كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: المواجع والظنون
البارت
-28-
.
.
.
أترى ستجمعنا الليالي كي نعود.. و نفترق؟
أترى تضيء لنا الشموع و من ضياها.. نحترق؟
أخشى على الأمل الصغير بان يموت.. و يختنق
اليوم سرنا ننسج الأحلاما
و غدا سيتركنا الزمان حطاما
و أعود بعدك للطريق لعلني أجد العزاء..
و أظل أجمع من خيوط الفجر
أحلام المساء
و أعود أذكر كيف كنا نلتقي
و الدرب يرقص كالصباح المشرق
و العمر يمضي في هدوء الزئبق
شيء إليك يشدني
لم أدر ما هو.. منتهاه؟
يوما أراه نهايتي
يوما أرى فيه الحياة
آه من الجرح الذي
يوما ستؤلمني.. يداه
آه من الأمل الذي
ما زلت أحيا في صداه
و غدا سيبلغ منتهاه
* * *
الزهر يذبل في العيون
و العمر يا دنياي تأكله.. السنون
و غدا على نفس الطريق سنفترق
و دموعنا الحيرى تثور.. و تختنق
فشموعنا يوما أضاءت دربنا
و غدا مع الأشواق فيها نحترق
فاروق جويدة
.
.
.
عبدالمحسن بعقدة حاجبيه: يا عم تراك فاهم سالفة غلط..
لـ يقاطعه أبو زيد: يا ولدي مهيب بزينة بحقي..
بقهر شديد: الله يهديك يا عم كل السالفة ان شفتها جالسة بمكان خطر ونبهتها مير البلا انها طاحت..
أبو زيد بوجع: وش قلت ؟
ابتسم عبدالمحسن: ايه يا عم هذا اللي صار طال عمرك..
أبو زيد مسح بوجهه بضيق: لا حول ولا وقوة إلا بالله.. الله يلعن ساعة الشيطان..
طبطب أبو جمال على كتفي اخيه: ازهللها يا اخوي.. وسارة من حقها يا اخوك تفرح فيها بس مهوب طريقة
قبل رأس عمه ويده وابتسم: ما يمنع ان نقدم زواج..
أبو زيد بوجه كظيم من الحُزن: يا عمك انت تبيها والا نخوة فيك !!
قاطعه عبدالمحسن: محشوم يا عمي.. مير انا خطبتها منك وحدد المهر اللي تبيه
ابتسم أبو زيد: بيض الله وجهك.. كفو يا ولدي..
عبدالمحسن: كفوك الطيب..
ابتعد عنهم حتى وصل للخيام ليجد جمال معه ابنه صالح ويضحكه..
وهو دخل الخيمه يبحث عن شنطة الاسعاف الصغيرة..
جمال: وش فيك ؟ وراه ثوبك كذا مبهذل !!
زفر عبدالمحسن بضيق: اسكت يا شيخ..
لـ يتأمل في لولوة التي تلعب بالتربة ليناديها..
وبهمس: لولو حبيبتي تعالي هنا..
لتنفض التربة من يديها وهي ترتدي ملابس صُوفية..
وتقترب منه: نعم حسونه..
قبل خدها: يا روح حسونه كلمي امي تجيب لي شنطة الاسعاف صغيرة اللي فيها الادوية تعرفينها..
لتهز رأسها: أي حسونه اعرفها..
عبدالمحسن: طيب عجلي وهاتيها هنا..
لتركض لولوة وتصل لخيمة الحريم..
.
.
.
سارة التي تبكي بحرقة، وهم تحاول تهدئتها
وهم: استغفر الله العظيم يا بنت وش فيك ؟
سارة: يا فشلتي والله.. بروح فيها يا وهم..
وهم بخوف: طيب وش صاير ؟ تركتك وانتِ مبسوطة !! وش اللي صار بغيابي وشلون طحتِ ؟
لتخبرها سارة وتضحك بتهكم
وخبث: مسكين ولد عمي كسر خاطري..
لتضربها سارة وهي تدلك قدمها التي احمرت من الالم
وبهمس: والله ماني قادرة اتحمل.. ابي شيء يهدي الوجع..
وهم: خذي هالمرهم وبندول وإن شاء الله يخف عليك..
لتدخل لولوة وهي تأخذ انفاسها، وتقترب من وهم..
وهم: بسم الله عليك !! وش فيك تركضين ؟!
لولوة: حسونه يبي شنطة صغيرة اللي فيها الادوية..
وهم ابتسمت لتنظر لعيني سارة زمن ثم تعطي ابنها لـ سارة
وبمكر: طيب.. امسكي صقوري وجعتِ حتى محسين !!
لتضحك بخبث
سارة بقهر: وجع لا تضحكين جعلتس مانيب قايله..
وهم وهي تبحث في حقيبتها لتجدها مسكت لولوة ترمقها بحب
وهم: خذي لولو ولا عاد تركضين عشان ما تطحين..
ابتسمت لولوة: إن شاء الله خاله وهم
لتنحني وهم وتقبل خديها: فديتك..
لتلتفت لتلك المتوجعة..
سارة: آه مقهورة منه يمسكني عادي ما كأني محرمه عليه !!
وهم: يا لطيف على عنادك.. يختي من خوفه عليك.. خذي الحبه ونامي
لتمسك طفلها وترضعه..
سارة: خلودي ولد ملاك وينه ؟
ابتسمت وهم: نايم عند عمتي.. ارتاحي انتِ ونامي..
سارة بخوف: وتهقين بنام.. خفت من أبوي الله يستر
وهم: لا إن شاء الله مو صاير إلا كل خير..
لتمضي سارة وهي نائمة في سبات عميق هروبًا من واقع قد يحتم عليها بمواجع وظنون..
.
.
.
بعد يومين
في الصباح توجهوا إلى محطة لوغانو والى شلالات الراين عبر القطار..
ملاك وهي تمسك بيد ياسمين: أم عناد وراك صايرة كذا ؟
ياسمين بضيق: مدري يا ملاك منيب قادرة اتقبله يمكن العيب فيني انا..
ملاك: وش هالخرابيط !! يختي شوفيني انا وماجد.. حاولت افهمه ترى كل رجال وله شخصيته.. وانتِ سيدة العارفين ان حسين ما يحب يبن مشاعره وبارد منهو صغير.. لكن مال لكِ وعشقكِ انتِ.. تزوجتي وما عمرك شكيتي منه الى يوم صار اللي صار.. يختي حنا عيال اليوم انسي اللي راح..
ياسمين بخوف كبير: الله كريم..
ابتسمت: تصدقين اكثر شيء في هالسفرة عاجبني اني انا وانتِ مع بعض..
ملاك بفكاهة: أي بالله ظاهر بنسحب عليهم بس ما يمنع انك تبدين بداية جديدة وانا اخيتك الحياة يبي لها الصبر..
ياسمين: إن شاء الله..
ملاك بمحبة: ربي يسعدك ياسمين وافرح بـ عناد من الحين اقول لك لبنتي..
ضحكت ياسمين: منهي لولو ؟ لا بالله مهو من جدك !!
ملاك: ايه يختي اضحكي واثمري.. جعلني ما افقد هالضحكة..
عند حسين وماجد
كانا جالسين بالقرب من زوجاتهن..
ماجد: عقب هالرحلة وين ناوي تروح ؟
حسين ابتسم: ابد بنقضي فيها يوم ثم نروح لمدينة زيوريخ..
ماجد: آها..
وقفت ملاك لتشاهد عبر الشباك احدى اجمل المناظر جبال الالب عبر الجسور الشاهقة والأنفاق، وسرعة القطار..
ابتسمت ملاك وهي تلتفت لياسمين: شوفي المنظر يفتح النفس..
ياسمين: أي بالله القطِ لك كم صورة..
ضحكت ملاك: صدقتِ والله..
لتمسك حقيبتها وتبحث عن هاتفها لتلتقط صورة سريعة بسبب سرعة القطار..
لتجلس بالقرب من ياسمين..
وعبر محطتي زيوريخ وإنترثرو وصلوا لوجهتهم وهي الشلالات الراين..
تغير الطقس والذي اصبح يميل للبرودة، بعدها توجهوا إلى شباك التذاكر للدخول للشلالات ومنها الى البوابة الرئيسة..
ملاك وياسمين انبهروا من ضخامة وتدفق المياه...
ملاك: شفتي اللي اشوفه الشلالات قوية انا بديت اخاف والله..
ضحكت ياسمين وبمغامرة: عاد انا تحمست بعدين وش تخافين بالله ؟
ملاك: انا بقول لماجد عاد انتِ وزوجك بكيفكم.. مير انا انسي..
ياسمين وهي تكتم ضحكتها: ملاك وش هالخوف ؟!
لتتجاهلها وتنادي على ماجد بصوت مُتزن: أبو مقرن..
اقترب منها وبحب: سمي ولبيه..
ابتسمت وبخجل: إذا ما عليك امر مابي نركب هالقوارب.. طلبتك لا تردني..
كتم ضحكته: أفا وانا واخو سعاد..
ابتسمت لعزته بـ اخته: جد والله اكلمك كنسلها.. الشلالات قويه والله..
ماجد امسك بكفها: هذاني عندك ماله الخوف.. اشترينا التذاكر صدقيني راح تستمعين..
ملاك: لا ماجد..
بينما عند حسين وياسمين..
حسين: جعله دوم هالضحكة..
ياسمين دمعت عينيها من شدة الضحك لتشهق: شف أبو مقرن يحاول يقنعها مير أم خالد عنادية..
حسين ابتسم: وانتِ شجاعة ها..
رفعت حاجبها: اكيد !! تحمست من الحين..
ليصعد الجميع للقارب والتوجه للشلالات الراين
ملاك والتي كانت تجلس بالقرب من ماجد وتشد بيده..
ماجد: ملاك أهِدي شوفي المنظر.. افتحي عيونك
لتفتح عيونها بهدوء ورذاذ المياه تختلط بـ أنفاسها...
ابتسمت: جد مغامرة..
ضحك ماجد..
لتكزه وتقرصه: وش له تضحك ؟!
ابتسم لها بحب: شفتي كيف نسيتِ الخوف..
وهي بفكاهة: ايه عشانك قريب هنا..
امسك لـ يتناسى ما حوله.. لا يرى إلا هي مكتسية بسواد عبائتها..
ملاك: أبو مقرن الله يهديك احنا مهوب بالأوتيل.. فشلة والله شف كل الخليقه تطالع..
ماجد يغمز لها بحب: هو اللي يشوفك ما ينلام..
.
.
.
بالمساء
بعد رحلة طويلة ويتخللها بعض المغامرة حيث وصلوا إلى مدينة زيوريخ وتوجهوا الى الفندق
ياسمين: حسين ابي اكلم امي..
ابتسم حسين: هذا هو الجوال قدامك دقي على اللي تبينه..
ياسمين بوجع لحالهم الذي ضاقت ذرعًا منه..
امسكت الهاتف لتتصل على والداتها..
وهناك توقيت يختلف عن هنا..
ياسمين بحب: يمه..
أم جمال: هلا يمه انتِ طيبه ياسمين ؟
ياسمين: بخير طيبه يا امي انتِ علومك وش لون أبوي وميمتي ؟
أم جمال: كلهم طيبين كيف حال حسين معك ؟
ابتسمت ياسمين: بخير يمه هذا هو جبني كلميه
نظر لعينها من ثم اخذ الهاتف منها لتتلامس الايادي وببعثرة روح متوجعة ابتعدت عنه
لتجلس على اقرب أريكة.. اغمضت عينها بتعب ثقل المشاعر الذي بقلبها
تحاول ان تصمد لكن ذكريات الجميلة تتجسد واقعها
.
.
.
اثناء ملكتها بحسين الحبيب والزوج وابن العم
حسين: شوفي خالتي مزعجتني بس والله ما احد يفرقنا غير الموت..
لتبكي ياسمين: حسين حرام عليها.. انا وش مسوية لها ؟!
امسكه شعرها ليتخلله: أهِدي يا عيوني.. والله ثم والله انا لك.. ادري انها متقصده تزعجك وتغثك بكم كلمة
بس تجاهليها انتِ.. بعدين شوفي الهدية اللي جبتها لك..
نظرت لباقة الياسمين وعلبة مغلفة بفخامة
ابتسمت بحب له: كل هذا لي..
حسين وهو يتأمل سحر عينيها لـ يقبلها
وبمحبة: افتحيها..
لتفتح الغلاف بكل اناقة ومن ثم بفتح العلبة لتجد قلادة ماسية..
أمسك بالقلادة لـ يضعها حول عنقها من ثم امسك زجاجة العطر المفضل لها ويعطرها بعبق فالنتيا تحت اذنيها..
وقبل رأسها بـ احترام: قريب بـ نتمم زواج وبتملين البيت علي..
لتدمع عينيها ويحتضنها
* الحُب في غفلة منها ضاع وانتهت بين أيادي سحرٌ وانجلى
.
.
.
في الوقت الحالي
انتبه على بكاءها المكتوم ليقترب منها
حسين بضيق: وش فيك؟
لترتمي في حضنه وتبكي وكأنما استوعبت الآن
بخوف وقلق: بسم الله عليك.. ياسمين اذكري الله..
وهي بشهقات وصدرها يرتفع ويهبط
ياسمين: هو صدق كنت مسحور !!
ابتسم لها وامسك بوجهها نظر لشفاه التي ترتجف من شدة البُكاء عينيها التي احمرت
ليهمس بين اذنيها: ياسمين انسي يا روحي..
ياسمين: والله.. والله يا حسين ان تركتني ثاني مرة
لـ يقاطعها بقبلة الحياة واكليل الفرح..
.
.
.
نجد – بالصحراء..
سماء زرقاء وهواء عليل.. تتأمل منظر الوادي وتبتسم
وهم: ها نقول مبروك يا سارة..
سارة بوجع وهي تمسك ببعض الحجارة
وتزفر: مهوب وقته يا وهم..
وهم: الا وقته لا تنسين عقب شهرين زواجك.. يعني يمديك تجهزين من الى.. تدرين بنفس شهر زواج نواف اخو صحبتي سلطانه..
سارة: ما شاء الله مين بـ يأخذ ؟
وهم: صحبتي وعد.. والله مقصره معهم كثير.. من الحين تسوين لك جدول صدقيني تخلصين بوقت قياسي
سارة نظرت للحجارة التي بيدها لترميها وتنفض يديها..
لتبتسم: على خير إن شاء الله..
غربت الشمس وحل الظلام واعتلى القمر سماء تلك الليلة..
.
.
.
فيلا أبو نواف – غرفة سلطانه
كانت تقرأ بـ احدى روايات.. لتجد اخيها نواف ممسك (بمشلح) العرس
ابتسمت سلطانه: يا ما شاء الله.. متى خلصه ؟
نواف وهو يرتديه: كيف طوله مناسب ؟
لتقف سلطانه وتقترب من اخيها: مضبوط.. وش عليه عزتي لك يا سلطانه
نواف نظر لعين اخته: اجلسي ابيك بموضوع..
سلطانه: عساه خير إن شاء الله..
نواف امسك يد سلطانه وهو ينظر لعينيها
وابتسم: تعرفين بدر صالح الخالدي اللي هو خويي، تقدم لخطبتك يبي يعرف رأيك حتى يتقدم الرسمي رغم انه بإمكانه يتواصلون اهله معك بس حب يقيس النبض..
لتحمر وجه سلطانه خجلًا
نواف: افهم علامة السكوت الرضا..
سلطانه لتصمت
وبهدوء: عطني مهلة افكر واستخير..
نواف وقف وقبل رأسها: خذي وقتك.. تأمريني على شيء ؟
لتهز رأسها رفضًا.. عجزت عن النطق.. أحسست بأن الهواء ينفذ من حولها..
خرج اخيها لتتأمل في هاتفها وتتصل على وعد..
لترفع الخط: هلا والله بـ سوسو..
سلطانه: وعيد لحقي علي..
وعد بخوف: وش صاير نواف فيه شيء ؟!
هنا باتت ملامح الحسرة على وجه سلطانه..
وبهمس: هذا اللي هامك.. نواف بخير
ملامح الحيرة تعتلي بوجه وعد
وتردف: اجل وش فيك ؟!
سلطانه: تعرفين بدر صديق نواف
وعد: ايه يا كثر ما يحكي عنه نواف، وش به ؟!
سلطانه: مهوب وقت تناحتك.. خطبني
لتضحك بسعادة: احلفي..
سلطانه: الامور ما فيها مزح.. توهقت قلت له بستخير و.....
لتقاطعها: ما عليه يا سوسو استخيري والله يكتب ما فيه النصيب..
سلطانه: اللهم آمين.. تعالي انتِ خلصتِ فستان زفافك ؟
وعد: يعني شوي.. هذا هو اخوي ينادي علي اكلمك وقت ثاني..
سلطانه: طيب مع سلامه..
اغلقت الهاتف لتغمض عينيها.. لتتجه لدورة المياه.. وتتوضأ
من ثم صلت ركعتين ويليها صلاة الاستخارة
لتجلس تقرأ القرآن ودون أن تشعر تغفو على سجادة..
.
.
.
صباح يوم الاحد
وهم وهي ترتدي قميص سكُري فخم وتنورة باللون العناب لتنتهي بوضع القرطين الالماس الناعم بـ اذنيها وساعة تعانق معصمها الايسر لتضع ميك آب صباحي هادئ بعض احمر شفاه باللون الكرز من ثم نثرت البلاشر باللون الخمري و الآي لاينر آرت من لانكوم بجفونها برسمه فرنسية وقلم الكحل الاسود من ماك يبرز عينيها العسلي
لتختمها بوضع الماسكارا على الاهداب الطويلة.. رفعت شعرها ذيل حصان وتتأمل صورتها العاكسة بالمرآه وتبتسم..
جمال من خلفها امسك خصرها: صباح النور
لـ تلتفت له وتبتسم: هلا حبيبي تراني جاهزة والفطور ينتظرك..
جمال: اوكيه..
امسكت الكبك الفضي لتضعه بكمه ، وتضبط القلم الفضي بجيبه العلوي
وبهمس: ابيك توصلني بطريقك للجامعة.. تعرف اول يوم دوام لي..
جمال: ولو انه بـ تأخر على شغلي بس نطوفها هالمرة
ابتسمت له بحب: تسلم عيوني..
لـ يتجهون نحو صالة الطعام وافطار سريع
حتى ترتدي عبائتها وتأخذ حقيبتها الجلد باللون البياض..
ممسكه بعربية ابنائها لـ يأخذهم جمال ويدفع عربة اطفاله ، دخولهم للمصعد من ثم الى الطابق الارضي..
ابتسم جمال: سلام عليكم..
أم علي: يا مرحبا وعليكم السلام.. اقرب وانا ميمتك
تأمل عينيها وبمحبة: فديتك يا ميمتي آمريني..
أم علي: ابيك اليوم تجدد عهدك بـ وهيم تراها دوبها بـ عيال اختك وعيالك.. اظهروا خذها لمطعم والا لمكة.. تراها بعدها عروس..
ابتسم: يا ما شاء الله.. طيب انا مسكين مالي نصيب من هالمحبة..
لتضربه بعكازها: قم والله ما المسكينه الا هي.. وخاف الله فيها تراها يتيمة..
قبل رأسها: ابشري يا الغالية..
من ثم التفت لأمه التي امسكت صقر وتقبله بحب كبير..
قبل رأس والداته: يمه..
رفعت عينيها لبكرها: سم يا امك..
قبل يدها: ما ودك بشيء اجيبه بطريقي ؟
أم جمال: سلامتك يمه.. ولا تسرع تراها مهيب بزينة لا بحقك ولا بحق الجميع..
قبل رأسها مرة أخرى: من عيوني يا ام جمال..
لتسلم وهم عليهم من ثم تخرج بهدوء، وشفتيها تغرق بـ اذكار الصباح ودعوة تستودع بها ابنائها..
صعدت السيارة وخلال ثواني مد يده جمال لـ يشغل المذياع على إذاعة القرآن...
وحرك سيارة بهدوء مبتعداً عن اسوار القصر..
لـ التفت إليها ويتأمل طريقه
وبهدوء: أم صقر..
وهم التي تتأمل المناظر من شُباك السيارة لتلتفت عليه
وبهمس: هلا..
جمال ابتسم: ما ودك نزور مكة ونأخذ لنا يومين ؟
لـ يفرح قلبها منذ مدة لم تزور الكعبة، كان آخر يوم لها قبل سنتين مع ابيها
وبحنين: أي والله ودي من زمان بس عيالي..
جمال: ما عليه يجلسون عند امي.. كلها ثلاث ايام ونرجع..
وهم: طيب ودوام..
جمال: ما عليك نحجز على الخميس ويوم السبت نرجع..
وهم: اللي تشوفه حبيبي..
امسك يدها: انا أبي رأيك انتِ، وش تشورين عليه ؟
وهم ابتسمت: توكل على الله..
.
.
.
بعد نصف ساعة
ترجلت من السيارة لتدخل نحو بوابة الجامعة متجهة لمكتبها..
دخلت لتجد بعض صديقات.. لتسلم عليهن ، وتفتح عبائتها وتعلقها بـ أناقة..
لتجلس على كرسيها متأمله الاوراق التي فوق المكتب.. لتضبط المكان
لتقترب ود وتسلم
وبحب: صباح الخير.. أ. وهم..
ابتسمت وهم من نبرة صوت القريبة لقلبها: هلا والله أ. ود
لـ تقف وتصافحها: كيف حالك ؟
ود بـ ابتسامة: بخير انتِ وشلون الاجازة معك ؟
وهم: حمد لله.. كيف بنوتك صغيرة..
ود: الحمد لله ما غير زوجي مغرقها دلال..
ضحكت وهم: لا يكون تغارين بس ؟!
ود: والله بعض الاحيان أخذها لأمي الله يهديه بس، وانتِ ما حملتِ ؟
وهم بحب واشتياق لأطفالها: الا توأم رغم انه متعبين لكن حمد لله على كل حال.. صقر وصالح..
ابتسمت ود بمحبة: ما شاء الله تبارك الله.. الله يرزقك برهم يا ام صقر.. اجل ما اطول عليك وراي محاضرة الحين..
وهم: الله يستر عليك..
جلست وهم على كرسيها وهي تحضر بعض الاوراق مثل سجل الطالبات وترتبها بملفها الفخم..
لتحضر لها قهوة تركية وترتشفها بهدوء..
بعد ساعة..
جهزت ملفها لتقف وتمشي بين ممرات الجامعة لتصل إلى قاعتها
لتقف عند المكتب وترى دخول الطالبات للقاعة الكبير والتي تضم اكثر من 200 مقاعد..
وتبتسم بحب لهم: هدوء يا جماعة.. الوقت انتهى اغلقي الباب يا ريم
لتلقي السلام من ثم أردفت
بـجدية: اليوم راح اعطيكم المقرر ونبذة بسيطة عن MIS
راح نتعرف على مفهوم الادارة وأهميتها ومجالاتها عناصرها بداية ظهورها والكثير بإذن الله.. كل اللي ابيه بعد دخولي للقاعة ما اسمح لأي بنت تدخل بعدي.. وغير كذا مابي اسمع طقطقة اللبان أو صوت قلم حتى ولو همس.. في شيء ما انتِ فاهمته اعيد واشرح ما عندي أي مشكلة..
لتردف احدى الطالبات: اوكيه دكتورة وهم.. إن شاء الله نكون عند حسن ظنك..
ابتسمت: شكرًا يا حنين..
وهم: بسم الله طبعاً معكم د. وهم صقر الخالدي.. التخصص إدارة أعمال ودقيق نظم معلومات الادارية بتقدير ممتاز من جامعة الملك سعود.. وأخذت ماجستير إدارة أعمال والتخصص الدقيق إدارة مشاريع في بريطانيا بجامعة بورتسموث.. عندكم الساعات المكتبية بإذن الله انا طوال الايام اكون متواجدة بس حددت كل الاربعاء من ساعة 10 – 11
وهم وهي تمد الاوراق: شهد ممكن توزعي الأوراق على زميلاتك..
لتقف شهد: اكيد أ. وهم..
وهم وهي تردف: طبعًا الهدف من المقررات ان كل طالبة تعرف وش اللي لها والا عليها.. وفي ورقة توقيع لكل طالبة تستلم هالمقرر توقع..
بعد توزيع الأوراق وهدوء الطالبات
وهم بجدية: نبدأ بسم الله وعلى بركة الله.. وصلاة على سيدنا محمد عليه افضل الصلاة وسلام
مفهوم الإدارة: تعتبر وظيفة تنفيذ الأعمال عن طريق الآخرين اللي هما (الموظفين) بـ يستخدموا وظائف الادارة وهي التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة لكي احقق الهدف المطلوب للمنظمة بكفاءة وفعالية..
حابه اوضح معنى المنظمة وهي تعتبر شركة أو مؤسسة لذلك سميت بالمنظمة..
طيب بما ان اخذنا فكرة بسيطة عن مفهومها في احد يقدر يستنتج لي بعض الاهمية ؟
لتردف حنين وبذكاء: تحقق اهداف المجتمع و احتياجات الفرد..
ابتسمت وهم: لكِ نقطة يا حنين ممتاز..
لتسجل بجانب اسمها بالسجل وتضع علامة نقطة..
وهم وهي تضبط نظارتها: في احد عنده فكرة ثانية..
لتبتسم وهم: يكون هناك فصل بين منظمات الاعمال واملاكها والندرة في ازدياد الموارد البشرية..
حتى تغرق بجو المحاضرة.. وينتهي يومها كالمعتاد...
.
.
.
سارة التي كانت تمشي دون هدف وملل نظرت لساعة وإذا هي تاسعة صباحًا.. لتنتبه على خروج وهم من القاعة
لتشد خطواتها لها وبهمس: صباحو..
ضحكت وهم بمحبة: هلا والله وش هاليوم الحلو ؟
سارة وهي تمشي تلاحق خطاها: على هونتس الحلو ان عمتس سواها لي خلاني هنا بنفس تخصصي..
وهم: كويس اقرب لك من القصيم.. طيب وش له جالسة كذا ؟ ما عندك محاضرات ؟!
سارة: عندي على ساعة عشرة.. وخبرتس ما عندي صداقات جديدة ..قلت يا سوير اجلسي عند بنت عمتس ابرك لتس..
وهم: طيب تعالي بمكتبي نفطر دامك كذا جالسة !
سارة: يا حبني لتس.. وهه ويلومني فيتس..
وبخبث: أنا بسأل هو اليوم ولد عمي شاف هالزين !!
كتمت ضحكتها: بطلي افكارك سخيفة.. وتعالي من وصلك اليوم ؟!
سارة بضيق: أبوي الله يهديه ومع سايق..
وهم: خلاص ما فيه مشكلة أساساً اليوم بزور جيت مع جمال مالنا غير سواق هو اللي يأخذني يجبيك..
لتقبل خدي ابنة عمها: بسم الله عليتس..
ضحكت وهم: بنت انا هنا أستاذة ماني بنت عمك..
سارة متأبطه ذراع وهم
وبـ ابتسامة: ما علينا خلينا نفطر والله جيعانه..
.
.
.
نهاية البارت الثامن والعشرون من الفصل السادس
لقاؤنا يوم الخميس القادم بإذن الله بالبارت التاسع والعشرون ما قبل الاخير..
إذا الله مدني بالعمر..
.
.
.
( وليالٍ عشر )
خيرٌ أيام الحياة قد أزلفت
فطوبى ثمَّ طوبى لمن أدرك لياليها
وسارع يحثو الخُطى في مراعيها
فرغ نفسك في هذه الأيام ، وخفّف من الاشتغال بالدنيا ،
و أجتهد ؛ فإنها والله أيام معدودة ، ما أسرع أن تنقضي ، وتطوى صفائحها .
(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
.
.
.
عمر الغياب
|