كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: المواجع والظنون
البارت
-29-
.
.
.
إذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا وأحرقنا قصائدَنا وأسكتنا أغانينا...
ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا وصار العمر أشلاء ودمّر كلّ مافينا ...
وصار عبيرنا كأسا محطّمةً بأيدينا سيبقى الحب واحَتنا إذا ضاقت ليالينا
إذا دارت بنا الدنيا ولاحَ الصيف خفّاقا وعادَ الشعرُ عصفورا إلى دنيايَ مشتاقا...
وقالَ بأننا ذبنا ..مع الأيام أشواقا وأن هواكِ في قلبي يُضئ العمرَ إشراقا ...
سيبقى حُبُنا أبدا برغم البعدِ عملاقا وإن دارت بنا الدنيا وأعيتنا مآسيها...
وصرنا كالمنى قَصصا مَعَ العُشّاقِ ترويها وعشنا نشتهي أملا فنُسمِعُها ..ونُرضيها...
فلم تسمع ..ولم ترحم ..وزادت في تجافيها ولم نعرف لنا وطنا وضاع زمانُنا فيها...
وأجدَب غصنُ أيكتِنا وعاد اليأسُ يسقيها عشقنا عطرها نغما فكيف يموت شاديها ؟
وإن دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا .. وجاء الموت في صمتٍ وكالأنقاض يُلقينا ...
وفي غضبٍ سيسألنا على أخطاء ماضينا فقولي : ذنبنا أنا جعلنا حُبنا دينا
سأبحث عنك في زهرٍ ترعرع في مآقينا وأسأل عنك في غصن سيكبر بين أيدينا
وثغرك سوف يذكُرني ..إذا تاهت أغانينا وعطرُك سوف يبعثنا ويُحيي عمرنا فينا
فاروق جويدة
.
.
.
بعد ساعتين ونصف
جلست بمكتبها تغمض عينيها بشدة.. ارهاق كبير تراجعت على راس كرسيها
صداع كنواقيس الظلام..
لتنتبه ود: بسم الله عليك وش فيك يا وهم..
ابتسمت بتعب: شوية ارهاق.. بأخذ لي مسكن ويخف
ود: كم باقي محاضرة عندك ؟
وهم: ثلاث محاضرات..
ود: شكلك ما نمتي وجهك مرهق..
وهم لها يومين تشعر بثقل بقلبها
لتستغفر بداخلها وتغمض عينيها بهدوء..
لتجفل على رنين هاتفها امسكته لتجد فرح متصل بكِ
قلقت لتبلع ريقها
وترفع الخط: فرح
لا تسمع سوى بكاء فرح بنشيج
بردت اطرافها من الخوف: فرح صبيتي ركبي وش فيك خالتي فيها شيء؟
فرح: تبيك يا وهم حالها منتكس وما غير تتوجع وتنادي فيك..
وهم ودمع يلمع بمحاجرها: يا بعد اهلي.. دكتور وش قال؟
فرح: ضغطها مرتفع كثير تبيك يا وهم.. تعالي والله اني اطالع في ابوي ثم هي..
وهم: جايه يا فرح على العصر امر عليكم..
فرح با ابتسامة: صدق..
وهم: أكيد مهما كانت تبقى خالتي..
فرح: بيض الله وجهك.. اجل ما اشغلك الحين مع سلامه
وهم: يا مرحبا..
اغلقت الهاتف اعتصرت رأسها بكفوفها من وجع الصداع..
رعشة بـ اناملها تأكدت بأنها نست أن تأخذ حبوب السكر..
سحبت حقيبتها واخذت الحبوب لتبتلعها وتشرب بعض الماء..
.
.
.
ساعة رابعة ونصف – عصرًا
كانت تلج بهدوء لغرفتها تطعم ابنائها لتجد جمال منشغل ببعض الاوراق جالس بهدوء بمكتبه مرتدي بجاما قطنيه باللون الرماد..
رفعت نظرها..
لتهمس: أبو صقر..
رفع نظره لها وابتسم وهو يمسد برقبته: آمري
وهم: ابيك تأخذني لخالتي صحتها في تدهور وابي اكون بجنبها هالفترة..
جمال زفر: آها على خير..
اقتربت منه وهي تقف على رؤوس قدميها
وتبتسم: يمديك تأخذني الحين..
نظر لـ ساعته ثم لعينيها الناعسة..
وبهدوء: مهو مشكلة ابدل ملابسي ونخرج..
انحنت لتقبل خده: تسلم لي..
.
.
.
الطابق السفلي – الحديقة
الهواء العليل ورائحة الورد والياسمين
كانت جالسة هي وابنها وزوجته على احدى الفرش من نوع التراثي على الارض وراديو بقربها
أبو جمال: يا زين الاجواء ظاهر بـ تمطر..
أم علي: أي بالله.. يا ابو جمال كلن بحرمته ما ودك تزوج هالبدير
ليتقدم لهن بدر بزي العمل من ثم سلم عليهم
امسك بكوب شاي: يا كيف رحلة البر ؟
ام جمال: الله يهديك يا ولدي ورا ما جيت ؟
تنهد بدر: والله يا يمه انشغلت هالفترة حدي مضغوط..
أم علي وهي تكزه بعكازه: انت يا الاغبر وراه ما تتزوج وتريح امتس اللي قلقانه عليتس
بدر بمحبة: آفا لا يكون مضايقك يا ميمتي..
أم علي: أي بالله.. ياحبيلتس فاطمة طبي وتخيري من البنات
بدر: على هونك يا ميمتي.. احم هو انا خطبت مقدما
لتضرب أم جمال بصدرها وبصدمة: وش قلت ؟!
أم علي: يالله لا تسخط علينا..
كتم ضحكته بدر: لا تتروعين يمه ولي يخليك لي.. تعرفين نواف صديقي عنده اخت وانا شاري قربه
ابتسمت أم جمال براحة وبدموع: يعني رحت عنده ولا بلغتني..
اقترب من امه وامسك يدها وقبلها
وبحب كبير: آفا والله ما اسويها وأنا ولد فاطمة.. بس يا الغالية بغيت اقيس النبض ثم نتقدم الرسمي
لتسقط دموعها..
بدر: يمه لبى روحك لا تبكين والله انها دمعتك توجعني..
أم علي ابتسمت تحت غطائها: ما عليتس فيه يا ام جمال.. قم وخذ لها هدية ودق على خويك نجي لهم عقب العشاء..
بدر: ميمتي..
ابتسم أبو جمال: جدتك معها حق.. قم يا بدير..
ابتسم بدر: شوركم وهداية الله.. يمه بعدك زعلانة علي..
أم جمال: لا يا أمك جهز نفسك الله يرضا عليك..
قبل رأسها ومن ثم شد خطواته لداخل القصر..
متجه للمصعد من ثم إلى الطابق الثاني عبر الممرات الفخمة
والتي تعمها الهدوء والإنارة الخافتة وصل لجناحه..
ليأخذ دش دافئ ويرتدي بجاما صوفية استلقى على سريره
امسك هاتفه لـ يتصل على صديقه
.
.
.
بالمقابل
فيلا أبو نواف
ابتسم عندما شاهد بدر أضاء شاشة هاتفه..
رفع الخط: حي الله أبو نسب..
ابتسم بدر: هلا نواف اخبارك عسى امورك تمام ؟
نواف: الحمد لله متى وصلت من رحلتك ؟
بدر بتعب: لي ربع ساعة.. مكروف الله لا يوريك.. بغيت اقول لك خبرت الاهل وجاين لكم عقب صلاة العشاء
نواف: الله يحيهم يا هلا ومسهلا..
بدر: تسلم نتقابل على خير..
نواف: يا مرحبا بك انت واهلك ..
اغلق هاتفه ليطرق باب غرفة اخته.. ليجدها مستلقية بـ سجادتها..
اقترب بخوف أدار جسدها اهدابها النائمة بهدوء
نواف بهمس: سلطانه اصحي.. سلطانه
فتحت عينيها بانزعاج لتجد نواف امامها
وبـ استغراب: نواف..
ورجفة يعبر حنايا ضلعه: بسم الله عليك، وش فيك وراه نايمه هنا ؟!
ابتسمت بتعب: مدري كل اللي اذكره قريت قرآن وما حسيت على نفسي ونمت هنا..
ابتسم لها وبمحبة: اجل صحصحي زين أهل بدر جاين لك اليوم عقب صلاة العشاء
لترمش تلك الاهداب بتوتر: وش قلت ؟
نواف: وش فيك.. جاين يتقدمون رسمي بدر له فترة بلغني لكن انشغلت بالبيت وهالأمور.. وانا اضمن لك ان بدر بـ يكون لك الزوج اللي تمنيته لك..
سلطانه بخجل: على امرك يا اخوي..
نواف: اجل قومي معي تأخذين لك فستان جديد تستقبلين فيه..
سلطانه: ما يحتاج يا نواف دولابي مليان..
امسك بكفيها: عادي اعتبريها هدية مني لك.. عجلي..
ابتسمت له: ابشر.. اصلي صلوات اللي فاتتني واجي لك..
نواف وهو يقف عند الباب: اوكيه..
وتلك الخائفة من حضورهم ومرتبكة لتتصل على وعد..
سلطانه: وعـــيد وش اسوي الحين هذا هو نواف بلغني ان اهل خويه جاين لي..
وعد: اول شيء بطلي هالتوتر.. المجلس منظفته..
سلطانه وببكاء: ايه بس اكيد يبي له انظفه من جديد..
وعد: ما عليك يختي.. هُم متى جايين ؟!
وبتوتر: بعد صلاة العشاء..
وعد: معك وقت يا بنت.. والله لو مهو ظروفي جيتك..
سلطانه بوجع وحنين: ادري فيك وعد.. قسم اني متوهقه وش بلبس ؟ ما عندي احد يستقبلهم لي.. أم وتوفت الله يرحمها..
وعد: بكلم امي واجي لك.. بس ها اخوك لا يعرف..
ضحكت سلطانه: الله يسعدك يا وعيد.. حياك الله انتِ وخالتي في انتظارك..
وعد: اوكيه.. قومي الحين وجهزي نفسك كلمي الخادمة تنظف المجلس وتبخره ادري ما تجهلين هالعلوم..
سلطانه: بلاه من الخوف اللي فيني.. ياللا خليني الحق صلاتي اخرتها استغفر الله العظيم..
وعد: اجل انقلعي لا اشوفك تدقين علي إلا وانتِ جاهزة..
ابتعدت لتصلي صلوات التي نامت عنها.. ثم ارتدت لبس على سريع
وعبائتها لتخرج لنواف.. لكن قبلها مرت على الخادمة لتخبرها بأن تنظف المجالس وتبخرها..
.
.
.
بالمساء..
بعد ان زارت خالتها واطمأنت على صحتها.. لتبتسم على الخبر الذي القى به جمال
لتضحك بسعادة: ما شاء الله تبارك الله.. بدر يبي صحبتي !! وش الخبر الحلو..
جمال بحب: ايه جهزي نفسك عشان تروحين مع امي وميمتي..
وهم: إن شاء الله من عيوني..
بعد نصف ساعة
بالسيارة جمال..
ابتسم أبو جمال: ها وهيم عسى الجامعة زينة ؟
وهم بحب: فديتك عمي كل الامور طيبه.. انت طيب ؟ ومبروك لبدر وعبد المحسن وربي يتمم عليهم..
أبو جمال: طيب طاب حالك.. ويبارك فيك وتفرحين بشوفة عيالك معرسين..
ضحك جمال: الله كريم يبه..
.
.
.
سيارة بدر
الذي ضحك بثرثرة جدته
وبخبث: اجل يا ميمتي ما تبين معرس شف أبو ماجد مقرن بن........
لتقرص على كتفه: اقول اووص اهجد يا بدير والا والله كل علومك القشرا عند مرتك
كتم ضحكته: أفا وانا ولد فاطمة ما عندي الا كل علم زين.. الا اذا.....
تقاطعه ام علي: منهو انت يا شين الحلايا بس لا تبربر فوق راسي..
ضحك بدر ودمعت عينه: يا بعدي يا ميمتي اقسم ان سوالفك ما تنمل.. مقرن بن سلطان رجال بـ يعزك بعدين وش له الخوف ؟ ولده ماجد مأخذ حفيدتك ملاك !!
أم علي: يا كبرها عند الله.. اسكت يا ولد والا قسم ان علومك القشرا عند مرتك وساعتها شف من يبرر لك..
قهقه بدر وبمحبة: عساني ما اذوق حزنك..
امسك يدها وقبلها تارة يتأمل بالطريق وتارة مع جدته
لـ ينحني لها ويقبل رأسها: وهذه حبة راس ارضي علينا يا شيخة المزاين
أم جمال: الله يهديك يا بدر ركز على السواقة ولا تلعب على ميمتك
أم علي: يا دافع البلا ورا ما تهجد انت..
ابتسم بدر: ابشري يا ميمتي آها لا اوصيك علي هالله الله فيني..
أم علي بمكر: ما عليه يا امك.. ابشر باللي تبيه..
وصلوا لفيلا أبو نواف.. وقف سيارته عند المواقف هو واخيه جمال..
ترجل لـ يساعد جدته التي ترفع عبائتها وممسكه بعكازها..
ومن جهة أخرى أبو جمال وهم وأبو صقر..
انتبه عليهم نواف لـ يرحب بهم..
بـ ابتسامة: يا مرحبا بكم اقلطوا..
دخلن الحريم للمجالس والتي كانت أم عبد العزيز بـ استقبالهن..
وبمحبة: يا مرحبا حي الله من جانا..
دخلت أم علي بعكازها وهي تذكر الله لتسلم على ام عبد العزيز
وتجلس على اقرب اريكة: الله يسلمتس يا أم عبد العزيز..
ويدخلن بعدها أم جمال وَ وهم.. لـ يلقن السلام ويجلسون بجانب أم علي..
أم عبد العزيز: وش لونك يا ام علي ؟ عساك طيبه..
ابتسمت ام علي: بخير يا وخيتي.. كبرنا وما فينا حيل للمشي..
ام عبد العزيز: الله يعطيك طولة العمر والصحة.. بشريني عن علومك يا فاطمة ؟!
أم جمال: بخير يا ام عبد العزيز انتِ كيفك ؟ والعيال عساهم طيبين..
لتردف بهدوء: الحمد لله.. خبركم سلطانه امها متوفية من سنين الله يرحمها وما عندها غير اخو الله يخليهم لبعض..
أم جمال: أي بالله الله يحفظهم.. اجل وينها عروستنا ؟
لـ تدخل سلطانه بهدوء وممسكه بصحن العصير وبتوتر
وضعت الصحن فوق طاولة الخشبية ..
لـ تنحني وتقبل رأس ام علي..
والتي تذكر الله بصوت عالٍ: يا ذكر الله.. يا ما شاء الله تبارك الله.. كيفك يا بنتي ؟ عساك طيبه..
ابتسمت سلطانه بتوتر كبير: بخير يا خالتي..
لتسلم على أم جمال لترى وهم..
والتي بدورها وقفت لها واحتضنتها بحب وفقد كبير: يابعدي بالعروس..
لتحمر وجنتي سلطانه وبهمس: الله جابك لي..
لتجلس سلطانه مقابلا لهن.. بجانب أم عبد العزيز
قد تناست ان تقدم لهم العصير..
لتنتبه وهم وتنهض بتقديمها لـ جدتها من ثم خالتها ام جمال ويليها أم عبد العزيز، وتغمز للعروس..
.
.
.
مجالس الرجال
رائحة العود والقهوة تنتشر بفخامة المكان..
ابتسم أبو جمال: وش لونك يا أبو سعود..
نواف: لوني زين زان حالك يا عم..
أبو جمال: يا ابوك اليوم جاين نطلب يد كريمتكم لولدنا بدر..
ابتسم نواف: وهذا العشم فيكم يا عم.. واعتبر اختي له من الحين..
ابو جمال اعُجب برده: لا يا عمك اللي ابيه تشوف رأيها وتستخير وان تم الموضوع يحللون ثم نملك..
نواف: على بركة الله.. اجل خلني اشوف الاهل..
ابتعد عنهم ليتجه للمجالس الحريم
وبصوت عالٍ: يا ولــــــد
لتخرج له سلطانه بخجل وأم عبد العزيز
فرح نواف بحضورها وقبل رأس خالته: حي الله من جانا..
أم عبد العزيز بحياء: هلا بولدي..
نواف وهو يعدل نسفة شماغه
وبـ ابتسامة: والله ان البيت منور يا خاله..
أم عبد العزيز: منور بـ اهله.. وش ردوا عليك الرجال ؟
نواف وهو يتأمل اخته وبمحبة: بدر شاري سلطانه ويبون يملكون بدري
أم عبد العزيز: خير البر عاجله.. وش قولك يا بنتي ؟
سلطانه بخوف: اللي تشوفه يا أخوي..
نواف قبل رأس اخته: وش له خايفة ؟
سلطانه: انا استخرت يا نواف ومرتاحة..
تهلل وجه نواف بالفرح: هذا الخبر زين.. اجل عن إذنكم اروح ابشر الجماعة..
لـ تصعد سلطانه بخجل لغرفتها وتجد وعد..
وعد: وش صاير؟ وراك تركضين !
صوت خفقات قلبها: يا ويلي يا وعد يبي يملك بدري..
ضحكت وعد وهي تحتضنها بحب: مبروك يا قلبي وأخيرًا بشوفك عروس.. تدرين اخوك كان قلقان يتزوج وتجلسين بروحك.. بس سبحان الله ربي عوضك بـ صديقه وش عليه ؟
لتضربها سلطانه على كتفيها: وجع وعـــــــيد
لتضحك وعد وهي تبتعد عنها: بلاك ما تدرين ابي ارجع البيت الحين دامني تطمنت عليك..
لتتخصر سلطانه وبتلاعب بحاجبيها: لا والله.. الا اجلسي هنا لأن حبيبك نواف مسوي عشاء وهو اللي بوصلكم
وعد ابتسمت: فديته والله وحشني.. احم بس انا حلفت عليه ما يشوفني الا بعد العرس..
سلطانه بخبث: عاد مشكلتك انتِ مهو أنا..
لـ تبتعد وتدخل لدورة المياه، وتغلق الباب وتجهش بالبكاء..
ذكريات مريرة وهي يتيمة الاب والام..
لا شيء يعوضها عن فقدهم..
.
.
.
يوم جديد
لتوها اغلقت من والداتها ومبتسمة
ماجد: عساها ما تفارقك يوم..
ملاك دمعت عينيها: البارحة كانت خطبة صحبتي.. ياه يا دنيا صغيرة !!
ماجد: طيب هالخبر يفرحكِ مهو يضايقك !!
لتضحك بسعادة كبيرة
وتردف: أخوي بدر خطبها فهمت علي..
لـ يعانقها وقبل العنين: ودك ترجعين لهم ؟
ملاك: مهو كذا بس تمنيت اشارك فرحتهم !
ماجد: واللي يقولك عقب اسبوع ننزل لهم ..
ملاك: صدق يا ماجد..
ماجد: ايه ما يخفى علي لهفتك لشوفتهم.. اللي يهمني يا ملاك تكونين سعيدة..
لترتمي بصدره وتقبل خده وبخجل: عساني ما اذوق حزنك يا ابو مقرن
لـ يحتضنها: يابعدي.. خلينا نستغل الايام.. نتسوق اليوم إذا ودك تشترين هدايا..
ملاك بحياء: ما له داعي..
امسكها من كتفيها: لا تستحين مني يا ملاك انتِ عروس ولو تبين عيوني المركبة ما تغلى عليك..
قبلت رأسه بـ احترام: تدري يا ماجد ما هقيت ان حياتي تتغير كذا..
ماجد: عجلي لا اخورها الحين
لتبتعد عنه بخجل وتتجه نحو الدولاب لتمسك بـفستان مورد بـ اناقة خفيف في الملبس..
واخذت خطواتها نحو دورة المياه.. لتأخذ دش دافئ من ثم تزينت على سريع بوضع احدى احمر الشفاه وترتدي عبائتها سريعًا والقفازين.. امسكت بحقيبة اليد الصغيرة..
لتجده يتأمل في أدق تفاصيلها..
بهمس: ماجد أبو مقرن..
ليكح: انتظريني ابدل ملابسي واجي لك..
ملاك: ترى جهزتها لك.. تلقاها بدورة المياه..
ليرسل لها قبلة عبر الهواء ويدخل دورة المياه
بعد مرور ربع ساعة
اتجها الى التسوق في افضل الاماكن بسويسرا بشارع زيوريخ..
لتأخذ لها بعض الحقائب التي اعجبتها من ثم اسورتين مرصعة بالأحجار الكريمة بفخامة ومحافظ ماركة
من ثم بعدها اتجهوا الى مرسى والذي يقع عليه بحيرة زيوريخ من ثم ركبا السفينة برحلة سياحية حول البحيرة الرائعة
ملاك: ما شاء الله تبارك الله.. الله عطاهم الجمال بالدنيا لنا الجنة يارب..
ماجد وهو ممسك يدها التي مغطاة بقفازين: أي الله لنا.. شوفي مناظر الجبال من بعيد..
الهواء البارد الذي يدغدغ جلدها: مهو كأنه برد ؟!
ماجد: لبستي فستان صيفي..
لـ ينزع سترته ويضعها حول كتفيها
ملاك بخجل: ماجد الله يهديك..
ضحك ماجد: ما احد حولك يا مره وهالأمور عندهم عادي..
لتمسك بسترته وهي تشم رائحته العذبة لـ قلبها..
رغم انها قد ضاعت فيه بسبب طول وعرض ماجد..
ابتسم لها
بعد ساعتين..
وقبل التوجه للفندق قد ذهبوا إلى نهر ليمات هدوء المكان شعرها بالخدر والنوم
ماجد: ملاك تعبتِ؟
ابتسمت له: شوي مهو كثير المكان رايق هنا..
ابتسم لها بحنان: نرجع للفندق احسن..
امسك بكفيها فعلًا تشعر بالخدر وقدميها وقفت عن المشيء..
نظر لها: وش فيك ؟
ملاك: خلينا نريح شوي رجولي توجعني..
ماجد بعتب: وليه ما قلتِ من اول؟!
ملاك: لا تضايق نفسك الالم توه احس فيه..
امسكها ليجلسها على احدى المقاعد الخشبية.. من ثم بدأ يدلك بقدمها
ملاك تتسع عينيها: أبو مقرن وش جالس تسوي الله يهديك ؟!
ماجد: اووص غمضي عيونك استرخي شوي..
ملاك بفكاهة: لا يكون بطبق علي مهنة الطب..
رفع عينيه لـ عينيها تحت نقابها ثقيل.. لترسم الابتسامة بثغرها الناعم
وتصمت من نظرته.. لتغمض عينيه والجو يساعدها للنوم..
لا تتذكر ما حصل بعدها وجدت نفسها مستلقيه على سريرها..
أي ساعة وصلت هنا ؟! لتجد ماجد نائم بهدوء سكون الجو اغرقها بالنوم
لتنام من جديد دون أن تشعر..
.
.
.
بالمقابل
ياسمين التي استيقظت صباح اليوم.. اخذت دش دافئ..
لتجد حسين يصلي بخشوع
امتلأت الدموع بمقلتيها وتبتسم: تقبل الله..
بعد سلامه وانتهائه من صلاته: منا ومنك.. صحيتي واخيراً.. جهزي نفسك بنخرج ما نرجع الا بالليل..
ياسمين لتهز رأسها بالصمت..
حسين: لا تنسين تأخذين معك صوف احتياط..
ياسمين: طيب..
بعد مرور ربع ساعة قد اتجهوا نحو مدينة لوزيرن والتي هي من أجمل مدن سويسرا
حيث جلسوا على ضفاف النهر
نظرت ياسمين بهدوء إلى البط الذي يسبح بجمالية.. استرخت تشعر بالراحة..
امسك بكفها: تدرين مركز التدريب اللي كنت اشتغل فيه قبل سنين رجع واتصل علي..
ياسمين: يعني بـ تكمل في مجال التدريب
ابتسم حسين: الحمد لله هذا فضل من الله.. كل ما اقدم دورة.. كل من يثني علي يقولون ان كلامك مطمئن ويدخل القلب مباشرة.. وما يمنع اشتغل بالبنك مع جمال..
ياسمين بفخر: جد ربي يزيدها ويفتح ابواب الخير لك..
حسين قبل يدها بحب: آه ياسمينة واخيرًا قلبك حن لي..
ياسمين: لا توجعني يا حسين وخلني انسى ولي يسلم هالقلب..
ليهز رأسه بالصمت: تعالي نلحق نزور الجسر.. عاد هالجسر ياسمين أقدم جسر خشبي وغير كذا يحكي قصته كاتبين في لوحات معلقة
ياسمين: حمستني اشوفه..
لـ يمسكها من كفوفها.. ويخرج من محطة القطار لمركز المدينة والذي يوجد فيها اقدم جسر خشبي في العالم..
تأملت لوحات المعلقة وهي تجد أن روحها قد حلقت مع الطيور..
.
.
.
صباح يوم الخميس..
كانت تسلم عليهن.. وتقبل عيالها وتحضنهم بحب..
أم علي: الله يهديك يا وهيم تراه يومين وراجعة.. ورا كذا متشفقه على عيالتس؟! ترى بالحفظ والصون..
وهم وهي تمسح دمعتها: بفقدهم يا ميمتي..
جمال: أي يا ميمتي صايرة هالأيام ام دمعية..
لتكزه أم علي على كتفيه لـ يتوجع: وانت بدل ما تحتويها تتطنز عليها ؟ تبي من يمصع اذونك
لتكتم ضحكتها وهم: فديتك ميمتي.. ما عليك منه.. هالله الله في صحتكِ وعيالي لا اوصيكم عليهم..
أم جمال: الله يهديك يا أبو صقر كبرك ومزحك ثقيل.. خف على البنيه ترى ام صقر ما تلقى مثلها بالحريم كلهم.. توحي هرجي يا ولد..
وهو يلتقط غضب امه: امزح يمه.. الله يرزقني ربع هالمحبة تراني مسكين..
أم علي: قم يهديك الله متهور ومهبول بعشق الله يفكك منه..
جمال بخبث: هو يحق لي اشوف هالملامح والا جدي الله يرحمه رافض
ام علي: استغفر الله العظيم.. يا امتس يا وهيم اغدي انتبهي على رجلتس انهبل على كبر...
ضحكت وهم وتقبل رأسها: ابشري يمه.. ياللا يا جمال لعبت بـ اعصاب ميمتي ترى ما أرضى عليها
جمال بحب وهو يقترب منها ومتأبط ذراع وهم: نشوفكم يا جماعة الخير..
لتضحك جمال وتدمع عينيها: الله يهديه.. اقشر لا عصب ويا حليله ان مزح
أم علي: الا مزحه ثقيل الله يعين وهيم عليه.. إلا وين أم زيد هالأيام ما شفتها ؟!
أم جمال: والله يا خالتي مشغولة بنقل الاغراض خبرك.. على وصية زيد الله يرحمه يسكنون فيه..
أم علي تمسح دمعتها بطرف طرحتها: الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة.. الله يصبر قلبها.. الا ما قلت لي محسين جهز بيته..
ابتسمت ام جمال وهي تمد لها فنجان قهوة: سمي يا خاله.. أي عبد المحسن اسم الله عليه مجهز اموره من بدري هو اللي مصمم بيته وبيت اخته أم خالد يقول هديته لأخته..
أم علي: يا ما شاء الله تبارك الله.. الله يزيده من رزقه ولدك محسين بن حلال عسى الله يبعده عن عيال الحرام
أم جمال بمحبة: آمين يارب.. وش ودك بالغدا يا خالتي ؟
أم علي: والله يا بنيتي ودي اريح شوي.. وما عليتس قصور يا فاطمة سوي اللي يشتيه رجلتس عسى الله يخليه لتس.
.
.
.
بسيارة جمال
ابتعد عن اسوار القصر.. متجه للمطار..
جمال: حي الله حبيبتي منوره المكان
ابتسمت وهم: جد جمال وش طاري عليك.. صاير الرومانسي هالأيام لا يكون تخطط من وراي بس؟!
ضحك بصوت عالٍ: تغارين يا أم صقر.. وبعدين من يومي رومانسي ان كان تبينها افعال..
لتنزعج: والله لو سويتها علي ان ما اجلس لك في البيت دقيقة..
جمال بـ اتزان: طيب مهو الشرع محلل اربع!! وراك تعترضين على شرع ربك ؟
عصرت يديها بوجع: جمال مهو وقت مزحك الحين !
جمال وبتلاعب في اعصابها: ابد قد شفتـينـي امزح.. بعدين الله يهديك هالأمور ما فيها مزح..
اغمضت عينيها بشدة وتحاول أن تستغفر وتذكر الله
وبهمس: يعني انت تستشريني في الموضوع والا كيف ؟
جمال بإحباط: أفا يعني مره ما اصلح اشوف لي بنت الحلال
لـ تضربه على كتفه وبقهر: لا تستهبل علي
امسك يدها ويبتسم: كسرت كتفي.. لا تمدينها مرة ثانية ولا كسرتها لك..
وفي ثانية يغمز لها: لهدرجة تغارين علي..
وهم بانهيار: رجعني البيت..
وقف سيارته بجانب الطريق ونظر لها ويسمع صوت بكاءها
جمال: أم صقر ترى كله مزوح.. كنت ابي اشوف ردة فعلك بس!!
لتجهش بالكباء والحنين والشوق إلى امها وأبيها يطعن قلبها..
جمال: الله لا يبارك في الشيطان عيوني وهومتي قطعتي قلبي..
وهم بضيق: رجعني للبيت انت الا تبي تكدرني..
قبل يدها: والله ثم والله آسف يا بعد عمري ما هقيت ان الموضوع حساس عندك.. بعدين تعالي انتِ مهو واثقة بنفسك !! وين بلقى اهتمام ؟ وشايله لي على كفوف الراحة حتي امي تثني عليك، وش ابي بعد اكثر وفوقها تحبيني عاد انا اعشقك يا بنت الحلال.. سحرك يعجني حيل
وهم بضيق: وش سحره انت ثاني! انت ليه دفش بالكلام ؟!
جمال: الحين يا ظالمة انا دفش يا جاحده أي بالله انك ناكرة معروف..
ليرى بمرآه السيارة
وبهدوء: أم صقر والله كأن الهيئة بـ تمسكني الله يستر..
لـ يجد فعلًا سيارة الهيئة.. ابتسم وهو يفتح الشباك
الشيخ: وراه موقف سيارتك كذا يا ولدي ؟!
جمال ابتسم: سموحة طال عمرك، وهذا كرتي وعقد الزواج..
لـ يجد نسخة من عقد الزواج: توكل على الله يا ولدي ولا توقف كذا
جمال: تم طال عمرك..
لـ يحرك السيارة ويبتعد التفت عليها ليجدها ساكنه وثورة انهيارها قبل قليل..
لـ يشغل على إذاعة القرآن وصوت ماهر المعقيلي يبث للأجواء السكينة والراحة..
بعد وصولهم للمطار ذهبت لدورة المياه تغسل وجهها المرهق تأملت عينيها الحمراء من شدة بكائها
وتثرثر بداخلها: (يكفي نكد يا وهم احتوي زوجك ودليله لا يصكك بثنتين فوق رأسي)
ابتسمت عندما اخبرها
أعشقك يا بنت الحلال..
لتعدل طرحتها ونقابها وتخرج له..
امسك بيدها: عساك احسن الحين..
وهم: الحمد لله..
جمال: عجلي هذا نداء رحلة..
بعد إجراءات الدخول.. صعدت للطائرة وتجلس عند الشباك وبجانبها جمال..
بعد سماعها لدعاء السفر رددت معه
جمال: ترى يمكن نطول بمكة إذا عجبنا الوضع بإمكاني أخذ إجازة
ابتسمت وهم: لا عادي حبيبي يومين تكفيني يكفي بعيدة عن عيالي..
جمال بضيق: ترى بديت اغار من جو هالفصعونين سحبتي علي..
وهم تكتم ضحكتها: اوكيه ولا يهمك بس صعبة اسحب على الجامعة..
جمال امسك يدها: تولي.. ترى العمر يركض وانتِ همك الجامعة وبس
وهم: بدينا الحين نغزات.. ابشر ولا تتضايق علينا..
بعد ساعة ونصف
خروجهم من الطائرة.. لتجلس على احدى كراسي الانتظار.. بينما جمال ذهب لـ يستأجر سيارة
لم يأخذ الكثير من الوقت ليجدها جالسة بهدوء وممسكة بهاتفها..
جمال: ام صقر سرينا..
وهم وهي تضع هاتفها داخل حقيبة اليد صغيرة
وبهدوء: ما شاء الله مسرع ما خلصت..
جمال: البطاقة الذهبية تخلص امورك سريع..
بعد خروجهم توجهوا للسيارة.. من ثم امسك جمال طريق مكة المكرمة
.
.
.
مركز الشرطة
كان لا يتحمل الجلوس على كرسيه وراح يمشي في مكتبه ذهابا وإيابا.. وبينما وهو يمشي مدير ظهره للباب المكتب..
عبد العزيز ويعصر يده: منـــــــــــــــــصور..
ليدخل منصور ومن ثم تحية العسكرية: نعم طال عمرك..
عبد العزيز: وش الخبر اللي سمعته ؟ ما خرجت الا اسمع ان جاسم هرب..
منصور: طال عمرك خرج بدون ما احد يحس فينا
وبغضب: وانتم ايش هنا مهو حماية للوطن وراه اشوف تخالفون الموضوع.. ثالث مره احد يخرج من قسمي يا منصور..
بلع ريقه منصور: طال عمرك هدي.. وانا والاخوان والله ما حنا مقصرين
اتصل على النقيب ناصر..
وهو يأشر بيده: اذلف برا ولا تجيني الا وهو معك تسمع يا منصور
منصور: تم طال عمرك
عبد العزيز ويستفزه: ما سمعت..
منصور يحاول ان يهدأ من روعه: تم طال عمرك !!
أجاب عليه نقيب ناصر وهو يشير لـ منصور: اذلف..
جلس على كرسيه: سلام عليكم..
نقيب ناصر: يا مرحبا بنقيب عبد العزيز..
اغمض عينه بشدة وبغضب: هرب من جديد يا الناصر وش الحل ؟
نقيب ناصر ابتسم: القضية وصلت لي وانا اللي اباشر فيها.. ما عليك قصور يا نقيب عبد العزيز..
اتسعت عينيه وبصدمة: وش قلت ؟
ناصر بهدوء: خلنا نتصرف انا وطاقم فريقي.. ما قصرت وتشكر على المجهود..
عبدالعزيز: وشو ؟
نقيب ناصر: اللي سمعته.. تبي شيء ثاني..
عبدالعزيز بضيق: لا..
لـ يغلق الهاتف بوجهه.. ويكور يده ويضربه بطاولة المكتب...
استغفر بينه وبين نفسه...
دخل دورة المياه لـ يتوضأ ويطفئ غضبه..
.
.
.
بالمقابل..
نقيب ناصر: محمد جهز دورية والفريق..
محمد: تم طال عمرك..
بينما جاسم الذي يركض وبين الفنية والاخرى يلتفت للوراء ولا يجد احد حوله ليتوقف يحاول أن يلتقط بعض انفاسه..
ناصر ابتسم بخبث: محمد قفل الإشارة وانتبه غط علي..
ليهز رأسه محمد.. نزل ناصر بهدوء وهو مرتدي احد ملابسه العادية حتى لا ينتبه عليه
لـ يزمجر: جــــــــــــــــــــــــــــــاسم
ليجده واقف على هيئة شخص عادي ليركض ومن ثم يركض ناصر من خلفه..
ابتسم ناصر: تراك محاصر ما قدرت تلعبها صح.. استسلم وارفع يدينك
جاسم ركض بكل قوته لا يريد أن يهزم لتشتعل معركة طاحنة بينهم..
ضغط على زناد لـ تتجه لقدمه مباشرة ويسقط على الأرض
يحاول أن يكتم وجعه ويقف نظر لبعد المسافة بينهم وقف بتعب ويركض بألم
نقيب ناصر: ترى ما يمنع ان اطلق الرصاصة الثانية وقف اقول لك
لكن تجاهله جاسم بخوف..
لـ تأتيه الرصاصة بظهره مباشرة لـ يسقط متأوه
لا يستطيع أن يحرك جسده شعر بـ دماء ورائحتها..
لـ يأتي ناصر ويقف على رأسه
ابتسم: انت جبت الوجع لـ نفسك تحمل لأن روحك مهمة مو عشانك كثر مهو معرفة من راسكم الكبير..
أشار على محمد لـ يقبضوا عليه ويضعونه بالدورية..
.
.
.
كانت مرهقة بعد إداءها للعمرة.. كانت ترفع يدها وتبكي
وهم: اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمَاً لاَ يَنْفَدُ، وأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعْ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعَدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأْلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ.. يارب ارحمهم واعفو عنهم واغسلهم بماء الثلج والبرد ونق قلبهم من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس..
اغمضت عينيها تتذكر ذكرى في ليلة حزينة..
.
.
.
بالماضي
ضحكات هاجر وهي تركض..
هاجر: اجل تبين تخونين فيني تبطين يا روح أبوك..
ضحك صقر: وراكم كذا مشتطين ؟!
وهم: يبه ولي يسلمك خذ الالبوم منها عيت تجيبه لي..
هاجر بخبث: يا يبه الاخت طلعت هيمانه بعنتر وتتأمل بصوره وهو صغير ما غير تبكبك عليه.. يرضيك يا أبوي
أبو هاجر: لا بالله ما يرضيني هاتي الالبوم وانا اتفاهم مع اختك..
لتعطيها ابيها من ثم مدت لسانها: حيلك فيها يبه..
لتبتعد هاجر.. وهم اقتربت من ابيها وتقبل كتفيه: يبه تراها تهذري فوق رأسك.. لا تسمع لها
ابتسم أبو هاجر وبحنو: تعالي قريب..
لتجلس بنفس الأريكة الذي مُتكأ عليه والداها..
أبو هاجر: يوم انك تحبينه!! ليه توجعينه بهالشرط ؟! مهو معقول يا بنتي ثلاث سنين ملكة ما كأنك تعرفينه منهو صغير..
وهم: يا يبه ولي يسلمك انت تقول ما تبي تغصبني على هالزيجة، وأنا شرطت هالمدة عشان يمديني اكمل ماجستير ومنها اتفرغ له بعدين..
أبو هاجر: الله يهديك يا بنتي.. ترى ما يرضيني خذي الماجستير وانتِ بيت رجلك..
وهم بضيق لتنظر بعيني والداها: يبه ما كأنك تعرف جمال.. يبني اجلس بالبيت
لـ يقاطعها: لا حول ولا وقوة إلا بالله.. ترى جمال ما يرفض فكرة سفرك للخارج إلا هو اول واحد من يشجعك.. انتِ متضايقة منه!! وش اللي شفتيه؟ وانا ما اعرفه..
اغمضت عينيها وهي تتذكر الرسائل شبه اليومية التي ترمي عند بابها وكلها تحتوي على نفس الكلمات
"مـــا ابيك فكيني من شرك"
لتبلع ريقها وتقبل كتفي أبوها: يبه لا تشغل بالك فيني.. اللي ابيه انك راضي علي..
ابتسم لها أبو هاجر: امرنا لله.. والله يهدي سرك يا بنتي..
.
.
.
في الوقت الحالي
فتحت عينيها لنداء جمال..
لتبتسم له بوجع: جمال ابي اسألك..
جمال: وش فيك؟ قومي معي خلينا نرتاح بالفندق ومنها نطلب لنا عشاء..
لتهز رأسها..
بعد أن وصلوا للفندق.. أخذت عباءتها وتجلس على طرف سرير
تريد معرفة سر الكلمات وتصرفات التي تناقضه
وقفت متأملاً لملامحها المتعبة..
اقترب منها وامسك يدها لترمش الاهداب
وبرعشة ودمع يختنق: جمال في شيء ابي اعرفه من ثلاث سنين ايام ملكتنا..
بعقدة حاجبيها: وشو؟
بلعت ريقها وهي تنظر لـ عينيه الداكنة: دايم تجي لي رسائل كلها اتهامات وما تحمل الا ما ابيك فكيني من شرك ومكتوب عليها اسمك والمشكلة بعد توقعيك..
اتسعت عينيه: وش قلتِ ؟
لتسقط دمعة على خدها اليتيمة: أي يا جمال عشان كذا حطيت هالشرط، ما اقدرت اقول لأبوي هالكلام غير اني ابي اكمل الماجستير و..........
لـ يقاطعها بغضب سحبها وهو يدفعها للجدار
ورفع يدها ممسكها بقوة: من متى تجي لك الرسايل يا مدام..
وهم نظرت لعينه وبخوف: من فترة طويلة وخصوصا في فترة الملكة كل بعد شوي تجي لي..
وهو مغمض عينيه بشدة يحاول أن يسطر على غضبه
وزفر بفحيح: الكلب والله ان موته على يديني..
لتستوعب الآن وبشهقة: لا تقول..
لـ يمسكها من ذراعها: قولي لي الحين هو قد شافك لمحك بالغلط..
لتبكي وهم..
ويزمجر: انـــــــــــطقي..
وهم: لا والله ما شافني بس مره جاني للمستشفى تذكر يوم تعبت من الولادة
اتسعت عينيه: وشو ؟ قرب منك الحيوان !!
امسكها وهو يرفع عقاله لـ يصفع الحائط الذي بخلفها ..
لـ تصرخ بوجع وبخوف وتهز رأسها رفضًا: لالالالالالا جمــــــــال..
وتدمع عينيها: حرام عليك.. وقتها صرخت وهوشتني قلت لا تتركني بروحي..
وبشهقة: قلت ان.. ان
صرخ بغضب بوجهها: ان شنـــــــــــو ؟
لتبلع ريقها بخوف وهي تكره حُبها بكمية هذا الوجع الذي يخفق بصدرها..
وهم: انك جلست مع ماجد تعرف عن ذاكرتك العتيقة..
اغمض عينه يحاول أن يتذكر ما تفوهت به لكن
نظر لها: ما اذكر ان قلت هالشيء..
وهم: والله ثم والله حتى جيت وخبرتني وقتها بوفاة زيد ولد عمي علي..
ابتعد عنها وبضيق: روحي عن وجهي لا افتري فيك الحين..
وهم: طيب انت مسدي طريق.. فك يدي..
جمال: وهــــــــــــــــــــم لا تلعبين بـ اعصابي..
لـ تكور يدها وتضربه بصدره: اكرهــــــــــك وخر عني
امسكها وشدها لصدرها قبل أن تلتقطها معالم الظلام..
بخوف: يا بنت اصحي ام صقر..
كانت تمثل عليه الاغماء.. لكن تنفسها كان واضح له..
امسك بها لـ يضعها بالسرير: لا تمثلين علي تراني عاجنك..
لتبكي بصدره بوجع: ليه تحب توجعني؟ تحب تشوفني مكسورة !
جمال: اهِدي لا يرتفع عليك سكري..
لتضربه على صدره: لا تقهرني ببرودك.. لا تقهرني تفهم..
امسك يدها وقوتها ضعيفة لـ يبتسم لها..
وهم: لا تبتســـــم بوجهي وكأنك مبسوط من الحال اللي أنا فيه..
لـ يمسكها من وجهها وقبل خدها لـ تصمت..
ابتسم: مين ضحك عليك وقال اني مبسوط.. تراك كذا تغلطين علي..
وهم وهي تزم ثغرها: تصرفاتك تحكي..
جمال: طيب ممكن تروقين الحين.. انا جبتك عشان تهدين مو تثورين علي.. أخذتي دواك..
لتهز رأسها رفضًا
جمال: انسي اللي صار.. والكلب أنا اللي بأخذ حقي منه.. تمادى كثير من اول ضحك علي وخلاني اشك فيك، ولعب نفس لعبة الوسخة معك.. بس انا له والله لا اعلمه ان الله حق..
اغمضت عينيها لتبكي بتعب: آآآآآآآآآآآآآآآه
جمال: بسم الله عليك اهِدي خلاص يا عمري..
وهم: حسبي الله ونعم الوكيل فيه.. الله ينتقم منه.. عساني اشوف فيه يوم..
جمال: وهم اهِدي لا يصير فيك شيء..
لتضربه على صدره وبقهر: الأناني خلاني اشك فيك وانت ما قصرت يا جمال.. ما خليت فيني شيء صاحي
جمال بلع ريقه: مو قلنا نطوي هالصفحة ليه توجعين نفسك وتوجعيني معك..
وهم: ابي ارجع لـ عيالي ما اضمنه الكلب.. كل هذا حاقد عشان يبي الفلوس.. والله يا جمال حرام
جمال: طيب هِدي الحين.. انسي ام صقر ترى كذا بـ تعبين نفسك زيادة اذكري الله وقومي صلي لك ركعتين..
لـ يمسكها ويدخلها لدورة المياه حتى الرجفة تعانق جسدها.. لـ تتوضأ بمساعدته.. امسك عبائتها لترتديها اسندها حتى تصلي وهي جالسة لا تقوى على الوقوف..
ابتعد عنها بهدوء ليجلس بالصالة وممسك بهاتفه لـ يتصل على نقيب ناصر..
الذي اخبره بأن جاسم قد هرب، ولكن قد امسك به..
لكن جمال وقف وتتسع عينيه بصدمة: وشو؟
كلمة لا تغيب عن ذهنه
"هرب جــــــاسم"
.
.
.
نهاية البارت التاسع والعشرون من الفصل السادس والاخير
موعدنا كما ذكرنا سابقًا يوم السبت بعد منتصف الليل
استودعتكم الله .,
.
.
.
جعل الله عيدكم فرحة بأعمال قُبلت، وذنوب مُحيت، ودرجات رُفعت، ورقاب عُتقت.
كل عام وأنتم بخير ..’
.
.
.
عمر الغياب
|
24-09-15, 12:41 AM
جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
العرض العادي
