كاتب الموضوع :
صُمودْ الأنفُس
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: مذكرات مطلقات في كتب ازواجهن !
(5).
صبَاحُ الخَير ، أتَانِي هذا الصَباح أتلمّسُ أستَاره لتشّقُ أشعَة الشمس جُيوب أنفِي برائَحة الندّى مِن بعدِ المطر ...
اليومُ ، ليس بسعَيد ...ولكنه أكثَر سعَادة مما مضَى ، !
وريقَاتُ الاشجَار التي زرعَها والدِي في حديقة المنزل البسيطة ، طالت بشكل متعمّق ....
استرجعت ذكرياتِي مع شجَرة الليمون في أسفل منزلنا البسيط تقابلها نخلة جميلة .....
كنت أستند في ما مضى عليها ... أذاكر دُروسِي ، أو أجتمع أنا وعائلتِي تحت سقف هذه الشجرة ، نشربُ الشاي ونتبادل الحديث ...
وأحيَانُا يشوي لنا والدي تحت سقف هذه الشجَرة ، تِلك أيامٌ سابقَة جثت على ركبتَيها لتودّع القدَر ....
الآن ، مجرد فتاة انطوائية قد أصبحت ، أرعَى طفلي مكدسةً اهتمامي الكلي فيه وعليه ......
أنا وطفلِي ، طفلِي وأنا ، هذا مايخطُر في ذهنِي غالبًا من ناحيَة المستقبل العويص ....!
ليست أنانية ، ولكن مكرسة في جُفون أعين لا تغمض لها عين ، ولكن من حسن المبادرة أن أتفوق في تربية طفلي من جانب واحد ، رغم أن الجانب الآخر سيأتي فيما بعد ، ........مهلاً ! فيما بعد !!!
ماهذه الترهات ....بل سيأتي في القريب العاجل !!!!!!!!!!!
لن أكافح في أن أتمرد معه أو أمضي وقتي في *تصغير* قيمة عقلي في مبادلة الحديث الغير جالب للنفع معه !
لقد خضت هذه الحرب الصاعقة من أجل هذا الطفل....طفلي وحسب....
وحتى لو بقيت دون *زيد* فلن أتزوج رجلاً غيره ...حتى لا ينتقل حق الحضانة لزيد ....لأن في الدين الاسلامي اذا نكحت المرأة رجلاً غير طليقها ولديها طفل منه ...تنتقل حضانته من امه الى والده ! وهذه مصيبة عظمى !
ثانيًا هي ليست مضطرة لخوض الجولة مرة أخرى مع رجلٌ آخر ....ليسَ ظلمًا لرجلٌ آخر ...بقدر العقدة التي كرسها الملعون زيد في دواخلي ...
لكن ، حق الحضانة سيبقى طالما أنني طليقة دون رجل...وحق طفلي في أن يعيش مع والديه دون عناء أو تكبد للآخر ... هذه مصيبة ...لكنها ليست عويصة طالما أن طفلي الذي ..........................
سأترك الجملة مفتوحة لأجيب ... انها حرب...بيني ...وبين زيد ....وبين طفلي.........
والحقيقة انا لن أربح ، ....ولا زيد أيضًا .... طفلي...طفلي هو من سيربح !!
اذا اجابة الجملة المفتوحة السابقة ...
... هذه مصيبة ...لكنها ليست عويصة طالما أن طفلي الذي "" سيربح """
نَظرت إلى طفلي الذي كان يجلس في مقعد صغير مخصص للأطفال *جلاسَة أطفال* ....
وكان يشاهد التلفاز ويصفق بمرح ويعبث بألعابه ، ويضربها بقوة في مقعده .....
وصوت شقاوته وهو يتحدث مع نفسه بكلمات غير مفهومة .... جلب لي سعادة غير متوقعة ....
ابتسمت وأنا أقفز الى حيث يجلس ...خلف السرير.... قبلته من الخلف وابتسم ....التفت بجسده الصغير الي
ومدّ ذراعيه الصغيرتان لأحمله !!!
ابتسمت وحملته واحتضنت بأمومه ، أسند رأسه الى صدري يستشعر الحنان ويستمده مني....
قبلته في شفتيه الصغيرتين .... ووضعت انفي على أنفه أداعبه بطفولة وهو يبتسم بهدوء ليمد كفيه الصغيرتين لخدي ويداعبهما بنعومة ...
احتضنته الى جوفي ، أريده أن يختفي بين هذه الاشلاء الضائعة .....
أريده أن يصبح جزءًا منها لا يمكن تمميزه .... كمعادلة رياضية ....يختفي في أضلعي ، وسأصبح بخير !
بعيدًا عن ووالده ، عن تمرداته العويصة ، تمرداته المتهكمة كرجل أناني !
وودته نقله الى عالم آخر ، حيث الأحياء يشعرون بمن حولهم بصورة حقيقية وواضحة ...
يقول خوسيه روزال ... أن الاحياء ماداموا لا يبصرون لمن حولهم فهم *ميتون* ...
وأعتقد أن مقولته حقيقية بما فيه الكفاية من معنَى ، انتقلت نظراتي تجوب الغرفة كرحلة جوية قصيرة ....
أتفحص ذكرياتي مع هذا المكان ، مذ ان دخلت الثانوية وانتقلت في بداية مراحلنا ....
هنا امي كانت ترتب معي غرفتي ....وتوضب ملابسي....وهنا كنت اعاني من مشاكل الطلاق في صراع نفسي مع نفسي...قبلها كنت مهووسة تطرق اصابعي الطاولة التي بجواري افكر بفارس احلامي زيد ....لكنه صفعني بالطلاق...
وهنا كنت اعاني من مشاكل الحمل...لوحدي....دون ان يضع كفه الخشنة على بطني ....
كنت ابتسم لطفلي طول فترة الحمل وانا اضع يدي على ذاك البطن المجوف ........
اهمس له في الليل قبل ان أنام ليطلق وحشته....وأقرأ له سورًا من القرآن ...وأحيانا أقوم بتشغيل محرك اقراص في جهازي اللابتوب واستمع لصوت القرآن ....بينما هذا الطفل يسبح في أحشائي.....
واليوم ولدته من جديد ....احتضنته .....
عاد الي كنفي....وسأعود الى كنف والده .... واليوم تحديدًا !!!
سأكتب من جديد له !
لكنْ انا لستُ ملكًا له ، أنا مِلكًا لطفلي !
خرجت من غرفتي ، اليوم هو يوم الجمعة ,,,
لاشك في أن والدي واخي علي ومحمد قد خرجوا باكرا للصلاة في هذا اليوم تحديدًا....
الى الاسفل ، حيث كانت وجهتي .... تيقنت ان والدتي مع ياسمين في حالة من الاضطراب النفسي ...
من ذاك المسمى زيد ، ....
ابتسمت لي والدتي من اسفل مقنعة التوتر والقلق هامسة\حي الله هالزين ...تعالي يومــه بحضني انتي وظناك ...
ابتسمت لها ..احتضنتنا نحن الأثنين ... أنا وطفلي ، كُنت أسنِد رأسي على صدرها أستشعر الدفء والحناان !
يقينًا كان طفلي كذلك يستشعره مني ... رغم أنه كان يلعب في لعبة في يده ويحركها بطفولة وهو يحاول القفز لكنه كان متمسكًا بحنانِي له إلى أبعد الحدُود !
استنشقت عبير والدتِي الحاني ...عِطرٌ من العُود ، وارئحَة من البخُور ، هذا ماكان ينقصُ يومِي كي أكُون في كامِن سعادتِي ...
همست لوالدتي بسعادة\فديت عطرك يايومــه ...
أردفت والدتي لتجيب\ياقلبي يايومـه عساني ما افقدك انتي وظناك...فديتكم ياحبايب قلبي
*همّت لأن تهمس* يومــه رحيل...
رحيل مغمضَة العينين تركت طفلها يلعب في الارض\لبــيه .....؟
ام علي بعطف وهي تمسح على رأس طفلتها الأولى\لبــيتي في منى ... يومـه تدرين ان ابو سيف اليوم جاي ...
رحيل فهَمت على والدتها\أدري به ..
ام علي بقَلق\ يومـه مافي شيء بالجبر...
رحيل رفعت تنظر لعيني امها ، غارقتَان في الدموع\ عشانه مو عـشاني *وكانت تنظر لطفلها* ...
ام علي تقبل جبين طفلتها لكن طفلتها سارعت لتقبل جبينها\استغفر الله يايومــه... جبينك أولى من جبيني...
ام علي بحب وعينيها ايضا امتلأت بالدموع\يالله ان تحفظ لي هالزين ...وتوفقه لمصير ترضاه يارب...
ياسمين ودموعها كانت ستغالبها... لقد خضنا كلنا في هذه التجربة ... لكن كانت معكوسة رأسًا على عقب........
قبل سنتين تمَامًا ، في أول أيام أبريل... كنا نودع اختي قبل ليلة زفافها على ذاك المعتوه زيد .....
ولكن كان الجو مملتئ بدموع الفرح والسعَادة ، والزغَاريِد أيضًا !!
هناك نثرنا الورد و *المشموم* على رحيل ووالدي أيضًا ، في اليوم الثالث من زواجها أتت لننثر بكل سعادة النقود المتطايرة على رأسها هي وزوجها ، ونحيط عنقيهما بطوق الورد ...
ولكن !! كلها رحلت .... مع ذروة الريَاح ... كانت هذه الذكرى كغبار... يدخل الى خيشومات الانف لنعطسها مرة أخرى ونتمتم بـ*الحمدلله* ...ليرد الآخر*يرحمك الله* ونرد مرة أخرى* يرحمنا ويحرمكم* .... كلعنة تنطلق هذه الغُبارة الى حيث الرياح...تذروها اينما كانت.................
ابتسمت لسيف الذي وصل بعد حبوه الى قدماي ... نزلت الى مستواه ، قبلته بحب ...سنودعك اليوم ، أو غد !
سترحل ، وترحل ، الى حيث والدك ، منفى الانانية والحِرمان !
مسحت دموعها بعدما طل والدِي ومحمد وعلي من المسجد ، ورائحة البخور التي قدمتها والدتي لهم قبل ذهابهم واحد تلو الآخر الى المسجد ...لازالت تطل مع اطلالتهم العربية ... والشرقية !
ابتسمت و قد احمر وجهها قليلا من البكاء ... واحتضنت والدها بعمق وعينيها غارقتان بالدموع ....
الوضع غريب...
أنا أبكي...
امي أيضًا تبكي.... ياسمين أيضًا تبكي....
بابا يبتسم بأسى .... علي ومحمد يتبادلان النظرات فيما بينهما ......
طفلي يلعب ويصرخ بغضب يريد منا جميعًا ان نلتفت اليه.....
ماهذه المصيبة ؟
ماقد حل على هذه العائلة الصغيرة .... ماهذه اللعنة ؟!
بو علي يزيح الشماغ من رأسه ويجلسني على الاريكة معه ...
همس في اذني\عليك الله يارحيل ...تبين ترجعين له ولا من هالحين اخليه يروح عنك...
رحيل وهي تمسح دموعها ورأسها مطأطأ للأسفل وتهز رأسها بـ لآ !
ابتسم بو علي\دام انك تبين ليه تبكين ؟!
رحيل بضعف\مـ ..مـآ أدري ...
بو علي رفع رأسها الى حيث عينيه\مافي شيء بالجبر...وحق الله مافيه شيء بالجبر... تبينه اقول له سم وتعال وان ماتبينه اقضب علي الباب وارده ...
رحيل بمرارة\ماعليه يابو علي... بس عشان ولده مو عـشاني...
بو علي يقبلها\الله يحفظك ...
نظرت الى علي\علي ... وين جنى ...ماراح تحضر الليلة ؟!
علي بابتسامة جلس بجوارها وهو يحمل طفلها من الارض ليجلسه في حضنه\بلى بتجي...
قبل طفلها وهمس\يازينه هالمفصغن جعل ربي يقويه واشوفه رجال وازوجه بنتي...
ام علي بابتسامة\ معاذ الله ياعلي شف بنيتك اكبر من ولدي بسنة كاملة ...
رحيل ابتسمت بمرح وهي تمسح دموعها\ ام المؤمنين خديجة اكبر من النبي ...
ام علي\عليه الصلاة والسلام... النبي وخديجة ...ماهو هالصبي مع بنيته...
رحيل بحب\ماتدرين يمكن يعشقون بعض بعدين...
محمد باستنكار\هههههههه مدري منين ولدك بيكفخها تكفيخ او هي بتسطي عليه وبتخليه خاتم في صبعها...
رحيل تحتضن ولدها\تخسي وتعقب...ولدي رجال مايخضع لحرمه ماهو بطرطور...
علي\هههههه وانا بنتي مرة عاقلة ماهي من النساء المتهكمات...
ياسمين بضحكة\هههههههه تطعني المتهكمات...
علي\ورا ماتقومين تذاكرين احسن لك...
ياسمين\معاذ الله انا ما اصدق تجي الاجازة عشان اذاكر...
رحيل\ياليتني كملت الجامعة...احسدك يا ياسمين..
بو علي\ان كان تبين تكملين سمي وانا ادخلك وين ماتبين...دام عندك شهادة الثانوي ماهي بـ صعبة...
رحيل برفض\لا يوبه الحين انا مسؤولية مع هالطفل...خله يكبر اكثر لان هو بالعمر هذا محتاج عناية تامة...غير لما يكبر شوي ...
بو علي\براحتك مابي اضغط عليك...بس الفرصة عندك وانا ابوك...
رحيل\ان شاء الله ربي يوفقني وادرس الجامعة...
ام علي\انا بقوم اسوي الغداء...
رحيل تضع طفلها في حجر محمد\وانا بقوم اساعدك ماما...
ام علي بحب\لا انتي ارتاحي يومــه...وراك الليل وبو سيف بيجي..
رحيل طأطأت رأسها\طيب...
محمد يصرخ\رحيلوووهـ شيلي ولدك قابص شنبي بيدينه اللي مايستحي...
رحيل ابتسمت\هههههههه من طول شنبك مرسوم رسم على وجهك...بس ولدي ماصدق انه يمسكه ...
محمد يبعد يد سيف عن وجهه وهو ينهره\تعقل يارجال لا بـالعقال...
رحيل تأخذ سيف\ تعال انت يالقززووم كذا تعصب بخالك...ماصدقنا على الله يجينا مروق من الجبيل تروح تزعله..
*قربته فم طفلها الى خد خاله* يلا بووسه يالمشراااني..بوســه وقل آسف ياخالي الجميل ماعاد اعيدها....
ابتسم محمد ضاحكًا لرحيل\هههههه ياافديته وفديت امه... *قبل سيف ووقف ليقبل رحيل*...
رحيل بخجل ابتسمت\عساك قبلت المعذوور ...
محمد بابتسامة واسعة\كفوو ...ومقبول...
رحيل\يلا عن اذنكم بروح انا وفصغوني ورانا اشغال لانعطلكم ولا تعطلونا...بنرجع لإزعاجكم بس بعد حفلة تنكرية في الليل...
ضحك والدها وأردف أخاها علي\هههههههه لا دخيلك يام سيف لا تثقلين مكياج....
رحيل بحب\هههههه من يومي اكره المكياج الثقيل...عشان اموت...بس عشان نخرع بعض الناس عشان نأدبهم بطريقتنا الخاصة انا وولدي...
كانت تقصد زيد... والكل فهم مقصدها... لكنها لم تنطقها بشكل مباشر...كانت تحاول ان تبعد الحزن فهو مشوار طويل..... كان مصيرها فقط موسوما في ان تفرح في غضون هذه الساعات القصيرة..او السريعَة جدًا جدًا !!!!
لا طريق لتلك الدموع ... الدموع المالحة ...مجرد قطرات مالحة تنساب على الوجنَات ، نتيجة لضغوط نفسية خارقة لا تستطيع مجافاتها في ليالي بسيطة ........!!!
،
في مكَان آخر ...
كُنت قد عُدت توًا من الخَارج في الساعَة الثامنة مسَاءًا ....
كل شيء تغير ...لا أعلم مالذي تغير...لكن هناك شيء ما قد تغير ، ربمّا أنا ، وربما المكسيك ...
ربما الوطن ينشد أشياء أخرى .... رفض جدتي لي ...حالة فسيولوجية طبيعية ....لكنها مؤلمَة !!
رغم معرفتي التامة بمدى اشتياقها لأن تشتمني وتقع في أحضاني .... الا ان هذا يرسم في عيني مزيدًا من الشعور بالتوحد ...ودون رحمَة ...أجد عيناني غارقتان بالدموع ....لكنها كالسحب المودعة ....ترحل دون أن تمطر !!
أرسلت مصروفًا شهري لخالي في المكسيك لكي يعُيل به عائلته الجائعة .......
أموالي كثيرة ، لا أعلم كيف علي أن أتصرف بها ! ، انها حصة من اموال ابي ، هذا غير معاش التقاعد الذي كان لوالدي وماكان يجمع منه ....لقد ازدادت الاموال بعدما كنت انشدها في تلك الغربة ...
دعوني أحدثكم عن بعض عادات المكسيك.... أو بعض الامور التي تحدث فيها...
في البداية ، سأذكر مكَان سكنِي ...ومااذا كنت اعاني في طفولتي ...!
" موقفًا مِن الصغر"
فِي المكسيك ... في عام 1993 م .
كنت أبلغ من العمر 10 سنوات حينهَا . . .
في الأرض التي أسكن فيها ، حيث كان منزلنا يستوطن القرية ... قرية جميلة ، التقط لها السياح صورًا آنذاك ...انها أرخبيل ... جزيرة جميلة جدا أعيش فيها
في النهار تضيئها الشمس ، وفي الليل تضيئها الاضواء الصفراء ...مع سواد الليل كانت تشع بجمالية فائقة ...!!!
اتذكر حينها ان الاطفال في المكسيك من سن العاشرة يبدأون بالعمل ...
يذهبون اما للنجارة أو يذهبون في الأسواق الشعبية يبيعون السمك بجوار البحيرات المطلة على شرفات البحيرة الكبيرة ....
وهكذا ...تبدأ قصتي الغريبة حيث أن خالي قام بترحيلي إلى قرى ماتريل حيث يعيش العاملون في الأسواق الشعبية واماكن النجارة ... ذهبت مع نجار أعمل معه كل يومين ... وغير البخشيش الذي يدسه في جيبي كانت تزداد اموالي رغم بساطاتها ... كنت أحمل الخشب من بعيد له وأعود به ... إلى حيث هُو ... رغم مدى ثقل الخشب الذي كنت أحمله!! الا ان العمل اصبح لدي شيء روتيني يومي وممتع ... كنت حينها أرتدي قبعة مكسيكية وارتدي شورت قصيرة مع تيشرت ونعلين بسيطين بخيوط مشغولة في مقدمة القدم ...
كان عمري حينها 14 عامًا ...عملت معه حتى وصلت إلى السابعة عشر من عمري ....
كنت بعيدًا عن المنطقة التي كانت امي تقطن فيها ... امي في أرخبيل...وأنا في قرى ماتريل...!
وصلني طردًا حينما كنت أسكن في منطقة العمل...في معمل النجارة هناك رف في الأعلى طويل يتسع لي...
نمت فيه كمن يتلظى خوفًا من شغفِ المبيت خارجه ...أستمع أحيانا صوت خربشَة اللصوص...لأشعل المصباح واعبر ليلاً كي أرى من أتى ... ثم أعود لنومي فور ما أن أعلم ان هذه الحركة هي حركة الكلب الذي في الخارج ...
لنعد الى موضوع الطرد ... كان الطرد مختوم بتوقيع خالي... فتحته بشغف ربما أن خالي هذه الفترة يحتاج الى المال كي أرسله له... ولكنني فوجئت وصعقت بالخبر...* ولدي لقد توفي والدك في حادث وخيم اثر ذبحة صدرية ، وامك الاخرى تبعته ... تعازينا ... أهل أرخبيل*
حينها لا أتذكر شعوري...ولا أتذكر مافعلت....لااتذكر سوى ............................
وصلت الى منزل جدتي...فتح لي زياد وكان حاملاً طفله الصغير وسيخرج توا هو وزوجته...
نظرت للأسفل وأبعدت وجهي كي لا تقع عيناي على زوجته ، وتنحيت جانبًا كي تخرج معه .....
خرجت زوجته حاملة طفله... ثم توجه لي زياد بابتسامة\مرحبا مازن...
ابتسمت بهدوء\ هلا زياد...
زياد بابتسامة يتفحص بها وجهي\كيف حالك ...؟!
رفعت له كتفي ، ألا ترى يازياد ؟ الا ترى الشارب ..والعوارض ...قد تكاثرت في وجهي...تتعشب كالاعشاب في مساحات وجهي الحزينة ...الا تكفيك من هذا كله اجابة ؟!!!!!!!
هممت لأن امحي هذا التأمل المخبوص لأنهي النقاش\انا بخير ، وانت!!
زياد وضع يده على كتفي\مازن...جدتي ماعندها رجال بـ هالبيت غيري وغيرك وعيال عمي صلاح...
فلا يغرك زعل جدتي ترا قلبها حنون...
ابتسمت له وانا اهمس له\مو لجدتي هالزعل... حزني من هالوطن مايحتويني...
ابتسم له زياد بمواساة\حشاك ياولد وضاح...بس تبتسم لك جدتي بيحويك هالوطن...
مازن بأسى\مشواري طويل...
زياد بحب وانسحاب\انتبه لنفسك مازن..أنا ماشي مع ام العيال...ان كان تبي شيء كلمني ...
مازن ابتسم له\طيب...
انسحبت من امامه ... دخلت الى الداخل وانا ادندن بلغتي المكسيكية المعقدة ...
لم أكن أتقصد ايذاء جدتي التي اشاحت برأسها فور ما أن رأتني كالعادة ، وقد اسدلت غطائها على وجهها ...
كل هذا اصبح يغضبني...الى متى وهي تلفظني كما يلفظني الوطن....................!!!
صرخت من اعماقي في داخلي ..تحرك أيها الجبان....هيا تحرك....قل لها ما يجوب في خواطرك ...
الا انني ادرت وجهي الى حيث عمتي سارة وابتسمت\مرحبا بالسوري...
سارة ابتسمت لي وهي تقبلني حاملة صحن العشاء\يامرحبا بك...تعال كل وانا خالتك...
مازن بغير شهوة في الطعام\رايح انام...
سارة تتمسك بذراعه\تعال يالخوقاقي اكل معنا...وازينك بس
ابتسمت لها\ههههههه لا يسمعك ابو عيالك بس...
سارة\ههههه فديت زوجي راعي الادغال البطل الشجاع ابو طلال...
مازن بابتسامة واسعة تبين منها انيابه\كل هذا له....
سارة بخجل\اقول امش بس وتعشى ...
ذهبت معها الى حيث غرفة الطعام...وعلى طاولة الطعام كنت قد جلست بجوارها ...
اتناول الطعام وانا اصدر اصواتا مزعجة متعمدا لإغاضة جدتي كي ابتسم معها .... كررت هذه الحركة عدة مرات ، لمحت في المرة الأولى انزعاجها وفي المرة الثانية عقد حاجبيها وهي تتأفف .... كررت الحركة بكل مرح وفتحت عيناي بدهشة وانا انظر لها تغضب\عنبوك كل وانت هاجد ولا كل بيدينك...
ابتسمت لها\ورا يايومه ماتلقميني ...كود ولدك مايعرف ياكل بيدينه...
الجدة\رجال بكبرك يعرف يذبح خرفان ماهوب ياكل
ابتسمت بمرح وانا اضرب اطراف اصابعي بالطاولة بمرح وبتأييد\عادي...بكرة اذبح خروف...
الجده وهي تقطع له الطعام وتضعه في صحنه\يلا كل...
ابتسمت ، للحظة شعرت انني طفل... اكلت الطعام باستمتاع وكلما انهيت صحني ملأته هي بنفسها بالطعام...رغم انها تهمس بغضب الا انني كنت ابتسم...قبل قليل ..........لاشهية لي بالطعام.............والآن !! فأنا جائع الى ابعد الحدود !!
انهيت لقمتي وانا امسح فمي بمنديل ورقي بسيط واشرب الماء\الحمدلله...تسلم يمينك يومـــه...
ابتسمت من تحت مقنعتها تكظم الفرح وتتصرف بغضب\قم عن وجهي يلا رح نام...
نهضت وانا اهمس في أذن عمتي سارة\وكأن قلبها بدا يلين...
سارة بحب\هههه كمل مشوارك ...
،
في غُضون الليل ، الذي يتشعب خيوط ميونخ ، أغلقت قبل دقائق سماعتي بعد مهاتفة صديقتي عروب ، !
كنا في حالة من السعادة نتانور الحديث عن رحلتي في ميونخ ودراستي وعن ذكريات الطفولة بيني وبينها في ما مضى ... أخبرتها ان أجواء ميونخ لا زالت مستتبة ...لا شيء جديد ...مشاعري المتحركة أحاول كبتها بقدر المستطاع حتى لا يخرج منها ما لا يرضاه الله.....
أحاول بقدر المستطاع أن أؤدب نفسي ولا أقع في حرام لا يحبه الله ولا يرضاه لي...صحيح لدي مشاعر جياشة وكل فتاة لديها هذه المشاعر ...الا أننا جميعنا نحتاج الى من يحكمها بطريقة ايجابية ....
سأحاول أن أكرس اهتمامي في هذه الدروس ، حتى لا أقع في إثمٍ لا أرضاه ...ولا ربي يرضاه ...
اليوم تاريخ ممجد لدى الغرب ...العيد الأخضر... كانت الدنيا كلها خضراء.............!
تذكرت اليوم الوطني... كرهت تصرفاتهم الغريبة... عيد أخضر ؟ ابتداع !! لا عيد في قواميسنا سوى عيدين مقدسين .... فطرًا كان أو أضحى ... فغيرهما لا شأن لنا به... أو لا نأبه بهِ أصلاً !!
نقلت نظراتي في شاشة اللابتوب....
أحاول أن أبحث على فيلم أستطيع أن اشاهده بطريقة ممتعة .... في *قروب* خاص لـ *الكلاس* الذي انتمي اليه وضع الاستاذ سعود فيلما ناصحًا الجميع به... جميع الطلاب وكانت الرسالة كإشارة للجميع ...!
فيلم *الرسالة *!!
مضيت قدمًا لكي أشاهده...علني أجد ان كان يرضيني ...او فيه اساءة للاسلام...!
لكن أظن أن الاستاذ سعود ليس بهذه السذاجة كي يضع فيلما مسيئًا ...!!
،
في ليلةٍ هذا المساء....
كنت أختنق وأنا أرتدي فستانا هادئًا باللون الابيض المائل للسكري ...
كان فستانًا طويلا مرسومة تفاصيله على جسدي ........
طفلي يلعب في الارض، أنا أرسم الكحل الاسود بكل سلاسة في عيني...
أضفى لعيني اتساعًا رهيبًا ، وفتنة غجرية عجيبة !!
تفاصيلي لم تعد كالسابق .... لم أعد تلك المراهقة التي سوف يتلاعب بها كيفما شاء ....هناك حدود لا بد من عدم مجافاتها هذه المرة ، وعلى سبيل المثال فإن المثل يقول*التكرار يعلم الشطار* ...هذه المرة الثانية التي سوف يعاد حبك شريط الحياة الزوجية مع نفس الثنائي ....ولكن ، بقلوب أخرى ...بتجارب مسجلة ....
لن أستفيد شيئًا من انتقامي منه ....ولكن بالطريقة العكسية نستطيع تأديبه بطريقة يحترم فيها حدود الطلاق......!
أن لا يتلاعب بأي أنثى أخرى ، سواء كنت أنا أم غيري.........
أزحت الرباط عن شعري المموج ليتناثر بطوله على خصري ....تبًا ....لقد كان يعشقه طويلاً !!
كان يتأمله ويهمس بمدى اعجابه بهذه الخصلات .... لو أستطيع أن أحرق الذكرى مع حرق هذه الشعيرات لحرقته ....
نظرت الى ساعتي...انها الثامنة والنصف...لابد أن الجميع في الاسفل قد حضر...
خالتي أم معاذ ... والدتي...جنى ...ياسمين...
حملت طفلي أمحو طيات الحزن في دفاتر مغلقة ، هو يستحق اللعن والطرد من مكاني هذا ....من قلبي هذا !!
لقد حطمني مرة ، لن أكون بهذه السذاجة كي أدعه يتلاعب بي كدمية يفرغ فيها طاقاته الشهوانية ......!!
لست مجرد جسد ...هناك روح أخرى تستوطنه...تحتاج الاحترام ....
فتحت باب غرفتي وذكرياتي في أول يوم من زواجي كان تعترض طريقي ، لد اختلف الوضع الآن .....
كل شيء تغير...مطلقة سترجع الى طليقها ........
تحسست عنقي... هناك قد وضع عقده الملعون ليجرحني بمباغتاته الرجولية الماكرة ...!!!
هناك قد ألبسني خاتم الخطوبة * الدبلة * وأنا بادلته بذلك ....
نزلت خطوة خطوة بكل شموخ من هذا الدرج ... سأعود اليه في هذا المساء...
وفي آخر خطوة وضعت طفلي الصغير يحبو الى جدته بجوار خالتي ام معاذ ....
التي احتضنتها بحفاوة وبحب\مساء الخير يارحيل ياضي هالعيون...
ابتسمت لها اخبأ الدموع\مساء النور والسرور خالة ...وش اخبارك ياقلبي وأخبار البنات ؟؟!
أم معاذ بحب وهي تمسح على رأسي وتسمي\بسم الله عليك الله يحفظك من شرار الانفس... كلنا بخير يابعد قلبي ...سلمي لي على قلبك الطيب...
رحيل هزت رأسها بمغزى\وصله سلامك ...
ياسمين بحب\وش حليلك يارحيل...عسى الله يحفظك انتي وجمالك...
رحيل هزت رأسها\الفال لك...
ياسمين من هذه الدعوة انكمشت على نفسها خجلة ورافضة الفكرة ، رجلاً كزيد ... لا استطيع تحمله أو الرجوع إليه...لا أعلم لما رحيل لازالت تجازف وتضحي بينما هو يحاول ان يجعل منها ملعبًا لطاروفته ...وسنارته الصغيرة ....!!!!
من هُنا كان الجميع يسمع الإيجاب والقبول في عقدي النكاح من داخل المجلس...ورف قلب رحيل بخوف وبلا شعور كانت ترجف وهي تسمع صوته الخَشن يتمتم بكلمات , ودت ان تخرج له وتخنقه ... أو تقتله .... أو تمحيه من هذه الحياة ... تمردت أيها الطاغي.... !! ليس لهذا المقدور سأقف بل سأدهسك بقدمي هاتين...كما دهستني امام الجميع !!
مِن داخل المجلس...
علي ، و زيد ... يتراشقان النظرات ... ذاك في نفسه يصرخ " لا تسرق رحيل" والآخر يهمس " عادت إلي "
مرَحى بذلك ! هناك ملعبة أعين في قارعة الطريق... محمد يقدم القهوة ... ياسر يقدم الحلوَى ...
الحضور قلة ... مغايرة تمامًا لأول مرة كان قد أتى فيها زيدًا طالبًا يد أختي رحيل....
كان المجلس مكتظًا بالرجَال ، أمّا الآن فلا أجد أحدًا سوَى * الشيخ ، والدي ، أنا ، محمد ، زيد ، ياسر * ....
اهتز جسدي وانا استمع للشيخ يطلب من الاثنين اقامة عقد النكاح ...وهو يذكر الجميع بأهمية هذا العقد ومدى عظمه لدى الله سبحانه وتعالى ...
وضع الشيخ كف والدي على كف زيد وهمس لهما\ يالله يابو علي اشرع بالايجاب وزيد يشرع بالقبول حتى يتم عقد النكاح ...
أبو علي كان ينازع مع الكلمات بدواخله وهو يهمس بصعوبة\أنكحتك يازيد ابنتي رحيل على سنة الله ورسوله ...
هم زيد بابتسامة واسعة وهو يهمس بالقبول\ وأنا قبلت ....
انتهَى ! والشيخ يهمس للشهود ويطلب منه التوقيع ... بما انها بائن بينونة صغرى وجب على الشيخ ان يعاود عقد النكاح من جديد ...ووجب على الاثنان اقامة شرعية الايجاب والقبول حتى يكون هذا الزواج صحيحًا ....قبل أن يشرع في عقد النكاح كان قد أخذ موافقتها عن طريق *وكيل المرأة – أي وليها* لأن رحيل قامت بتوكيل أخيها علي حتى يجيب بموافقتها على *زيد* وهذا جائز في عقد المرأة شرط أن يكون الوكيل ولي للمرأة ومن عصبتها ....
انهى الشيخ جملته بابتسامة لزيد\الآن أصبحت رحيل ابنة ابو علي زوجة لك على سنة الله ورسوله ...وتستطيع ان تختلي بها ...
ابتسم ابتسامة جانبية بعدما سمع من أبو علي يهمس له\مبروك...
مد يده لأبو علي \ يبارك فيك...
التفت لعلي الذي كان يكتم غيظه ، ليس لشيء ـ. الأمر قد تم وانتهى ...لكن نظرات علي له لها مغزى وهو أن هذه الفرصة لا تعاد ولا تكرر ، وان تم التفريط بها سيجلب عليه لعنة لم يتوانى علي عن قتلة !!!
ذهب علي له وهمس\مبروك ...
زيد\يبارك فيك...
ياسر قد دخل توًا وكان حاملاً معه سيف الذي ما إن رأى والده حتى مدى ذراعيه إليه يريد منه ان يحمله....
حمله والده وابتسم له بابتسامة وهو يقبل\كيفك ياشيخنا ؟!
علي " بنذالة " \ قبل شوي علومي به كان بخير.. بس مدري من لما دخل المجلس تغيرت الوانه ...
زيد ضَحك على مقصد علي وهمس\واضح ... وخصوصا لما مد يدينه يبيني ... خايف من المتوحشين اللي حوله *وكان يقصد علي* ...
ابتسم علي له\ يصير ليه لا ...
زيد وضع أنفه على أنف سيف وقبله بهدوء وهو يهمس له ويلقنه كلمة\ بـآبا
حاول سيف أن ينطق خلفه هذه الكلمة ببديهة ...لكنها كانت صعبه في مشواره الجديد مع والده ....
وضع اصبعيه السبابة والوسطى على خده الناعم وبدأ يمسحهما بهدوء ... بينما طفله كان يلعب في جيبه ... يحاول ان يخرج مافيه... سحب قلم فضي اللون كان يضعه والده في جيبه...
همس ياسر بممازحة\يازيد ولدك ماهو بآدمي...سروووقي ماغير ينهب الجيوب نهب...
محمد بضحكة\ههههههه ماهو خبرك في ابوي اللي دايم يدووش في جيييبه...
زيد ضَحك\هههههه ... *همس لطفله* صح ياورع ؟
قفز في حضنه بشكل طفولي وهو يبتسم لوالده ... كان يلعب مع خاله علي وهو في حضن والده لا يزال ... يقوم بتقريب وجهه لعلي كي يقبله وما إن يقترب منه علي حتى يبعد وجهه عنه بسرعة يخبأه في صدِر والده ...
ضَحك علي بابتسامة\هههههه يستهبل ولدك... علوم الاستهبال وراه وراه...
زيد بابتسامة\ حليله ولدي مصفي الجو ...
وقف الشيخ ليغادر المكان ... ابتسم زيد ابتسامة جانبية ينظر لعلي...
قُهر علي بعض الشيء ، ترجل من مكانه هو محمد وياسر إلى الخارج ... دقائق بسيطة وستأتي رحيل اليه وتجلس بجوار وكأن شيئًا لم يكن ...
في الداخل ...
كانت رحيل في حالة صراع نفسي لا تؤاخذ عليه...صراع يصرح عن أحشاءه ويصرخ في حضرة المِوت ....
سيركلها ، ويشرقها مرة اخرى بسهامًا حادة من مخصرته القاسية ...
تحاول ان تشغل نفسها عن الصراعات الداخليه ...لأنها كفيلة بأن تشعل مولدًا كاملاً لقرية كاملة ...!!!
همس لها ياسر بحب وبممازحة\ أخ لو مانتي بزوجته كان خطبتك...
رحيل بخجل\هههه رح يالماتستحي...
ام علي بحب\ماقال شيء غلط... وش حليلك يالزين بس...
بو علي يبتسم لها\يوبه رحيل تعالي معي...
ماهذهِ الكلمة ياوالدي... مهلاً لا تلكمني بلكمة قاسية على قلبِي ... تمهل شيئًا فشيئًا حتى لا اضيع في حقُول النسيان الغامضة ....
هُزّ جسدها من فرطِ الرجَفة الغامضة ، وقفت معه ورجلاها الرشيقتين لا تحملانها ، .....
لن تخجل ...لن تصمت طوال الوقت... ستتكلم معه وتصفعه بالكلمَات ................ولكن !!
كل هذا قد تلاشَى ما ان دخلت الى مكانه ... كانت مطأطأة برأسها الى الاسفل ...
تعبث في اناملها ... كان والدها يدفعها الى الامام ... بينما هي كالطفلة ترجع برفض الى الخلف...
أصبح الموقف أمامه... سخيفًا لأبعد الحدود لكنها كانت ردة فعلاً غريبة ...
مشت بجوار والدها الى حيث يجلس... لمحت ابتسامته تتفحصها جيدًا ...تتفحصها بحذر ... تحرقها بلا سابق انذار ...أجلسها بجواره وكان يرسل نظراته بتحذير لزيد الذي كان مشغولاً في ابتسامته ونظراته المتفحصة لها ....
لم تستفق من غيبوبتها الخطيرة الا حينما شعرت بطفلها يجلس في حضنها يلعب بمرح وهو يهمس\امممه...
قبلته وهي ترجف لتنظر له بتصويبة قاتلة ...تصويبة مباشرة تحمل مئآت وعشرات الآلاف من الرسائل المعاتبة ...
أأصرخ يازيد ؟ لما ذا تركتني أعاني ولوحدي في هذه الدنيا المكتظة بزحام الانفاسِ الخانقة ؟!
أيرضيك أن أعبث في أراضٍ لا تتجشم عناءَ الإفصاح ببريقَ عيطموس فتاة مطلقة في سن العشرون ؟!
أغمض عيناه وهو يهمس لها\غمضي عيونك...تصوبني...
كان يرى في عينيها معاناة السنتين في غيابه ، معاتبة غريبة كانت تجثوها لوحدها دون أي مواربة أو تحديق من أحد ...
لمح طيف الدموع الغارقة في عينيها واحمرار انفها ...لكنها استنشقت هواءًا صخب تدخله الى رئتيها ...
احتضنت طفلها بهدوء وهي تهمس لزيد\ انا مابتكلم وش صار ووش مضى ... بس انا بقول لازم تلقى جزاك...
ابتسم لازال يحدق في جمالها... في رقبتها ..أسفل رقبتها بروز صدرها .... الفتنة التي رسمها الفتسان في انفلات خصرها ...
ارتجفت بينما هو ينظر اليها ... لا زال يظن اني مُجرد جسد ... سألقنه درَسًا في رحَلةِ الجسد ...
همّ لأن يهمس\ ياجمالك...
رحيل التفت اليه \ زيد... ماني جسد...انا روح ماني جسد...
زيد ابتسم وهو يتلمس خصلات شعرها ويهمس بعينين حائرتين في تفاصيل وجهها \ ليه انا قلت انك جسد؟!
رحيل أبعدته بهدوء عنها\ شيء واضح مايحتاج تخبيه...
زيد بابتسامة وهو يضع انفه في رقبتها بينما هي تبعده عنها وتدفعه بعيدًا\زيـــــد لا تتمرد !!
كانت ترجف ، هل كنتُ فظًّا معها الى هذا الحد ؟!
انتبهت لشَخصِي ، هي تعرفُ في حال هذا الجُنون فأنا لا أتمالك نفسي...
أجدني منصاغًا بجنوني في تفاصيلها ... وقد انفجرت ذرات الاشتياق بلا شعور ...
صرحت بعينين غارقتين بالدموع\لو استمرينا بـ هالحال راح ينعاد الطلاق مرة ومرتين وثلاث !!
استنشق الهواء وهو ينظر لطفله لازال يلعب في حضنه ويضع فمه على رقبتها وخديها ....
ابعد نظره حتى لا تبدأ طقوس الجنون أكثر وهو يهمس\ اعذريني...
رحيل تمسح دُموعها\اعذرك على ايش بالضبط ...
لقد حار في تفاصيلها بالفعل ... أي جُرعات الجُنون في هذا اللقاء الذي احاول كبته...
ابتسم يمحو من ذهنه ذكريات خرافية في سرير قبل سنتين تمامًا معها ... ونظر الى طفله وهو يحمله...
رحيل وقفت بهدوء\بلبس عباتي... انا جهزت شنطة ولدك...وشنطتي...
زيد بابتسامة\طلعيهم احطهم بسيارتي ..
ابتعدت بهدوء ، كان ينظر للتمايلات في جسدها وهي تطغى بأنوثتها عليه ...
همس لطفله\امك تجنني جنون ...
همس بطفولة\امممه...
ضحك وهو يقبل طفله\عنبو بليس انت الوحيد اللي فاهمني...
استفاق على صوت علي\بو سيف... رحيل جهزت...
وقف وهو يمشي بجواره وينظر لنظراته ..تجاهلها وهو بتسم\وين الشنط ؟!
علي\حطيتهم بالممر...
زيد\رحيل!!
علي ابتسم\رحيل في حضن امها ...وابوها...
زيد هز رأسه بهدوء\ماعندي مانع... متى ماتبي تجي ...حياها الله...
علي بابتسامة\البنت بتجي...
هز برأسه وهو ينظر لها تخرج وترتدي نقابها أمام المرآة وتحكمه بهدوء... وضعت حقيبه بسيطة على كتفها والتفت لطفلها تحمله منه ...
بينما هو عبر ليحمل حقيبتها ... وحقيبة طفله... وجه المفتاح الاتوماتيكي للسيارة ... وضع الحقيبتين في الخلف...
فَتح الباب بنفسه لرحيل وهو يأمرها بالجلوس ... جلست بكل شموخ وانتصاب وهي تحمل طفلها الذي يلعب في حضنها...
كان هذا الطفل ولصغر سنه ينظر لغرابة الوضع... حينما ركب والده...كان ينظر لوالدته ...ويعيد نظره الى والده ...كرر هذه الحركة عدة مرات...
ضَحكت بخفة على حركته كذلك والده ضحك...
حتّى سيف الصغير لم يستوعب هذه الصُدفة الغريبة ...التي تعتبر " صفعة " بالنسبة لرحيل ..و " صفقة" ناجحة لزيد ...
ليست تدري ماشعورها الآن ...لكنها تعلم انها مع رجل يعبد الجَسد....!!
ارتعشت ...أهل هي مضطر أن تعيد الكرة لتأتي بسيف جديد صغير وتتطلق مرة أخرى ...ويكون لديها سيفان صغغيران لا يعيان ماهذه التجربة الصعبة الخوض !!!!
كانت ترجف بشكل لا يُصدق ، الرياض !! انها مكتظة بالظلام والاجواء الغريبة ...
رائحة عطره شقت المكان ... توًا قامت بملاحظة ذلك... شعَرت بطفله الذي يبكي وهو يمد ذراعيه لوالده الذي كان يقود سيارته....
ابتسم لطفله وهو يحمله بيدٍ واحدة ويجلسه على رجليه\تعال بابا ...
ارتخت يديها بينما شعرت بملامسة كفه بكفيها ... وهو يأخذ سيف ...
لما اصبح الطريق طويل ؟ !!!
*وقفة* ... لقد استرخت عضلاتها بينما هي تشعر بأن السيارة قد توقفت ...
ارتجفت ... بشكل ملاحظ ... لاحظ هو بنفسه ارتجاف كفيها ... بُجرأة عارمة وضع كفيها داخل كف واحده منه...
واصبح يضغط بهدوء ... بينما هي سحبت كفيها بحجة *فتح* باب السيارة ...
ابتسم لِعنادها منذ بداية المسير ، استدار وهو يفتح باب سيارته لينزل ...الى حيث بابها ...فتح بابتسامة ...
نظرت له ولعينيه الخارقتان ... احتضنت طفلها ... ووقفت امام نفس المكان ... نفس الذِكرى ونفس الاشياء التي لم تتغير ...
أتى وهو يخرج مفتاح المنَزل نفسه من جيبه ليخترق باب المنزل ويدير مقبضته حتى يفتح بحبكة سهلة ...
فتح الباب لكلينَا وأفسح المجال لي ولطفلي للدخول ...
دخل وهو يفتح الاضواء... انتزعت النقاب والحجاب واخرجت شعري من تحت العباءة ...
لم تفتني نظرته المعجبة بشعري ... استدارت نظراتي بحنق الى المكان ......
الى تلك الطاولة الكبيرة ...طاولة الطعام.............
أسوأ الذكرى ... حيث شنَقني بمشنَقة فضية اللون...ذاك العقد الجيب...الذي استدار على جيدي ..
وضعت طفلي ارضًا وبلا شعور ... أفسحت المجال لأن أدفع كرسي واجلس عليه في طاولة الطعام...
وكنت اضع يدي على عنقي ...دُموعٌ صاخبَة في عيناي... علني أجد هذا العقد من جديد ...
علني أعاود جمالية الايام معه واتقبلها كما كنت في السابق...ولكن لا مجال لهذا كله.... لكنه فاجئني هذه المرة ...
وهو يضع الشيء البارد ذاته ويلفع على عنقي...
تَعالت شهقاتي وانا أرى العقد ذاته يلتف حول عنقي... دموعي وبلا سابق انذار سقطت كمجرارٍ من المَاء الذي لا ينضّب !
كان واقفًا خلفي واضعًا يديه حولي يحتضضني بينما كنت جالسة ابكي ... طفلنا الصغير يلعب يحاول ان يقف وهو يتمسك بالكرسي الخشبي المنتصب بجواري...
ابعدت يديه بغضب وبدموع غزيرة وانا انتزع العقد ايضًا هذه المرة واضعه على الطاولة واهمس بعبَرة\كيف تتجرأ ؟؟؟
كيف تجيك الجرأة وتعيد ذكرى ميته ؟؟؟!!
تقدم وهو يحاول تهدأتتها لكنها همست\لا تقرب... ماني جسد...أنا روح ماني جسد...
عقد حاجبيه بغضب وهو يهمس\ليه تفكرين بهذي الطريقة ؟!
رحيل جلست للأرض بجوار طفلها وهي تمحو دموعها بممحاة القدر \ مايحتاج أوضح شيء واضح !
ابتسم لها وهمس \ رحيل أشوف عيونك...
استشقت هواء الشهقات ...كانت تبكي بحرقة بينما هو اسند رأسها على صدره وعاود تكرار حركته وهو يطوقها بالعقد ذاته في رقبتها ...
|