كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. الفصل الثاني و العشرون
" مــاذا ؟ تزوجت بمن ؟!! "
هتف عادل مستنكرا وهو ينهض بحده ارتد على أثرها الكرسي خطوة للخلف بينما السيدة هالة اتسعت حديقتها بصدمة أخفت صوت شهقتها القوية وهي تنظر بتكذيب لأنس الذي اطرق برأسه بأسف متمتما بهدوء محاولا به أن يمتص غضب السيد عادل
" اسمعني ابي "
" اخـــرس .... انا لا اريد ان اسمع صوتك "
صرخ به عادل في غضب وهو يمنع نفسه عن صفعة بقوة بعد كل ما سمعه لتمسك هاله بكفه وهي تهتف بجزع
" اهدأ عادل ودعه يكمل حديثه "
نزع يده بحده ليتلفت إليها هاتفا بغضب اظلم حدقتيه
" أي حديث هذا الذي يكمله ؟ ألا تسمعي ما يقوله هالة ! "
" أبي أرجوك يجب ان تفهمني لم يكن هناك حل آخر " ردد بندم ليردف آسفا وهو ينظر لموضع قدمه غير قادرا على مواجهة اي منهما " فريدة كانت ستفعل اسوء من ذلك ان كنت رفضت "
" ولماذا كان كل هذا انس ؟" سأله والده لائما وهو ينظر اليه بحسرة ليتابع بأسف مماثل ونظره منكسرة هزت انس من الداخل " لما حدث كل هذا من الأول انس ؟ أجبني "
عض على شفتيه بندم وهو يلتزم الصمت بخزي مما فعله فهو لا ينكر خطأه ويعرف حجم الكارثة التي فعلها ليردف عادل بحزن بصوته
" كل هذا من أجل انتقام أحمق تحكم بك وجعلك تتبع خطاه " نظر إليه بوجع مكملا حديثه " انتقام لم استطع ان انزعه منك انس ، فشلت في محوه طول تلك السنوات "
ادار ظهره ليهمس بندم شديد وهو يحاول ان يبرر موقفه ولو قليلا
" ابي اقسم لك الأمر ليس كذلك انا حتى .... "
أسكته عادل وهو يقول ساخرا على عكس الوجع الذي ينهش قلبه كحيوان مفترس انقض على فريسته دون رحمه
" لقد خيبت أملي فيك انس لم أتوقع انك ستفعل شيء كهذا مطلقا "
سكت خجلا من حديث والده القاسي والذي يستحقه فهو من أضاع كل شيء بإتباعه خطوات انتقام أدت به الى التهلكة ليتمتم باعتذار خجول
" اعتذر أبي "
استدار إليه عادل وعلى وجهه ابتسامه حزينة منكسرة ليهمس بهدوء وهو يشير برأه نفيا
" لا داعي للاعتذار انس لا داعي بني " ليردف بصوت مخنوق من تلك الغصة التي استحكمت حلقه " الآن فقط استطيع ان افهم لما حرمني الله من الأولاد فعلى ما يبدوا لم أكن لأصبح أب جيد لهم كما لم أكن لك بني "
تحرك مغادرا ما انا أتم جملته التي أنهت على انس كليا ليمسح على وجهه وهو ينظر لوالدته التي تبكي في صمت هي الأخرى ليتحرك ويجلس بجانبها هامسا بأسف وهو يمسك بكفها ليقبله بحب
" انا أسف ماما أرجوك لا تبكي "
رفعت يديها لتمسح على خده بحنان وهي تهمس بوجع اشد من وجع زوجها وبخيبة اشد
" لطالما حلمت بزواجك وتخيلت سعادتي وقتها بني لطالما كنت انت سبب سعادتي وقوتي في تلك الحياة " لتردف وهي تتأمله بحسره " أنا لا ألومك فهذه حياتك وانت حر في اختيارها ربما انا وعادل ......... "
اختنق صوتها عن المتابعة ليطأطئ رأسه للأسفل بخجل بينما هي أردفت بقوة كاذبة منهيه الحديث في هذا الموضوع بطريقة أوجعته وهي تنهض من جانبه
" مبارك عليك زواجك انس " لتهمس بتهكم ساخر أوجعه " مبارك عليك انتقامك بني "
لحقت بزوجها الذي سبقها تتبعها نظرات انس النادمة لكل ما فعل يا ليته لم يتسرع ولم يخبرهم بتلك الطريقة ، لام نفسه بقسوة وهو ينهض بحده ليخرج من المنزل الذي استقبله طفلا وعاش به لسنوات ابنا محبوب من كلا والديه وكافئهم هو تعب تلك السنوات بفعلته المدمرة تلك
****
انتبهت على انتظام أنفاسه دليلا على استغراقه في النوم الذي رحب به سريعا من التعب على ما يبدو لتريح جسده برفق للخلف وهي تتأمل ملامحه الشاحبة والتي نال منها التعب جزءا كبيرا لتمسح على وجهه بحنو قبل أن ترفع يديها لخصلات شعره الكثيف وتمسح عليها برفق وهي تهمس برقة
" سيكون كل شيء بخير حبيبي .. "
اعترفت لنفسها بسهوله دون المزيد من الإنكار فمنظر عمار وهو في تلك الحالة أوجع قلبها الذي لم يعد قادرا على المجادلة في هذا الأمر اكثر من ذلك فهي تحب عمار ولسنوات ورغم كل ما فعل لها إلا ان قلبها الخائن لم يستطع ان يكرهه بل كان يتعلق به أكثر وأكثر
تأملت ملامحه بحب واعترافه بحبه لها يقويها لفعل المزيد من أجله فهو اصبح كل عالمها وللابد ولن يكون سواه سيدا لقلبها الذي لم يعرف حبيب غيره لسنوات واعتراف أدهم لها بحقيقة الماضي ايضا أزال عنها الغمامة السوداء التي كانت تعصب بها عينيها حتى لا تراه وتضعف من جديد
دثرته جيدا بالغطاء الذي أحضرته قبل أن تهمس بخفوت وبأمل زرعته بداخلها قبل أن تزرعه بداخله
" سيكون كل شيء بخير بإذن الله ... تصبح على خير "
خرجت من الغرفة بحذر حتى لا توقظه دون أن تنتبه لعينه التي فتحها ولا لتلك الابتسامة الدافئة التي زينت ثغره بحب وهو يتأمل رحيلها الصامت قبل ان يرحب بصدق للنوم الذي سحبه لعالمه برحابة صدر مرحبا
****
|