كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
كانت تحت قدميها سجادة من النعومة والكثافة بحيث غاصت قدماها فيها , كما كانت الجدران مطلية بلون صلصالي بني محمر ممؤه بماء الذهب , وكانت خزانات الكتب ترتفع الى السقف محيطة بالنوافذ من ناحية , ومن الناحية الأخرى قامت مرآة كبيرة ذهبية الإطار احتلت معظم مساحة الجدار الذي يفصل بين شقتيهما ماجعل طول الغرفة يبدو مضاعفاً , هذا الى ان انعكاس ضوء النهار اعطى المكان إشراقاً حتى في هذا الوقت الذي كان المطر فيه ينهمر في الخارج .
كان مطبخه اكثر اتساعاً من مطبخها , وقد صمم بحيث امكنه بأن يتسع لأحدث طراز من ادوات المطبخ , وعندما وضعت طبق الحساء على المنضدة الرخامية , ساورها شعور بالضيق من ان ما احضرته من حساء رخيص المواد , رغم لذة مذاقه , قد يكون غير لائق بمكان كهذا , خصوصاً وهي ترتدي تنورتها الواسعة التي خاطتها بيديها , وقميصاً قروياً , ولكنها مالبثت ان قالت :
- كل ماعليك ان تفعله هو ان تسخن هذا ...
واستدارت نحوه لتكتشف انه غير موجود , لقد اختفى هانتر لويس بنفس الخفة التي اعتاد ان يظهر فيها , ونظرت الى الهاتف المعلق على الجدار وتساءلت عما إذا كانت تجرؤ على انتهاز فرصة غياب صاحبه , ولكنها عادت فرأت أن من عدم الحكمة اغضابه اكثر مما سبق وفعلت فإن مجرد دخولها الى شقته هو إنجاز كبير .ريحانة
وتقدمت تمعن النظر في إحدى لوحاته الفنية , وكانت اصلية بطبيعة الحال , فالرسوم المنسوخة ربما لا تليق بقدره , كما فكرت متهكمة .. ولكن كان لمجموعته هذه تأثير عميق في النفس ما جعلها تشعر انه اختارها بعينيه وقلبه , وليس مجرد اختيار عشوائي .
- هل تعجبك ؟
منتديات ليلاس
قفزت من مكانها لترى هانتر واقفاً عند عتبة الباب القريب من اللوحة التي كانت تتفرس فيها مقطبة الحاجبين .
عادت تنظر الى اللوحة , قائلة بخشونة :
- كلا.
ولكنها عادت فتذكرت ان عليها ان تجامله , فسارعت تقول :
- انني لم اطلب نقداً فنياً , وإنما سألتك ما إذا كانت اعجبتك .
فقالت مرواغة وهي تتساءل عما إذا كان هو الذي رسمها بنفسه :
- وهل هذا مهم؟
وحاولت ان تعثر على التوقيع دون ان يلحظ هو ذلك :
- كلا, انا لم ارسمها, فليس لي دراية بالرسم , فأنت إذن , لن تهيني موهبتي إذا قلت إن ذوقي في الفن لا يعجبك .. ولا ذكائي بالنسبة الى الكذب تأدباً .
- حسناً , انها تثير اشمئزازي .
ولم تجد إلا ان تضيف غاضبة :
- إنني لا استطيع فهم شيء فيها , كما ان ألوانها لم تعجبني , هل يرضيك هذا؟
واخذت تنظر اليه بغطرسة.
- لا تماماً , انها في الواقع , من رسم أمي.
اغمضت آن عينيها , وعندما فتحتهما تطاير الشرر من عينيها الزرقوين وهي تكتشف انه كان يضحك منها, فقالت بلهجة مهينة :
- انني اشعر بالعطف على ابيك.
- لقد تطلق والداي عندما كنت في المدرسة الابتدائية , إن والدي متوف الآن , ولكن كان يشاركك في عدم اعجابه بفن امي.منتديات ليلاس
فسكتت آن وقد احمر وجهها ندماً , وتمتمت تقول :
- إنني آسفة .
لماذا تتبخر دوماً نواياها الطيبة تجاه هذا الرجل ؟
|