الأنثى : إما كيد عظيم ، أو حب عظيم !
وأنت من يحدد أيها الرجل
فإن مكرت بها مكرت بك
وإن أحببتها عشقتك .
لـــ نزار قباني .
الجحيـــم
( 30 )
** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **
أمسكتُ بيدها التي تنتفض أُحاول نزع الحزن من عينيها , أمي تبكي والسبب أبي و خائنتي
و امي هي أغلى من أبي وخائنتي
أمي هي التي مهما وصل بري لها لن اوفيها ولو بزفرةٍ واحدة
أمي جنتي و ناري , أمي نبع الحنان
لأمك حق لو علمت كثير , كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي , لها من جواها أنة وزفير
وفي الوضع لو تدري عليها مشقة , فمن غصص منها الفؤاد يطير
بإنكسار و صوتها اصابه اعنف طوفان , و اثور بركان , اطول شطان يقيدُ عُنقها ليسلب روحها الحانية : قهر بقليبي يا وليدي , و انا وش مقصرة به حتى يرميني كذيا
انا ابوك لاطلب روحي عطيته يوم اخوي بو اصلان ضده كنت ادافع عنه واقول لاه يا اخوي و كله ابرر , حتى صار اسمه الشيخ و كلمته فوق بالعال
اليوم كذيا يكسربي و بمن بعد بمارسة بنية رضيعة احبسها بصدري هاليوم تتجبر و تاخذ مني ابوك !
ابوك من يوم عرفته وهو مايطيق النسا وش صابه حتى يتزوج علي ادري والله ان ربي شرع له الزيجة مثنى و ثلاث و رباع بس ماهو بذلحين يوم الشيب غشانا
ياخذ بزر اصغر من بزراني ! كيف لي اناظر الناس حولي يومه يتزوج علي بذا العمر ؟! صعبة يا وليدي صعبة فطر قليبي و كسر ظهري انصاف
لثمتُ رأسها و بتصبير : بس يا امي هدي الله يسعدك ما يستحق زعلك عليه هدي يايمه هو مهما اخذ ما بيلاقي احسن منك يمه و مرده لك صدقيني
فإذا بناجي يأتي من أعلى و معن من خلفه و الكاسر من خلفهما
ألقوا التحية بأصوات متفارقة
و انا أرد وامي بحزنها تغوص
الجميع قبلوا رأس امي ويديها
جلس الكاسر عند قدميها يُقبلهما , هذه حركةُ الكاسر منذُ الطفولة و لطالما امي منعته إلا أنه يعود وبكل قوة حتى ان أمي كفت عن منعه
اما معن فجلس بجانبي و شعرتُ بأن كتلة من الجحيم تلسعني بشرارها
و ناجي بجانب والدتي من جهة الأخرى يضع رأسه على كتفها
همستُ لمعن بصوت منخفض : وش نزلكم بوقت واحد ؟!
بصوتٍ مكتظ و مكتنزٌ بجمرات الغضب : لانه السلطان ابوك طالبنا نجتمع بالصالة و حضرته للحين ما وصل
و على انتهاء جملة معن فُتح الباب ودخل منه أبي وخلفه ذات العباءةِ السوداء
أعرفها وكيف لا أعرفها و هي إمرأةُ من جحيم
بين دهاليز العتمة
تقصفنا بحجارةٍ ملتهبة
إنها هي جحيم الإنتقام
إنها ثمنُ خطاياي من وريدي لشرياني
ثائرةُ مشتعلة كالحمم
تحرق ولا تبالي
تُهلك ولا تكترث
كأنها الأوطان و الأزمان
ذكراها تخلدت في العقل
و احرجني لساني بنطق إسمها بكل حين و زمان و مكان
و بالرغم من انها الأوطان إلا أنها لم تعي منزلتها
قالت لي أُحبك إقترب
جاءتني بقميصٍ يكشف عن فتنتها
و رفضت فتذمرت
ألم تفهمي إلى هذا اليوم لما رفضت ! , ألم تدركِ أني كافحتُ لأرفض فقط من أجلك
لأجل شرفكِ يا جحيمي
لا استطيع الهروب ولا استطيع اللقاء لهول افعالها
تركتني على شفا جحيمها رمادًا
لحفتني بشواظها وسحبتني بأغلالٍ تكبل أقدامي إلى قعر جحيمها
فمات صوتي هلموا اهلي حبيبتي خائنة قد صدت عني و نادت أيا اباه اريدك زوجًا لي
فكان لها زوجًا و كنتُ لأمي بارًا
بعيدًا عن لوعة المشتاق
غائبًا عن صحراءها نخلها وثمرها
لأنها صارت جحيمًا
و تغير داخلها فأصبح عفنًا حقودًا
ساخطةٌ تقذفني بنار حقدها
تُضعف كاهلي بغيضيها
و ها أنا اليوم أفر هاربًا منك ِ
لا منقادًا لفتنةِ كيدك
بعيدًا عن هلاككِ
يا ذنبي الأصغر
و ماذا سألاقي من جبال الذنوب الأخرى ؟!
وقفنا جميعنا لهول الصدمة أيدخلها للمنزل ! ويحه لا يكترث بأمي
أنسي كل السنين و ما انجبه منها من بنين
أنسيت يا أبي قد محت ذاكرتك بكيدها
أعلم انها الفتنة ولكنها الجحيم احذر منها
أما أمي انتكس رأسها لأسفل
فقبض معن على يديها وجعلها تقف رغمًا عنها مشى بها حيث يقف أبي وخلفه مارسة قائلاً بصوتٍ جهوري غير مكترث لوجود أبي : تعالي يا مره ابوي سلمي على صاحبة البيت و الشآن
فكانت مارسة ستخطو للأمام إلا أن أبي أعاد يده للخلف ليقبض على يدها قائلاً : خليكِ مكانك , كل واحد منكم يسلم على راس مارسة .
ساد الصمت , اتسعت الأعين , تعالت الأنفاس
و صرخةٌ خرجت من معن : ذا الباقي يا ابوي نسلم على راسها من اهيا حتى نسلم عليها وحدة كانت شغالة عندنا و اصغر منا كلنا و نسلم عليها بعــد
لا والله ما حزرت , " و بجلجال صوته " وقدامي يا مارسة سلمي على امي بالراس دام ابوي راضيها إلنا بالراس
إحمر وجهُ أبي وعينيه و كان يقبض على يده بقوة و يصكُ على أسنانه , ليأخذ نفسًا ثم يقول : ذي ثاني مرة ترفع صوتك علي يا معن , ومن هالحين اقولك بكل رفعة صوت راتبك بنقصه عليك
فإذا بمعن يتقدم على ابي و يبعد مارسة عن باب القصر و بسخرية : نقصه ماهو بفارق اما زوجتك ذي شغالة وانا مقامي اعلى منها
و خرج ضاربًا الباب بقوة
اما ناجي أمسك يد أمي قائلاً : يمه امشي معي
و امي كانت واهنة مسترسلة لندائه و مشت معه لأعلى
إلا ان أبي صرخ قائلاً : تكسر بكلمتي يا ناجي
ولم يبالي ناجي وكأنه لم يسمع أي شيء و مضى مع امي
و بقينا انا والكاسر
فإذا بالكاسر يتقدم إلى أبي و يقف عند مارسة يُمسك برأسها ويُقبلها
إندلعت نيرانُ القهر بداخلي يكبرها بالعمر بما يتجاوز العشر سنوات ويلثمها , لكنه لم يفعلها إلا إحترامًا لأبي
و مضى الكاسر إلى خارج القصر
و لم يبقى إلا ثلاثةُ أطراف أنا , أبي ومارسة الخائنة
إبتلعتُ ريقي ولا خيار أمامي
تقدمتُ الخطى إليها , أمسكتُ بذراعيها فإذا بها تنتفض , هه لازلتِ تحبيني لهذا اليوم يا مارسة ولكن انتهى كل شيء قبل أن يبدأ
و حتى لو أن الأُمنيات المستحيلة ستتحق فلن اتمناكِ مطلقًا لأني عرفتُ مدى حقد قلبك الأسودُ المجرثم النزق
لم ألثمها ولكني وضعتُ ثغري فوق رأسها ناطقًا بصوتٍ منخفض لكي لا يسمعه أبي : حسبي الله و نعم الوكيل فيك ِ
فشهقت , وبكت بقوة
فبدى الهلع بملامح أبي وهو يسحبها إليه و يرفع الغطاء عن وجهها و قد اعطتني ظهرها ولم يتسنى لي رؤية دموعها
ولا أريدُ بالأصلِ رؤيتها لم تعد تهمني وداعًا أيتُها الخائنة
و خرجتُ من القصر إلى حيث أُغير من نفسيتي المستاءة .
***
صعدتُ وانا مُمسكٌ بيد أمي للأعلى و حالما رأتنا عُزوف لحقت بنا , أدخلتُ امي لحجرتها و دخلت
أجلستُها على السرير و جلست دون أن تصدر أي كلمة أنفاسها المتفاوتة مابين علوٍ و هبوط كانت كفيلة بوصف حالها المنهكة
جلست عُزوف بجانب و الدتي وقد بدى على ملامحها الفزع لحال أمي , و بتواسي : عمتي هدي نفسك , قلعتهم اثنينهم لاتسوين بنفسك كذا ياعمة
نظرت أمي إلى عُزوف بتمعن و من ثم سال دمعها بوهن و قد أدركتُ لما انهمر
بيومٍ ما يا امي كنتِ تحرضين ابناءكِ للزواج من غير بنات اخيكِ أبو اصلان و اليوم أبي تزوج عليكِ و قد ذقتِ مُر ما كنتِ تريدي ان تذيقيهم إياه
على الإنسان ان يتمنى لغيره ما يتمناه لنفسه و لا يكونُ أنانيًا بذلك فالأنانية ذريعة للحسد و الحقد
مسحت عُزوف دمع امي بيديها , ومن ثم احتضنت يد أمي لصدرها قائلة : عمتي خليكِ منهم والله ما يستحقون دمعك , لا تسوين بنفسك كذا انتِ أُمنا الثانية
و احنا ما نقدر نستغني عن أُمنا الثانية بهاذي البساطة كفاية امي زبيدة راحت وانا بنت عشر سنين انا ابغى اموت قبلك يا عمة ما عندي استعداد
اذوق طعم الفراق مرة ثانية رجيتك يا عمة لا تسوين بنفسك كذا .
فتحت امي ذراعيها حتى ترتمي عزوف بحضنها
و بكت امي بكل هوانٍ و إنكسار
و عُزوف اقصوصة الدموعِ و البكاء ما هان على قلبها الرهوف أن لا يبكي لبكاءِ أمي
فبكت و كأني انا من تزوجتُ عليها
ليس من الجيد ان تواسي إمرأة إمرأة أخرى
كيف لي ان اسكتهن الآن
هداك الله يا أبي ما الذي فعلته ؟!
كيف ذلك ؟ , ولما ؟
إلى الآن لم استوعب ما حدث
منذُ سنواتٍ طوال وهي تعمل بالمنزل لم أرك يومًا تنظر إليها بسوء
كيف أصبحت زوجتك ؟
و انت الذي بيومٍ من الأيام كنت تُعطيها عيدية كما تعطينا !
كيف حدث كل هذا ؟ بل الأدهى هي كيف قبلت بك زوجًا لها ؟!
***
مررتُ يدي على تقاسيم جذع الشجرة الخشنة و عيناي مصوبة بهِ وهو يضرب الرخام المحيط بالنافورة بقوة و يُردد : الغبي بينلعب عليه
وضع الكاسر يده فوق كتفه قائلاً : معن استهدي بالله هذا ابوك ما يصير تسب فيه بهالطريقة مهما سوى
إلتفت إليه معن صارخًا بغضب : يا خي اسكت و فكنا طول الوقت استهدي بالله اصبر ربي بيفرجها , ياخي انت ما تحس ما تعصب ؟ اصرخ و قول الي في خاطرك
يكفي تحبس في نفسك .
حرك الكاسر رأسه يمنى و يسرة بغير رضى لسخط معن
و هُيأ إلي ان الدخان يتصاعد من معن لشدة غضبه فإقتربتُ منه و أنا أسحب الكاسر بعيدًا عنه
حينها إستأذن الكاسر قائلاً : انا طالع بنام .
و راح لداخل القصر بينما أنا إقتربتُ من معن و جلستُ على رخام النافورة , نظر لي معن بنصف عين و بسخرية لاذعة : سلمت على راسها هه
نظرتُ للنجوم بين الظلمة و بهدوء : تص تص ما سلمت لكن قلت لها حسبي الله و نعم الوكيل فيكِ , لا تظن اني للحين احبها لا بالعكس انا لأول مرة احس اني اكره شخص لهالدرجة
شي واحد بفهمه من لسانها هي مو من تفسيراتك انت و زوجتك وهو ليش قبلت بأبوي زوج لها بعد ما اسألها برجع لمصر بأول طيارة مالها داعي قعدتي هنا
و ناجي دكتور وهو ادرى بحال امي و الكاسر يصبرها بكلامه و انت توقف لأبوي بالمرصاد لا صدر منه فعل شين مثل اليوم اما انا ما اظن انكم تحتاجوني اكمل دراستي وبعدها ارجع .
ببرود و لامبالاة : روح اصلاً هنا ما بتجني غير وجع القلب , والله ان ما اخليهم يهنون بالفلوس ان كان هاذي نواياهم .
***
: عدى اليوم الأول و كنت ألاقي شوي تحرشات من المسترجلة , لكني كنت ادفها و ابعد عنها بكل قوتي
و جاه اليوم الثاني في الحقيقة هذا اليوم كان اول يوم احس فيه انه برودي تحول لخوف انا كنت جدًا باردة و طول الوقت ساكتة لكن بهاليوم
كنت خايفة و كان في داخلي مليون و مليون تناقض شي يقولي بتصيري قوية مثلهم و تمحي الماضي باللي فيه وشي يقولي انتِ مو منهم ابعدي عنهم يا حميدة
لكني قويت نفسي و رحت للمدرسة بس عشان انسى امي و يمكن ابوي وكل عيلتي الا اخوي الي اصغر مني
و دخلت للمدرسة لكن هالمرة ما كانت البوية تستناني بالعكس انا الي مشيت برجولي لمكان جلستهم بجنب المقصف
ولقيتهم بالفعل جالسين فوق بعض عشان لا صار بين اثنين منهم حاجة محد يشوف جلست قريب منهم وانا اناظرهم كل وحدة وخويتها
كان كل شي بالنسبة لي عجيب .
*
أشارت النورمال إلى المسترجلة قائلة : خويك حمود جاه
إبتسمت المسترجلة و عيناها تشبثت بحميدة لاحت بيدها هاتفة : حمود تعال هنا
نظرت إليها حميدة قليلاُ ومن ثم صلبت ثقلها لتجلس بجوار المسترجلة
فتحت المسترجلة حقيبتها وهي تبحثُ عن شيءٍ ما بداخلها
و لأول مرة تشعر حميدة بالفضول فهي اقربٌ تشبيهٍ لها التمثال ساكنة لا تتحرك و لا تلتفت ولا تهتم لأي كائنٍ كان
كانت عينا حميدة تنظر للحقيبة بترقب تنتظر الشيء الذي ستخرجه المسترجلة من الداخل
فإذا بالمسترجلة تتناول هاتفها المحمول
تحول ذلك الفضول الذي غزى ملامحها إلى برودٍ وشيءٍ من السخرية
هذا كل ما في الأمر خائفة ان تراها احدى معلمات المدرسة وتسحب الهاتف من بين يديها فالهواتف النقالة كما هو متعارف ممنوعة منعًا باتًا في كل اقطاب مدارس المملكة
لكن لم تكن على صواب بل كانتُ أبعد ما تكون عن الصواب , حينما قالت لها المسترجلة و بعينيها الدناءة : طالعي
نظرت حميدة الى شاشة الهاتف المضيئة حتى شعرت انها ستستفرغ لشدة اشمئزازها مما رأت عيناها
صور فتاةٍ عارية , وفيديوهات تهز به مناطق محظورة لتلفت الأنظار
و هي تنادي بإسم المسترجلة !
*
: كان تبغى تشد المسترجلة لها فكانت ترسلها على الإيميل هالصور و المسترجلة تحفظها بالجوال
لا تستغربي يا ابلة اول كان الموضوع كله حول الإيميل الحين طلع الإستقرام و التويتر و الناس الدنيئة الي ما تبغى تستخدم
هاذي البرامج بالطريقة الصحيحةالسليمة تلجأ لهالقرف اول كان الإيميل و بشكل خاص الحين للأسف الواحد يحط صورة يحصل كل الإعجاب و ملايين المتابعين
العالم صاير فوضى ضغطة زر تسوي الهوائل و ياليت احد يحس و حدة تبيع نفسها لواحد بكل بساطة او تقول تسلية
مدري و ين التسلية في الحرام ! بجد يعني ما ابرر لكن نحنا احسن من غيرنا يا ابلة .
إبتسمتُ بسخرية , و إحدى حاجباي إرتفع لأعلى : وفي الي احسن منكم لا تنسي هالشي يا حميدة ولا تبرري خطأك الخطأ خطأ مهما صار .
تراجعت حميدة بالكرسي ذو العجلات للوراء و ببرود : اقلها احسن من غيري الي عندها عندي مو زي ذي الفئة تعطي صورها للي يسوى والي ما يسوى و تبيع نفسها برخص
بشيءٍ من الغضب : بإيش احسن السحاق زنا النساء بينهن هذا الي قاله الرسول صلى الله عليه و سلم و الي يعني مثل الي يصير بين الرجال والحرمة لكن بإختلاف العقوبة المترتبة
الزنا محصن و غير محصن و السحاق تعزير من الحاكم يعني بالعربي الخطأ خطأ و أي مبرر للخطأ هو عذر واهي يعطيه الإنسان لنفسه عشان يوهم نفسه انه لازال افضل من غيره
لكن احنا مانسعى نكون بأخلاقنا احسن من غيرنا نحنا نبغى نرتقي بأخلاقنا لنفسنا اذا انتِ احسن من غيرك ففي الي احسن منك إلي ما اتبع طريق السحاق و تزوج و عاش حياته الي هو مفطور عليها
إبتسمت حميدة بتهكم و هي تنظر إلى أبعدِ نقطة عنها : متوقعة منك هالكلام يا أبلة , لكن الي يمشي بهالدرب صعب يلاقي نفسه القديمة , تعرفي كيف لما تهدمي بيتك صعب ترديه مثل ما كان اما يبقى مهدوم طول العمر
او يكون له مظهر ثاني , انك تبني اصعب بكثير من انك تهدم .
إبتسمتُ بصفاء , قد نطقتِ يا حميدة بما كنتُ أُريد ان تنطقيه , الإعتراف بالخطأ أول طريقٍ للخروج من فجوة العفن : طبيعي هالشي لأنه الدنيا للكد و التعب و حاصل التعب بالآخرة إن شاء الله , لكن ان استمرينا بالهدم
عشان نتلافى تعب البني بالتالي حاصل هالشي عقوبة بالآخرة و اكيد تعرفي انه الباقية هي الآخرة و الدنيا هاذي وهم قصير نعيشه و بتنطوي صفحته لكن ما نقدر نقول و لا كأنه كان بالعكس الدنيا حاضرة بكل وقت وحين
ان كنتِ بنيتي فهي حاضرة بالخير الي بنيتيه و ان كنتِ هدمتي فهي حاضرة بالخير الي هدمتيه احنا مفطورين على الخير و التوحيد كل انسان فينا مهما تعاظمت فيه الشرور تبقى فيه خصال الخير
تأكدي من هالشي يا حميدة .
أشاحت حميدة بوجهها عني , قد يظن البعض ان ردة فعل حميدة تدل على عدم اهتمامها بما أسلفتُ لها ولكن العكس صحيح انا مؤمنة تمام الإيمان
أنها لم تُشح بوجهها بعيدًا عني إلا لأن تأنيب الضمير يأكل اوصالها ويُهلك افكارها و يغرس نفسه بكل الماضي السحيق ليقول بكل صفحةٍ انطوت لا والرب إنك لم تنطوي و لم تبقي كتومة كجدرانٍ بكماءُ صماء
فليتيقن كل إنسان ان الخير بداخلنا يجول ويثبتُ ذاته حتى وان تفاقمت الشرور و غطت أديم السماء وانتهت الحصة بتمام الساعة التاسعة صباحًا .
***
و أشرقت شمس الصباح لا لتمحي الأمس بل لتخلق اليوم الذي فيه خرجتُ لأُطعم عشرة مساكين كفارة لمقربتي من عُطرة
ففعلتي تدخل في الإيلاء و الإيلاء أن يحلف الرجل على ترك وطء زوجته أكثر من أربعة أشهر و حتى لو لم يحلف
و تأخر بالدخول عليها بتجاوز الأربعةِ أشهر فإن عليه كفارة يمين بالترتيب مخيرًا بإطعام عشرة مساكين او كسوتهم او عتق رقبة عبدًا أو أمّه
فإن لم يستطع فصيام ثلاثة أيام , و ياليتني لم أدخل بها على الرغم من اليوم كان بغاية اللذة بقربها
إلا أنها قتلت كل أوصار اللذة والتسامح بداخلي لها , بفعلتها الساذجة و التي لا تدل إلا على نقصٍ بعقلها
على الرغم من اني اجزم بأنها من أذكى النساء و افطنهن
هذا الأسبوع مشحونٌ بالمصائب من أبي لأمي لمارسة إلى عُطرة
فلماذا يا عُطرة كنتُ أحد المصائب ؟ لماذا لم تريحيني ؟
ألا تريدي أن تعيشي كبقية النساءِ من حولك ؟
كنتُ عازمًا أن أترك أنهار و كل ما ربطني بها ولكنكِ طعنتِ ذلك العزم بخناجرٍ حادة
و رحلتِ و كأنك لم تذنبي بحقي , من له الحق ان ينزعج من الآخر انا ام أنتِ يا عُطرة ؟
لو كنتِ بالفعل بريئة لظهرت البراءة منذُ أمدٍ بعيد وليس بعد أحد عشر سنة
*
*
: الاستاذ معن عبدالقوي
مشى أمامي بطوله الفارع حتى توقف وراء أحد الأماكن المحكمة الإغلاق
وأشار بيده بإحترام قائلاً : تفضلي
دخلتُ , لأجد معن حبيبي جالسًا على احد الكراسي شارد الذهن وعقدة مرسومة بين حاجبيه الثقيلين
إبتسمتُ على مظهره بالرغم من غضبه إلى أنه جذابٌ للغاية هيأته بها من الهيبة الكم الهائل
حتى جلوسه مستقيم الظهر بكل يومٍ يا معن يزداد شغفي و شوقي بالزواج منك
هممم أتخيل مظهر أطفالي الصغار كم أودُ ان يشبهوك بكل ما فيك يا معن
ليصير لدي أكثرُ من معن ولكنك أحبُهم لقلبي
ألقيتُ التحية ليتنبه بدخولي
فإذا بهِ يرفع رأسه و ينظرُ إلي بضعًا من الوقت
ومن ثم صلب طوله فيكون أطول مني مراتٍ و مرات على الرغم من احتذائي لكعبٍ عالي
تفآجأت بيده اليمنى المبسوطة التي امتدت لي تدعوني للمصافحة , إقشعر بدني من فكرة معانقة يدي ليديه
قي يومٍ ما اقشعر كقشعرتهِ هذه حينما أصبح صوته كمعزوفةِ بيتهوفن استوطنتي فجعلتُ من مفرداتِ حبي له
جسرًا يمدني إليه , فكانت موسيقاه و مفرداتي صوتًا لا يمل المرىء من سماعه
و بذات يوم انتفض جسدي لأنه اصبح بمرأى عيناي اتأمل تفاصيله لأحفظها كما حفظتُ إسمي حتى ان ملامحي اصبحت ضائعة
في داومة افكاري و ذكرياتي امام ملامحه
وبهذا اليوم يداه تمتدُ لتصافحني أو هل استطيع ان لا امد يداي لك و إليك ؟ , من المحال أن استطيع فروحي ستغادر جسدي و تتركه ميتًا ينضب الحياة
كما تترك الأوراق اغصانها حين خريف
مددتُ يدي إليه لأُصافحه فإبتسم لي و رددتُ له إبتسامته .
*
*
تبًا يا معشر النساء , دائمًا ما تقولون انكم فئة مظلومة من قبل مجمتع الرجل و ترمون ذنوبكم و عصيانكم
على اكتاف الرجل فقط لأنكم تحاولون إيجاد تبريرٍ لإثمٍ فادح اقترفته يداكم و جركم إليه شيطانكم الماجن
ليعانق الإنكسار صوتكن و الوهن وشاحُ لرؤوسكن المخنوعة والشحوب لونٌ يسكنُ ربوع وجوهكن
بالأمس كانت تخاف خيانة والدتها و إنكاس رأسها من بعد تربيتها
و اليوم تمد يدها ملبية لدعوتي غير مبالية لثبوتِ نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن مصافحة اجنبية لأجنبي
و الزنا لا محالة و انتِ زانية بعينكِ التي لا تلتمع و تنبضُ بالحياة إلا برؤيتي
زانية بنفسكِ التي تهواني فأكون لها دمًا يروي شريانها المتورم
زانية بيدك واليد زنها اللمس
ولم يتبقى سوى فرجك لأثبت لذاتي ان حواء كاذبة مخادعة متبعة لشهوتها .
***
خطان بلونٍ أحمرٍ غامق تشغل انبوب اختبار الحمل لتثبت اني حامل
كيف حدث الحمل ! , لم اكن اريدُ طفلاً منه , لم أنوي على هذا
تزوجتُه فقط ليكون عدم بكارتي هو حُبي له وحبه لي و منعه قانونيًا من الزواج مني
و اني كبعض الفتيات من بعض المجتمعات سواء مجتمعي المصري او أي مجتمعٍ آخر تُحب و تفعل كل ما بوسعها لتنال حبيبها زوجًا لها
لكن ليست حياتي معه كأي حياةٍ زوجية مستقرة قائمة و مُشيدة على حسن المعاشرة و الإنجاب و المحافظة على الأولاد لتكوين اسرة مترابطة
هذا من المُحال ان يحدث مع رجلٍ خبيثٍ , دنيءٍ وشنيعٍ نزقٍ كهزاع
وماذا بشأنِ من هو بداخلي الآن ؟!
مالذي سأفعله ؟ , ثلاثة ايامٍ و هذا رابعهم كانت افضل أيام حياتي و أحلاها منذُ معرفتي لك يا هزاع
و هذا اليوم هو الأسوأ منذُ يوم خرجتُ من بطن أمي
فرشتُ بعضًا من المناديل فوق غسالة الملابس لأحفر الأنبوب بداخلها
و من ثم ألقيتُ بهِ بسلة المهملات و كأني ألقي بالحقيقة ذات الطعم العفن بعيدًا جُم البعد عني
عن فصول ذكرياتي , وطقوس افكاري , بل و محطات إدراكي
لأستشعر الشوق لحضن أمي حينما كنتُ طفلة تشرب كأس عصير او حليبٍ دافىء
و إبتسامة ترسم ذاتها بشفتاي و بالرغمُ من هذا كنتُ طفلة متذمرة متضجرة من فقرنا المدقع
كانت عيناي تُطاول اصحاب الغناء الفاحش فتبكي كنتُ أكره أشعة الشمس و الغبار المتناثر حينما تفتح امي النوافذ على مصراعيها
و أمقتُ ردائي البالي و اليوم انا اتربص غبائي بكل تفاصيله و زخم غبار الذكريات بكل جذرياتهِ
أجلس بين اصحاب الغناء الفاحش لأكشف ستار الحقائق , المال ليس كل شيء
لأرتشف فنجان قهوة و يلبس الشجنُ ملامحي و تفارق البسمة جزيرة ثغري لأُحب اشعة الشمس و اشتاق لغبارٍ متناثر زفته امي بفتحها للنوافذ
لا لليلٍ تضجُ به المراقص و تصدي الأيادي بهِ متلاصقة و تتحرك بهِ الشياطين فرحةً بلهو إبن آدم وعثوهِ بأرضِ ربهِ فسادًا
أريد الربض إلى الماضي المكتنز بالفرح
لا يُدرك المرء فرحه إلا عند إكتظاظ الحزن حياته !
الفقدان هو أول درس لحمدلله
و أنا بهذا اليوم افتقد ذاك اليوم الذي كنتُ بهِ طفلةً مشاكسة كئيبة
و منذُ هذا اليوم أصبحت الكتابة هوايةً تلازمني أينما ذهبتُ و كنت .
***
و على الساعةِ الرابعة عصرًا بأرض أوتاوا دخل إلى ذلك المكان الذي يقولون عنه مصنع المخدرات لقد توقع ان يرى مصنعًا كبيرًا
لكنه ما هو إلا منزل و بقبوه المصنع ! , يجتمع رجال ذو أردية سوداء و أخرى بيضاء على أكياس المخدر الشفافة
على مدار المصنع المحشور وسط القبو ضوء مصباح اصفر محاطٌ بقطعة معدنية و مرواح تنتشر بأركان القبو
و على أحد الجوانب " جوالين " سوداء اللون كبيرة الحجم في أعلاها عداد لوزن الكمية المقدرة لوضعها بالكيس
و يأتي بعدها الرجال ليُدخلوا الكمية المقدرة بالأكياس و من ثم تقوم قطعة معدنية مرفوعة لأعلى تهبط على اكياس المخدر لتحكم إغلاقها
تبدو الآلة بسيطة للغاية مصنعٌ مصغر جدًا حتى لا يُكتشف أمرهم
قليلاً من أفكاره وسيُصبح كل شيء بيده سينال محبة أوين و من ثم يخونه ليُصبح اوين الدردبيس خادمًا له
هو متيقن ان لديه القدرة على كل هذا , يعلم أنه سينال مرداه في يومٍ ما قريبًا كان ام بعيدًا
إقترب من احد الرجال وسحب من بين يديه كيس المخدر يتحسس ملمسه يبدو ثقيلاً و الدخول بطريقة غير شرعية
ماذا ان كان اكثر دقة و الدخول بطريقةٍ شرعية إلتمعت عيناه لهذه الفكرة نعم يا سمحي سيكون ذلك ربحًا كبيرًا لمصنع اوين الضئيل
و لكن أي تصديرٍ يختار ؟ , لا بد ان يختار بطريقةٍ ذكية و مناسبة و إلا كُشف أمرهم و ضاع معهم و هو لم يبدأ حتى
أدار رأسه بإتجاه المُقْعد " أوين ناتان " وحديثُ نفسه يقول حسنًا يا اوين ناتان سترى مالم تتوقعه مطلقًا و لم تتخيله في أعمق أحلامك
سترى ما سيفعله سمحي .
***
بتمام الساعة الواحدة ظهرًا أجلسُ بالصالة و أفكاري تعصفُ بقوة أقوى من أي عاصفةٍ كانت و صارت , لا أدري ما سبب انزعاجهم مني , قد أغفر لأبناء عبدالقوي و زوجته العتيقة ساجدة سخطهم
أما بنات أُخت عبدالقوي فلا اغفرلهن , فهن صحيحٌ انهن لا يجلسن معي كثيرًا ولكنهم في حقيقة الأمر
هن لا يجلسن مع بعضهن بالأصل ليجلسن معي ولكنهم ان جلسن معي احترموني ولا يعاملوني و كأني الأقلُ منهم مكانة و منزلة
و منذُ اعتراف عبدالقوي بالزيجة اصبحن يمشين و لا يلقين التحية حتى ! , و أمي صائمة اصبحت قاسية لا تنظر لي بتاتًا أنا اعلم بأنها بقرارة نفسها
لازالت تُحبني فقلب الأم يصعبُ و يشتدُ عليه ان يبغض ابناءه و لكن معاملتها لي صلبة يا بسة كالأرض بلا نبات و شتاءٍ قارسٍ بلا دفىء
أشعرُ بالوحدة تحفني من كل الجهات شمالها جنوبها و شرقها و حتى غربها
لم يعد بحوزتي إلا عبدالقوي العاجز الذي سيرحلُ في يومٍ ما لهرمه إلى اجداثه حينها من سيبقى لي
أبي ظانع الذي لا يطمع إلا بالمال ! , هه سيقتُلني ويأخذ المال مني ليتُركني بالأجداث بجانب دردبيسي عبدالقوي
ولماذا اعطيهِ المال فليذهب إلى الضريح قبل ان يضعني بجوفه , كلهم لا يهتمون إلا بمصلحةِ انفسهم
لم يقل ابنتي كيف لي ان أزوجها بالهرمِ عبدالقوي بل هو من عرضني عليه بفستانٍ مطلي بالدماءِ النازفة و عينان أصابها السهد و العناء فبكت دموعًا جاريةٌ جارفة
أم ركاض الذي وعدني بالزواج فخان عهد الثقة بغيابهِ خمسةُ أعوام على أرضِ ستة أكتوبر يلحقها بالسنةِ السادسة
أم عبدالقوي الذي ما أحبني إلا لجمالي الذي حلف إبنه ركاض في أحد الأيام انه لو جال الأرض بكل أقطابها ما وجد جمالاً يُضائلُني و باع زوجته و ابناءه بكل بساطة
كلهم لا يستحقون الثقة كل الرجال خونة قريبك أم بعيدك
إجلسي يا مارسة اهدئي لا تذهبي إليهِ , سيضحكُ عليك ِ و يصفكِ بالسذاجة و يُوقن انكِ لازلتِ تحبيهِ حتى في يومٍ هو حُرم عليك زوجًا مؤبدًا لن يكون لكِ في يومٍ ما بعدما إخترتِ أباه زوجًا لك ِ
لكن قلبي لا يقوى لقد رأيتُ الطبيب يدخل لحجرته بعدما طلبه , فعائلة عبدالقوي تطلب الأطباء إلى حيثُ المنزل ولا تذهب إليهم إلا لشدة
و لم يمشي وراء الطبيب الذي سيغادر القصر إلا أقدامي مسيرةً لا مخيرة فهذا نداءُ قلبي و معصيةُ شوقي و شغفي و خوفي عليه
و خرج صوتي خافتًا مكتومًا من ثقبِ إبرةٍ حادة قاتلة تسفك الدماء بلا مراعاةٍ للمشاعرِ الإنسانية والديانة السماوية
ناسية بل متناسية انني خائفة عليهِ كحبيبٍ لي لا كإبن زوجي : دكتـ...ور
إستدار الطبيب بإتجاهي و عيناه بالأرض إحترامًا لأهل المنزل فقد اعتاد استدعاءنا له لا سيما مع مرض القلب الذي يُهلك ساجدة ضرتي , وقال لي و كأنه يعلم بسؤالي قبل أن انطق به ِ : ركاض الحمدلله بخير
سخونة بسيطة و بيخف إن شاء الله لا تقلقوا عليه ما فيه إلا العافية و بلغي الأستاذ عبدالقوي لو سمحتي بهذا الكلام .
يبدو انه يعلم بزيجتي من عبدالقوي و لذلك توقع سؤالي عن ركاض كإبن زوجي و لا تدري أني أسألك مُولعةً بالخوفِ عليهِ من أي مكروهٍ قد يصيبه
تنفستُ بعمق و بشيءٍ من الهدوء الذي يغلف أكوام هلعي : ان شاء الله اقوله , بس ركاض نايم ولا صاحي عشان اقول للشغالة تعطيه شوربة .
: قال انه يبغى ينام فأرسلي الشوربة بعدين يكون احسن ومعافى ان شاء الله .
حركتُ رأسي بالموافقة بالرغم من أنه لا ينظر إلي
أغلقتُ باب القصر و خلعتُ نقابي وعباءتي سأقابلك بردائي من اليوم فصاعدًا حلال عليك ان تنظر إلي و لكن لازال قلبي ليومهِ هذا لا ينبض إلا بالحرام
و يتعثر بعذاب الحُب و يتجرع علقمه , يشتدُ بهِ الجوى لأن خُطى الحُب بُنيت على حرام و ما بُني على حرامٍ هدم قبل أن يكتمل و احتمال إكتماله اشبه بالمستحيل
و ان إكتمل فالحسابُ عند الرحمن جل جلاله , الحُب الصحيح لا يُولد إلا بعد الزواج وفقط هذا ما علمتني إياه حياتي التعيسة و قدري النزق
إلى المصعد فالطابق المقصود فحجرتُه التي تشابه مشرحة الأموات
فتحتُ الباب ودخلت و أغلقته من خلفي , البرودة معتدلة إلا أن أطرافي ترتعد لشدة برودتها و احشائي تحترق لشدة حرارتها و لا يفهم شعوري هذا إلا من احب من دواخل قلبهِ
و الكون كله يتجمد كقطبٍ شمالي و جنوبي ليبقى من العالم كله هو نائمٌ على سريرهِ هادىءٌ
و كأنه لم يقترف أي ذنبٍ بحقي , كقطٍ أليف , وكلبٍ وفي
لكنه حالما يستيقظ ثعلبٌ ماكر و جرذٌ جبان عوامل التعرية تغير كل ماهيته بعدما ترى عيناه الحياة من بعدِ الموتةِ القصيرة
إقتربتُ منه بهدوء و قلبي يكادُ يوقظه لهول قرعهِ
وأصبحتُ أقف بجانبهِ , وضعتُ يدي بكل تردد على جبينه لأطمئن عليهِ
و توسعت عيناي و أصابني برقٌ من أعالي السماء يهزني و يفقدني الحياة بيدهِ التي طوقت يدي
و بصوتهِ المبحوح و عيناه التي لازالت مغمضة : كنت عارف انه قلبك لازال ينبض بحبي و ما اسمح لهالقلب يخون أبوي بي .
***
إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
+
حبايبي الأحد عندي إختبار كيمياء و الإثنين إنقلش ><
و الخميس و الجمعة و السبت كلها بيجون عندنا ناس
يعني الوقت مضغوط بشكل مش طبيعي حقيقةً ما اظن اني
بقدر اكتب جحيم و نزله لذلك يوم السبت القادم ما بيكون فيه جحيم
لكن بإذن الواحد الأحد انزله لكم بنص الأسبوع ببدأ بكتابته بعد اختباري الإنقلش
و أول ما اخلصه انزله لكم
+
هذا الجحيم مثل ما اسلفت بارد و مافيه اي حدث مهم وانا طفشت وانا اكتبه
اكون صريحة معاكم انا ما احب اكتب حياة يومية يعني مشاجرة بين زوجين
او حياة الأبطال راحوا السوق اشتروا مدري ايش مرة ما احب اضيع وقتي بهالأشياء
لذلك اطفش وبنفس الوقت خير الأمور اوسطهم فلازم يكون في حياة يومية و في احداث
لكن ذا الجحيم مافيه شي مهم غصبًا عني و الجحيم القادم كمان بيكون مافيه احداث مهمة
و من الجحيم الي بعده بتبدأ الأحداث القوية و الي تحتاج منكم تركيز و تركيز و تركيز
+
عبارة بقولها بكل جحيم قادم و لاسيما الاحداث بتبدأ بعد الجحيم الجاي و هي :
روايتي كل بطل فيها يتكلم عن نفسه هذا يعني انه اي بطل يغلط في الدين فهو الي غلط مو أنا
انا مستحيل و من سابع المستحيلات اكتب لكم شي خطأ بالدين
الدليل او المعلومة الدينية قبل احطها اتأكد منها من مواقع اسلامية موثوقة و اذا اضطريت سألت اهل العلم فيها
الأحداث القادمة بتحمل اشياء تشيب الراس لهولها و اعيد و اكرر مهما كان فيها اغلاط دينية من قبل الابطال فأنا مالي دخل
و الغلط اكيد بوضح في يومٍ ما انه غلط , النهايات الي بعضكم يتوقعها للأبطال وتكون نهايات سلبية مو شرط تصير و لا شرط الايجابي يصير , الرواية ماشية بوتيرة اذا استشعرت الخطأ وتبت لله فالله غفور رحيم , اذا ما استشعرت ولا تبت و بقيت بدرب الخطأ فالله شديد العقاب و من كلامي هذا تأكدوا انه بإذن الله النهاية مرضية
+
الناس الي تسأل متى بتنتهي الرواية
الرواية سبق واسلفت بأحد المنتديات انها بتنتهي قبل ا توصل 50 جحيم او توصل للخمسن و تنتهي
لكن الحين ما اظن انها بتنتهي لهذا الحد الظاهر بطول اكثر من كذا
مدري كم بالضبط لكن تقديريًا ثمانين جحيم .
02-02-15, 08:32 PM
رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل السادس والعشرون
جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
العرض العادي
