كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. الفصل الحادى و العشرون
***************
اندفعت بقوة وهي تسبها بغضب بينما زينب تلحق بها هاتفة بقلق وهي تحاول ايقافها
" نور توقفي هل جننت ؟ الجميع بالاسفل "
" لا اصدق أنها أتت إلى هنا يكفي ما فعلته حتى الآن، ماذا تريد أكثر من ذلك ؟"
" نور اهدئي من فضلك صوتك سيصل لهم توقفي قليلا وتعالي معي "
قبضت على معصمها لتتوقف نور مرغمه وهي تهتف بحده بينما تحاول ان تخلص ذراعها من قبضة زينب
" دعيني زينب لقد تمادت كثيرا ويجب ان تقف عند حدها "
" وماذا ستفعلين ايتها الحمقاء ؟ السيد مراد بالأسفل وأنتِ تعرفين معزته عند جدتك "
هتفت بغضب وهي تشير بيدها الأخرى نحو الأسفل
" كل ما مررت به إلى الآن زينب بسببها هي وتطلبين مني ان اتوقف واهدأ ! "
" نعم عزيزتي افعلي ذلك من اجل صلة القرابة بينكم ومن اجل السيد مراد الذي كان كوالدك طوال تلك السنوات "
مررت نور يديها الأخرى بين خصلات شعرها لتجذبهم بعنف و ترد عليها بغضب
" وماذا فعلت هي من اجل تلك القرابة ؟ لا شيء سوى تدميري المرة تلو الاخرى " لتردف بحده وهي تسحب معصمها بقوة " وانا اكتفيت من مراعاة مشاعر الجميع على حساب نفسي وحان الوقت لتصحيح كل تلك الاخطاء "
اندفعت قاطعة الطريق من تحتها بخطوات ثائرة تعكس كم الغضب الذي تأجج بداخلها وثار اخيرا بعد سنوات من الركود
لم تطل دهشت الجميع مستنكرين صوت نور العالي على غير العادة والذي لم يتبين لهم جدا وهي تظهر أمامهم كالإعصار يتطاير الشرر من حولها يحرق كل ما تصيبه بنظراتها ليهب ادهم واقفا ويسرع نحوها وهو يسألها بقلق واهتمام اخوي
" نور عزيزتي ماذا بك ؟ "
تجاهلت سؤاله متعمده وهي تتقدم خطوة أخرى نحو تلك التي وقفت راسمة ابتسامة متشفية على شفتيها قائلة بتهكم ساخر
" لا تبدين بخير نور ماذا بك عزيزتي ؟ "
" نور هل أنتِ بخير حبيبتي ؟ "
سألها السيد مراد بحنو أبوي لتخفض نظراتها نحوه للحظات قبل أن تعيدها لمنه بغضب خرج في صوتها وهي تسألها بحدة
" لماذا اتيت إلى هنا منه ؟"
توترت ملامح منه ولكن سرعان ما سيطرت عليها بابتسامة مهتزة كصوتها الذي همست به وهي تدير رأسها على جميع من في الصالة
" لاطمئن عليك بالطبع نور ؟"
" نور ما هذا يا فتاة ؟ "
هتفت جدتها بتوبيخ لم يؤثر بها ولم يحد من نظراتها المصوبة على منه بحدة لتهتف بتحدي وابتسامة واثقة تأججت حقدا تلك المصدومة من تحول نور كليا
" وانا بخير لا تقلقي لم تنجح خطتك هذه المرة ايضا في التخلص مني "
اختفت ابتسامة منه وتبدلت نظراتها الوديعة باخرى حاقدة وهي تهمس بغضب وغيرة لم تبالي بحجبها عن الاخرين سامحة لحقدها بان يطفو على ملامحها
" مخطئة لقد نجحت تماما نور وها أنتِ امامي بائسة كليا ولن تتمكني من الصمود كثيرا فلا تتظاهري بقوة اعرف انك لا تملكيها عزيزتي فسرعان ما ستسقطين " لتردف هامسة وهي تقترب من وجهها وتنحني قليلا لتكون في نفس مستواها " وسأكون سعيدة للغاية وانا اشاهدك حينها "
صفعة قوية اخرستها وأذهلت الجميع من حولهما لتشهق السيدة صفية بصدمة وهي تضرب بكفها على صدرها بينما علت هممات مختلفة الحدة باسمها من جدتها وادهم تجاهلتهم وهي تهتف بقوة زادت من دهشتهم
" انت هي المخطئة منه انا لم اسكت تلك السنوات خوفا منك بل احتراما لوالدك الذي كان بمثابة ابا لي " لتردف بعنفوان غاضب " لم ابالي بكل تلك المشاكل التي كنت تفتعليها في الماضي وتنتهي بعقابي من جدي لأنني لا اريد صدع في علاقة جدي بعمي مراد "
تابعت وهي تقترب بحدة أخافت منه لتزدرد ريقها بتوتر وهي تسمعها تضيف بتهكم
" حتى عندما سرقتي مذكراتي ونشرتيها بالجامعة لم اخبر احد لأنني أشفقت عليك منه وايضا احتراما لصلة القرابة التي بيننا "
شهقة مستنكره صدرت من ريتال كتمتها سريعا وهي تضع يديها على فمهما بذهول فهي عرفت بأمر تلك الحادثة من كارمن لقد أوضحت لها سابقا حقيقة صداقتها بنور وأخبرتها أن يبقى الأمر سرا بينهم وألا تأتي بذكر الأمر خوفا من أن تنتكس حالة نور التي تعاني من توابع تلك الحادثة حتى الآن
اتسعت أعين الجدة بصدمة تجلت معالمها على ملامح وجهها الشاحب وهي تستمع لتلك الحقائق المخيفة بين حفيدتيها بينما ادهم التزم الصمت مجبرا وهو يرى بعينه معاناه صغيرته التي تخلى عنها من اجل انتقام واهي اكتشف حقيقته مؤخرا ولا يصدق ان نور مرت بكل ذلك بمفردها
اسودت ملامح السيد مراد واختنق الهواء بصدره صارخا بالمساعدة لعله يجد من يخرجه وهو يحاول ان يستوعب حقيقة الأمر الذي يرفضه عقله ويكذبه خافقه بقوة فابنته لا يمكنها أن تكون بذلك السوء و تأذي نور مطلقا فهي تحبها ، ابنته بالتأكيد تفعل
" لن اسمح لك أن تتمادي اكثر من ذلك منه ولن امرر لك بسهولة ما اصاب جدي "
اخرجته كلمات نور من شروده ليصدمه رد ابنته الوقح وهي تحاول السيطرة على اعصابها مدعية ثبات كاذب فضح حقيقته رعشة يديها
" انا لم افعل اي شيء لجدك أنا فقط اخبرته حقيقتك الكاذبة أنتِ وعمار والتي ستنتهي قريبا "
" حقا !!؟ " غمغمت نور ساخرة لتردف بقوة وثقة وهي تنظر اليها بحده " دعيني اخبرك إذن بان جدي سيتخطى أزمته بإذن الله وانك لن تنجحي في كسري مطلقا منه وانا وعمار لن نفترق بل سنبقى مع بعض للابد "
اظلمت حدقتي منه بسواد قاتم انعكس على ملامحها التي اكفهرت مظلمة بحقد مخيف لتخرج عن شعورها من شدة غضبها من تلك الحمقاء التي تتباهى امامها وتقف ثباته وكانها لم يصبها شيء مطلقا لتهتف بفحيح سام كالافعي وهي تضرب بسبابتها على كتف نور بغرور
" لا تفرحي كثيرا فانا لم انتهي منك بعد واقسم اننـــ..... "
اخرستها تلك المرة صفعة والدها الذي جذبها بعنف من يديها صارخا بها لاول مرة وملامحه تبدو عليها التعب والاجهاد
" اخرسي منه ، اخرســـي وتعالي معي هيا بنا "
" سانهيك نور وسأتأكد تلك المرة من نهايتك "
هتفت بحقد وبنبره حملت الكثير من كرهها وهي تخرج كليا عن الواقع وتبدو وكأنها شخص مختلف كليا عن منه التي يعرفها الجميع بينما السيد مراد يسبها بغضب ليخرسها ويشدها معه نحو الخارج متوعدا لها بالكثير
اسرعت ريتال بقلق نحو نور التي رمت نفسها عليها باكية وهي تتخلى عن قوتها التي تسلحت بها الدقائق الماضية لتضمها بحنو لصدرها بينما نور تهمس من بين دموعها ما ان انتبهت لما سببته
" يا الهي لقد دمرت كل شيء "
" اهدئي حبيبتي اهدئي انت لم تفعلي اي شيء لا تفكري بالامر كثيرا "
غمغمت بحنو وهو تحاول ان تهدئها قليلا ليسحبها ادهم لحضنه وهو يتمتم برقة بينما يمسح على خصلات شعرها
" هششش اهدئي صغيرتي "
ابتعدت قليلا بجسدها لتسأله بقلق وبنبره خافتة ما بين بكاؤها " انت لست غاضب مني ادهم لما فعلت ؟"
ضمها لصدره مجددا ليهمس بنبرة اجشة حانية وهو يمسح على رأسها مجددا
" كلا عزيزتي انا لست كذلك بل اعتذر لكل ما اصابك وانا لست بجانبك حبيبتي "
دفنت نفسها اكثر بين ذراعيه مفرغة كل مشاعرها المتعبة سامحة لنفسها بان تبكي كل أوجاعها على كتفه لتشعر بأنها أخيرا عادت لوطنها ليشدها أكثر بحنو متمتما باعتذار صادق وبأٍسف شع بصوته
" اعتذر نور اعتذر صغيرتي "
*************
|