كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 405 - في قلب النار - كاي ثورب ( الفصل الثالث )
توقعت كارين أن تجد المساكن على غرار تلك التي كانت تراها في أفلام رعاة البقر وإذا بها تفاجأ بمبنى جميل تمتد أمامه مروج خضراء رائعة الجمال، وتحيط به شرفات مسقوفة.
بدت الفتاة التي خرجت من البيت بسرعة عند توقف السيارة، من آل أندارد بشعرها الاسود الكث الذي يصل إلى خصرها، وبوجهها البالغ الحيوية، كما بدا جسمها جميلاً مليئاً بالحيوية هو ايضاً، وكما تنبأ لويس، لم تهتم مثقال ذرة بفقدان الذاكرة وهي تنزل السلم مسرعة وقد فتحت ذراعها وابتسمت ابتسامة مشرقة.
- ما أجمل أن تعودي إليناّ ولكن يالوجهك المسكين! لابد أن الرضوص تؤلمك!
- لم تعد تؤلمني الآن، كما أن الآثار ستزول بسرعة.ريحانة
وابتسمت لتغطي ارتباكها وهي تقول:
- عندئذ، قد استعيد ذاكرتي ايضاً.
مرت سحابة على وجه ريجينا سرعان ما أزاحتها بحماسة:
- نعم، ستعود أنا واثقة من ذلك!.
قال لويس يخاطب كارين:
- أظن أنك عطشى، أتريدين شراباً بارداً؟
ترددت:
- ألا يوجد شاي؟.
فقال هازلاً:
- طبعاً، فأنت تصرين على الشاي لأنك تقولين إن الإكثار من القهوة يسيء الى الصحة.
تحسن مزاجها قليلاً وحاولت أن تقول بمرح:
- هذا كلام تنقصه اللياقة في بلاد مشهورة باللبن!.
فهتفت ريجينا:
- أن أحب الشاي، سأجهزه حالاً، تعالي.منتديات ليلاس
دخلت كارين معها إلى ردهة فسيحة في وسطها سلم حديدي، تكثر فيها النباتات الطبيعية، التي وضعت أما في أصص فخارية، وإما تدلت في سلال من السقف.
كانت المرأة التي وقفت في أعلى السلم في منتصف العشرينات، ذات شعر قاتم الشقرة، على عكس ريجينا، كما أن ملامحها الأخاذة بدت مختلفة، ولم يكن في عينيها العسليتين أي ترحيب، بل نظرة عدائية باردة.
تحدثت بالبرتغالية ماجعل لويس يرمقها بنظرة تأنيب، قبل أن يقول:
- علينا أن نتحدث بالإنكليزية في حضور كارين، كما فعلنا عند وصولها إلى غوافادا لأول مرة.
فقالت كارين:
- هل هذا يعني أن عليّ أن أتعلم البرتغالية؟.
وجدت من الصعب عليها تصديق كلامه، سألته المرأة التي لابد أنها بياتريس:
- أتريدنا أن نوافق جميعاً على طلبك هذا؟.
- الموافقة هي شأنك أما الكلام فهو شأني في هذا البيت ، أين ريموندو؟
- اظطر للخروج لمعالجة مشكلة.منتديات ليلاس
بدا على بياتريس الاشمئزاز من تحذير، هذا لكنها لم تكن مستعدة لمجادلته.
قال لويس:
- سنتقابل على العشاء.
وخاطب أخته قائلاً:
- دعيهم يرسلون الشاي إلى غرفتها.
وأمسك بذراع كارين يقودها إلى الطابق العلوي زارعاً الفوضى في مشاعرها بعد أن نجحت تقريباً في استعادة هدوئها، وبعد أن أطلق سراحها عند أعلى السلم تمزقت بين شعورين، الأول هو شعورها بالتحرر من لمسته والثاني ، وهو الأحمق حنينها إلى مزيد من الملامسة.
كانت الغرفة التي قادها إليها تقع في نهاية الممر، وهي فسيحة، حسنة التهوئة تخفف الجدارن البيضاء من لون الأثاث الخشبي القائم، لفت السرير الواسع نظرها، فهو يتسع لأربعة أشخاص على الاقل.
|