كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
فقالت وهي تنظر في كوب الشكولاتة :
- لقد رأيت الكتب في خزانة كتبك .. ورأيت مخطوطاتك في الآلة الكاتبة.
قال بخشونة :
- اتعنين انك بعد ان اقتحمت شقتي اخذت تتطفلين على خصوصياتي ؟
- انني لم اقتحم شقتك .. فقد استعملت المفتاح , ولم يكن ذلك للتطفل , لقد ظننتك مازلت في البيت انما ترفض فتح الباب لي , فقد كنت سمعت صوت آلتك الكاتبة ...
قال بجفاء:
- يدهشني ان صوت آلتي كان فوق صوت آلتك الذي يصم الآذان , لقد كان هذا سبب خروجي إذ وجدت التركيز صعباً إزاء ذلك السيل الجارف عن طباعتك وهكذا صعدت الى السطح لكي افكر بهدوء في بعض المشاكل.منتديات ليلاس
لقد كان هناك إذن. فقالت بسرعة :
- ان الآلات القديمة تحدث ضجة , على كل حال , كنت اتساءل عما إذ كان الأفضل ان انتظر عودتك..
سألها بنعومة :
- تنتظرين في غرفة نومي ؟ أليس ذلك هو المكان الذي وجدتك أمي فيه ؟
اجابت بضعف :
- ظننتك في داخلها.
فرفع حاجبيه , ولوى فمه موبخاً , ثم قال :
- أحقاً ؟ ان الزهو يتملكني .
- انك تعرف ماذا أعني.
- مرة اخرى , كلا , لا اعرف , انك اكثر ممن عرفت من النساء غموضاً , حتى لو سمرتك في الارض , فإنك ستقذفين في وجهي بمفاجئة.
قالت بلهجة هي بين الجد والمزح :
- لقد ارحتني بذلك , فأنا على الأقل لا ابعث الملل في النفوس , اسمع لو انني جئت الى شقتك لسبب آخر , فهل كنت سأفعل ذلك وعلى ذراعي طفل؟
سأل سائل الشيكولاتة على اصابعه فأخذ يلعقها , وعندما رفع عينيه التقتا بعينيها فانحنى الى الامام يقدم اليها قطعة من الحلوى على الشوكة وهو يقول :
- دعينا نتحدث عنك بكل تأكيد , ماالذي كنت ترتدينه مني , يا آن ؟ ماالذي جعلك تأتين اليّ هذا المساء ؟
سألها ذلك برقة بالغة جعلتها تفتح فمها ذهولاً.
اجابت :
- لقد اردت ان اشرح الأمر بالنسبة الى جيري والآخرين .
فأحست بتراجعه عن رقته تلك على الفور, ثم قال ببرود :
- ان طريقتك في الحياة هي شأن خاص بك.
فقالت :
- ان الأمر مجرد عمل.
قال باشمئزاز :
- هل هو محاولة لكسب تجارب اخرى انت بحاجة اليها في مؤلفاتك؟
اجابت بصراحة :
- كلا , وإنما لأنني اعرف ان ليس بإمكاني الاعتماد على نقود المنحة في دراستي الجامعية , ولهذا..
فقال:
- إذن , فأنت تمارسين اموراً غير اخلاقية لكي تتابعي دراستك ..؟
ففغرت فاها ذاهلة , ثم سألته :
- ماالذي تتحدث عنه ؟
- عنك وعن الشبان الذين يزورنك.
هكذا إذن , ان فكرته عنها ليست انها فوضوية فقط, و إنما مرتزقة تجمع المال كذلك, لقد كانت تضحك لولا الغضب الذي شعرت به , وقالت :
- ايها المعاق العقلي , كنت اعالجهم بالعلاج الفيزيائي.
|