يعز علي اذا صرت شيئًا
بقايا وفاء و ذكرى و تر
فأصبحت في القلب كهفًا صغيرًا
كتبتُ عليه " حبيبٌ غدر " .
لـــ فاروق جويدة .
الجحيـــم
( 29 )
** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **
إحتضنتُ امي لصدري بشدة صارخًا : يمه ,, يمه ردي علي
بينما صرخ ناجي بجلجال صوته : مويــــــــة باردة بســــــرعة
وأخذ يبعدني عن امي قائلاً بهدوء غير لائقٍ لصعوبة الموقف : بتكتمها بهاذي الطريقة يا ركاض ابعد عنها اذا كنت بالفعل تحبها
أرحتُ رأسها على البلاط
بينما جلس ناجي خلف رأسها يضغطُ بأصابعه على عنقها النابض بشدة بتدليكٍ لأعلى و اسفل , بينما عينا امي كانت تهطل دمعًا
لن أُسامحك يا أبي على ما فعلته بأمي لن أغفرلكِ يا مارسة إلى الجحيم كليكما
كان معن يصرخُ بأبي بقوة و عينا الكاسر مشتتة ما بين امي و أبي و يداه تبعد معن عن أبي يُصلح بينهما و يوقف المشاجرة
جاءت الخادمة بماءٍ بارد موضوع في وعاءٍ واسع
رفع ناجي رأس والدتي و هو يمسك بها من الخلف بينما يده الأخرى امسكت بوعاء الماء قال بصوتٍ حنون : يمه دخلي وجهك جوا تكفين يمه
ادخلت امي رأسها يبدو ان الألم قد فتك بها لذا لم تفكر بالإعتراض اطلاقًا
فأخرج هو رأسها و هو يقول : خذي نفس طويل و بعدين اكتميه في فمك
لتسحب أمي الهواء لفمها و من ثم تسده فتنتفخ و جنتيها
اشار لها بمعنى انتظري و بعدها قال : خلاص
فتنفست , أعاد تكرار الخطوة مراتٍ وكرات ما بين ادخال رأسها بالماء وسحب الهواء ونفثه
حتى بدأت نبضاتُ أمي بالإرتخاء فوضع رأسها على فخذه و أخذ يدلك لها بلطف
بينما الكاسر استطاع فتح النزاع مابين ابي و معن فخرج أبي إلى ديار ظانع غير مبالي بما قد جرى لأمي
في حين تقدم الكاسر ليجلس امام امي و يقرأ عليها بصوته العذب آياتٌ للرقية
اما معن فكان ينظرُ من بعد و الغضب لم يبتعد عنه حتى بمقدار ذرة
بدأ كل شيء عندما دخلت امي بأقدامها جنتي إلى الصالة و ألقت السلام
فرددناه من وراءها جلست بجانبي هي إلى الآن لم تصدق و جودي بمرىء عينيها الحانية
في ذلك الحين كانت يدي متعرقة اقبض عليها بقوة , و ازم شفتاي و اعضهما , اقدامي تتضارب مع بعضها بتوترٍ شديد
وضعت امي يدها على كتفي و بصوتها خوف : ركاض وش فيك يا وليدي ؟
بينما بدأ ابي بحديثه لم استطع ان اضع عيني بعينيه كنتُ أشعر بأن عيني اشعة جاما قاتلة ما أن تنظر إليه حتى تمحيه من الحياة
قال بصوتٍ جهوري واضح : الله سبحانه و تعالى له حكمة بكل شي لانه هو العالم بمصالح عباده و كيف لا واهوا خالقهم ! , والله سبحانه ايضًا كان له حكمه يومه شرع
للرجال اربع نسوة والحكمة بهالشي انه عدد النسا اكبر من عدد الرجاجيل و هالشي اظن الكاسر اعلم به .
" ويبدو انه قد وضع انظاره على الكاسر , فأنا لا زلتُ أنظرُ للأرض " حتى قال الكاسر : ايه يا ابوي هو السبب كذيا
فقالت امي متعجبة : وش له هالكلام يا عبدالقوي كانك تريد تزوج حد من اولادك ؟
حينها احتضنتُ يد أمي لصدري و كأني أبثها بالأمان
بينما قال ابي بلامبالاة لما سيحدث : لا ماهو بأولادك انا تزوجت على سنة الله و رسوله
لم أشعر إلا بيد أمي باردة كالثلج و صرخة خرجت من جوفها : ميــــــــــــــــــــــن هــي ؟
فقال معن بصوتٍ آسف : مارسة .
رن صدى اسمها بأسماعي
اما امي فخارت قواها ليسقط ثقلها بين يدي
و حدث ما حدث
معن يتشاجر مع ابي
و ناجي يدواي والدتي
و الكاسر يقرأ عليها
و أنا كعادتي لا فائدة مني .
***
بتمام الساعة الواحدة ليلاً , نظرتُ إلى ذاتي في المرآة , إلى قميصي السماوي إلى شعري الأسود المفلول
لا أصدق اني تزوجت و منذُ ان تزوجته لم استطع محادثة ساجدة وجهًا لوجه اشعر بالذنب
اشعر اني خائنة لما هذا الشعور يا مارسة ؟ ألم تصبحي الفائزة بالشطرنج ؟
ألم يفوز الحصان على فارسه حتى الآن ؟ لماذا لم يرضيكِ ما حدث ؟ !
سمعتُ صوت الباب يُفتح ولكني لم ألتفت فالمرآة عاكسة لكل داخل
تجهم وجهي حينما رأيتُه , حاولت اخفاء معالم الإشمئزاز عن وجهي و رسمتُ إبتسامة مصطنعة بشفتي
إستدرتُ بإتجاهه و شعرتُ بالخجل من نظراته الحارقة و الفاضحة لكل تفاصيلي
شبكتُ أصابعي ببعض و استقرت يدي أسفل بطني و عيناي تنظر للأرض بخجل لا إرادي فأغلب تصرفاتي منذ زواجي منه كانت بكامل ارداتي
من إبتسامة , خجل , ضحكة, و تصرفات كله داخل بمعنى التمثيل اما اليوم فأنا بحق خجلة من نظراته
لقد ظننتُ ان دردبيسًا مثله لن يكون ذا شهوة حتى يُشعرني بأنوثتي ولكن اتضح انه مراهق بجسدٍ هرم
تقدم بإتجاهي و احاط بيديه خصري و عينيه مثبتة بعيناي ولأول مرة ألحظ ان عيناه بنية قاتمة لا يُرى لونها إلا عن قرب
بإبتسامة : شخبارك يا سعاتي ؟
أومأتُ برأسي و بهمس : الحمدلله , و انت كيفك ؟
أدار جسدي بإتجاه المرآة و طوق خاصرتي من الخلف و رأسه يستقر على كتفي و كلانا ننظر للمرآة , قال وانفاسه تُحرق اذني : بخير مادام السعادة بخير
عضضتُ شفتي و بتساؤل : همم انا دايمًا ألاحظ انك تتكلم بدوي بلهجة القبيلة بس لما تجلس معي تتغير لهجتك ليش ؟
رفع يدي إلى ثغره و لثم خاتم الزواج الذي قد اعطاني إياه صباح هذا اليوم , فرميتُ خاتم ركاض بالجحيم و بدلاً عنه احتل خاتم زواجي بوالده اصبعي
بهمس : دام السعادة تتكلم ذي اللهجة فأنا اكيد بتكلم زيها
ضحكتُ بسخرية من كل شيء بينما هو ابتسم لضحكتي قائلاً : تدوم يا رب
مرر يده على سلسال يعانق رقبتي , حتى استقرت يده بعنقي , بذات همسه : اليوم صرتي زوجتي علني
إنتفض جسدي لما قاله ابعدتُ يده عن عنقي و استدرتُ بإتجاهه و لم ألحق ان انطق بكلمة
حتى احتضن جسدي له وهو يقول بفرح : مبروك علينا يا قلبي
لم استطع ان انطق ببنت شفة ماذا عساي ان اقول تفآجأت لم اتوقع ان يكون اعلان الزيجة بهذه السرعة
إلتزمتُ بالصمت وانا اسمع لضربات قلبه و يده تمسح على ظهري بنعومة
أغمضتُ عيناي وانا اشعر بأن قواي تخور بهذا الحضن
لا أدري لما اهوى احتضانك
لا اعتقد اني احبك
لاني اشمئز من قربك
ولكن لا اشعر بالأمان إلا بصدرك
لم أشعر بهِ عند امي ولا ركاض
اجهل سبب هذا ولكن بإختصار اريد احتضانك طيلة الوقت
و بهذا اليوم أصبحتُ زوجة عبدالقوي ورقًا و دخول .
***
على الساعةِ الثانية ليلاً و بين الظلمة اخطو و اطفالي نيامًا , لقد كان غاضبًا للغاية اخاف عليهِ من نفسه
إنه كعربة مركبة مدولبة متعددة المهام ذات قدرة تنقل عالية او ما تسمى بسيارة هامفي توجد حيثما يُوجد الأمريكيون
و لكنها توجد هاهنا دون اي قوةٍ عسكرية امريكية
توجد هنا لتحطم كل من حولها و بعدها تُحطم ذاتها
معن لا أدري ما يتوجب فعله و لأول كرة اشعر بأني في حيرةٍ من أمري بما يخصك
لو كنتُ انا بهذا الموقف لقلت في نفسك أراكِ في الجحيم
ولكن انا لا استطيع ان اقف مكتوفة الأيدي بلا مد يد المعونةِ لك
فتحتُ باب الحجرة و مشيتُ حيث حجرته وضعتُ يدي على المقبض بترددِ كبير
إلا ان يد قبضت على يدي الموضوعة فوق مقبض الباب ولم تكن إلا يد معن
ضغط على يدي حتى يُفتح الباب دخلت و دخل هو من خلفي و اوصد الباب
إبتلعتُ ريقي وانا أنظر إليه بهلع
عيناه كرصاص تاو مضادٌ للدروع يقتل كل من حوله
تراجعت خطواتي للوراء و كأني لم أدخل بكل الرضى لحجرتنا او بالأصح حجرته هو
بصوتٍ مبحوح : خايفة
لم انطق فقط اقدامي تتراجع خوفًا منه
ولكني بآخر لحظات توقفتُ بمنتصف الحجرة واغمضتُ عيناي بقوة
مهما تراجعت سيكون مصيري الإحتكاكُ بهِ
وضع يديه بكتفي و هزني بقوة وهو يصرخ : عُطرة ما تخاف فاهمة , عُطرة ما تخاف
مالذي يجري هل اصيب بالجنون ؟!
و بين شتات افكاري حفر اضلعي بصدره
حتى ان كل مفصل من مفصالي يطلب الرحمة
الا ان قلبي لم يعد للحياةِ إلا هاهنا
كان يتنفس بقوة صدره يعلو ويهبط و ضربات قلبه اعلى مما يجب ان تكون عليه
ظاهراتٌ فسيولوجية تحكيها لغةُ جسده و تعبيراتُ وجهه
يبدو انك دخنت بجنون حتى ان رائحة عطرك المركز اختفت تمامًا
قال بهمس : كنتِ تكرهي ابوي وكنت ألومك بكرهه اليوم عرفت انه انسان يستحق كرهك له قهرني يا عطرة وهو يتكلم بكل ثقة و ما كأنه غلط بحق امي
ادري الشرع محلل اربع بس هذا قبل العشرة مو بعد هالشيب يتزوج عليها و بعد من وحدة كانت تشتغل عندها خدامة و بكل برود امي تطيح قدامه وهو ولا عليه
حرقني يا عُطرة قبل يحرق قلب امي .
لأول مرة يفضفض عما بداخله لي
و حال فضفضته كانت يداه ترتخي بإحتضاني فإستطعت اخراج يدي من صدره
و طوقتُ بها رقبته و لا أدري ما الجرأة التي سكنتني حتى قبلتُه و كأني امنعه عن الفضفضة
لا أستطيع أن أراك ضعيفًا يا معن
لا أستطيع اطلاقًا
لا يليق بك و بشخصك إلا القوة إلا السلطة
سحبني معه حيث السرير يفضفض عن حزنه بأفعاله
فأكون عروسًا بين دهاليز العتمة
في ليلةٍ سوداء تطرق القلوب كيوم قارعة .
***
بتمام الساعة التاسعة صباحًا ناداني عمي ربيع , فقدمتُ إليه فإذا به يقول بكل جدية و بيديه اللاسلكي الذي قد اخذناه من قسم الشرطة بمدينة ِجدة : اسمع الكلام ده كويس
أتى الصوت عبر اللاسلكي : الكاسر .. الكاسر
حتى يأتي صوت الكاسر قائلاً : ايوا معاك يا احمد
بإندفاع : وصلت بضاعة لجازان في نفس الوقت المحدد لنزولها بجدة وبنفس الكمية المتوقع نزولها بجدة
ليقول الكاسر بصوتٍ قوي : عودة للمركز , عودة للمركز .
قطبتُ حاجبي بعد إنقطاع الإتصال و بلا تصديق : ايه ده ! , دول بيلعبو علينا ولا ايه المفروض البضاعة دي تنزل بجدة ايه الي نزلها بجازان .
لثمتني " مي " بوجنتي و راحت تُسلم على عمي " ربيع "
و من ثم جلست على احد الكراسي البيضاء ما بيني وبين عمي ربيع
رفعت احدى ارجلها فوق الأخرى و قالت بثقة : انا الي نزلتها لجازان
فإلتفتُ لها بحيرة , بينما عمي لم يبالي و ظل ينظر للبعيد كعادته هادىءٌ إلى حدٍ لا يوصف
بشيءٍ من الغضب : انتي كيف بتتصرفي كده ؟ ! اوين لو عرف هيقتلك
نظرت إلي بإستصغار : انا ما علمت حاجة من ورى اوين انا ئلتلوا كل حاجة وده اتفاىء بينا وانا وعدتوا انو الدخل بجازان اكبر بكتير من جدة وانتا هتشوف
بتساؤل و غير قبول : وانتي ليه نزلتيها بجازان ؟
ليرد عمي بهدوء وكأن شيئًا لم يحدث ومازالت عيناه تنظر للبعيد : تمويه صح يا مي ؟
إبتسمت مي و هي تهز رأسها موافقة : اه صح يا عمو , " قالت بتساؤل و كأنها تختبر مدى صدقي و هل اخبرتُ عمي عن ادمان زوجة الكاسر ام لا " بس تمويه لـ إيه ؟
ليرد عمي : معرفش , بس انتي عملتي كده علشان تشتتي الكاسر و تبعديه عننا ويمكن ده بيساعدك بالإنتئام الي انتي وعدتينا فيه .
إبتسمت حينها مي و بكل ثقة : و هتشوف يا عمو إيه الي هتعملو مي .
و أبتسم كلانا انا وعمي
القادم سيدمركِ يا " مي " .
***
: حمود ما تبي تكمل مشوراك ؟
حينها احست حميدة بالخوف ولكنها طردت هذا الشعور وشجعت نفسها و مشت خلف المسترجلة بصمت
راحت المسترجلة إلى احد أركان المدرسة , حيثُ باب المقصف الذي تدخل منه الأطعمة لداخل المقصف يكون في وقت الصباح فارغ ولا أحد يقربه
و في كل صباح " شلة " المسترجلة تجلس هاهنا
انتقلت عينا حميدة إلى كل فردٍ من افراد الشلة و بالرغم من شعورها السلبي الا انها مدت يدها لتُسلم عليهم
إلا ان وجوههم قد اكفهرت كما حصل معها مع المسترجلة لماذا لا يعجبهم السلام؟ و ماذا يعجبهم إذًا ؟
جلستُ معهم فقالت احد المسترجلات بصوتٍ عالي لامبالي بمشاعري : ذي وش مجلسها معنا ؟!
بينما المسترجلة التي اصطحبتني الى هنا حوطت كتفي قائلة : ابوي ولا يهمك هو دايم لسانه كذا ينقط سم
فإذا بصوتِ فتاةٍ ناعمٍ إلى حدٍ لا يُبلع بتاتًا : هاي
فردت احداهن قائلة : هايات بيبي
اقتربت الفتاة من تلك التي ردت عليها و جلست بجانبها و هي تفعل افعالاً لا يليق الحديث عنها افعال لإغراء تلك المسترجلة
بينما بقية الشلة تضحك و تقول : الله يهنيكم
ايذكرون اسم الله بهكذا امر !! كم قست قلوبكم يا معشر النساء
و يلكم من الله و يلكم من نارٍ شواظ
نظرت أحداهن لحميدة ولم تكن مسترجلة و لا مثل الفتاة الناعمة إلى حد لامستساغ بل كانت فتاة عادية كأي فتاة , بتساؤل : وش اسمك ؟
ردت حميدة بعفوية : حميـ
فإذا بالمسترجلة التي اصطحبتها الى هنا ترد مقاطعة حميدة : حمود اسمه حمود
إبتسمت تلك الفتاة قائلة : اتشرفنا حمود هذا يعني انك مو نورمال انا نورمال , انت بوي ولا سبورت ؟
لم تفهم حميدة مالذي تقوله هذه الفتاة و مالذي تهذي بهِ
فردت تلك المسترجلة : سبورت ابوي
قالت بشيءٍ من الزعل : همم اجل الله يهنيك بالبوي الي يسعدك
بينما حميدة همست بصوتٍ منخفض جدًا بإذن المسترجلة : وش معنى نورمال و سبورت ؟
لترد المسترجلة بذات الهمس : نورمال بنت تصرفاتها عادية , ليدي بنت دلوعة مرة زي ذي " واشارت الى تلك ذات الدلع المبالغ "
بوي المسترجلة , سبورت مسترجلة تخاوي بويات .
إبتلعت حميدة ريقها بصعوبة , و بتساؤل : وليه انا سبورت ؟
إلتفت يد المسترجلة حول خصر حميدة قائلة بخبث : لانك بتخاويني بيبي
و قبل ان ترد حميدة , شيءٌ ما قد طار من بين تلك الفتاة الناعمة و المسترجلة
توسعت عينا حميدة دهشة لما رأت
و بقية الشلة تضحك بشدة
فوطةٌ بدماءها تخرج من بينهم !!
و تلك الليدي كما يقولون تضرب المسترجلة بخجل
أي خجلٍ ايتها السحاقية
يقول صلى الله عليه وسلم : "السحاق زنى النساءِ بينهن " .
كبيرة من كبائر الذنوب
تأتي المرأةُ المرأة كما يأتيها الرجل
و تزعم برداءٍ بالي انها الرجل
ولو وقفت امام الرجل لكانت الأقصر قامة , الاضعف هيكلاُ , الأنعم صوتًا مهما فعلت
هي انثى خلقها الله وكلفها بأمورٍ لا تليق إلا بها كأنثى و انكرت فطرتها
لتكون مسترجلة ملعونة
مطرودة من رحمة الله
و دون ادنى احساس كانت سحاقية كنساءِ قوم لوط
عندما استغنى الرجل عن المرأة بالرجل
إستغنت المرأة عن الرجل بالمرأة
عقوبة السحاقية في الدنيا التعزير
و بالآخرة يبقى العلم غائبٌ عنده جل جلاله .
*
بعدم استيعاب ٍ و تصديق : حميدة كوني صادقة معاي المسترجلات توصل فيهم الأمور لهذا الحد ؟!
إبتسمت بسخرية : واكثر يا ابلة عُطرة ما شفتي شي , عالم اصلاً ما يستحق احد يعطيه اي اعتبار
بغصة : واحنا وينا عنهم ؟! , الله يستر على بناتنا ويحفظهم من كل سوء يا رب , و يهديهم الى الصراط المستقيم
عضت حميدة اظفرها ولم ترد
و لكني توجهتُ لها بسؤال : من كلامك حسيتك ما بلعتيهم بالبداية كيف اتأقلمتي معاهم بعدين ؟
ببرود : عادي اشياء كثير في حياتنا نسويها واحنا ما نحبها اقرب شي المدرسة نجيها ونحنا نكرهها بس لانها مستقبلنا نجيها
و البويات نفس الشي لانها وعدتني بمستقبل قوة وانا بالفعل شفتهم بالرغم من تصرفاتهم المقززة بالنسبة لي بذاك الوقت لكن كان فيهم قوة قلب انا افتقدها و ادورها .
إبتسمتُ بإستهزاء : وحصلتيها ؟
بصوتٍ آسف : لا ولا شي منها بس قتلت وحدة اسمها حميدة تشبه امها بكل شي .
***
دخلتُ إلى حجرتي بعد عودتي من الجامعة بتمام الساعة العاشرة صباحً , وضعتُ حقيبتي البنية على الأريكة و خلعتُ عباءتي
علقتُها بالعلاقة , و مشيتُ بإتجاه التسريحة لأرفع شعري لأعلى فهو يضايقني وهو مسدل طيلة اليوم
ولكن عيناي توقفت عند دبدوبٍ قطني ذا لونٍ ابيض و بمنتصفه قلب كُتب بهِ " I LOVE YOU "
إحتضنتُ الدبدوب لصدري و مشيتُ بإتجاه الحقيبة أخرجتُ هاتفي و كتبتُ له برسالة : شكــــــرًا حبيبي والله فرحت فيه كثير مرة
فإذا به يتصل
رددتُ عليه دون تردد , فإذا به يقول : اعجبك ؟
وانا أدفن وجهي بالدبدوب : ايوا مرة عجبني يسلمو
بهمس : يسلملي قلبك احترت كثير وش ممكن اهديكِ بس لما شفتك دلوعة ونعومة قلت اكيد تحب الدباديب
بضحكة : ولا تنسى شي خصوصًا اذا كانت من روحها معن .
بذات الهمس : يا لبى الضحكة وراعيتها يدميها عليكِ .
*
*
لم اكن لأفعل هذا يا عُطرة فبالأمس كنتِ لي الدنيا بكل مافيها
بالأمس رُدت لي روحي التي بحثت عنها في أحد عشر سنة
بالأمس كنتُ سأزرعكِ بين خلايا جسدي
و لكنك السبب بكل ما يحصل
حال استيقاظي من النوم
وجدتُها تجلس على كرسي التسريحة ومنشفة تغطي جسدها , تُسرح شعرها المبتل
عضضتُ شفتي و بصوتٍ مبحوح من النوم و إبتسامة فرح لا تفارق شفتاي : صباحك عسل يا عروسة
أدارت رأسها بإتجاهي و نظرت إلي بإستصغار قائلة : إلا صباحي نكد بشوفتك
حينها قمتُ من على السرير و مشيتُ بإتجاهها
جلستُ على الأرض على ركبتاي ومددتُ يدي إلى خصرها وما هو أعلى احتضنها لظهري و اضع ثغري بإذنها هامسًا : شفيه الحلو زعلان علينا , وش زينك امس
رفعت يداي التي تطوقها عنها و نظرت إلي عبر المرآة قائلة بغرابة : الحلو لما يكتشف انه غبي يقلب شيطان
أتسمي ما قد حدث بيننا بالأمس غباء ولماذا أراه الحياة ؟!
لأنك تُحبها يا احمق , تُحبها اكثر من أي شيءٍ بحياتك أما انت فلاشيء بحياتها هي
بسخرية : هه, مين الي رمى نفسه على الثاني انا ولا انتِ !
قامت من على الكرسي واتجهت لدولاب الملابس , و ببرود : مو مهم مين رمى نفسه على الثاني المهم الطرف الثاني كيف كانت ردة فعله للطرف الأول
اقتربتُ منها وانا أُديرها إتجاهي , ومن ثم دفعتها للدولاب وحاصرتها بإحدى يداي و الأخرى سحبتُ بها شعرها الأسود القصير : عُطرة لا تختبرين صبــري من يومك نكدة وتهوين النكد
كل ما انحلت فتحتي الجروح من اول و جديد , بعدين مين المفروض يآخذ موقف من الثاني انا ولا انتِ والله امرك عجيب
كانت تعض شفتيها تكافح و تكابل الألم و الوجع , و بصوتٍ مهتز : ايه انا نكدة لكن السؤال الاصح انت ليه صابر على النكد ياخي تبي تطلق طلق و عيالي انا اربيهم بنفسي وانت عيش حياتك مثل ماتبي
دفعتُ رأسها و تركتُ شعرها فإرتطمت خلفية رأسها بالدولاب بقوة , حتى انها رفعت يدها تفرك محل الإرتطام , بفحيح الأفاعي : الطلاق تحلمين فيه فاهمة , انا بدفنك بيدني انا وليك لآخر العمر
فتحتُ أحد الدواليب و سحبتُ رداءً لي ارتديته تحت مرأى عينيها حملتُ حقيبتي فيها بعض ملفات العمل و ادخلت ُ الهاتف بجيب ثوبي
خرجتُ من الحُجرة و أوصدتُ الباب بقوة .
***
بجدية : لا يا احمد انت وراك إلزامات و امور اهم من شغلك , اما انا فعيالي السواقين يوصلونهم مدراسهم و الأكل والإحتياجات ابوي واخواني ما بيقصرون معاهم
بإعتراض : لكن
قاطعته قائلاً : لا لكن و لا حاجة , مادام انا او انت مطلوبين بالضبط العسكري بجازان وانت مشغول فأنا بروح اسد النقص و اعطيهم كل المعلومات الي جمعناها من سنين عن هذي القضية
قال بإستسلام وهو يمد إلي الملف : الله يوفقك بسفرتك
إبتسم له قائلاً : اللهم آمين .
بما ان البضاعة قد تحولت وجهتها إلى جازان , أمر الضبط العسكري بمدينة جازان بصعود احد الضابطين اما النقيب الكاسر او الملازم الأول احمد
بناءً على هذه التعليمات تكفلتُ أنا بالسفر و إعطاءهم المعلومات التي بحوزتنا علّ مشكلتنا تُحل .
***
مضى منذُ مكوثي بمنزلهم ثلاث ايام و منذُ ان عرفت رجلاً يُدعى هزاع اقسم بأن هذه الأيام هي الأحب إلى قلبي
مابين ساعة و اخرى تدخل لحجرتي ديانا المرأة اللطيفة و تقعد معي تسامرني و تضاحكني
إكتشفتُ بهذه المدة ان الجميع هاهنا مسيحيون غير انهم مرحبين بي بينهم كمسلمة
لم اعرف ديانتهم إلا بالقلادة التي تعانق ديانا و عندما سمعتُ المدعو ربيع الفتى الذي لازال بالجامعة يقول انه سيذهب للكنيسة لأنه سيقول للرب الأكبر عن بعض الأمور
لقد أحببتُ ديانا كثيرًا حتى اني بدأتُ في التفكير بإدخالها للدين الإسلامي
و على هذه الفكرة قادتني اقدامي و لأول مرة منذُ أن مكثت عندهم ان أخرج من الحجرة
كان المنزلُ واسعًا للغاية لم أعرف أي اتجاهٍ علي ان أسلك
لكني نزلتُ للأسفل فهنا على حدِ علمي لا توجد إلا حجراتُ النوم
و اثناء نزولي السلم قابلتُ ربيع إبتسم لي قائلاً : اهلا بالست شكران
إبتسمتُ له بود : اهلاً بيك
قال و هو يتابع مسيره للأعلى : عن ازنك
أومأتُ برأسي و نزلتُ للأسفل
حتى وجدتها تجلس مع زوجها و رضيعها و ابنها المراهق كأول يومٍ رأيتهم فيه
يبدو انهم يحبون الجلوس بهذا الركن من المنزل
تراجعتُ بخطواتي للخلف بعدما سمعتُ صوت ديانا يعلو على زوجها : لا يا سيدي مش هسمحلك تروح انتا بتعرف اني هموت بعدك و كمان عاوز تاخد ابني معاك ! الكلام ده مش عجبني
حينها بكى ذلك الرضيع بفخذها أخذت تحتضنه لصدرها و تكاد ان تبكي معه لحزنها
رد زوجها قائلاً : بس يا ديانا كل ده لمصلحتنا انتي مش عاوزة نرتاح منهم هما ائتلوا بابا و ئتلوا عمك انتي لحئتي تنسي عمك كنتي بتحبيه كأنو بباك كل ده نسيتيه
هرد السار خلي ألبك أوي و الواد ده لازم يجي علشان يتعلم و يعرف هما بالنسبلنا ايه .
مسحت دموعًا ذرفتها عينيها و هي تقول : اعملوا الي عاوزينوا بس إبني رجعوا سالم ده ضنيا و وجع الضنا بيعور اوي .
أومأ برأسه إيجابًا و هو يحتضنها ويحتضن طفلها المراهق
اذًا لستُ انا الوحيدة ذات الحياة التعيسة حتى ديانا تعاني من أمرٍ ما
لم أشعر إلا بيدٍ تربتُ على كتفي إستدرتُ برأسي للوراء فإذا به ربيع يقول ضاحكًا : انتي مانزلتيش لحد دلوقتي ؟
حركتُ رأسي موافقة و انا أحك شعري و اخفي حقيقة تجسسي عليهم : هوا وين المطبخ بتعكم انا عاوزة حوامض مش ادرة اتحمل
ضحك بصخب و هو يحثني على المشي من خلفه قائلاً : انتي من يوم ما جيتي عندنا و انتي ما تاكليش إلا الحوامض و ديانا دايمًا بتئلولي لا تنسى تجيب لشكران الحوامض
انا كده بشك انك حامل
" أنا كده بشك انك حامل "
" أنا كده بشك انك حامل "
" أنا كده بشك انك حامل "
حامل , حامل , حامل
حوامض
توقفت خطواتي و جلستُ على كنب الصالون بضعف و بكيت دون أشعر بذاتي
بكل ضعف بكل وهن
بينما قامت ديانا تحتضنني و زوجها يوبخ ربيع عما قاله لي فأبكاني .
***
لشدة الهدوء لا اسمع إلا صوت أنفاسي و عقارب الساعة التي تشير إلى الحادية عشر ليلاً و التي تشعرني بكمٍ هائلٍ من التوتر
و توترٌ مقابل غضب نتيجته رجفة , دمعة
فبكاءٌ بلا صوت
لقد خانني و نام بالأمس معي
أتذكر صوتها الناعم , تبدو من صوتها فتاةٌ في عمرها الربيعي : الو معن حبيبي , قلبي , روحي , اممم شكلك نايم اجل اسيبك يا عمري نوم الهنا
توجهتُ للدولاب بخطواتٍ متعثرة اخرجتُ ألبوم صور
يحمل صوري معه ليلة زيجتنا المعتمة
أخذتُ أمزهقها بجنون سحقًا لك , تبًا لك
لا تستحق دموعي هي اغلى منك
وضعتُ الصور الممزقة بداخل الألبوم و توجهتُ بها إلى المطبخ
لأفتح الغاز و أرمي بالصور فوق العيون
فيتناغم اللون البنفسجي فالأزرق و الأحمر و الأصفر مع الورق البالي ليصير أسودًا مفحمًا
رمادًا لا وجود له
لم تكون عطرة زوجةً لك
الصور احترقت وانت وراء الصور ستغيب عن ذاكرتي
فأذكر نفسي دونك وهذا ما كان اشبه بالمحال
ولكنه سيصير حقيقة
لم اتوقع منك هذا خذلتني إلى حدٍ يعجزُ لساني عن التعبير عنه
و ينكسرُ قلمي عن كتابته
تقول بالأمس كيف تهون العشرة على والدك و تخونني اليوم وكأنك لم تنطق بما نطقت
أأحد عشر سنة بنظرك قليلةً يسيرة !
لا والرب انها لطويلة واطول من ان نحكيها بيومٍ او شهرٍ او سنة
أطول من ان تسردها الروايات
أتقول عني الخائنة و انت الذي تخون !
عجبًا لأمرك مالذي احبتُه نفسي بك ؟!
بل عجبًا لذاتي التي احبتك
و تقول عني الملل تنعتُني " بالنكد "
أما سألت نفسك و من مسبب النكد
ام ان ذكاءك لا تستخدمه إلا فيما يخدمك
لن أغفرلك يا معن
أعدك بأن براءتي ستظهر في يومٍ ما
حينها لا ولن أُسامحك
تيقن هذا يا معن .
***
أمسكتُ بيدها التي تنتفض أُحاول نزع الحزن من عينيها , أمي تبكي والسبب أبي و خائنتي
و امي هي أغلى من أبي وخائنتي
أمي هي التي مهما وصل بري لها لن اوفيها ولو بزفرةٍ واحدة
أمي جنتي و ناري , أمي نبع الحنان
لأمك حق لو علمت كثير , كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي , لها من جواها أنة وزفير
وفي الوضع لو تدري عليها مشقة , فمن غصص منها الفؤاد يطير
بإنكسار و صوتها اصابه اعنف طوفان , و اثور بركان , اطول شطان يقيدُ عُنقها ليسلب روحها الحانية : قهر بقليبي يا وليدي , و انا وش مقصرة به حتى يرميني كذيا
انا ابوك لاطلب روحي عطيته يوم اخوي بو اصلان ضده كنت ادافع عنه واقول لاه يا اخوي و كله ابرر , حتى صار اسمه الشيخ و كلمته فوق بالعال
اليوم كذيا يكسربي و بمن بعد بمارسة بنية رضيعة احبسها بصدري هاليوم تتجبر و تاخذ مني ابوك !
ابوك من يوم عرفته وهو مايطيق النسا وش صابه حتى يتزوج علي ادري والله ان ربي شرع له الزيجة مثنى و ثلاث و رباع بس ماهو بذلحين يوم الشيب غشانا
ياخذ بزر اصغر من بزراني ! كيف لي اناظر الناس حولي يومه يتزوج علي بذا العمر ؟! صعبة يا وليدي صعبة فطر قليبي و كسر ظهري انصاف
لثمتُ رأسها و بتصبير : بس يا امي هدي الله يسعدك ما يستحق زعلك عليه هدي يايمه هو مهما اخذ ما بيلاقي احسن منك يمه و مرده لك صدقيني
فإذا بناجي يأتي من أعلى و معن من خلفه و الكاسر من خلفهما
ألقوا التحية بأصوات متفارقة
و انا أرد وامي بحزنها تغوص
الجميع قبلوا رأس امي ويديها
جلس الكاسر عند قدميها يُقبلهما , هذه حركةُ الكاسر منذُ الطفولة و لطالما امي منعته إلا أنه يعود وبكل قوة حتى ان أمي كفت عن منعه
اما معن فجلس بجانبي و شعرتُ بأن كتلة من الجحيم تلسعني بشرارها
و ناجي بجانب والدتي من جهة الأخرى يضع رأسه على كتفها
همستُ لمعن بصوت منخفض : وش نزلكم بوقت واحد ؟!
بصوتٍ مكتظ و مكتنزٌ بجمرات الغضب : لانه السلطان ابوك طالبنا نجتمع بالصالة و حضرته للحين ما وصل
و على انتهاء جملة معن فُتح الباب ودخل منه أبي وخلفه ذات العباءةِ السوداء
أعرفها وكيف لا أعرفها و هي إمرأةُ من جحيم
بين دهاليز العتمة
تقصفنا بحجارةٍ ملتهبة
إنها هي جحيم الإنتقام
إنها ثمنُ خطاياي من وريدي لشرياني
ثائرةُ مشتعلة كالحمم
تحرق ولا تبالي
تُهلك ولا تكترث
كأنها الأوطان و الأزمان
ذكراها تخلدت في العقل
و احرجني لساني بنطق إسمها بكل حين و زمان و مكان
و بالرغم من انها الأوطان إلا أنها لم تعي منزلتها
قالت لي أُحبك إقترب
جاءتني بقميصٍ يكشف عن فتنتها
و رفضت فتذمرت
ألم تفهمي إلى هذا اليوم لما رفضت ! , ألم تدركِ أني كافحتُ لأرفض فقط من أجلك
لأجل شرفكِ يا جحيمي
لا استطيع الهروب ولا استطيع اللقاء لهول افعالها
تركتني على شفا جحيمها رمادًا
لحفتني بشواظها وسحبتني بأغلالٍ تكبل أقدامي إلى قعر جحيمها
فمات صوتي هلموا اهلي حبيبتي خائنة قد صدت عني و نادت أيا اباه اريدك زوجًا لي
فكان لها زوجًا و كنتُ لأمي بارًا
بعيدًا عن لوعة المشتاق
غائبًا عن صحراءها نخلها وثمرها
لأنها صارت جحيمًا
و تغير داخلها فأصبح عفنًا حقودًا
ساخطةٌ تقذفني بنار حقدها
تُضعف كاهلي بغيضيها
و ها أنا اليوم أفر هاربًا منك ِ
لا منقادًا لفتنةِ كيدك
بعيدًا عن هلاككِ
يا ذنبي الأصغر
و ماذا سألاقي من جبال الذنوب الأخرى ؟!
وقفنا جميعنا لهول الصدمة أيدخلها للمنزل ! ويحه لا يكترث بأمي
أنسي كل السنين و ما انجبه منها من بنين
أنسيت يا أبي قد محت ذاكرتك بكيدها
أعلم انها الفتنة ولكنها الجحيم احذر منها
أما أمي انتكس رأسها لأسفل
فقبض معن على يديها وجعلها تقف رغمًا عنها مشى بها حيث يقف أبي وخلفه مارسة قائلاً بصوتٍ جهوري غير مكترث لوجود أبي : تعالي يا مره ابوي سلمي على صاحبة البيت و الشآن
فكانت مارسة ستخطو للأمام إلا أن أبي أعاد يده للخلف ليقبض على يدها قائلاً : خليكِ مكانك , كل واحد منكم يسلم على راس مارسة .
***
إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $