كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: المواجع والظنون
البارت
-23-
.
.
.
واقف تحت الشبابيك،
على الشارع واقف
درجات السلّم المهجور لا تعرف خطوي
لا و لا الشبّاك عارف
من يد النخلة أصطاد سحابه
عندما تسقط في حلقي ذبابه
و على أنقاض أنسانيتي
تعبر الشمس و أقدام العواصف
واقف تحت الشبابيك العتيقه
من يدي يهرب دوريّ وأزهار حديقه
اسأليني: كم من العمر مضى حتى تلاقى
كلّ هذا اللون والموت، تلاقى بدقيقه؟
وأنا أجتاز سردابا من النسيان،
والفلفل، والصوت النحاسي
من يدي يهرب دوريّ..
وفي عيني ينوب الصمت عن قول الحقيقه!
عندما تنفجر الريح بجادي
وتكفّ الشمس عن طهو النعاس
وأسمّي كل شئ باسمه،
عندها أبتاع مفتاحا وشباكا جديدا
بأناشيد الحماس!
_أيّها القلب الذي يحرم من شمس النهار
ومن الأزهار والعيد، كفانا!
علمونا أن نصون الحب بالكره!
وأن نكسو ندى الورد.. غبار!
_أيّها الصوت الذي رفرف في لحمي
عصافبر لهب،
علّمونا أن نغني ،ونحب
كلّ ما يطلعه الحقل من العشب،
من النمل، وما يتركه الصيف على أطلال دار.
.علّمونا أن نغني، ونداري
حبّنا الوحشيّ، كي لا
يصبح الترنيم بالحب مملا!
عندما تنفجر الريح بجلدي
سأسمي كل شئ باسمه
وأدق الحزن والليل بقيدي
يا شبابيكي القديمه..!
محمود الدرويش
.
.
.
لـ يشد خطواته للصالة هو وعمه صالح.. لـ ينحني ويجثو يقبل كفي جدته
لتبكي بوجع من سنين مضت وذكرى رحيل ابنها الاصغر عناد يغرس ألم بـ الواجدان
حسين بوجع: سامحيني يا ميمتي.. لا تبكين يا الغالية.. ما استاهل دموعك
آه من حرقة الجوف ولوعة المشتاق..
أم علي: الله اكبر يا ولدي.. يا امك لا انقطعت تقطع ما كأنك عندك اهل وعزوة..
قبل رأسها بالشوق لـ يتنهد بوجع: يا ميمتي كنت بحالة ما يعلمها الا الله.. تعبان يا ميمتي.. والفضل لله ثم رفيقي
أم علي وهي تمسح على رأسه بيديها ذات التجاعيد: جعلك ما تذوق الوجيعة.. صدز اللي سمعته.. كنت مسحور..
حسين: ايه.. لي حول السنة والشيخ مستمر يقرا علي.. لين ما الله فكه..
أم علي: حسبي الله ونعم الوكيل.. يا أمك وش مشتهي تأكل.. تبي الكبسة اللي تحبها..
ابتسم بوجع: يعني مسامحتني..
تتأمل جسده الضعيف وذقنه المهمل والهالات الداكنة تحت عينيه: مسامحتك.. انت ولد الغالي.. يا امك عمر ظفر ما يطلع من اللحم..
لتحاول أن تقف على عكازها.. لـ يمسكها
وبهمس: على وين يمه؟
أم علي: بقوم اطبخ لك..
ابتسم: جعلني ما خلا منك.. مو مشتهي يا الغالية..
ام علي: لا بالله ما انت بصويحي.. وراك ما تهجد..
ضحك حسين بوجع: والله وانا صادق ماني مشتهي.. يا ميمتي وشلونها؟
تنهدت ام علي: حمد لله.. قم الحين عني..
حسين: حلفت ما تقومين يا ميمتي..
ام علي: يهديك الله.. يا ولدي..
.
.
.
كانت مستفزة للحد الوجع..
ملاك وهي ترضع صقر: لا بالله ما انتِ صاحية.. ياسمين..
بقهر اردفت: لا تقولين ياسمين.. وش له يجلس هنا..
ملاك: اقول لا يكثر شوفي صالح مسكين.. جوعان ويبي لك تغيري له..
امسكته ياسمين لتبتسم له ببراءة: يا حبني لك يا السمي.. اقول يختي هم حددوا موعد يقدموا الرسمي..
لتهز كتفيها: مدري والله..
ياسمين ترضعه من ثم التفت لملاك: هو صدق تحت..
ملاك بخبث: يالله لهدرجة حنيت لأيام الخوالي..
بنظرة جمدتها: اقول ام خويلد بلعي العافية احسن لك..
ملاك بفكاهية: وانا صادقة.. بعدين سمعت العصفورة تقول بوقتها كان مسحور..
لـ يرتعش ويخفق القلب اغمضت عينيها: طيب..
ملاك: يعني المسكين ما كان يدري عن تصرفاته.. اممم جد اكلمك ياسمين..
ياسمين تضحك بوجع: مسحور.. وفي اول ليلة طردني قلت له لا يطلب مني السماح..
ملاك: من اول خالته عينه عليه من كان يتيم.. يتيم ياسمين.. نسيت حب الطفولة، انا ما اعتابك بس انبهك يا اختي.. خذي اللي يحبك ولا اللي تحبينه..
ياسمين وهي تهدهد صالح ليبكي..
نظرت لعينيه الناعسة تشبه عيني وهم
وبهمس: صح تحدى خالته بس وش فادني تحديه.. غير الخيبات اللي كل مرة يجيب عذر اقبح من ذنب..
ملاك: يالله على عنادك.. شوفي لو انا منك ارجع لـ ولد العم اللي كان يحبني
قاطعتها ياسمين وهي تضع صالح بـ سريره الصغير وتغطيه بالبطانية..
من ثم رفعت عينيها لـ ملاك: قلتيها كان يعني صار ماضي وبس.. شيء انتهى..
ملاك: استخرتِ..
ياسمين: ايه وبـ ستخير لين ما يفرجها الله.. هاتي صقوري وشوفي ولدك خلودي..
ملاك: أي والله خليته نايم وبشوف لولو اكيد انها صحت من النوم..
.
.
.
بالمساء –
بعد 7 ساعات والنصف..
بالمطار..
ابتسم عبدالمحسن: حمد لله على سلامتك يا ابو صقر..
جمال: الله يسلمك يارب.. وراه متعب نفسك !
عبدالمحسن: يا اخوك ما بينا هالكلام.. وسلامة الاسفار يا ام صقر..
لتردف بخجل: الله يسلمك..
خرجوا من المطار متجهين لسيارة عبد المحسن
.
.
.
بعد نصف ساعة..
ترجلت وهم.. لـ يمسكها جمال: ادخلي على المجالس الحريم بـ تلقين امي وحريم..
وهم بهمس: ماني جاهزة يا جمال..
جمال ابتسم: يا حبك لتضخم الأمور.. لبسك ما به شيء وان كان على خرابيطكم تعدلي بالمغاسل..
بتهكم: يا ما شاء الله.. تعرف الخرابيط بعد..
ليضحك جمال: يهديك الله.. وارسلي لي العيال ابي اشوفهم..
بشوق كبير: لا يا حبيبي بعد السهرة تدل البيت..
جمال: روحي الله يستر عليك..
لتدخل وهم من باب مجالس الحريم..
لتجد الدنيا يعمها الهدوء.. والظلام الهالك..
وفجأة
يشتعل الشمعدانات والتورتة من 5 اطباق..
والبالونات المنثورة بفخامة..
وإطار بيضاوي مكتوب عليه " حمد لله على سلامتك يا ام صقر "
ابتسمت بفرحة لتدمع عينيها..
أم علي التي تقف على عكازها: حمد لله على سلامتس يا وهيم..
لتخطو وهم بخطوات بطيئة وتنحني تقبل يديها من ثم رأسها..
وهم بفكاهة وهي ترفع نقاب ام علي
وبهمس: يا ميمتي ودي اشوف الوجه المملوح
لا تضربها على يديها: واخزياه اعقبي يا ذا الوجه
ياسمين وسارة كتموا ضحكتم..
ملاك تقترب من اذني ياسمين: انا اشهد ان ميمتي اخذت حقها..
ضحكت سارة: هلا والله ببنت العم.. اللي تتغلى علينا..
وهم لتعانقها: هلا بـ سوير وعوير..
ملاك: أفااا انا عوير يا وهيم..
وهم: لبى ياسمينة.. بس
اقتربت ياسمين وهي ترحب: حي الله ام صقر منور القصر الليلة..
وهم: بحضوركم والله..
لتسلم على خالتها أم جمال وعلى بقية الحاضرين..
وهم باشتياق كبير: عيالي وينهم ؟!
لـ تجد عربيتان كلاسيكية ذات البياض مستلقين بهدوء..
اقتربت منهم وغصة امسكت بصقر بكفها من ثم الكف الآخر صالح..
لتمسكه ياسمين: عنك يا وهم..
لتشم رائحته المحببة لقلبها: يا روُحي انت بخير يا صقوري.. يا عيون امك..
لتقبله عينيه من ثم خديه وبكل مكان
لتمسح دمعتها ملاك: يالله صدق انكن باكيات.. وهيم جعلك العافية عيالك بخير ما شاء الله عليهم صحتهم زينة حتى وزنهم مستقر..
وهم وهي تحضن صالح وتقبله تماما كـ اخيه: جعلني ما اخلى منكم.. فديتكم..
لتجلس على اقرب اريكة ورجفة دبت بـ قدميها.. وابنيها بحضنها..
سارة: ارتاحي يا خالتي وحلفت انا بقدم القهوة..
ياسمين بخبث: ملاك ما كأن سوير تضبط حالها هالأيام ومهتمة في أمي اكثر منا..
ملاك التي ترتدي فستان بلون الفستقي: أيه بالله صدقتي.. كأن اشم ريحة حب مني مناك دوري زين يختي..
ضحكت ياسمين: يقطع شيطانك.. اقول سارة ورا ما صبيتي لي فنجان قهوة..
سارة التي كانت توليهم ظهرها وبتجاهل: سمي يا ميمتي..
أم علي: ما عليتس في بربرة هالمهابيل..
ابتسمت سارة بخبث: من عينيا..
من ثم قدمت على خالتها ووالداتها..
لـ تقطع ياسمين التورتة وتوزعها على الجميع..
سارة اردفت: الى وهيم تسيف أجواء ألمانيا..
ابتسمت بحب وهي تتأمل أطفالها من ثم رفعت نظرها: ابد الله يسلمك الاجواء حلوة.. وطبيعتهم تشرح الصدر بس مالك الا بلدك والامان ما به مثله..
ساره: صدزتي...
.
.
.
بمجالس الرجال..
لتقع عينيه على ذاك الخائن.. ويجده بقربه عمه أبو الزيد وابيه..
جمال بهدوء: السلام عليكم..
لـ يقف أبو جمال: يا مرحبا حي الله أبو صقر..
قبل ابيه من ثم عمه لـ يقف عند ابن عمه ويصافحه ببرود..
ليجلس مقابلاً له..
ليردف حسين بتوتر: سلامة الاسفار وقرت عينك بـ ام صقر..
جمال ببرود يخفي تحت هذا القلب بركان خامد: بوجه نبيك..
أبو الزيد: وشلونك وانا عمك عسى أم صقر احسن الحين..
ابتسم جمال: طيبه طاب حالك.. انت بشرني عن احوالك يا الغالي..
أبو الزيد: بخير جعلك بخير..
عبدالمحسن امسك فنجال القهوة لـ يمدها لأخيه
وبهدوء: تفضل يا ابو صقر..
سحب الفجان لـ يشربه دفعة واحدة وحرارة تحرق جوفه
جمال: سلمت يا اخوي..
وبتهكم: إلا يا حسين وراه جاي بعد سنين طويلة ؟! عسى ما نسيت احد..
حسين نظر لـ عين ابن عمه: ابد يا اخوك جينا نتعذر من اللي صار قبل سنين..
جمال نظر في الشيب الذي غطى رأس حسين وبتهكم: و اعتذارك مهو مقبول..
أبو جمال: استهدي بالله يا جمال.. تراه اخوك قبل يكون ولد عمك..
جمال بغضب: والاخ ما يوجع اخوه.. الأخ ما يطعن بشرف زوجته.. الاخ ما يخلي كل من هب ودب تلطيش بـ اختي.. الاخ يا ابوي لا تعبت انادي عليه آخ لكن ما اشوفه إلا ولد عم وبس !
حسين بحزن وبندم: ادمح زلة ولد عمك.. ما كنت بوعي يا اخوي ما كنت احس على تصرفاتي السحر اعمى قلبي قلت لك خذها لأني ما ابي اذيها بـ كلامي ولا هو جهل مني لكن احسبها لكل جواد كبوة
ليندهش جمال وبصوت غاضب جداً: وش تقول ؟! مسحور لا تقول انها خالتك !!!
ليهز رأسه بـ ألم عميق..
دخل بدر: حياكم الله العشاء جاهز.. حي الله أبو صقر تو ما نورت السعودية..
ليعم الصمت.. انتبه بدر على توتر حسين وهدوء جمال..
سلميان: يا عمي ميمتي تقول انها بـ تتعشا معكم..
ابتسم أبو جمال: حي الله أم علي.. الله يهديك وراه كلفت على نفسك..
تتقدم أم علي بخطوات لتجلس بصدر المجلس..
وبهدوء رزين: يا امك يا حسين تعال بجنبي هنا وإنفهدز لأخوك جمال..
تقدم حسين وقبل يديها من ثم جلس بجنابه جمال.. ليقبل أنفها
وابتسم بحب كبير: عساك بخير يمه..
أم علي: بخير يا أمك الأفراح تعمر بيت.. وولد عمك اخطأ بس وش حيلة المخطي غير التوبة من رب العالمين والصبر وله ثمن يا امك.. كلنا متوجعين وانا والله مابي احد يخرج من عيالنا للغرب..
جمال: يا ميمتي ..
بهدوء: اسمعني ولا تقاطعني.. اختك من سمعت ان حسين يبيها وافقت على عبدالعزيز مير يا أمك ولد عمها اولى منه وهو كان زوج لها..
جمال: طلقيها يا ميمتي..
وبهدوئها أردفت: اللي هو.. اختك من الأول لولد عمك.. أدري ان الوجيعة مآكله قلبك وقلبها لكن بـ ينقفل عليهن سقف وباب، وينتهي الوجع وانت فاهمني زين يا أبو صقر..
حسين براحة بقلبه قبل رأسها من ثم احتضن ابن عمه لـ يبكي بوجع وغربة وحنين لأيام مضت..
حسين بعتب: لا تقفى عني يا ابو صقر..
بلع ريقه جمال ويده الذي يضغط عليها بقوة واحساس يعصف بقلبه..
يتذكر وفاة عمه جهاد في سبيل الله من أجل الوطن..
عمه اللواء عناد الخالدي.. الحنون والصارم مع اعدائه..
يتذكر ليالي الصبا ولعب الكورة بين الاحياء الضيقة..
.
.
.
بالماضي البعيد – قبل تسعة وعشرون عامًا..
حينما كان جمال بعمر عشرة السنين وحسين سبعة السنين..
ليأتيهم خبر مفجع بأن العم الحبيب قد رحل
وترك يتيم في عهد اخويه..
لـ يأتيه احدى الاطفال..
فارس بضحكة: ترى حسين صار ما عنده ابو..
لـ يسقط الكورة القدم من يد حسين، ودمع محتقن بعينيه..
جمال: اسكت يا فارس.. منهو نقل لك هالحكي..
ليمسكه حسين طرف ثوب جمال وببكاء: ابوي راح..
جمال مسح دموع ابن عمه وبشجاعة: ابوك بخير.. ولا تسمع لحكيهم قم معي نرجع للقصر..
لـ يزور الهم لحسين الطفل..
بـ ضحكة فارس
جمال: يا الملعون قم عن وجهي والا والله لا ادفنك بـ ارضك..
ليهرب فارس...
امسك جمال حسين لـ يتجهون للقصر.. وقف مُتصنم مدهوش من اعداد الرجال
حسين: الشرطة ليه هنا ؟؟
جمال: تعال معي يا حسين ولا تبكي انت سامع..
مسح دموعه بكم ثوبه: طيب..
دخل بين العدد الهائل من رجال الشرطة..
لـ يجد ابيه متلثم بـ شماغه، وعيني عمه علي وصقر وجوهما ترهقهما قترة
الوجع استأصل عزيز غالي على القلب..
جمال بخوف: يبه يا يبه وش فيه ؟ ليه رجال الشرطة في قصرنا ؟!
حسين: عمي لا يكون فيه حرامي ؟!
صقر اقترب من ابن اخيه لـ يحتضنه: آه يا ريحة الغالي.. تدري يا حسين ان ابوك بإذن الله بالجنة.. هو فوق عند الله..
علي: لا تفجعه يا صقر..
حسين بعبره: يا عمي صحيح ابوي راح.. يعني ما اشوف وجهه مره ثانية ما يروح يصلي الجمعة معي.. طيب لا بغيت ابشره اني نجحت يا كيف بقوله.. انتم تمزحون صح يا عم..
لـ يبكي ويعانقه صقر بشدة: ابكي يا عمك أنا أبوك يا حسين والله انك مثل ولدي.. الا انت ولدي اللي ما جبته..
.
.
.
والايام تبرهن أن لديه ثلاثة اباء..
علي..
صالح..
صقر..
.
.
.
في الوقت الحالي..
سقط بتعب حسين ليرفعه جمال: قم يا اخوك..
حسين بوجع: يا أخوك ضم لي القهر وجنونه.. ضم لي حاجة اليتيم لك.. ضم لي حاجة الأخو لـ أخوه..
ليعانقه جمال بشدة وكأنما حسين يشم ريحة عمه صقر رائحة الحنان وعبق العود..
لـ يسقط شماغ جمال..
أم علي مسحت دموعها: يالله لك الحمد.. العشاء برد يا عيالي..
بعد ساعة ونصف..
التقط هاتف وهم ليجد رسالة غير مقروءة.. فتح ليندهش من الكلمات المنمقة..
" مساء الخير يا وهم.. وشلونك يا بنت خالتي ما الومك إذا ما عرفتيني..
انا فرح سامحيني يا وهم ما قدرت على جبروت اخوي.. صورة اخذها من عندي وكل يوم انا وهو في مشاكل
انا تعبانة من تأنيب الضمير.. والله تعبانة بالحيل، وأمي ما عادت اللي خبرك صارت منزوية وما غير تتحسر..
انا ادري فيك.. ما راح تقصرين وفيك الخير واحسن مني بعد.. مابي منك الا انك تسامحيني يا وهم.. حليليني يا بنت الخالة
أبوي تعب علينا من بعد ما جاسم دخل السجن..
فرح "
ترك الهاتف وهو يعصر بيده.. كظم غيظه لـ يجدها تخرج من دورة المياه وصقر بين يديها تقبل الخدين والعنين..
ليقف ويمسك صالح: لا إله إلا الله.. شايله الاثنين عساك طيبه بس !!
لتضحك بحب: فديتهم.. بس تدري حبيبي صقوري وصلوحي يشبهون لك كثير، بس لا تنسى اخذوا عيوني الناعسة..
وهي ترمش بعينيها بعفوية.. ليقترب منها ويقبل العنين: جعلني ما انحرم من دخلتك علي..
وهم بخوف: وش فيك ليه وجهك انقلب كذا ؟
ابتسم: ما فيني الا العافية.. وذا الحين وش سواة ابي انام تعــــــــبان..
وهم: يالله منك جمال مو من صدقك.. ما ودي انام ابي اشبع من شوفتهم..
جمال وضع ابنه صالح بسريره.. من ثم اخذ صقر..
جمال: بكلم ياسمين صقر ذا ظاهر بـ طلع لي قرون..
وهم بضيق: لا يا حبيبي عيالي ينامون عندي كافي لي شهور عنهم.. انا بنومهم وبعدين اجي لك..
لـ يقبلها بهدوء ويعطيها صقر تحت نظرات وهمه..
من ثم يستلقي على سرير ويغلق الانارة الاباجورة لتبقى الانوار الخافتة بالجناح..
لـ تستغرب وهم من هدوءه الغريب..
.
.
.
ملاك: يا ربي منك يا لولو هو وقته الحين كورن فليكس..
لولوه: ما يخالف يا ماما انا جوعانة..
ملاك: أخ منك بس.. أمري لله قومي معي نروح للمطبخ..
لولوه: ماما طيب خلودي ما يصير يا ماما نخليه بروحه..
ملاك لـ تنظر لها بنصف عين: ابشري ماما لولو..
لـ تأخذ ابنها خالد ولولوه وتتجه للمطبخ..
لتجد بدر يجلس على احدى كراسي طاولة الطعام..
ملاك ببحة: بدر..
التفت لها بدر: هلا أم خالد..
ملاك بـ استغراب: وش اللي مصحيك يا اخوي..
بدر: انت اللي قولي لي وراه ما ناموا عيالك !!
لولوه اقتربت من بدر: خالي ودني للملاهي.. ابي ملاهي..
ابتسم بدر بتعب: ابشري من عيوني كم لولو عندي انا
ويقبل الخدين ويعضها..
لتفرك خدها بوجع: ما احبك.. احب حسون بس وايه بعد جمال..
بدر: يا مال الصلاح.. وانا وش له ما تحبيني ؟! خلاص انا بجيب لخلودي العاب كثيرة..
لـ تتعلق بصدره: خلاص والله.. والله احبك..
لـ يضحك بدر: فديت هالوجه.. كربون ملاك يا سبحان الله..
ملاك: ما عليك منها.. الله لا يهينك امسك خلودي شوي.. على بال ما اسوي لي كورن فليكس..
بدر: مهو من جدك ساعة 2 بالليل..
ملاك وهي تخرج الادوات التي بحاجتها: نومها هاليومين مهو معتدل.. ما عليك انت تبي شيء اسويه لك..
بدر: مشكوره..
فتحت باب ثلاجة لتخرج حليب الصافي من ثم وضعته على (القدر) ليتم تسخينه..
بدر: ملاك..
التفت له بـ ابتسامة: آمر يا اخوي..
بهدوء: كيف ياسمين.. عساها احسن الحين ؟
ملاك: الحمد لله احسن بكثير.. لا تخاف يا اخوي الايام كفيلة تداوي الجروح..
بدر: وانتِ يا أم خالد..
ملاك: بسم الله علي وش زيني..
بدر: متأكدة.. لا نضحك على بعضنا.. تبتسمين ولا كأني عارفك وعاجنك بعد..
ملاك وهي تحرك الحليب بهدوء: بخير.. لا تشيل همي..
بدر: صحيح انك موافقة على أبو مقرن..
وقفت وبتوتر وضعت الكورن بـ صحن من وضعت عليه الحليب الساخن..
لتأخذ لولوه من حضنه وتجلسها على احدى الكراسي وتأكلها
وبهمس: ايه موافقة..
بدر ابتسم: مبروك مقدماً ولعلمك.. هو جاي قريب.. بكره المحاكمة..
لـ تترك الملعقة جانباً ونظرت بعين اخيها بخوف كبير وضياع
ببحة خوف: بكره..
لـ يهز رأسه موافقاً..
ليعم الصمت..
بدر: أم خالد باقي للحين تخافين من سيرته..
اغمضت عينيها وذكريات تتدفق بشكل هائل..
.
.
.
طارق بغضب اخذ سيخ من النار لـ يضعها ببطنها
بـ أنين: يُمـــــــــــــــــــــــــه..
طارق: قايل لك يا حيوانه مابي عيال منك.. انا ما قلت لك تأخذين الحبوب.. انت ما تفهمين مجنونة.. والله لو اكلم حمار فهم اكثر منك جعلك للموت..
ملاك وهي تكتم وجعها: لولو نايمه الله يخليك يا سالم.. فكني اوجعتني..
طارق: جعلها ما تقوم.. تنزليه والحين..
ليضربها بقدمه على بطنها لـ تتراجع بوجع
وهي تشعر بأن الجدران والأبواب والبلاط ينظرون حولها..
.
.
.
لتفتح عينيها البقعة الداكنة الحمراء التي بيدها من أين اتت !! لتنظر لـ المصل الذي بوريدها..
الآلام مُهلكة..
الممرضة: مدام انتِ في كويس ؟
ملاك بخوف: انا وين ؟!
لتنهض وتمسكها الممرضة من كتفيها: نو مدام مافي سوي حركة كثير عشان جنين..
لـ يدخل فيصل وبخبث: حي الله ملاك.. تو ما نورت المستشفى..
ملاك بخوف وبعينيها زغللة: انت..
فيصل: لا تروعين نفسك.. قسم انك وحشتينا.. المستشفى فقدتك من غير شر..
ملاك بوجع تحاول أن تنهض ليمكسها فيصل
وبتهكم: كذا بـ تزعلينا منك.. اشش بـ نراعيك هنا لين ولادتك..
ملاك تصرخ: وخر يدك يا قذر.. وخر عنــــــــــــــــــــي.. ســــــــــــــــــالم..
فيصل: اشششش ما اتفقنا على كذا شكلك حنيتيّ للجلسات..
لتهز رأسها بهستيريا: لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.. مابي فكوني..
ليصفها كف ويلسعها حرارته
بغضب: قلت لك اسكتي.. يعني تنطمين وتبعلين العافية..
لتهز رأسها وهي ترى بعنين جاحظة الابرة تضرب بوريدها لتغيب في ظلام دامس..
لـ يدخل طارق
وبكره: سيبها خلاص.. تعلمت الدرس مضبوط والفلوس وصلت حسابك..
فيصل: ما تقصر يا ابو لولوه..
.
.
.
بدر بخوف: ملاك.. اصحي ملاك.. لا تفجعين قلبي..
نظرت بعدم استيعاب لتغمض عينيها بإرهاق
بدر: الله يستر.. تماسكي يا ملاك عشان عيالك طلبتك..
متوتر.. ليجد لولوه تبكي وصوت خالد بكاء الذي يصم الأذان..
بدر: لولو روحي نادي خالة ياسمين..
لولوه بخوف ودمع يرثيها: مابي..
بدر بالتشجيع: روحي يا لولو مهو وقت عناد الحين.. عشان ماما..
لولوه بخوف: طيب لا تروح
بدر: طيب.. طيب بسرعة يا لولو..
في خلال ثواني اتت ياسمين بفاجعة
وبخوف: وش صار عليها ؟
بدر: هاتي عبايتها سريع ياسمين وامسكي البزران.. تحـــــــــــركي..
.
.
.
بعد نصف ساعة
خرج ماجد وجهه مسود كظيم..
بدر بخوف: بشر يا ابو مقرن..
ماجد: نبضات قلبها جداً ضعيفة.. معها انهيار عصبي.. يعني لو تأخرت شوي استغفر الله العظيم..
نظر ماجد بتصميم: كل ما زانت جد علم جديد.. قول يا بدير وش مهبب هالمرة ؟
بدر: والله ما كنت اقصد.. قلت لها عن موعد المحاكمة.. وفجأة تعبت علي !!
لـ يمسكه ماجد ويدفعه على الجدار وبغضب: انت شنو ! انت اخو والا عدو ! يخي اختك متوجعة حيل ! يعني تجهل انها كانت تتعالج هنا عند طيبيه النفسية وترجع تخورها وينتكس حالها..
بدر: يا ابن الحلال ما كنت اقصد.. بعدين تعال هي باقي ما صارت حليلة لك ؟!
زفر ماجد: استغفر الله العظيم واتوب إليه.. انقلع من وجهي لا حط حرتي كلها فيك.. تسمع اذلف عن وجهي..
بدر: طيب بشوفها...
ماجد: ما تبي تشوفك ومن حقها ياخي..
بدر: ليه ؟ أنا أخوها..
ماجد بزفرة: استغفر الله العظيم.. قم عن وجهي وكاد انك تبي من يمصع اذونك لين تعرف ان الله حق..
.
.
.
يوم جديد
ساعة تاسعة صباحًا..
..: حكمت المحكمة بالمتهم طارق بن سعيد مساعد الحامدي بالقتل تعزيزاً بما في ذلك من جرائم تهريب المخدرات والاغتصاب..
كان واقفاً متعباً والقيود تكبله بين يديه وقدميه..
وقف جمال وبـ ابتسامة مُستفزة: مبروك صدور الحكم..
طارق بتهكم: ما يحتاج.. بس بالنيابة قول لأبوك اني انتقمت منكم واحد.. واحد من كبيركم لـين صغيركم.. أبوك يفهمها وهي طايرة..
أمسكه جمال بتلابيب ثوبه المصفر: انت من شنو مخلوق .. انت على هيئة الشيطان.. إلا انت الشيطان بذاته..
أمسكه ماجد: تعوذ من ابليس يا ابو صقر.. وخلينا نخرج..
ابتعد جمال.. ويشد خطواته للخارج..
.
.
.
بالسيارة ماجد تحديدًا
اتسعت عينيه: وش قلت ؟!
ماجد: هدي.. أم خالد بالمستشفى.. أخوك بدر تركها وراح..
جمال بهم زفر: هي بخير طمني يا ماجد..
ماجد: ما ظنتي ولعلمك.. أنا بأخذها معي نكتب العقد وتجلس معززه مكرمه..
جمال: يارب.. ما تكلمت ما حكت وش صاير لها..
ماجد: انهيار عصبي يا جمال وما يخفي عليك انها للحين مرعوبة منه.. دكتورة فضيلة بشرتني انها تحسنت بشكل ممتاز لكن الانتكاسة بفضل أخوك بدير
جمال: وش مسوي زفت بعد.. بـ يذبحني هالولد كأن ناقص لي عمر..
ماجد: بلغها عن المحاكمة.. وما يبي لها تفكير تذكرت بالمواقف المخزية اللي عاشتها معه.. عشان كذا انا بحاول ازرع لها الثقة تفهمني يا أبو صقر..
جمال بقلق: وتهقى بـ تتحسن..
ماجد: إن شاء الله.. ما ابيك تفجع عمي.. بلغه بـ اسلوب
جمال مسح وجه بيديه: لا حول و لا قوة إلا بالله.. خلني اشوفها بالأول..
ماجد: المشكلة رافضة تقابل احد..
جمال: وش تقصد.. ما تبي تشوفنا.. انت بعقلك..
ماجد: قايل لك يا جمال اللي صار لها مو شوي.. هدي مابي الانفعال الحين تكلم عمي ونشوف المأذون..
.
.
.
نهاية البارت ثلاث والعشرون من الفصل الخامس..
موعدنا القادم خلوه يوم مفتوح إذا الله كتب لي عمر
.
.
.
اللهمّ إنّي أسألك بأن لك الحمد لا إله إلاّ أنت المنّان بديع السموات والأرض
يا ذا الجلال والإكرام.. يا حيّ يا قيّوم ارحمني إنّك أنت الغفور الرحيم..
.
.
.
عمر الغياب
|