كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: لعبة القدر - بيتي نيلز ( عدد ممتاز )
ايلول كان يبشر بقدوم تشرين ، فأخذ معه العديد من الحفلات ، جلسات عائلية غداءات ، رحلات إلى وسط فليو ، والنزهات المتواصلة إلى البحيرة ، الا ان الجلوس قرب الماء يضر بليزا لأن الطقس اصبح باردا ، جلست فران تتابع رواية القصص الخرافية ثم تسرع إلى السيدة المسنة لتحضر الشاي
جاء اليوم حين عرفت بأن ليزا لم تعد بصحة جيدة تمكنها من الذهاب إلى البحيرة بعد الآن ، تغير الطقس وبدأ المطر ينهمر بغزارة فجلسوا قرب المدفأة ، وفران تحتضن ليزا وهي تتابع رواية القصص الخرافية .
وكانت لا تستطيع ان ترفع وجهها لتحدق بليتريك فقد بدا حزين للغاية ، وعرفت ان النهاية قد اقترب موعدها .
استمرت في مداعبتها لليزا كالعادة . الا انها في كل مرة كانت تجلس معها . تشعر بانها على وشك البكاء ، فتخرج للحظات ثم تعود إلى الغرفة .
ازدادت حالتها سوءا وارتمت في السرير فكانت فران تجلس دائما بجانبها ولا تفارقها الا اذا اضطرت ، لتأخذ المربية مكانها . وحين يأتى ليتريك من المستشفى يبقى قربها كذلك ، يحدثها عن عمله وخططه للميلاد ، وليزا فى سريرها وهي تحضن دميتها الفأرة وتصغى مسرورة .
بقى ليتريك في المنزل وترك عمله لبضعة أيام ولم يفارق غرفة ليزا وكذلك فران والمربية وحين جاء تاغ بصينية من السندويتشات والقهوة ، لم يذق أحد شيء من الطعام ، عند الظهر طلب ليتريك من فران والمربية ان يخرجا من الغرفة للحظات ، ولكن الاثنتان رفضتا طلبه .
ماتت ليزا ، وهما يجلسان بجانبها خرجت المربية في حين اخذت فران تشهق ، وكأنها فقدت ابنتها حقا ، اما ليتريك فصمت وبقى وجهه يتركز على ابنته وكانه لا يصدق ان القدر قد نفذ ما وعد به.
ذلك المساء ، جلست فران وحيدة قرب المدفأة في غرفة الاستقبال بعد مشاركتها العشاء مع ليتريك الذى لم يذقه احد منهما .
بقى ليتريك في مكتبه ولم يخرج سوى لبضعة دقائق ليتصل بالبروفيسور فان تروب الذى كان يعالج ليزا ، ثم أخذ حماما سريعا وعاد إلى مكتبه ، كان وجهه شاحبا للغاية وخطوط التجاعيد ظهرت حول عينيه بسبب الارهاق .
جاء البروفيسور فان تروب وتحدث مع ليتريك لبعض الوقت ثم خرج .
دخلت فران إلى غرفة المربية وشكرت السماء ان هذه المرأة ما تزال في المنزل ، حتى تبكي أمامها كلما شعرت بذلك .
خرج ليتريك ولم يأتى في موعد الغداء وجاء تاغ بصينية القهوة وبعض السندوتشات التى لم تلمسها فران .
نزلت إلى الحديقة وأخذت تفكر فى طريقة تساعد بها ليتريك وتخرجه من عزلته الا انها حين ذكرت له ذلك قال بأنه سيتصل بعائلته بنفسه ويقوم بكافة الترتيبات .
دخل إلى المنزل ليأخذ راف وفاف برفقته في نزهة وحين عاد أحضرت له فران القهوة الا انه شكرها واعتذر عن شربها .
|