كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: المواجع والظنون
البارت
-12-
.
.
.
سقتني حميَّا الحبِّ راحةً مقلتي وكأسي محيَّا منْ عنِ الحسن جلَّتِ
فأوهمْتُ صَحبي أنّ شُرْبَ شَرَابهِم، بهِ سرَّ سرِّي في انتشائي بنظرةٍ
وبالحدقِ استغنيتُ عنْ قدحي ومنْ شمائلها لا منْ شموليَ نشوتي
ففي حانِ سكري، حانَ شُكري لفتيةٍ، بهمْ تمَّ لي كتمُ الهوى مع شهرتي
ولمَّا انقضى صحوي تقاضيتُ وصلها ولمْ يغْشَني، في بسْطِها، قبضُ خَشيتي
وأبْثَثْتُها ما بي، ولم يكُ حاضِري رقيبٌ لها حاظٍ بخلوةٍ جلوتي
وقُلْتُ، وحالي بالصّبابَةٍ شاهدٌ، ووجدي بها ماحيَّ والفقدُ مثبتي
هَبي، قبلَ يُفني الحُبُّ مِنّي بقِيّةً أراكَ بها، لي نظرَةً المتَلَفّتِ
ومِنّي على سَمعي بلَنْ، إن منَعتِ أن أراكِ فمنْ قبلي لغيريَ لذَّتِ
فعندي لسكري فاقةٌ لإفاقةٍ لها كبدي لولا الهوى لمْ تفتّتِ
ولوْ أنَّ ما بي بالجبال وكانَ طو رُسينا بها قبلَ التَّجلِّي لدكَّتِ
هوى عبرةّ نمَّتْ بهِ وجوىً نمتْ به حرقٌ أدواؤها بي أودتِ
فطوفانُ نوحٍ، عندَ نَوْحي، كأدْمَعي؛ وإيقادُ نيرانِ الخليلِ كلوعتي
ولولا زفيري أغرقتني أدمعي ولولا دموعي أحرقتني زفرتي
وحزني ما يعقوبُ بثَّ أقلَّهُ وكُلُّ بِلى أيوبَ بعْضُ بَلِيّتي
وآخرُ ما لاقى الألى عشقوا إلي الرَّ ـرّدى ، بعْضُ ما لاقيتُ، أوّلَ محْنَتي
وفي ساعةٍ، أو دونَ ذلكَ، مَن تلا لآلامِ أسقامٍ، بجِسمي، أضرّتِ
لأَذكَرَهُ كَرْبي أَذى عيشِ أزْمَةٍ بمُنْقَطِعي ركْبٍ، إذا العيسُ زُمّتِ
وقدْ برَّحَ التَّبريحُ بي وأبادني ومَدْحُ صِفاتي بي يُوَفّقُ مادِحي
فنادمتُ في سكري النحولَ مراقبي بجملةِ أسراري وتفصيلِ سيرتي
ظهرتُ لهُ وصفاً وذاتي بحيثُ لا يراها لبلوى منْ جوى الحبِّ أبلتِ
فأبدتْ ولمْ ينطقْ لساني لسمعهِ هواجِسُ نفسي سِرَّ ما عنهُ أخْفَتِ
وظَلّتْ لِفِكْري، أُذْنُهُ خَلَداً بها يَدُورُ بهِ، عن رُؤْيَةِ العينِ أغنَتِ
أحَبّنيَ اللاّحي، وغارَ، فلامَني، مُجيباً إلَيها، عن إنابَةِ مُخْبِتِ
كأنَّ الكرامَ الكاتبينَ تنزَّلوا على قَلْبِهِ وحْياً، بِما في صحيفَتي
وما كانَ يدري ما أجنُّ وما الَّذي حَشايَ منَ السِّرّ المَصونِ، أَكَنَّت
وكشفُ حجابِ الجسمِ أبرزَ سرَّ ما بهِ كانَ مستوراً لهُ منْ سريرتي
فكنتُ بسرِّي عنهُ في خفيةٍ وقدْ خفتهُ لوهنٍ منْ نحولي أنَّتي
لَقيلَ كنَى ، أو مسّهُ طَيْفُ جِنّةِ له والهوى يأتي بكلِّ غريبةِ
وأفْرَطَ بي ضُرَّ، تلاشَتْ لَمْسّهِ أحاديثُ نَفسٍ، بالمدامِعِ نُمّتِ
فَلو هَمّ مَكروهُ الرّدى بي لما دَرى مكاني ومنْ إخفاءِ حبِّكِ خفيتي
وما بينَ شوقٍ واشتياقٍ فنبتُ في تَوَلٍّ بِحَظْرٍ، أو تَجَلٍّ بِحَضْرةِ
فلوْ لفنائي منْ فنائكِ ردَّ لي فُؤاديَ، لم يَرْغَبْ إلى دارِ غُرْبَةِ
وعنوان شاني ما أبثُّك بعضهُ وما تَحْتَهُ، إظْهارُهُ فوقَ قُدْرَتي
واُمْسِكُ، عَجْزاً، عن أُمورٍ كثيرةٍ، بِنُطقيَ لن تُحصى ، ولو قُلتُ قَلّتِ
شفائي أشفى بل قَضى الوَجْدُ أن قَضى ، وبردُ غليلي واجدٌ حرَّ غلَّتي
وباليَ أبلى منْ ثيابِ تجلُّدي بهِ الذاتُ، في الأعدامِ، نِيطَتْ بلَذة
فلوْ كشفَ العوَّادُ بي وتحقَّقوا منَ اللوحِ ما مسَّني الصَّبابةُ أبقتِ
لما شاهدتْ منِّي بصائرهمْ سوى فلا حَّي، إلاّ مِنْ حَياتي حَياتُهُ،
ومنذُ عفا رسمي وهِمْتُ، وَهَمْتُ في وجودي فلم تظفر بكوني فكرتي
وبعدُ فحالي فيكِ قامتْ بنفسها وبيِّنتي في سبقِ روحي بنيَّتي
ولمْ أحكِ في حبَّيكِ حالي تبرُّماً بها لاضطِرابٍ، بل لتَنفِيسِ كُربَتي
ويَحسُنُ إظهارُ التّجلّدِ للعِدى ، ويقبحُ غيرُ العجزِ عندَ الأحبَّةِ
ويَمنَعُني شكوَايَ حُسْنُ تَصبّري، ولو أشكُ للأعداء ما بي لأشكَت
ابن الفارض
.
.
.
بمجلس الرجال
بدر جلس بالأريكة مقابلا لـ زيد
ليردف: انت شفت شكلك وش الي موجعك يخوي فضفض..
زيد: أفهمني يا بدير قلت لك نغزة تروح وترجع.. وهذا هو المأذون يتصل ..
بدر: مهبول انت وش الي مأذونه وكأنك ضامن موافقة أختي!!
ابتسم زيد: أي تراك صدعتي برأسي هي موافقة.. وانا وعدتها الحين عليك تقول لعمي وأبوي أنا بقنعه..
بعد بضع دقائق ولج المأذون ليجلس بجانب بدر..
ليهمس بهدوء: مين فيكم أبو العروس؟ّ!
أبو جمال بدهشة: أنا يا الشيخ ..
ابتسم الشيخ: أجل خلينا نتمم العقد لأن وراي ناس كثيرة ينتظروني...
زيد نظر لعيني عمه المندهشة وبرجاء: أي يا عمي نخيتك طال عمرك لا تردني و قدام الوجيه هالطيبة ..أني بصونها وبحطها بعيوني..
أبو زيد اتسعت عينيه: أي الملعون مسرع توك شايفها انت تبي تذبحني بجنونك..
ليكزه على جانبي بطنه..
ابتسم بوجع زيد: أبد يبه ما عندي صبر، ولا تخاف المهر بالي تبيه يا عمي! بنت عمي غالية.. وشاور بالرقم الي تبيه يا عمي..
أبو جمال: يا ولدي خلني أشاور البنت..
بدر ابتسم: أبشرك يبه أختي موافقة وزيد رجال وبصونها ويحافظ عليها..
لـ يبتسم بثقل واتزان: دام أنها موافقة .. على بركة الله..
تهللت وجه زيد ليقف ويقبل رأس عمه: الله يبارك فيك يا عمي.. أي والله هذه الهقوة فيك يا عم.. وتبشر بالي تبيه بنت عمي..
أبو زيد: لا حول ولا قوة إلا بالله..
ثم ابتعد ويقبل رأس أبيه ليكزه على رأسه: وخر عن وجهي فضحتنا الله لا يبارك في الشيطان..
ابتسم: يا يبه بنت عمي أشلعت قلبي، وانت خابرني أبيها من زمان عاد لا تنقص فرحتي وتكدر علي..
أبو زيد: أي أكل بعقلي حلاوة!! تحسبني بزر عندك أذلف انت ما تفهم!!
أبو جمال: يا أخوي وش بلاك على الولد.. زيد مثل ولدي وبـ يأخذ بنتي.. عاد الله يهديك وراك معصب..
المأذون مستغرب ليقف: إذا حليتوا قضيتكم كلموني
ليمسكه زيد ويبتسم: وين بتروح طال عمرك تفضل هنا..
لـ يتلفت لأبيه: يا يبه هذا هو الي بدخلني القفص...
أبو زيد: نعنوبك شادي انت...
زيد: يا يبه الي بدخلني الزواج
وأبتسم: انت يا يبه وش معترض عليه!! أن كان على المهر فهو معي الحين ومدبر عمري، والزواج مثل ما تقول نخليه عقب شهرين تكفى يا يبه وافق ..
لـ يزفر أبو زيد: إيه آمري لله.. مبروك يا أبوك..
زيد: تفضل يا شيخ أجلس.. وهذا هم الشهود..
.
.
.
دخل بدر صالة ويحمل بين يديه الدفتر.. اقترب منها لتقف هي وقبل رأسها
همس بهدوء: وقعي هنا يا عروس
بصدمة نظرت لعينيه وقلبها يكاد يعلن عن توقفه .. أمسك يديها، وضع القلم من ثم أردف بحنان: زوجك أبلشنا الله يعنيك عليه..
أم جمال ربتت على كتفها: وقعي يمه لا تخافين هذا ولد عمك!!
ياسمين بنظرات تائهة ولسانها لا يقوى على تفوه بأي كلمة!! لتأخذ شهيق وزفير، صدرها تارة يعلو ويهبط ورجفة سكنت أطرف أصابعها..
.
.
.
أم علي: اصه سوير جعلتس للزواج..
سارة وهي تختبأ خلف جدتها: يمه وشلون يدخل تسذا وبعدين والله أخوي مهوب هين يا حبيبتي ياسمينة، وجهها مزرق أي وش له خايفة!!!
أم علي: أرجعي ما تشوفين ولد عمتس قدامتس!!! وراه ما جلستي مع وهم..
سارة: وهم نامت يا ميمتي أي مقبولة منتس.. يا أم علوي، ها الخبلة وراها ما توقع وش له تفكر!! أخوي وش زينه؟! يهبل...
.
.
.
أمسكت القلم من ثم سقطت عينيها لتوقعيه الأنيق أغمضت عينها وبخوف: ما أقدر
بدر: سمي بالله وقعي ..
وضعت بعفوية يدها على يسار صدرها مكان نبض من ثم هتفت: بسم الله
لتوقع.. وتترك القلم يغوص بدفتر العميق ..
ابتسم وقبل رأسها: مبروك ياسمين
بخجل وجها الذي ملطخ بحُمره: الله يبارك فيك..
.
.
.
سارة: وانا أقول وش له تقديمات إلي جابها أثره يبي يتملتس!؟ ميمتي هو زيد على من طالع!!!
نظرت لها بحدة: لا يا سوير!!! أجل تجهلين لمنهو طالع؟!
وهي تكتم ضحكتها: ميمتي قولي لي يبعد اختنقت بهالمكان الشاعري...
أم علي: خلف الله على أمن جابتس..
.
.
.
عندما خرج بدر وقفت سارة لتعانقها: مبروك ياسمين والله انكن لايقين لبعض..
ياسمين: الله يبارك فيك عقابلك يا سارة..
سارة: اللهم آمين ويعجل نصيبي.. بصحي كيس نوم وهيم جعلها العافية..
ياسمين: لا خليها هي أكيد من تعب نامت...
سارة: أقول وخري بس بقومها هذه ملكتس يا الخبلة..
.
.
.
صعدت للطابق العلوي من ثم ولجت لداخل.. طرقت بالباب لتمسك مقبض الباب وتديره.. خطوت بهدوء لتسمع صوت نشيج، و حشرجة صوتها المكتوم لتتبع آثار الصوت وبخوف: وهم وش فيتس؟!
هي كانت تنحني لمرحاض وتتقيأ الوجع والالم قد تكالب عليها...
اقتربت منها وهي تمسح على ظهرها: وهم.. وش بتس ياقلبي؟! وراتس تقل ضايقن صدرتس اليوم..
لتصمت وبتعب: شوية إرهاق.. لا تخافين..
سارة: أي إرهاق!!! تضحكين علي قومي بدلي بجامتس الي تجيب الكأبة وانا بسوي لتس عصير الليمون ولا تبين زهورات..
وهم: كافي علي بطني مو متقبل أكل.. أنا بـ حاول أنام وان شاء الله بقوم طيبة..
سارة: طيب قومي معي..
لتستند على كتفي سارة وتسير بخطى ثقيلة أغمضت عينها، وجعاً لتعض على شفتيها وتدميها، ودمعة يتيمة سكبت من مقلتيها.. ثم تستلقي على سريرها الوثير جبينها الذي غرق من عرق الوهن.. واسفل ظهرها الآلام تكالبت عليها في غضون دقائق
بـ انين موجع: يارب رحمتك.. بموت من الوجع ألم فضيع سارة مابي أفقده.. أنا أبيه معي ما لي غيره..
سارة بحزن: اسم لله عليه يا بنت الحلال هدي وش فيتس!!
وهم: مدري بس خايفة عليه أنا حاسه انه بخليني مثل أبوه..
وتكتم صرخة من ثم يقل تنفسها لتغرق بظلام دامس..
.
.
.
المانيا
- المستشفى
كان مرهق بشدة وبه ضيق لا يعلمه إلا الله ..
جمال وهي يمسد جبنيه: استغفر الله العظيم وش ذا الإحساس يارب سلم...
أمسك هاتفه لـ يتصل عليها وقلبه ينبض بخوف!!
جمال: تكفين ردي يا بنت الحلال ردي يا وهم..
قد نسيا أنها مُحرمة عليه، وهو يخطو الممر ذهاباً وإياباً ..
.
.
.
في الجانب الأخر
خوف قد تكالب عليها، ورنين هاتفها الملقي بجانب الأريكة أمسكت به لترى جمال قد يتصل بك .. انقطع الاتصال من ثم عاود رنين مجدداً
سارة بخوف: وهم يرحم والدينتس أصحي.. صبيتي عظامي لا تخرعيني عليتس..
ضربتها على خفيف لتندهش من الحرارة...
سارة: يمه وش هالسخونة اويلاه.. تحملي يا وهم.. بنادي أي احد..
نزلت على سريع وهي تأخذ أنفاس ثلاثاً: خالتي وهم تعبانة والحرارة مرتفعة .. ياسمين انتي الوحيدة الي تقدرين تخبرين ابوي وعمي..
ياسمين بخوف: ها!!!
سارة: مهوب وقته ياسمينة هي فقدت الوعي البنت حالتها قشرا يرحم والدينتس علمي ابوي وألا أخوي زيد أي واحد فيهم..
ياسمين: طيب..
.
.
.
طرقت الباب لـ يأتي بدر وأبتسم: هلا بالعروس ربي جابك..
ياسمين بخجل: بدر أسمعني
أمسك معصمها وادخلها بالمجلس: هذا هي حرمتك يا زيد
زيد وهو يعدل نسفة شماغه بتوتر: ها!! أي حي الله بنت العم..
ياسمين: بدر انت!!! أقول لك....
قاطعها بدر: بروح أكلم اهلك يأخذون راحتك.. وبـ المره يفرحون معك..
ياسمين بداخلها (ياربي ليه ما يفهم علي! وهم تعبانة ووو)
زيد أمسك قلبه ليقف ويجلس بجنابها ثم أمسك يديها وقبلها بهدوء: مبروك
ياسمين الجو بات مختنقاً
همست بخوف، ودمع يلمع بعينيها: الله يبارك فيك..
زيد: أفاا تبكين يا بعد هالقلب...
اتسعت عينها بصدمة لترى ملامحه عينيه السوداء ورمشيه كصف لؤلؤ منثور.. أنفه الشامخ وسمرته الشرقية رفقا ي نبضها رفقا..بها
ابتسم: حمضتي صورة..
ليحمر وجهها، ويغرق بالضحك..
لتسقط دمعة رغم عنها..
زيد: أفاا وش له تبكين! أدري إني بايخ وقليل ذوق بعد.. بس تدرين حرام الي تسوينه في هالقلب يا بنت عمي .. لا تستغربين وتناظريني تسذا! من يوم كنتي نتفة وانتي ساكنة قلبي.. ما تبين تباركين لي وألا ما استاهل...
لتمسح دمعتيها وبخجل: مبروك...
زيد: الله يبارك فيتس.. يا زين هالصوت الي رد لي روحي..
ياسمين: زيد!!
زيد: يا عيونه آمري تدللي
ياسمين بخوف: ليه أخذتني يا زيد؟! لا تقول انك تحبني!! انت ما أخذني شفقة!! ولا تنكر هالشيء..
أغمض عينه والوجع زاد عليه وبشدة.. أمسك معصمها: وش قصدك!؟ شفقة!! انتي بعقلك؟!
ياسمين: أنا! ..انت شفت حالتي ذاك اليوم!!
نظر لـعينيها وبحدة: أسكتي ولي يرحم والدينتس.. وروحي عن وجهي مابي أذيتس بكلامي..
ياسمين: بس انت!!
زيد: ياسميــن قلت لك روحي عني هالساعة .. لحظة..
وضع يديه بجيب ثوبه ثم مد لها علبة صغيرة: خذي هذه معك..
ياسمين: أنا آسفه إذا ضايقتك بس..
أمسك يديها ووضع العلبة ثم قبل جبينها: انتبهي على نفسك..
.
.
.
بجهة أخرى
لـ يتصل على ياسمين...
جمال: انتم فيكم شيء!؟
ياسمين بحزن: جمال..
ناقوس الخوف قد هاجم قلبه: وراه صوتك كذا! ياسمين أمي فيها شيء! ابوي! طيب أحد منكم تعور!؟ وهم هي بخير؟!
ياسمين: ها!
بغضب: ياسمينة وش فيك؟! أقول لك أحد فيه شيء؟!
ياسمين: لا.. أيه..
استغفر بداخله: ياسمين وش فيك؟! مين الي تعبان؟!!!
ياسمين تجرحه بطريقة غير مباشرة: شوية سخونة هي بخير.. لا تخاف بس تهلوس المسكينة خايفة تفقد طفل مثل ناس تخلوا عنها...
جمال: ياسمين بكمل يومين وانا ما نمت عطيني إياها..
ياسمين: يا اخوي وش فيك انت؟! أقول ما يجوز لك..
ليضرب يديه على الحائط وبحده: لا يكثر ياسمين و خليني أسمع صوتها طيب على أقل تنفسها .. تكفين يا اخوك لا تصكينها بوجهي! لا تصيرين انتي وزمن علي..
ياسمين ليرُق قلبها: طيب لا تسولف معها عشان.....
قاطعها بلهفة: طيب طيب.. بس بسرعة انتظر أنا..
ياسمين: بس هي تعبانة وما تقدر تسولف معك...
.
.
.
دخلت ياسمين ودلفت الباب لتجد والداتها تضع المنشفة البيضاء بداخلها قطعة ثلج وتضعها على جبينها..
وترتعش: دثروني بردانة..
أم جمال: لا حول ولا قوة إلا بالله.. بالظهر كانت وش زينها! يمه وهم قومي معي نروح للطوارئ يعطونك خافض حرارة..
لتبكي وهي تفتح عينيها بصعوبة: مابي مستشفى خالتي أنا طيبه.. بس طفوا المكيفات..
سارة: ياسمين كلمتي زيد..
ياسمين بخوف: ها! أي! لا ما كلمته..
أم زيد: وش فيتس؟! يا بنيتي زيد خرج، وألا بعده بالمجلس..
ياسمين: ها! خالتي أي زيد خرج وما قدرت أقوله..
لـ يتغير وجهها المحمر
ابتسمت أم زيد بحنو: سارة يا أمي ازهمي اخوتس..
سارة: إن شاء الله يمه..
ياسمين: يمه هذا جمال على الجوال يقول يبي يسمع صوتها..
أم جمال: استغفر الله العظيم عطيني أكلمه..
.
.
.
لتسحب الهاتف وبقسوة: ها استناست الحين هذه هي تعبانة، ولا تدري عن الي حولها..
جمال بحزن: يمه ولي يسلمك بس بسمع صوتها والله ما أطول.. قلبي قارصني عليها يمه..
أم جمال: ويوم انك خايف عليها يا أبو قلب رهيف، وراك سويت فيها تسذا.. لكن تبطي يا ولدي.. انت ما خفت الله فيها بنت عمك يتيمة، وما عندها غير انت وأبوك سند لها.. ذا الحين ندمان! لكن تبطي يا جمال كمل صيامك.. وشد حيلك وانتبه على أختك.. مع سلامه..
.
.
.
جمال: لحظة يمه..
لتغلق الخط بوجهه..
.
.
.
ولج بداخل المستشفى لـ يجد جمال بالممرات ضرب يديه على الحائط... تقدم له بخوف
أردف: عسى ما شر يا اخوي!؟ لا يكون ملاك صار لها شيء!!..
جمال: انت جيت...
عبد المحسن: أي توني خارج من الجامعة.. وش ذا الي بيدك!!
جمال نظر على الكدمات التي بيديه أغمض عينه، ودوار بداخله وضع يديه على جبينه بإرهاق..
امسكه عبدالمحسن: بسم الله عليك.. يا أخوي حرام الي تسويه في نفسك!! من يوم ما جيت وانت لا نمت وحتى أكل ما تآكل! الله يهديك بس..
ابتعد عنه جمال: أنا بخير .. أتركني..
عبد المحسن: أسكت بس .. جمال يخي لا تقاوم انت تعبان..
على أثره سقط مغشي عليه.. صرخ على الممرضة التي مرت من أمامه ثم نقلوه لتعطيه مسكن وتضع المصل بـ يده لينام مجبراً..
عبد المحسن أردف: عنيد عسى الله يخليك لنا وتقوم بسلامة..
.
.
.
يوم جديد
فتحت عينيها لتجد ياسمين نائمة بالكرسي وضعت يديها على جبينها لتسحب المنشفة التي جفت من البلل..
دخلت سارة وهي تدفع العربية المليئة بالإفطار الشهي ..
وابتسمت لها: صباح الخير
وهم: صباح نور..
زفرت سارة وهي توقف العربية ب الجلسة المقابلة لسريرها من ثم جلست على طرف سرير، وضعت يديها على جبينها..
لتهمس بهدوء: حمد لله على سلامة..
وهم: الله يسلمك.. ليه مكلفه روحك !؟
سارة: شوفي وهيم هالي بالعربية كله تأكلينه.. سواة أمي وخالتي عاد عيب بحقتس تردين أكلهم وانا سويت لتس عصير البرتقال..
ثم نظرت لتلك النائمة وتهز كتفيها: ياسمين أصحي .. ياسمين
انزعجت ملامحها: سارة خليني أنام شوي..
سارة: وش الي تنامين! صرنا صبح الحين.. قومي صلي الفجر..
صحت ياسمين وابتسمت: وهم انتي بخير..
وهم: أي حمد لله أحسن من أمس.. بأخذ لي شور واتحسن أكثر..
سارة: دام تسذا أجل نحتريتس بصالة لا تبطين..
ياسمين: أي وانا بعد بغير ملابسي لا تفطرون من دوني ..
سارة: أي عجلي بس..
.
.
.
خرجوا ياسمين وسارة.. امسكت بالهاتف تريد معرفة الوقت.. لتندهش من الاتصالات المتكررة وترمي الهاتف ورعشة أطرافها تبدي خوفا..
وهم: ليه تتصل تبي تذبحني! الله حسبيك يا جمال الله حسبيك..
وقفت على الأرضية الباردة حضنت جسدها، ارتدت حذائها الفرو من ثم دخلت دورة المياه وقفت تحت المياه الباردة وكل ما فيها يرتجف من البرودة.. سحبت الروب والمنشفة لتجفف شعرها من ثم توضأت خرجت لتدخل غرفة تبديل الملابس تتأنق ب فُستان (قَطيفي) بـ لون تفيني الداكن يصل لـ ساقيها بقصة صدر يحيط كتفيها النحيلة خطوت لتقف عند التسريحة أمسكت الاستشوار لتبعثر شعرها
الليلي ويصل أسفل ظهرها وتجففه من البلل من ثم أخذت تسرحه بالمشط وبرمته لتضع المشبك بشكل القُبعة .. وضعت زهري شفاه وختمت بوضع ماسكرا وتعطرت بعبق ديور .. ابتسمت لنفسها..
وهم: بعيش حياتي يا ولد عمي أنا وولدي بعيد عنك يمكن الفرح يزورني لو لحظات..
خرجت لتجد سارة تمسك الكونترول بين يديها وتقلب بالقنوات الفضائية ثم نظرت لتلك الفاتنة وتبتسم لها: حي الله عروستنا.. واخيرا ما بغينا نشوفتس طال عمرتس..
ضحكت وهم: الله يبقيك.. ريحة الفطور شيء.. والجو جميل برا شكلها بتمطر
سارة: ظاهر تسذا لأن الجو مغيم.. فاتس أمس ملكة ياسمين..
جلست وهم بالأريكة سوداء: صدق الحكي متى صار؟!
سارة: البارح زيد نزلني هنا.. ثم راح إلا واشوفه معه تقديمات لليل من معجنات وكيك أبو دورين تصدقين كأنه حاجز له من كم يوم ..
وهم: ما شاء الله على البركة تستاهل ياسمين..
لتضحك: أنا قلت لها أمس تحدى إذا ما عجل عليها وملك.. الله يوفقها..
.
.
.
بإحدى المقاهي
نواف وهو يضع كوب لاتيه بطاولة.. مقابله جلس بدر..
نواف: يا ابن الحلال وش فيك انت؟!
بدر بضيق: هالطارق الكلب يبي يخرج!! ليه هو دخول الحمام مثل خروجه؟!
نواف أمسك معصمه: يخي أجلس درينا انه مسجون وبـ يأخذ جزاه وبالله قولي من المحامي المجنون الي بـ يمسك قضيته...!
بدر: مدري يا نواف لكن ودي أخذ حق أختي منه.. أنا لو ما منعني جمال كان وريته شغله زين..
نواف: ما علينا متى مسافر؟!
بدر: لا حمد لله جدولي في ذا الأسبوع أهون من الي قبله جلست شهر وانا انتقل من دولة لدولة خلها على ربك بس..
نواف: الله يعين ..
بدر: إلا قولي متى تخطب ؟!
نواف: مدري أختي تقول بقيس النبض وهذاني انتظر..
بدر: وين تلقى أحسن منك.. بـ المبارك يا اخوي..
ابتسم نواف: الله يبارك فيك .. عاد شد حيلك واتزوج...
بدر: يخي خلنا نفتك منك تستاهل يا أخوي...
نواف: تسلم يا أبو عبد العزيز تسلم...
بدر: أقول أترك عنك هالموضوع ولا تراني بمشي..
نواف: هدي هدي وش له تتضايق يبه بكفيك تزوج بالوقت الي يريحك
بدر: أي هذا الحكي زين..
.
.
.
في احدى مكاتب المُحماة
كان يجلس مقابل وبعصبية
اردف: يعني أفهم من كلامك إنك ما بتمسك القضية!
المحامي: أستاذ جاسم القضية جدا مشربكة وما في لو واحد بالمئة ضمان انه بـ يخرج
جاسم: طيب لو زودت لك القيمة..
المحامي: صدقني ما أفيدك ..
خرج جاسم من المكتب وهذا رابع محامي يخرج من عنده، وهو خالي اليدين جمعيهم يقولون نفس الحديث..
جاسم: أنا بدبرها اصبر علي يا طويرق .. بجيبها وانا ولد ابوي..
.
.
.
في المساء
بـ القسم المنعزل عن القصر وتحديداً بصالة
زيد: يمه أنا راجع للقصيم..
سارة: ما لك حق يا اخوي تونا ما كملنا أسبوعين باقي ما تمشيت..
زيد: عاد أنا مشغول بـ تجلسون بـكيفكم لكن أنا بسري عقب ساعة...
أم زيد: يا وليدي أنا أكره مساري الليول.. بكره صباح أزين لنا..
سارة بضيق: يمه وش له نروح بعد؟!
أم زيد: أسكتي بس .. خلاص يا أمك بكره نمشي على طلعة نور الفجر..
ابتسم زيد: زين يمه أنا بنام الحين.. تصبحون على خير ..
لينحني ويقبل رأسها ويديها من ثم ابتعد بهدوء
أم زيد: اخوتس أمره غريب البارح ملكته واليوم يبي يسري ما كأنه به شيء..
سارة: يمه أنا عاد ودي أجلس ما فيني أقابل البقر و غاثهن
أم زيد: أقول روحي جهزي أغراضتس..
سارة تتجه لغرفتها: ياربي أبد ما في دمقراطية ..
.
.
.
على الجانب الآخر
كانت تقطع بتلات الورد وهي تجلس على طرف سريرها
ياسمين: أكلمه ولا ما أكلمه ..أكلمه ..
وبخوف: وش بـ يقول علي مخفه وماهي ثقيلة .. أكيد بـ طيح من عينه
ياربي وانتي كله ما تساعدين يا وردتي..
تأملت لـ ياسمين الذي يعبق بـ إناء ممتلئ بالماء..
وبهمس: أدق عليه ردي علي
تعاود نظر مجدداً لـ وردتها
أمسكت الهاتف لتضغط على رقمه من ثم جاري الاتصال ..
ياسمين: لاااا وش أقوله الحين.. ياربي ليه الي يصير معي ..
.
.
.
بجهة أخرى
كان يستلقي على سريره لـ يسمع رنين هاتفه امسكه
ليجيب: الو مين
ياسمين وقفت وهي تعض باطن كفها لتكتم أنفاسها المُضطربة
زيد: مين و ألا بقفل
باندفاع: لاااا لحظة أنا.. أنا ياسمين...
رغم ضيقه شديد الا إن عينيه ابتسمت: هلا ياسمين وش بغيتي؟!
ياسمين: أنا آسفة والله والله ما كنت أقصد..
زيد بخبث: ما تقصدين شنو بالضبط؟!
ياسمين بعفوية: زيد انت عارف وش أقصد...
زيد بجنون: أبد ماني عارف من هالهرج الي قلتيه..
ياسمين: أنا مدري وشلون قلت كذا .. ما أبيك تأخذ فكرة سيئة عني..
زيد ابتسم: يعني انتي عارفة انتس غلطتي...
ياسمين بخجل: سامحني يا ولد عمي ..
زيد: بشرط ..
ياسمين: شنو!؟
زيد: لا عاد أسمع هالحكي مرتن ثانية..
ياسمين: طيب..
زيد: أخخخ بس لو المحتس الحين..
هي تتأمل صورتها بالمرآه احمرار خديها
ياسمين: ها ..
ضحك زيد: وش رأيتس نتقابل بالحديقة..
ياسمين: لا صعبة ما أقدر
زيد: وش الي ما تقدرين لا تخليني اتهور واطب غرفتس..
ياسمين: زيد الوقت متأخر وصعبة اخرج لك بدون اخواني أو على أقل تعطي خبر لأبوي..
زيد: أي متأخر توه ما جات 10 أنا بكلم عمي الحين جهزي نفستس.. فمان الله حبيبتي
ياسمين: مع سلامه..
بداخلها: ( ياربي ما دريت انه بـ يرضا بسرعة..)
ابتسمت (وش البس الحين..) اتجهت لغرفة تبديل الملابس فتحت الدولاب لتبحث عن فستان لكن أغلبيته أسود ورمادي نظرت لفستان بـ لون البحري الداكن طويل ذو اكمام قصيرة يتدلى بقصة سبعة من طراز الجلد ومن الشيفون ابتسمت بسعادة.. لتأخذ حماما دافئا سريعا بـ فالنتينو .. ارتدت لتستشور على سريع لبست القرطين من ذهب الأبيض ووضعت عقده الذي أهداه لها.. لتضيف بعض المساحيق التجميلية من ثم تعطرت بعبق فالنتينا لترى دبلتها ملقية على الكمدينو سحبتها لتضعها بين أناملها.. و أخذت حذائها الكعب لتسمع رنين هاتفها ..
ياسمين: هلا..
زيد: وينك طولتي .. لا تخافين عمي وافق أنزلي برفيق عن تطحين
ضحكت بخجل: طيب خارجة ..
.
.
.
هبطت من السلالم.. لتجد جدتها نائمة وصوت المذياع يقرأ من كلام الله المعُطر ..
أخذت تسير بهدوء لتصل للباب طويل وتخرج بسلام.. من ثم اتجهت للحديقة المنعزلة عن القصر.. وصلت لتجد طاولة مليئة بالطعام وشمعدانات لتندهش لتبحثه بعينيها .. زيد الذي أمسك خصرها ليهمس بين أذنيها: حي الله هالمساء بنورتس ياسمينتي.
ارتعشت وحرارة تغلف جسدها: زيد وش الي تسويه..
ضحك من ثم أدارها لينظر لوجهها المحُمر: أششش أبي أعوض فرحتي البارح اليوم.. تدرين انك تذبحيني بهالنظرات..
ياسمين: زيد!
اقترب منها وبخبث: يصير نهرب..
ياسمين بخوف: انت مجنون..
بحنان: تخافين مني ياسمينتي .. لا عاد اشوف هالنظرة.. أمزح معتس عز الله ذبحوني وترملتي في عز شبابتس..
ياسمين: الله لا يقوله...
أمسك وجهها: ياسمنتي تخافين علي...
ياسمين نظرت للأسفل
ليهمس بحب: ناظري فيني وش له تستحين تراني حلالتس..
ياسمين بخجل كبير: زيد مابي زواج بعد شهرين قليل..
زيد: حرام عليتس أنا ودي الحين نتزوج ما يصير...
اتسعت عينيها دهشة!!
ليقهقه حتى بكت عيناه..
ياسمين بضيق: ما قلت شيء يضحك .. أنا صادقة في كلامي..
زيد مسح دموعه من ثم ابتسم: ما هي نظرتس هي الي ونستني.. متى تبين موعده؟!
ياسمين: على أقل 5 أشهر صعبة في شهرين..
زيد وهو يبُعد خصلتها عن عينها: الحين بعرف انتي تشوفين من القدلة
ياسمين: يوه زيد أفهمني حبيبي...
زيد امسكها من خصرها لينظر لعينيها التي تلمع ببريق غريب: وش قلتي توك!!
ياسمين بخوف: والله ما قلت شيء!!
زيد: ياسمينتي قلتي شيء كنت احرتيه من سنين...
وبَعقدة حاجبيها: من سنين!!
ابتسم من ثم قبل خديها المتوهج بحرارة وهمس قرب أذنيها: قوليها مرة ثانية..
ياسمين: زيد!
زيد: ما راح ابتعد إلا لمن تقولينها..
ياسمين بعفوية: قصدك على حبيبي؟!
لتضع أناملها على شفتيها، وبخجل..
ليبعد اصبعاها وسكتها بقبلة طويلة بث أشواقه وعذابه طيلة سنين التي مرت دون قربها ..
هي طوفان من المشاعر الغريبة التي تعتريها.. ابتعد حتى يأخذ نفسها ليتذوق رحيقها لكنها وضعت يديها على صدره: زيد إحنا في الحديقة ..
زيد بتهور وبغضب شديد امسكها ليقبلها بعنف.. أمسك ذقنها ليضغط على فكيها
وهمس بوعيد: يا ويليتس إن خليتني ورحتي والله لا اذبحتس واشرب من دمتس..
هي بخوف بكت من عنفه المفاجئ..
زيد بحده: هذا عقباتس لأجل تحشمين روحتس مرتن ثانية ولا تقللين من قيمتس سمعتيني ياسمينتي..
لتجهش بالبكاء ليعانقها: أششش لا تبكين أنا آسف مهبول أي والله أني مهبول .. يا بعد هالروح لا تبكين..
ياسمين: لا تقسى علي تراني ماني حمل مواجع وظنون ..
زيد: أبشري تأكدي أني أحبك ياسمينتي..
حضنها بقوة وكأنما يريد إخفائها عن الجميع وتبقى بداخله تنعش روحه..
زيد أبعدها ليرى عينها تسقط أمطار من حزن عميق قبل عينها
وبهمس: جعلني أمووت إن بكيتي بسبتي..
ياسمين: بسم الله عليك.. لا عاد تفاول على نفسك..
زيد: ظاهر عشانا برد..
سحب الكرسي وأبتسم: تفضلي..
جلست لتبتسم له: شكراً..
ليسحب الكرسي الذي بجنابها: رغم إن سارة قالت لي أجلس بوسط المكان بس خليها تولي..
كتمت ضحكتها لترى يعدل نسفة شماغه ..
زيد: سمي بالله واكلي ..
ياسمين: طيب ..
بعد أن تناولوا العشاء الفاخر..
في صوته شيء يشبه العيد يغمر.. قلبها بالحياة والمطر يتغلغل إلى دمها كهَالة ضوء دافئة خفيفة مقدسة..
.
.
.
زيد: باين انتس صاحية من الصباح.. روحي نامي حبيبتي...
ياسمين: ها لا أنا معك ..
ابتسم بحب: ياسمينتي قومي قبل لا اتهور...
ياسمين: طيب انت كله متهور جات على ذي...
امسكها من معصمها بخبث: عاجبك تهوري مسيو ياسمين..
ياسمين بخوف: ها لالا أبد زيد..
عانقها من ثم تخلل شعرها أبعده لـ يقبل رقبتها وبشفافية: تبين أزود العيار الثقيل
ياسمين: زيد!
أدارها له لينظر لعينيها وقبل جبينها: تصبحين على خير .. لحظة خذي ياسمينة...
أمسكت بـ الياسمين من ثم ابتعدت عنه لترسل قبلة هوائية
ضحك لسعادتها ..
.
.
.
بعد مرور 5 أشهر
صباح العيد ، و الصباحات المُمطره ،
اصوات التكبيرات ترسل الاطمئنان لقلوبهم.. رائحة البُخور فوق المنضدة..
هي تضع آخر لمسات من المساحيق التجميلية.. ترتدي فستانا حمل يليق بها كجورية بين الورود.. رنين هاتفها ..
ابتسمت بحب: حي الله هاجر.. هلا بالقاطعة..
هاجر: والله تدرين يا أختك رجلي مسافر عنده عمل واصر إلا أروح معه.. كل عام وانتي بخير يا أحلى أخت وشلون البيبي؟
وهم: وانتي بخير وصحة وسلامة .. أنا بخير وطفلي بخير..
هاجر: وشلون عمي عساه طيب ؟
وهم: كلهم بخير يالله عاد متى نشوفك!!
هاجر: بعد بكره أوصل حبيت أهنيك بالعيد.. يالله ما أطول عليك وصلي سلامي للجميع ..
وهم: يوصل..
هاجر: مع سلامه ...
أغلقت الهاتف لـ ترتدي عباءتها وأخذت حقيبتها صغيرة، هبطت لتجد عمها يكبر ويسحب مسبحته العتيقة .. لتبعد النقاب وقبلت جبينه من ثم يديه: عيدك مبارك يا عمي
ابتسم وتهللت تباشير وجه: هلا ببنتي هلا بعين السيح..
بخبث: عمي لا تسمع خالتي وتزعل عليك...
ضحك أبو جمال: أي بالله.. وشلونك يا عمك؟! عسى جهزتي يبه..
وهم: أي عمي عساك سالم..
أبو جمال: وياسمين وينها ؟!
وهي تبهط من السلالم: هذاني جايه يبه.. وش عليه أجل وهيم غالية أجل أنا وش اطلع..
أبو جمال: انتي دلوعة أبوك..
وهم أغمضت عينيها بحنين لتلك الرائحة عندما قبلت جبين عمها وكأنما قبلت جبين أبيها نفس رائحة العود الأصيل.. أمسحت دمعة يتيمة حتى لا أحد ينتبه لها..
أم جمال: أقول يا صالح لا تكبر رأسها..
ياسمين وهي تحضن أبيها: شفت يبه كله تزعلني..
أم جمال: أي قليلة الخاتمة تعالي هنا اشوف...
ياسمين وهي تختبأ خلف ظهر أبيها: لا يمه أمزح معك.. وهيم الي ما أخذ عقلك يتهنا به..
وهم: ها!
ياسمين: أي وش عليه عقب شهر حبيب القلب بـ يرجع..
وهم ارتعشت أطرافها لتغطي نقابها: يالله عمي فديتك نلحق على الخطبة..
أبو جمال: هذا هو بدر يدق هرن .. توكلنا على الله ..
.
.
.
بعد ثلاث ساعات
بالمطار خالد الدولي
مسك بمعصم ملاك: على مهلك ..
ملاك: مابي أنزل بالعربية وين عكازي ..
جمال: ملاك حبيبتي طعيني ثم لا وصلنا أمشي بالعكاز وش رأيك ؟!
لتسايره: طيب..
ابتسم ليجلسها بالكرسي المتحرك..
عبد المحسن: والله مشتاق واخيرا ودعت المانيا، ووصلت للسعودية
جمال ابتسم له: والله انك رفعت روسنا...
ملاك: أسمع يا المهندس أول تصميم تصمم بيتي
ضحك عبد المحسن: أبشري على هالخشم..
ويهبطون بـ المكان المخصص للعربيات وصلوا من ثم دخلوا المطار وبعد الإجراءات خرجوا من ثم دخلوا سيارة لـ تقلهم إلى القصر...
.
.
.
بالمجلس الرجال مكتظ بـ ابخرة العود والقهوة ..
أبو جمال: عسى الله يبلغني بشوفتهم قريب
أبو زيد: الله كريم يا اخوك وهذا هو قال لك شهر ثم يرجعون.. وزواج زيد بناجله لرجعتهم..
زيد: أنا مو ذابحني غير اخوك يعني هي حبكة يجلس 5 شهور ما مل يخي أنا مليت أبي أتزوج..
بدر ضحك: والله حالتك ميؤوس منها.. أقول اركد أجل وشلون اخوي جمال صبر 3 سنين وما تمم زواجه إلا هالسنة وعقب أسبوع إلا هو مسافر..
زيد بضيق: وانا وش مدخلني في جمالوه الحيوان.. شف يا عمي زواج على موعده ما لي حيل اصبر شهر عشان حضرة عيونه..
أبو زيد: أقول اهجد وأمسك شياطينك لا أوريك وشلون تصبر؟!
زيد: ها إن شاء الله..
ضحك بدر: أنا رايح أجيب دلة القهوة..
زيد: خذني معك.. ومرتن وحده كلم لي مرتي..
بدر: أبشر بس مهوب في ذا الحزة..
زيد: شف لي درب .. وقل لها ترد على جوالها أحسن لها حشا ما صارت شهر مقفلة الجوال..
بدر: إن شاء الله بكلمها..
زيد: أي وقلها تجي للحديقة..
بدر: لا يا شيخ أقول أذلف هناك يالله.. ما في شوفة إلا بزواج قم و أنثبر بمكانك..
زيد: بدير خلني لو ألمح طيفها من بعيد..
تجاهله بدر لـيخرج.. متجهاً للمطبخ ويجد ملاك تدخل تحتضن عكازيها
بدر الفرحة رسمت على وجهه لـ يخطو ويقبل رأسها: حمد لله على سلامة .. وسلامة الأسفار..
ابتسمت ملاك: الله يسلمك..
جمال: يخي سلم من بعيد شوي خلنا ندخل..
بدر: انت جمال وألا ظله خسيت يا اخوك .. وعبد المحسن يا حي الله اخوي تو ما نورت الرياض..
ليحضن أخيه ..
عبد المحسن: منوره بأهلها.. وينها أمي مشتاق لها حيل...
.
.
.
لتخرج أم جمال من مجلس الحريم واتجهت للصالة المُطلة لـ باب دخول القصر وقفت لترى أبناءها استندت على الحائط..
عبد المحسن ركض لها وحضنها بلهفة قبل يديها وجبينها وعينيها: اشتقت لك يمه واشتقت لريحة الحنا..
وهو يلثم يديها..
لتبكي أم جمال: وانا أكثر يا أمك انت وشلونك يا وليدي ؟!
وصلت لهم ملاك وبحزن: يمه وانا بعد اشتقت لك..
أم جمال: تعالي يا نظر عيني تعالي يمه..
لتخطو وتعانق والدتها لـ يسقط العكاز..
ملاك: يمه كنت انتظر لحظة هذه من زمان مشتاقة لك يمه.. يمه لا تخليني يمه طلبتك..
أم جمال: ماني تاركتك يمه.. يا فرحتي الليلة فيكم.. انتي طيبة يمه..
ملاك: بخير لا بقيت بقربكم .. ومبارك عليك العيد يمه..
أم جمال وهي تمسك طرف طرحتها لتمسح دموعها: علينا وعليك يمه..
اقترب جمال ليقبل رأسها: كل عام وانتي بخير يا الغالية.. كافي دموع يمه..
أم جمال تبكي: يا أمك من لهفتي عليكم.. لا تلوم هالعبرة الي فيني.. انت وراك صاير كذا! انتم ما تأكلون! وألا وش قصتكم؟!
بدر: ببلغ ابوي عن وصولكم..
.
.
.
ولج بدر للمجلس وأبتسم: يبه البشارة..
ابتسم أبو جمال: أبشر بالي تبيه..
بدر: جمال واختي ملاك وبعد عبد المحسن وصلوا..
لـ يقف وشد على عكازه: تقوله صدق!!
بدر: إيه صدق يبه..
أبو جمال: يالله لك الحمد.. حمد لله كما ينبغي لوجه جلالك وعظيم سلطانك.. وينهم فيه؟!
بدر: بصالة يبه..
ليقفز زيد من ثم يدور بصالة: وزواجي بـ يتم..
أبو زيد: روح يا اخوك وانا احتريك.. انت تعال يا الهيس الأربد أسمع زيد حطني على بالك زين خبالك هجده ولا تبي الكي يهجد جنونك..
زيد: يبه وش بعد صبرت 5 شهور وبعدين يبه وش فيني جالس أعبر عن فرحتي..
أبو زيد: الله يهديك بس أنثبر بمكانك..
زيد: أبشر يبه..
.
.
.
بالجهة الاخر بمجلس الحريم
ياسمين: أنا بروح اشوف أمي طولت..
سارة: طيب لا تبطين..
خرجت ياسمين لتجد أبيها يحتضن ملاك لتركض دون شعور سقطت قطرات مالحة من مقلتيها: ملاك.. عبد المحسن لا ما صدق!!
امسكها جمال: أي يا العروس لا تطحين علينا ويبلشنا رجلك..
ياسمين بكت بخجل: جمال ..
ابتسم لها بحنان: يا عونه..
ياسمين: ليه صاير كذا!! مهمل نفسك..
ليهمس بين أذنيه: لا تخافين هي الي بـ توكلني إلى على طاريها هي وشلونها؟!
ياسمين: فوق في بيتك تعبت شوي وراحت تريح..
أبو جمال: يا نظر عيني يا ملاك وشلونك يبه؟! وعسى العلاج ما تعبك يا أبوك..
لتقبل كتفيه: أنا بخير يبه دام شفتكم.. انت علومك يبه..
أبو جمال امسكها ليجلس على الأريكة من ثم نظر لعينه: بخير دامك بخير.. عبد المحسن وشلونك يا أبوك؟!
عبد المحسن: أبشرك يبه نجحت وأخذت الامتياز وهذه الوثيقة...
أبو جمال: بارك الله فيك يا ولدي..
قبل رأسه: الله يبارك فيك يبه.. وانتي ياسمينة ما تكلميني..
جمال: اصبر عليها دوبها تستوعب حضورنا..
عبد المحسن: وهذاني جيت لك ووفيت بوعدي واحضر زواجك..
ارتمت بحضنه لتبكي..
عبد المحسن: يا حبكم للدموع.. بس أنا قدامك وش له تبكين!!
لتبعد عن حضنه وتضرب كتفيه: أنقلع..
ليقهقه عبد المحسن..
ملاك: عبد المحسن حرام عليك شفها تبكي الحين تعالي يا أختي...
لتذهب لها وتحضنها وتبكي ياسمين ودمع لمع في عيني ملاك..
عبد المحسن: عز الله ما سكتوا.. أقول نكدتوا علينا.. يمه مشتهي الكبسة..
وقبل يديها
لتمرر يديها على وجهه وكأنما تصدق واقعها: أبشر يا أمك هالحين أسويه لك.. والي تحبه بعد..
عبد المحسن: لا يمه مهوب الحين..
أبو جمال: بكره عزيمة كبيرة ونحتفل برجعتك يا وليدي وبـ ملاك..
جمال اقترب منه أبيه ليقبل رأسه: يبه ما انت مـ سامحني
نظر لعين ولده البكر ليردف: لا شفت الفرحة بعيون المسكينة ..
جمال: أبشر بالي تبيه.. هالحين بروح لها..
أبو جمال بقسوة : رح توكل جيب المهر وما يقل عن 100 ألف ولا تنسى تشتري لها طقم ذهب وألا الماس ولو أني متأكد أنها ما بترضا عنك..
جمال ليشير على أنفه: أبشر يبه على هالخشم.. عن إذنكم..
أم جمال: وين يا أمك تقهوا وعين من الله خير ثم توكل..
جمال قبل رأسها: راجع يمه ..
.
.
.
ياسمين: ما بعد شبعتي من الغياب يا ملاك ..
ابتسمت وفي عينيها الدمع: كرهت الغياب يا أختك.. حنيت ليله أجلس فيها معكم الشوق ذبحني لكم ما غير وجع صمت الي عانيت منه..
ياسمين: حي الله نورك تدرين عيالك أزعجوني كل شوي نبي نكلم ماما هذا هم..
.
.
.
لؤلؤة التي تأنقت بفستان قصيَر زهري طوق الورود الذي يعانق شعرها الناعم يبعثر على كتفيها ركضت وتصرخ: ماما..
فتحت ذراعيها لتحضن لؤلؤة: يا عيون ماما انتي طيبة يا روحي..
لؤلؤة بكت: ليه رحتي ماما أنا كل يوم استنى عشان تجين صار العيد وجيتي..
ابتسمت لها بحب وهي تمسح دموعها وتقبل وجنتيها: وانا يا عمري تعرفين جبت لك هدية مرة كبيرة..
لؤلؤة: والله ماما..
ملاك: أي هدية من خالو جمال..
لؤلؤة: وينها ما اشوفها؟!
عبد المحسن: لبى قلبها لولو.. تعالي وانا بعد جبت لك هدية..
ملاك: روحي ماما هذا خالو حسونه توأمي الي حكيت لك كثير عنه..
لؤلؤة: بس ماما ما تشبهون لبعض..
عبد المحسن: يا ما شاء الله وش الحكي المصفوف أقول ملاك هي كم عمرها؟!
لؤلؤة: عمري: 7 سنوات..
عبد المحسن ركض ليأخذها من أحضان ملاك ليعض وجنتيها: حبيني.. كربون منك سبحانك يارب ملاك صغيرة..
لؤلؤة: ماما شوفي حسونه..
عبد المحسن: عيدي وش حسونه!!
لؤلؤة بعناد: أي حسونه أبي ماما..
عبد المحسن وهو يشير على خده: حبيني هنا و اخليك..
ملاك: لولو حبي خالك..
لؤلؤة تشير لذقنه: يعور هذا..
عبد المحسن: لا يا شيخة هالحين انتي يا نتفة مو عاجبك شكلي..
لؤلؤة تهز رأسها قبولا..
ليعضها وتضحك..
.
.
.
خرج جمال ليتصل على ماجد لـ يلتقون بإحدى المقاهي
ماجد: يا اخوك هونها وتهون ..
جمال: تعبان يا ماجد و يا خوفي أنها تصدني.. أنا أدرى ناس وابخص بها..
ماجد: والله يا جمال تبي صدق وألا ولد عمه..
زفر جمال لـ يشرب بعض الماء: قول..
ماجد: تستاهل أجل انت من أولها مسايرها أنها 3 سنين، وعشان سبب تافه.. بس الي ما لك حق فيه تلفظك يخي أسكت عنها اكتم غضبك يا اخوك توضأ وتعوذ من إبليس مهوب تنفجر فيها..
جمال: مين سمعت هالكلمة وانا نار بجوفي عيت لا تنطفي.. خلها على ربك..
ماجد: دام تقول أنها حامل أرجع لها، واصبر عليها خذها بالكلمة الطيبة تراها هي مفتاح القلوب..
جمال: الحين الي يشوفك يقول منزه عن الأخطاء.. أقول أعرس وفكنا من غثاك.. يخي أرحم شيبة أبوك!! أسمع أنا خايف على أختي من كلام ناس وما بلقى نسب يشرفني مثلك وشرواك..
ماجد متفاجئ: جمال انت!!
جمال: خلاص أنسى الموضوع فمان الله..
وضع بعض النقود على طاولة ليقف امسكه ماجد من كفته
ليردف: أجلس يا ابن الحلال وانا يشرفني نسبك يا أبو صالح لكن
جمال: أدري فيك بظلمكم أثنينتكم انت ترثي لفقيدتك! واختي تخاف من رجل يمسها! هي كلمة بداخلي وطلعت بدون ما أحس على نفسي ..
ابتسم ماجد: وألا يقول بـ خفف عنك هالحمل تراني من قريب نويت أعرس بس ما بغيت أقولك إلا لمن اشوف الوقت المناسب..
جمال: تقوله صادق ولا تجاملني..
ماجد: جمال أقول رح لزوجتك يا عاشق زمانك، وبعدين في هالأمور أحد ينمزح فيها..
لـ يضحك جمال وبخبث: صدتك انت شفتها ولا تنكر..
ماجد: لمحتها بالغلط يوم أنها تلثمت بـ شماغك يوم خطفها الي ما يتسمى..
.
.
.
في المساء 2:15
صعد بلهفة ولج للداخل أمسك مقبض الباب.. ليجدها مستلقية مرتدية قميص كريمي.. تسلل بهدوء لـ يضع صندوق الهدايا على جانب الكمدينو دخل غرفة تبديل الملابس، وعلى سريع أخذ حماما ساخناً.. ليرتدي بجاما حريرية بلون السواد، استلقي بجانبها ليلثم شعرها نظر لصفوف أهدابها الناعسة قبلها: انا اسف ، انا مشتاق و ابي صوتك! ابي اسمي من شفاتك ابي اخر حكايتك يا وهم ابي اخبـارك.. انا ما قلت لك ؟ فاتك وانا اسمعك و اقاطع سالفتك بشوق.. حنيت لـ ذيك الليالي.. احبك ! بطّلي الغيبة ، نقص عمري من غيابك يا وهم ابي كل عمري بجياتك..
وضع يديه لـ بطنها البارز بشكل كبير: تدري يا أبوك أنا سامحت أمك على كل شيء وبـ نطوي صفحة المواجع والظنون الي بينا..
.
.
.
فتحت عينيها بتعب لتندهش من حضوره الغريب ماتت على باب قسوته
وكم خان مواعيد البقى وكم انتظرت لـ أقصى طموحاته انهارت
وهم: لا تلمسني..
جمال وهو يبعد خصلتها ليشدها لـ أحضانه: يا قلبك القاسي 5 شهور ما كافك غيابي
وهم بضيق: قلت لك لا تلمسني أتركني.. آآآآآآآآآه
جمال: وش فيك تراني حضنتك عادي!
وضعت يديها على بطنها: انت ما تبطل حركاتك! أزمت ولدي..
ابتسم بحب: جد ما دريت..
ليضع يديه فوق أناملها ألمُرتعشة همس بين أذنيها: وحشتيني..
وهم نبضها يخفق بشدة: عاد أنا ماني ميتة عشانك أبعد عني..
ابتسم بخبث: مشكلة قلبك وعيونك فـأضحينك
وهم: أبعد عني أحفظ بقايا عزتي يا ولد عمي.. بعده جرحي ندي، بقيت أنا وحدي تفاكيري أسراب.. ارتاح شوي وابكي ألفينُ.. تجي لي مثل الغريب وتبي لي اشرع لك أبوابي انت غلطان حتى لو مرت ذكرى بينا تبقى ابو ولدي..
جمال: قلتي الي بقلبك كله.. أبيك تسمعيني للآخر ولا تقاطعيني..
نظرت لعينيه وجهه الذي أصبح ضعيف سمُرته شرقية يعذبها على أشواك تدمي قلبها..
لمح في عينيها الدمع لـ يمد أنامله ثم مسح دمعتها اليتيمة
ابتسم: تدرين صبرت لأجلك كثير تنازلت عن أشياء انتي عارفة مقصدي زين ما زين! جاسم رحت له وضربته ما خليت فيه عظم صاحي.. سامحيني إن ظنيت فيك أدري أوجعتك كثير بس أدمحي زلتي وانا أوعدك أني لأسعدك لآخر يوم في عمري..
لتنهار بين أحضانه هي ضعيفة حواء هنا، وهو تفاحة آدم ..
.
.
.
نهاية البارت12 من الفصل الثالث..
لقاؤنا الجمُعة القادمة بإذن الله حتى يتسع لي بعض الوقت .. إذا الله كتب لي عمر..
.
.
.
تهزني من الأعماق هذه الآية (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً). سورة الكهف.
.
.
.
عمر الغياب
|