الفصل الرابع



كانت قد انتهت لتوها من إعداد الحقيبة لتنتظر جير الذي اتفق معها بأنه سيمر عليها في الثامنة ليرحلا الى قصره في الريف . في حين اخبرها السيد جيسون بأن هناك من ينتظرها في البهو.
هبطت ليز لتجد مفاجأة, فلم يكن جير في انتظارها , بل كانت جيسكي.
- مرحباً.. ها نحن نلتقي في نفس المكان ثانية ( قالت ليز )
جيسكي :
- لا داع للترحيب ليز , فأنا اعتبر فرداً من العائلة , بل فرد مهم على ما اظن .

قالتها و هي تضحك عالياً وتنفث دخان سيجرتها في الهواء.
ليز في أدب و هدوء:
- عفواً سيدتي , لم اكن أعلم حقيقة الأمر .. ويبدو ان ظنك في غير محله , فأنا لم أرك في المنزل منذ اسبوعين.ريحانة
جيسكي :
- لقد كان المسكين الذي تحاولين إغراءه مشغولاً , وكذلك أنا , فلم نجد الوقت الكافي لنرى ماتدبرين لهذا البيت.
ليز في هدوء:
- أنا لا اتدبر شراً لنيكول او جده او لأحد.
جيسكي:
- لقد علمت بهذا.. لقد اخبرني جير الصغير , لاشك ان الأمر يستحق التقدير, فأنت لا تضيعين الوقت , فجير اعزب, طيب , ثري, وسيم , وأنا لا ابالي إن كنت تتملقينه او تحبينه , المهم انك استبعدت نيكول من خططك.
منتديات ليلاس
ليز في برود وهدوء:
- انا لا أعلم بالضبط ماتريدين ياسيدتي , لكن ما أعلمه جيداً ان صوتك يصيبني بكثير من الضيق . كما انني اكره رؤية وجهك الثلجي وفظاظتك القميئة .
ارتعدت جيسكي وهي تقول :
- إن فظاظتي تلك طارئة , لم أرثها مثلك من البيئة الوضيعة التي تربيت بها.منتديات ليلاس
ليز:
- قد تكون قريتي متواضعة , لكنها ولاشك تحافظ على اخلاقها للآن , ولا تتسكع فيها الفتيات مثلك!
هبت جيسكس واقفة , ثم تحولت مهرولة الى الباب , في حين صاحت ليز:
- قد يكون من المفيد لك ألا تتكلفي مشقة الحضور لرؤيتي مرة اخرى.

جيسكي وقد دارت على عقبيها:
- عفواً .. يا عزيزتي .. فأنا اشد إصراراً على ألا اجدك هنا عندما اعود في المرة القادمة , ولكن ماذا في يدي وأنا مضطرة لاصطحابك غداً رغماً عني؟
ليز في ابتسامة ظافرة:
- لن تجديني غداً, فسوف اكون مع جير في قصره بالريف الانجليزي.ريحانة
قهقهت جيسكي , ثم ضغطت على اسنانها وهي تريد التأكيد على كل كلمة تقولها :
- اعلم ذلك جيداً, فقد أصر نيكول ان نحملك معنا لجير الصغير كي نقضي جميعاً عطلة نهاية الاسبوع في قصرة اللطيف, رغم ان وجودك سيثير مشاعري , ويفسد على احضان نيكول الطيب , لكن في النهاية سيكون لنا غرفتنا المنفردة , لابأس .
ثم صفعت الباب خلفها.
حاولت ليز ان تهدئ نفسها وهي في طريقها لغرفتها , لكنها فوجئت في القاعة العلوية بالطابق الثاني بوجود نيكول , فصاحت به :
- هل انت هنا؟
- لم اكن اعرف انك أصدرت أوامرك بعدم دخولي المنزل ( قالها بسخرية )
دخلت الى القاعة وهي تتجاهل سخريته ثم قالت :
- لقد كانت صديقتك هنا .
وانتظرت رد فعله , لكنه لم يضطرب , بل قال في هدوء:
- ماذا كانت تريد ؟ لم يبلغني احد.منتديات ليلاس
- لم تكن تريدك , بل جاءت لتبلغني بأنني وجير سوف نسعد بصحبتكما .
نيكول وهو يصب لنفسه كأساً :
- إنها تعرف كيف تريح أعصابي, ولا استطيع قضاء العطلة بدونها .

ليز وقد نفذ صبرها :
- هذا شأنك والمراهقة اللعوب , لكن ماذنبي وجير بألاعيبكما؟
- ماذا تظنين جير ؟ هل هو طفل ساذج يهوى لعب الشطرنج معك في عطلة نهاية الأسبوع؟!
ليز :
- وماذا تراه أنت يفعل ؟
- لاشك انه يريد ان يصل الى شيء محدد.
ضحكت ليز بطريقة غريبة ساخرة :
- لقد وصل له من أول لقاء !
انتفض نيكول وهو يمسك بها بعصبيته :
- كيف ذلك؟ هل حدث شيء ؟ وكيف سمحت له؟
منتديات ليلاس
في برود و هدوء:
- مثلما سمحت جيسكي .
نيكول في امتعاض:
- يالك من رعناء .. انت مسئوليتي, وأريد الحفاظ على قرويتك الطيبة.
- استطيع العناية بنفسي والاعتماد عليها بدلاً من اللجوء لرجل مغرور.ريحانة
نيكول مبتسماً :
- شكراً يا سيدتي على اللقب.
ليز :
- لاشك ان جيسكي تراك غير ذلك, و إلا ماكنت دعوتها لقضاء العطلة.
- هي التي دعت نفسها .. لقد كنت أنوي ان اصطحبك بمفردي.
ليز :
- تقصد مراقبتي حتى دون اشتغال بأمر جيسكي , حسناً , هل يمكنني الحصول على كأس؟
- على الرحب و السعة ( قال نيكول وهو يناولها الكأس)
رفعته ليز دفعة واحدة الى فمها , فهي لم تشرب من قبل هذه الاصناف.

نيكول:
- هل احد يفعل هذا؟ الشراب مزاج وليس انتحار! أم انك ترينني إنساناً كئيباً لهذه درجة ؟
ليز:
- هل من المهم ما اعتقده أنا عنك؟
- يالك من امرأة تستطيعين الهروب ببراعة نادرةّ
تقدم منها وهو يضع ذراعه خلف ظهرها وضمها إليه , في حين طبع قبلة رقيقة على رقبتها .
فعل ذلك وهو يكمل :
- رغم أنك مازلت امرأة مغرية, فهل إغراؤك يأتي من كونك امرأة متناقضة ؟
ليز مذكرة له:
- وربما الإغراء من الفساتين الفاضحة , وسرقة ذهب و اموال جدك.ريحانة
نيكول في سخرية :
- انت دائماً تقفين في وجه رغباتك الملتهبة , فمشاعرك تتلظى لملامسة أناملي , في حين تظهرين حاجتك لجيرمان!
غضبت ليز , فقد جرح مشاعرها , لكنها حاولت إنهاء الموقف.
- كل ما اعرفه انني بحاجة للراحة الآن , سوف أذهب للفراش .
بينما هي تتحدث كانت تثبت عينيها على لوحة الموناليزا المعلقة على الحائط , في حين كانت ذراعه تلتف وراءها , جذبها ناحيته , كانت تريد ان تصرخ في وجهه او ان تبتعد عنه وتجري , لكنها شعرت ان هواء الغرفة قد نفذ عن آخره , بينما ازدادت ضربات قلبها عنفاً, وتراخت اعصابها , ضغط عليها , فصدر عنها تأوه بغنج انثوي رغماً عنها, فهي كانت ترفض ذلك في داخلها , فضمت اسنانها واحكمت إغلاق فمها بطريقة كوميدية, لكنه بذكاء شديد ينم عن خبير محترف , همس في اذنها وقد ذابت شبقا ولهفة بين أنامله.منتديات ليلاس
- إنك تحتاجين للراحة .