لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-14, 09:37 PM   المشاركة رقم: 106
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل السادس عشر

 
دعوه لزيارة موضوعي

*

*

*



fadi azar



روايتك رائعة جدا اختي وسوف أكون من المتابعين لها روعتها


هلا بك يا اخوي اسفرت وانورت
مرورك الأورع اخي الكريم


أبداع أنثى


أهلآ ي جميله ..تسعدنا متابعتك فالروايه فعلا جميــله ^_^

هلا بك يا عسل
ههههههههههه عجبتني حركة الترحيب حقتك ممنونة لكِ عزيزتي
بس الي فهمته انه رجال ما هو حرمة ^ _ ^

sanooona


ابداااااع بجد ابداااااع
قعدت متشوقة جدا جدا لاي بارت من ابداعاتك سلمت يديك حبيبتي
روووواية روووووعة


الإبداع منك وفيك يا قمرهم
تسلمين و هذا من ذوقك الله يسعدك


أبداع أنثى


هلا معذبني مرحباا مليووون

:(

ماتخيل يجي بكره السبت وماأقرأ روايتك أصبحت من أساسيات يومي الصباحي

تكفين لو سطرين نبي عن معزوفه وناجي :)



لبى قلبك و كلك يا بهية الطلة
ليت كان الوقت يسعفني
الله الشاهد اني يلا يلا اكتب
بجد يعني حتى نفسيتي زفت
تعبت هالسنة جد جد متعبة ما ابالغ واكيد جربتي :)



^

^

^

من ناحيه وحشتينا والله وحشتينا وهالسبت مالو نكهه بدون روايتك

وواثقين بوعدك أنك بتكملين الروايه ان شاء الله

أن نزلتيه فهذا كرم منك وأذ ماقدرتي فأكيد أحنى جمهورك حنقدر والاهم في هذا تهمنا مصلحتك الدراسيه
لآنها سنه تبنى عليها تخصصك بالمستقبل ..

برغم حبي لآبطال روايتك ..لكن أقف معك بكل القرارات اللي تخص دراستك حتى لو اضطريتي توقفيها موقتا حتى تنتهي الامتحانات وتكمليها بعدين

الدراسه أهممم وهي الاساس لآن كتابه الروايه تعتبر موهبه وتقدرين ترجعين لها

لكن نسبتك ونجاحك وخصوصا الثانوي ماحتتكرر ..

كل الشكر لوقتك اللي تقضيه لكتابتها

وأسأل الله أن يوفقك بأختباراتك وتكون نسبتك عال العال



والله انتم الي لكم وحشة الله يخليكم لي :)
مشكورة على تفهمك لموقفي الله يوفقك و يحفظك وين ما رحتي

fadi azar


منتظرينك اختي ولا يهمك الدروس اهم

تسلم يا اخوي على تفهمك

negmet elamar



الرواية رائعة ومختلفة اول مرة اقرا اسمها وحتى قصتها رهيبة

جزاك الله خيرا



مرورك الأروع
الإسم له قصة معاي ^^
و جزاكِ :)


Delo-ib



السلام عليكم ورحمة الله
يزين هالطله ههههه يختي يحقلج الثقه اي والله انج وحشتينا
واشتقنالج ان شاءالله انج بخير و دراستج عال العال واحنا بانتظارج ان شاءالله
الى النهايه والزم ماعلينا دراستج و مستقبلج حبيبتي انتي ناطرينج بفارق الصبر
والوعد السبت بعد البارت نتقابل ياني متحمسه لهالبارت حماااس ي رب يكون قد التوقعات



دمتي بود ي الغالية ❤️


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته () . > أشكرك على إلقاء التحية انا من الناس الي تهمني التحية بشكل كبير :)

هههههههههههه قال يحق لي قال اخاف انفخ ريشي ع الفاضي و بعدين تحتاجون إبرة عشان تفقعوني
و الله انتم بعد لكم وحشة الله يسعدكم
الحمدلله بخير و الدراسة ما بقول ممتازة ولا بقول سيئة لكن اقول الحمدلله على كل حال الدنيا ذي حظوظ
و شاكرة لك تفهمك يا أنيقة
إن شاء الله يكون قد صبركم
للحين كتبت ربع البارت باقي ثلاث ارباع وان مداني ان شاء الله بارتين وان ما مداني المرة الجاية بيكون بارتين وخصوصًا اننا اجزنا للحج فصار عندي وقت اوسع شوي




أعتذر على الرد الجماعي هذا
لكن ما عندي وقت اجلس اقتبسكم واحد واحد
و ما احب اتجاهل الردود احب ارد عليها بقدر الإمكان
وان تجاهلتها واحد من الحالتين اما ما شفتها او بجد كنت مشغولة


أنرتم | $



*

*

*

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 27-09-14, 11:13 AM   المشاركة رقم: 107
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل السادس عشر

 
دعوه لزيارة موضوعي

وأعجب من حكايتنا تكسر نبضها فينا

كهوف الصمت تجمعنا دروب الخوف .. تلقينا

وصرت حبيبتي طيفا لشيء كان في صدري

قضينا العمر يفرحنا وعشنا العمر .. يبكينا

غدونا بعده موتى فمن يا قلب يحيينا؟!

لـــــــ فاروق جويدة

الجحيـــم


( 17 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **





نظرتُ إلى القطرات التي تسيل على الكأس الزجاجية لأسفل , على عكس يدي التي ترتفع لأعلى و تبتعد عن محيط الكأس
لماذا تبتعد يدي لأجل حياة مخادعٍ كاذب اوهمني بحبه لي و من ثم أنكر هذا بكل بساطة والحجة اختلاف الجنسيات و الديانات
إن كانت هذه حجة مقنعة لكنتُ أنا مثله رافضة للزيجة منه و لكني على نقيض هذا انا اتمنى قربه
لا تمنعيني يا يدي , دعيه يتسمم فيدمن
لا ترحمه يا قلب فهو لم يرحمك قط
لا تهتم لأمره
أبعدتُ يدي عن الكأس بضعفٍ له
رميتُ كيس المخدرات بالمغسلة وأخفيتُ آثار جريمتي عن أخي الذي لا ولن يرحمني ان علم بخيانتي له و لعمي
رميتُ الكيس ليس شفقةً عليه
بقدر ما هو خوف على نفسي من الموت من بعد موته
نعم فحياتي معلقةً بهِ
أخاف أن يموت هو فيموت قلبي
فأكون جسدًا بلا روح

إبتعدتُ عن المغسلة و حملتُ الصينية التي تستقر عليها على الكأس
و لم أكن أعلم بأنه يراني
بصوتٍ حـاد : مــــــــــي
إقشعر بدني إلى أطراف أصابعي فهتزت الصينية و سقطت الكأس منكسرة إلى أجزاء
لقد رآني , علم بما خبأتُه شهورًا طِوال
هل سيصبح حالي كالكأس المكسورة
هل سيخنق روحي لتتطاير بعيدًا
هل هذه هي نهايتي ؟
غرس أظافره بمرفقي و لفني بإتجاهه
عيناه تنضح وعيدًا
و عروق يداه تضخ شرًا
إما صفعاتُ هلاك , أو موتٌ مؤبد
رص على اسنانه و تحدث من بينها بصوتٍ مكتوم به شوائب الغضب : انتي مجنونة يا مي ايه ده الي انا شفته , مالك كده ؟ ليه بترميه ليه ما اديتهالو
ما تتكلمي يا كلبة .
أحسستُ بشعورِ المعتل الذي يستلزم له اجراء غسيل كلوي له
يُسحب دمه من أنحاء جسده ليمُر بآلة تصفيه من شوائبه و تدخله تارةً أخرى إلى الجسد
أنا أشعر بأن كل قطرة دم قد سُلبت مني
أرى بعيناي نهايتي
أرى ركاض سعيدًا بعد مقلتي
هم يسعون لتدميري
و انا أسعى لرضاهم
إلتفت أصابعه حول رقبتي كحبال شائكة
إعتصرني , و اغمضتُ عيني بضعف وانا أرى ضريحي يقترب أو بالأصح انا التي أقترب
و كأني اناديه موتي و انا التي تريد الحياة
صوتٌ بات حنونًا يضج خلاصًا
: مــــــي و جهاد اشبكم تعالوا .
و تحررتُ من حصار الهلاك
سحب أصابعه على كامل إستدارات رقبتي يشرخ بأظافره جريمة خيانتي لهم
ليُطبع اللون الأحمر عليها
توجه ناحية الباب ثم إلتف بإتجاهي نفث من انزيم لعابه و بصوتٍ كالأفعى : حسابك معايا بعدين يا مي هتشوفي حاجة ما شوفتيهاش خالص .
مررتُ أصابعي على شروخه برقبتي
على آثار إخلاصي لركاض
و خيانة ركاض لي
هبطتُ بجسدي للأرض وانا أسحب الصينية من بين زجاج الكأس المنكسرة
رفعتها لأعلى وانا أنظر إلى انعكاس صورتي المقتولة بها
أنظر إلى جحيمي الأزلي
الذي بدأ بحب ركاض وانتهى بخيانته
إلى أي درجة وصلت سجاذتي إلى حد أني أُحب من كان له يد بمقتل أبي ! حتى لو كان عن بعد فهو منهم
أخفضتُ الصينية إلى رقبتي وانا أنظر إلى الآثار الحمراء لم تكن شروخًا و خدوشًا بل كانت بقعًا حمراء كالكدمات
تركتُ الصينية على الطاولة
و تحركتُ لخارج المطبخ دون رفع الزجاج عن الأرض
جررتُ خطواتي لحُجرته
دخلتُ لأجده يجلس مقابلي و جهاد يعطيني ظهره
مشيتُ إلى الكنبةالمزدوجة بجانب جهاد دون إصدار اي صوت
كان يتحدث مع جهاد وكنتُ أشعر بعينيه تنظر لي بخفاء
في بداية الأمر لم أعره إهتمامًا
لكن نظراته إزدادت تركيزًا حتى أصبحت ظاهرة امام أخي
رفعتُ عيني إليه لأرى بعينيه جحيمي
شعرتُ بثقل أخي يرتفع بجانبي لأبقى وحيدةً بجحيم عينيه
لماذا ينظر إلي هكذا ؟ , أرى يعينه وحشًا
لا أراه ركاض حبيبي
و بلمحة بصر جلس بجانبي على الكنبة
أخفضتُ عيناي أرضًا و أسناني ترطم ببعضها خوفًا ولا أردي ما سبب خوفي
أمسك بيدي اليسرى ليقترب مني أكثر حتى تضاربت أنفاسنا
أغمضتُ عيني , وانا أكتم انفاسي العاشقة
أكتمها لئلا تمتزج بأنفاسه المخادعة
شعرتُ بأصابعه الباردة تخطو على جِراح رقبتي
بكل كدمة و بكل بقعة
شعرتُ بحنانٍ أعشقه
و لا أريده حنانًا مخادعًا
إبتعد يا ركاض انا ضعيفة أمامك إلى حد كبير , لا أريد الشعور بهشاشتي
ظهر صوته حادًا قويًا على عكس لمساتُه الحانية : وش هالعلامات يا مي ؟
فتحتُ عيني و رمشتُ عدة مرات كلما وقعت عيناي السوداء بسواد عينيه ابعدتُها عنه
عاد صوته قويًا : مي اكلمك ردي وش ذي العلامات ؟
نطقتُ بتأتأة : دي .. دي
بصوتٍ يكتظ غضبًا : تلوميني وانتِ تسوينها مع غيري يا مـي و اقسم بالله ان عدتيها والله يا ويلك مني حسابك عسير
و لا يهمني لا اخوك و لا احد من قرايبك و الله لا أقلب دنياكِ فوق تحت .
ما الذي يتحدث عنه ؟ , ما الذي يهذي به ؟ , ولما التهديد وانا لم اقترف اي ذنب ؟
رفع أصابعه عن رقبتي إلى شعري ذو الصبغة الحمراء و بذات وعيده و تهديده : قسم بالله يا مي ان احد لمس فيك شعرة بس شعرة بأمحيه من الوجود
انا الوحيد الي ألمسك غيري ماله اي حق فيك .
نظرتُ إليه بسخرية : ليه مش انتا بتئول بديانتك ما يصحش تئرب من بِت الا لو تتجوزتها ؟! مش ده كلامك ايه الي غيره
صلب طوله و دس اطراف اصابعه بجيب بنطاله , توجه إلى الشرفة الداخلية
و بقيتُ بمكاني على الكنبة
أفكر بكلامه و بتناقضه
كيف له ان ينكر حبه لي , ومن ثم يحاول إبعادي عن كل رجل ؟
لا و بل يكتظ غضبًا لقربي من غيره
هل يعني هذا انه يحبني ؟ , و كيف يحبني وهو يحبها ؟
أوهل يجتمع بالقلب اثنان ؟!
نفضتُ رأسي بشدة أطرد فكرة حبه لي
هو لا يحبني وهذا ظاهر بتصرفاته
لربما فعلته اليوم ما هي الا غِيْرةً تأصلت بقلبه من فطرته الإسلامية
بكل يوم هذه الديانة تزيدني شغفًا لتعرف عنها عن قرب و كثب
لكن حتى و إن كان يغار لدينه
لما يرتكب الحرام الذي يغار منه
أوليس دينه يحرم الزنا بل ويعده من كبائر الذنوب
اذًا لما يخطو هذه الطرق الوعرة ولا يريدني ان اشاركه الخطى بالرغم من أن ديانتي تسمح بكل هذا , ديانتي لا يوجد بها حلالاً وحرام كل شيءٍ بها مباح وما رأتُه الذاتُ حرامًا و لا يصح ان تقدمه للأب الأكبر تكف عنه وان رأتُه حلالاً دخلت فيه
اي ان النفس هي من تحكم ان كان ما تفعله صحيحًا ام خاطئًا وليس هنالك شروط وضوابط
ولكنه دائمًا يُصِّر على ان ديني ما هو الا تحريف لا يتم لأصله بأي صلة
لا افهمك يا ركاض بكل يوم تزداد تعقيدًا و ازداد حيرةً بفهمك
تبدو غريبًا بكل تصرفاتك وهذا ما يجعلك الرجل المميز بعيناي .

***

افتقدتُ كل سبل التركيز , بل و أصبحتُ لا أفكر بشيء إطلاقًا سواه هو
بالرغم من أني أبذل كل وسعي لأفكر بأي شيء ما عداه
منذ أن علمتُ انه هو , وانا مشتتة التركيز
أعيش بدوامة و إعصار يهز اوصالي لينشلني عن الأرض
فأحلم بهِ لأجعله فارس أحلامي
أبتسم رغمًا عني بين لحظةٍ و أخرى
أستذكر مواقفي معه واضحك بشدة
أشعر بأن الأرض و السماء لا يتسعان لي
أشعر بأني أنتمي له و لأحضانه التي لم يسبق لي توسدها
هو ليس كأي رجل
لقد كان دخوله لحياتي غريبًا دخل معلومًا مكروهًا و تشعب محبوبًا مجهولاً
أحاول بشتى الطرق ان لا أفكر بهِ فأنا أعلم بأن كل ما بُني على حرام هُدِم و حُطِم
فقد رائني بكل حالاتي حرامًا
و قد أحببته بنفسي و لم أصفح بالرسائل التي تصلني ولا بالمجهول الذي يراقبني لعذر اقبح من ذنب
ألا وهو الخوف على " أمي " لأني لا أريدها ان تعاني من شيء
لكن كان بإمكاني إخبار عمي " جلال " و لكني لم أخبره بحجة أنه لا دخل له بمعمعتي
و نتيجة هذا رضاي بالحرام و إكمال مسيرة الحب
التي بدأت بنظراتٍ غير شريعة و لا أدري ما نهاية مطافها
منذ إعترافه بحبه لي والذي لا أدري إن كان بالفعل حبًا ام خداعًا لغرضٍ ما , منذ تلك اللحظة حتى الآن لم يتصل او يرسل
و افكاري مابرحت ان تبتعد عنه حتى تعود لتتشبث به بصلابة
أغلقتُ شاشة اللاب توب بعدما رأيتُ ساعتها تشير إلى الحادية عشر ليلاً
سأنام و أترك الغد يكشف المكتوب .

***

عدتُ من عملي و وجدتُها بالأرض و حولها كتبٌ غير منتظمة و اقلام و شعرها ينسدل على وجهها ليغطي الرؤية عنها
فترفعه خلف اذنها لينهدل تارةً أخرى يزعجها
عانقتُ يداي إلى صدري و أنا انظر لها و إبتسامة تلاعب ثغري
لقد اعادت لي الذكرى الماضية
حينما كانت هي تدرس و تحمل كتابها اينما تذهب
و كان الجميع يضحك عليها و قد كنتُ منهم
حينما تفتح كتاب مدرسي تنسى الجميع ولا ترى سوى كتابها
مجتهدة إلى حد كبير ولو سئلت هل تحبي المدرسة لأجابت بـ " لا "
تحب العلم , و لا تحب الذهاب إليه !
تجتهد , و تتعب من الإجتهاد !
متناقضة هي إلى حدٍ كبير و الجواب على تناقضها كان من لسانها , قالت انها " تحب العلم نعم و من يحب العلم و يطمح للتعلم له الأجر عند الله سبحانه
لكنها بذات الوقت لا تحب ان يجبرها شخصٌ ما على إحضار الواجب بالوقت المحدد و المذاكرة لليوم المحدد
بل تحب ان تحل و تذاكر وقتما تشاء و كيفما تشاء "
معزوفتي تهوى الحرية و تبحث عنها دائمًا
ولكنها على الدوام لا تتواجد إلا بسجون ناجي
لا تُحرق الا من جحيمه
و لا تأكل الا من ضريعه و زقومه
و لا ترتشف الا من حميمه و صديده
لم ترى الحياة كما تراها أي فتاة
لم ترى زوجًا يُمادح جمالها
لم ترى اي اعجابٍ تحويه عينيه وان رأت
أنكر ما رأت بقذائف لسانه حينما يرميها بالصديد
فيتوقد لسانها بلا طفاية تخمدها
لتنذرف دموعها الصديددية التي دخلت من لساني لها و خرجت من عيناها دمعًا
ظنت أنها قبيحة , حاولت ان تكون الأجمل
و لكن دائمًا و ابدًا أُثبتُ لها انها الأسوأ
و أنني الرجل المغوار الذي صبر على من لا تستحق الصبر فقط لرضى والده
معزوفتي عزفت كل ألحان السعادة و الأمل
إلا ان ذبلت فما عادت تعزف إلا ألحان التعاسة و القنوط
زجاجتي ظلت متماسكة سنينًا مديدةً عديدة
ولكنها انكسرت لتعيد تدوير نفسها فتعود زجاجة متماسكة
أحاول دائمًا ان لا اكسرها بالكامل فلا أجد بالدنيا الا جسد عزوف البارد بلا روحها الدافئة
و لكني بذات الوقت لا أعيد تدويرها لتكون متماسكة إلى حد تحولي للزجاج و تحولها للفولاذ .
إنخفضتُ لها و مددتُ يدي إلى خصلات شعرها دسستُها خلف أذنها بينما هي إقشعر بدنها و زاغت عيناها
وضعت يدها بقلبها و اغمضت عينها و فتحتها بسرعة و هي تقول : خوفتني كم مرة اقولك تنحنح بين لي انك موجود مو على طول هجوم .
جلستُ على الأرض بجانبها و بتبرير : بس انتِ كل مرة تقولي لي لا تتكلم بصوت عالي على طول عاد انا هالمرة ما تكلمت بصوت عالي بس لمستك .
رفعت يدها لأعلى و حركتها بعشوائية : لا يا شيخ وش تفرق يعني كله يخوف الواحد يدخل يسلم اول مو كذا يهجم .
إبتسمتُ بمتعة : طيب من عيوني توبة آخر مرة ادخل بهالشكل .
بلا تصديق : ايه واضح صدقتك .
نظرتُ إلى كتابها واخذتُ أُقلب به وقد جائتني فكرة
وقفتُ و رفعتُه لأعلى و عيناها مثبتة علي
مشيتُ إلى المطبخ
بينما وصلني صوتها يصحبه الفضول : ناجي ايش رايح تسوي بكتابي بالمطبخ " أدرفت بسخرية " لا تكون ناوي تطبخ فيه
وقفتُ أمام " البوتاجاز " حاولتُ كتم ضحكتي و بجدية : لا بس حاب احرقه لأنه شكلك يزعجني وانتِ تذاكرين و
لم ألحق اتابع حديثي حتى وقفت خلفي و هي تصرخ : لا نااااااااجي كتاااابي
وقفت الضحكة بين شفتي فأبتلعتها ببلعومي وانا أتظاهر بالجدية : اقولك شكلك سد لي نفسي لازم احرق الكتاب و ارتاح
أخذت تقفز بالرغم من أني لستُ طويلاً إلا أني أطول منها
و كلما قفزت أرفع يدي لأعلى أكثر حتى برزت عروقي بوضوح
قالت وهي تضربني بصدري بخفة : ناجي بلا غباء احنا كبار عن هالهبل يلا اعطيني كتابي .
رفعتُ كتفي لأعلى واخفضته و ببرود : عادي انا توي صغيرون بالعشرينات انتِ العجيزة بالثلاثين يلا روحي ابغى احرق الكتاب
عبس وجهها قليلاً فعلمتُ أن الأمور قد إلتبست عليها ظنت أني أريد جرحها بأني اصغر منها عمرًا لكني نطقتُ بما نطقت بعفوية و بلا تفكير
كنتُ سأُوضح الأمر إلا انها سحبت خطواتها بعيدًا عن المطبخ وبكل هدوء
لماذا بكل أمر بيننا تستسلم وتسحب خطاها
لما دائمًا تفهم الأمور بشكل خاطىء
لما دائمًا تعزف انغام البكاء
اما قحطت عيناكِ دمعًا يا عزوف
سمعتُ صوت ضرباتِ صندلٍ بالأرض
رفعتُ عيني إلى الباب لأجدها واقفة و ترتدي بأقدامها صندل كعبٍ طويل جدًا , تغيرت معالم وجهها و بقهر : افففف لما لبست الصندل نزلت الكتاب .
كركرتُ بشدة و كأني لم أضحك بحياتي مطلقًا
لقد خابت ظنوني
هي لم تأخذ كلماتي على محمل الجد
بل أرادت ان تأخذ الكتاب مني
نظرت إلي بإستغراب : اشبك تضحك ؟! من جدي ترى جيت آخذ كتابي , الأهون تحرقني ولا تحرق كتابي .
إقتربتُ منها وادخلتُ أصابعي تحت ذراعها لأحبسها بصدري
و خلخلتُ بأصابعي خصلات شعرها و بهمس : مجنون انا لو حرقتك , بموت وراكِ .
بتساؤل : ليش ؟
بقسوة : تدرين القاتل مصيره يالقصاص يالدية يالعفو و اعرف اختك الكبيرة على طول بتقول قصاص و بعدين بموت ما ني مستغني عن نفسي بسهولة " و بسخرية " و كله عشانك وانتِ ما تسوين .
دفنت نفسها بصدري أكثر و هي تدفن شهقتها
اردفتُ بذات القسوة : فأحرق كتابك عشان تهتمين لشكلك اكثر اهون علي من حرقك و قصاصي وراك , انا وراي حياة طويلة وتوي صغير على الموت .
حتى صدرت شهقاتها و تعالت آهاتها و آناتها
إبكــي يا عزوف وأفرغي ألم صدرك بصدري
لأشاركك البكاء بصمت .


*

*


و إلى متى القسوة يا ناجي ؟
أي سفاح انت ؟ أي جلمود و قاتل ؟
كفى تعسفًا, ظلمًا و قهرًا
كفى إجحافًا و جلافة
مللتُ هذه الحياة
مللتٌ دور الوهن
ألم يكتب لي يومًا أكون فيه قويةً شديدة البأس ؟

***

كنتُ في صغيري كالطير ارفرفُ بأجنحتي أتمايل مع الرياح لليمين و الشمال
كنتُ في طفولي شقية لا أمّلُ من اللعب
وهالآن أصبحتُ إمرأة كُسرت جنحانها لتقبع بمكانٍ واحد لا تستطيع الحراك
أصبحتُ هادئة لأبعد حد , كسيرةُ الداخل قويةَ الخارج
و بدأت قصتي حينما أصر هو أني دنستُ بثوبي مع " علي " او مع غيره
و أصررتُ أنا أني عفيفة لم أخنع بثوبي قط


*

*


أغلقتُ الدولاب الذي كنتُ أتناول منه ملابسي بقوة , إلتفتُ بإتجاهك و وقفتُ من على الأرض وانا أكتف يداي إلى صدري و بقهر و دفاع : والله اني شريفة و اذا ما انت مصدق قدامك المستشفيات تثبت براءتي
حينها نظرت إلي من أعلاي لأسفلي بنظراتٍ ملؤها الإستهزاء و السخرية المخلوطة بالتكذيب : واثقة انهم بيوقفون بصفك اخاف تاخذي على راسك و تندمي ساعتها لا أنا برحمك ولا مجتمعك
أشرتُ إليك بسبابتي و الغضب قد وصل إلى أخمص اقدامي : اقسم بالله لو تكلمت عني بسوء والله ما تلوم الا نفسك يا معن
حركت يدك بالهواء و بلامبالاة : من يومك بس تقسمين و تحلفين ولا تسوين شي و ترضين بالأمر الواقع
إقتربتُ منك على مضض و بتهديد :لا هالمرة بنفذ تهديدي الا شرفي ويل ويلك ان شوهت سمعتي وانا بريئة
بذات نظرات السخرية : والله الي يخليكِ تهددين من الحين يثبت بالفعل انك رخيصة و زبالة المجتمع .
جلستُ على السرير بجانبك و رفعتُ يدي لأعلى لتنطبق على وجنتك الخشنة
لكنك أمسكت بيدي و أعتصرتها بقوة و جالت عيناك بتفاصيل وجهي همست حينها بضعفٍ لم أعهده منك : حرام هالدنس يتغطى بأطنان البراءة .
أتدري حينها لم أهتم بما قلته لأنني وبكل سهولة لم أخنع بثوبي وقد كنتُ على ثقة من هذا
لكن وقتها لو كان بوسعي أن أدخل أصابعي بعينيك لأنتشل الضعف منهما لفعلت
لم أكن أريدك ان تصبح واهنًا ليوم واحد
فمقلتيك لا يليق بهما إلا السلطة
تبادلنا النظرات مدةً طويلة
كانت عيناي حادة تحاول بث الحقيقة إلى دواخلك
و عيناك ضعيفة ترفض أي حقيقة وتصدق كذبًا لا محل له
وضعت أصابعك بخلفية رقبتي و سحبتني ببطىء إليك حتى أصبحتُ فوقك
لثمت ما بين عيناي
و نزلت يديك إلى ظهري , فطبطبت عليه , وشددتني إلى صدرك
و أخذت تلثم شعري و تستنشق رائحته
بهمس : غمضي عيونك وعيشي اللحظة معاي , اتمنى من قلبي ما تكون آخر لحظة لنا , لانه الطب ان انكر شرفك ساعتها ما لك بالقلب مكان .
حينها إنتفض جسدي برعب , و أنا أتخيل لو أن الطب أنكر طهارتي
نفضتُ رأسي و أنا أطردُ هذه الأفكار فمن المؤكد أني طاهرةً عفيفة
و أغمضتُ عيني كما طلبت مني
أما أنت بكل لحظة كنت تشدني إليك أكثرٌ فأكثر
كنتُ أستمع إلى ضربات قلبك المتفاوتة
و أشعر بأنفاسك الملتهبة
و أنتظمت أنفاسنا مع بعض
و تطابقت الأجفان
في سباتِ عميق من بعدِ وسن .


*

*


كنتُ أسترق النظر إليها ما بين الفنية و الأخرى من تحت نظارتي التي ارتديها حال العمل
في بداية الأمر كانت شاردة الذهن
ومن بعدها تجهمت ملامحها
و انتهى المطاف بدموعها المتساقطة على وجنتيها الناعمتين
ما الذي يبكيها ؟ أعطرة القوية تبكي ؟ أهذه هي زوجتي ؟
لم أستطع أن أبعد نظراتي عن تفاصيلها
لم أستطع أن أكون جلفًا بِحُضرةِ أُجاجها
إنقبض قلبي وفقدتُ التركيز
هي لا تبكي إلا بالمصاعب و المصائب
فمابالها تبكي الآن
ما بالها تكتب لعينيها الشقاء
و ما بالها ترسم خطوط التعاسة
و ما بال ضربات قلبي لا تستكين
شيءً ما بقلبي يقول تحرر من قيود الكرسي
و آخر بعقلي يتشبث بالكرسي و يُحرم مقربتها
مررتُ بلساني على شفتي و تلبستُ رداء القوة , و بسخرية : خير على وش تبكين هالحين يا النكدة ؟
إرتجف جسدها حينما سمعت صوتي
يبدو انها لم تشعر بنظراتي المصوبة بإتجاهها دون غيرها
وضعت يدها بخدها و مسحت دموعها بعشوائية و بتبرير : لا بس تذكرت موقف من مسلسل بطلته توفت وبكيت .
حركتُ رأسي للأعلى والأسفل و كأني إقتنعت و أنا الذي لم يقنعني حديثها هذا
فهي لا تبكي لأجل دراما و لا تبكي لأجل وفاة شخصٍ ما إن لم يكن مقربٌ إليها
هي لا تبكي إلا بالشدائد و كأن بها قحط دموع
دائمًا ما تتلحف عينيها بغشاوةٍ ضبابية من الدموع
و لكنها لا تنجذ لتسقط على وجنتيها
ليس لقحط دموع إنما لكبرياءِ أنثى
لم أرد إحراجها بالرغم من فضولي
إلا أني لا أحبذ رؤيتها كسيرة البأس إلا حينما يستدعي الأمر
لا أحبها تنكسر إلا لأجلي أما لغيري أريدها قويةً لا تضعف
صلبت طولها و توجهت إلى الطاولة بمنتصف الحجرة
مسحت دمعها
وتوجهت إلى المرآة التسرحية
و ضعت يدها بفمها عندما رأت مظهرها , إلتفت بإتجاهي
تتأكد هل أنظر إليها ام لا
ولا تدري اني أنظر إليها من تحت عدسة النظارة
حينها تنفست بإرتياح و خطت نحو دورة المياه " أكرمكم الله "
فأسندتُ وجنتي على يدي و تنهدتُ بضيق
قمت من على الكرسي لأستعد للعمل الآن الساعة السادسة والنصف صباحًا .


***

مد إلي الملف الأسود و بأمر : وضعه بمكانه
فإنتصبتُ واقفًا و توجهتُ إلى المكتب لأاضع الكتاب بين رفوفه
قام هو من على الكرسي يمشي من أمامي و أنا من خلفه
إلى حيث شركته التي عملي بها " قهوجي "
و مضينا إلى خارج القصر إلى حيث وقوف سيارة السائق
إلا أنه استوقفني قائلاً : اسمع يالظانع دام بنيتك الله يحفظها لك شغالةٍ إلنا فلزوم تعيش بالقصر مع بقية الخدم
ولها غرفةٍ خاصةٍ إبها .
ما الذي تفكر به يا عبدالقوي ؟ أتريدها قريبةً منك ؟ أهل تخاف ان تُظهر ضعفك لإمرأة وانت الذي تطمرهم بالتربةِ أحياء ؟
حركتُ رأسي إيجابًا : ان شاء الله هاليوم اعطيها خبر ما تعتب باب بيتنا لنوم و كانها تريد شوفة وميمتها حياها الله اما نومتها بالقصر عنــدك
ظهر طيف إبتسامة بشفتيه
فتح له السائق باب السيارة الخلفي فدخل
بينما أنا ترجلتُ السيارة بالمقعد المجانب للسائق .


*

*

بكل يوم ازداد شغفًا للقائها
و هل لدردبيس مثلي أن يعشق فاتنةً مثلها
ما الذي اهذي به , أوهل اتحدث عن الحب بين إمرأة و رجل ؟!
و أنا الذي يمقت النساء
أنا الذي يستصغر الرجال العاشقين للنساء
أنا الذي أعيش لأدهسهن
لكنها مختلفة عنهن
إنها حسناءُ فاتنة كحسن تلك الماضية
تلك التي خضعتُ لها
أُعجبتُ بها إلى الذروة
لم أعتقد لوهلة أن شعوري ذاك سيعادُ تارةً أخرى بعد كل هذه السنين
بعدما كنتُ رجلاً و الآن أصبحتُ دردبيسًا يناديه الموت ببوقه
فلتنسى مارسة يا عبدالقوي
فهي إمرأة
و هي في شبابها
بل وهي خادمة لك .


***

حركتُ الملعقة بالحليب الدافىء ليمتزج بالماء و السكر , نظرتُ إلى الساعة الملعقة بالحائط والتي تشير إلى الخامسة و النصف فجرًا
و عدتُ لعالم الذكريات

*

*

سمعتُ صوت الباب يُفتح فتعالت ضرباتُ قلبي
أيعقل أنه هو ؟ ماذا سيفعل لو رآني هاهنا ؟
لم يكن بوسعي التفكير فالوقتُ لايكفي
إختبأتُ بداخل دولاب الملابس
هو مخبأ مفضوح ولكن لا حل آخرٌ لدي
لكن سمعتُ صوت الحارس وهو يهتف : فينك يا بِت ؟
خرجتُ من الدولاب
بينما هو قال بعجلة : ده الواد هزاع في الحتة دي , انتِ لازم تهربي دلوقتي
إبتلعتُ ريقي
و تحركتُ بسرعةٍ هوجاء لخارج الشقة
إلى الأسفل
ولكن صوتُ الأقدام التي تضرب بالأرض
بث لي الخوف فتصلبت قدماي

و للذكرى بقية ..

***

ما أن دخلتُ إلى المدرسة , حتى تأتي إلي بعجل و الإبتسامة تشع بثغرها قائلة : يا هلا بأبلة عُطرة
أنزلتُ الطرحة إلى كتفي وامسكتُ خماري بيدي و أنا أمشي بين زحمة الطالبات إلى الساحة الداخلية
بينما هي تمشي من خلفي وتقول : اشبك يا ابلة مطنشتني كذا ؟
لم أعرها إهتمامًا و وصلتُ إلى الباب الذي يؤدي للساحة الداخلية والذي تجلس من أمامه إحدى " خالات " المدرسة لتمنع الطالبات من الدخول
دخلتُ وأخذت هي تصرخ بالخالة من خلفي تريد الدخول
بهدوء : خليها تدخل يا خالة
حينها أزاحت لها " الخالة "
فدخلت و أبتسمت بسعادة و كانت ستتكلم
إلا أني أعطيتُها ظهري و أنا أدخل إلى المكتب لأُوقع بحضوري اليوم و بتمام الساعة السابعة
و دخلت هي من خلفي
ألقيتُ التحية إلى الوكيلة فردت
و نظرت إلى المسترجلة من خلفي وهي تقول لها : ايش تبغين يا حميدة
إقتربت مني وهي تقول : ابغى ابلة عُطرة
إذًا إسمها " حميدة , وجهتُ نظراتي الى الوكيلة و قلت : هالبنت مزعجتني كثير وتصدر منها تصرفات غير لائقة
هزت الوكيلة رأسها بتفهم وقد وضح على تقاسيم وجهها انها ليست الشكوى الأولى ضد حميدة
بصوتٍ عال : حميدة و بعدين معاكِ يعني تبغينا نعطيك ملفك مرتين وانتِ تنفصلي كمان تبغين الثالثة و لا هالمرة ننقلك لمدرسة ثانية
نظرتُ إليها بإستصغار , واعدتُ أنظاري إلى الوكيلة : المشكلة بالموضوع ما في مدرسة بتقبلها
بينما هي كانت عيناها تقدح قهرًا
وجهت خطابها إلى الوكيلة بقلة أدب : ابلة عُطرة ما عارضت على علاقتي فيها وبالعكس اعطيتها هدية و رضيت فيها .
رفعتُ حاجبي و بسخرية : انا رضيت بعلاقتي فيكِ ! بالعكس انا دايمًا اتهرب منك و الهدية لما قبلتها قبلتها من طفشي منك لاني ابغاكِ تبعدي عني بأي طريقة فما كان قدامي الا اني اقبلها
بإعتذار : معليش يا عُطرة و هالطالبة من زمان وهي كذا
إنسحبتُ من المكتب وأنا أستمع إلى تهزيء الوكيلة للطالبة
المعضلة بمدارسنا ان الطالبة المسترجلة أو من تمادت بحرماتِ دينها
تعاقب بالفصل لمدة ثلاثِ ايام ثم تعود وكأنها لم تقترف ذنبًا
و تعتبر مدة العقوبة عطلةً لها
أي أنها تسعد بهذا
ما يهم بالأمر أني سأرتاحُ منها .

***

صوت الأذآن يصدح بالأرجاء , ليملأ القلوب روحانيةً و صفاء
لتنقشع غمامة الحزن و الشقاء من وجوه الفقراءِ و الأغنياء
و يدبر الشيطانٌ بعيدًا
لتلين القلوبٌ من بعد جفاء
أجلس تحت المظلة أتغطى من شمس الظهيرة الحارقة
و أنظرُ إليه وهو يترجل السيارة ليأتي بأنهار من الجامعة
ناديته : محمد تعال
تقدم الخطى نحوي و مسح العرق عن جبينه بأصابعه
نظرتُ إلى الخاتم بين اصابعه
خاتمٌ يحمل رموزًا غريبة
أشرتُ إلى الخاتم وقد نسيتُ ما أريده منه : هالخاتم من زمان اشوفه بأصابعك ما شاء الله حلو من وين اشترتيه ؟
نظر إلى الخاتم بأصابعه و رفع كتفه لأعلى : والله مدري يا استاذ جلال من زمان وهالخاتم عندي يمكن ورثته من امي او ابوي
لمس الخادم بأصابعه و بنظرةٍ لآمعة : لو كنت اقدر كان عطيتك ياه يا استاذ لكن احس هالخاتم له قصة معاي ولا اقدر اتخلى عنه بسهولة
حركتُ رأسي بالموافقة : لا اصلاً ماني بماخذه منك , بس عطني ياه مدة بحاول افصل مثله لأنه عاجبني كثير ما شاء الله
خلع الخاتم ذا الرموز الغريبة عن أصابعه ومدهُ لي
أخذتُ الخاتم و شكرته
بينما هو مضى للسيارة و إلى حيث جامعة أنهار .


***

خرجنا من حُجرة " الدكتورة "
نظرت إلي بإستغراب ومدح : ما شاء الله كيف خلصتِ البحث بهاذي السرعة واعطيتيه للدكتورة قبل موعده .
إبتسمتُ لها و بتفاخر : أعجبك انا .
ضحكت وهي تضربني على كتفي و تقول : بسحب مدحتي ترى
إبتسمتُ لها أو بالأحرى له فكميةُ سعادتي بهِ لا تضاهيها سعادة
أجمل شعور هو أن يكون هنالك من يهتم لأدق تفاصيلك ويحاول رسم الإبتسامة بشفتيك
و " معن " قد نجح بهذا
ماذا عساي أن أفعل فقلبي يزداد هيامًا بهِ ؟ وعقلي يرفض كل ما يمليه علي قلبي .

***
سحبتُها من يدها بقوة و هي أخذت تصرخ و تحاول فك حصاري عنها لكني كنتُ الأقوى
رميتها على العشب بجلافة
و أخذت هيا تمسح ركبتيها بألم
رفعت خصلات شعرها الأحمر الملتصقة على وجهها بسبب الدموع
بينما عمي نظر إلينا ببرود وكأني لم أفعل بها شيء و قال : مالك بتضربها يا جهاد هيا عملتلك ايه ؟
أشرتُ عليهاو بصقتُ بوجهها و نظرتُ إلى عمي و بحنق : الكلبة دي كدبت علينا ما ادتهولو حاجة ابدًا
بتساؤل : بتتكلم عن مين ؟
و أنا أرص على اسناني و بقهر : عن ركاض ياعمو ربيع هيا , الكلبة دي كانت بترمي المخدر بالمغسلة و تكدب عليا و تئول انها بتديهالو .
قُبضت أسارير وجهه و قُطب حاجباه و بصوت قوي : وانتا اعمى ماتشفش ؟
بترير : ما عرفش يا عمو هيا بتحضروا تحت عنيا و بعدينا بقى بترميه بالمغسلة .
تعالت شهقاتها و بصوتٍ ضعيف : سامحني يا عمو ماكنتش اقصد
صغر عينيه وبتساؤل : انتِ بتحبيه يا مي مش صح كده ؟
حركت أصابعها بالنفي و هزت رأسها برفض : لا مابحبهوش ياعمو انا بحبكو وهوا مسلم وانا بحب كنستي أوي مش سهل عليا احبو و مش سهل عليا احب عيلة كان لها ايد بموت بابا و جدو .
حرك سبابته لأعلى و اسفل و بتحذير : خدي بالك يا مي منو و انتبهي تحبيه انتوا مش عايزين تريحو من الحياة و بموتهم هنعمل احلى فرح و هنهيص
أومأت برأسها موافقةً : حاضر يا عمو هاخد بنصحتك وانا اصلاً مستحيل احبو هو مايستحقش حبي لو .
بتساؤل : طَبْ انتِ ليه ما ادتهالوش المخدر ؟
حكت شعرها و لعقت شفتيها أدخلت أصابعها المزرقة من شدة البرد من تحت قميصها البني و نفخت هواءً من صدرها و بهدوء : امس بس عملت كده اما اول كنت بعطيه و امس عملت كده لانو العصير الي عملتهالو ما يعجبو
قال جهاد بإندفاع : عمال تكدبي على عمو انا متأكد انك مادتهوش اي حاجة وعشان كده هوا ما ادمن واحتاج جرعة اكبر من الي قبلو
بدفاع عنها : خلاص يا جهاد اسكت بقى , و يلا يا حبيبتي مي عاوزكِ ترتاحي
قامت من على الأرض و هي تترنح بخطواتها
أما أنا إندفعتُ صارخًا : انا متأكد انها بتكدب ياعمو
بهدوء : اسمع يا جهاد عاوزك تراقبها و ادا ما ادتهالو تعالا و قولي أصلها كده كده متهمناش ابدًا موتها وحياتها ما بيفرئش .
هززتُ رأسي بالموافقة و مضيتُ مبتعدًا عن الحديقة إلى داخل المنزل .


*

*

كادا أن يكشفاني على حقيقتي
كادا أن يعلما أني أشتعل حبًا
بكيدك بي يا ركاض سأُقتل حية
أحببتُك و لا حولك أي إيجابية
فكل السلبيات تحيطك عن يمينك و عن شمالك
ومن فوقك و تحتك و بالرغم من هذا أحببتُك
و لا أدري ما السبب ؟!


***

طوال هذا اليوم و أنا أتهرب منه و أتحاشى الجلوس مع " متعب " لئلا أجلس معه
و لكنه الآن يهتف بإسمي و أنا أُعطيه ظهري ومن العيب ان اكمل طريقي دون الإلتفات له
حسنًا سأوهمه أني لم أسمعه
حاولتُ تسريع خطواتي و كأني بعجلةٍ من أمري و أنا أهرب بأقدامي بعيدًا عنه وبعيدًا عن الماضي المُر غير المستساغ
و بسبيلي نادتني إحدى الممرضات فتوقفت خطواتي و إستدرتُ إليها و بتساؤل : نعم وش فيه ؟
أشارت للخلف وهي تقول : مستر مشعل
و رفع " مشعل " يده لأعلى و رسم إبتسامة بشفتيه : ناجي تعال يا رجال ابيك من ساع اناديك
نظرتُ إلى الممرضة التي تعطيني ظهرها بحنق
و إستدرتُ بإتجاهه
إقتربتُ منه و أقترب مني حتى اصبحنا بمنتصف الطريق
مد يده إلي يصافحني : كيفك يا ناجي عسى ما شر اليوم لا انا و لا متعب شفناك ؟
بتبرير : الحمدلله بخير و صحة وسلامة ما به شر لكن شوي انشغلت بالولادات وكذا يعني .
ضربني بكتفي وهو يضحك : ايا القاطع مشغول بالولادات هاه و انا من دقايق سائل عن مواعيدك طلعت مسوي ولادتين ومن اول و عندك ثلاث مراجعات على المغرب .
إبتسمتُ بتوتر
بينما هو قال بإبتسامة و روحٍ مرحة : خلاص خلاص مسامحك ماله داعي الإعتذار .
أبعدتُ يده عن كتفي و بمزح : من قايلك اني بعتذر اصلاً اقول يلا امش من هناك .
أمسك بيدي وهو يتجه للمصاعد و بتعالي مصطنع : احم طبعًا انا الإستشاري مشعل بشحمه و لحمه بعزمك على قهوة انت و صديقك متيعب .
ضحكتُ من نبرة صوته , أما قلبي فكان يبكي من الموقف
ما الذي تريده يا " مشعل " هل فهمت ؟
صعدنا إلى حيث حُجرته
و كان بالداخل " متعب " ينتظرنا
ألقينا التحية
و جلستُ على الكرسي من أمامه
أما مشعل فأخذ يُجهز القهوة
نظرتُ إليه وبسخرية : يا مال الفقر , آخرتها تسوي القهوة هنا بدل ما تشتري من الكافتيريا .
بذات تفاخره : من قدك الإستشاري مشعل
قاطعته بملل : بشحمه ولحمه يسويلك قهوة
ضحك متعب وهو ينظر إلينا و يقول : العقل نعمة
بإستهزاء : اكرمنا بسكوتك يالعاقل
وضع مشعل أحد الأكواب أمام متعب وأخذ يحضر الآخر : اعترف يا متعب ماني بإستشاري ناجح
قال متعب وهو ينظر إليه : ايه والله ما شاء الله عليك الكل يشهدلك بالهشي وانا اشهد " وجه الخطاب لي " تخيل يا ناجي مرة كنت احس بضيقة من شي خاص
و اصر مشعل الا الا اقوله وش سالفتي فقلت له كلها كم ساعة و حسيت بالراحة .
ضرب مشعل على صدره : احم احم شفتوا كيف ؟
نظرتُ إليه بنصف عيني : أشك في كونك دكتور الصراحة .
رفع متعب سماعة الهاتف من بعد إتصال ومن ثم أغلقه نظر إلي وهو يقول : في ولادة طارئة لك يا ناجي .
صلبتُ طولي و توجهتُ للباب و خرجت ولكني عدتُ لأنظر إلى مشعل و أقول : والله من بخلك جاتني هالولادة يمكن خيرة اخاف تكون محطي سم او حاجة
خرجتُ بسرعة قبل أن يرميني بعلبة المناديل و نزلتُ لأسفل .

*

*

تركتٌ الفنجان البني البلاستيكي
جلستُ امام متعب و بإمتنان : مشكور يا متعب على هالمديح وابيك دوم تمدحني قدامه حتى يثق فيني و يفصح عن نفسه .
إرتشف من فنجان القهوة ثم إبتسم : ما بينا شكر يا مشعل و ناجي ان كان فيه شي فالله يشفيه عاجلاً غير آجل .
بهمس : آمين
بعد المعلومات التي قدمها لي متعب عن ناجي
تأكدت ظنوني بأن ناجي يعاني من ضغطٍ نفسي ويحتاج للعلاج بأسرع وقتٍ ممكن
و سأكون سببًا لعلاجه و الله المسبب .

***
قد بدأت أشعةُ الشمس تخف قليلاً يبدو انه لم يتبقى شيء على أذآن العصر
فرشتُ سجادتي بالأرض
وصلني صوته المتساءل : أذّن ؟
نظرتُ إليه بعكس إتجاه القبلة , و بهدوء : مدري لكن الظاهر باقي شوي ويأذن وانا بستنى لين يأذن
هز رأسه إيجابًا , ومن ثم أردف بإندفاع : أغيد عندي فكرة تخرجنا من هنا تساعدني ولا ؟

***


إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع و دائعه .
كونوا بخير $
يمكن الجحيم قصير ويمكن طوله عادي مدري والله لكن الخبر الحلو انه الجحيم القادم بيكون بكرة بإذن الله تعالى .

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 27-09-14, 02:02 PM   المشاركة رقم: 108
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل السادس عشر

 

اعتقد مشعل سوف يعلج ناجي بس يجب على ناجي ان يتقبل انه مريض ويحتاج الى علاج ويمكن شعوره انه سيفقد عزوف يكون هو المشجع لكي يتعالج

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 28-09-14, 07:30 AM   المشاركة رقم: 109
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل السادس عشر

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar مشاهدة المشاركة
   اعتقد مشعل سوف يعلج ناجي بس يجب على ناجي ان يتقبل انه مريض ويحتاج الى علاج ويمكن شعوره انه سيفقد عزوف يكون هو المشجع لكي يتعالج


*

*

*

هلا بك يا اخوي ..

إن شاء الله يتعالج

بس هو بالفعل لو يفكر برضى و زعل عزوف كان من اول تعالج :)


أنرت | $


*

*


*

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 28-09-14, 02:54 PM   المشاركة رقم: 110
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل السابع عشر

 
دعوه لزيارة موضوعي

ما أحقر الدنيا و ما أغبى الحياة

فالحب في الدنيا كأثواب العراة

فإذا صعدتم للسماء..

سترون أن العمر وقت ضائع وسط الضباب..

سترون أن الناس صارت كالذئاب

سترون أن الناس ضاعت في متاهات الخداع..

سترون أن الأرض تمشي للضياع

سترون أشباح الضمائر

في الفضاء.. تمزقت

سترون آلام الضحايا

في السكون.. تراكمت

و إذا صعدتم للسماء..

سترون كل الكون في مرآتنا

سترون وجه الأرض في أحزاننا..


أما أنا

فأعيش وحدي في السماء

فيها الوفاء

و الأرض تفتقد الوفاء

ما أجمل الأيام في دنيا السحاب..

لا غدر فيها, لا خداع, و لا ذئاب


لـ فاروق جويدة


الجحيـــم

إهـــــــــداء إلى :

أبداع انثى , لمتابعتها المستمرة :)
Delo-ib , لمتابعتها الشيقة :)
ندى الفجر , لمتابعتها المستمرة و روحها المرحة
احلام الهناء , لتوقعتها الجميلة و لتوقعها الصحيح بشأن المجهول و انهار :)


( 18 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **




قد بدأت أشعةُ الشمس تخف قليلاً يبدو انه لم يتبقى شيء على أذآن العصر
فرشتُ سجادتي بالأرض
وصلني صوته المتساءل : أذّن ؟
نظرتُ إليه بعكس إتجاه القبلة , و بهدوء : مدري لكن الظاهر باقي شوي ويأذن وانا بستنى لين يأذن
هز رأسه إيجابًا , ومن ثم أردف بإندفاع : أغيد عندي فكرة تخرجنا من هنا تساعدني ولا ؟
عقدتُ حاجبي و بإستغراب : كيــف ؟
قام من على الأرض وجلس أمامي و ألتف بعض المبتورين حولنا : إسمع انا و أي واحد من المبتورين بنقوم نضارب مع بعض لدرجة نمثل عليهم اننا بنقتل بعض وهم طبعًا ماهم ناقصين جثث و مشاكل
فعشان كذا بيفكوا ما بيننا و بهالأثناء انت تحاول تشرد دور على الكاسر او اي ضابط و اشتكي عليهم و دله على البيت و قله انهم تجار مخدرات قله كل شي و بكل صراحة , هاه و ش رايك ؟
بتردد و أنا ألعب بأزارير قميصي الرمادي : بس الشرطة كذا بتعرف سالفتنا
بغضب و صوت شبه عال : اوووه يا اغيد خلهم يعرفون انت ليش كذا جبان وش فيها لا عرفوا ولا تقول كثير عايشين مثل حياتنا و بيتورطون لا إن شاء الله محد منا يتورط
والله يوقف مع المظلوم فلا تصير خواف كذا و تشيل هم على اتفه الأمور .
إلتزمتُ بالصمت و كأن بصرصور الليل يحوم من حولي و يصدر صوت صَرْصَرَةٍ و عرير
بينما تقدم أحد المبتورين بالحديث و الذي يبدو أنه أصغر مني سنًا : انا معك يا هزيم حنا ما عندنا صبر اكثر خلاص نبي نشوف حياتنا واللي كاتبه ربي بيصير .
ربت هزيم على كتف المبتور و نظر إلي : هاه وش قلت يا اغيد , و تأكد كل ما كتبه لنا ربي خير .
أومأتُ برأسي إيجابًا و أنا غير مقتنع .


***

بعدما إنتهينا من صلاة العصر عُدنا لمقاعدنا بالشعبة
إبتسمت لي كعادتها منذ ان عرفتها وبتساؤل : دقيتي على الشيخ ؟
إبتسمتُ لها بهدوء و بضحكةٍ خافتة : شكلك زهايمرية مثلي ما عطيتني الرقم يا نسرين
رفعت حاجبها و بإستعجاب : من جدك ؟
بتأكيد : والله
بغير قناعة : لا مدامك زهايمرية يمكن عطيتك وانتِ نسيتي
هززتُ رأسي بالرفض و بإنكار : متأكدة انِك ما اعطيتيني
أخرجت هاتفها المحمول من حقيبتها البيضاء : أسمعي طلعي جوالك بنقلك الأرقام
أخرجتُ هاتفي من حقيبتي البنية وأخذت تُملي علي بالأرقام
أشعر بالبرود من هذه الناحية و لا أرى أي فائدة من إخباري للشيوخ بحالتي
و حال انتهائنا إبتسمت لي قائلة : قوليلهم عن كل شي و صدقيني بتحصلين الحل ما في مشكلة بهالدنيا مالها حل و إن كان ما بيدهم الحل فتأكدي الحل عند الله عزوجل
انا مو عارفة وش هي مشكلتك بالضبط , اذا كان العقم منك او منه لكن صدقيني كل شي له حل و كل شي خيرة لك .
إبتسمتُ إبتسامةً باهتة لا معنى لها إلا المجاملة : إن شاء الله بتصل و بشوف .
تظن أن الأمر متوقف عند العقم , الأمر أكبر من هذه المرحلة بمراحل عدة
هو بالأصل لم يعاملني كزوجة و لا لمرة واحدة
لم يأخذ حقوقه مني و انا التي طلبتُ أخذها ملايين المرات
لا اعتقد أن الحل عند الشيوخ
أعتقد فقط أنهم سيغطوني برداء الأمل الذي آخره القنوط و اليأس
و لكن سأجرب حظي .


***

أخذتُ أدير الكرسي بعجلاته لليمين و الشمال و بإبتسامة و الهاتف يستقر ما بين كتفي و أذني : يعني كيف عجبك الشغل يا قلبي
بصوتها الخجول : ايه كثير عجبني , شكرًا الكاسر .
و انا أحرك رأسي بـ " لا " و كأنها تراني : وش قلنا على شكرًا ما قلت لك مالها داعي احس لسانك متمسك بالكلمة بشدة .
ضحكت بخجل
إتسعت إبتسامتي : لبى الضحكة و راعيتها يا ناس .
توقفتُ عن الحديث حالما سمعتُ طرق الباب و بهمس : يلا مع السلامة يا هوازن وراي شغل .
و دون سماع ردها اغلقت , و أذنتُ للطارق بالدخول
دخل أحمد بقامته الممشوقة و بصوته الجهور ألقى التحية فرددتُها من خلفه كاملة
جلس على الكرسي الجلدي و بإبتسامة : الحمدلله يا الكاسر تم مراقبة الطريقين اللاحقين بضبا و هالرقابة بتكون كل يوم حتى نمسكهم .
مسحتُ على لحيتي و بهدوء : الحمدلله , لكن اخاف مدخلينه بطرق شرعية .
بغير فهم : كيف يعني يتعاملون مع الجمارك ؟
أومأت برأسي موافقةً
بينما هو حرك سبابته بالنفي : لا ما اظن جمارك ما اظن انه في خونة عندنا استبعد هالفكرة الأغلب انهم مدخلينه تهريب و لا حتى يمرون بالجمارك .
أرحتُ يدي على المكتب و بهمس : الله الأعلم .

***

تبقى القليل على صلاة العصر و انا أعتكف بسجادتي أنتظر الأذآن و الإقامة للصلاة و دائمًا بإنتظاري تصاحبني الذكريات
و أعود بذاكرتي للوراء سنينًا طويلة
*

ولكن صوتُ الأقدام التي تضرب بالأرض
بث لي الخوف فتصلبت قدماي
دفعني الحارس من ظهري لأعلى الدرج
فصدعتُ إلى الدور الأعلى من دور هزاع
بينما هزاع صعد لدوره
تنفستُ الصعداء
تالله لقد أوشك على رؤيتي
ما الذي كنتُ سأفلعه لو أنه رائني ؟
الحمدلله لقد نجوتُ بإعجوبة
فما كان بينه وبيني إلا خطوتين لا أكثر
أمسكتُ بدرابزين الدرج و أنا أنظر لأسفل
بعدما تأكدتُ من دخوله لشقته و إغلاقه للباب
نزلتُ الدرجات على مضض
رفع الحارس يده لأعلى و هو يحثني على متابعة النزول
فنزلت بسرعة من دور هزاع إلى خارج العمارة و منه إلى سيارة الأجرة .


و للذكرى بقية .

***

اليوم لن أذهب إلى منزله أخاف حال ذهابي يرغمني أخي " جهاد " على إعطائه للمخدر و أنا لا أريد فعل هذا
لذلك سأمثل دور المريضة أمامهم لئلا أذهب إليه , أنظر يا ركاض إلى أي حدٍ أفكر بك و إلى أي حدٍ تتلاعب بي
أكبر خطيئة إرتكبتها هي حبي له من بين كل الرجال
إنتفض جسدي على ضجيج هاتفي المحمول بنغمة " الراب " دائمًا ما اغير الموسيقى بحسب مزاجي واليوم مزاجي متكعر كتعكر هذا الفن الذي لا يهتم لا للصوت ولا للحن
أدخلتُ يدي تحت الوسادة لأجتذب هاتفي
نظرتُ إلى الشاشة التي تضيء بإسمه " روكي "
تنهدتُ بضيق و أخذتُ أركز بحروف إسمه بلا أي هدفٍ يُذكر
و طالت المدة وهو ما زال يُلح على الإتصال بلا كللٍ أو ملل
لكني وضعتُ الهاتف على الصامت و خبأتُه تحت الوسادة
أغمضتُ عيني ولكن طرق الباب لم يدعني أنام قلتُ بضجر : ميــن ؟
فإذا بصوت جهاد جعلني أنتفض برعب
بسرعة هوجاء نفشتُ شعري
و تناولت منديلاً أضعه بأنفي
و بصوتٍ خافت : ادخل .
دخل إلى الحجرة و ظل واقفًا عند الباب , رفع هاتفه المحمول لأعلى : ركاض من اول عَمال يتصل بيكي , ليه ما ترديش عليه ؟
أدخلتُ يدي من تحت الوسادة وأخرجتُ هاتفي , رسمتُ على ملامحي علامات الصدمة : آه دهوت اتصل عليا كتير ماكنتش عارفة انا محطية موبايلي سايلنت علشاني شوية عيانة ومش قدرة اقوم من فراشي .
رفع حاجبه و بنبرة شك : بس اول ما دقيت الباب كان صوتك كويس انتِ بتدحكِ عليا يا بِت يا مي , ايه الي حصلك دلوقتي ؟
إبتلعتُ ريقي و شتتُ عيناي بعيدًا عنه ليفارقني الخوف منه : انتا ما كنتش وخد بالك مني , بس انا بجد عيانة و النهاردة هجلس على السرير أصْلي مزكمة اوي .
إقترب من السرير شيئًا في شيئًا و بكل خطوة من خطوات إقترابه كنتُ أتمنى لو أنه بوسعي أن أختفي
أصبح أمامي تمامًا
عانقت أصابعه فراشي بقوة
حاصرني بخصري من كلتا الجهتين
نطق من بين أسنانه بقهر : ماشي يا مي انا عارف انك مش عيانة بس هعديها لكي اليوم ده و من بكرة هتيدي المخدر غصبًا عنك .
ترك لحافي و راح لجهة الباب اوصده بقوة و خرج .
لقد علم بما أخطط
حسنًا الأهم من هذا أني اليوم لن أعطي لركاض هذا السم
و لكن بالغد ما الذي سيحدث ؟
أشعر أني حياتي ستنتهي على يدي أخي جهاد و عمي ربيع و كله بسبب ركاض المخادع
و من غبائي أني أعلم ان نهايتي لا ولن تكون إلا على يديه
و ألازم طقوس حبه وجذريات عشقه .

*

*


خرجتُ من غرفتها
و ذاك ركاض الحقير لا زال يتصل عليها
رددتُ عليه و أنا أكبح غضبي و أرد بهدوء : اهلاً يا ركاض
بإندفاع : وينها اختك وش فيها ما ترد علي ؟
بتبرير : هيا نيمة لانها عيانة شوية كده , عندها رشح كلها يوم و هتصير كويسة و من بكرة هتشوفها عندك يا رميو ما تخفش .
بزغ بصوته القليل من خوف : متأكد انها شوية تعبانة لو حسيتها تعبانة كثير خذها للمستشفى لا تخلي المرض يزيد عليها .
بإبتسامة سخرية : متشكر يا ركاض على اهتمامك بميمي , و صدقني هيا مش عيانة قوي عوزك تنسى الموضوع ده و تحط تركيزك بالجامعة ده هوا آخر عام لك لازم تجتهد علشان باباك و ممتك يفرحوا بيك .
بإطمئنان : إن شاء الله , لو صحيت سلملي عليها .
نزلتُ درجات السلم : اوكي .
أغلق الهاتف بوجهي دون ان يخبرني انه سيغلق
كم هو متغطرس و متعجرف .

***

هتفتُ امي صائمة بإسمي , فتركتُ الملعقة الخشبية بالقدر و أشرتُ لإحدى الخادمات ان تهتم بالطبخة ريثما أرى ما تريده امي مني
خرجتُ من المطبخ و وجدتُها واقفة بجانب الباب , بتساؤل : وش بغيتي يمه ؟
سحبتني من يدي وأمرتني أن أغطي نفسي بخماري , قطعنا مسافة طويلة إلى خارج القصر فإلى العشب ومنه إلى منزلنا
دخلنا و أغلقت الباب
نظرت إلي وبصوتٍ غاضب : ليه يا مارسة مرخصة كذا بنفسك ليه يا بنيتي ؟
بضجر : وش فيك يا يمه سبق و تكلمنا عن هالموضوع و رضيتي وش اللي غير رايك هالحين و خلاك تردي لنفس السالفة .
بقهر : الي غير رآيي أبوك يا مارسة متصل يقول هاليوم لا رجع من الشركة يبيك تكوني ببيت عبدالقوي وانه عبدالقوي مخصص لك غرفة مع بقية الخدم ويبيك تنامي إبها , واضحة يا بنيتي انه يبيك بقربه
ليه يا بنيتي مرخصة بنفسك كذيا وش تريدي بهالعجيزان الشايب و انتِ قدامك الحياة .
بإبتسامة باهتة : راضية فيه يا يمه , انتِ ريحي بالك انا اريده و ان شاء الله تكون زيجتنا عن قريب يا يمه , هو مجرد يشور بالزواج انا بوافق .
مسحت عينيها و نفضت رأسها بيأس
إبتعدت عني لداخل المنزل
و بقيت وحدي أبكي على حظي السيء
ولكن أوآسي نفسي بتخيلي لمظهرك أمامي
إنكسارك من بعد جبروتك
و جبروتي من بعد إنكساري
كن بإنتظار المستقبل القريب يا ركاض
عدتُ للقصر لأُعِد وجبة العشاء فلم يتبقى على عودتهم إلا القليل .

***
أخذتُ أقلب هاتفي المحمول بين يدي , وشيءٌ ما يحثني على الإتصال به و آخر ينهاني عن الإتصال
لا أريد الإتصال لا أريده أن يشعر بإهتمامي به و بالوقت نفسه أريد أن أشكره على معروفه
الحل المنصف هو أن أرسل له توقف عقلي عند هذه الفكرة
و تحركت أصابعي على الحروف
بينما أفكاري تصلبت عن الكتابة
كتبتُ " شكــرًا " فمسحتها
عدتُ لأكتب " يسلـمو " فمحيتها
و أخيرًا كتبتُ " مشكور " و لكني أيضًا شطبتها
و بالآخر كتبتُ كلمات لم أكن أريد كتابتها و لكني كتبتها " مشكور لكن ابغى افهم وش نهاية هالسماجة " .
و بتردد ضغطُ على إرسال
نعم هذا ما كان يجب علي كتابته حتى لا يتضح إهتمامي به , و بذات الوقت أكون شكرته و علمتُ سبب تصرفاته الغريبة نحوي
هو كان يبغضني فكيف بمدةٍ بسيطة أصبح يحبني
وصلتني رسالة
فتحتها بسرعة و كلي شغفٌ لقراءتها
كُتب بقلبها " العفو , لأني و بإختصار أحبك و الحبيب يحب يشوف حبيبته مرتاحة و فرحانة " .
عقدتُ حاجبي بغير إقتناع من عقلي
و بكل إقتناعٍ من قلبي
و كيف للعقل أن يناقض القلب بالرغم من أنه يعيش بداخله ؟!
كتبتُ له " طيب ما جاوبت وش هي النهاية "
ماهي الا ثواني حتى ارسل
" النهاية ببساطة ان بادلتيني الحب بيتوج حبنا بالزواج و ان لا فكلن بيمشي بدربه انا انسان جاد و ما أحب الهبل " .
بتساؤل " وش يثبت لي انك جاد ؟ "
أرسل لي " اني لو كذبت عليك بشي انتِ غنية و عندك فلوس و ببساطة تقدري تطلعي علي خبر بالجرايد يوديني بخبر كان " .
بذكاء " بس انت بعد غني و اغنى مني يعني بكل بساطة تقدر توقف الجريدة " .
طالت الثواني حتى صارت دقائق و أنا لا زلت أُمسك بالهاتف و انتظر رسالته
و بعد مدة أرسل لي " ههههههههههههههه فطينة ما شاء الله ما تفوتك و الله عاد مدري عنك حبيني و ثقي فيني و خلي الحب والثقة الي بينا هي الي تحكم , و مع السلامة حبيبتي مشغول شوي " .
أعدتُ قراءة رسالته عدة مرات و قد توقفتُ كثيرًاعند كلمة " ما تفوتك "
ما موضع هذه الكلمة من الإعراب ؟
أيعقل انه لم يعتقد ان ردي سيكون هكذا ؟
أكان يعتقد أن أبادله الحب ؟
و أنا بالفعل أبادله ولكني لم أُصرح بهذا .
أشعر بأن كلمته هذه وراءها العديد من المعاني المبهمة والمبطنة
سأحاول النوم و نسيان المكالمة فالآن الساعة الحادية عشر ليلاً .


***
عدتٌ من محلات صياغة الفضة بعد أن جُلت بما يقارب الأربع محلات إستطاع أحد الصائغين أن يأخذ الخاتم وقد وعدني بأن يحاول صياغة خاتمٍ مثله
لا أردي لما أنا مهتم لشأن الخاتم و لا أردي لما السائق محمد متمسكٌ بهذا الخاتم
الخاتم هذا غريب من نوعه يحمل رموزًا أشبه بالطلاسم
رموزًا متشابكة و متداخلة ببعضها لم يتسطع أحدٌ فهمها لذلك لم أعثر على المحل المناسب بوقتٍ قصير
و ما أن دخلتُ لحديقة القصر , حتى تقف " غزال " من على كرسيها
و تتقدم بخطواتها نحوي
سبقتها بالحديث بتبرير موقفي : خرجت عشان ابغى اسوي نسخة من خاتم محمد السواق .
عقدت حاجبها و بإستغراب : اي خاتم ؟
تقدمتُها الخطوات لداخل المنزل وهي تساير خطواتي من خلفي : والله هالخاتم شفته بيد السايق وعجبني بالحيل قلت اسوي مثله لا اكثر و لا اقل .
بغير رضى : بس يا جلال مرة ثانية لا تخرج الا لما تقولي .
تنهدتُ بضيق , أعيش بحصارٍ معها
لا أدري لما تفعل كل هذا , ولما تراقبني بأدق تفاصيلي
قد حادثتُها و سألتُها عن السبب كثيرًا
لكنها كانت تتضايق و يتجهم وجهها وتحاول الهروب من سؤالي
و لأني لا أريد أن العودة لعملي السابق وحياتي السابقة
ألتزم بالصمت و أدعها وشأنها و أتحمل تصرفاتها اللامستساغة
و عندما دخلتُ للقصر سألتها : انهار نايمة ولا صاحية ؟
أجابت وهي تنظر لأعلى السلالم : اظنها نايمة .
أومأتُ برأسي وتوجهتُ لحجرة النوم .

***

دخلتُ إلى قسم الخدم و بيدي حقيبتي العتيقة التي تحمل أرديةً متواضعة إلى حدٍ كبير
سألتُ إحدى الخادمات الفليبينيات عن حجرتي فأشارت إليها
تحركتُ إلى الحجرة المشار إليها و دخلت
لم أفاجىء من جمال الحجرة فالخارج كان لغةً واضحة عن مكنون الداخل
تركتُ حقيبتي بالأرض و تحركتُ بإتجاه السرير
إستلقيتُ عليه بالعرض و أنا أنظر إلى نقش الجبس بالسقف الشامخ
و أغمضُ عيني إنزعاجًا من الثريا التي تشغل منتصف السقف
ثريا فخمة يغطيها الكرستال من أعلاها لأسفلها
تغير المكان و الأشخاص و حتى الزمان
و لم يتغير قلبي
لم يخفق لغيره
لم تكبر افكاري
تركتُ الماضي بحجرتي
تركتُ خاتمي " الدبلة "
قريبًا سيشغل إصبعي خاتم أباك يا ركاض
سأوهمك حينها أني بسعادة
رغم اني بتعاسة لا يعلمها إلا الله
سأعيش عيشًا رغيدًا طيبًا
سأكون سيدة بعدما كنتُ خادمة
و لكن لا شيء تغير بداخلي
غير أني أنتظرك و أعد الدقائق و الثواني لأقول لك " لا أنتظرك" .
بينما بالأمس كنتُ أنتظرك و أعدُ الدقاقئق والثواني لأقول لك " أنتظرك " .

***

دخلتُ إلى الجناح , وضعتُ مفاتيحي على الطاولة وأخذتُ انظر لها وهي نائمة بعباءتها على الكنبة
جلستُ بجانبها و هززتُها من كتفها : عُزوفي عمري قومي نامي على السرير
تحركت بإنزعاج ومن ثم فتحت أحد عينيها و بتساؤل : الساع كم ؟
إبتسمتُ لها وانا أدير شعرها حول أصابعي : الساعة 12 .
توسعت عيناها وبتعجب : كــــم ؟
و أنا أشد الكلمة : اثنــــــــاعشر
جلست من بعد إستلقاء : من الساعة تسعة وانا نايمة , جيعانة ما تعشيت بروح اطلب من الخدم يطلعلولي اكل , تبغى معايا ؟
حركتُ يدي بالنفي : لا الحمدلله تعشيت بالمستشفى و بعدين ما قد شفت احد يصحى من النوم جيعان
مشت بإتجاه اللاسيلكي و قالت بلامبالاة : عاد كل شي معاي يصير " ثم طلبت من الخادمة إحضار الطعام "
مددتُ يدي إلى حقيبتها ولكنها سحبتها بسرعة , و خبأتها بصدرها
رفعتُ حاجبي بإستغرابٍ و استنكار لتصرفها : خير اشبك تسحبيها ؟
شدت الحقيبة لصدرها وبحنق : اخاف تشق كتابي
إبتسمتُ رغمًا عني , بكل يوم أتأكد أني على زيجةٍ من طفلة ليس إلا
و يحق لها ان تكون طفلة بهذا العمر , ليس نقصًا بعقلها
و لكن شيءٌ متوقع فهي فقدت امها و اباها بالعاشرة من عمرها
و لم يكن هنالك من يصحح أفعالها و يرشدها
أبي عبدالقوي ينشغل عنا بعمله فما بالكم بهن و هن لسن بناته غير انه لا يطيق البنات مهما حاول ان يكون حنونًا
اما أمي ساجدة كانت تحاول بشتى الطرق ان توفق ما بيننا و لكن هي مهما فعلت ليست بمثابة الأم
حركت يدها اليمنى بتعجب بينما الأخرى متمسكة بالحقيبة : خير ليش متبسم ؟
قمتُ من مكاني و جلستُ بجانبها بينما هي إلتصقت بحافة الكنبة
أدخلتُ يدي ما بين صدرها و الحقيبة و أنا أحاول سحبها , و هي متشبثة بها بكل قوتها
شددتُ الحقيبة بجلافة حتى اصبحت بيدي
أخذت هي تفرك عنقها و اعلى صدرها و تتحلطم بضيق من تصرفاتي
في حين اني فتحتُ حقيبتها واخرجتُ كتابها و أنا أقلب صفحاته
و أنظر إلى خطها المنسق بعكس كتابي عندما كنتُ أدرس
إستغربتُ هدوءها الذي دام فترةً طويلة
و رفعتُ رأسي إليها , بينما هي واجهتني بإندفاع : ناجي ايام زواجنا كنت اشوفك تكتب بكتابك " طفولتي سُلبت " ليش ؟

***
دخلتُ إلى حجرة النوم و كما توقعت و جدتُ الحجرة معتمة تدل على نومها
رددتُ الباب و اهتديتُ بالضوء الداخل من الصالة حتى وصلتُ للسرير
فتحت الأبجورة بجانبي
و أستلقيتُ على السرير , كانت تعطيني ظهرها
و لكني كنتُ بحاجة لتأملها حتى أنام
إعتدتُ انها لو نامت قبلي أتأملها حتى أنام
أعيش ببراءة ملامحها و أحاول طرد الماضي الحمضي و نسيانه
أتخيل لو أن بوسعي أن أعيش معها كأي زوجين
أتخيل لو انها لم تفعل ما فعلت كيف لحياتنا ان تكون
أعتقد بأن حياتنا ستكون حُلوة كحياة أخي الكاسر
اني أفهم أخوتي و أعلم بأن أكثرنا راحة بحياته الزوجية هو الكاسر
اما ناجي فمهما أظهر أعلم بأن حياته يتخللها المرارة ولكن لا أدري ما السبب
إلا أني متأكد أن سبب مرارته لا تضاهي أسباب مرارتي
ظُلمنا كثيرًا بزواجنا من بنات خالي
بالرغم من أني بذلك الوقت كنتُ موافقًا
إلا أن الخطأ واقعٌ منذُ أن خطط أبي عبدالقوي للمستقبل
و قسمنا على بنات خالي
و تركهن " محيراتٌ " لنا إلى أن بلغنا سن الرشد
هنا كانت المعضلة و من هنا بدأ المستقبل يرسم طريقه الأعوج
لم تجمعنا صلاةُ إستخارة
لم نكن مخيرون بل كنا مسيرون
فناجي و عزوف لم يكن يظهر منهما أي كراهية او تواد وبالرغم من هذا جُمعا معًا
و عُطرة كانت تبغضني أشد البغض و حاولتُ أن أزرع حبي بداخل صدرها إلى أن أحبتني
و لكن كل الحب تملص بلحظة و أختفى
او بصحيح العبارة لم يختفي
أعترف أني إلى هذا الحين أُحبها مهما حاولتُ إنكار حبي و إخفائه
منذ زواجي منها لم أرى منها اي سوء
و لكني لا أتقبل فكرة مغفرة خطيئتها و جمع وصالنا
لأني و ببساطة رجل شرقي كبرياءه لا يخنع لمن خنت بثوبها
لأنني و بكل طلاقة رجلٌ بدوي تربى على القسوة و الجلافة
تهذب على الأخلاق و الشيم و القيم
لأنني رجل أحب بإخلاص في دنيا الخداع .
إنقلبت على جانبها الآخر ليصبح وجهها بإتجاهي
إقتربتُ منها و لم يفصلنا عن بعض سوى لحافٍ يدثرها
و راحت بي الذاكرة إلى أرضِ المستشفى
إلى اليوم الذي مات به الحب
إلى يومٍ أرعن
إلى ضريحها
و حياتي بجسد يفتقرُ لروحه

*
*

كان يفصلها عني الستار
تقف بجانبها الطبيبة
لتفصحها وتثبت براءتها و تنفي إدانتها
أًو لتنفي براءتها و تثبت إدانتها
لا أستطيع وصف شعوري بذلك الحين
يومًا كان مقداره خمسين ألف سنة بقلبي
كنتُ أدعي من أعماقِ و غريق قلبي أن تكون طاهرةً عفيفة
أن يكون هنالك خطأٌ ما بظني
و أن يكون إصرارها على عفتها حقًا ليس بباطل
لأول مرة كنتُ أشعر أني رجلٌ هش ضعيفٌ واهن
ينتظر ولا يدري ما نهاية الإنتظار
وكانت النهاية بخروج الطبيبة من وراءِ الستار

...


***


إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير .
الجحيم الجاي اذا قدرت بيكون بعد بكرة يعني يوم الثلاثاء واذا ما قدرت بيكون يوم السبت كالعادة .
على فكرة المقاطع الي ما انذكرت فيه الساعة كم
فالساعة فيها مثل الساعات الي تسبقها في المقاطع الأعلى منها " للتوضيح فقط " .

حساباتي للتواصل :


تويتر : shjo19
آسك : shjo19
بالنسبة للفيس عندي حساب بس ما استعمله كثير الي يبغاه يقولي وبعطيه إن شاء الله ^ _ ^

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجحيم, انتقام, اكشن, بوليسي, بقلمي, غموض, عجوز
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195054.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-04-16 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-04-15 05:57 AM


الساعة الآن 07:52 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية