لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-14, 02:03 PM   المشاركة رقم: 141
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل التاسع عشر

 
دعوه لزيارة موضوعي

و رأيت حبك في فؤادي يختنق

يهوى كما تهوى النجوم و يحترق

و رأيت أحلامي مع الشكوى.. تضيع

و شباب أيامي يذوب.. مع الصقيع

و لقد قضيت العمر أنتظر الربيع..

لـ فـاروق جويدة


الجحيـــم

إهـــداء إلــى :

حمامه حزينه
ام وزوجه
همس الوجووود
لحضورهم الهادىء و الراقي .


( 21 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **




أيمكن استنشاق الذكريات و لو كانت مريرة ؟! أستنشق ذكرياتي معه اشتمها و بجتذبها لأنفي
و احبس بعيني كل الصور الجميلة الشحيحة و بالمقابل كل الصورة السيئة العطية
هنا على سريري كنتُ أبكي , و بصدره أنام و بصدري ينام هو
هنا على التسريحة سرحتُ شعري و وضعتُ مساحيق التجميل له
و هناك على الأريكة صرح ببشاعتي بكل كذب
منذُ دخولي لهنا فقدتُ ثقتي بنفسي , فقدتُ عزوف
هنا كان كل شيء لم أعتقد أنه سيكون
حُطمت أحلامي الدراسية لتصبح زوجية لإرضائه
دُمرت امنياتي ليصبح هو امنيتي
و هنا على الأرض اكتشفت سرًا عنه ولا أدري هل تحليلي للسر صحيحًا ام لا
فكرتُ كثيرًا أن أسأله و لكني ابعدتُ الفكرة
لا و لن أسأله , لماذا اهتمُ به وهو الذي خذلني , حطمني , جرحني , دمر مستقبلي
لن أخضع لك يا ناجي تأكد من هذا
أمسكتُ بحقيبتي بعدما رتبتُ الأردية بداخلها مع الخادمة
مشيتُ بإتجاه الباب اليوم سأخرج بلا عودة بتمام الساعة الثانية عشر بمنتصف الليل
سأذهب و أترك لك كل شيء كما كان
حتى روح عُزوف الميتة سأتركها لك
و سأعيش عُزوف التي دمرتها بإذن الله
فتحتُ الباب و قد كانت أنظاري لأسفل , رفعتُ عيني بعدما رأيتُ حذاءه الأسود
أخفض هو عينيه على حقيبتي وبإستغراب : على وين ؟
سحبتُ الهواء لرئتي حتى انتفخت , و بهدوء : كلن بدربه يا ناجي , ابعد ارجوك ما فيني اتكلم .
لم يبتعد بل تصلب بمكانه , و وضع يديه على إطاري الباب يمنعني من الخروج , رافعًا إحدى حاجبيه : والله و صرنا نتكلم بالطلاسم , وش فيك كذا شايلة علي ؟
أمسكتُ الحقيبة بأحد يدي و حررتُ الأخرى , مددتُها إلى كتفه و دفعتُه بخفة : ناجي والي يسلمك ابعد والله حيلي مهدود و ما فيني اتكلم .
مد يده اليمنى المبسوطة إلى صدري و دفعني لداخل الجناح بقوة , أغلق الباب من خلفه و وقف بمكانه مستندًا على الباب بظهره , و بشيءٍ من الغضب : تقطين خيط و خيط وبعدين تمشين بدون فك عقد خيوطك !
ابغى افهم وش سبب رحيلك ؟ , وليش شايلة بقلبك علي ؟ , بالصبح ما كنتِ زعلانة هالقد و ش صار بغيابي و قلب مزاجك ؟
وضعتُ الحقيبة بالأرض , حركتُ يدي بالهواء بعشوائية و بصوتٍ مهزوز : بغيابك صار كل شــــي ما تخيلته بحياتي يصير و لك عين تسأل وش صار حرام عليك اتقي الله فيني يا ناجي كفاية عذاب كفاية ضيم .
عقد حاجبه , وتقدم خطوة نحوي و عدتُ للوراء خطوةً بمقاس خطوته : عُزوف والله مو فاهم عليك هدي الله يصلحك و اشرحي لي موقفك و بنحل الخلاف ان شاء الله , عمره ما كان الرحيل و قطع الوصال الحل الأمثل .
بترجي : ناجي الله يسعدك اتركني بحال سبيلي و بتركك " أشرتُ إلى قلبي وبصوتٍ مبحوح " هذا عفاك يا ناجي .
إقترب بخطواتٍ سريعةٍ مني و كأنه يسابق فهدًا فنتصر عليه بسرعته , وقف أمامي واضعًا يده بجانبي الأيسر حيث ينبض قلبي بجنون , بصوتٍ رقيق : هذا ما ينبض بدوني يا عُزوف .
إبتلعتُ ريقي , و قبضتُ يدي الراجفتين لئلا يلاحظ إرتعاشهما و بقوةٍ مصطنعة : مشكلتك واثق .
قبض على خصري بيديه , حاولتُ فك حصاري منه و لكنه كان يزداد تشبثًا بي , قرب رأسه من رأسي حتى إلتصق جبينه بجبيني و مسافة تفصل ما بين انفه و انفي , لفح لهيب أنفاسه بوجهي و بصوتٍ حنون : احنا خلقنا لبعض يا عُزوف , استهدي بالله و تعالي اجلسي و نتفاهم مع بعض .
حرارة انفاسه ألهبتني من المؤكد اني أشتعل حُمرة صفة ورثناها عن أمي رحمة الله عليها , بهدوء : طيب بنجلس و نتفاهم مع اني عارفة انه الحق معاي لكن احطك على الصورة المنطقية وانت احكم .
أبعد أصابعه عن خصري بالتدريج إصبعًا فأصبع إلى العشرة كلها , امسك بيدي اليمنى و مشينا على مضض إلى السرير
جلستُ فجلس ملتصقًا بي , امسك بكلتا يداي بعدما كان يُمسك بواحدة , و بإبتسامة حنونة : تكلمي يا عُزوف باللي بخاطرك و تأكدي اني بسمعك لآخر حرف .
شتتُ نظراتي عنه , بهذا القرب الحميم تصيبني الربكة و التوتر وتضيع الُحروف من أولها دون إيجاد آخرها لما يفعل هذا هل يظن انه بحركاته هذه سيؤثر علي و أرضى بقربه و العيش معه طيلة السنين القادمة ؟
كنتُ أنظر إلى كل الجمادات بل و أصبحتُ ألاحظُ أشياءً بالغرفة لم ألاحظها من قبل و كأني لم أسكنها أحد عشر سنة محبوسةً بها كالبلهاء , لماذا حضوره طاغي و صوته بالرغم من قسوته إلا أنه يلحن معزوفاتي ؟
هل الحب يفعل كل هذا و يوهمني بكل ما لا يوجد ؟ , تشجعي يا عُزوف انتِ الأقوى معكِ الحق يا عُزوف فلما الصمت ؟ لما الكتمان ؟ و إلى متى السكوت ؟
رفعتُ عيني إليه و نظرتُ الخوف بعينيه جعلتني أخفضُ بصري لأنامله المتشابكة مع اناملي يديه ترتعدان كرعشة يدي , إبلتلعتُ غصتي
و انا أنظر إلى تحركات اصابعه بيدي ما بين فركٍ و مسح , هل يعقل بأن هذه اللحظة هي لحظة الفراق و كيف لعزوف ان تعيش دون ناجي ؟!
عزوف فكري قليلاً إلى متى ستصبرين لا بد أن يشعر بجرعاتِ الظلم الذي أذاقكِ إياها سنينًا دون أي حنان
دعيه يتجرع من كأس العلقم ليتوب فيعود إليكِ نادمًا حينها تقرر الظروف هل أعود أم الصدود هو الحل الأمثل
اما الآن فبالفعل الصدود هو الحل الأمثل , عدتُ لأرفع عيني إلى زوج عينيه و انتقلُ ما بين عينٍ و أخرى , شد هو على يدي يحثني على الكلام , أنزلتُ عيناي لموضع صدره
و بحركةٍ لا إرداية لم أكنُ أقصدها بتاتًا مددتُ يداي إلى صدره و رميتُ بثقلي فوقه و انا أدفن رأسي و أشتم رائحتُه التي أعشقها
إنها المرةُ الأخيرة التي احتضنك بها , انها الكرة الأخيرة التي سأبكي بها بصدرك منك فتداوي جروحي
لن يكون بعد اليوم أي جروحٍ بحياتي لأنك لن تكون فهرسًا و قاموسًا بها
لأنك ستصبحُ سرابًا هل اضحك على ذاتي ؟! لن تصبح سرابًا ولكني سأتخيلُ أنك سراب لم تكن يومًا
شدني لصدرهِ فبكيتُ بقوة أكثر من كل مرةٍ سابقة
بكيتُ لأني لن أكون لناجي
لن أكون لأمنيتي
لن أكون له
من ستنام بصدرك ليلاً يا ناجي
من ستصبر عليك غيري يا ناجي
لا إمرأة ستنام و لا إمرأة ستصبر
غيري انا الحمقاءُ تعيسة الحظ
مسح على ظهري من أعلاه لأسفله ما أن ينزل للأسفل حتى يصعد للأعلى و بعطف : عزوف حبيبتي لا تقطعي قلبي عليكِ تكلمي وش فيكِ ؟
إزداد نحيبي لو كنتُ بالفعل حبيبته لما عذبني , هل يعذب الحبيب حبيبته
هل التعذيب من أساسيات الحب ؟!
ام ان حبنا هو الأسطوري المميز بكل مقاييسه و معانيه
وضع يده برأسي حتى سحبه برفق و من ثم أخفض يده لجبيني فأنفي إلى ثغري وصولاً لذقني , اغمض عينيه و بحنان : تكلمي عُزوف لا تشطرين قلبي لنصين .
عدتُ لوضع يدي بصدره و لكني بهذه المرة استندتُ برأسي على كتفه و انفي يحتكُ برقبته , و بهمسٍ واهن : ليش ما عشنا كأي زوجين , ليش ظلمتني معاك يا ناجي حرام عليك
ما فكرت بيوم الحساب وانت بين يدين الرحمن وش بتقوله وش تبرر فيه موقفك ؟! ليش دايم كنت تفكر بنفسك ؟ ليش حبطني يا ناجي ترى انا خلاص عرفت كل شي
إنتفض جسده و كأن صاعقةً كهربائية أصابته و لم ينطق ببنت شفة , تابعتُ حديثي : ما عمرك يا ناجي مدحتني بشكلي طول عمرك ما ترميني الا بكلمات التثبيط
دايم تحطني بالهامش دايم تثبت اني ولا شي جنبك واني ممنونة لك لأنك صبرت علي و بالرغم من هذا حبيتك وانت تعرف هالشي اذا ما صرح بها لساني
عيوني كانت تصرح تصرفاتي وامنية تمنيتها اني اجيب طفلي منك انت يا ناجي
لكن عدت السنين و ظلت الأمنية طايرة تدور لمأوى و مافي ولا مأوى إحتضن شتاتها خليت قلبي اسود صرت اطالع اي وحدة بجنبها زوجها اقول يا حظها ما تستحق هالمعاملة ليتني مكانها
ليت ناجي كذا يعاملني صرت اضحك بوجه الحريم و بداخل قلبي حاسدتهم على الي هم فيه وهم ماهم حاسين صرت غريبة يا ناجي شكلتني مثل ما تبغى
لكن عمرك ما حطيت بمكونات التشكيل جرعة سعادة دايم ألم حزن و تحبيط ما عاد اقدر اتحمل شي ارجوك ناجي افضل حل نفترق وكلن بدربه .
قال وعيناه مثبتة بالجدار من أمامنا : وش الي عرفتيه يا عزوف وقلب حالك ؟
مسحتُ على رقبته بيدي و بهدوء : اظن جوابي بيضايقك
أغمض عينيه و بصوتٍ واهن : شفتِ الي بالشنطة
توسعت عيناي و بإستغراب : مين قالك ؟
إبتسم و لازالت عيناه بالفراغ دون النظر إلي : صوتك وادق تفاصيلك علموني باللي بقلبك اصلاً كان مردك تعرفين لكن لما طالت السنين ظنيت انك خلاص ما بتعرفين وبتظلين عزوف لناجي
" أردف بتساؤل " : وش الي فهمتيه ؟
بحيرة : ما اعرف انك شاذ او مدري
كنتُ أظنه سيغضب على كلمتي المسيئة له , إلا انه ضحك بصخب حتى تناثر الدمع حول محيط عينيه فغص في ضحكته واخذ نفسًا عميقًا : تعجبني فيك البراءة تعجبني فيك الطفولة يعجبني فيك انك رغم ذكائك الا انك ما تستغليه صح
هالشي على قد ما كرهته لانه يجلب لك الكدر على قد ما حبيته لانه غشى عيونك و ما خلاكِ تشوفي صح , ما ربطي ذكرى " طفولتي سُلبت " بالآية .
رفعتُ رأسي عن كتفه و أمسكتُ بذقنه لأدير رأسه بإتجاهي : إلا حاولت اربط بس ما فهمت الا انك شاذ مع انه الكلمة الأولى بريئة لكن الآية لواط مدري كيف ؟!
تجلت البسمة بشفتيه و أتسعت حتى ظهرت صفوف اسنانه بإنتظام , وضع ثغره بجبيني و لثمني بعمق و أبتعد مسافةً بسيطة و بنبرة حنونة , عطوفة انحبست بها كل معانِ الرقة : أحبــك يا قارورتي , أحبــك يا معزوفتي أحبك أكثر من أي شي
أغمضتُ عيني وانا اكتم أنفاسي و شيئًا ما يريد الخروج من جوفي ليطير بالسماءِ حرًا , عاد هو يلثم جبيني و بهدوء : كنت متأكد يا عزوف انه هاليوم بيجي لكن استغربت طولة المدة كنت متأكد انك بتهاجريني واني بندم
لكن الله الشاهد حاولت اكون طبيعي اعيش مثل العالم والناس لكن ما اقدر كل شي يرجعني لورى ليوم تغير فيه كل شي حتى مستقبلي تغير معه , تعرفي يا عزوف انا كنت متأكد باليوم الي بتفتحي فيه الشنطة بالرغم من هذا ما ابعدت
الشنطة لأني ابغاكِ تاخذين حقك مني لكن اكون اكبر كذاب لو قلت لك انا الحين فرحان لانك اخذتِ بحقك بكون كذاب لأني حبيتك يا عزوف و حبك بيندفن معاي بتربتي يا عزوف ونصه بيطير للسما
شعرتُ به يبتعد لكني لم أفتح عيني إلا عندما صلب طوله , وقف أمام مرآة التسريحة وهو ينظر إلى انعكاس صورتي و بالمثل أنا أنظر إليه
وضع اصبعه السبابة بالمرآة واخذ يرسم قلبًا كبيرًا و بهمس : كل شي بدأ من يوم كنت ولد ثمان سنين بدأت واتحطمت اشياء كثيرة دخلت بمرحلة جديدة من حياتي بقيت معاي عشرين سنة
انتِ أول وحدة بتعرفين وآخر وحدة , لأني واثق فيكِ يا عزوف حتى لو تركتيني انا على ثقة انك عمرك ما بتتكلمي عني بسوء مثل ما انا واثق اني ما بفكر اصلاً اتكلم عنك بسوء , كلك محاسن يا عُزوف
من اعلى راسك لأخمص رجولك , بذاك اليوم كنت ألعب كورة مع بزران القبيلة تسطحت الكورة لبيت واحد رجال كانوا يسمونه غريب الأطوار وانا كنت اكبر ولد بينهم اصروا علي اروح عنده و رحت وانا حاس بالخوف
طلبت الكورة و عطاني قالي روح اعطيها للأولاد و ارجع لي " توقف عن حديثه لبرهة و استدار حتى صار وجهه مقابلٌ لوجهي فما عدتُ أنظر لإنعاكس المرآة توكأ بيديه على حافة التسريحة , واخفض بصره للأرض "
كنت خايف من فكرة اني ارجع له بس كنت اقول لنفسي يعني ايش بيسويلك مثلاً .
رفعتُ يدي لأعلى اوقفه عن حديثه و انا التي قد فهمتُ كل شيء , إلى أي درجة قاسيت الوجع يا ناجي
إلى أي درجة كابدت الألم كيف استطعت كتمان هذا بصدرك ؟! كيف يا ناجي ؟
لكنه لم يكن ينظر إلي كانت انظاره بالأرض أخذ يُكمل حديثه وانا لا أسمع أي شيء لأن افكاري راحت بعيدًا
يالله يا ناجي كيف تحملت هذا , شعورك يشابه الفتاة المغتصبة ؟ إلا انه اشد لأن شعورك هذا نادر
اما شعور المغتصبة اصبح شيئًا من أساسيات كل المجتمعات بلا إستثناء
لما لم تصرح بالحقيقة منذ البداية ؟ كنا سنجد الحل سوية لنعيش احد عشر سنة كأي زوجين
كم من الأبناء قد يكون لنا بهذا الحين , حطمت كل شيءٍ يا ناجي
صلبتُ طولي , بعد اختفاء صوته كنتُ أستمع إلى تذبذبات نبرته ما بين علوٍ و إنخفاض لكني لم أكن أفهم لاني بعيدة عنه و قريبةً منه بالوقت ذاته
إقتربتُ منه بهدوء حتى وقفتُ امامه ومازالت انظاره للأرض , نظرتُ للأرض بمثل انظاره وبهمس : اكذب عليك لو قلت كلامك هذا ما هز جوفي لكن اعذرني يا ناجي ما اقدر اعيش مع رجال اناني مثلك
كنت بكل بساطة تقدر تروح عند دكتور نفسي تفهمه حالتك بالتفصيل لكنك ما اهتميت الا بنفسك " بصوتٍ حاد شبه قوي " عمرك ما قلت وذي المسكينة الي عايشة معاي خليني اتعالج عشانها
ما فكرت الا بنفسك يا ناجي خفت يقولون ولد التاجر عبدالقوي مريض نفسي خفت تواجه الطبيب و تظهر قدامه الرجال الناقص رغم انك ما انت ناقص انت توهم نفسك مثل ما اوهمتني
انت يا ناجي جزء من مرضك عيشتني فيه غصبًا عني مع انه كان بإمكانك تتعالج ونعيش انا وياك حالنا حال اي زوجين و يمكن افضل لاننا ما بنعيش اخذ وعطا لا بنعيش قصة حب طويلة
لكنك حطمتها بأنانيتك .
أدرتُ ظهري واخذتُ حقيبتي من على الأرض
و أستدرتُ بإتجاهه : خلي انانيتك تنفعك والله يوفقك مع بنت الحلال الي تسعدك انا اكتفيت ضيم اذا تبغاني فأنا بإنتظارك بشرط ترجع لي ناجي المتعافي
و تبني كل قصر حطمته بأنانيتك و نفتح صفحة جديدة بيضا بدل السواد الي عشناه مع بعض .
و مضيتُ بعيدًا عن الجناح و روحي بقيت ترفرف بحجرته
تعانق دموعه
تتشبث بقميصه
تضخ الدم لأوصاله
و تستمع لخفقات قلبه
أأُحِبُك ناجي .


*
*

وبقي ناجي دون عُزوف
أرحلتِ يا أرق النساء
أتركتني وحيدًا
و ما حياتي دونكِ يا عزوف ؟
ما معنى الأمل دون إبتسامتك
وما معنى السعادة دون ضحكتك
و ما معنى ناجي دون معزوفته
و ما معنى ماءً بلا قارورة تأويه !

و تراخت قواي فجلستُ بالأرض
اجمع قدماي ويداي واحتضنهما
أشابه القرفصاء بفعلتي
و أغمضتُ عيني بعد دفن رأسي بين ركبتي
و بكيتُ بصدري
و الدموع تأبى النزول
هذه المرة بكيتُ رحيلك
و بالسابق بكيتُ ظلمي لكِ
و بقبل السابق بكيتُ طفولتي المسلوبة دمعًا وليس بكاء قلب
و هل بكاءُ القلب يجدي ؟!
و اظل ابكي طول عمري
و لا هنالك من يخففُ عني
تخلت عني و
رحلت
رحلـــت
رحلــــت
و معاها الحق بالرحيل .
أُحِبُكِ يا عزوف .

***
خرج من دروة المياه مرتدي ثوب نومٍ بيج , توجه ناحية الكبس يريد إطفاءه لتحل العتمة , ولكنني هتفت وانا أغلق الرواية التي بيدي : معن خليه و تعال بكلمك بموضوع .
رفع أحد حاجبيه و أصابعه لازالت على مفاتيح الإضاءة : كلام مهم و لا يتأجل لبكرة ؟
بثبوت : مهم .
تقدم بخطواته نحوي حتى جلس بالسرير بالجانب الأيسر لي , و بهدوء : اسمعك .
أخذتُ نفسًا عميقًا , فما سأقوله هو المصير و المصير يحتاج للتفكير و التدبير ففي العجلة الندامة , لا أعتقد اني سأندم ان تركته
فأنا بحياتي معه او بعيدةً عنه أبقى بعيدة عنه كل البعد , أدرتُ رأسي بإتجاهه و بنبرةٍ خافتة : تطلقني ولا أرفع دعوة خلع ؟
تجهم و جهه وكأن كلامي لم يعجبه , فسحب نفسه إلي حتى صار ملاصقًا لي , و بتساؤل : ليش ؟
رفعتُ حاجبي و على وجهي علامات التعجب لتعابير وجهه : عاجبتك حياتنا !
بصدق : لا , لكن ما نقدر احنا يا عُطرة مجبورين بحياتنا على كل شي و اي شي , طلاق انتِ عارفة ابوي ما بيوافق
قطعته بحديثه : والخلع ؟ اقدر ارفع و اشوفه يتكلم بس .
سند ظهره على السرير و هو يرى ظهري و انا لا أراه : محد قال شي ايه تقدرين بس ما فكرتِ بأولادك .
حركتُ رأسي بإتجاهه و قد رُسمت بملامحمي علامات الإستنكار : أولادي !! تتكلم عن اولادي الي يشوفك يقول مهتم انت عمرك ما جلست معاهم كويس كل ما تشوفهم بجهة تروح للجهة الثانية وتقول اولادك !!
تقدم بظهره إلي مبتعدًا عن خلفية السرير , أمسك بيدي اليمنى و هو يلعب بأصابعي : الموضوع يا عُطرة ما هو بموضوع مهتمين بعيالنا او لا لأنه الاجابة بإختصار لا سواء من طرفي او طرفك نقدر نقول عيالنا ربوا نفسهم بنفسهم
و اخوي الكاسر و اختك ربوهم مع عيالهم اما احنا فكنا مجرد جسد حولهم عمره ما كانت ارواحنا قريبة منهم , " رق صوته " عُطرة ما ابي اقسي عليكِ بكلامي لكن انتِ حالك حالهم
عشتي يتمية بلا اب او ام المفروض انك تحسين بشعورهم لا افترقنا .
بواقعية : بس يا معن هم تعودوا يعيشوا بدونا انا العكس كنت بقرب امي و ابوي وفجأة راحوا الله يرحمهم .
رفع عينيه إلي , و بإبتسامة : لكنهم تعودوا يكونوا تحت عيوننا حتى لو كنا مانهبهم الأبوة و الأمومة كنا حولهم ينامون بالغرفة الي جنبنا
طيب لا افترقنا بينقسمون لحزبين او كلهم بينتقلون عند اخوي الكاسر , عُطرة افهمي كلامي زين هم اطفال يحتاجون رعاية لما نفترق بيموت كل شي يربطنا فيهم
هو كل شي ميت اصلاً لكن حتى مكان تواجدنا مع بعض واستنشاقنا لأنفاس بعض بيموت لا تكوني انانية و ما تفكرين الا بنفسك .
بشيءٍ من الضجر : والحــل يعني ؟
ترك يدي وهو يتراجع لخلفية السرير حتى ارتطم به ظهره ليرتاح : انك تنامين بالغرفة عن اولادك تحسسيهم بحنان الام و تكرسين حياتك لهم و انا انام هنا و لا لي اي دخل فيكِ ان شاء الله تروحي للنار برجولك
بطالع فيك و بسكت ما بقرب منك لأي سبب كان بالمقابل انتِ تكوني قربتي من عيالك وكسبتيهم لصفك .
بغير اقتناع : وليش انت ما تكون قريب منهم ليش انا ؟ ما انت بواثق انهم عيالك صح ؟ , اعرفك و اعرف تفكيرك المريض المشكلة ولا مرة من بعد زواجنا شفتني اسوي شي غلط
فليش الشك ترى ان بعض الظن اثم و قدامك المستشفيات روح تأكد ان كانوا عيالك او لا .
تجلت السخرية بشفتيه : هه , و واثقة انهم بصفك اخاف كل شي يكون ضدك , ساعتها بتزيد حياتك سـ
قطعتُه بحدة : ما اسمحلك تتكلم عني بسوء , لسانك هذا بقصه لك انا واثقة من نفسي حتى لو الدنيا كلها وقفت ضدي اصلكم كلكم ما تهموني انا حسابي عند ربي العالم بكل الخفايا و عارف اني طاهرة مامسها رجال غيرك
و عالم انه اولادي هم اولادك و من صلبك , كرهتني فيهم الله يكرهك بنفسك من يوم ما جبتهم للحياة و انا اسب غبائي الي خلاني اتركك تقرب مني خطأ وجودهم بالدنيا خطأ .
أبعد أنظاره عني إلى النافذة : لو ما جبناهم كان حالنا حال اخوي ناجي و اختك كان على الرايح والجاي امي تزعجنا وكل من حولك بيتهمك بالعقم ما راح يتهموني , احنا في مجتمع كل نواقص الرجال فيها كمال و كل نواقص المرأة نواقص عمرها ما تكون كمال
ان تطلقت الحرمة قالوا اكيد مسوية حاجة ان عنست قالوا شينة مين بيتزوجها ان رملت قالوا ضاعت عليها و ان كانت عقيم ما تزوجها الا عقيم مثلها او جلست ببيت اهلها
يعني كان كل الضرر عليكِ فأحمدي ربك بهالنعمة و مكتوب لهم يجون للحياة سواء رضيتي او ابيتي .
بحيرة : و يعني من الآخر وش اسوي ؟
بهدوء : فكري بكلامي على مهلك و قرري اما ترفعي الدعوة وتضيعي عيالك مرة وحدة واما تعيشي مع عيالك ومعاي لكن بكون بعيد عنك و ارفع مسؤوليتي عنك مالي دخل فيكِ ولا لك دخل فيني
و لك حرية الإختيار .
إلتزمتُ بالصمت بينما هو قال : بعدي بنسدح و طفي النور معاكِ .
قمتُ من على السرير و اغلقتُ مفاتيح الضوء , إهتديتُ بضوء الأبجورة إلى السرير و أستلقيتُ بجانبه و انا أتمتم بالذكر .

***
ما إن دخلتُ بسكرة النوم حتى شعرتُ برأسها الذي استقر بصدري قائلة بصوتٍ منخفض : زعلان علي ؟
وضعتُ يدي بكتفها و مسحتُ عليه برفق و لثمتُ خصلات شعرها , و بهدوء : ما يهون علي ازعل عليكِ يا ضي قلبي , لكني تضايقت شوي منك .
مسحت على رقبتي بأصابعها و بصوتٍ متهدج : بس والله ما اعرف من وين ذي الاشياء مو ذنبي الكاسر
أغمضتُ عيني و بهمس : خلاص هششششششش , مصدقك يا نبضي هدي و لا تشيلين هم .
رفعت رأسها عن صدري و قالت لتتأكد : يعني خلاص مسامحني
إبتسمتُ لها دون ظهور اسناني : ايه , أصلاً ما زعلت حتى اسامحك لكن شوي ضيقة و راحت .
أرخت رأسها على صدري و أغمضت عينيها
سحبتُ اللحاف لنا و غفت أعيننا .

***
و بالشحذة و مد اليد و رأسي منكوس للأرض , جمعتُ المال
الذي احتاجه لإيقاف سيارة أجرة
لكني اشعر بالإرهاق , لو كنتُ بجانب سوق لجمعتُ مالاً كافيًا للأكل و الأجرة
و لكني بشارع ليس به الا القليل من المارة
هؤلاك التجار يمكثون بمنطقة نائية لئلا يتم ايجادهم من قبل الضبط العسكري
هنالك عشرةُ مراكز شرطة بجدة , من أيهما أبدأ
قد قال لي هزيم أن أذهب إلى أي ضابط لا يهم إن كان الكاسر أم لا لكني لا أريد الذهاب الا للكاسر
ولكن كيف سأجده من بين هذه العشرة مراكز
الأمر معقد اكثر مما تصور هزيم , لدي مال لإيقاف سيارتي أجرة فقط
حسنًا سأذهب إلى مركز شرطة السلامة بما انه الأقرب إلى تاج توج وتوب تن حيث كنتُ أجد الكاسر
فالأرجح ان يكون الكاسر يعمل بهذا المركز
لذلك يراقب شارع صاري في حي السلامة
و اذا لم يكن هنا فهو في مركز شرطة الصفا
لانه اقرب حي من شارع صاري و محلا تاج توج وتوب تن
وقفتُ على الرصيف و مرت سيارة اجرة دون ان تعرني اهتمامًا
إنتظرتُ حتى اقتربت اخرى فرفعتُ يدي اللامبتورة أحثها على الوقوف
توقفت السيارة جانبًا إقتربتُ منها , أنزل السائق النافذة الزجاجية للسيارة إلى النصف , قربتُ رأسي
فداعبني خفيفة للهواء البارد الذي نفح وجهي : ابيك توديني حي السلامة قريب مركز الشرطة التابع للحي .
وضع يده على الدركسون و عيناه للامام : هي سلامه يبئى خمسة عسرين و صل .
بغير رضى : بس خمسة و عشرين كثير مرة في بعشرة و الكثير خمسطعشر ليه انت خمس و عشرين .
بإصرار : في خمسة و عسرين في اركب مافيه في روه هدا ساره بيئد عن سلامه .
وضعتُ يدي على حافة زجاج النافذة , و بتساؤل : طيب اسمع لو وصلت لحي السلامة وابيك توديني منه للصفا بكم بتوصلني .
نظر إلي : خمسة عسر .
بغير قبول : كثير خمسة عشر راعيني يا خي انت بتوصلني لمشاورين مرة وحدة بس ترى مو اكيد انك توصلني للصفا لكن لا وصلتني ما بدفع الا عشر للصفا و خمسة وعشرين من هنا للسلامة .
حرك يده بالهواء بمناداة : اوك اركب .
ترجلتُ السيارة بعد فتحي للباب .
ومضى السائق حيث المركز أرجو ان أجده قبل دخول الظهر .


***
الآن الساعة الحادية عشر نجتمع انا و معلمات المدرسة بعد وصول تعميم بالبرامج التوعوية من التوجيه و الارشاد المقررة لهذا العام
و التي يستوجب منا تفعيلها , قُسمت الأنشطة المقررة على المعلمات و ها نحن الآن بالمعلمات التي تبدأ اسماءهن بالعين
و انا أنتظر اسمي , انا من المعلمات التي تشجع هذه الأنشطة و تُحب القيام بها و لكن ليس كلها بل البعض منها التي أرى منها فائدة للطالبات
و تنمية لعقولهن و افكارهن و لكن هنالك انشطة أخرى لا داعي لها بحيث يتم إعطاء طالبة بالثانوي نشاطٌ لا يليق الا بطالبة بصفها الإبتدائي
يجب مراعآة العمر بإختيار الموضوعات التي يجب تطبيقها و أعارض أيضًا كثرة الضغط على التلميذة و الذي يولد بداخلها الملل فلا تشترك بنشاطات أخرى
فهاهي قائمة كبيرة من الأنشطة قُسمت على المعلمات
خرجتُ من دائرة افكاري على صوت الوكيلة : و ابلة عُطرة بنعطيك نشاط البنات المسترجلات بعنوان " كوني نثى " .
هذا النشاط من الانشطة الي تم التركيز عليها و احتمال كبير حظور موجهات فيه ها يا ابلة عطرة تبغيه و لا اعطيك بديل ؟
إلتزمت بالصمت و لا أدري لما رُسمت صورة حميدة بعيني , أومأت برأسي : ابغاه
أشارت بقائمة الأسماء بعلامة صح امام اسمي , و رفعت عيناها لي : طبعًا ابلة عُطرة انتِ من المعلمات الي ما يحتاج اتكلم كثير لأنه موثوق فيكِ ما شاء الله
لذلك بختصر كلامي واقولك نشاط من عرض الى مطويات الى موضوعات تقديمية و اذا عندك اضافة ضيفيها , و مثل ما قلت من البداية تواريخ اقامة الانشطة بتوصلكم بكرة بخلي الخالة عنبرة توزعها , ومعاكِ بالنشاط ابلة كوثر و ابلة فاطمة .
بهدوء : ان شاء الله .
و اخذت توجه كلامها المتبقي لبقية المعلمات .

***
لا يدري إن كان الظهر قد دخل ليصلي و يوقظ بقية المبتورين لأداءِ الصلاة ام انهم لا زالوا بفترة الصباح لذلك سينتظر قليلاً ثم يوقظهم
ليضمن ان الظهر بالفعل قد دخل , يستلقي على الأرض و لازال نصفه الأعلى مفضوح علّ الهواء ينفح جراحه
مضى يومًا كامل و لم يعلموا هم بغيابِ أغيد يرجو من الله ان لا يعلموا وان أغيد يصل إلى اي ضابط بأسرع وقت
سمع صوت كعبٍ يضرب بالأرض واذناب الرجال كما يقول اغيدٌ عليهم يتحدثون معها صحيح العبارة هم اذناب النساء
ذيولٌ و أذلال للنساء , لم يتحرك بتاتًا اما المبتورين المستيقظين وقفوا و جلسوا بغير انتظام و الخوف يسري بأوصالهم
فبالأمس بعد المشاجرة خرج سمحي و اتباعه وهم غاضبون ولم يلحظوا غياب اغيد اما اليوم فالملاحظة سهلةٌ عليهم
و فُتح الباب دخلت الشقراءُ امامهم و اذنابها من خلفها , أول ما وجهت عيناها إليه كان هزيم و من ثم دارت بعينيها على بقية المبتورين
وقفت امام هزيم وكعبها الأسود يضرب بالأرض , اما هو نظر إليها بإشمئزاز قائلاً : وش تبغين ؟
إنخفضت بجسدها إليه ولامست بيدها البيضاء ظهره الصحراوي , انتفض وامسك بيدها يبعدها عنه و جلس على الأرض من بعد إستلقاء و بصوتٍ عالي : ما تمسكيني يا قليلة الذوق فاهمة
تجاهلت كلامه هذا , قائلة بتساؤل : هل تريد دواء لسفاء زروهك ؟
حرك يده اللامبتورة بالرفض : لا مشكورة بس روحي و ريحينا منك
و أيضًا تجاهلت ما قاله و بتساؤل : اين صديكك المكرب ؟
ها هي مخاوفه تُطبق , و ها هي تسأل عن أغيد إلهي استر علينا و اغشي ابصارهم عنا وكن يالله لنا عونا
تجاهلها وكأنه لم يسمعها , فأعادت سؤالها : اين صديكك المكرب ؟
تدخل احد المبتورين قائلاً : في الحمام
بذات تساؤلاها : هل اصيب بالجروح مثلكم
قال هزيم بكذب لأنه يريدها ان تخرج و ان لا تحاول علاج اغيد الذي لايوجد هاهنا , لكن صوت احد المبتورين امتزج بصوته لتكون الإجابة منه : مافيه جروح , " والآخر " فيه جروح
إبتلع هزيم ريقه وقد شعر بالخوف رغم ان هذا الشعور لا يصيبه الا نادرًا , ستفهم حتمًا ستفهم الإجابتان متنافرتان , نظر إلى المبتور الذي تحدث معه و رماه بنظراتٍ متوعدة بالشر
اما هي استذكرت مواقف المشاجرة قائلة : بالامس لم أره يتسازر معكم لمازا ؟
نظر هزيم بقوة إلى المبتورين يمنعهم عن الحديث و بتبرير : كان تعبان شوي ولو اتضارب بيتعب زيادة
بغير اقتناع : لكنني لم اساهده بالامس ابدًا
وهو يُقلدها بالفصيح : لأنكِ عمياء
حركت بؤبؤة عينيها الى اذناب النساء : انتم ساهدتموه بالامس ؟
هز احد الرجلين رأسه بالنفي بينما الآخر قال : لا مشفتهوش
ضيقت عيناها الأمور بدأت تضح , بأمر : فليزهب احدكما ويفتح باب دورة المياه .
أغمض هزيمٌ عينيه لقد كشفوهم, حُطمت احلامهم قبل مولدها
فتح الرجل الباب و فُتح ولم يكن هنالك احد بالداخل كما خمنت الشقراء
نظر الذنب إلى الشقراء قائلاً بخوف : مش موجودين
تجهمت تعابير وجهها لن يرحموها لقد كلفوها بمراقبتهم وهذان الذنبان يساعدانها لكنه هرب
هل تكتم هذا عنهم ام تخبرهم ؟ هي لو كتمت اليوم فسوف يعرفون هم بالغد , و إن اكتشفوا بأنفسهم فسيكون حسابها عسيرًا
لا بد ان تخبرهم .
اما هو فقد كل الأمــل و جمه , علموا , إكتشفوا و فهموا
سيخسرون , سيهزمون
اما كُتب لهزيمٍ ان ينتصر , ام أنه إسمٌ على مسماه
و كأن سمحي عندما سماه هزيمًا سماه لكي يهزم دومًا أمامه
و على نقيض ذلك سُمي هو سمحي و لكن ليس على مسماه إنه لا يُسامح و لا يعفو و من لا يرحم لا يُرحم
ما الذي سيفعلوه بعد أن تخبرهم الشقراء عنهم
هل من الممكن ان أغيد قد وصل إلى الكاسر ؟ , و لكن حتى لو وصل يبدو أن الآوان قد فات
و يبقون مبتورين ضعفاء مأسورين مهزومين .

***
إنتهيتُ من صلاة الظهر و جلستُ بمكتبي , أشعر بالحيرة لا أدري هل اخبره لأرضيها و تعود لي ام هل ألتزم بالكتمان و أُكملُ حياتي دونها
أوهل تكذب على ذاتك يا ناجي ؟ أنت دون عُزوف لست إلا فتاتًا , لا تكن أنانيًا كن معطاءً فلتسعدها لمرةٍ واحدة إن لم يكن لك فلها هي
لما أدعها تعودُ دون علاجي ؟ ما الذي تهذي بهِ أما إكتفيت ظلمًا يا ناجي هي قالت لك انك محاسب عند الرب لظلمك لها , لكني لا أستطيعُ الإفصاح
ليت الأمر سهلاً كما هي تظن , كيف لشيءً عاش بداخي عشرون سنة أن أُفصح به في يوم ؟ , ولكن هل ستتخلى عنها ؟ , لا ترجعها لك دون علاجك لا تشرخ قارورتك لتعود لتدويرها
عُد لها بعافيتك , كُن ماءً بقارورتها و لا تكن نارًا تحرقها
كن لها بردًا و لا تكن لها جحيمًا
كُن لها ناجيًا ولا تكن لها قاتلاً
أرميها بطوق النجاة و أرمي نفسك بداخله قبلها
لا تترك الطوق يُبحر بعيدًا و يأخذك للكفن دونها
هل أدعها تتزوج بغيري و تُكمل حياتها بسعادةً دوني ؟ , أوليس انت من قلت انكما خلقتما لبعضكما فلا تنكر ما قلته
فناجي لا يعيش دون عزوف
و عزوف لا تعيش دون ناجي
و الجسدُ يشتاقُ إحتضانًا
و الروح تموت هلاكًا
و المسافة تبعد رويدًا رويدًا
إنه الفراق وما أصعب الوادعي
و الشغفُ يكيسنا ليوم التلاقي
فهل يكتبُ التلاقي دون إعطاءها طوق نجاتي
صلبتُ طولي و أفكاري متجه لحجرته سأخبره , سأخبره فقط لأجلها
توجهتُ لقسم النفس و إلى مكتبه طرقتُ الباب و لم يرد ففتحته ولم أجده
لكني دخلت و أغلقتُ الباب من خلفي
و أخذتُ أنظر لكل شيءٍ بالحجرة بخوف
أشعر بأن قصاصي سيكون بهذه الغرفة
جلستُ على كرسي مكتبه و أخذتُ أنظر لسجلاته
كيف سأقول له ؟
و فكرةٌ داهمتني فكرةٌ بها نجاتي بها خلاصي بها سعادتها دون إفصاحي
قطعتُ ورقة من أحد دفاتره و حاولتُ ترتيب افكاري و حروفي
بدأت بالبسملة واخذتُ اكتب كل شيء عن ذلك اليوم و بكل تفصيل
كتبتُ و انا أشعر بأن قلبي يبكي و لكن لا أخفيكم منذ الأمس وانا أشعر بشيءٍ من الراحة
لأنني أفصحتُ لها عن الحقيقة , فأنزاح شعور الكبت عني بالإضافة لراحتي النفسية لمعرفتها الحقيقة
ما يجعلني اتماسك و أُصر على العالج اني أعلم انها تحبني ولو أجبرتها على العودة معي دون علاج ستعود فهي لم تبتعد عني إلا لعلاجي و ليس لقسوةٍ فيها
و انتهت كتابتي عند طفولتي سُلبت
لا تمزق الورقة يا ناجي , دعها على المكتب ليراها ويعلم وتُعالج لأجلها
أخذت منها الكثير يا ناجي فلتعطيها القليل
طبقتُ الورقة بالنصف و وضعتها بداخل الدرج الأول
رفعتُ البالطو قليلاً وأدخلتُ يدي بجيب بنطالي الجينز لأُخرج هاتفي المحمول
أرسلتُ لمشعل تنبيهًا بأني وضعتُ ورقة بالدرج الأول و أريده أن يقرأها على إنفراد
لأجلــك يا عُزوف يصير المستحيل حقيقة .

***
عدتُ للمنزل بتمام الساعة الحادية عشر و النصف و أول ما فتحتُ الباب هجم علي كالأسد وبعينيه الغضب : فين كتي يا بت يا مي , انتي بتلعبي معانا ما تروحي بقى عند ركاض و تنفيدي خطتنا
بلاش هروب انا فهمك كويس .
وضعتُ الحقيبة بالأرض و تقدمته الخطى إلى الكنب , جلستُ ولحقني هو بالجلوس , و بهدوء : اسمع يا جهاد انا حقولك كل حاجة و بصراحة انا حبيت ركاض اوي
قاطعني بصوتٍ عالي , حاد : وكمان بتصرحي وده و انا وعمو نبهناكِ و قولناك لا تحبيه و اليوم جاية و تقولي بحبو .
مسحتُ وجهي بكلتا يدي : اسمع يا جهاد انا بقولك الصراحة علشان احطك بالصورة الواقعية , انا حبيت ركاض و ما اديتهالو اي مخدر
عاد ليقطع حديثي : كنت عارف يا نجسة
رصصتُ على اسناني و بحدة : اتكلم كويس و بلاش كلام الهمج ده , اصلي ماكنتش قدرة اديهالو اي حاجة انا حبيتو من قلبي بس هوا ندل و كداب و بيحب كل البنات
كان وعدني انو هيتجوزني بعدين قالي هوا انا مقدرش اتجوز الا من بنات بلدي هوا علق قلبي بيه و بعدين بعد ما حبيتو انكر كل حاجة
الصراحة كنتي هوقف بصفه ضدكم بس لما قلي مش هيتجوزني و عرفت يوميتها انو كداب بديت افكر اوقف معاكم ضدو وانا بحبو بس هوا ما يحبنيش و عيلتو كانت سبب بموت بابا
و اخويا و لا اوقف معاه واخليكو و ما استفدش حاجة من وقوفي معاه الا زعلكم عني و بس , و فكرت كتير في ده الموضوع مع انو ماكنش يستحق تفكير
المفروض ع طول اوقف معاكو و علشان كده يا جهاد انا هوقف معاكم و هساعدكم وهاخد بسار بابا و اخويا و كمان بساري منو الندل بس مش بفكرتكوا بفكرتي انا .
بسخرية : بفكرتك انا هقولك اننا بنخسر لو خليناكِ تفكري و تعلمي الي عوزاه .
قمتُ من على الكنبة و جلستُ بجانبه على كنبته البيضاء المزدوجة : لا مش هتخسروا انتوا بتكسبوا قوي وده وعد مني ليكو انا هخلي ركاض وكل عيلتو يدخلو في المصيبة دي
و مش هيطلعوا ابدًا و هيترفضوا من دخول الضبط العسكري تاني انا هنزل رسهم وهخلي سيرتهم سودا و على كل لسان انتا بس حط سقتك فيني واقنع عمو ربيع بكلامي ده
و هتصير كل حاجة كويسة .
بدى الإهتمام على وجهه و بتساؤل : ليه انتي ايه الي هتعلمي ؟
أرحت ظهري على الكنبة و حركتُ يدي بالنفي : لاه , مش لازم تعرف لكن انا هوعدك انو كلهم هيدخلوا بالمشكلة دي وانو ماحدش بعد الكاسر هيدخل الضبط العسكري
يعني مافيش وراسة لهم بالضبط و بكده هنفتك منهم طول العمر , انتا بس اوسق فيني وهتشوف هعمل ايه .
بذات التساؤل : وامتى هتبدي بدي الخطة ؟
وضعتُ يدي بكتفه وبهدوء : اول ما هينزل ركاض للسعودية .
إنتفض جسده بجزع وضيق عينيه بلا تصديق : انتي بتدحكي يا بت , مالك لتكوني كده هتلعبيها بيا وهتخلي يروح كده
حركتُ رأسي بالنفي : لا ما كدبش عليك وانتا هتشوف ايه الي هعملوا بنفس اليوم الي هوا هينزل فيه للسعودية كل عيلتو هتضعي وهيضيع هوا معاهم .
أمسك بذراعي بقوة و بتهديد : هشوف ايه الي هتعلمي لكن لو عرفت انك بتكدبي مش هيحصلك طيب .
أومأتُ برأسي موافقة , وقام هو من جانبي يتسلق السلالم لأعلى .

***
بسبب تدني مستواها الدراسي عادت السنة مرتين و قد تم توقيف القضية و سجنه إلى حين تعدل حالتها النفسية أو على الأرجح أُجلت القضية الى بلوغ الأخ
الأصغر منها سن الرشد لكي يكونا شاهدين على ما رأت عيناهما , لا تريد الحديث عن الماضي , لا تريد فتح صفاحته القديمة عاشت هي يتيمة منذ ان كانت في السادسة من عمرها
قاست و كابدت بالحياة كثيرًا يكفي بأن الجميع يناديها بسخرية " حميدة بنت الهبلة " في كل يوم كانت تزداد كرهًا لإمها , أمها البلهاء التي صدقت بنيةٍ طيبة
أمها التي لم تكن تفهم شيئًا في الحياة , كثيرون هم من قالوا لها مستقبلك كأمك ومنهم أخاها الأكبر لكنها لا تريد توثيق كلامهم لا تريد ان تصبح كوالدتها
هي أفضل من والدتها والدليل بهذا انها الأذكى لكنهم قومٌ لا يفهمون بل و يصرون و يعلنون و ينشرون الخبر ويزيدون الملح جرعاتٍ للخبر
حتى الجرائد لم ترحمها وهي تحكي قصة والدتها , لماذا لم يتزوج اباها بغير والدتها وانجبها؟ لما هي من بين النساء ؟ و كيف استطاع ان يصبر عليها ؟
مهما حاولت النسيان يستذكرها الزمان عنوة بدايةً من أرض المحكمة التي تطالب بوجودها انتهاء بتعرضها للعنف من قبلهم
طبعتُ جروحهم بجسدها وما ان يجف جرح ليودع الحياة على جلدها حتى يصاحبه آخر ويثبتُ وجوده بألم و مظهر , تقف دائمًا و تدافع اما آن الآوان لأن يُدافع عنها ؟
لما عليها ان ترتدي أردية الرجال لتثبت للعالم انها ليست كأمها ؟ لتثبت للمتعرضين لها بالعنف انها الأفضل ؟ وبداخلها لم يختفي شعور الإنكسار
كلما مرت بمحل لأردية النساء تتوق ذاتها لشراء شيءٍ ما فتشتري لكن لا ترتدي بل تقدمها لصديقاتها السحاقيات
الحال اصبح عجيبًا ترصخ الفتاة بنفسها لأجل رداء و بطاقة شحن و جوال وما إلى ذلك من حاجياتهن لكنها لا تنكر انه ليس كل الفتيات هكذا بل على العكس الأكثر من يخاف ربه
من ناحية السحاق و اللواط ولكن للأسف يوجد بالمجتمع من يلجأ إلى هذه الأفعال و إلا هي لما وجدت من يفعل معها , لا تشعر بالسعادة إطلاقًا ولا تدري اين تكمن السعادة
اتقطن بالمريخ ؟ ام على مهب الريح ؟ و هي لا تستطيع التحرك لإلتقاطه .
فتحت باب غرفته و دخلت وجدُته نائمًا على سريره كطفلٍ وديع رغم ان فارق العمر بينهما لا يتجاوز السنتين , غطتُه جيدًا و مسحت على شعره
و راحت لخارج الغرفة , سمعت صوت اقفال بابه تُفتح حتمًا سيقتلها تعرفه , تعرفه من المؤكد ان تلك الحمقاء كذبت
هرولت بإتجاه باب غرفتها وذلك صوته يهتف بإسمها : يـــــاحميــــــــــــــدة
دخلت لباب حجرتها وأغلقت الباب بالثلاث واستندت بظهرها عليه
أغمضت عيناها وانخفضت بظهرها للأرض
جلست كالقرفصاء تبكي
وذاك يصرخ يريد الدخول
لم تعد تستطيع أهل تنتحر و ترتاح ؟


***

أمسكتُ بالهاتف الآن الساعة الخامسة عصرًا قبل خروجي من السيارة , و أرسلتُ لها المقطع الصوتي شعرٌ بصوتي سجلته منذ الصباح
لا بدان تتعلق بي بأسرعِ وقتٍ ممكن لكي أتزوجها إني مشتاقٌ للحياة المستقرة
و أظن ان انهار قادرة على هذا , من المؤكد ان ابي سيغضب لذلك لا توجد طريقة الا الزواج بالسر بعيدًا عن اهلي واهلها
و لذلك إقتربتُ منها بطرقٍ محرمة لتتعلق بي و ترضى بالزواج مني
غير هذا انا لا أريد حياة المسؤولية و التربية أريد إمرأة تهتم لشؤوني اما أنا فلا أريد الإهتمام بشيء
أريد أن أشعر بالحياة الزوجية التي لم أشعر بها مع عُطرة
أريدها تقوم بشؤوني و حقوقي على أكمل وجه
إخترتها من بين الفتيات لانها من عائلة محترمة و دخلهم قريبٌ من دخلي حتى وان كنا الأغنى
غير هذا هي محجبة فكنتُ أرى تفاصيل وجهها هي ليست حسناء إلى جمال عُطرة
لكنها اجمل من غيرها و يكفي اني سأتزوجها لسد شعور النقص بداخلي و ليس لحياةٍ مشتركة
حياةٌ قد أكون فيها انانينًا أريدُ و لا أقدم ما تريد
لكنها هي من ستجني على نفسها لانها قبلت بي زوجًا لها و هي تعلم أن هذه العلاقة لم تُبنى الا على حرام و مابني على حرامٍ هُدمّ وحُطم .
نزلتُ من السيارة وتوجهتُ لداخل القصر .

***
وصلتُ إلى مركز شرطة السلامة ومن ثم الصفا و لم أجد الكاسر فيهما , فقدتُ كل المال الذي جمعته بلا فائدة
أخذتُ أشحذ و لأن المنطقة تعم بالضجة أناس ها هنا وهناك لم استغرق وقتًا طويلاً حتى جمعتُ المزيد من المال
و لكن عندما كنتُ اجمع ومع شبابٌ آخرون يبيعون الماء و منهم يشحذون , إقترب منا رجل وأعطانا ورقة
لم أكن لأهتم بشأن هذه الورقة , إلى ان همسات و لمزات من بجانبي جذبتني لمكنون الورقة
كانوا يقولون " كذابين ما بيعطونا شي هما كذا "
نظرتُ إلى الورقة و انا اجيد القراءة من خلال حضور حلقاتٍ بالمساجد
كُتب " مركز الكاسر للخير , مركزٌ يهتم لشؤون الفقراء و المحتاجين فيقدم لهم كل ما يحتاجونه من رداءٍ و مأكلٍ و مشرب إلخ
تذكروا ان من يساهم له الخير أودع قليلاً من المال و ستلقى الجزاء عند الله بإذنه , ان كنت محتاجًا تفضل , وان كنت متبرعًا جُزيت خيرًا " .
و خُط بالأسفل الحي و خارطة لعنوان المركز .
هل يعقل بأن المركز هو للكاسر الضابط ام ان هذا كاسرٌ آخر
لا أعتقد أظن انه للضابط فإسم الكاسر اسم نادر يرجع إلى قبائل و ليس كأسماء اليوم
سأوقفُ سيارة أجرة و اذهب للمركز على أمل أن ألقاه ’ يبدو ان المركز جديد فلم أسمع به قبل اليوم بالرغم من شحذتي بالقرب من هذه المنطقة قديمًا .

***

بعد إنتهائي من صلاة المغرب , دخلتُ إلى منزل ظانع بالرغم من انه قد إستغرب دخولي إلا أنني أقنعته بأن الأمر مهمٌ و خاص
مد إلي فنجان القهوة و بإحترام و ترحيب : يا هلا بالشيخ عبدالقوي اسفرت وانورت , تفضل هالقهيوة .
أخذتُ منه الفنجان و انا أغتصبُ إبتسامتي , أخذتُ انظر للمنزل الفرق شاسع بين القصر وقطعة الأرض هذه وان كانت هذه القطعة بداخل اسوار القصر
هل تعيش تلك الفاتنة هنا بهذه الخردة و تعيش ساجدة بداخل القصر حقًا انه لظلم
والآن فاتنتي و جميلتي أصبحت تعيش بقصري و لكن بقسم الخدم قريبًا ستعيش بقسمي و بداخل صدري , أُحبها و لم أشعر يومًا بهذا الشعور
أشعر اني اريدُ فتاةً ناعمة مثلها تهتم لي , تتغنج و ألبي لها كل ما تريد وجُم ماتريد بل و أصغر ما تريد .
خرجتُ من احلامي على صوت الوحش ظانع المتسائل : يالشيخ شتريد يومك تدخل هنيه وانت مقام اعلى من كذيا ؟
وضعتُ الفنجال بالأرض و نظرتُ إليه , بثباتٍ يغلف ترددي : اسمع يا ظانع تدري بي رجالن كبير , عمري بطوله قضيته اجمع بهالأموال حتى صار هالقصر والعماير والسيارات لي
و صرت من كبار تجار جدة عمري كله فنيته لجمع هالأموال و مرتي جزاها الله خير كانت تهتم ببزراني و بنات بواصلان لكنها كانت مقصرة كزوجة بإتجاهي
و انا بهالعمر أريد أتريح لحد ما يطق الموت بيباني و لذلك انا اريد " إبتعلتُ ريقي " بنيتك مارسة على سنة الله و رسوله
كانت تبدو الصدمة على ملامحه وقبل ان يتحدث اتى صوت إمرأة كبيرة بسنها من وراء الباب ويبدو انها زوجته : بنيتي مارسة عادها صِغَيِرة و ما تريدك يالشيـ
قبل ان تكمل حديثها تدخل صوت الفاتنة من وراء الباب : انـا ....


***

إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 08-10-14, 11:41 PM   المشاركة رقم: 142
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 266903
المشاركات: 62
الجنس أنثى
معدل التقييم: منـار القمر عضو له عدد لاباس به من النقاطمنـار القمر عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منـار القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل التاسع عشر

 

قلم جميل وروايه في قمة الجمال


استمري فانت رااائعه

 
 

 

عرض البوم صور منـار القمر   رد مع اقتباس
قديم 09-10-14, 12:55 PM   المشاركة رقم: 143
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل التاسع عشر

 

رائعة أخيرا قرر يتعالج ليعيد عزوف اليه ان شاء الل يلتقي اغيد بالكاسر قبل العصابة ويساعده في انقاز المبتورين

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 09-10-14, 09:52 PM   المشاركة رقم: 144
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل التاسع عشر

 
دعوه لزيارة موضوعي

*
*
*

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته () .

كيفكم و أخباركم ؟

بدخل سريع بالموضوع
حبايبي إلهامي اليوم ميت وما كتبت ولا شي
و بقي بكرة و السبت
و المدرسة تدق الباب
و انا ضميري يأنبني بقوة
مو قادرة استوعب اني عطلت بالعطلة بالعادة اذاكر اسوي انشطة استعد للقدرات و هالسنة تحصيلي > أنظمة موجودة بالسعودية
المهم مو عارفة والله فيني تأنيب حاد جدًا لدرجة أحس اني ببكي والله
بجد اول عطلة اعطل فيها لازم اتعب نفسي شوي
المهم بكرة ببدأ اتعب نفسي
فالصراحة السموحة منكم يمكن انزل جحيم يوم السبت و يمكن لا
أعتذر بحق انا اعتذر مو بيدي قلبي الغبي يرشدني وش اسوي فيه :(
لكن والله بحاول بكــل قدرتي اني اكتب واذاكر و ان ما مداني اعتذر و اعتذر
و أتمنى قبول اعتذاري
اظن كنت بهالأسبوعين طيبة بالقدر الكافي
مو استاهل رضاكم عني ^ _ ^


دمتم بسعادة متابعيني | $



*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 10-10-14, 10:19 AM   المشاركة رقم: 145
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل التاسع عشر

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منـار القمر مشاهدة المشاركة
   قلم جميل وروايه في قمة الجمال


استمري فانت رااائعه

*
*
*

الجمال منك و فيك

مرورك الأروع

أنرت ِ | $


*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجحيم, انتقام, اكشن, بوليسي, بقلمي, غموض, عجوز
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195054.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-04-16 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-04-15 05:57 AM


الساعة الآن 07:57 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية