كاتب الموضوع :
صُمودْ الأنفُس
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: مذكرات مطلقات في كتب ازواجهن !
(11).
في شركة السيارات والتمويل .. كان زيد جالسًا على كُرسيه يشعر بتوتر لا يعلم ماشعوره ..
كل ماقترب من الثقة اعتقد انها وسوسة شيطانية نفضها بـ * أعوذ بالله من الشيطان الرجيم *
لم يتوانى عن التفكير .. فتح أزرار ثوبه العلوية .. تنفس الصعداء .. يشعر بالقلق حيال رحيل وطفله..
هناك شيءٌ ما .. شيء مريبٌ للشك...
تنفس الصعداء .. ثم فجأة ورده اتصال \ السلام عليكم..
زيد ردّ باستغراب لصوت المرأة التي تتصل \ وعليكم السلام ..
\ لو سمحت انا جارتكم .. اذا انت زيد القايد ترا زوجتك وولدك وسط حريقة ببيتك حاولت ادخل بس ما قدرت وزوجي بالعمل .. وش الحل ....
ارتعد مثل المصعوق من كرسيه وهمس بصدمة \ حريييييييييق؟؟؟؟؟؟؟ .........*أردف بعجل * طيب جاي جاي الحين...
شعر بالقلق خصوصا كونه بعيدًا تقريبًا عن مكان العمل ..
تنفس الصعداء وفي غضون ثواني جاءته فكرة بأن يتصل على علي أخ رحيل ..
علي\ السلام عليكم زيد ..
زيد بقلق وبسرعة \ يابو ياسر طالبك طلبة اختك بوسط نيران هي ويا ولدها بيتي شاب الظاهر ... بسرعة ياعلي بسرعة انت اقرب شخص لبيتي ...تكفى عجججل عججل...
علي بهلع \ كييييف ومتى ..
زيد بصرخة \ علي لا تسأل رووووح لهم ... انا هالحين بركب سيارتي وبروحح..تكفى ياعلي تكفى عجل...
علي يفتح سيارته بمفاتيحه \ هذاني راكب السيارة... يلا فمان الله...
نزل زيد وهو يحاول أن يضغط بقوة على فرامل سيارته ...
لا يرى شيئًا إلا الحريق تلفح في زوجته وطفله ... ويحترقان في وسط انقاضها .. سبحان الله !
منظر مرعب .. مخيف ويرمي الرهبة في قلوب الناظرين .. النيران .. صوتها .. شكلها .. دخانها .. غيومها السوداء .. حرارتها .. والاختناق الذي ستسببه لهما .. كله سيصارعه طفل صغير .. وزوجته .. زوجته رحيل ..
تنفس الصعداء .. وهو يحارب السرعة القانونية ليتجاوزها .. المكان بعيد جدًا .. يستغرق الأمر ربع ساعة والنيران لن تصبر كثيرًا حتى تأكل جسديهما ..
توجه الى الشارع السريع .. لكي يخفف من طول طريقه ويختصر المسافة .. لم يبقى الا القليل .. حتى بانت له غيوم دخانية في السماء متراصصة .. هذا يعني أن بيته أكلته النيران .. ازداد قلقه وتوتره .. ماذا عن رحيل وطفله سيف...؟
اقترب أكثر.. فأكثر.. بحث في المنازل..ربما الحريق لم تكن في بيتي والجماعة المتصلة خاطئة .. لكن النيران بانت امامه .. فتح عيناه .. جحظت عدسته بوضوح حينما رأى النيران تأكل منزله ..
ركن سيارته لم يصبر حتى تصل الى امام المنزل.. وذهب يركض بأسرع مالديه .. وينظر لعلي المتلثم بشماغه ويصرخ \ طلعتووووووووووهم ؟؟؟؟؟؟؟؟
علي بتعب وآثار الدخان عليه \ كل ماحاووولت أدخخخل النيران شوي وتاكلني.. المطافي للحين ماوصلت...
زيد بقهر من نفسه \ سمععععت صراخها ياعلييي؟؟؟سمعت صراخها وصوت طفلييييييي
علي بفزع \ سمعععععععته يابو سيففف هدددد حيلي...
زيد يدخل \ امش ياعلي مابيطلعها الا انا وبتشوف...
علي يحاول ان يخرجه \ يابووو سيف تريث لا تدخل وترا النيران ماهي بهينة ...
زيد \ عنبوها من نار .. تكويني ولا تكويهم ...
دخل يصارع هجمات الرجال... لم يستطع الدخول من الباب مباشرة لذلك تسلق ناحية النافذة العلوية .. ليدخل .. الطابق العلوي من منزله سليم..لكنه ممتلئ بالدخان.. الجانب الآخر من الطابق العلوي شقته النيران شق .. والأدخنة تتباعث منه .. تلثم بشماغه وهو يدخل ويصرخ \ رحححححيل... سيييييييف ...
لم يستمع لصوت ندائيهما ... نزل بسرعة الى الطابق السفلي... توجه مباشرة الى المطبخ .. في زاوية المطبخ .. نظر الى هناك .. وجد شيء بعث في نفسه الحسرة .. طفله في "طاولة" المطبخ موضوع وهو يحارب الاختناق ويسعل بشده ... رحيل مغمية .. لابد ان شيء ما قد ضرها بالحريق.. حاول الدخول لينجد طفله.. وينجد تلك الراحلة .. اما انها ميتة .. او انها مغمية ...
كلما حاول نهر النيران .. هزمته .. احترقت يده اليمنى من الناحية العلوية ... لكن لابد من التضحيات كي ينجد طفله.. دخل الى حيث هناك .. لامس طفله.. وخنقه في احضانه كي لا يتأثر بالنيران ... واحتضن رحيل ... الاثنان معا .. منظر مفجع .. لا أثر لتنفس رحيل... الطفل يتنفس ..
وبنفس الطريقة رجع الى الطابق العلوي .. وهو ينظر الى درج منزله الخشبي تأكله النيران بشراهة ..
الحمدلله انه وصل الى الأعلى قبل ان تهجم عليه النيران .. خرج من النافذة وهو يصرخ لعلي ..
زيد بصراخ وهو يسعل \عليييييييييي ... جيب بشتك ولا دقلتك اغطي بها حرمتي ...
علي بصدمة \ انقذتهم يابو سيييييييييف ؟؟؟؟
زيد بانهيار \ ماهووو وقته ياعلي..مدري عنهم هم من الاحياء ولا من الاموات...
جاء رجل ليأخذ سيف من زيد .. ثم نزل بنفس الطريقة ... عاد علي حاملا بشت له في سيارته ...
أعطاه زيد وغطى به راحلته .. التي تضررت من الحريق على مايبدو .. ولا أثر لتنفسها ..
خرج مع علي الذي احتضن رحيل ووضعها في سيارة الاسعاف هو وطفلها ... وعيناه تغمرهما الدموع ...
من الناحية هو ايضا تجري فيه آثار الصدمة .. لم يشعر بحرراة يده التي حرقتها النيران ..
لم يشعر بشيء... سوى ان عقله يسلبه الى طفله وتلك الراحلة ... لو فقد احد الاثنين .. من المؤكد ان الشلل سيصيبه في عقله ... او ينهار الى ماله من نهاية ..
توجه علي له وهمس وهو يربت في كتفه \ ماقصرت يابو سييف..الفال طلعتهم لك بالخير...وردتهم لنا بالسلامة ..
زيد بألم \ شفت طفلي ينازع ياعلي.. كأن الموت بياخذه بس رحت له..وخذيته هو وامه من وسط نيران..
علي بنفس لكنة الألم والوجع \ سمععت صراخها اللي مابنساه .. وطفلها يبكي.. ألمني قلبي يازيد ودخلت عجزان .. وش فيها يدك ..؟؟
زيد عض شفتاه حالا شعر بالألم ..اما قبل قليل لم يشعر الا بألم قلبه \ ليه تتكلم ياعلي انا في ألم يدي ولا في ألم قلبي..
علي يعاين يده \ ليه ماركبت الاسعاف وياهم .. باين ان حرقك خطير..
زيد بتنهيدة وجع \ ماهو أعظم من اللي في وجه اختك...
علي بصدمة \ رححححيل احترقت بوجهها ؟؟!!
زيد همس بتعب \ علييي دخيل الله خلك ساكت وخذنا للمستشفى قلبي مايشيله حيل... بس لاتبلغ بو علي ولا اخوانك وامك .. ترى حيل ينفجعونن...
علي \ ماوصلت علوم لأحد .. يلا مشينا يابو سيف وراهم للمستشفى ..
فتح سيارته ودخل منهارًا ..ثوبه الأبيض قد أصبح شبه رمادي بسبب الدخان والنيران..ومن جهة يده النيران أكلت ثوبه ..
كان علي يسوق السيارة بينما زيد يعض على شفتيه يحارب آلام يده ويعتبرها هينة ..حينما يتخيل رحيل تحارب الحروق في وجهها .. تنفس الصعداء..وهو أمام باب المشفى ..
نزل لتستقبله الطوارئ وتقوم حالا بمعاينة جرحه ويظهر انه حرق من الدرجة الثانية ... يعني انه ابسط من ان يتضرر اكثر... وهو متيقن تماما ان رحيل محروقة بالدرجة الأولى ..
،
أمَام منزل شاهق .. كانت واقفة بجوار زوجها .. عينيها غارقتان في الدموع .. تحبك شريط الذكريات في عقلها بمرارة الفقد .. تتنهد تنهيدات تتبعها شهقات مقهورة .. تنظر لزوجها وتهمس في نفسها
.. أيرضيك هذا ؟ .. أم يرضيني ؟!
عذابي فوق عذاب المر هذا .. يجرحني ببتلات شوق مركونة في رف الذكريات ..
أطلقت تنهيدة عميقة .. عميقة عميقة جدًا ..
نظرت اليه بارتجاف وهمست بضعف \ جايبني تهد حيلي يافارس ؟!
فارس ابتسم واحتضنها \ جايبك ترضين امك وتسوين الواجب .. ان مارضت فامشي واتركي الأمر لربك .. بس لازم تكوني لحوحة في طلب الرضاء...
هيفاء بألم \ انا وش سويت عشان تغضب عني .. او ماترضى عني .. كل اللي سويته لها خير بخير..
فارس \ ولو .. طلب الرضا من الوالدين واجب .. وانا ماسمح لك تجلسين في بيتك وماتطلبين رضا امك..
ابتسمت بأمل \ اخاف اشوف اخواني منها .. او اهل زوجها .. أو أي احد ومايتقبلني.. بس أدري فيها بتعرفني..بتكابر مثل كل مرة وبتقول ابوك سوآ فيني وابوك فعل .. وابوي نايم تحت الثرى ربي يرحمه ..
فارس يقبل رأسها \ اكبري في عيني..وروحي ارضي امك .. يلا ..
ابتسمت بحب .. تقدمت تُبسمِل .. بمعَنى أوضح * تقول باسم الله الرحمن الرحيم* ..
وتتيامن في خطواتها .. اليمنى فاليسرى .. اليمنى فاليسرى ..
قلبها يدق تماما كالطبول الأفريقية المزعجة .. الى ان وقفت امام مدخل النساء من هذا المنزل ..
طرقته ثلاثا .. كالسنة .. وفُتح لها الباب من خادمة ..
الخادمة بعربية مكسرة \ مييين انتتتاا ؟؟
هيفاء بابتسامة مرتجفة \ انا بنت مدام كبير .. مدام منيره ..
الخادمة بغضب \ ليش انتا في جنجان وااجد كذاب .. ماما مافي بنت الا زهور ومرام ..
هيفاء بدموع \ نــــ
قطع حبل افكارها صوت شامخ بكبرياء ينهر الخادمة \ ساريا .. دخلي لداخل ..
دخلت الخَادمة الى الداخل .. مُستغربة تماما تصرف المدام الكبيرة كما تسميها .. مدام منيرة ...
التي فتحت الباب لإبنتها وهمست برسمية تامّة وجافة \ تفضلي..
دخلت هيفاء بتوتر.. المعاملة الجافة التي تعاملها امها بها .. ليست تماما معاملة ام لطفلتها .. ابدا ليست كذلك..
معاملة جافة جدا .. ورسمية .. كأنها تستضيف الضيف في مكانه ..
وضعتها في صالة تضيف بها الضيوف عادة .. طلبت من الخادمة قهوة وتقديم حلويات ..
وكأسين عصير وماء .. وايضًا مكسرات و ......
قاطعها صوت هيفاء المعاتب بدموع \ مـآعتقد اني ضييفة حتى تبالغين في اكرامي ...
منيره التفتت اليها بحزم تنظر لدموعها لاتريد من دموع هيفاء ان تخدش ثقتها التي بنتها طيلة هذه السنوات \ وش مطلوب مني ؟
هيفاء بدموع \ ماني جاية اطلب اكرامك .. ولاني جاية اطلب فلوس من عزك.. الله اكرمني برجال محتويني والحمدلله ربي فاتح عليه ابواب الخير.. انا جاية اطلب رضاك .. رضاك وبس...
حاولت ان تحبس دموعها التي حتما ستمطر.. الى متى وهي تتكبد عناء اخفاء الدموع عن ابنتها .. لكنها همست وعينيها تحاول حبس الدموع \ مين فينا مفروض يطلب رضا الثاني ؟؟
رفعت هيفاء رأسها بدهشة من تساؤل والدتها تنتظر اجابه ..
أدرفت والدتها \ انتي ماسويتي شيء يغضبني او مايرضيني.. انا راضية..
هيفاء بفرحة \ صددق؟؟؟
ابتسمت برسمية وهي ترفع اناملها تخبأ الدموع \ انا اللي اطلبك الرضا هيفاء..
هيفاء ارتبكت حروفها في دواخل فمها .. تلوك الكلمات وتمضعها كمضغه يصعب بلعها ..
التفتت الى امها وهمست \ رضا ؟؟
منيره بدموع انهمرت فجأة \ ايه رضاااك .. انتي امي مو انا امك ..
هيفاء بشهقة رفعت ابهامها \ يووومة وش قاعدة تقوليين .؟؟؟!
منيره فتحت احضانها لتكشف عن الشباك الذي خبأته عن هيفاء طيلة السنين \ تعااالي حضن امك ..
هيفاء بصدمة وشفتيها ترجف بدموع غزيرة \ تبيـن ... أجيك ..عشآن..
منيرة تقاطعها \ عشان احضنك..
هيفاء انطلقت كحمامة حبيسة من اقفاصها لتعانق امها .. امها .. والدتها .. تلك .. التي لطالما طلبت احضانها ..
ارتمت في احضانها كالأسيرة المتحررة .. ندبت تلك السنين شوقًا في هذا الحضن .. انا أم أمي .. كما تقول لي .. تعبير جميل اطلقته والدتي في سبيل ان تستعيد الوجوه المغبرة بسمة عابرة ..
أردفت لتهمس والدتي وهي تزيح الحجاب عن رأسي وتشتمه \ انا الطفل المراهق اللي بنى الهجران .. وانت امه اللي ماهجرتيه ..
هيفاء تقبل يد والدتها ودموعها تنهمر \ لا يووومة ليش تقولين هالكلام .. انتي امي ..
منيره بابتسامة بين دموعها \ لا .. انت ام امك .. انتي امي .. وانا فخورة ببنتي اللي طالت هالمكان وتربعت فيه ..
هيفاء تحتضن والدتها والدموع غزيرة وتهمس بفرحة تخالطها الدموع \ يارببببييييييي ... يووومة اشتقت لككك وحشتيني والله وحشتيني ...
منيرة بابتسامة تتلمح وجه هيفاء \ بعدك طفله صغيرة .. بعدي اشوف في عيونك روح طفله ..
هيفاء بحب تقبل يد والدتها وتنهار دموعها \ هالروح وصاحبتها ملك لك .. بس اطلبك الرضا يابعد الكل ..
منيرة \ ييارب يبقيك لي ياهيفاء ... سامحيني يووومة الجفا حاولت اقفل مفاتيحه .. بس الظاهر مابرد قلبي الا بشوفتك هالحين ..
هيفاء بمرح تمسح دموعها وتهمس بحماس \ ماما .. ياحلوة .. ترى حيل مشتاقة لك ولا ابي كلام يعكر مزاجنا .. مابيك تقولين سامحيني ولا تعتذرين .. انا فرحانة فيك وناسية من اكون قدامك .. ماما ابي اتعرف على خواتي .. واخواني ..
منيرة ابتسمت \ من عيووني .. عندك اخو اسمه ليث .. وعبد الله .. وعندك اخت اسمها مرام ..وزهور
هيفاء بمرح \ الله ياماما الاسماء تجنن مثل صاحبتها ..
منيرة بفرحة تقبل هيفاء \ لازلتي طفلتي ..
هيفاء بحب \ يومة انا بمشي ,, بعطيك رقمي خذيه وكلميني متى ماكانوا اخواني جاهزين خبريني .. بروح لفارس اتكلم معه وابشره .. وبكرة بنزرع لك هنا ..
منيرة تودع هيفاء \ تعالي بكرة انتي وزوجك الغداء معنا ..انتبهي لحالك ياروحي طيييب ؟؟
هيفاء بابتسامة وهي تلبس نقابها \ من عيوني ماما .. يلا مع السلامة ..
ابتسمت تخرج من المكان .. دخولها الى هذا المكان ليس كخروجها منه .. كانت ستباشر بالحديث مع فارس وتكون ممنونة له لأنه وهبها فرصة غيرت من نمط حياتها بنسبة مئة وثمانون درجة ..خرجت لتراه مستندا على سيارته .. ابتسم ما ان لمحها .. همست له بحب \ فااارس ...امييي رجعععت لييي .. رجعت لييي
احتضنها يضحك \ ماقلت لكك
هيفاء بفرحة \ تقول اني انا ام امي .. انا أم لأمي .. مكان صعب احد يوصل له وصلت له في يوم ...
فارس يفتح لها باب السيارة ويأمرها بالدخول \يلا ياعسسل دخلي السيارة بيني وبينك كلام ...
،
في ميونخ ..
كانت في المستشفى تجري الفحوصات لصديقتها ندى ..
التي كانت متعبة بالفعل .. والذي تقاومه لابد من انه مرض شرس.. لكن لا تعلم ماهو بالضبط ..
الشعور بكونه مرضًا نفسيا طغى على كونه مرضًا جسديًا .. شحوب ندَى في هذه الفترة ردة فعل لما فعله بها والديها قبل سنين وسنين ... حنيما كانت صامته لاتتكلم .. حتى أنها أيضًا لا تبكي...
كانت تمهد لهذا الانفجار.. تمهد لأن ترجع تلك الطفلة .. الطفلة الصغيرة التي لازالت تبحث مجددًا عن أم وأب يحتويانها .. احتواءا بعيدًا عن المسايسة الديموقراطية ناحية الأطفال .. هذه المسايسة الخبيثة .. تصدر رائحة نتنة كريهة .. يكرهها الجميع ..
ندى بتعب تتوسل رشا \ تكفيين رشا رجعيني البيت مو طايقة التعب اللي انا فيه.. احس بتقرف من المستشفيات ..
رشا بحب \ حبيبتي ..انتي تعبانة بالحيل..الفحوصات مابعد تطلع للحين ونعرف وش فيك..لازم تظلين تحت التعيين في هذه الاوقات ..احنا مانضمن وش يجيك..
ندى بقهر \ وييلك من الله انتي ويا سعوود تتعاونون علي..
رشا بدهشة من تفكير ندى \ ليييه تفكرين بهذي الطريقة ؟؟!
ندى \ انا مافكر بطريقة بدائية كثر مايفكر استاذك ..
رشا \ لاحظي انه استاذك مثل ماهو استاذي.. ولا تنسبي الفضل لغير اصحابه وانتي من اهله ..
ندى وش فيك هاليومين ؟؟ ليه تفكرين بطريقة سلبية ومتشائمة ..
ندى بدموع \ مخنوووقة .. ابي ارجع لمكاني .. ابي ارجع بلاااادي .. ذبحتني الغربة ..
رشا بدهشة \ غريبة انتي ياندى .. انتي اللي بغيتي الغربة لنفسك ليه تلومين غيرك عليها ..
ندى بألم \ هربت من الواقع اللي في الوطن .. لقيت ان الواقع يلاحقني حتى بالغربة .. الوطن ملجأ وشوفته تهجد الأوجآع ..
رشا \ اتمنى ياندى تكونين بخير تكملين مشوارك وترجعين..
ندى \ ابي اخذ وقف قيد..
رشا بصدمة \ وش وقف قييد هبلة انتي .. رسوم الجامعة راح تتضاعف عليك..
ندى بحزم واصرار \ انا قررت .. ابي آخذ وقف قيد ..
رشا \ من وين بتجيبي الفلوس.. مو كافي ابتعاثك على حساب الدولة وآمنا بالله..بس وقف القيد ماظن له من يدفع لك بعدين لا رجعتي ..راح تطلع نسبك عليك..
ندى بتعب\ محتاجة اكون لوحدي هالفترة .. محتاجة لعزلة .. مشاعري يارشا اخاف توديني للحرام .. اخاف ماعرف احكمها واروح اسوي شيء مابيه.. الغرربة تخوووف تخووف.. انا ماعندي اخوان ومسند ظهر..ولا ام وابو .. امي وابوي راحوا بعد ما عطوني كاس اشربه من سم الدهر.. اللي ذبحني وذبح هالغربة معي...احس اني غريبة وين ماروح ..
رشا \ ماعليه ياندى .. لازم لك صبر..تتعاملي مع هالحالة بهذي الطريقة غلط في غلط..
ندى \ رشا .. مشاعري صايرة تتحرك بطريقة غبية .. ماتناسبني ولاتناسب طموحاتي.. الحب ماهو اقصى طموحاتي بيوم .. كانت الصداقة اهم بكثير منه..
رشا \ ليه الصداقة اولى من الحب ؟؟!
ندى بابتسامة سخرية \ الحبيب يمكن يتركك ويروح .. ويقدر يبيعك ويروح لغيرك.. الصديق الصحيح اللي يبيع الدنيا هذي كلها ولا يصير لك شيء...هذا يستحق كافة اهتماماتي..
\ وفي حالة كان الحبيب صديق ايضا ..
،
في بيت أبو علي كانت تلك واقفة تذهب ذهابا وايابًا ، تحاول الإتصال بمهاتفة ابنتها لكن دون جدوى .. اتصلت بهاتفها المحمول .. وهاتف المنزل .. وهاتف زيد أيضًا .. ولكن دون جدوى من الرد ..
هنا بدأ إنزيم التوتر والقلق يتضاخم لديها .. هي أم .. والأم لا تلام حتى لو لم تصبوا الحقيقة فيما تخاف ..
المهم ان التوتر والقلق ناحية الأولاد والعصبة والأخوة ايضًا وباقي الأهل .. قاعدة انسانية وفطرة مجبولة في كل امرأة تتعامل مع المواضيع بإنسانية ...
ياسمين تأخذ والدتها لتجلسها على الأريكة \ يايووومة ياحبيبتي جلسي وماله داعي القلق رحيل أكيد بتكون بخير...
أم علي برجفة تسري في جسدها \ يابنتي انا مو مخوفني الا ان الاثنين مايردون علي لا رحيل ولا زوجها .. حتى من تلفون بيتهم ..
ياسمين \ يمكن في بيت أم زيد ..
أم علي \ دقيت على ام زيد .. بعد قلبي حتى هي قلقانة على العيال .. مالهم اثر والله العالم شصاير...
ياسمين \ اللي خوفك طلعت ابوي ومحمد فجأة من غير مايتكلمون .. وعلي مايندرى عنه...
أم علي بتعب \ ابووك واخوانك يحرقون قلبي... تبين تاخذين منهم كلمة .. ماتقدري.. عيوا وقلبي مشتغل نارر على اختك وزوجها وظناها ...
ياسمين تقبل والدتها وتبتسم بحب \ يافديت من خاف .. لاتقلقي يوومة ان شاء الله مابه الا كل خير...
أم علي \ قلبي يرتجف.. قلب الانسان دليلة وانا اختك..
ياسمين \ يوومة تعوذي من الشيطان .. لاتخلي بليس يلعب بأعصابك.. ترى الشيطان مايبي له الا الدحر .. قولي اعوذ بالله وربي يطمن قلبك..
أم علي باستعاذة \ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. يارب اهديني الى صواب مستقيم ..
ياسمين بحب تبتسم \ ايييه هذي ام علي يافديتها الصبورة والحنونة ..
|