الله يسلمكم يارب من كل شر..
ترقبوني بالبارت 27 يوم الخميس بإذن الله .,

يا بعدالخميس بعدااه..
في الانتظار ..

مساء الخير..

البارت 27 ممتع وجميل، بعد دقائق يتم تنزيله
لي عودة على ردوودكم بإذن الله.

البارت
-27-



.
.
.

تغيبين عني..

وأمضي مع العمر مثل السحاب

وأرحل في الأفق بين التمني

وأهرب منك السنين الطوال

ويوم أضيع.. ويوم أغني..

أسافر وحدي غريبا غريبا

أتوه بحلمي وأشقى بفني

يولد فينا زمان طريد

يحلف فينا الأسى.. والتجني..

ولو دمرتنا رياح الزمان

فما زال في اللحن نبض المغني

تغيبين عني..

وأعلم أن الذي غاب قلبي

وأني إليك.. لأنك مني

* * *

تغيبين عني..

وأسأل نفسي ترى ما الغياب؟

بعاد المكان.. وطول السفر!

فماذا أقول وقد صرت بعضي

أراك بقلبي.. جميع البشر

وألقاك.. كالنور مأوى الحيارى

وألحان عمر تجيء وترحل

وإن طال فينا خريف الحياة

فما زال فيك ربيع الزهر

* * *

تغيبين عني..

فأشتاق نفسي

وأهفو لقلبي على راحتيك

نتوه.. ونشتاق نغدو حيارى

وما زال بيتي.. في مقلتيك..

ويمضي بي العمر في كل درب

فأنسى همومي على شاطئيك..

وإن مزقتنا دروب الحياة

فما زلت أشعر أني إليك..

أسافر عمري وألقاك يوما

فإني خلقت وقلبي لديك..

* * *

بعيدان نحن ومهما افترقنا

فما زال في راحتيك الأمان

تغيبين عني وكم من قريب..

يغيب وإن كان ملء المكان

فلا البعد يعني غياب الوجوه

ولا الشوق يعرف.. قيد الزمان

فاروق جويدة

.
.
.

بمكتب أبو جمال

يتأمل الاوراق بحسرة كبيرة لـ يحاول أن يتذكر بماضي قبل سنون بعيدة

صالح: يا مساعد اذكر ربك هذا ولدك مهما يكون..
مساعد: يا صالح هالولد شقي ويده طويلة ازعجني من حرمة ساعة يسرق ذهبها والا شيء ثاني مهبل فيني
صالح: مهما يكون خاف ربك عمره ما كمل 10 سنوات.. قم يا اخوك دوره ويا ليتك تبعد عن شلة هالفاسدة
مساعد: خله يذلف لا هو ولدي ولا اعرفه..
صالح بأسى: الله يهديك..

ومضت السنين وانتقام طارق يزيد كل ما مرت السنة.. حتى خطط بأن يتزوج ملاك يعوض عنه بمبلغ كبير
لكن ملاك كانت قد فجأته وفشلت تمامًا مخططاته


قبل وفاة ابيه بـ نصف ساعة


أبو طارق: يا ابوك سامحني.. ظلمتك يا طارق
ليبتسم وبقسوة: الحين تطلب السماح ويوم اني كنت صغير اتبكبك عندك.. يا يبه وين اروح في عز ظهيرة طلعتني حافي ما غير الشمس حرقتني.. ما لقيت الا بيت عمتي مفتوح لي.. ماني مسامحك يبه خل حرمتك تنفعك وهذه هي تركت لك البيت وهجت.. يا ترى وش استفدت الحين ما غير مشلول ولا احد عندك..
ابتعد عن ابيه لـ يوليه ظهره..
وبهمس: يا طارق تكفى يا ابوك سامحني والله جاني عمك صالح وعلمني مير رحت ورا هرج الحريم..
طارق بحقد: هالصالح هو سبب خسارتك وطردك من المكتب
مساعد: لا يا ابوك والله انك فاهم سالفة غلط..
طارق: الا هو.. وقول ما قلت بحرق قلبه ببنته والله ما يشوفها الا اذا نفذ شرطي.. ساعتها لكل حادث حديث
لـ يبكي مساعد.. حتى تختنق انفاسه ويموت في لحظة، استيعاب طارق قد وقف مهول بالأمر
حرك كتف ابيه ليجد ان الروح فارقت الحياة..

حتى تزيده ظنون والحقد يتأكل بقلبه..



.
.
.



بالوقت الحالي..

مسح وجهه بضيق: الله يرحمك يا مساعد ويسامحك..
سمع طرقات بالباب
لـ يردف: تفضل..

شدت خطواتها ام جمال لتجلس بالكرسي المقابل له
وبهمس: وراك يا أبو جمال متضايق وجهك مسود !! عسى ما به شيء..
أبو جمال زفر: ما به شيء.. بصلي لي ركعتين، وانتِ نامي يا فاطمه ورانا مشوار بعيد..
أم جمال: مثل ما ودك..



.
.
.



في صباح ساعات الفجر الأولى

كانت تقضم اظافرها بتوتر كبير.. كانت بين لحظة والاخرى تتصل على فرح ولكن ما من مجيب..
حتى دخلت للغرفة واقتربت من جمال
وبهدوء: حبيبي جمال.. اصحى
لكن جمال نائم بعمق..
لتقترب منه وتقبل خده: أبو صقر..

وما بين إغفاءة ورعشة هدب
وبهمس: وهم..
ابتسمت له بتوتر وهي تدس خلصتها حول إذنها اليمنى..
وبهمس مماثل: ما ودك تلحق على صلاة الفجر..
استغرب وهو يسند على رأس السرير..
جمال: ساعة كم..
لتنظر لساعتها: 6 وربع...

اقترب منها ليخلخل شعرها وقبل ثغرها ليجد ان دمع باقي على وجنتيها
وبضيق: وراك تبكين !!ِ
وهم: صل الفجر ثم احكي لك كل شيء..
امسك يدها ونظر لعنين الحزينة: قولي وش فيك اسمعك
وهم بغصة: خالتي تعبت وما على لسانها الا انها تبيني..
ابتسم بحب: بس هالشيء.. ابشري خليني اغسل وجهي واصلي ونمشي
وهم بفرحة: صدق يا ابو صقر..
جمال قبل جبينها: ايه عجلي علي..
وهم: اوكيه..

من ثم توجهت لتبديل ملابسها وترتدي قميص بحري ذو اكمام طويلة مريح لتنتبه على بكاء ابنائها وتتقدم خطوة من ثم قبلت وجنتي الاخر..
ليخرج جمال ممسك بالمنشفة ويمسح البلل الذي بوجهه..

جمال: هدي يا بنت الحلال وراك طايره
وهم بخوف: الله يستر فرح كل ما ادق عليها ما ترد وهذاني قلت لها كل بعد شوي بتطمن على خالتي..
أردف جمال ليتجه نحو الصالة مصغرة مطلة على غرفة نومه ويفرش السجادة
لـ يلتفت لها: إن شاء الله مو صاير الا كل خير..
لتزفر: يارب..

بعد ربع ساعة..



تبدل ثياب ابنائها وينامون بعمق وضعتهم بالعربة لتسير هي وزوجها نحو المصعد متجهين للأسفل..
فتح باب المصعد ليجد أم علي واقفة ترتكز على عكازها..

اقترب منها مقبلًا رأسها: حي الله الوجه المملوح.. وش لون اصحبتي يا ميمتي..
ابتسمت ام علي وهي تشد نقابها: هلا يا امك وراك تأخرت على صلاة الفجر يهديك الله..
وهو ينظر لعينيها الداكنة وتتخلل بعض العسلي: يا بعدي يا ميمتي راحت علي نومه.. انتم جاهزين
أم جمال اقتربت وهي تحميل سلاسل بها دلة القهوة وترمس الشاي وحلويات من ثم بعض المكسرات

لتهمس: ها يا ولدي نمشي..
جمال: اكيد.. الا بدر وعبدالمحسن وين ؟
أم جمال: اخوك بدر ما جاء البارح مضغوط يقول بـ يحلقنا عقب يومين وعبدالمحسن هذا هو ينتظرنا بسيارة مع عمك أبو زيد..
جمال: زين يمه وينه ابوي ؟
أبو جمال وهو يغلق باب المكتب من خلفه ليتجه لهم وقبل رأس امه بمحبة
ويدها: كيف الحال يمه؟
أم علي: بخير يا امك عجلن ترى ركبي ماهي بزينة توقف كثير..
ابتسم: على خشمي.. توكلنا على الله..

لـ يخرجون جميعًا متجهين نحو السيارة..
صعدت أم علي بمقدمة السيارة بجانب جمال..
همس جمال: ام صقر ميخالف تأجلينه شوي..
انتبه أبو جمال: وش تأجيله يا أبوك ؟!
ابتسم جمال: ابد يا ابوي بس خالتها تعبت وتبي تزورها
أبو جمال: ما هنا مشكلة زيارة المريض واجب.. مُـر على المستشفى..
أم علي: عساه خير وراه خالتك يا وهـيم ؟
وهم اردفت: مدري والله ميمتي..

صعد الجميع للسيارة..

جمال بصوت عالٍ: عبدالمحسن توكل على الله وحنا بنجي لكم عقب..
استغرب عبدالمحسن: عساه خير !!
جمال: خير إن شاء الله الاهل بـ يزرون ام جاسم..
عبدالمحسن: على خير إن شاء الله..
لتبتعد سيارة عبدالمحسن خارج الاسوار القصر ويتبعه سيارة جمال..



.
.
.

ايطاليا - فينسيا..

لتوه وصل الى المطار بعد تعب طويل وارهاق..
امسك بها وحقائبهما.. دخولاً للمطار..

لـ يلقى اتصال من حسين.. استغرب من ثم رفع الخط..
ابتسم ماجد: حي الله العريس..
حسين: يا هلا فيك اخبارك يا المعرس..
ماجد: بخير انت اخبارك ؟



حسين نظر لـ ياسمين التي تريد أن تطمئن على اختها..
ليردف: أبو مقرن الاهل يبون المدام..
ماجد التفت على ملاك: ايه اكيد..
ليعطي الهاتف لملاك


وببحة: هلا ياسمين..
ياسمين وهي تبعد قذلتها من عينيها: ملاك طمنيني عليك..
ودمع تلمع بالهدب لتسقط: حمد لله.. انتِ كيف الاجواء عندك ؟
ياسمين ابتعدت عن حسين وبضيق: ما به مثل السعودية وراه صوتك كذا ؟
ملاك: قصتي طويلة.. انتِ كيفك وش لون حسين معك ؟
ياسمين: طيب معي ما علينا جد وش فيك يا اختي خلينا اسمعك..
لـ تخبرها ملاك بما حصل لها..
وتبتسم ياسمين: تدرين خيره انتِ بنفس المكان اللي انا فيه
فرح قلبها: صدق.. والله انها خيره
لترى ماجد الذي انشغل بـ امور اخرى
لتهمس له: ماجد يا ماجد..
رفع رأسه ونظر لها: هلا..

ملاك: أبو عناد موجود هنا ..
لتصمت ويتبسم هو لها بحنان..
امسكها لـ يخرجون من المطار ويصعدون سيارة لتوصلهم لأقرب اوتيل..
ملاك: ولا عليك امر يا ابو مقرن خلنا قريب عند اختي.. هذا هو حسين يبي يكلمك..
أخذ الهاتف منها...
ماجد: يا رجال لا تحلف الله يهديك بس.. ولا تكلف على نفسك يا ابو عناد.. تسلم ما تقصر.. فمان الله..
ابتسم لها: ولد عمك الله يهديه عنيد نزل وحجز جناح كامل.. مهبول..
ابتسمت ملاك لتضغط على يده: ما عليه اعتبرها هدية منه لك..
ماجد قبل يدها: ايه عسى ما تعبتي بس..
ملاك باهارق: شوي رغم رحلة طويلة..
ماجد: ميخالف يا ملاك تصبري للاوتيل..
ملاك ابتسمت: عادي.. لا تشغل بالك..



.
.
.



بعد نصف ساعة

لتوها خرجت من دورة المياه من بعد دش منعش لتجد ماجد يقلب بهاتفه..

ماجد ابتسم: حي الله ملاك نعيماً..
ابتسمت له..
ليردف: وش مشتهية على الفطور ؟
ملاك: والله اللي ابيه الحين انام..
ضحك ماجد: مابه نوم الحين اجليه لـ بعد الليل حتى ما يتلخبط نومك..
ملاك: حرام فيني نوم والله..
سمع طرقات بالباب لينهض ويفتح الباب ليجد العربية المتحركة ممتلئ من اشهى واطعم فطور ملكي..
ليشكره وسحب العربية وضعها بجانب ملاك مُتكأ على أريكة..
ابتسم لها: هذا هو الفطور..
ابتسمت له لتأكل امامه بخجل ورغم عنها تقارن طارق بـ بماجد
لتثرثر بداخلها "هذاك مصبحني بكفين وهذا با ابتسامة يارب وش قد هم متضادين"
نظر لعينها اللوزية وشعرها الناعم متناثر على كتفيها وبعض احمر الشفاه الخفيف..
ابتسم بحب: ملاك مطولة وانتِ تتأملين فيني

رعشة الاهداب لتبتسم بتوتر وهي تنظر للصحون الممتلئة بما لذ وطاب..
لتمسك ببعض الخبز المحمر وتغمسه بالمربى توت
وتمضغها بهدوء..
لـ يضحك ماجد ويجدها فاغره شفتيها
امسك نفسه: عوافي..
ملاك: وش فيك تضحك ؟

ماجد بمحاولة كتم ضحكته: عفويتك تعجبني
لترمش العنين سريعة وتلتقي عينه بعينيه الداكنة سواد..
ابتسم لها وهو يأخذ صحن شكولا ويطعمها بيده..
لتفتح فمها بخجل..
ماجد: عوافي..
شرب من عصير البرتقال..
لتتأمل فيه وفي داخلها: يارب قره بعيني وحببني فيه..

ماجد: فكرك رايح لبعيد ممكن اعرف وين ؟
وبعفوية: هو صدق انت طيب كذا وحنون
ابتسم بخبث: ياه كثير تبين اثبات
ملاك تبلع ريقها وبصعوبة: مهو المقصد
اقترب منها ويجلس بنفس اريكتها ويعانق الخوف المتربص بها
وبثرثرة عميقة دافئة: اعتبرينا اول مشوار في حياتنا زوجية نتعرف على بعض اكثر..
تفاصيلك يا ملاك احبها طيبتك وعفويتك تماسك بدينك ما هقيت ان بأخذ مره تكون بهالقوة كذا !!

لتميل رأسها على كتفه وبهمس مختنق: ماجد هو صدق انت عوض لي من بعد ما كنت متوجعة من رجال كلهم..
ليشدها لصدره أكثر وبهمس بين اذنيه: عوض لك بإذن الله وما تلقين الا اللي يسعدك، وبالمقابل يا ملاك
امسك براسها وقبل العنين الحزينة: ابيك زوجة الحبيبة والاخت والصديقة..
لتردف ملاك وبمحبة تزور ضُلعها: وأنا لك يا ماجد.. إن شاء الله ما تلقى الا كل شيء يسعدك..



.
.
.


بالمقابل


ياسمين: حسين يكفي خلاص.. مابي اخرج..
حسين: لا حول ولا قوة إلا بالله.. وبعدين ياسمين وش تبين تسوين اكثر.. ادري بك مصايب لكن المؤمن مبتلى كفي حزنك وخلي حياتك سعيدة وبيدك هالشيء
بصدود: ما اقدر ليه ما تفهمني..
ليمسكها حسين وبغضب: يعني ما تجين باللين تبينها غصب..
لتبكي وبشهقة: ما ابيك.. ابعد..
امسك بوجهها ليقبل ثغرها ابتسم: مشكلة قلبك راضي وعقلك يا ساتر يكابر.. تراك مرتي الحين واششششش
نفطر ونحكي عقب..
ياسمين: اوكيه..



.
.
.



بالمستشفى..

ترجلت وهم من السيارة وهي تشد خطواتها وتتصل على فرح لترفع الخط

وببكاء مصحوب بشهقة: ليه تأخرتي يا وهم ليه؟
وقفت متصنمة لينتبه عليها جمال وهو يرى وقوفها المفاجئ له
امسكها من معصمها، ونظر للعنين التي تعانقها نقابها الاسود
وهم بغصة: وش صاير يا فرح لا تفجعيني
فرح: تعالي ياوهم يمكن ترد عليك تعالي الله يخليك استعجلي..
لتخطو بتعب وبهمس: انا هنا بالمستشفى وينكم انتم ؟
فرح: بالطوارئ..

لتمشي بسرعة وبداخلها تناجي ربها (يارب لا تحرمني من ريحة امي يارب لا تفجعيني فيها)
جمال: أم صقر هدي يابنت الحلال
وهم: الله يستر يا جمال قلبي مقبوض..
وصلت لفرح لتدخل على خالتها وجدتها مستلقية على سرير
وتصرخ بـ آهات: يا ام صقر يا وهيـــم
دمعت عينيها لتقترب منها وتقبل رأسها ويديها:
وبحب: فديتك خالتي انا هنا

وهي ترفع نقابها..
أم جاسم بحسرة: يا امك هو انتِ بخير طيبه يا عيونتي
وهم تبتسم لها بمحبة: بخير جعلني ما افقدك يا الغالية.. ليه كذا يا خالتي تروعيني عليتس
أم جاسم: سامحيني يمه على تالي هالعمر ما عرفت اربي ولدي.. يشهد علي الله ما كنت اخليه اطرده واقول بيكبر راسه ويعقل مير انه مهبول ماشي ورا هاطارق جعله بمطرق يطرقون راسه المتصدي

وهم ابتسمت: الله فوق يا خالتي هو اللي بيأخذ بحقي.. ولا تزعلين وتشلين بخاطرك علي ترى انتِ من ريحة الغالية.. ولا يهون علي اشوفك كذا..
أم جاسم بتعب ابتسمت: يعني ما انتي بزعلانه مني..
وهم: ابد وليه ازعل منك.. يالللا عاد بلاه تغلي وخلينا نرجع للبيت
أم جاسم ابتسمت بوجع: يسلم يدين من رباك يا بنتي..
فرح بفكاهة: الله اكبر يمه من جات ام صقر نسيت ان لك بنت
وهم نظرت بعينها: يا شين الغيرة.. ياللا خالتي تأمريني على شيء
أم جاسم: سلامتك الله يحفظك

لتعدل نقابها من ثم خرجت وتجد جمال يقف على مقربه منها
وبهمس: جمال..
نظر لها: ها عساها طيبه خالتك..
ابتسمت وهم تحت نقابها ثقيل: بخير الحمد لله خلنا نمشي..
جمال: تستاهلين سلامتها..
امسك بيده: الله يسلمك يارب..

خرجوا متجهين للسيارة بضع دقائق حتى ابتعد عن المستشفى




أم علي: كيف ام جاسم عساها بخير..
وهم ابتسمت: حمدلله شوي تعبانه عسى ربي يخليها لي..
جمال والذي مسك خط نجد..
وبمحبة ويلتفت لجدته: يا ام علي ورا ما تقصدين لنا من طول الطريق
ام علي: ابشر اسمع القصيد يا ولد


جمال: صبي القهوة يا ام صقر..
أم جمال: انا بصبه.. ام صقر مشغولة بعيالها..
يازين المشي في الروض الخضر لا شعشع المخضار يازين الدير ة اللي من حقوق الوسم ممطورة
يريح البال سجٍ في الفياض الخضر والمسيار سعادة للقلوب اللي من السلوان مسرورة
متى عيني تشوف اللي على قلبي ربيع ودار أشاهد للسعادة في حياة المجتمع صورة
لا هلت مزون فوقهن تنعومتين صغار على ذيك اللباب اللي من الرضوان مغمورة

ليكمل جمال من البيتين وابتسم..

لا منه أصحى سماغر المزون وشعشع النوار ودجاه أدلى سدوله والقمر متجلي نوره
أشاهد لي بروق دونها ربانها تندار تقول أكباس غاز من ورا شلال نافورة

أم علي ابتسمت

سبح ماهر خيالي في الخباري والبرد والنار وأشوف الجمر فوقه دلة الرسلان منحورة
هذاك المنظر اللي ما تشوفه في الحياة أمرار على شوفه سبابيح الخيال تموت مقهورة
حرام إني ما أهني راع المليون والمليار ولا أهني عربسات الفضا دوره ومقدوره
أعيش بعالم طول المدا يبقى لها تذكار عليّه بالحرام انها حياةٍ مالها جوره
هذا وجه الصحيح ولا على وجه الصحيح غبار حقيقة ويتمعنها اللبيب بكامل شعوره

جمال: هالله الله صح لسانتس يا ميمتي..
أم علي: ايه يا امك بالاولين ايامنا حلوة ياعزتي لك يا القصيم..
جمال: افا تبين تهدين رياض وترجعين للقصيم..
أم علي: يا امك حنيت له..
جمال: قريب نزوره وبالمره بعد نشوف حلالك



.
.
.

بنجد – في صحراء


الاجواء كانت باردة..

ترجل من سيارة عبدالمحسن وهو يساعد عمه ابو زيد في حمل الاشياء

عبدالمحسن: ارتاح يا عمي بالخيمة وانا بتكفل بهالاشياء
أبتسم ابو زيد: ما تقصر يا ولدي..
نزلت سارة وهي تأخذ نفس عميق وتشد على عبايتها من البرودة..
أم زيد: سوير ادخلي يا امتس الجو بارد..
سارة بحب: خليني يمه ابي اتمشى شوي بروحي..
أم زيد: زين لا تبعدين من هنيا..
سارة: إن شاء الله يمه..

لتمشي وهي تتأمل الارض الصحراء كل ما حولها تربة وسماء مغيم..
وابتسمت: جعل عيني ما تبكيك يا اخوي الله يرحمك ويحسن مثواك يا الغالي..





بعد ساعة ونصف

وهم: الله يستر الاجواء باردة يا خوفي على عيالي يتعبون
أم جمال: ما عليه يا امك به دافيه هنيا ما جبت شراشف الصوف
وهم: الا جبتها يا خالتي..



.
.
.



خيام الرجال

عبدالمحسن وهو يضبط دلة القهوة بالفحم.. ورائحتها تفوح

أبو جمال: يا ما شاء الله وش هالجو اللي يرد الروح..
أبو زيد: صدقت يا اخوي..
أبو جمال: الله يجعله دوم ويرزقنا بمطر تروي الارض
عبدالمحسن اقترب من عمه ويمد له فنجان قهوة
ارتشف أبو زيد: سلمت يا ولدي
ابتسم عبدالمحسن: الله يسلمك يا عم..
جمال: ها يبه نجهز الغدا الحين والا عقب..
أبو جمال: جهز الذبحية
جمال: سم ولبيه.. عبدالمحسن اقرب وانا اخوك

عبدالمحسن: موب كانه بدري على طبيخ..
جمال: بنسوي حنيث..
عبدالمحسن: قدام يا اخوك..


.
.
.




بالمساء

قبل صلاة المغرب

خرجت وهم بعد ان ناموا اطفالها ومعها سارة..
هواء البارد الذي يشرح الصدر.. اغمضت عينيها وهي تتخيل بأن تركب الخيول مع ابيها وضحكة امها..
سارة: وهم وش فيتس يا اختي وراه تقل ضايقن صدرتس
وهم: آه كملوا سنة وشهر ماني مصدقه للحين..
سارة: الله يرحمهم برحمته.. ادعي لهم يا وهم وتصدقي..
مسحت دمعتها: آه ربي عوضني بصقر وصالح مير البلا اني فاقدتهم هالجو يذكرني بعشق ابوي للصحراء والوادي والخيل..
سارة وهي تطبطب على كفها: ما عليك تبين نروح يم الوادي.. ترى فيني شعلة حماس ودي اكشنها بس مهوب دوري
ضحكت وهم: الله يسعدك يا سارة غيرتي مودي..

سارة: يا حلييلتس شوفي وش زينتس لا ضحكتي.. يختي عيشي حياتس.. يلا دامك ضحكتي تكفين خلينا نفلها..
وهم: طيب وين تبين نروح لا تقولين الوادي تراه خطر ودوم به سيل..
سارة بمخاطر: وهو المطلوب امشي يا بنت قبل ما تظلم علينا دنيا..
وهم تمشي معها متجهين للوادي.. اقتربن من جبل مطل على الوادي
لتجلس سارة على حافة التل: قربي يا وهيم وراك خايفة..
وهم: اقسم بالله انك متهورة قومي ولي يسلمك..
سارة بعناد: ماني بقايمه يا زينه من جو.. تعالي شوفي الخضرا والمرعى..

وهم: قسم بالله انك مجنونه تراني ان ما خرجتي والله لا اتركك واخليك بروحك
بتحدي: الله يسهل دربتس..
وهم: ما اخذتيها تحدي انتِ وهالوجه اظهري اقول لك
سارة تنتفس: آه وش هالجمال اقول ورا ما تجلسين وتخليني اتنعم بهالجو..
وهم تتجاهلها: بكفيك انا ماشيه..

وتبتعد وهم بقصد تخويفها لكن سارة لم تنشغل بالها بل جلست بهدوء مغمضة العنين
بقهر ابتعدت عنها تسير لجهة المخيم.. بينما عبدالمحسن كان بالقرب من التل

لـ يجد فتاة بحجابها الاسود جالسة على طرف تل اقترب منها
عبدالمحسن: يا بنت هالمكان خطر..
لتجفل سارة حاولت ان تتماسك لـ تتفاجئ بأن جسمها قابل للسقوط من التل
لـ ينتبه عبدالمحسن ممسكها من خصرها في آخر لحظة
هي تجمعت دموع بعينها وصرخت بوجهه: انت وش لون تروعني تسذا فكني اقول لتس..
عبدالمحسن: سارة وش جابك لين هنا ؟!
سارة وهي تدفعه: وخر عني..
ليمسكها عبدالمحسن بشدة: يا بنت الحلال لا تتهورين ثم نطيح سوا
سارة بغباء: مالك شغل فيني وخر..

لتدفع يديه ويمسكها بقوة
وبغضب: يكفي وش الهبال ذا تبين تطحين
سارة بعناد وقهر: فكني اقول لك.. ما يجوز تمسكني وخر..
لتتدحرج هي وهو وتتألم بوجع..
عبدالمحسن وهو يكز أعلى اسنانه من الالم: يا عنادك اللي ما له غير ترويض..
سارة وهي تكتم المها: مالك دخل بعد عني
عبدالمحسن حس بوجع على ذراعه من شدة ما يحضنها: اسكتي وقومي قدامي ياللا..

حاولت ان تنهض لكن قدميها مجروحة بشيء حاد، وحل الظلام بشكل سريع
وبوجع: روح انت انا بجلس هنا.. اساسًا وش لك ملاحقني..
استغفر ربه وبصوت مسموع: قومي اقول لك.. وش فيك وراه رجلك كذا ؟
وبألم: لااااااااااااااااااااااااا وخر عني
حاولت ان تكتم لكن انفجرت بالبكاء لينصدم عبدالمحسن
وبخوف: وش فيك لا يكون انجرحتِ قومي اشوف..
سارة: خلني بروحي ما لك دخل فيني..
عبدالمحسن يكره صوت الغنج: يكفي عاد مهو وقت دلعك الحين هاتي يدك.. مهيب زين نظل كذا لبعد المغرب
سارة بخوف ومكابرة: خليني هنا وش تبي فيني ؟!
عبدالمحسن أراد تخوفيها ليبتعد عنها.. وهي تتأمل طوله
لتصرخ بوجع: لحظة..

ابتسم في داخله.. واقترب منها مسك يدها المغطاة بقفازين..
لتحاول ان تقف لكن لا تستطيع.. لتنفجر ببكاء مكتوم: ما اقدر اقوم..
نظر لقدميها ليجد القدم اليمنى التي دفنت بـ احدى الحفر العميقة حاول ان يسحب قدمها
وهي تكتم الالم: رجوووولي
شدها بقوة حتى خرجت ومع الم حاد..

تبكي بصوت عالٍ.. لـ يجد أبيه وعمه فوق تل
أبو زيد: ســــــــــــــــــــــــارة..


بلع ريقه عبدالمحسن وبضيق: ارتحتِ..
أبو زيد بغضب احمرت عيناه: وش مجلسك هنا؟!
عبدالمحسن حاول ان يبتسم من غضب عمه الناري
واردف: ما عليه يا عم امسحها بوجهي هالمرة..
أبو زيد بقسوة: قومي لا بارك الله فيك سودتي وجهي..
أبو جمال: اذكر الله يا علي.. مهو بزين بـ هالمغرب وتعوذ من ابليس..

استوطن الخوف صدر سارة لتبكي.. وتقف وتمشي بعرجه واضحة..
لتحاول ان تصل الى ابيها وبألم: سامحني يبه..
أبو زيد: دق على المأذون يا عبدالمحسن..
عبدالمحسن بضيق: اذكر الله يا عم.. ما صار الا
لـ يقاطعه أبو زيد بحده: ترى شفتكم وخلصت كلمه الحين وخذها لا اشوفها تمسي عندي..



.
.
.


نهاية البارت السابع والعشرون من الفصل السادس
موعدنا القادم السبت إذا الله مدني بالعمر..


.
.
.


كبروا ليبلغ تكبيركُم عِنان السماء
كبروا فهُناك ربّ يستحق الثناء
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .


.
.
.

عمر الغياب

اللـّه أكبر اللـّه أكبر اللـّه أكبر
لا إلـه إلا اللــّـه…
واللـّه أكبر اللـّه أكبر
وللــه الحمـّـد .




رائعة لي عودة لاحقا بتعليق


سلمت يداك