كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. حفل الختام
عام 1968
" ولكن أبي سعاد تبكي بشدة تريد امي ماذا سنفعل ؟"
صفعة قوية كانت هي رد والده الحاد ليزجره بغضب قائلا
" توقف عن البكاء كالحريم أولا كم مرة علي أن أخبرك أن الرجال لا تبكي .... هيا أسكت تلك المزعجة وألا اقسم بالله عزيز عقابك سيكون مضاعفا ولا تلوم غير نفسك أنا غير متفرغ لتصرفات الأطفال تلك "
تركه والده خلفه ليخرج من الغرفة غاضبا بينما عزيز يمسح وجهه بسرعة ليس خوفا من العقاب ولكن لأنه رجل والرجال لا تبكي رغم الألم الشديد الذي يشعر به من صفعة والده
اقترب من سعاد التي زاد بكاؤها خوفا من صراخ والدها ليجلس بجانبها مغمغما بحدة حاول ان يكسبها بعضا من الخشونة
" هيا سعاد توقفي عن البكاء أنتِ لست طفلة "
رمت نفسها على صدر أخيها الذي يكبرها فقط بسبع سنوات ولكنه دوما يشعرها وكأنه والدها لتقول بصوت طفولي رفيع
" انا لا أحب أبي عزيز، أريد ماما احضرها لي "
" توقفي عن ذلك سعاد فأبي سيغضب أن سمعك هيا تعالي معي سنذهب لكمال لتلعبي معه "
" وهل ستلعب معنا ؟"
" الرجال لا يلعبون أيتها الحمقاء أنتِ وكمال ستلعبون وأنا سأشاهدك وأشجعك أيضا "
توقفت عن البكاء ما أن قال تلك الجملة السحرية والتي أنستها للحظات ما تريد لتقول بحنق بملامح عابسة وهي تبتعد عنه قليلا
" كمال يصغرك بسنة واحدة فقط لماذا لا تشاركنا اللعب أخي ؟ "
" إن وعدتيني ألا تبكي مجددا سألعب معكِ "
أشرق وجهها بسعادة أبعدت الحزن عنه لتقول بسرعة وبفرحة لم تخفي ملامحها في صوتها
" حسنا أعدك أنني لن أبكي مجددا مهما حدث "
" جيد هيا توقفي عن الحديث الآن وأذهبي لتستعدي حتى نذهب قبل عودة أبي "
" حسنا حسنا سأرتدي الفستان الأحمر "
ابتسم على اختيارها الذي تكرره كثيرا ولو الأمر بيديها لكانت جميع ملابسها باللون الأحمر
" جيد أسرعي إذن "
**
1975
" عزيز هذه هي ابنتي زينب في نفس عمر شقيقتك سعاد "
ابتسم عزيز بسعادة وهو يمد يده بثقة ليصافح تلك الساحرة التي خطفت أنفاسه وغيرت مسار نبضات خافقه بقوة خفية تملكتها ليتمتم بكياسة دون أن يستطيع أبعاد نظره عنها
" تشرفت بمعرفتك آنستي "
" شكرا لك "
قالتها بتلعثم وهي تسحب يديها بخوف ترجمة هو محض خجل عذري فتنه أكثر ليسبح مع الغيوم تاركا قلبه معلقا بالأرض يقفز كلما همست بصوتها الندي مجيبه والدها بكلمات قليلة باحترام وخجل شديد لينهي والده اللقاء بعد فترة وهو يعتذر بالانصراف ويعد السيد عبد الحميد بزيارة أخرى في القريب العاجل ليرحلا معا ولكن قلبه لم يرحل برفقته
**
1978
لم يصدق نفسه عندما لمحها من بعيد ليسرع بخطواته ناحيتها وهو يحاول تهدئة نبضات قلبه التي تهتف باسمها فرحة كما هو حالها منذ أخبره والده بخبر انتقال السيد عبد الحميد للعيش في حيهم ولولا احترامه لوالده لكان قفز فرحا أمامه ولكنه كعادته ابرع في كتم مشاعره وهو يرد على والده بهدوء ويخبره أنه سيمر ليبارك له أن وجد وقت لذلك وما لا يعرفه والده أنه يذهب يوميا لمنزل السيد عبد الحميد بحجج واهية على أمل أن يراها ولكنها كما لو كانت تعرف بذلك وترفض الخروج لرؤيته
" يا له من يوم رائع وأخيرا رأيتك "
" عزيز من أين أتيت ؟ لم انتبه لك "
هتفت بفزع من صدمتها لرؤيته ليضحك بخفه معتذرا عن إخافتها وهو يسير بجانبها
" كنت في طريقي إلى البيت ولمحتك من بعيد فأتيت لأسلم عليكِ "
" شكرا لك لقد انتقلنا إلى هنا منذ فترة بالتأكيد والدك أخبرك بذلك "
استمر حديثه لدقائق لم ينتبه فيها لملامحها الخائفة ولا لرعشة يديها التي تحاول بجد ان تخفيها عن ناظره لتعتذر بخوف لم يفهمه متحججة بغضب والدها ان تأخرت لترحل من أمامه هاربة دون أن تلتفت خلفها او تلمح لمعة حدقتيه العسلية التي عكست الكثير والكثير مما عجز لسانه عن قوله
**
1981
لم يصدق نفسه عندما وافق السيد عبد الحميد ووالده على زواجه من زينب فحلمه بات اقرب إليه مما يظن
" ما الأمر عزيز هل لأن زواجك اقترب لن تتحدث معنا ؟ "
انتبه على مزحة رأفت ليرمقه بنظرة جانبيه متعالية مجيبا بمرح مماثل وهو يعود لجلستهم بعد أن غادرها بعقله سارحا في جنيته الصغيرة
" ليس لي حاجة بكم حتى أتحدث معكم "
" دعك منه رأفت عندما يأتي بعد أشهر كارها الزواج لن نتحدث معه "
قالها كمال من بين ضحكاته ليرد أحمد وهو يرمي بزهر النرد من بين يديه
" أنا حتى الآن لا اصدق ان زفافك اقترب عزيز مازالت اشعر بالأسف على تلك المغلوبة على أمرها "
لكمة عزيز في كتفه بخشونة ألمته لتعلو ضحكات احمد وهو يتمتم متأوها
" آه امزح امزح ماذا بك يا رجل ؟ "
لعب رأفت دوره وهو يضيف مازحا موجها الحديث لأحمد الذي يجلس أمامه
" أجعل والدك يوافق على زواجي وأنا اعدك أنني سأقطع علاقتي بكم جميعا "
تعالت ضحكتهم تحيط بجمعهم الدائم والذي لا يخلو من المزاح والمرح
***
1985
صفعة قوية كانت رده على حديثها المزعج والذي اثار غضبه سقطت على أثرها بينما هو هتف زاجرا دون أن يتأثر بدموعها والشرر يتطاير من عينه
" هذه الكلمة عليك أن تنسيها زينب لا طلاق ، مفهوم ؟ هذا لن يحدث مطلقا وذلك من أجل والدك ليس من أجلك "
خرج صافعا الباب بكل قوة تعلو ملامح الحزن عاكسة وجع قلبه الذي تجاهله فهو لم يضرب فتاة مطلقا فما باله بجنيته الصغيرة ! ولكن هي من دفعته لذلك ، تبا لغبائها متى ستفهم انه ليس كوالدها ؟ وبعد صفعه لها الآن ربما لن تفهم مطلقا أسرع بالاتصال برأفت ليقول ما أن وصله صوت الأخر عبر الهاتف
" رأفت أشعر بالضيق دعنا نذهب إلى أي مكان "
......
" حسنا سأنتظرك هناك "
أغلق الهاتف ليسرع بالخروج من المنزل وهو يسب نفسه لرد فعله العنيف وضربه لها بتلك القسوة فربما يكون حديثه الحاد هو ما دفعها لطلب الطلاق
زفر مستغفرا وهو يستقل سيارته ليهرب مبتعدا عن صورتها المنكسرة التي تلاحقه وعن امله الذي قتله للتو بيده
***
1988
" حمد لله على سلامتك زينب "
قالها بحنو وبمرارة علقت بحلقه لتدفن نفسها في حضن سوسن وهي تقول بخوف بات يعرفه ويقتله كلما لمحه في صوتها
" شكرا لك عزيز "
" سيعوضنا الله خيرا بإذن الله "
قالها بخفوت وبأمل انهته نظرتها اللائمة والتي تشبعت بحزنها لتنهض سوسن بكياسة من جانبها تاركة له المساحة ليواسي زوجته التي قرأ رجائها الصامت في حدقيتها أن تبقى ولا تدعها بمفردها مع الوحش الكاسر ، الوحش الذي انهى حلمها مرارا وتكرارا وحكم على روحها بالسجن الدائم
تقدم مجبرا حتى لا يشك رأفت وسوسن بشيء ليميل طابعا قبله حانية على جبهتها اشمأزت منها وهي ترتعد خوفا لم يُخفى عليه ليبتعد مسرعا قائلا بلطف مزجه بقوته التي اخفى وراءها كل تلك المشاعر
" سأتركك ترتاحين فبالطبع أنت متعبة "
" نعم أنا كذلك "
مثلت النوم فورا شاكره له حجته التي قالها ليبتسم لها وهو يدثرها جيدا قبل أن يتحرك مع رأفت الذي نهض متمنيا لها الشفاء ويدعو لهما أن يعوضها الله خيرا بينما عزيز اخفى تلك الغصة ببراعة يحسد عليها وراء جمود ملامحه الذي يزداد مع كل طفل يرحل قبل أن يكمل شهرين على الأقل منذ ذلك اليوم الذي عاد فيه ليجدها مسجية بدمائها ويعرف بأنه فقد أول طفل له
***
نهض بفزع ليهتف بقلق وخوفا عليها من أمساكها بالمسدس الصغير الذي نسى أمره في درج مكتبه على غير العادة ليحاول تهدئتها بحنو ترجمته هي سخرية من حماقتها وكعادتها ترجمت نظراته بشكل خاطئ ليتحرك نحوها متمتا بهدوء
" حسنا عزيزتي اهدئي وسأفعل لكي ما تشائين "
الأحداث توالت بشكل أسرع مما يتخيل وطلقه متهورة حاولت أن تمزح معه ولكنه تخطاها ببراعة لينفجر غضبا من تلك الحمقاء التي فضلت ان تتوارى خلف مسدس صغير على ان تتحدث معه بعقلانية ليصرخ بها وهو يتقدم بخوف عليها قبل أن يكون على روحه .
" زينب كفي عن حماقتك وسخافتك تلك ودعي هذا المسدس من يدك "
للمرة الثانية تصرخ به ان يرجع وألا ستطلق النار عليه ليكتم غضبه في قبضة يده التي شد عليها بقوة محاولا ان يلطف من نبرة صوته بينما يرتد خطوة للخلف
" حسنا حسنا عزيزتي سأفعل لكي كل ما تريدين ولكن أرجوك دعي المسدس من يدك "
ألمته ملامحها المتهكمة بسخرية سطعت في صوتها وهي ترد حديثه بغضب شع بحدقتيها
" لقد اكتفيت عزيز يكفي كل ما عنيته بسببك الآن ستدعني أرحل هيا أنطقها "
هددته مرة أخرى بما تحمل بين يديها ولكنه لم يكن خائفا منها كما ظنت بل خائفا عليها من أن تؤذي نفسها لينهي تلك المسرحية السخيفة والتي لم تعد تعجبه أكثر من ذلك فهو كان يبقيها بجانبه على أمل أنها ستفهمه يوما ما ولكن هذا لن يحدث
رفع يده يحاول تهدئتها فهو يعرف أن نفسيتها متعبة بسبب ما تمر به مؤخرا ليتمتم برفق
" حسنا سأفعل .. "
" الآن عزيز "
صرخت به بقوة يعرف أنها تملكها منذ زمن وكم حاول أخراجها من داخلها لسنوات ولكنه فشل ففي كل مرة كان يتجبر عليها لعلها تثور كانت هي تزداد خنوعا وضعفا ألمه
فحربه مع زينب لم تعد مجدية ولم يعد راغبا في التمسك بها أكثر من ذلك فهي لن تفهم مشاعره يوما ليهتف بوجع واضعا النهاية لحب كتب له من أول يوم الفشل ولكنه لم ينتبه
" أنتِ طالق زينب "
الأولى كالثانية كالثالثة لم تشكل فارق معه ولكنها على ما يبدوا كانت الحياة بالنسبة لها لتسقط أرضا من شدة التعب ليسرع بقلق ناحيتها أثار فزعها لتضغط على الزناد بخوف دون أن تنتبه فتصيبه تلك المرة ليسقطا ثلاثتهم هو وهي والمسدس
**
|