كاتب الموضوع :
عاشقـة ديرتها
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: حبك خطيئة لاتغتفر/بقلمي
الجزء الخامس عشــر
في أحد الأيام الذي يصادف يوم الجمعة.. التاسعه مساء في منزل الفاتنه السمـراء بشورة ...منذ ساعتين لم تفارق المرآة تضع مساحيق الزينة ثم تزيلها تضيف هذا وتمسح ذاك ...
تدخل عليها الخادمة تخبرها أن ترد على هاتفها ..
تفتح السبيكر :هلا مامي ..
أم بشورة :يايمة أخلصي تأخرنا على الأوادم ..
بشورة ونظراتها على شفاتها المطلية بالأحمر الداكن :طيب خلاص مامي عطيني عشر دقايق ..
بعد ذالك بخمسة عشر دقيقة تنزل وقد لبست أجمل ماتحتويه خزانتها من عبايات وحذاء بكعب عالي ..
تبادرها فتو ساخرة :كلوووووش شرفت العروسة ...
بشورة التي تفاجئت بوجود منى :أنت وش تسوي هنا ..
منى :جاية بتونس معك وقالت لي خالتي أن عندكم حفلة قلت بروح معكم ...
بشورة :يو ار ستيوبد أبوك بيذبحك لو درى ...
أم بشورة :لا ماهم بقايل شي أنا أكلمة لو حصل شي وين نخليها فيه ...
منى :الله يسامحك ياخالة وش وين نخليها فيه حسستيني أني قطعة أثاث ...
بشورة :والله أنكم راعيين طويلة مصربعيني من اليوم وأخرتها طاقينها سوالف ...
فتو :خلصنا منك بقت هيونة وينها البنت من بعدها كلها خطوتين ...
أم بشورة :سلامت عرفك هيونة نقلت من مبطي ...
فتو بتفاجأ :والله لايكون تزوجت ...
بشورة بضحكة :ياهبلا لو تزوجت بتجي معنااا ..
منى :عشان تتطلق قبل ماتطلع من الحفلة ...
أم بشورة :الله لايبارك فيكن لاتفاولن عن البنت ..
منى وبشورة يتبادلن نظرة الصدمة بسخرية ...
منى :خالتي بسم الله عليك البنت لاتزوجت ولاشي وين التفاول بكلامنا ...
ام بشورة بأستياء :أن الهروج هذي ماأحبها ...
رنين الجرس يعلن حــظورها ..
بشـورة :هاه هذي أكيد هيونة ...
ام بشورة تضع عبائتها على رأسها :أجل يالله مشينا مازن من الصبح ينتظرنا بــرى ...
بعد ذالك بمايقارب الســاعة ...
تصدح بحنجــرتها الفخـمة بأحد الأغاني الطربية وهي تدور بالمايك على المنصـــة ...سعيــدة بالأعجاب الشديد الذي تلقاه صــوتها وبالأنسجام الشديد من قبل الحضــور ..لم تكن لتغـني لولا أن رأت ردة فعل الحضـور على صوت والدتها المتواضع والذي فقد رونقة بفعل الزمن ..ولأنها أرادت لهذة الليلة أن تتم من جهتهم على أكمل حال .. حتى لايتشمتوا غداً بأن الطقاقة هي سبب فشل الحفلة ..صوتها جميل بغاية العذوبة ولكن والدتها منعتها من الغناء بعد أن كادت أن تفقد صوتها للأبد قبل عدة سنوات بسبب عيــن حاسدة ...
بشورة وهي تتمايل بخصرها الغض تردد كلمات الأغنية التي طلبت خصيصاً من زينب أخت العروسة :سحرني حلاها وقلبي هواها وأبتلى أراكض وراها وأدور رضاها ياملى أنادي ياحصة منيرة بشاير ياهياااا على بالي تظرب ويطلع معاية أسمهااا ...هي عآآشووووو ...عآآشووو الصباااياا ..
أنادي ياحصة منيرة زينب يامها على بالي تظرب ويطلع معايه أسمها ...أدور الشوارع أطالع وضايقت البشــر يخانقني هذا وهذا ومو جايب خبر أنادي ياسارة يانورة ياهيفاء ياأمل ...سحرني حلاها وقلبي هواها وأبتلى ... أراكض وأدور رضاها ياملى ..وتالي وقفت وعرفت أنا بس مالي نصيب وتوي أبرجع وأسمع صوتً من قريب ياناصر يازاهد ياجاسم ياعبدالله تعال ..سحرني حلاها وقلبي هواها وأبتلى ..
عاشووووو ..
توقفت لتلقط أنفاسها شربت القليل من الماء ...
ذالك المقيت كان عليها أن تذكر أسمه بسبب التوصيت المستمية من زينب بذكر أسمها وأسمه ... وبعد قليل أيضاً عليها أن تغني أغنية مدح فيه ...لو الأمر يعود لها لغنت فيه أنواع الهــجاء ولكن ليس كأن الأمر عائد لها ...الجــو حار جداً تشعر بأنها تسبح بعرقهاا لاتستطيع الأحتمال أكثر جزمت أمرها وفسخت عبائتها وألقت بحضن والدتها المستنكرة فعلتها تحت ضحكات منى وهيونة ... ليس وكأن لباسها سيء جداً فهي تستطيع التنفس هكذا بجنزها والبدي التي ترتديه هي ليست أحد الحضور حتى تلبس أجمل الفساتين ...
غنت أغنيتين من طلبات أهل العريس حتى جاء وقت الأغنية التي ستغنيها فيه ...
أغمضت عينيها للحضة لتنسى تماماً أنها تعرفة ستغنــي كأي فنانة أخرى تمدح شخص لاتعرفة ...عليها أن تتمالك نفسها حتى لتجد نفسها تسبه بشكل مفاجيء ...
,,,,,
يعيد ترتيب شماغة للمرة الأخيرة قبل أن يخــرج ...يتلمس حدود ذقنه لحيته تبدو سوداء للأبد وكأنه لم يغزيها الشيب أبداً ..
لدية موعد مهم عليه أن يظهــر بشكل جيد لينجز عملة بسهـولة ....
سارة :يابابا ليش ماترد عليه ...
فهد :سوير أنقلعي عن وجهي لأزوجك أنتي ..
سارة بخوف :أنا صغيرة ماأتزوج ...
فهد :وأنا شايب ماراح أتزوج أنا منخبلت حتى أجيب على راسي بلوى جديدة ...
عيد بخبث :أنتي غبية بابا مايحب يتزوج سعوودية يحب الشغالات ...
فهد بعصبية :ياسلوقي والله لو ماني مشغول وخايف تخرب كشختي كان جيتك ودست في بطنك ...
معتز بلؤم :عيد بعلم هيونة أنك قلت عن الشغالة هي هددت اللي يجيب الطاري هذا بالبيت ...
سارة بسعادة :بتعلقة مع سيقانه ههههههههههه تستاهل ...
زيد :عيد لاتخاف هيونة عصلا ماتقدر تشيلك وتعلقك ...
يلتقط مفاتيحه وهاتفه ويغادر ...
يجلس خلف المقود يحاول تشغيل سيارته ولكنها لاتستجيب تباً لها من لعينة ...
ينزل ليركلها هذة الفاشلة لارجاء منها عليه أن يتخلص منها بأسرع فرصة ...
يتكأ عليها وهو يفكر كيف سيذهب لموعدة ...تتوقف أمام سيارة جميلة ليست من النوع الغالي ولكن تبدو جديدة ...
ينزل منها وهو يصفر ...
فهد يتفاجئ بسائقها :حازم يالعاااق
حازم بسخرية :هاي دادي أور أونكل ...
فهد :أنطم يالسلوقي للحين تراكض مع خالك مصدق أنه أبوك ونسيتني ..
حازم يجلس على مقدمة سيارته:طبعاً ماني مصدق ولاشي بس من زينك حتى أحس بالولاء لك ...
فهد :أشترى لك سيارة ...
حازم يغمز :شوفت عينك ...
فهد :أذا بغيت تبيعها تراني شرراي ...
حازم يقف بنية الدخول للبناية:وليش أبيعها ..يالله عن أذنك تراك عطلتني ...
فهد يتمسك فيه :تعال وين رايح أبيك توصلني لمشوار ...
حازم ينتفض :أقول يالله بس مصدق عمرك بتخليني سواق لك وين ولدك المفضل خله يسوق لك ...
فهد بغيض :حويزم يالسلقي ...
يتجاهله ويدخل يستقبله التوأم الذين يلعبون على السلالم ...
زيد :حااااااااااازم أشتقت لك ...
عيد :وينك ليه ماتجيناا معتز يقول أنك سافرت لأمريكا ...
يلتقط الأثنان ليحملها كل واحد على كتف وهو يصرخان بأندهاش ....
زيد :نزلنننني الدنيا تدور آآه راسي ...
عيد يضحك :وناسة أحس أني أطير ...
سارة المفتونة بالموقف تقفز ليحملها هي الأخرى ...
مروان ببهجة :أنا بعد أنا بعد ...
ينزل التوأم الضاحكان ويلتقط سارة مروان ليدور بهما ...
يلقي الأثنان على الأريكة :خلاص لاعاد أحد يقول شلني ...
حازم :وين عمي صلاح ...
سارة :خلاص سحب علينا ..
عيد :جالس عند عمي أحمد ومايجينا لأنه بس يتهاوش مع بابا ...
حازم :سوير كم قلت لاتلعبين بوجة مروان ...
سارة بخوف :رتبت عشان يصير حلو ...
حازم يطوق وجه مروان الجالس بحضنة :ليه تخليها تنتف حواجبك مرا ثانية نتف حواجبها ...
مروان بضحكة :والله ننتف حواجبها ...
حازم بضحكة :أيوة ننتف حواجبها ...
سارة تلقي باللعبة التي كانت بيدها وتفر للغرفة لتختبأ خوفاً على حواجبها فهي لم تنسى بعد مافعله حازم بعيد ...
معتز يخرج من غرفة الفتيــات ...ليبادرة بشك :وش كنت تسوي ..
معتز ببراءة :كنت أصحي سولاف تأكل لها يومين ماأكلت ...
حازم يبعد مروان من حضنة :عيب عليك تدخل غرفة البنات ..
عيد :حازم انت صرت مطوع ..
زيد :ياغبي ماعندة لحية ...
معتز :طيب اللحين وش بنسوي هي ماتأكل يمكن تموت ...
زيد :فيه أحد يموت عشان ماأكل ..
عيد :أيوه فيه انت دايم تقول بموت من الجوع ..
معتز :خلنا نوديها لأهلها ..
حازم :أهلها لو بغوها يجون ياأخذونها ...
عيد :عندي أقتراح ..
معتز بجدية :وش هو
عيد :خلونا نزوج سارة ..
حازم :عيد أنقلع عن وجهي والكلام هذا لاعاد تعيده ..
زيد :سمع بابا اليوم يقولها بزوجك ويقلده...
حازم :خلاص أنتم الأثنين لااعاد أسمع هالكلام ...ويالله أشوف قوموا رتبت غرفتكم ..
هذا ماجاء من أجله أنجار أعمال المنزل المتراكمـة يعلم أن هيونة ستعود مرهقة لتقوم بترتيب المنزل والأعمال المتراكمة طوال الأسبوع فأراد أعفائها ذالك ...لأنه يشعر بذنب كبير لتركها لوحدها طوال الأسبوع مع أعمال المنزل والأطفال التي لانهاية لها ..
,,,,,,
وأخيراً في موعد العشاء بعد أن خلت القاعة من النسـاء وكالعادة المتبع في عائلته أن يزف العريس والعروسه بهذا الوقت وسط أقاربهما من النسـاء ...
تفاجئت بطلب زينب وتوسلها أن تزفها هي الأيقاعات موجودة ولكن عليها أن تغني الزفه هي ....
رفضت طلبها بشكــل فوري لولا أن أخبرتها تلك أن والدها كان قد حطم سيدي الزفة لأنه مــوسيقى والأيقاعات التي وضعت كبديلة هي سيئة جداً لتكون وحدها هي الزفة ...
زينب :بشورة تكفين عشان صف صف والله حرام تخرب ليلتها كذا ..والله ماننسى لك هالمعروف ...
بشورة وهي تتخيل وجودها لوحدها وسطهم :لاا ماأقدر وش يحشرني بينكم بالله ...
زينب :تكفين الله يخليك أرجوووووك والله لأدعيلك لأخر يوم بعمـــري ..
بعد الألحاحات المستمرة لم تستطيع أن ترفض أكثر هي بطبعها لاتستطيع أن ترفض أي معروف لشخص آخر كيف بعد كل هذة الترجيات سترفض ...
أرتدت عبائتها بماأنه سيدخل العريس ...
أنطلقت الزغاريد ضمن الأيقاعات وحية من حناجر قريبات العروسين ...
كانت تراقبهم من بعيد وهي تترقب اللحضة التي سيبدأ دورها فيها بعد المقطع الشعــري لتصدح بذهب ذهب ...
وهي منسجمة جداً بما تغنية وبعدما ماقطع العروسين أكثر من ثلثي المسافة أنتبهت لوجــودة لقد لاحظت وجود عدة ثياب بيضاء لكنها لم تميزهم جداً ... أغمضت عينيها حتى لاتخطأ بما تقــول ...وأصحبت لاتنظر للجهة التي يجلس فيها ...بعد أن أنتهت الزفة أخيراً وأخذ العروسين مكانهم بالكـوشة وبدأو بتلقي التبريكات ...
أستطاعت أن تلقي نظرة سريعة عليهم لتكتشف هوية الأشخاص الأخرين الأخ الأصغر لزاهد لايحضرها أسمه الآن ولكنه يبدو كطالب ثانوي وشخص آخر بنفس عمرة لاتعرفة ولكنه بالتأكيد من محارم العـروسة ...لم يخفى عليها نظرة المراهقين المسلطة عليها ربما لأنها الوحيدة هنا الكاشفة لوجهها ...
تبقت لها ثلاث أغاني قبل أن تنهي هذة الليلة الطــويلة ...
بدأتهم بأغنية بالعــروسين ...
والثانية هي الأغنية التي تمنـت طوال الـيوم أن تغنيهاا ..والتي لاتليق على سـواها فهمي كمديح خاص لها ...
بـشورة :الزين طاغي فيك وشهوله زمام .. خلي يلبسه من زينهم قد حاله ..كل المزيين لك يصيرون خدام ..مثل القمريجلس نجومة قباله ...ياللي مكانك بينهم صار قدام ..ياحظ قلباً صار قلبك حلاله... أنتي لك معلن الحب مانلام ...قلبي بلادك وأنتي صاحب جلاله ..قبلك قلبي ماعرف حب وهيام ..الحب قبلك مايداعب خيالة ...وان غبتي عن ماتهنى ولاانام..الشوق في غيابك يزيد إشتعاله..حرام أنا أشوفك من العام للعام...ولي خافقً مامر غيرك بباله...ابغى أشوفك شايل أو لابس زمام..ابغى أشوفك جد في أي حاله..
كانت متحمسة جداً وهي تغنيها ولولا وجود رجال لكانت رقصت ...ماأن أنهت مقطوعتها حتى تفاجئت بصفير المراهقين العالي يال خباثتهـــم ...
وصلتها تعويذات والدتها لها من شر عيــونهم ..وضحكات الفتـيات المستمتعات بالأحداث ...
أخيراً أغنية وداعيــة تفننت بغنائتهااا ...
أنها الفتنة المحـرمة التي ينهـــون عنها تتجسد بتلك الفتــاة التي لم يستطيع أن يزيح عنييه عنها فكيف يلوم المراهــقين الذي سال لعابهم علــيها ...لقد شعــر بجسده يحتـــرق فور رأيتها تتمايل وبيدها المايكرفون يوزع صوتها العذب الذي هز قبله وعصــف بعقله ...لقد أفقدته صـوابه كلياً حتى أصبح كالأبلة بعيني شقيقته الصغرى التي أخبرته أن يغض بـصرة لأنه يبدو واضحاً جداً بنظراته المنحرفة كما سمتها ....
يبدو كما لو تلبسـه الشيطان بالكـامل لأن مايفكر فيه بهذة اللحضـة يحمـل من القذارة والعــهر مالايمتلكـة الأنســان المتزن ...كبح أفكارة الدنيئة حين أقتربت منه والدته تخــبرة أن يلحق بالعــروسين الذين ينتظرانه بالسيارة التي سـيقودها فيــهم ..
تمالك نفــسه وخرج ليجد أخوان العــريس الذين سيقومون بمـوكب الزفة متبرمين من تأخرة لعدة دقائق ...
قاد السـيارة بعقـله الذي أصبح مستـــوطن بـصورتها وصوتها...
من جهتها ساهيـــة عن أسهم الفتنـة التي أطلقتها على عدة قلـوب الليلة ..
تحـاول أقناع هيـونة أن تكمل السهرة برفقتها ومنـى بمنزلها ولكنها تلك كانت رافضة ....
هيـونة :كأنك ماتعرفيني ياحبيبتي أنا ماعندي كل هالرفاهية حتى أسهر كل الليل برى أنا وراي شغل البيت اللي متراكم من أسبوع ...
بشورة :براحتك خليك كذا أخنقي نفسك بذا البيت حتى تطق روحك ...
هيـونة :انتي ماتعبت حنجرتك من الغناء بتكملينها بربرة حتى يختفي صوتك ....
بشورة :مالك شغل فيني يالله أنقلعي ..
دفعتها لتخرج لحازم الذي ينتظرها بسيارته الجديدة ...
هيونة بعد أن ركبت :اوووف ياريحة وش هالعفن ...
حازم بأستنكار :عفن الله ياأخذك يامعفنة ماعمرك شميتي ريحت سيارة جديدة ...
هيونة:وع حامت كبدي أفتح الشبابيك بشم هواء نقي ...
حازم بعد أن فتح النوافذ :يالله أملئي صدرك من الهواء النقــي ...
هيــونة بزفـير عميق :ملئتها لسنة قدام ...
رنـين هاتفه يوقفه عن الرد عليها ....
حازم :هذي سولاف غريبة أول مرة تتصلي علي من طلعنا رقمها ..
هيــونة بخوف :ياويلي أكيد بخواني شي بسرعه رد ...
حازم :هلااا ..ايوه يامعتز وشهوووووو ..طيب اللحين جايين بالطريق حنا ...
هيـونة :وش فيه ..
حازم :مروان تعبان ..أنا قبل لأطلع من عندهم كان نايم وقبلها مافيه شــي ...
هيونه تصفع خديها :ياويلي ياويلي أخوي بيضيع من يدي ...
يقطع الطريق بسرعة جنــونية يزيدها جنوناً وولولات هيـــونة اليائسة من شفاء صغيرها ...
يلتقطه الأثنان شبه فاقد للوعي ليسرعا به للمستشــفى الشعلة ...
ليتم أحالته مبــاشرة للعناية المركزة ...
تلك تجــلس منهارة على كراسي الأنتــظار وهو يتلقى مكالمات خـاله المزعجة الذي يسأله لما تأخر بالعودة ...
حازم يهمس بصوات واطـي:ياأبوي قلت لك ولد خالتي تعبــان وأخذته المستشفى ... تبغاني أخليها لحالها وأرجع ..طيب طيب يالله مع سلامة ...
هو يعلم أنه بعد عدة دقائق سيعـاود الأتصـال ولكنه لايستطيع أغلاق هاتفه خشية أن يذهب للمنزل أخوته للبحــث عنه ..
يالله من معتــل أبتلي فيه أصبح الآن مجبراً أن يدعــوه بأبـي ..
فيصل الذي وصل للتو :وش اللي صـار ..
حازم بغضب:مو أنت الدكتور بينا أنت قول وش اللي صار كيف قلتو بأخر موعد أن حالته مستقرة ...
فيصل يشعر بالضغط من حالة مريضة الصغير :بأخر موعد قلنا مافيه أي تحسن بس ماتوقعنا هالتدهور بحالته أنتو متأكدين بأنه يأخذ أدويته بشكل مستمر ..على العمـوم اللحين مابيدنا شـي حالته صعبة جداً مضطرين للزراعة بنبحث عن متبرع له بداية بينــكم ..
حازم يتمتم لنفسه ام لطبيب لايعلم:أنا وهيا ومحمد وأبوي لابد واحد منا يقدر يتبرع لــه ...
فيصل :أنتم الأثنين تسوون التحليلات اللحين باقي أقاربة بكرة الصباح لازم يجوون يسوون التحليلات ونشـوف النتايج وش بتحمل لنا من أخبــار ...
عندها مازالت تذرف دموعها بغزارة وكأنها تبكـــيه للأبد لن تبخــل عليه بدموعها فهو الصغير الذي ربته كأبنهـا ...
حازم بتبرم :بس خلاص ذبحتي نفسك بالبكي دموعك ماراح تغير شي ...
هيـــونة بشهقة :بيموت ياحازم مروان بيموت وماتبغاني أبكية آآآه ياحرقة قلبــي عليه ضاعت حياته بسبب أهمالي أنا السبب اللي وصلته لهنا ...
حازم :اللحين أنتي كيف تفهمين من قالك أنه بيموت بنتبرع له وبيكمل حياته وبتموتين قبله ...
لم ترد عليه مواساته الجافة لاتقنعها المــوت أقرب له من الشـفاء هو في عداد المودعين الآن ...لن ترسم آمال زائفة تألمها أكثر وأكثر ...
حازم :أنا بروح لتحليل اللحين وبعدها بروح أسحب فهد ومحمد وأجيبهــم تبغين تبقين هنا أو تجيــن معاي ...
حين لم تجيبه عرف جــوابها سارع مبتعداً عنها لايملك الكثير من العاطفة حتى يغدقها عليها هو بحاجة لمن يشــفق عليه ...
أعاد ترتيب أكمام ثوبة الضيقة على ذراعة بعضلاته البــارزة .. لقد أنهى أول خــطوة التحـليل والآن سيذهب للبحــث عنهم ..
وكأن الحظ اليوم يبتــسم له لقد وجد الأثنين بالمنزل يغطان بنوم عمـــيق ...
سيبقى يراقبهما حتــى الصباح الساعة الخامســة فجراً لم يتبقى إلا القليل ...
وبعدها سيسحب الأثنين من فرشهــم المريحــة وأحلامهــم الممتعــه التي يسبحـون وسطها ولم يحظــى بحياته بمثلها ....
تمضي الساعات سريعة ليستيقظ محــمد بعد أن أزعجته أشعة الشمــس التي تدخل من خلف الستـارة الرثة ...
يصيح بجـزع:بسم الله وش أنت ...
حازم الذي كان ينام جالساً :مين بكون عزرائيل هذا أنا زين صحيت يالله قوم وصح أبوك ...
محمد:يالله صباح خير وش فيك أنت ...
حازم بغضب وهو يعود للأمس حين أحتاج لهم مروان ولم يكونوا متوفرين كعادتهم :فيني شياطين الدنيا قوووووم أخلص علي مروان بيموت وأنت نايم ولاداري عن أحد ...
محمد يلقي بلحافة بعيداً لما دائماً يلومونه على أمور القدر :لاحول ولاقوة إلا بالله ومروان أنا اللي جبت له المرض ..
فهد يصحو على أصواتهم :الله يقلع هالوجيه أنقلعوا عني أزعجتـــوني ...
حازم بصرخة :اصحــــى ولدك بيموووت وأنت جالس تتقلب بفراشك ...
فهد يجلس بفراشة وكأن صرخت ذاك أفزعت حتى النوم :وش فيك محظر شياطينك على هالصبح أنهبلت أنت ...
حازم :أيه بنهبل من وراك امس وينك يوم مروان طايح مريض ..
فهد ببرود:وين بكون يعني بأشغالي ...
حازم بصرامة :مروان حالته صعبة ماقدامه إلا التبرع ولابيمــوت سمعتوني لازم تتبرعون له اللحين بنروح نحلل واللي بتتناسب تحليلاته مع مروان غصـب عنه بيتبرع ولاالقــبر اللي بيضم مروان بيضمــه ...
محمد بفزع من تهديداته :الله **** حنا قلنا ماحنا بمتبرعيــن حسبي الله عليك ...
فهد :أنا شايب صحتي على قدي كيف بتبرع له أنتم شبــاب تبرعوا لأخوكم ...
حازم :لو الأمر بكيفي كان ماأحتجت لكم بس للأسف لازم يكون فيه تطابق حتــى نتبرع ...
يرافقة الأثنان مجـبران وماأن أنهيا تحليلاتهم حتى فرا هاربيــــن ... ماأن تخرج نتائج التحليلات حتى يطاردهــم سيجبرهم على التبرع حتى لو أدخلهم العمليات بتهديد الــسلاح ...
يتمنـى أن لايضطر لكل هذا ويكون هو الخـيار الأنسب للتبرع ...لايريد لدمائهم الفاسدة أن تزرع بالصغير المسكــين ...
لكن أكثر مايخشــاه لو كانت هي المختــارة ليس لدية القــوة ليسمح لها بالأستلقاء تحت رحمــة سكاكينهم ..
ولاقوة لدية أيضاً لردعها عن أنقاذ الصــغير الذي ستلـقي بنفسهـا للمهالك في سبيـل نجاته ...
,,,,,,,,,,,,
يتقلب في فراشة يستجدي النــوم الذي يأبى أن يزورة رغم أنه مـرهق لدرجة الألم ...ولكن صـورتها التي لاتفـارق خياله
تحكــم عليه بالبـقاء مستيقظاً حــتى الجنــون ...
يعـود لتأمل رسائله لها عبـر الواتس والتي لم ترد عليها لأنها قد حظرته ..
لايعلم لما لم يحـذفها بعد ..ولكنها بقيت لتذكـره بنظرته وموقفة الحقيقي من الفتاة التي يكاد يجـن بسببها الآن ...
أصلها لايستحق الذكـر بل من الأفضل أن يقال عنها بلا أصل على أن تذكر الحقيقة المـرة ...
فهي هجيـنة من أب لقــيط وأم سـوداء ...
وهو خرج من أسرة النسـب لديها يتقدم على الديانة حتـــى ..رضع العنصرية مع حلـيب أمه ..
ودرس التفوق الطبقي في مجالس أسرته ...
قبل أن يتعلم أن ينطق أسمه علموه كيف يفخـــر بأسلافه أبطال الصحــراء وأن غيرهم كانوا رقيق لاقميــة لهم ..
هو يعلم أنهم لم يعــودوا يملكون سواء دمائهم النقية التي لم تختلط بغيرها من دماء كما فعل غيرهم وأصبحت أرخص من الماء...
ثـلاثون عاماً من العنصـرية نشأ وسطها وعليها كيف به أن ينظر لتلك الفتاة بعد هذا كشيء يستحق النظر حتى ...
يزيل غطاءه عنه ويعود ليأخذ حمام بارد للمرة الثالثة هذة الليلة ..
هو نقي لن يفســد بسبب تلك الفتاة الوضيعة حتى لو كانت الأجمل على هذة الأرض لن تستحق منه حتى هذة المعصية ...
,,,,,
مر منتصف النهـار ولم تصلهم بعد نتائج التحليـلات ..
حاول بها أن تعــود للمنزل لترتاح ولكنها رافضة ومازالت تتشبث بذالك المقعـد وكأنها أصبحت جزء منه ...
أضطر للأتصال ببشـورة لتأتي لتجلس معها ليذهب لمنزل خاله الذي تسبب بتعذيبة بأتصالاته المستمـرة ...
بـشورة من جهتها كانت تستعد لذاهب للعمل حين وصلها أتصـال حازم المفجع ...
لم تتخيل بأسوء أحلامها أن تعــود هيـونة لذلك الموقف مرة أخرى وبهذة السرعة ...
أن تراها منهارة ليس بالأمر السهل عليها ... تحدثها ولاترد عليها تحاول أن تخفف عنها ولكن هي الأخرى مذعورة
وترى أن موت مروان مسألة وقت لاأكثــر ...
بـشورة للمرة الألف:هيا بليزز تعالي معي بس لدورة المياة غسلي وجهك ...
لارد تتخذ قرارها ستذهب لتحضـر لها قهـوة ربما تساعدها على الأستيقاظ وتمدها بالقوة للمجادلة تلك الجامدة ..
التي لاتشـرب المـاء حتى ...
أحضرت لنفسها قهوة ولهيونة عصـير وفطيرة لعلها تأكلها ..
شربت من قهوتها بسرعة مماتسبب لها بحرق بلســانها ..
أخرجت لسانها للخارج وهي تحرك يدها كمروحة لعلها تـبرد حرقها قليلاً ...
توقفت عن ذالك حين لاحظت بعض النظرات المستنكرة ...
وهي تسير بطريقها عائدة لهيا وقعت عينيها عليه ...
شبية الممثل الهندي الوسيم الذي لايحضرها أسمه اللحين ...
لقد رأته بمكتب مدير المستشفى بذالك اليوم حتى أنها لم تستطيع أن تبعد عينيها عنه ...
الآن هي تعرف من يشــبه بالطبع ليس شخص بالواقع بل الممثل ...
أنه نوعها المفـضل بسمـارة الجذاب ..سيكون من الرائع لو تزوجت من شخص بهذة الوسامة ..
توقفت عن أفكارها الساذجة حين سمعت صوت هيونة سارعت بمشيها لتصلها أخيراً ...
كانت تفترش الأرض وتبكـــي بهستريا ألقت مابيدها وركضت لها ...
بشورة تضمها لها :حبيبتي وش فيك وش صار لاتسوين كذا هيونة تفكين لاتخــوفيني ....
ألتفت لـفيصل الواقف بحيـرة :أنت وش قلت لها وش صار مروان مااات ...
هيــونة تصرخ بجنون :بيمووووت بيموووت خلاص مافيه أمل ولاأحد منا تحليله يناسب كلنا مانقدر نتبرع له كلناااا يابشاير ...مافيه فايدة منا فقارى حتى بأعضائناااا ...
بشورة :لاا ماراح يموت تكفين لاتقولين كذا ...
هيـــونة بقهر بيأس بألم :ليه يااااربي لييييييييييه لييييه يمووووت مروااان ياليتنيي أنا اموووووووووت ياليتني أموووووووت ....يارررب خذي روووووووووحي وأترك مروان ....
حين لم تجدي كل محاولاتها بتهدأتها سارعت بالأتصـال بحـازم ليعــود ...هي لاتستطيع السيطرة عليها حين تصبح بهذا الشكل تستطيع فقط مشاركتها دمــوعها ...
,,,,
بعد منتصف الليل بساعة ..يصله أتصال أصبح في عداد المستحــيلات .. بعد أن فقد الأمل وأندثرت كل الأمنيـــات ...
لقد وجـدوه الأبن الذي فقد الأمــل بنجاته حي يرزق ...الصغـير الذي خطف من المستشفى بقلبه المعتـل مازال على هذة الأرض يسعــى وليس في باطنها كما كاد يقتنع ...عاش ستة عشـر عاماً يارحمة الله لقد زرع له ذالك القلب بيدية وهو يعلم أنه لن يستطيع أن يعيش سوى عامين أو أكثــر ... كيف أستطاع أن يصمد ذالك القلــب حتى يشب صاحبــه ..
أرتدى ملابسة على عجــل وقاد سيـارته بنفــسه للمستشـفاه من هناك جاءة الخبــر ..لم يعتقد أن خطته بتحليل النسب لكل الشباب الذين يأتون لذلك المستشــفى بسن أبنه سيجنــي ثماره بعد خمـس سنوات ...
حضـورة كان محل أستغراب العاملين بالفترة المســائية ...
أخذ مكانه خلف مكتبة ووصلته طرقات على الباب من صاحب الأتصــال ...
بدر :ادخل ...
يدخل ذاك بخطوات سريعة ليمد له ورقة التحــليل يلتقطها ليزرع عينيه داخلها فلايستطيع أبعادها عن تلك العــبارة :حـازم فهد ماجد ..بدر مشعل ..نسبة الأبوة 99.9..
لايعلم كم مضــى على تحديقة بتلك الورقة ..وبرأسه يتردد أسم فهد ماجد ليس بالغريب عليه أين سمعه قريباً يهز رأسه بيأس ..
ليسأل ذاك:لأيش كان التحليــل ..
الطبيب:عينة دم كانت لتحـليل تبرع بالكبد للأخوة المصاب بتليف ...
بدر :وش أسم المريض ...
ينظر للملف الذي بين يدية :مروان فهــد ماجد .
الآن تتضح له الـصورة كاملة فهد ماجد والد هيــا ومروان ...
لايستطيع ان يصدق نفسه يالها من طريقة صعبة توصل فيها لأبنــه ... لو لم يقـبل حالة مروان ماكان ليصل لأبنة الضائع عليه أن يصنع الخير دائماً ليجني ثمــاره ...
لاشـيء من مايحدث الآن يبدو واقعـي هو أشبة مايكون بالأحلام التي يراها منذ فقد طفـله ..
دائماً يجده ويتوصل إليه ولكنه أبداً لم يراه أحلامة العاجزة القاصـرة لم تستطيع أن ترسم له صـورة بعمر الثامنه عشـر ..
لو ترك الأمر لهوى نفسها لركض الآن باحث عنه في منزله حيث من المفترض أن يغط بالنــوم ليوقظه ويحمـل معه ...كلا هو بالتأكيد لن يستطيع أن يحمله فهـو شاب وليس طفــل ...حسناً سيأخذه معه ليسجنـه في غرفته التي لطالما أنتظــرته كل عام كل ماتغير أثاثها الجيــد بأثاث أكثر غلاء وأجمل من سابقة هناك حيــث ينتظرة مفاتيـح سـيارته الفارهة التي أشتراها له قبل ستــة أشهر حين أصبح بالعمـر المناسب ليمتلك سيـارته الخاصة ...
يالها من أمنيات وأهواء عليه أن يدفنها داخله لأنه لو تصـرف على أساسها ربما يفقد أبنه للأبد بعد أن توصل إلية ...
سيكــون حليماً حكيماً لن يقحــم نفسه بالحيــاة التي عاشها ذالك الطفــل وشب عليها وربما لارغبة لديه في تغييرها ...
سيراقبة من بعيـد ويتدخل بالوقت المناسب ليضم إليـه ...
والآن عليه أن يعرف كل شـيء عنه أبتداءً بأسمه وكيف أصبح أبن لذالك الرجـــل مـروراً بكل سنوات عمرة الماضية وحتى هذة اللحضــه التي قادته للمستشفى ..
يرسل لأبناءة الثلاثة رسالة يستدعيهم بها للحضـور أجتماع خاص بمكتبة في التاسعة صباحاً ..
سيخـبرهم بالخبـر السار الذي يتمنــى لو أذاعـة على الكون بأكملــه وسيعطيهم قرارة بالتأنـي بأعادة الأبن الضـال ...
نتوقف هنا
ردودكم حبـر قلمي لاتحرمـوني منها ...
دعــواتكم بأن يحقق لي ربي غاية بنفــسي ...
|