كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة دموع الشياطين الجزء الثالث (تراقص القمر ) بقلم زهرة سوداء. الفصل الثالث
ت/ق3
منذ الصباح كان عليها التعامل مع حماس آنا وحديثها المتواصل عن الزفاف من قال انه ليس لديها قدرة على التركيز فكل حواسها متنبةلامر واحد الزفاف
ثم كان على سيلا التعامل مع تحضيرات الذهاب لحفل القرية اين ادواردو لقد وعدها انه سيتصرف ولايبدو انه سيفعل فهو مختفي ولا احد يعرف اين
ارتدت ثوبا وردي اللون وكذلك آنا وانتظرت معها عودة والدها الذي اتى اخيرا
"اين كنت "سالت سيلا وقد فرغ صبرها من الانتظار
"لقد كان لدي عمل اجاب مبتسما تبدين حقاً كخطيبة "
"اه. ليس انت ايضا لقد انهكتني آنا منذ الصباح وانت وعدتني ان تتصرف "
"حسنا لقد قلت بضعة ايام سيلا والآن هيا آنا مقبلة علينا ويحب ان نتحرك فورا اذا أردنا حضور الحفل "
أسرعت سيلا تتقدم الى الباب الأمامي قبل ان تتحفنا آنا بأحد الامور كان تعانق والدها مثلا بعد غيابه طويلة اليوم
جلست الى جانب ادواردو الذي تولى القيادة وانا في الخلف وعندما قطع ادواردو مسافة بعيدة عن الجسر سألته سيلا الى اين يذهبون
"الى القرية "
"ولكننا تجاوزنا الجسر "
"هناك طريق اخرى وإلا كيف اذهب الى المدينة بالسيارة لا يمكنني فعل ذلك عن طريق الجسر "
"لم اكن اعرف "
"انت لم تسالي "
وعاد للصمت كان هناك أمرا غريبا فهو يبدو متحفظا على غير عادته أتراه يفكر بالمأزق الذي وضعتهم فيه آنا وآنا ايضا بدت صامتة على غير عادة من يراها الان لا يصدق انها ذات الفتاة التي كانت مملوؤة بالحماس في الصباح أتراه اخبرها شيء لذا هي صامتة فكرت سيلا بينما يصلون الى القرية
لاقاهم أهل القرية بترحاب وود وكانت الحفل في المقهى وتم تحضير مأدبة عامرة على شرف ادواردو الذي بدا شخصا مختلفا مرحا وودودا لابعد حد لا ينفك يدهشها في كل مرة ترى وجهها مختلفا له
مع انتهاء الطعام عزفت الموسيقى وبدا الرقص الذي افتتحه ادواردو مع السيدة لارا احدى سيدات القرية تملك مشتلا للزهور ارمله وجميلة ولم تبعد عينها عن ادواردو طوال الحفل
فكرت سيلا بسخرية
"هل ليس لائقا كان يجب ان يبدا الرقص معك انت خطيبته "قالت آنا غاضبة
"لا باس آنا ان الحفل على شرفه و يجب عليه مجاملتهم "قالت سيلا وهي تحاول ان تبعد عن تفكيرها ان آنا كانت محقة ما بالك سيلا انها خطبة صورية وانت لا تريدينها صوبت لنفسها مسار افكارها
"الكساندر مندينز تقدم الشاب اليها معرفا بنفسه والدي يملك محل البقالة في القرية اما انا فاعيش في مدريد لكني اقضي دوما العطلة هنا وانت "
"سيلا انا مرافقة ابنة السيد ادواردو واعمل مساعدة له "مدت سيلا يدها لتصافح الشاب الوسيم كان في السادسة والعشرين من عمره كما اخبرها بعد ذلك يعمل في شركة للاتصالات كمساعد تنفيذي ودار حوار مريح بين الاثنين سالها الكساندر ان تشاركه الرقصة القادمة وهي ابدت سعادتها وكادت تنطق بالموافقة لولا تدخل آنا الحانقة "هذا لا يجوز سيلا هي خطيبة والدي "
نظرت اليها سيلا بعتب بينما الكساندر بدا كانه لا يفهم ما قالت
"للواقع لقد ذقت ذعرا من كل هذا ان الامر لا يعجبني "هتفت آنا وهي تتقدم من والدها الذي كان يتابع رقصته مع ثاني او ثالث امرأة جذبت طرف سترته لتجعله يتوقف نظر اليها متسائلا قبل ان تشير للجميع بالصمت
"لدي اعلان هام قالت آنا أرجو انتباهكم ونظرت الى والدها ثم اشارت الى سيلا ان تاتي الى جانبها الاخر تقدمت متشككة مما تنويه الصغيرة لكن نظرات الجميع عليها ولم يكن لديها خيار
"اريد ان أعلن خطبة ابي ادواردو سانتوس على الانسة سيلا "قالت آنا بصوت جهوري ما ان استقرت سيلا الى جانبها والتي نظرت اليها بصدمة ثم الى والدها الذي بدا هادئا وكأنه كان يتوقع هذا
"ماذا؟؟"سالت سيلا بهمس وهي تراقب ادواردو يخرج علبة صغيرة من جيبه ويفتحها عن خاتم ماسي رقيق متقدما منها ليلبسها اياه
كانت جامدة انها في حالة صدمة لا تستطيع ان تاتي باي حركة وكانها امرأة اخرى غير تلك التي ترتدي الخاتم
كلمات التهنئة والتصفيق حولها ثم الموسيقى وشعرت نفسها تسحب الى رقصة كانت غائبة عن الوعي لكن بعين مفتوحة لم تعلم كيف سحبت الى الخارج ووضعت في السيارة التي انطلقت بسرعة كانت في متاهة لقد تعرضت لخداع كبير
"سيلا هل انت بخير "سالها ملاحظا شرودها الغير طبيعي انها في حالة صدمة حدث نفسه وهو يرى عينها المفتوحة دون ان ترى
"سيلا "صوت شق الضباب الذي لف عقلها مما جعلها تنتفض
"بخير هتفت لقد خدعتني "صرخت به
"اهدئي "قال لها
"اهدا لقد وعدت ان تتصرف "
"لقد تصرف أجابها عندما علم انها بدأت تخرج من صدمتها اهدئي حتى نعود الى المنزل لقد أصبت بصدمة وكان علي إخراجك من هناك بسرعة قبل ان تبدأ الصدمة بالانعكاس كما يحدث الان "
"توقف قالت تضربه بيدها لا تتجرأ وتبدا بتحليلاتك انت مجرد مخادع قذر "
"توقفي ستقتلينا "صرخ بها
"أتظن انني اهتم لا اعتقد لقد حاولت الانتحار اكثر من خمس مرات لن تضرني محاولة اخرى "
"توقفي صرخ بها وهو يوقف السيارة عن الجسر ليترجل منها ويسحبها تحت معارضتها الشرسة وما ان وصلا الى القصر حتى توقف وصرخ بها
"الان اسمعيني توقفي عن التصرف بعناد وطفولية آنا ستأتي بعد قليل لننهي نقاشنا الان "
"لقد خدعتني انا لا اريدك ولا اريد الارتباط بك "
"حقاً كنت اعلم انك لن تقبلي بالكلمات تريدين اثباتا عمليا"قال متقدما وقبل ان تتمكن من الهرب كانت تغرق في عناقه كان رقيقا!ناعما وهذا على عكس ما توقعته منه لذا هي ارتبكت ولم تعلم ما تفعل لقد استعدت لمقاومة قسورة لكن هذه الرقة والنعومة لا تمسكت به لشعورها انها ستقع بين لحظة واُخرى وسرعان ما احاطت يدها بعنقه وهو تمسك بها يضمها اكثر ليتحول شيء من صدمة الى استجابة غلفتها لهفة لا تعلم من اين اتت لكنها في تلك اللحظة لم تكن تفكر بشيء اخر سوى انها تريد البقاء قربه هكذا بين ذراعيه
ابتعد عنها على مضض لم يمن بحاجة لقول شيء كان الامر ظاهرا في عينيه الفضية التي غام لونها انها الرغبة وهي تشعر بشيء ما يجعلها سعيدة لرؤية ذلك
"قولي لي انك لا تريدني "قال هامسا انما بنبرة منتصرة
"انا لن اتزوجك "كلماته جعلت غضبها يتفوق على اي شعور غادر اخر
"فات الاوان لترفضي سيلا لقد أعطيتني وعدك امام الجميع ووافقتي وانا حصلت على التصاريح زواجنا سيكون بعد اسبوع وغدا ستعلن كنيسة القرية خطبتها وموعد الزفاف والآن اذهبي لترتاحي قليلا لان حالما تعود آنا لن تجدي وقتا لذلك "
لقد وقعت في فخ محكم ولفت شباكه حولها وبأحكام لا مجال لها للهروب الان كانت فكرته للتصرف ان يوقعها اكثر في هذا المأزق حتى لا تستطيع الفكاك منه
|