني حنيتي لأيام زمان , طيب لكن مب هالحين اقولك مو فاضي
طيب وش يخليكِ تقفلين
نظر لي بينما انا كنتُ أشيحُ بوجهي عنه
و احاول قدر الإمكان ان لا تقع عيناي بعينيه
و اظافري تمزق جلد حقيبتي " البنية "
رفعتُ عيني رغمًا عني وانا استمعُ لقبلتُه التي وضعها بالهاتف وعيناه مازالت تنظر إلي
إهدئي يا انهار هذه زوجته , هي من اخذته قبلك اهدئي لم تكوني يومًا حسودة
لكنها ستأخذه مني كيف لي ان اهدأ , كيف ؟
مسحتُ بيدي على وجهي وشعرتُ بأن الهواء حارًا من حولي
مد معن يده يحتوي يداي و عيناه يبزغ بهما الخوف هامسًا : انهار قلبي وش فيك ؟
فرت دمعة من حصون قوتي تُعلن عن وهني و إنكساري
هززتُ رأسي بـ لا , وانا أُصلب طولي واحمل حقيبتي و اتوجه لخارج منزله
فإذا به يمسكني من كتفي
ليصبح وجهي امام وجهه لم استطع النظر إليه وظلت عيناي مشتتة بأنحاءِ الحجرة الخالية من أي كائنٍ ولا جامد بها الا كرسيين و طاولة
أجلسني على الكرسي وجلس على ركبتيه امامي و نظرةٌ حنونة يرمقني بها , وبصوتٍ هامس : حبيبتي لا تهتمي للي سمعتيه صدقيني ما اطيقها
بس ... بس هي مـ..دري وش صاير لعقلها صايرة تلاحقني مثل ظلي , تبغى كل شي يرجع مثل ما كان , مثل ايام زمان لما كنت مخدوع فيها
انا ما ابيها عارف انها بترجع تهملني وتهمل البيت و انا بالأصل قلبي معاكِ انتِ و عمره ما ملكه غيرك ولا راح يملكه غيرك
عضضتُ شفتي , وطوقتُ بيداي وجنتيه الخشنة من دبابيس شعره : والحل حبيبي ؟ انتِ ما تدري انا وش كثر محروقة انا ما اقدر اشوفك مع غيري
مشكلتي حبيتك بتملك و صرت اعتبرك شي حقي وانت انـ..
وضع يده على شفتاي و بهمس : هششششششششش انا ملكك انتِ وبس
تكونت غشاوةٌ ضبابية بمرأى عيناي و تحول انيني لنحيب : انا مو ملكك هاذي الحقيقة
أمسك بيدي اليمنى بكلتا يديه و يده اليسرى تزيح شعري الذي قد خرج عن حجابي المُرخى , وبإبتسامة خافتة : وبيدك تصيري ملكي بس ما ابغى اجبرك علـ
وضعتُ يدي اليسرى فوق يديه المعانقة ليداي , و بكلِ حبٍ , تمردٍ وجنون خارج عن شخصيتي الهادئة الساكنة : وانا ملكك من بكرة وبالطريقة الي انت تبيها .
"وانا ملكك من بكرة وبالطريقة الي انت تبيها "
هههههههههههه أريد الضحك لا استطيعُ معكِ صبرًا
إلى الجحيمِ يا حمقاء
إلى الجحيمِ يا حواء
إلى الجحيم يا خائنة
لربها
لدينها
ولوالدها
انتن يا نساء كاذبات , تستخدمون كيد الفتنة ليقع آدم تحت وطأت اقدامكن
ولكني لستُ كأي رجل
لأني احمق رجل
حينما أحببتُ بكل قواي العقلية من لا تستحقُ حُبي
بهذا اليوم اصطحبتها لمنزلي وقد دخلت واختلت بي دون ان تبالي لسمعتها
أدخلتُها و قلتُ لها ان هذا المنزل لي ولها ان تزوجتني و هي وحدها من ستختار الأثاث
و بهذا اليوم وضعتُ يدي تحت الطاولة المغطاة بمفرش وضعته عن قصد
و من ثم اتصلتُ من احد هواتفي المحمولة بالآخر
ليضوي الآخر , فرددتُ على الإتصال و كأنها عُطرة و ما هي بعطرة .
***
و على الساعةِ الرابعة عصرًا , مسحتُ دمعها الجاري على وجنتيها , و بإبتسامة متشفية : يمه وش له هالبكا مدة بسيطة وبرجع
أمسكت بيدي التي تطوق وجنتيها لتلثمها و لكني سحبتُها من بين يديها
اما هي انتحبت قائلة : يمـ..ـه رضاي عليك اقبع بالديار و اترك هالسفرة
لثمتُ قدميها و بهدوء : يا يمه انا مضطر اسافر هذا شغلي ولازم اخلص فيه مو هاذي تعاليمك لي يا يمه يومي بزر
إبتسمت من بين دموعها الشفافة : امش يا وليدي يحفظك الله .
عدتُ لألثم قدميها , فإذا بيدٍ تربتُ على كتفي
أدرتُ رأسي للوراء فإذا بمعن و ناجي و ركاض يصطفون بجانب بعضهم
مددتُ يدي إلى معن , فإذا بهِ يجرني لحضنه و رأسه على كتفي هامسًا : حقك علي يا الكاسر والله من ضيقي رفعت صوتي عليك يا اخوي
طبطبتُ على ظهره و بهدوء : اخوي و مستحيل ازعل منك ما بينا الأسف يا معن
إبتعد عن صدري وهو يمسك بكلتا يديه ذراعي الأيمنُ و الأيسر , و إبتسامة تُحاوط شفتيه : قلبك كبير يالكاسر , و اخلاقك عالية الله يكلمك
فإذا بناجي يبعد معن عني و هو يقول : انا مستعجل ورايا ولادة وانتوا السيناريو حقكـ
قطعه معن وهو يضربه برأسه بخفة : بدل هالكلام كان زمانك سلمت
ضحك ناجي وهو يُسلم علي على عجلة ومن ثم انصرف عن المكان
و تبقى ركاض سلمتُ عليه ومن ثم صعدتُ لأعلى حيث تقبع هوازن وابنائي الصغار .
*
*
صبرًا يا هوازن سيصعد و من ثم تنالين الدواء
حاولي التماسك , لا تصرخي
صبرًا و الصبر جميل
وكأنه سمع ما اريده فتح باب الحجرة
فوقفتُ على اقدامي وانا اتجه للباب
و تقدم هو خطوات بإتجاهي
فتح ذراعيه فإستندتُ بصدره , همس : اخيرًا شفتك صاحية يا قلب الكاسر , كذا بنزل لجازان مرتاح البال
طبع قُبلاته بأنحاءِ و جهي و صوته لازال هامسًا : انتبهي على نفسك و على العيال
حرك اصبعه السبابة على وجنتي بشكل دوائرٍ عشوائية متداخلة , وإبتسامة رقيقة تُحاوط شفتيه : ما بطول يا قلبي بس اخلص شغلي و ارجع
لا تشليلي همي ابد , و لا تتعبي نفسك بالشغل اهم شي انتِ و بعدين الاشياء الباقية
قبلتُ يده بحب : تروح وترجع بالسلامة , أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك
فرد و هو يحتضنُ يداي : استودعك ِ الله الذي لا تضيع و دائعه
ومن ثم سحب يده من بين يداي وهو يتجه لخارج الحُجرة
و من عادتي أن أصطحب الكاسر إلى الباب لكن ليس اليوم
أول ما اغلق الباب توجهتُ بخطواتِ هوجاء إلى هاتفي المحمول الذي يقبع فوق سريري
واتصلتُ على رغد
و عندما سمعتُ انفاس الجهة المقابلة هتفتُ بجنون ويداي تنتفضان : رغد سويت كل الي تبيه كنت طبيعية كنت مثل دايمًا
بس اعطيني الدوا , امس قلت للكاسر يروح الصيدلية يجيب لي الدوا بس ما نفعني مثل المرة الي فاتت وانتِ وعدتيني اذا تماسكت
قدام الكاسر تعطيني ياه الصداع بيموتني والنوم مجافيني حبة ابغى حبة بس .
وصلني صوتها وهي تضحك بصخب : ههههههههههههههههههه تكرم عينك , كذا انتِ حلاوة افتحي شنطتك بالجيب الصغير تلاقي مرادك
نظرتُ إلى حقيبتي المستقرة فوق الطاولة وبخطواتٍ عجولة توجهتُ لها
فتحتها ولازال الهاتف بيدي اليُسرى
أخرجتُ من داخلها الحبوب و تناولتُ حبةً دون ماء
أغلقتُ الهاتف بلا مبالاة فقد وجدتُ ضالتي .
***
بعد يوم من سفر زوج ديانا وإبنه المراهق إلى السعودية
طغى صوتُ ديانا على المنزل وهي تبكي
بخطواتٍ سريعة و متعثرة مشيتُ وراء الصوت و قد نسيتُ اني حُبلى
و رأيتُ ربيع يُحاوطها والرضيع يبكي فوق الكنب لكن بكاءها غالب بكاءه
جلستُ على الأرض بجانبهما و الهلع يبزغُ بملامحي قد أحببتُك كثيرًا يا ديانا انتِ أختٌ لم تنجبها امي , وصديقة لم تمتد صداقتنا لنصف سنة
بتساؤل : اهدي يا ديانا مالك بتبكي كده , ايه الي حصل ؟
لطمت خدها بسخطٍ وضعف : جوزي وابني انئتلوا .
***
إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $