كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
أبتسم وأزداد بريق عينيه:
" أمي كانت قلقة جدا عليك, يبدو أنها تعتقد أنك تخافين مني, هل حقا يساورك الخوف مني يا تشاريتي؟".
" ليس خوفا , ربما بعض العصبية".
" لأنني يوناني وأجنبي بالنسبة لك؟".
" كلا, كل ما في الأمر أنني لا أعرف ماذا تتوقع مني أن أفعل".
قطب جبينه وقال يغيظها:
" أظن أنني أوضحت هذا الأمر تماما, ربما كنت أطلب الكثير من أمرأة أنكليزية تعتبر نفسها ندا لأي رجل؟".
حاولت أن تضحك معه , ولكنها أحسّت أنها بائسة:
" أما أنا فلا أعتبر نفسي ندا لك".
أعجبه هذا القول واحسّت بأعصابها تخونها , سألها:
" ماذا؟ أستمري في الحديث".
" أنه أمر واضح".
" واضح لي؟ أم لك؟".
أبتلعت ريقها وقالت:
" واضح لي, أنك الطرف الأقوى من الناحية الجسمانية , وأنت أيضا أغنى وتنتظر مني أن أطيعك , لقد قلت لي ذلك , وأنا أحبّذ هذا الوضع".
ظلّ صامتا , ألقت عليه نظرة سريعة , وودت لو أنها أمسكت زمام لسانها , كان المرور كثيفا أمامهما, ووقفا فترة قبل أن يستطيعا عبور الشارع, أمسك لوكوس بذراعها وهما يعبران ليصطحبها الى الطعم.
منتديات ليلاس
كانت الطاولات مفروشة بأغطية زاهية الألوان , ووضعت عليها المناديل النظيفة وأواني الزهور , كان هناك بعض الطلبة حول أحدى الطاولات يتجادلون , وفيما عدا ذلك كان المطعم يبدو مهجورا , أشار لوكوس الى طاولة في الركن البعيد وقال:
" أذا جلسنا هناك, أستطعنا أن نتحدث بدون أزعاج".
" لا أظن أن هناك شيئا آخر يمكننا التحدث فيه".
قالت ذلك وقد أشتعلت فيها رووح التحدي , خوفا من أن يجعلها تبوح بأشياء أخرى , تلك هي مشكلتها , أنه يعرف الكثير عنها في حين ظلّ هو على غموضه بالنسبة لها , كل ذلك بسبب لسانها الغبي! لم يكن هناك داع لأن تقول له أي شيء على الأطلاق.
رفع حاجبيه في دهشة ساخرة ولكن تعبير وجهه كان رقيقا للغاية :
" ماذا تطلبين , شايا ... كعكا؟".
وافقت تشاريتي فلم يكن يهمها ماذا تأكل , أنفجرت تسأله:
" أية أسئلة تريد أن توجهها اليّ؟".
" كنت أريد أن أعرف سبب أنزعاجك هذا الصباح".
طرفت بعينيها , شعرت بجفاف في حلقها وتورم لسانها:
" لقد كان سخفا مني".
وأنتظرت منه أن يقول شيئا , ولكنه ظل جالسا هناك في صبر ينتظر منها أن تكمل حديثها.
" لقد قلت لي أنك مشغول في عمل".
ورمقته بنظرة غاضبة , ولكنها لم تستطع الأستمرار فيها . فهي لا تشعر بالغضب منه الآن , وما الذي يغضبها؟ أنه لم يزعم أنه يحبها.
" لم يكن يهمني من الأمر شيء لو أنه حدث في أي مكان آخر , أو أي وقت آخر, هل كان من الضروري أن تقبل أردياني هناك, وبهذه السرعة بعدما حدث بيننا ليلة أمس؟".
" هل ستعودين للغيرة وضيق الأفق من جديد؟".
أنكرت بحرارة على الفور:
" كلا , أنني لا أغار , فأنا أعرف كل شيء عن أردياني , ولكنني كنت أظن..".
|