كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 405 - في قلب النار - كاي ثورب ( الفصل التاسع )
كيف يمكن للويس ان يعيش ناسياً كل هذا؟ وكيف يمكنها ان تستمر في العيش معه؟
وشعرت بخدر في جسمها ، لقد خرج باكراً هذا الصباح من دون ان يوقظها ، وخلا ذهنها من كل شيء سوى اللهفة الى الابتعاد ، تركت بياتريس وصعدت الى غرفتها حيث القت بعض الأشياء في حقيبة ، حملت بعض النقود التي وجدتها ، نقود لم تكن كافية لتوصلها الى حيث تريد ، ووضعت جواز سفرها في حقيبة يدها ، فضلاً عن البطاقة المصرفية التي كان لويس قد زودها بها كي تستعملها في شراء تذكرة سفر الى وطنها.
اما ماذا ستفعل عندما تصل الى لندن ، فهذا مالم تفكر فيه.ريحانة
كانت بياتريس قد اختفت وريجينا خرجت لتزور صديقة لها،كما كان ريموندو خارج المنزل في مكان ما، اخذت السيارة وغادرت المنزل الذي كان بيتها في الأشهر الاخيرة، لقد انتهت من هذا الجزء من حياتها.
كانت الرحلة الى سان باولو وهي الأطول التي تجتازها وحدها. وعندما وصلت اخيراً الى مطار كونغونهاس وادركت انه مخصص فقط للرحلات المحلية تملكها الإحباط ، كان هذا يعني ان تستقل مجدداً السيارة التي تركتها في موقف السيارات، وتقودها الى الطرف الآخر من المدينة حيث المطار الدولي.منتديات ليلاس
كان بإمكانها ان تستقل الباص الى مطار غوارلهاس، كما نصحها موظف الاستعلامات الذي تطوع كي يسأل عن برنامج الرحلات الى لندن، كانت الرحلات الى لندن محجوزة للأسابيع الثلاثة القادمة ، ونصحها الموظف بأن تستقل الطائرة المتوجهة الى ريو دي جانيرو حيث يمكنها ان تحجز في إحدى الرحلات المتوجهة الى لندن ، وكانت لا تزال مستعدة للقيام بكل مايلزم كي ترحل، فدفعت تكاليف الرحلتين بواسطة بطاقة لويس المصرفية، ستكلفها الرحلة اكثر مما لو كانت مباشرة ، ولكن لا بأس ، بإمكان لويس ان يدفع.
منتديات ليلاس
طال انتظارها للطائرة التي ستوصلها الى ريودي جانيرو، كانت ضجة التلامذة المتحمسين فيها لا تطاق واغمضت كارين عينيها والطائرة ترتفع بهم ، إذ بدأت تعود الى عقلها نوعاً ما ، لويس لن يدعها ترحل بهذه السهولة ، إنها زوجته ..ملكه، وأينما ذهبت سيعثر عليها ، من دون شك ، واخيراً قررت ان تدعه يفعل مايشاء، عندما تصبح خارج البلاد لن يتمكن من إرغامها على العودة، وإذا لم يرض بأنيطلقها، ستطلقه مهما استغرق ذلك من وقت.
تمتم الرجل الجالس بجانبها بشيء لم تفهمه ثم نهض ليسمح لرجل آخر بأن يجلس بجانبها، وافترضت وجود خلط في أرقام المقاعد.
قال القادم الجديد:
- الحظ يبتسم لي.
فتحت عينيها وإذا بها تجفل لرؤية الرجل ، لم تصدق ان لوسيو فيرنانديز على الطائرة نفسها هو ايضاً.
سألته بحيرة:
- ماذا تفعل هنا؟
فأشرق وجهه بابتسامة عريضة:
- أنا مثلك ذاهب الى ريو دي جانيرو، لدي مال ، مال كثير! يمكنني ان امنحك وقتاً ممتعاً.
فقالت بالإنكليزية:
- انت تحلم.
إذالم يفهم الكلمات، فقد فهم المعنى، إذ اختفت ابتسامته، لم تفهم جوابه لكنه لم يكن مهذباً بكل تأكيد، وحمدت الله عندما عاد الى مكانه الأول.
حولت انتباهها الى النافذة مجنبة فضول الرجل الآخر الواضح .
استبعدت ان يكون وجود فيرنانديز على الطائرة نفسها صدفة، لم يكن لديها فكرة عما يكسبه عمال مزرعة غوافادا لكنها تشك في ان يسمح لهم اجرهم بقضاء إجازة في إحدى اغلى مدن العالم.
على أي حال هذا ليس من شأنها ، كما ان لديها امور اكثر اهمية تشغلها.
حتى الساعة ، لم تفكر في ماعليها ان تفعله عندما تهبط في لندن، عليها أولاً ان تجد مكاناً تبيت فيه، وإذا الغى لويس بطاقته المصرفية ، وهذا لم تضعه في حسابها ، فستقع في ورطة صعبة، كما لم تشأ ان تقف عند باب جولي ككلب متشرد.
ستكون اكثر تعقلاً لوعادت ادراجها لتعالج الأمور من الأساس....لكن لم يكن للمنطق اي دور منذ بداية علاقتها بلويس، لقد اتخذت قرارها الآن ولن تتراجع.
عندنا هبطت بها الطائرة، حاولت ألا تصادف لوسيو فيرنانديز.
كانت الباصات تتوجه الى المطار، لكنها فضلت ان تستقبل سيارة اجرة كما نصحها موظف الاستعلامات.
رأت اناسا محتشدين في الخارج فتملكها الارتباك وترددت على حافة الطريق، لابد ان ذاك هو صف سيارات الأجرة عند الرصيف المقابل، هذا مافكرت فيه وهي تلمح الضوء الاصفر من خلال الازدحام، إذا عبرت بسرعة....
نهاية الفصل التاسع
|