كاتب الموضوع :
صُمودْ الأنفُس
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: مذكرات مطلقات في كتب ازواجهن !
(10) .
يوم آخر على أطلالِ مدينة الرياض الهادئة ...
الأوضاع مستتَبة .. الأشياء كلها باتت روتينة فحسب... لا شيء جديد ... لا شيء مختلف...
هدوء ... هدوء ماقبل العاصفة .. لا يعقل ؟ أهل المطب واسع جدًا الى درجة اللا " شيء " ؟
لا شيء متغير ... سوى درجة البرودة التي تتعالى في الأيام الأخيرة في الرياض..
وتَرى الجميع يدسون أنفسهم تحت ثياب صوفية ثقيلة ...تحميهم من هذا البرد القارس...
ليس بردًا كما في الشمال القطبي... لكنه كافيًا لإيذاء جسم الإنسان الذي يجب المحافظة عليه...كما أن الأجساد تختلف من شخص إلى آخر ...
بعيدًا عن هذا هي اليوم واقفة تنزل من سيارته الى منزل اهلها ... اشتاقت له رغم انها لم تفارقه كثيرًا ...
احتضنت يده يدها قبل ان تنزل من سيارته وهمس \ رحيل...
التفت اليه تنتظر إجابة منه \ ؟!!
أردف بعدما ان نظر اليها \ انتبهي لنفسك.. راجع لك الساعة 11 كوني جاهزة انتي وسيف..
هزت رأسها ، كانت ستنزل لكنها التفتت اليه مرة أخرى ...
استغرب تصرفها وهمس \ شفيــك ؟!!
رحيل بتردد \ لو تخليني انام هنا الليلة ... بـ.. بكون ممنونة لك
ابتسم ووضع يده على خدها وعيناه تنظر لعينها من تحت النقاب رغما انهما مغطيتان الا انه يراقبهما كأنهما
مفضوحتان امامه وهمس \ دخيلك لا تقصمين هالظهر بمطالبك...لك غيرها ...
رحيل بابتسامة أسف من عبءِ المحاولة \ كنت متوقعة ...بس قلت احاول ...الظاهر ماعاد ينفع في سلومك شيء... على كل(ن) .. أنا نازلة الحين...
هز رأسه لها بابتسامة .. لن يضره شيء بالفعل لو تركها هنا .. لكن هو زوج وله رأيه الخاص ... وهي ستحترم وجهة نظره مهما كان هذا الإنسان متهكمًا في قرارته ..
الإحترام قاعدة يجب ان لا يتجاوزها أي اثنان في حياتهما الزوجية ...
دخلت الى المنزل بعدما ان ضربت الباب ...
فتح لها الباب اختها ياسمين التي استقبلتها بحرارة وبدموع وهي ترى سيف وتحتضن الإثنين معا \ ياحياتي .. وش هالغبّة يارحيل بالله ماوحشتك ؟ قسم بالله وحشتيني...
رحيل تحاول كبت الدموع\ يمين بالله وحشتيني... وهالبزرون بعد وحشتيه... يتأمل شوفتك انتي والوالدة والوالد وخواله...
ياسمين بحب\يافديتك والله... تعالي دخلي داخل...يلا...
دخلت بالداخل... فتحت الغطاء عن وجهها ... انتثر شعرها ... تركت طفلها يلعب مع ياسمين وتبتسم لها ...
خرجت والدتها من المطبخ ورأتها ... ذهبت لأحضانها بابتسامة واسعة تحمل طيات الشوق ... ويكأنها طفل عاد لأحضانها ... فتحت يديها لطفلتها رحيل... التي ارتمت تحاول كبت الدموع التي ملأت أهدابها ...
ام علي بشوق \ يافديتك وفديت ظناك من رحتي وانا مالي بهالبيت حس يسليني..
رحيل بحب \ يافديتك يالغالية...
أردفت بشوق مندفع \ يوووومه تدرين ...تدرين قد ايش هالقلب يشتاق لك بسرررعة ...
ام علي بحب تقبلها \ يافديت طاريك يابنت ابوك... ادري بك ... وانا بعد مشتاقة لك ياروحي... شخبار ظناك عسى ان خف صدره ؟
رحيل \ ايه الحمدلله... خف ...كل ما جلس الصباح سويت له بخار عشان يطيب ...
ام علي تنظر له \ يافديته... ها شخبارك مع زوجك عساك طيبة النصيب وانا امك ؟
رحيل شعرت بإرتباك ...رمشت عينيها تخبأ الدموع ثم هزمت نفسها بقوة ماهرة \ انا بخير يوممه ...
ام علي\ قوللي وانا امك ...ترا الأم مايتخبأ عنها شيء... ماراح يضرك شيء لو قلتي لي وش علومك ؟؟ يمكن محتاجة حل ومساعدة ...
رحيل بألم \ ربك يسترها يايوومـه ...ربك كريم عظيم ... الحق مايتنازل قاضيه ... ولا عطاه ماعطى الديان ديّانه !
أم علي بريبة شعرت بشيء \ وراك شيء يارحيل لاتفجعيني ؟ يضربك !
رحيل بسرحان لم تنتبه لكلام امها ...
أردفَت والدتها بفزع \ ياوييييلي رححيل وانا امك وش فيك ؟؟
رحيل أفاقت من سرحانها \ مافيني شيء يووومه قلت لك انا بخير... * أردفَت بمرح * البابا وينه ماشوفه ؟
ام علي \ شوفة عينك طالع مع علي ومحمد ومارجع للحين.. معزوم.. ابيه يجيب اغراض للعشاء بس شكله متأخر..
رحيل بابتسامة\ عادي يومه ..الجود من الموجود ..خلينا نسوي من اللي في البيت..
ام علي\ أي مو مشكلة ... ابوك بيتعشى برا .. عند صاحب العزوم
رحيل\ يا الله يافديته اشتقت له واشتقت لشيب راسه ... فديته والله مايهنى لي نوم اذا نومته مو هـنية !!
ياسمين بصرخة غاضبة \ رححححححيل شوفي لك حل مع ولدك ماصدق كل ذا شوق...عنبوه قطع شعري ..
رحيل ضَحكت بحب \ ههههههههه لا انا مالي شغل...هو صاحب الحرب ويبا الغنايم...
ياسمين أغمضت عينيها من الألم \ اححح فك شعري... وش هي غنيمته يام سيف ؟؟
رحيل بخَبث \ قومي سوي رضعته ... وسوي له سيريلاك...بعد الملك ولد الملك لازم له اكرام والضيف واجب اكرامه... وان كانت حفاظته مليانة فإنتي تتكفلي فيها ...
ياسمين \ أسوي اللي يبي بس يفك شعري دخيل الله...
رحيل وقفت وتوجهت لطفلها ... قبلته وهي تفك يده بهدوء عن شعر خالته لتهمس \ كذا يالسكني...مالوم خالك محمد يومه انتقدك ...صدق من قال ...انت ولد ابوووك ...
سيف بطفولة \ امممه...
قبلته واحتضنته بعمق .. طفلها ... روحها ..خرجت من جسدها حينما ولدت به...استوطنت سيف...
ولو حصل لسيف أي مكروه سينتابها شعور الموت لا محالة !!
أصبحت تفكر عميقًا في والده .. لقد رحلها يوما ما إلى عالم المطلقات .. والآن ينتابها شعور با القلق .. تشعر انه سيرحلها الى عالم الأموآت ...~
تذكر أنها في يوم من الأيام ... أنها عشقته الى حد الجنون ..تحآول الحفاظ عليه من أي جرح أو أي شيء يصيبه... تخشى كالمجنونة ... لكن لا بد أن الجميل لا يرد بالجميل...
تجمعت دموع في عينيها ... لا أعتقد أنه إلى هذه الدرجة يُحبّنِي أو يتصّنع محبتي .. هو رجل شهَواني جدًا يرغب بالجَسد فحسب... وهذا ما يؤرقنِي ...ويرعبنِي منه ...
ارتفعت أناملها تمسح تِلك الدموع الساقطة ، تنظر لطفلها يلعب بجوار ياسمين التي قامت بصنع سيريلاك سريعة له...
أم علي ابتسمت لرحيل وهمست لها \ رحيل تعالي يومه ابغاك في موضوع ...
رحيل ابتسمت \ طيب يووومه ...
نَزعت عبائتها ووضعتها على الأريكة ... توجهت مع أمها الى المطبخ ..
كانت أمه تجمع أدوات العجينة لأنها ستصنع فطائر ومعجنآت بلا شك ....
أم علي بحب \ رحيل يوومه جاني موضوع ومالي خاطر بكماله دونك...
رحيل بابتسامة \ سمي يومة ؟
أم علي \ ياسمين جايين لها خطّاب ...يبون من ابوك القرب ناس ماوراهم حكي...ورياجيلهم ورعان ...وعيال اطياب واجواد وعرب... وسمعتهم اطاييب... رجالهم صقور وحريمهم غزلان...
رحيل بابتسامة اتسعت \ يافديتها طول عمري احلم انها تكون عروسة ... يومه بس ماعرفت الجماعة جماعة مين ؟
أم علي \ عيال الهايب.. واحد متقدم لها اسمه غسّان ...
رحيل بخوف مفاجئ \ خايفة يوومة ...خايفة ياسمين تكون حظوظها خايبة رجاء مثل حظي ...
أم علي بانتفاضة مفاجأة \ يارحححيل لفاااك الخوف...أكييد وراك فجيعة مع ابو عيالك...يطقك وانا امك يضربك يعورك ؟؟
رحَيل في داخلها ، * إيييه يووومة يعوورني ...ويجرحني بأفعاله .. *
أردفَت لتجيب \ لا يوومة .. بس اخاف سواليف الطلاق ...
أم علي \ لا وانا امك ان شآء الله ماورا الجماعة خيبة رجاء... الجماعة معروفين وابوك ماحب يكسر كلمتهم من البداية ... أختك كبرانة هاليومين ومحلوة ..والجمآيع عيونها تصوبت عليها... مابي سهامهم تكون عليها مو معها ...
رحيل \ ماوراها خيبة ياسمين يومة بنتك عاقلة وشاطرة وتفهم ... ولا على الاخلاق ياسمين ماوراها عيب وماهي شينة الثوب ... يارب يوفقها ويكون زوجها لها ستر وذخر.. كلميها يوومة الله يوفقها يارب نبلغ فيها عرووس...
أم علي بفرحة \ ياليتني افرح فيكم كلكم واشوفكم معاريس...
رحيل \ يوومه حتى محمد ...بس ينقلوه للرياض اخطبي له... يبي له من يسليه..الرجال صك عمره 35 سنة ...
أم علي \ ايه هذا انا ادور له على عرووس...
رحيل بفرحة \ يافديتهم يارب نفرح فيهم ... *سمَعت صوت صُراخ طفلها * هههه بروح اشيك على هالبزرون شوفي ياسمين طيرت قرووونه ...
ذهبت لتطل برأسها لطفلها سيف \ ماما ..وش فيك حبيبي...
بكَى وهو يراها يمد ذراعه لها ... ياسمين تحاول ان تعطيه طعامه لكنه يلف رأسه لأمه ببكاء...
تقدمت له وابتسمت وهي تقبله \ ماما حبيبي ... بنسوي هم هم عشان ناكل..شووف ماما جوعععانة * أشّرت على بطنها*
احتضنت يديه الصغيرتين رقبة والدته وهو متعلق بها ...
ابتسمت بحب وحملته معها ...لحقتها ياسمين الى المطبخ .. التموا حول طاولة المطبخ ...
قامت أم علي بعجن العجين والبنات قاموا بحشوها ...
دقائق معدودة وهي ترى الساعة تصل الى العاشرة ... عقدت حاجبيها ...
وشعرت بتوتر ملحوظ ... توتر غير مبالغ فيه .. بقدر ما زيد يبالغ في ابتلاع احقانية ارعابها ...
ساعدت والدتها في تحضير العشاء ... حتى انتهوا من ذلك... قامت بتنويم سيف...
حتى تستطيع ان تأكل براحتها ...
رحيل وهي تجلس على كرسيها وتضع طبق الفطائر وتأخذ واحدة لتقوم بمضغها اول مضغة وتهمس \ بحاول آكل كم من لقمة عشان زيد بيجي ع الساعة 11 ..
أم علي عقدَت حاجبيها \ وش له زوجك مايخليك تباتين ليلة معنا مشتاقة لك ولظناك والله..
رحيل \ يوومة هو مايبيني اتأخر عن هالموعد المحدد..ومن حقي احترم قراراته...
أم علي بابتسامة \ حلو ... طيب شيلي لزوجك من الفطاير اللي سوينا خليه يذوقها ... يمكن انه ماتعشى ...شوفيه دقي عليه...
شعرت بإحراج وسحبت هاتفها ... نهضت من المكان ... جلست بجوار طفلها النائم لتمسح على رأسه وتقبله...
ضربت رقمه ليأتيها صوته ...
كان نائمًا في سريره .. غاصّا في نومٍ عميق... برودة الأجوآء هذه تجبر الشخص ان ينام في دوامة البرد تلك..
سمع صوت الهاتف .. رفعه ونظر الى رقم هاتفها .. ابتسم ابتسامة جانبية ... همس \ رحيل..؟
أتاه صوتها المُرتجِف \ هلا زيد ...
زيد بابتسامة واسعة لها مغزى \ كنت متوقع نسيانك لي.. خاب ظني يوم ان عرفت ان من لقى احبابه نسى اصحابه ماتنلبق لك...
رحيل تلعثمت وهمست \ امي مسوية فطآير...قالت لي اشيل لك لو ماتعشيت ...
زيد ابتسم \ انتي وكرمك ...
رحيل \ طيب بجيب لك معي..
زيد بعد صمت مبرح همس \ تدرين..كويس انك دقيتي علي...كنت نايم في سابع نومة .. لو مادقيتي كان يمكن ما مريت عليك..
رحيل بندم \ ياليتني مادقيت ...
زيد بابتسامة \ الله ... كل ذا لاني قلت لك هالعلوم ...
رحيل \ بروح اتعشى ..
زيد \ وانا جاي لك بالطريق...تعشي ليما اخلص عشان بمر عليك...
رحيل \ طيب..
زيد \ وداعة الله..
أغلقت السماعة .. ابتسمت بسخرية .. رمت هاتفها بإهمال.. ذهبت تكمل عشائها ...
انتهت ... وماخاب ظنها ...سمعته يرن الجرس !!
إرتدت عبائتها ثم توجهت لفتح الباب وجسدها يهتز بالكامل من هذه المواجهة ...
فتحت له الباب .. أصبحت تنظر له عدّة دقائق وهو ينظر لها مبادلاً إياها بنظرات حائرة جدًا وغريبة المغَزى ...
كلما طالت دقيقة أو حتى ثانية شعرت بأنه يغوص في أعماقها ليحلل مايدور بأفكارها ..
قطع حبل أفكاره همسه لها \ مافيه تفضّل ؟
شعرت بالخجل وفتحت له الباب ... تقدم بهدوء وهو ينظر لها \ البيت فيه رجال ؟
هزّت رأسها بـ لا \ مابه رجال بالبيت..
هز رأسه وهمس \ إذًا ماراح أدخل.. نادي لي خالتي أسلم عليها واطلع بك انتي وسيف..
همست له برجاء أخير \ تكفى يصير أنام ببيت أبوي اليوم ...
نظر إليها مبتسًما .. شّدها من يدها إلى أحضانه .. نظر الى عينيها ويده على خدها ..
اشتمت رائحة عطره الرجالية الغريبة التي تلعب في أفكارها كثيرًا ..
مابين البين وهذين الإثنين ... شيء ما لا نستطيع تفكيكه ... أهو حب أم كره .. مشاعر ضائعة مبتورةً في الهواء..
همس لها وهو ينظر في عينيها بضيآع ويشير إلى قلبه \ تدرين فيييه .. مجنووون مايتحمل فراقك ...
رحيل بشبه دموع \ فراقي سنتين يهون عليه ... بس ليلة ابات فيه عند امي ماتصبّره ؟ * بسخرية * ججد .. مجنون !!
احتضنها وهو يشتمها \ في لي معك حكي... روحي نادي لي الوالده ...مستعجل ابي اسلم عليها وامشي...ودخلتي هنا والبيت مافيه رجال ماهي عدلة ..
هزت رأسها واختفى طيفها من أمامه بهدوء... دخلت ام علي ..سلمت عليه بهدوء .. أعطته خارطة مملوءة بالتوصيات لرحيل مخصصة لها ثم توصيات اخرى مخصصة لنفسه ...وأخرى مقدمة عليهما الاثنين وهو طفلهما سيف...
كانت تحترق وهي تنظر له يتحدث مع والدتها .. تريد ان تشتكي...
أو تبث شكاويها وهي تشير إليه كطفلة ملحة امام والدتها .. هو جبرني ...هو فعل بي هكذَا ... هو .. و هو ... و هو ... الى لا نهاية ...
لكنها استسلمت بأسى وهي تحمل طفلها .. لبست نقابها ثم خرجت معه بعدما حمل معه حقيبة طفله ..
ركبت السيارة وهي ترجف ، الطريق الى ذاك الجحيم الممل والمؤلم ... يزرع فيها شعور الوحشية ...
أصبحت متوحشة .. غاضبة ... طوال الوقت ... بعدما ان كانت مسالمة .. تحاول ان تحافظ على نفسها بطريقتها الهادئة ... لكن ملاحقة زيد لها زرعت في دواخلها الشعور بالتوحش ... والغضب طوال الوقت ... والتوتر ...
لم تكن منتهبة لطفلها الذي وعى من نومه .. واصبح ينظر الى والده وهو في حضنها بعينين بريئتين ناعستين ...
ابتسم لطفله ... ورد له طفله ابتسامة طفولية مرحة وهو يحاول ان يتكلم بكلمات غير مفهومة ..
ابتسمت لطفلها .. ولم تكن تعلم انها وقفت امام سجنها الأزلي ... !
،
في منزل وضاح الهايب #~
في يوم الخميس صباحًا .. استيقظ من مكانه ...
ارتدى كنزة زرقاء صوفية مع بنطال جنزي ... اعطى نفسه ابتسامة رضى متوشحة بالحنين لأراضي المكسيك ..
لأراضي ربى فيه وتربب .. حتى أثمرت فيه ثمار الشباب الناضجة .. ذاك القلب المُترع بالحنين ..
يشعر بأن ذرات الشوق للوصال مع ذكرياته الطفولية قد أهملتها ذكريات جديدة جميلة ...
ضحك في نفسه... حينما كان يتذكر غضب جدته .. وتوشحها برداء اللا مبالاة .. حتى أصبحت موبوءة بـ دآء * ابن المكسيكية* ..
الآن جدته تعشق ابن المكسيكية هذا ... كونه وضاح الآخر ... هي الآن كلما رأته يخيل لها ان وضاح قد عاد من المكسيك مجددا ليفرح قلبها .. أجل ...
عاد وضاح ياجدّتي ... عاد وأخيرًا ....!!
صدح صوت ضحكته الرجولية المبحوحة ... بطلته الشرقية .. رفع شعره بكفه التي تخلخلت مابين اناملها شعيراته الكثيفة ...
جلس على الأريكة المخملية المتواجدة في صالة المنزل .. ووضع اللابتوب على طاولة امامه .. مال جسده الى موقع اللابتوب واصبحت اصابعه تتقافز على حبات الكيبورد .. ثم فجأة .. أبعد يديه ... شبك كلتا يديه ببعضهما وهو يركز نظره في شاشة اللابتوب .. أدار وجهه ليرى طيفًا يمر .. ثم أعاد نظره الى اللابتوب ... ابتسم وهو يقفل اللابتبوب وينظر لجدته ويبتسم \ حي الله من اقبل ...
جدته بابتسامة واسعة تحتضنه ويقبلها على رأسها \ حياك الله وانا امك .. اجلس يوومه اجلس حياك الله ..
ابتسم بهدوء وجلس بجوارها \ شخبارك يومه .. ؟
ام وضاح بحب \ انا بخير يا ظنا وضاح ... بس اباك بموضوع اليوم محد يدري فيه الا انا وانت ..
مازن بابتسامة \ آمري يومه جعل ما ينقص من عمرك يوم ..
ام وضاح \ نهله بنت عمك جايين لها خطاب ..واليوم اباك انت تودينا نسوي التحاليل...
عقد حاجبيه \ يوومة .. تعرفين زياد وجنونه ... اخاف اسوي شيء ويقول ان اخته طلعت مع غريب بلا محرم .. يومه عذريني ماني ناقص جنونه ...يوم اول ماجيت ماغفر خطيتي معه الا سارة ...
ام وضاح أطلقت تنهيدة \ أنا أدري بجنونه عنبو داره ... بس قلتها ونطق بها لسانك .. يومه ولد عمك مجنوون ... واخاف يتحكم في نصيبها .. بس خل نوديها عشان مانقطع بنصيبها ..
مازن بتساؤل حذِر \ هي موافقة ؟ واللي خطبوها ناس ماوراهم حكي !
أم وضاح \ ناس ماوراهم حكي..
مازن بتساؤل \ يومة ماجاوبتي على كل سؤالي..
أم وضاح بتهرّب \ كاني جاوبتك...
مازن بتساؤل غضب \ يومه سؤالي البنت موافقة ولالا !؟
أم وضاح بحزن \ تبي تحر زوجها بزواجها وتقهره مثل ماقهرها ...
مازن \ ماهو بالقهر كذا الرجال مايهزه هبّت رياح ... خلي بنت اخوك تحط ميخها براسها وتفكر مثل الناس ومالوم زياد لا زادت جنونه ... يومه انا مابي اتدخل بالموضوع ...بس نهله راح تعرض نفسها للطلاق للمرة الثانية ...
\ ماوراك الا الخير ياولد عمي بس لا تتدخل بالموضوع ...
رفع عينيه ليراها تنظر بثقة ثاقبة اليه وهي توجه له اصابع الاتهام \ انتو الرجال كلكم سوا .. وانا عارفة ان نصيبي للطلاق مرة ثانية ..
مازن \ ابونا آدم ماطلق امنا حواء ...!!
نهله بغضب \ ابونا آدم ماهو بأنتم ياعياله الآدميين ..
مازن بحذر ينظر الى جدته .. أنزل رأسه وهمس \ براحتك... ماراح أتدخل ..انا ولد عمك ورجال غريب.. ماراح اجبرك على شيء ولا راح اسوي شيء مايرضي ربي ويغضبه .. واسوي سوات زياد فيك اول ماخطبوك الناس بعد زواجك ورفضه لهم يوم وافقتي... الحين انتي حرة .. خذي قرارك..بس يابنت العمومة والشمايل.. وراك تقطين حالك على كل من هب ودب عشان تقهرينه اللي مايتسمى !؟
فتحت عينيها بغضب وامتلأت دموع وهي تحاول كبتها \ انا ما قطيت حالي على احد !!!
مازن بسخرية أصدر ضحكة خفيفة وقصيرة ثم همس \ صحيح ؟ .... وهذا اللي تسوينه شنو اسمه ؟
نهله بتهرّب \ انا .. ما قطيت حالي .. ايه انا موافقة على الرجال وماقطيت حالي..
مازن \ تبين تقهرينه .. ليه من يكون عشان تفكرين فيه وتقهرينه .. عيشي حياتك .. طلقك كوني طليقه .. دوري الانسان اللي يكملك مو الانسان اللي ياخذك عشان تطلبين منه الطلاق بعد ما تعرفين بحسرة زوجك الاول ..
أردف \ نهله ... عذريني لو كان كلامي قاسي... بس انتي بنت عمي ويهمني مصلحتك .. ماراح اعرض الموضوع على زياد لأنه مجنون ويمكن توصل عنده لأنوف العرب يرغمها بالترايب ...
نله بفزع \ حشا والله طالبتك ونخيتك ماتدق لزياد بخبر...
مازن \ ماراح يوصل.. بس انتي تبين اللي تقدم لك ولا ؟
نهله بسرحان تنظر للفراغ .. لمدة طويلة .. ثم أدارت نظرها فجأة اليه \ علمني .. علمني كيف اقهره ؟
مازن بابتسامة \ تزوجي شخص تحبينه وترتاحين معه .. وتكملين حياتك لا مغمومة ولا مهمومة ...
نهله نظرت اليه لدقائق ثم همست \ اعلن رفضي وعدم قبولي قدم الرجال ومابي احلل ...عن أذنكم ..
انصرفت من المكان .. التف جسده الى جدته .. ابتسمت له .. ورد الا الإبتسامة ..
سمع صوت جدته التي همست \ يازين كلامك اللي يذّكرني بوضّاح ...
،
في ميونخ .. في الجامعة ..
بعد انتهاء المحاضرة عقد حاجبيه .. ثلاثة ايام لا أثر لندى .. لا يعلن هل يسجلها غياب في دفتر الحضور والغياب فحسب..ام غياب من عقله ؟
توجه الى رشا بعد ما ان انتهت المحاضرة وهمس \ رشا !
التفتت اليه وهي تحمل حقيبتها \ نعم ؟
سعود \تعالي ابيك دقايق ..
توجهت معه الى حيث مكتبه .. جلست أمام مكتبه وهو جلس خلف مكتبه في كرسي انيق ..
ابتسم وهمس \ ندى فينها ؟ ثلاث ايام ماشفتها !
رشا بتنهيدة عميقة \ ندى تعبانة استاذ سعوود .. تععبااانة كثيير ..
عقد حاجبيه بتعجب \ تعبانة من شنو ؟؟ وش فيها !!
رشا \ مادري سخونة وحرارة .. ماقدرت اوديها المستشفى ... عنيييدة واللي براسها تسويه..
سعود بتساؤل غضب \ وانتي تطاوعيها ؟ طيب ليه ماكلمتي احد يجي ياخذها .. أو حتى كلمتيني .. انتي عارفة اني انا مسؤول عن طالبات السعودية ووكيلهم في هذي الجامعة ؟؟؟
رشا بارتجاف \ ندى كانت رافـ .. رآفضضة .. ماكانت تبيني اكلم أي احد .. تقول انها كانت تمرض في السعودية مثل كذا وأعظم ومتعودة ع المرض ..
سعود بسخرية \ شيي حلو والله .. وانتي تطاوعينها .. * وجه أصابه الإتهام لندى * ان كنت بعاتب أحد على جنونه بعاتبك انتي .. انتتتي اللي طاوعتيها ..
ثم أردف بتوتر ملحوظ \ قوومي يلا خلينا نروح لها ...
رشا برجاء \ باقي عندي محاضرة ..
سعود \ انا باخذ لك أذن من استاذك لازم تجيين معي ماقدر اخذها للمستشفى من غير وحدة تساعدني...
رشا بابتسامة \ طيب يلا مشينا استاذ ...
ركبوا السيارة وهو يشعر بتوتر وندم ... لإهماله هذه الفتاة هذه الفترة ... هو مسؤول عن جميع الطالبات .. لكن حينما شعر أن قلبه يجرفه التّيار باتجاهها شعر بوجوب الإبتعاد والاهمال لفترة .. ربما هي أيضًا لديها هذا الشعور نحوي أيضًا .. وشعورها بالإهمال مني يؤذيها كثيرًا .. !! ربما !!
أتمنى أن أكون مخلصًا لدين من ناحية هذا الإهمال .. ولكن أشعر بالنقصان في الدين من ناحية التقصير في حق المسؤولية .. اهمالي لها مع ابقاء كامل اهتمامي بمسؤلية بقية الطلبة هذا امر يؤنب الضمير جدًا والمعنويات !
تنفست الصعداء وانا اقف امام باب الفندق .. شعرت بتأنيب الضمير .. آخر مرة حينما قومت بإيصالها الى منزلها بنفسي.. الآن لا اثر لما ابتغيه من وجودها ..
ندى .. فعلا كالندى .. قطرة رهيبة تطبب جراح هذا القلب المتألم .. لتثلجه بعبير ذكريات جميلة ..
ندى .. كالبلسم .. الذي يحتاج إلى مواراة واهتمام ..
ابتسمت بأسى .. رجلاي تثقلان للنزول .. لا استطيع مواجهتها ... ولا استطيع ايضا تحمل نظرات المعاتبة من عينيها البريئيتين ...
أطلقت تنهيدة إلى أعماق السماء .. نزلت رشا بأدب ثم أغلقت باب سيارتي .. توجهت إلى الشقة التي تسكنها مع رشا ..
أمرت رشا ان تسبقني في الدخول حتى تأمرها ان تلبس الحجاب ولا أدخل كاشفا اياها بطريقة غير لائقة ...
انتبهت لصوتها المتعب يحمل شهقات ومعاتبة وانا اسمع صدى صوتها \ مابي اروح مكان وليه جايبته لهنا .. ؟؟
خرجت رشا لي بخجل وهي تهمس \ ندى مو بوعيها الحين .. يمكن تقول كلام ماهي حاسة فيه فلا تلومها .. ثلاثة ايام هالحين تهلوس بكلام مو مفهوم علي ...
هز برأسه لها وابتسم ثم همست له بـ \ تفضّل ..
دخل إلى الداخل .. على الأريكة في صالة المنزل كانت تستلقي ووجها ليس بوجهها الحالي ...
ملامحها شاحبة جدا .. تضع وشاح صوفي تغطي نفسها به .. ارتدت حجابها بإهمال .. تتنفس بشكل غريب..
عينيها ثاقبتان .. حنيما رأتني اجتمعت في عينيها دموع المعاتبة ...
ابتسم لها .. لكنها احتقرت ابتسامته واشاحت برأسها عنه لتسقط دموعها مباشرة دون ان تلامس خدها ..
جلس أمامها وهمس \ ندى ..
جائها صوتها المختنق مقاطعةً اياه \ كنت متوقعة تكون جييتك اسرع من كذا ..
سعود ابتسم \ ليه ؟
ندى بحقيقة \ انت مسؤول عن كل طالبة في هالسكن .. وانا من الطالبات المسؤول عنهم ... !!
سعود \ ماكنت ادري بحالتك الصحية ..
ندى بسخرية \ شي حلو والله... بما انك شفت غيابي من اول يوم حاول تسأل .. يـــآ ............ مسؤول !!
عقد حاجبيه وابتسم بطريقة جذّابه \ ألحين انتي ليه تبكين ؟!
ندى مسحت دموعها التي لازالت تهمر كالمطر \ انا ما بكي ..
ضحك سعود ضحكة بانت منها انيابه وهمس \ وهالدموع ؟!
ندى بتحجّج وهي تشعر بالخجل \ من المرض عيوني تدمع ..
سعود بتساؤل وابتسامة رائعة \ والشهقات اللي تطلع منك من المرض بعد ؟!
ندى سكتت فجأة ثم همست \ وش المطلوب ؟
سعود وهو يقف \ يلا المستشفى ..
ندى \ قابلة بالمرض .. حجة مقنعة لغيابي من صفك ..
ابتسم بتحدي \ المستشفى اللي مانقدر نروح لها .. نجيبها لـ هنآ ..
ندى نظرت الى رشا بمعاتبة مبالغ فيها وعينيها تصوب اللوم في رشا ..
قاطعها صوت سعود بابتسامة \ رشا مالها شغل .. حطي اللوم علي..
ندى تزيح اللحاف من جسدها وتدخل قدميها في زوجين من الاحذية البيتية المريحة ثم تقف مترنحة \ ماببى مستشفيات ...
سعود \ انتي مو بزر .. بتروحين لاني مسؤول عنك .. ومابي اقصر في مسؤولياتي..
ندى بسخرية \ هالله.. ثلاث ايام وتوك تجي..
سعود \ مسحي دموعك وقابليني وقولي لي ليه هالغضب هذا كله ؟!
ندى بغضب \ قلت لك انا مابكي ..
سعود \ انا اللي ابكي !! ندى لا تعميها بدل ماتكحلينها ..
تجاهلته وشعرت بتوتر وهي تكمل طريقها للذهاب .. تحاول سحب جسدها الذي حينما سقطت وقف سعود ..
حاولت النهوض وهي تتحامل وتضع ثقلها كاملاً على الجدار ..
سمعت صوته الغاضب \ ندى امشي معي للمستشفى ..
ندى بتعب \ رشا تعااالي...
رشا تقدمت اليها احتضنتها لتسقط ندى ويختل توازن رشا التي تمسكت بالحائط لتحاول الامساك بندى ..
التي سقطت في غشوة طائلة ووجها تحولت ملامحه الى الأزرق .. شعرت بانحباس في الاكسجين لديها ..
سعود يأمر رشا بسرعة \ قلبيها على بطنها وضربي رقبتها من الاسفل..
رشا بتساؤل مفجع \ ليييييييه ؟؟؟
سعود \ نفذذذي يارشاااااا من غير ليييه ...
لم تجدي محاولة رشا بالمحاولة نفعا .. حملها سعود الى سيارته ورشا معه ...
متوجهًا بطريقه الى المشفى ..
،
في مساء اليوم التالي .. في منزل فارس ..
كانت ترتدي عبائتها وفي قلبها طيّاتٌ مرتجَفة .. حان الوقت لترجع .. بذكرياتها الى من اهملها ورماها في سلة مهملة
.. أمّي .. حان الوقت لكي أعود اليها !
تلك الذكريات الشاحبة حان الوقت لنفضها كغبار من سجادَة حمراآء ...
حان الوقت لمسحها من زجاجة النافذة كغبارٌ عاصف...
حان الوقت لكنسها من هذا الطريق ككومة قشّ ...
يجب أن أعود إليها بكامل أحساسي كطفلة تشتاق لإحتضانها .. تلك الإنحيازات تشابكت بي من مهدِ الطفولة .. وأنا أفتقد الاهتمام ..
حبيبي فارس لم يقصر في نصحي .. وها أنا ذا أتجاوب بسلاسة مع نصيحته .. لأعود إلى من دهسني في الأرضِ دون أن يسأل عني حتى ولو بشّقِ الأنفس ..
سئِمتُ الرجوع من مأوى الرحيل .. ذاك المأوى الذي يكرهه جبابِر الجَبابرةَ ..
اختقنت وانا انظر لفارس قد أتى مرتديًا شماغه وثوبه .. يغلق أكمام ثوبه بـ " كبكات " فضية أنيقة ..
رائحة عطره شقت السكون ببراعة لتقاطع أفكاري وتعانقها بشده ..
ابتسم لي ونظر الى عيناي المرتجفتان .. انزلت عيناي فورًا .. لا أطيق النظر في عينيه وأنا في هذه الحالة .. لا أريد منه معرفة خوفي أو تشخيص حالتي كمريضٍ عنده .. فارس دقيق جدًا ولا تنطلي عليه ألاعيبي في اخفاء مشاعري .. وأنا أعلم أن هذه اللعبة في محاولة اخفاء الخوف لن تجدي نفعًا معه فهو سيكشفني مثل كشفه للشعرة من العجين ..!!
و !،
جلس بجواري .. وضع رأسي في صدره وهو يهمس \ خوفك مكشوف يا بنت .. ماله داعي تشيلين عينك من عيني .. ناظريها وبوحي لي قبل ماتروحين مكتومة لأمك وتنفجرين..
هيفاء تنظر إليه بعينين دامعتين \ لابد من الإنفجار..
فارس وضع يده الحانية على خدها وهو يهمس في عينيها بضياع \ انفجري فيني أنا .. بس أمك لا تنفجرين فيها .. هيفاء .. لازم تعرفين قيمة امك في حياتك.. انا بعد فقدت امي وابوي.. وأهلي.. عشت مراهقتي كلها بدونهم .. واكتشفت اني اكثر شخص فقدته من بين عائلتي كله امي..
هيفاء بنحيب \ تكفىىىىىىىى لا تفجععععععني ... مابييي اروووح..
فارس يحتضنها ويكفكف دموعها \ كيف ماتبين تروحين ؟؟ انا كلمت زوج أمك ورتبت لك موعد معه ..
هيفاء بتحجج \ قول لهم اني مريضة .. أو ..........
فارس يقاطعها \ هششش .. يلا قومي قدامي لبسي عبايتك وخلينا نطلع .. وويلك ياهيفاء لو رفعتي صوتك على أمك ياوووويلك مني ..
هيفاء تكفكف دموعها \ طيب..
فارس بابتسامة واسعة \ قومي يلا .. يام دميعة ..
هيفاء تضع حجابها على رأسها وتنظر اليه \ لا تعلق عليي .. اذبحححك.
فارس بضحكة \ ويليهمممم بيذبحووووني... يافديت من قال يبي يذبح وماهو بقادر ..
ابتسمت بخجل .. تشابكت كفيهما ببعضها ... خرج معها وهو يقبل رأسها ويحاول أن يهدأ من روعها المستتب ..
الى أن هدأت أنفاسها .. وقف أمام محل للحلوى ليشتري لوالدتها صحن من باب اللباقة أثناء زيارة الضيف..
خرج من محل الحلوى بعد ما ان انتقى نوعية راقية جدًا وأنيقة .. جلس أمامها يبتسم لها .. كي يحاول ان ينزع من قلبها ذرات الخوف .. سحب كفها لتقبل شفتاه كل اصبع في كفها ..
همس لها بحب \ احبك ..
هيفاء بابتسامة \ وانا اكثر.. يابو رومنسية ..
ضحك فارس \ هههههه لا تخليني اقلب المهرج اللي ماتحبينه..
هيفاء بضحكة \ هههههههه احبه بكل حالاته ..
فارس باستفهام مبتسم \ من هو ؟؟
هيفاء\ المهرج حقي...
صدح صوت ضحكته في السيارة .. يحاول أن يضحك ويثير أجواء الضحك أكثر كلما اقترب من المكان المووعوود ..
مكان لطالما خافت منه محبوبته الصغيرة من الوقوف امامه .. أوو اللجوء امامه .. زوجج الأم .. والأم وابنائها ..
اذا ابتعدوا عن أحدٍ ما من أفرادهم .. يصبح هذا مؤلم جدًا بالنسبة لشخصية رقيقة المعاني والأحاسيس مثل هيفاء !
،
في صباح اليوم التالي في منزل زيد ..
كان قد خرج توًا من العمل.. شعرت به حينما قام من السرير وتوجه الى دولابه ليسحب منه ثوب وشماغ وحذاء ...
انصرف بعدما ان أهداها قبلة ساخنة في خدها الأيمن .. وذهب الى طفله ليقبله هو الآخر ..
شعر بإحساس غريب حينما أراد الخروج .. كأن أحد ما ينبأه بعدم الخروج من المنزل .. شعر باقتراب كارثة ما ..!!
استعاذ من الشيطان وهو يطلق تنهيدة .. ثم استدار الى الخارج ليقفل الباب بعدما ان تطمأن أن كل شيء على ما يرام ..
من الناحية الأخرى حينما تطمئنت من خروجه من المنزل ... سحبت طفله من سريره وهي تحاول إيقاظه بمرح \ سيفييي .. ماما يلا قوووم ... يلا ماما عشان اسوي لك هم هم ...
ابتسمت حينما رأت عيناه تفتحان بنعاس وهو يحاول الإبتسامة لأمه ..
ذهبت به الى دورة المياه لتغسل وجهه .. ثم توجهت الى المطبخ .. أعطته ماء .. ثم نظرت اليه بابتسامة ..
يحاول النطق جاهدًا لحرف غريب .. حرف تريد منه أن ينساه ..
ولكن فجأة صُعقت حينما سمعته يهمس \ بببب... بــآبا ...
تقدمت اليه وهناك صعقة تجري في جسدها من أعلى قدمها حتى أخمص قدميها .. صحيح لا تريده ان ينسى اباه وتريده طفلاً بارا .. ولكن نطق سيف لأسم والده بهذه الطريقة المفاجأة ارعبها جدًا ..
حملته .. لمحت لمعانا غريبا في عيناي... صورة منعكة على عيناه اشبه بصورة انعكاس النار...
استدارت لترى حريقًا مندلعًة قوية جدًا امامها .. لم يكن بوسعها عمل أي شيء .. الا !!!!!!!!!!!!
|