كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: المواجع والظنون
الفصل الرابع:
البارت
-17-
.
.
.
كلّ خوخ الأرض ينمو في جسد
و تكون الكلمة
و تكون الرغبة المحتدمه
سقط الظلّ عليها
لا أحد
لا أحد ...
و تغنّي وحدها
في طريق العربات المهملة
كل شيء عندها
لقب للسنبلة
و تغنّي وحدها :
البحيرات كثيره
و هي النهر الوحيد .
قصّتي كانت قصيرة
و هي النهر الوحيد
سأراها في الشتاء
عنما تقتلني
و ستبكي
و ستضحك
عنما تقتلني
و أراها في الشتاء .
انّني أذكر
أو لا أذكر
العمر تبخّر
في محطات القطارات
و في خطوتها .
كان شيئا يشبه الحبّ
هواء يتكسّر
بين وجهين غريبين ،
و موجا يتحجّر
بين صدرين قريبين ،
و لا أذكرها ...
و تغنّي وحدها
لمساء آخر هذا المساء
و أنادي وردها
تذهب الأرض هباء
حين تبكي وحدها .
كلماتي كلمات
للشبابيك سماء
للعصافير فضاء
للخطى درب و للنهر مصبّ
و أنا للذكريات .
كلماتي كلمات
و هي الأولى . أنا الأول
كنّا . لم نكن
جاء الشتاء
دون أن تقتلني ...
دون أن تبكي و تضحك .
كلمات
كلمات .
محمود درويش
مركز الشرطة
يداهمه رنين الهاتف بنغمته .. أخذ الهاتف بيدٍ ويده الاخرى مشغولة بكتابة على ورقة البيضاء ثم أجاب:
عبد العزيز: نعم...
- طال عمرك طارق حي ما مات..
ابتسم رفع نظره لـ عيني بدر: زين خلك معه وراقبه لا يغيب عن نظرك..
- أبشر طال عمرك.. تأمرني على شيء ثاني
عبد العزيز: لا ..
أغلق الخط وابتسم لصديقه
بدر: وش صار!!
عبد العزيز: البشارة يا بدر
بدر: وش هي؟؟
ليهمس بهدوء: طارق حي يا بدر ما مات..
بدر وضرب بأضلعه تلك الارتجافات التي لا يعرفها يوما: وش قلت ؟ طارق حي !!
عبد العزيز: اي حي يرزق.. ما عليك يا الرجال جريمتك مهيب كبيرة..
كان الخوف يتلبس جسده عن حقيقة ما سمع..
عبد العزيز: بدر انت معي يا اخوي..
عينيه الحمراء من غزو الدمع رفع نظره ويشير لـيديه: ليه ما مات أنا متأكد أني قتلته بيديني هذه !!
استغفر عبد العزيز: يا رجال أقول لك حي والقانون بيأخذ مجراه انت لا تخاف..
بدر رعشة يديه وضع يده اليمنى على جبينه: لازم يموت
ليصرخ بوجه عبدالعزيز وبغضب شديد: ليه ما مات .. ليه سرق الروح من زيد ليه ؟!
وقف عبد العزيز ليسير نحوه مقابلا لـ بدر وضع يده على كتفيه: تعوذ من ابليس.. زيد هذا يومه يا اخوك الحي أبقى من الميت.. ما يجوز وانا اخوك تعترض على حكمة ربك..
بدر صرخ من أعماق وجعه: اخـخ يا عز الي مات غالي
عبد العزيز يطبطب عليه: ربي ارحم مني ومنك وهو كان أمانه وردت له.. قوم شد حيلك وخلك بدير الي اعرفه واجلس مع اهلك ولا تقصر بعمك.. قوم يا اخوك..
نهض بدر حتى يسير خارج المركز متجه نحو سيارته..
.
.
.
بالمستشفى
في المساء كان يمشي بخطى سريعة جداٌ.. لا ينظر الى الخلف ومعطف متنكر به يكسو جسده وقف ليأخذ انفاساً ثلاثا أمسك المقبض حتى يدفع
الباب بقدميه ويلج المكان هادئ الا من أصوات تخطيط القلب..
وقف على رأسها جعل عينيه تقع على عيني وهم
لأول مرة ترتعش خوفاً لا تعلم اي قوة جاءت اليها في هذه اللحظة
وهم بغضب: من سمح لك تدخل هنا..
ليردف بسخرية: الهوى يا بنت خالتي..
وهم رفعت يديها حتى تغطي ملامح محرمة عليه رؤيتها ..
وهم: اطلع برا.. انت ما تخاف الله..
جاسم ضحك بصوت عالٍ: مين فينا الي ما يخاف الله..
وبتهكم ونبرة حادة: مين الي يضحك على ثاني و تزوجتي غيري..
وهم بضعف: انت مريض.. اطلع برا أقول لك..
جاسم اقترب بخطورة ليسحب طرحتها وهي تشدها لتصرخ بوجهه: لا تلمسني يا حيوان لا تلمسني..
بخبث: بشرط.. تكونين حليلة لي..
وهم: انقلع لا تلمسني يا حيوان
اقترب وهو منحني ينظر لعينيها وبهمس قريب من أذنيها: مصيرك بترجعين لي يا خفوق جاسم..
قبل جبينها: سلام
ثم ابتعد.. وبضغطة زر واحدة من أناملها تتعثر بخوف تتفجر بكاء.. لتصل الممرضة..
وتقف عند رأسها تمسح على شعرها بحنان: آش فيه مدام ؟ في شيء يعور؟
وهم بصوت مختنق: عطيني الجوال..
- ليه مدام ؟ أنتي ما في خوف !!
لتصرخ بوجهها: أقول لك عطيني جوالي أو أي زفت ادق عليه..
- طيب مدام انت لا يعصب !! ما في زين لصحة أنتي..
وهي منهكة.. آخذت الهاتف لتتصل على جمال رنين متواصل ولا ما من مجيب .. عدة دقائق
أجاب على الهاتف
- الو
وهم بغصة: جمال وينك؟
جمال ينهض من مكانه ليهب واقفاً: أنا موجود قريب منك..
وهم: تعال لي الحين.. جمال لا تخليني..
جمال بحنان: طيب طيب الحين أجي لك ليه اسمع منك نبرة خوف..
وهم: تعال يا جمال..
جمال: طيب جاي لك بس اهدئي مهوب زين لك تجهدين نفسك..
وهم: لا تقفل الخط.. خلك معي
ركض في الممرات حتى وصل لجناحها دخل بهدوء ويشد خطواته وقف قريب منها وهي تنظر اليه بصمت مريب صمتاً تحاصره كل جهات الخوف اشاحت نظرها كي لا يرى عينيها وهي تهمس بوجع: ليه خليتني بروحي..
عاد عينيها حتى التقت بعينه..
جمال: ام صقر وش فيك..
نظرت اليه: ابيك قريب مني لا تخليني ..
جمال ابتسم: من عيوني انتي تدللي بس
لتسقط دمعة على خدها: أنا تعبانة شلون تبتعد عني وتروح؟!
وبصوت غاضبة: ابتعد عني يمكن جلسة صاحبك ماجد أحسن مني بكثير ..
ليغضب جمال: الحين وش الي مضايقك لا تقول لي عشان جلست شوي مع ماجد أتذكر لو شيء بسيط عن ذاكرتي العتيقة.. اقنعيني ان هذا هو سبب حزنك وخوفك!!
عاد ليجلس على الكرسي وهو يمسك يدها..
كانت تصارع جسد الخوف الثقيل وتحاول ان تهزمه لكي لا يأخذها بعيدًا عنه...
لتبكي وهي طريحه على فراش العجز..
قبل رأسها دون ان تخبره انه شعر بها باتت تهرب عنه.. جلس قربها ثم نظر اليها: وهم حبيبتي قولي اللي بقلبك لا تخافين أنا معك..
لتصمت وبعض شهقات العنيفة: خرجني من هنا ما أبي اجلس يخنقني المكان..
كانت ترى في عينيه أشياء كثيرة كلها تدور حول اهتمامه بنفسها ستار الوجع الذي ترتديه
ابتسمت بتعب: أنا بخير جمال حبيبي بس طلعني من هنا..
اقترب حينها جداً وهو يعاتب عينيها: طيب براحتك ما تبين تقولين وش سبب هالخوف.. اممم بس بكره بقابل الدكتور يطمني على صحتك وإذا سمح لك بالخروج خرجتك..
أمسكت ياقته وتشده ليضرب أرنبة انفها ب انفه: لا أبي اخرج و أتابعني طبيبة العائلة المهم ما اجلس هنا جمال الله يخليك..
جمال: والله بخرجك بس بتطمن على صحتك.. ارتاحي الحين ولا تخافين بقعد عندك.. نامي
وهم: عيالي وشلونهم؟!
جمال: بخير الحمد لله.. نامي يا ام صقر
نظرت لعينيه: وشلون عمي علي ؟ كيف مات زيد ؟
جمال: البارح كنت بالعزا بكره اخر يوم.. كلهم الحزن يرسم على ملامحهم بس تدرين ما اذكر احد..
وهم: ياسمين وش صار عليها.. أختك يا جمال ما تذكرها..
جمال: لا ما اذكر احد !!
وهم: ياسمين الي تزوجت حسين وتطلقت بأول ليلة معه.. جمال لا تخلي نسيان يتغلب على عقلك..
جمال وضع يده بجيبه ثم دون حديثها بدفتر الملاحظات..
وهم بتعقيده حاجبيها: وش قاعد تسوي!!
ابتسم لعينيها: اكتب الي تقولينه.. اي وش بعد..
وهم: يا ربي جمال.. ما تذكر ان زيد رفض فكرة زواج وفجأة خطب ياسمين !!
أغمض عينيه وصداع يداهمه بقسوة: ما اذكر شيء من اللي تقولينه.. خلاص اسكتي لا عاد تحكين..
وهم: طيب.. تعال ارتاح هنا حتى انت واضح انك مرهق..
فتح عينيه الداكنة و الهالات السواد تحت عينيه تزداد بكثافة..
ابتسم: زين ترتاحين انتي بعد..
وهم: طيب..
وقف من ثم يستلقي بجوارها حتى غفا دون شعور..
.
.
.
يوم جديد
ساعة 6:15 مَ
بـ قصر أبو جمال
(تحديدًا في الطابق الثاني)..
ملاك: ياسمين حبيبتي فتحي الباب.. زين ردي علي انتي بخير !!
ياسمين تضع أناملها ب أذنيها: خليني بروحي.. ما أبي احد..
لتعض شفتيها وتدميها تقترب نحو الألبوم الصور لتفتحه بيد مرتعشة: ليه يا بدر؟ تروح وتخليني بدون روح ليــه؟
ملاك: لا حول ولا قوة الا بالله.. ياسمين اذكري الله..
لتصرخ بصوت عالٍ: خليني بروحي ان شاء الله انحرق.. مالكم شغل فيني..
لتبكي باختناق وتحتضن صورته لتضحك بوجع: بدر هم يكذبون أنت حي.. انا أشوفك تبتسم لي هم اصلًا ما يحبونك كثري.. صدقني حبيبي أنت تعال بوريك فستان العرس !!
لتقف ثم تخطو نحو الدولاب وتفتحه أمسكت بالفستان، وتشاهد نفسها أمام المرآه وتبتسم
بهمس: شوف كيف الفستان حلو علي ؟
لترميه على الارض وتصرخ: انت خاين أي خاين لا تناظرني كذا !!
أجل وشلون؟ تروح وتخليني..
لتضحك بصوت عالٍ: انا منحوسة صح.. أنت كــــــذاب خاين وصح لا تنسى أنك أناني ما تحب إلا نفسك أنا أكرهك !! أيه أكرهك
وهي وللحظةٍ كانت تتخيل أن بدر "حي لم يمُت" لا تعلم أن الحبيب قد رحل ..
لتدمع عينيها: انت قلت لي راح اكون جنبك طول العمر. أي قلت لي كذا..
طيب ليه تضحك علي وتعيشني في مواجع وظنون ليــــــــــــه؟
يــ الخـــــــــــــاين !!
ملاك وهي تطرق الباب بخوف: ياسمين حبيبتي انتي فتحي الباب.. عشان خاطري فتحي الباب..
لا تسمع سوى صراخات متوجعة.. أمسكت الهاتف بخوف لتضغط على رقم عبد المحسن
بخوف: عبد المحسن ارقى فوق صوت ياسمين ما يطمن
عبد المحسن: زين شوف لي درب..
ملاك: تعال ما احد حولك.. بسرعة لا تسوي شيء في نفسها..
عبد المحسن: ياللا هذاني جاي..
ملاك عادت لتطرق الباب من جديد: ياسمين فتحي الباب حبيبتي..
ليتوجه الى الأعلى باتجاهِ باب غرفة ياسمين
ليجد ملاك واقفة عند الباب اقترب منها: ملاك.. باقي ما فتحت لك الباب !!
ملاك التفت لأخيها: للحين الله يستر !! أخاف تسوي شيء بنفسها ..
لكن لا يسمع سوى أصوات متراكمة ليدفع الباب بكتفيه حتى كسره !!
نظر لها بقلق طفيف وكان صوته مغموراً بالخوف: ياسمين
نظرت له بذبول ويديه تتمسك بمقصٍ حاد وتضعها بشعرها ...
ملاك: ياسمين لا !! عطيني المقص
نظرت لهم بعدائية لتصرخ: ان قربت قصيته.. اطلعوا برا..
عبد المحسن لـيمد يدُه: تعوذي من ابليس.. هاتيه
لتقص شعرها الليلي على سجادة ويسقط المقص ويتناثر شعرها الطويل..
ملاك: يارب ألطف فينا..
ياسمين وهي تشير إليهم: ما أبيكم اخرجوا برا..
لتتهاوى على الأرضية.. وتغطي بيديها لتبكي
اقترب عبد المحسن ليجثو نحوها ليحضنها: ياسمين يا أختي ما يجوز الي تسوينه.. ادري انك متوجعة !! بس وين ياسمين المؤمنة المصلية؟ الي تخاف ربها..
ياسمين: ما انت حاس فيني.. ولا بالنار الي تحرقني.. قولي وش الي ينقصني عشان يبعدون عني.. والله ما سويت شيء سيء بدنيتي.. والله العظيم أني بارهَ بـ أمي وابوي
وفجأة تضحك بصوت فيه الغصة: اصلاً أنتم عمركم ما حسيتوا فيني.. ما حسيت اني بنت بكبري بهالعمر عندها ولدين أو أكثر..
وتضرب كتفيه وبإنهيار: ما حسيتوا بحرقة قلبي.. ما غير جمال اللي وقف جنبي لحظتها انت مغترب واختك عافت اهلها.. هههههههههههههه عشان شنو زوجها طويرق لااااااااااااااااااااااااااا
ابعـــــــــد عني..
عبد المحسن ليمسك معصمها: استغفري ربك.. ولا تجزعين قولي انا لله وانا اليه راجعون.. كلنا ماشين على هالطريق ما يبقى الا وجهه الكريم.. قومي توضي وصلي لك ركعتين الله يمسح على صدرك..
شعر بثقل على كتفيه ليجدها قد غابت عن الوعي..
ملاك بخوف: عبد المحسن وش صار عليها؟ وراها سكتت كذا !! أختي ماهي طبيعية..
عبد المحسن: ازهمي على طبيبة العائلة بسرعة يا ملاك..
لتخطو بصعوبة بعكازيها: ان شاء الله يا أخوي ..
.
.
.
بعد نصف ساعة
كانت نائمة بمفعول الإبرة وجهها الشاحب انهيارها المفاجئ.
لتبلع ريقها وتهمس: دكتورة نادية كيف صحتها الحين؟
تنهدت وبأسف: والله مو عارفة وش اقول لك بالضبط؟
وضعت يديها على جانب الايسر من صدرها وبخوف: دكتورة خوفتيني عليها أكثر..
د. نادية: ياسمين عايشه في سراب من يوم حادثة زواجها ورجوعها في ليلة زواجها لبيتكم.. غير كذا صايرة عدائية مع نفسها كثير..
لتشهق ملاك وتدمع عينها لتمسحها بقسوة: يعني افهم من كلامك ان اختي مجنونة.. انتي تكذبين على دكتورة نادية صح.. بعدين وش قصة زواجها هي تزوجت !!
د. نادية: مع الاسف يا ملاك صدمتين فوق راس توجع.. غير كذا اللي صار لها مهوب شيء هين..
ملاك تنظر لعينيها: دكتورة انتي وش تقصدين بحكيك !! ماني فاهمة عليك والله..
د. نادية: قصدي يا ملاك ان اختك ياسمين تزوجت حسين ولد عمكم المغترب..
ملاك وهي تمسك رأسها وصداع موجع.. اغمضت عينيها بشدة وصور لا تغيب عن بالها.. وكأنه عرض سينمائي..
زواجها من طارق وصدمتها في ذلك اليوم حتى تجد نفسها في (مستشفى المجانين)
لتصرخ، وذاكرتها تعود للوراء حيث مسكن الوجع وعبق الظنون..
.
.
.
قبل 7 سنوات
هي تتمسك بمقبض السيارة وتبتعد عنه بخوف..
لـيزمجر ويضرب المقود: يا ####### اسكتي والله لا تشوفين البكاء على اصوله
كانت كافياً لتتجمد في مكانها كلياً.. تتذكر اتساع عينيها، وتسارع نبض قلبها..
وقوف السيارة وخطوات القادمة من زوجها طارق..
فتح الباب وامسكها بقسوة (وضمير ميت)
- لم يسعفها الوقت والخوف للابتعاد عنه. لكنه كان كافياً لتستوعب ضرورة نزولها
اغمضت عينيها بشدة.. لا تذكر ما كانت ترتديه، وكم كان الوقت حينها؟
كل ما تذكره هو الهروب منه لكن إلى أين؟
ضحك طارق: على بالك بتقعدين عندي.. لا يا روح الماما بتجلسين هنا في هالمستشفى النفسية..
والمطر يهطل بليلة طويلة في إنتصار الوجع..
اصطكت اسنانها من البرد وبهمس: لا الله يخليك !! لا تخليني !! اسوي لك اللي تبيه.. بس ما أبي اجلس هنا !!
طارق بتشفي: راحت عليك يا ماما تأخرتي كثير..
ملاك: سالم الله يخليك !! ابوس يدك..
امسك بها ويخطوات نحو باب المدخل للمستشفى.. وحينها بدأت تصرخ
- لااااااااااااااااااااا بعد عني الله ينتقم منك يا الظالم..
خطوات الممرضات وصوتهم القريب من جسدها المُتعب،
فيصل ببرود ليمسك معصمها: أنتِ مجنونة !! مختلة ! ما تفهمين ؟ لا تصرخين ووجع إن شاء الله..
طارق ابتسم: فيصل مثل ما وصيتك ..
نظر لـ عيني طارق: لا توصي حريص.. هي بعيوني..
ملاك رجفة عبرت قلبها في تلك اللحظة حتى تتجاوز الباب..
وتصرخ: لالالالالا ســــــــــــــــــــــــالم لا تروح ! لا تخليني لوحدي ! فكوني أنا ماني مجنونة !!
فيصل ببرود: اششش لا اسمع لك نفس.. امممم انا مدري وش اللي لاقي فيك سيد طارق ؟ احم اقصد سالم..
ملاك وهي تضرب بقدميها الأرض: فكني الله ينتقم منكم.. حسبي الله ونعم الوكيل فيكم... يمــــــــــــــــــــــــــــــــــه...
.
.
.
صوت دكتورة نادية لتسمعه من بعيد وتفتح عينها بإرهاق: أنا وين؟!
د. نادية بخوف: طحتي علي مسويه نفسك قوية قدامي.. ملاك حبيبتي انسي اللي صار
وهي مستلقية على الأريكة تصوب نظرها نحو الخطوط على جدار.
تراقبها كم هي معقدة مثل حياتها وسنواتها السبع في ضياع مهُلك..
د. نادية: ملاك وش تحسين فيه الحين؟!
نظرت لعينيها: أنا وين هذا المكان غريب.. أيه غريب !!
لتنهض من مكانها وتمنعها
د. نادية: اهدئي حبيبتي أنتي في بيت أبوك بيتك انتي.. ليش هالخوف كله؟
ملاك لتشد على اللحاف وبرودة تنخر اعظامها: طفوا المكيف خرجوني من هنا.. ابي امي..
يمــــــــــــــه تعالي انا ملاك يمــــه ابي انام في حضنك يمه..
د. نادية: لا حول ولا قوة إلا بالله.. مضطرة اعطيك الإبرة انتي كمان..
لتصرخ ملاك بوجع: ما أبي اطلعي برا.. يمــــــــــــــــه..
لتدخل أم جمال: يا امك اسم الله عليك، وش فيها يَ بنتي..
د. نادية: والله يا خالتي طاحت علي ظاهر أنها ارهقت نفسها..
اغمضت عينيها ولكنها شحبت للحد الذي تلاشى فيها شعور الوجع وموطن الألم بضلعها..
استيقظت على وجه أمها وبكاء طفلتها اغمضت عينيها بتعب، وقد درات الامور حولها
بشك: أنت امي صح.. أنا ماني مجنونة..
ضربت على صدرها لتقترب منها وتحضنها: يا الله عليك تكلان.. وش بلاك يمه !!
ملاك أنا أمك !! ليه الخوف يا عميري؟
شعرت بالضعف من نبرتها والخوف يسطر عليها: يمه أبي حضنك.. لا تخلوني بين المجرمين.. يمه ذبحوني وأنا عروس.. آآآآآآه يمه..
لتغمض عينيها وتبتعد ولوهلة ظنت..
وبغصة: عيالي وينهم؟ ليه ما أشوفهم عندي؟ اكيد خطفهم ما غيره المجرم..
أم جمال: يا يمه استهدي بالله.. عيالك نايمين..
لتهز رأسها بالنفي: لاااا أبي أشوفهم.. لا يأخذهم يمه.. هم عيالي أنا..
أم جمال وبحرقة قلب: حسبي الله ونعم الوكيل عسى حوبتها ما تتعداك يا ولد وصال.. قومي معي يمه أنا الحين باخذك لهم..
.
.
.
غرفة سارة
ما يخفف الفاجعة أنها تشعر بخواء تبدو أشبه بالحلم !! لا بل (كابوس)
وجه بدر وضحكات جدتها أم علي نحيب ياسمين.. كانت تعيش صدمة تامة،
تسللت هند بجنابها لتحضنها وتخفف وجعها
هند: سارونه حبيبتي اكلي لك لقمة.. على أقل اشربي ماء..
سارة: ما أبي.. اقفلي الانوار معك بنام.
هند وهي تمسح شعرها: طيب على راحتك.. أنا بصالة إذا احتجيتِ شيء كلميني اتفقنا..
لتهز رأسها بالقبول..
حتى أمها ظلت تذرف الدموع ورغم ذلك أعدت لها (شوربة العدس)..
لم تشعر بالرغبة في تناول الطعام.. استلقت على سريرها وتشد اللحاف وتبكي بشهقات تمزق القلب !!
ساره: وينك يا أخوي؟ والله احتاجك.. يارب.. يارب ارحمني وألطف فيني..
.
.
.
مركز الشرطة
بدر عض شفته بقوة: عز يخي ما اقدر اروح للبيت افهمني عاد..
عبدالعزيز ليتنهد: يخي تدري أنك غثيث يا أبوي اقول لك ما عليك شيء افهم عاد وانقلع عن وجهي !! وراي مية شغلة..
بدر يدور حول المكتب..
ليهمس: طيب وين اروح ؟ أكيد الوالد قلق علي !!
عبدالعزيز بحده: تصدق أنك تضحك.. يخي بطل هالخوف أنت رجال اذلف لأبوك ولا تجيب طاري طارق لأحد سمعت..
بدر: والله ما اقدر..
عبدالعزيز: استغفر الله العظيم ... طيب والحل معك؟
بدر جلس بالكرسي مقابلًا لوجه صديقه
ليردف بهدوء: بجلس هنا..
رفع نظره عبد العزيز ليرجع أنظاره إلى الأوراق التي بيده..
.
.
.
بيت أبو ماجد
بقي أبو ماجد على عتبة بابه.. لتوه رجع من المسجد لتأدية صلاة العشاء..
انتبه ماجد وقوف أبيه حتى يترجل من سيارته ويركض حتى وصل له..
ماجد وهو يقبل يدُهُ: يبه عسى ما شر؟ وراك واقف كذا !!
أبو ماجد بتعب: ما فيني شيء .. الحمد لله طيب وبصحة زينه.. انت ورا ما تتزوج !! يا ولدي فرحني بشوفة عيالك..
ماجد شتم بداخله: يا الليل الشقا.. يبه وشوله الموضوع أكيد سعاد ما غيرها..
ليضربه بعكازه: ها بس اختك ما تبي إلا مصلحتك.. اسمع ماجد حالك المايل هذا مهوب عاجبني والحين أي الحين تدق على خويك ونخطب لك..
اتسعت عينيه: يبه الله يهديك أي خوي أنت قصدك على جمال..
نظر أبو ماجد لعيني ابنه: أيه هو ما غيره.. الحين تدق عليه خذ هالتلفون ودق عليه !! ياللا قدامي اشوف دق..
ابتسم ماجد: يبه وش بلاك علي.. غير كذا تو زيد ولد عمه متوفي من يومين.. صعبة نأجلها يوم ثاني..
أبو ماجد: زين والحين قم عن وجهي..
ضحك ماجد ويشير لأنفه: أبشر على ذا الخشم..
ليدخلان البيت.. نظر لأخته سعاد وبعتب
ماجد: ما شاء الله تبارك الخالق.. وش هالسنع
ابتسمت سعاد لتقف وتقبل رأس ويد أبيها ثم التفتت لـ ماجد
وتردف: من يومي سنعة وراعية واجب.. يبه حياكم على العشا..
ماجد يتأمل سفرة والجلسة الشاعرية
لتردف سعاد وهي تنظر في عيني ماجد: بمناسبة خطبتك ..
لـ يمسكها من معصمها: أنا ما قلت لك لا تفتحين هالسيرة..
سعاد بضيق: يا أخوي المها ماتـــت تسمع !! تفهم !! يعني ما هي على قيد الحــــيــــاة !!
.
.
.
نهاية البارت السابع عشر... نأمل أن ينال على حُسن إعجابكم ،،
اللهُم إني وليتك أمري فأعوذ بك من سوُء حظي وضيق صدري وفراغ صبري..
اللهُم اجعلني ممَّن نظرت إليه فرحمته وسمعت دعائه فأجبته..
.
.
.
عمر الغياب
|