كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: المواجع والظنون
البارت
-8-
.
.
.
ليس من شوق إلى حضن فقدته
ليس من ذكرى لتمثال كسرته
ليس من حزن على طفل دفنته
أنا أبكي !
أنا أدري أن دمع العين خذلان ... و ملح
أنا أدري ،
و بكاء اللحن ما زال يلح
لا ترشّي من مناديلك عطرا
لست أصحو... لست أصحو
ودعي قلبي... يبكي !
*
شوكة في القلب مازالت تغزّ
قطرات... قطرات... لم يزل جرحي ينزّ
أين زرّ الورد ؟
هل في الدم ورد ؟
يا عزاء الميتين !
هل لنا مجد و عزّ !
أتركي قلبي يبكي !
خبّئي عن أذني هذي الخرافات الرتيبة
أنا أدري منك بالإنسان ...بالأرض الغريبة
لم أبع مهري ...و لا رايات مأساتي الخضيبة
و لأنّي أحمل الصخر وداء الحبّ ...
و الشمس الغريبة
أنا أبكي !
أنا أمضي قبل ميعادي ... مبكر
عمرنا أضيق منا ،
عمرنا أصغر... أصغر
هل صحيح ، يثمر الموت حياة
هل سأثمر
في يد الجائع خبزا ، في فم الأطفال سكّر ؟
أنا أبكي !
محمود درويش..
.
.
.
ساره: يا حبيبتي... الله يرجع لنا ملاك بسلامة.. ياسمين وش فيتس..
امسكت طاولة بثبات: مدري عشان ما فطرت.. حاسة بدوخة..
ساره: اقول حاسبي على صحتس.. تبين اخوي زيد يشق جبهتي
ياسمين بخجل: سوير..
ساره بضحكة: يا ملحتس ياسمينة..
لـ تضرب كتفيها: سوير اهجدي صدعتي راسي الله يهديك...
سارة: اذكري الله لا تنضلين بعين..
ياسمين وهي تكتف ذراعها: يا صبر الأرض.. اقول هاتي الصينة يا خوفي تكبينها..
سارة وهي ترفع احد حاجبيها: لا والله.. وخري عن طريقي.. انا بنفسي بوديه لـ عمي وبوكله بـ يديني..
كتمت ضحكتها ياسمين: الله يقويك..
وتشد الخطوات لتخرج من المطبخ ثم دخلت للصالة.. وتضع صينية بطاولة صغيرة..
لـ تجلس بجوار أبو جمال وتمسك ذراعه: عمي شوف هذه العصيدة سواة جدتي.. هقوتي ما تلقى لها مثيل..
ابتسم أبو زيد: أي يا صالح اكل عشان خاطر ها البنية الي تعنت عشانك يا اخوي..
أبو جمال بحزن: يا عمك لا تغصبيني.. ما ودي بـ عيشه..
رفع عينيه لـ ينتبه لدخول والداته وصوت عكازها يضرب بالرخام..
ثم جلست على الكرسي: يا امك قول لا إله إلا الله..
لـ يردد بهدوء..
ام علي وهي تجلس بجانبه: قومي يا سوير وهاتي دلة القهوة والتمر الي جابه اخوتس زيد من مزرعته..
ابتسمت ساره: ابشري يا ميمتي ذلحين اروح اجيبه..
أم علي: يا امك اكل.. تبي تطيح علينا.. ما هقيت قلبك رهيف..
أبو جمال: يمه والله نفسي شينه.. مابي آكل..
أم علي بضيق: انت حتى البارح عشاك ما اكلت منه.. والله يا صالح ان ما اكلت لاني بـ امك
قاطعها وهو يقبل يدينها: يمه يهون عليتس..
أم علي بعناد: مثل ما هانت عليك صحتك.. أكل وسم بالله..
زفر بهدوء.. لـ يمسك الخبز المُحمر ويغمس بعض العسل بالجبن..
أم علي: فيه العافية.. يا ابو جمال.. وراه ما اخذت سلمان عندك
أبو جمال: والله يا الغالية انشغلت بـ زواج جمال..
أم علي: ولو يا امك.. هذا ولد اخوك مثل ولدك..
أبو جمال: إن شاء الله..
.
.
.
قبل ساعات ضيقة
الحادي عشر ظهراً في الرياض
ماجد: توكل على الله..
جمال بخوف: يا خوفي صاير فيها شيء.. والله يا ماجد ما اسامح نفسي..
ماجد: ابعد توتر عنك مو صاير إلا كل خير.. خلنا نمشي على طريق القصيم.. ثم المدينة وبـ نوصل بحول لله لـ ينبع..
جمال: ما ظنتي الرحلة طويلة.. وهو ما عطاني الا نصف ساعة الكلب.. حتى لو حجزت طيران.. رحلة وقتها ساعة.. الكلب عارف ما اقدر اوصل له..
ماجد: ربك بـ يفرجها.. توكل على الله..
رن الهاتف وإسم "ناصر" يتصل بك..
جمال: هلا بالنقيب..
ناصر بهدوء: ما معك وقت.. اخذ الطريق السريع وانتبه وخلك على سرعة معينة..
جمال: ابشر..
حرك سيارته.. وسيارة ناصر من خلفهم تراقب تحركاته...
وسيارة الاسعاف ايضا تتبعهم...
.
.
.
بالدور العلوي..
اطلت بهدوء.. لـ تجدها نائمة وبـ احضانها لولوة..
لولو صفقت بـ يديها: خالتي..
شدتها بهدوء من احضان هند.. لـ تجلس بالكرسي القريب منها.. وتضعها بـ احضانها
قبلتها بهدوء: يا عيون خالتك.. جعيانه يا عمري..
زمت شفتيها: ابي ماما..
ثم اغمضت عينها وبكت..
استيقظت هند من نومها.. لتجد ياسمين ولولوة تبكي بشدة..
لـ تهمس بهدوء: وش صاير.. لولو وش فيها تبكي؟!
ياسمين: سامحينا صحيتك من نومك..
هند: لا عادي.. لولو حبيبتي ليه تبكين؟!
لولو: ابي ماما.. ابي اروح لها ودوني لماما..
ياسمين وهي تمسح شعرها: يا عمري ماما إن شاء الله بـ توصل وبـ تشوفينها.. يالله امسحي دموعك.. تعالي معي نشوف توم وجيري..
لتردف بخجل: أم علي نامي باين انك مواصلة ما نمتي..
هند: ما بينا ها الشيء.. ياسمين خففي من التكييف..
ياسمين اشارت: من عيوني..
خرجت هي ،و لولوة ومن ثم اغلقت الباب.. امسكت بها
وابتسمت لها: تعالي.. العبي بـ الآبياد ونشوف مع بعض توم وجيري والا تبين ترم ترم " النمر الوردي "
.
.
.
ينبع
كانت تكتم عبرتها.. ولكن الألم أقوى.. عينيها تمتلئ دموع وتتساقط.. تحت ملامحه الخبيثة..
طارق: مر نص الوقت.. واخوك ما له حس.. تشهدي احسن لك..
ملاك بخوف: يا مريض فكني.. بطني الله يأخذك يوجعني.. حرام عليك فك قيدي..
لم تحتمل الألم.. الموت أرحم لها من المعاناة..
وصداع كـ نواقيس برأسها اغمضت عينيها بـ إعياء .. ثم فتحتها بتعب..
طارق وهو يعض على شفتيه: هيه اصحي.. مو وقت دلعك..
اغمضت عينها.. وغرقت في الظلام..
طارق: افف..
سحب الهاتف لـ يتصل عليه..
.
.
.
في الجانب الآخر
وهو يسير بسرعة مجنونة.. وصوت ماهر المعقيلي يبث راحة والاطمئنان..
ماجد: هذا هو يدق عليك..
رفع الجوال لـ يرد: وش تبي يا حيوان..
ابتسم طارق: نص الوقت راح.. لا تنسى تشيع جنازة أختك..
واغلق الخط بوجهه..
جمال بغضب وهو يضرب المقود لـ تصدر ابواق في سكون الظهيرة..
ماجد: لا حول ولا قوة الا بالله.. صل على النبي.. نفس غضبك بذكر الله..
جمال: اختي يا ماجد.. ما لها حس.. لا يكون سواها الحيوان..
ماجد: ما ظنتي.. دام طلب ها المبلغ.. يبيع كل شيء مقابل فلوس وسخه..
جمال وهو ينظر لـ لوحة التي تشير بـ 10 كيلو من ( ينبع – بدر)
لـ يسير بـ نفس السرعة ومن خلفه مباشرة ناصر..
امسك هاتفه لـ يتصل على ذات الرقم..
ورنين متواصل..
جمال: رد يا حيوان..
رفع الهاتف ثم ابتسم: عساك وصلت..
جمال امسك نفسه لكي لا ينفجر غضب: وينك بالضبط..
طارق: في لوحة تشير لك على بعد 10 كيلو من ينبع.. تأخذ يمين وبجيك تفتيش ينبع الصناعية.. طول لا وصلت هناك دق علي..
جمال: عطني اختي ابي اسمع صوتها..
بتوتر: دخلت الحمام.. انت لا تطول ترى ما عاد لك وقت..
واغلق الهاتف من جديد على وجهه
جمال: يالله الصبر.. ماجد ناوليني المويه.. احس راسي بـ ينفجر..
ماجد: يالله هانت قريب نوصل.. وهذا هو النقيب ناصر ورانا..
نغمة جواله.. من أول رنة سحب الجوال سريعاً..
أبو جمال: وينك يا ابوك ما ترد.. كل ما ادق يعطيني الخط مشغول..
جمال: هلا يبه.. كنت اكلم الخسيس.. إن شاء الله قريب واوصل لها.. تطمن يبه ولا ينشغل بالك..
أبو جمال: انتبه على نفسك يا ابوك.. استودعتك الله التي لا تضيع ودائعه..
ابتسم جمال: يبه.. إن شاء الله بجي يبه انت ادعي لي..
أبو جمال: الله يسهل دربك يا ابوك.. اول ما تأخذها بشرني يا ابوك..
جمال بهدوء: ابشر يبه.. بحفظ الله
أبو جمال: فمان الله يا ابوك..
بعد ربع ساعة وصل للمكان المنشود..
قبلها بوقت نزل ماجد وركب سيارة مع ناصر.. خلف الاشجار.. ومن ثم سيارة الإسعاف واغلقت صوت تنبيه حتى لـ يشد الانتباه..
وقف سيارته لـ يرتجل واتصل على طارق..
طارق: ها وصلت..
بغليان يتصاعد لدمائه: أي وصلت انت وينك بالضبط؟؟
ابتسم بخبث: ما جبت احد معك.. غريبة جمال الخالدي يتنازل من جبروته.. ويجي لي مثل الكلب الذليل..
استغفر بداخله والغضب يسري بعروقه.. مسد عنقه: لا تطولها وهي قصيرة..
طارق: روح قدامك بـ توصل لمكان غريب ومهجور.. تلقى باب مصدي لونه اسود..
جمال وهو يدور في صحراء قاحلة.. وشمس تضرب بـ رأسه..
جمال بقهر: وين يا الحيوان.. ما في لا باب ولا غيره..
طارق: انت مشيت على وصفي..
نظر من بعيد للمكان.. لـ يركض وبيده الحقيبة.. وصل وهو ينفث أنفاسه ثلاثاً..
امسك مقبض الباب لـ يدلفه ويصدر صوت قوي.. كتم أنفاسه من الرائحة الكريهة
يريد أن يتقيأ.. تحامل على نفسه لـ يجد اخته بـ منظرها المُهلك للعين..
طارق يضع فوهة المسدس لجانب رأسها وشد شعرها..
وبخبث: وين الفلوس؟
لـ يرمي الحقيبة وتوصل تحت اقدامه.. من ثم اتبعها بورقة صغيرة بيضاء..
جمال بوجع: هذه فلوسك يا الحيوان.. وباقي المبلغ بـ شيك..
انحنى لـ يفتح الحقيبة وابتسم.. ثم وقف لـ يوجه المسدس على جمال..
ويردف: أي حركة منك صدقني بـ قتلها.. وخلك ثابت بمكانك..
جمال رفع يدينه..
طارق بتوتر حمل الحقيبة وابتعد وهو يوجه المسدس لـ جمال من ثم بخطوات سريعة خرج من الباب.. وعلى بعد مسافة طويلة.. أول من نظر إليه ناصر
ليردف: استسلم يا سالم.. وارفع يدينك.. تراك محاصر من كل الجهات..
طارق يركض من جهة اليمين و يحاصره بعض رجال الشرطة.. لـ يرجع خطوات للخلف ، ولكن رجال الشرطة بالمرصاد له..
طارق: يا الملعون..
امسك به ناصر ولوى ذراعه للخلف ومن ثم قيد يديه: اتركني الله ياخذك..
ناصر: ولا حرف اسمعه منك..
طارق بقهر: على أي اساس تمسكوني..
ناصر: امش وانت ساكت..
.
.
.
بالجانب الآخر..
اقترب منها بوجع.. لـ يمسك الحبل ويبعده عن جسدها الضعيف.. امسكها قبل ان تسقط على الأرض..
جمال وهو يحتضن رأسها وسقطت دمعة من عينيه: يا عيون اخوك قومي.. ملاك
قبل جبينها الحار.. وهو لا يستوعب حرارة جسدها ،ومن ثم غطى وجها بـ نقابها.. وحمل جسدها..
دخلوا رجال الإسعاف.. ثم وضعوها على السرير المتحرك وبداخل سيارة.. وضعوا الاوكسجين بشفتيها.. من ثم امسك يديها وغرز المحلول بجلدها..
دخل جمال وامسك يديها ضعيفة.. والممرضين اغلقوا الباب..
ماجد: اذكر الله.. إن شاء الله انها بخير.. قلبها باقي ما زال يدق لكن تنفسها ضعيف..
جمال بانهيار: ذبحها يا ماجد اختي مغدوره.. الخداع الحقير كيف تسول له نفسه ويوجعها هي زوجته ام عياله..
ماجد وهو يـ قيس لها الضغط.. وألزم بعض الممرضين بـ الاعتناء بها.. لـ يجلس بجوار صديقه..
ماجد: جمال يا اخوي اذكر الله.. ربك ارحم مني ومنك.. وهذا هو الشرطة قبضت عليه..
جمال: آآآآآآآآآه يا حرقة القلب توجع يا أخوك.. والله توجع.. هي وش لها بالمواجع والظنون.. وش لها يا أخوك!!
ماجد: لا تصير ضعيف.. هذا ربي يختبرك.. يبي يشوف مدى صبرك.. احتسب الأجر عند ربك الي ما ينسى عبده المؤمن..
جمال وهو يمسح وجهه بضيق: ونعم بالله.. بدق على ابوي امديه قلقان..
وسيارة الإسعاف تتحرك لـ أقرب مستشفى..
.
.
.
كان ينظر كل بعد ثانية للهاتف.. وفي لحظة أعلن الهاتف رنينه..
امسك الهاتف وبلهفة: ها بشر يا ابوك..
ابتسم جمال: حمد يبه هي بخير.. هي معي الحين بس شوي تعبانة وبـ ننقلها للمستشفى..
أبو جمال بخوف: وش فيها اختك يا جمال.. قول الصدق..
جمال: يبه.. تطمن حتى ماجد معي خذ كلمه..
ماجد اتسعت عينيه.. لـ ينظر لـ جمال ويتلثم بـ شماغه ،ويحاول أن يكتم عبرته..
ماجد: يا هلا يا عم.. لا تطمن ما فيها الا العافية.. ابشر عم لا توصي حريص.. بحفظ الله عمي..
.
.
.
أم علي: ها بشر..
ابتسم أبو جمال: جابها يمه..
لـ يقف ويسجد سجُود الشكر.. ومن ثم اتبعه أبو زيد..
بكت أم علي: يالله لك الحمد وشكر كما ينبغي لوجه جلالك وعظيم سلطانك.. يالله لك الحمد..
وصل بدر.. لـ يدخل عليهم..
بدر بخوف: وش صاير..
ابتسمت ام علي: رجعت اخيتك..
بدر بفرحة: الله يبشرك بالخير يا ميمتي..
لـ يتقدم لها بخطوات ثم قبل جبينها..
أم علي: يا عيال ابي تذبحون لي ذبائح.. وتطبخونها وتوزعنها صدقة عن ملاك..
لـ يرفع رأسه أبو جمال: ابشري بالخير يمه.. تعال يا سلمان.. جيت وهلت البشاير معاك..
تقدم سلمان لـ عمه من ثم قبل رأسه وبـ احترام: سلام عليكم يا عمي..
أبو جمال وهو يشده لحضنه: وعليكم السلام.. شلونك وانا عمك عساك طيب..
ابتسم سلمان: طيب يا عمي لكني مفتقد اختي وهم.. هي ساكنه عندكم صحيح يا عم..
ابتسم: يا ما شاء الله عليك.. يا زين منطوقك.. وكأن ابوك قدامي الله يرحمه ويغفر له..
أم علي بحزن: تعال يا امك.. اقرب يا سلمان..
ابتعد سلمان من احضان عمه لـ يرتمي بـ أحضان جدته.. وبكى بفقد شديد
أم علي: وشوله تبكي.. وهذا انت رجال.. امسح دموعك..
سلمان بـ انكسار: ليه روحتي عنا يا جدتي من بعد ما رحتي.. راح ابوي وراك..
أم علي وهي تمسح عبرتها بـ طرف طرحتها: الظروف يا امك ولاني بـ مستغنية عنك.. أنت طيب يا ولد الغالي..
سلمان: طيب بس لا عاد تبعدين عني يمه.. حتى وهم رجلها اخذها وجلست عند هاجر اختي.. بس ما هو مثل بيتنا.. ابي وهم ترجع معي بيتنا..
أم علي: يا امك وهم هنا بيتها.. ما تقدر تروح.. لكن بـ تروح معي القصيم..
سلمان: مابي يا جدتي.. ابي بيتنا..
.
.
.
قبلها بوقت
صلت ركعتي الضحى ومن ثم.. ارتدت على سريع قميص حريري لؤلؤي ، وتنورة باللون السواد.. لـ تبرم شعرها ثم وضعت ميك آب ناعم ، وطرحة على شعرها.. وأخذت نفساً عميقاً وهبطت لدور الأرضي.. من ثم دخلت بصالة.. القت السلام لـ تجلس بـجوار خالتها..
أم جمال: حياك يا بنتي.. عساك نمتي زين.. وراه عيونك كذا منتفخة ووجهك اصفر!!
ابتسمت بتعب: هلا خالتي.. ارهاق بسيط لا تشغلين بالك..
أم جمال بضيق: الله يهديك.. فطرتي..
وهم: ما اشتهي يا خالتي..
أم جمال: وش الي ما تشتهين قومي وانا خالتك.. والفطور جاهز..
ياسمين وهي تشد كفي وهم
لـ تبتسم: ابشرك.. ملاك رجعت..
وهم عقدت حاجبيها: مو من امس كانت بالمستشفى..
ياسمين: سالفة طويلة يبي لها قعدة.. تعالي نفطر..
لـ يدخلان للمطبخ ومن ثم التحقت بهم سارة
ساره: صباح الخير.. وراه وجهتس تسذا.. اعوذ بالله البارح وش زينتس كأنتس البخت..
وهم: شوية مصدعه.. عليك بالعافية ياسمين بس والله مو مشتهية.. بعدين قولي سالفة ملاك.. ومتى بـ نزورها للمستشفى ودي اروح لها الحين جد مفتقدها..
ياسمين وهي تفتح باب ثلاجة وتأخذ بعض الفراولة.. ومن ثم سخنت الحليب ووضعته على النار..
ياسمين: الله يسلمك.. سيد سالم الله يأخذه طلع معذب اختي.. حسبي الله ونعم الوكيل فيه.. وغير كذا امس خاطفها من المستشفى..
وهم تتسع عينيها بصدمة: وش تقولين ياسمين..
ياسمين: وجمال قبل ساعة راح لها.. عشان يجبيها
وهم امسكت جانبي رأسها وصداع داهمها بقوة.. لتسحب الكرسي القريب من طاولة الطعام لـ تجلس
ساره بخوف: ياويل قلبي عليتس.. وهوم وش فيتس وش منه تعانين؟!!
وهم بـ إرهاق: مدري وش فيني صداع بـ يذبحني ابي أي شيء مسكن.. ياسمين قلت لي ملاك معذبها سويلم.. متى صار ها الكلام وانا وين كنت فيه؟
ياسمين بوجع: ما علينا.. هي إن شاء الله بـ أمان مع جمال.. توه مكلم ابوي وانه بـ ينبع.. والله وجهك لونه مو طبيعي..
ساره بعفوية ابتسمت: وهوم لا يكون حامل..
اغمضت عينها بوجع: وش حامل تنكتين حضرتك..
ساره: بسم الله.. وراتس معصبه يا كلمة ردي مدزنتس..
وهم: ابي بندول ياسمين..
ياسمين: اقول وش بندوله خبله انتي.. قومي نروح للمستشفى لونك مهوب طبيعي..
وهم وضعت اناملها على شفتيها.. لـ تقفز لـ دورة المياه..
لـ تنتبه ام جمال وتتبعها بخوف: بسم الله عليك.. يا امك وش فيك..
وهم: خالتي شوية دوخة بسيطة..
أم جمال: ما تشوفين شر يا بنتي.. الله يهديك بس
امسكتها أم جمال لكـي لا تسقط.. وتنادي على ياسمين.. لـ تأتي بخطوات سريعة وبيدها كوب من الحليب لـ يسقط على الأرض.. وتبتل الأرضية الرخامية بالحليب لـ تشهق
ياسمين: ياويلي.. يمه وش صار فيها.. توها كانت معي وش زينها..
أم جمال: كلمي اخوك بدر يوصلنا لطوارئ.. توحين هرجي.. ولا تنسين تجبين عبايتها..
ياسمين بخوف: طيب يمه..
ركضت من ثم اطرقت باب الصالة الفاصل عن الصالة الأخرى..
أبو جمال: ادخلي يا ابوك..
ياسمين بتوتر: بدر امي تبيك..
أبو جمال نظر لـ عيني ابنته.. من ثم وقف
لـ يردف بهدوء: وش صاير يا ابوك.. وراه وجهك مخطوف لونه..
لـ تزفر ياسمين: ابد يبه.. وهم طاحت علينا ولا عارفين وش بلاها..
أبو جمال بخوف: يالله سترك..
أم علي: وش بلاها بنيتي.. ما تردين ياسمين
ياسمين: مدري والله يا جدتي.. خذيتها معي المطبخ ما دريت الا تفز وهي قالت لي انها مصدعه..
.
.
.
بعد نصف ساعة
كانت مستلقية على سرير الابيض ومحتضنه طرف وسادتها..
ابو جمال وهو يجلس بالكرسي بجوارها.. من ثم امسك يدينها
أبو جمال: يا عمك وش له تبكين.. الله يهديك وراه ما تأكلين.. ها الدختور يقول معك فقر دم حاد.. وراه تبكين يا بنتي وش تشكين منه.. جمال مقصر معك بـ شيء والله لا أدبه قليل الخاتمة..
لـ تمسح دموعها: لا عمي فديتك.. انا شوي تعبانة وتعرف دموعي تصب تحب تأخذ راحتها..
أبو جمال ويمسك يديها: بكاك يا عمك مهوب طبيعي..
مسحت دموعها: عمي فديتك ما فيني شيء.. بس مفتقده ابوي..
لـ يقف ومن ثم انحنى يقبل جبينها.. لـ تتراجع للخلف
وبخجل: عمي..
أبو جمال: وانا ما تعتبريني مثل ابوك.. تراك قطعة من قلبي يا وهيم.. الي يوجعك كانه يوجعني..
ابتسمت له بحب: الله يخليك لي ذخر ولا انحرم منك يا عمي.. انت بـ مقام ابوي.. بس يا عمي ما شفته ولا ودعته..
أبو جمال وهو يمسح على شعرها وبحنان: يا عمك.. اللقا بالجنة.. هو ارتاح من دنيا فانية زايله ما وراها غير تعب وشقا.. الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة..
لـ تشهق وهم: اللهم آمين.. اعذرني يا عم كلفت عليك..
أبو جمال بضيق: وش له ها الحكي.. بقوم الحين وخليك ترتاحين..
لـ تمسك يديه: عمي فديتك.. ما بي اجلس هنا ابي ارجع لـ بيتي.. اكيد جمال بـ يرجع وفشلة يجي ولا يلقاني..
أبو جمال: يا عمك ما به فشايل.. الله يهديك بس.. دختور يقول من يخلص ها الي بيدك بـ نخرجك بحول لله..
.
.
.
بعد يومين
جمال دلف الباب بغضب.. لـ يلقي سلاما
وهم وهي تبعد المفرش: خير وش صاير
جمال بغضب: وشلون تطلعين من شوري..
بـ عقدة حاجبيها: وش قاعد تقول وتخربط..
امسكها من معصمها: وش له تخرجين مع ابوي.. وقد قلت لك لا تخرجين إلا بـ إذني..
انتي تبينها عناد وبس..
نفضت كفه وبغضب مماثل: عمي خذني للمستشفى.. تعبت شوي وهو جزاه الله خير ما قصر.. هذا بدل ما تتحمد لي بسلامة.. داخل علي ومعصب على شنو
بغضب: وهـــــــم..
جلست على طرف السرير وامسكت رأسها الثقيل: تراني تعبت منك.. قرفتني في عيشتي.. طلقني ما عاد لي حيل اتحمل قسوتك.. حنون مع اخواتك وقساوتك انا الي اتجرعها وتبيني اسكت وابلع واقول لك سم ولبيه..
بجنون امسك معصمها لتقف امام عينيه
جمال بغضب كبير ومهدد: يمين بالله لا فتحتي ها السيرة مرة ثانية.. انك تحرمين علي مثلك مثل امي..
لـ ترمي عليه التحف وبغضب جنوني: اتركني.. ما ابيك
وفي لحظة تدور الأرض.. لـ يمسكها بخوف..
حمل جسدها ووضعها على السرير ومن ثم اخذ العطر وضع القليل منه بجانب أنفها.. حتى تستيقظ بعد دقائق.. لـ تلتقي عينيه القلقة بـ عينيها المُهلكة..
لـ تلتفت لناحية الشباك.. وتوليه ظهرها من ثم ابتعد جمال..
وبضيق: وش قصة طيحتك..
لتضحك بسخرية: باين انك قلقان.. البركة في قلبك وقسوته..
جمال زفر بهدوء: والحل معك يا بنت الحلال.. لا انتي مرتاحة ولا مـ ريحتني معك.. وش الي يرضيك يا بنت عمي..
اردفت بتعب وإزهاق روحي: مو حرمت انك ما تقرب مني.. خلاص خلك على قد كلمتك.. ومالك دخل بحياتي.. ولا اني دخل بخصوصياتك..
.
.
.
نهاية البارت الثامن من الفصل الثاني..
لقـاؤنا إن شاء الله الجمعة إذا الله كتب لي عمر
.
.
.
لا تحزن إذا تقطعت بك الحبال وضاقت بك السبل فاخرج من قلبك زفرة حارة وقل:
"يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث"
.
.
.
عمر الغياب
|