المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الادارة العامة فريق كتابة الروايات الرومانسية عضو في فريق الترجمة ملكة عالم الطفل |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
10- خذني الى زوجي
سمعت تشاريتي بكاء ألكسندر, وتسللت من السرير بدون أن تزعج لوكوس, أرتدت الروب وهي تنظر اليه وهو نائم وقلبها يتدفَق حبا له, علا صراخ ألكسندر بدرجة لا يمكن تجاهلها , توقفت تشاريتي عن التثاؤب والنظر في أعجاب الى زوجها , وذهبت لترى أبن أختها, أليكترا على حق, كانت بالفعل طاعنة بالسن, لقد تخطَت بكثير السن التي يمكن أن تكون فيها أما لألكسندر.
وضعت تشاريتي الطفل على ركبتيها وأخذت في مداعبته وهي تقوم بتغيير ملابسه, قالت لنفسها لو أنها أسرعت في هذه المهمة لأمكنها أن تتسلل عائدة الى السرير قبل أن يصحو لوكوس.
أرتعشت حين خامرتها هذه الفكرة , كم كان رقيقا معها! لم تكن تتصور أن قمة المتعة في الزواج ستكون بمثل هذه الروعة, كان صبره معها لا ينفذ , وأحست مع دفء جسده بوجة فياضة من الحب له, تحملها بعيدا في أعماق أعماقها الى بحار لم يخضها أحد من قبل سوى لوكوس والحب الجارف الذي تحمله له.
لقد أنتزع منها تلك الليلة الأعتراف بحبها له مرارا عديدة , وكان يبدو عليه أنه يستمتع بسماعها وهي تردد ذلك مرارا ولكنه لم يقل لها ولو لمرة واحدة أنه يبادلها نفس الحب.
وهي تذكر أيضا أنها قالت له أشياء أخرى , أشياء لم تقلها من قبل لأي أنسان, أشياء لم تكن هي نفسها تعرفها عن نفسها , حكت له عن صمت والدها الطويل, والوحدة التي ظلت تعانيها بعد أن ذهبت اختاها وتركتاها وحيدة تواجه مرضه الطويل ووفاته في نهاية الأمر, ذكرت له أيضا كيف أنها لم تنجح أبدا في أن تكون لها شخصية قائمة بذاتها, وقال لها مداعبا وهو يحتضنها:
" والآن يجب عليك أن تكوني خالة ألكسندر".
وردَت عليه وهي مقطبة الجبين في الظلام:
" أعتقد ذلك, لو أنه لم يكن شبيها بفيث الى هذا الحد , لعدت الى أنكلترا بأسرع ما يمكنني ".
أجابها وشفتاه تغيبان في شعرها:
" لن يحدث أبدا, فلم أكن أسمح لك بذلك".
فردت عليه بصوت عال وأصرار:
"أنني أحبك".
ضحك هو وهمس في أذنها بهمهمة باللغة اليونانية , وقبَلها كأنه أستجاب لرغبتها الكامنة تماما.
ألتهم ألكسندر زجاجة اللبن , وتجشأ فاتسخت كل ملابسها .
قامت بتنظيف كل الفوضى التي سببها, ونهرته لأنه حرمها من العودة مرة أخرى الى لوكوس.
" كان يجب عليَ أن أتركك تبكي الى أن تعود للنوم مرة أخرى".
قال لوكوس الذي ظهر عند الباب مشعَث الشعر حافي القدمين , وهو ما زال يقوم بأرتداء بيجامته.
" ولماذا لم تفعلي ذلك معه؟".
أحسَت بالخجل لدى رؤيته , وبشيء من الأندهاش لتجوّله في المنزل على هذه الصورة , وقالت:
" قد تراك أليكترا على هذه الصورة ".
ضحك عاليا وأتجه اليها ليدسّ يده متخللا شعرها , وليربت على عنقها مداعبا.
" هل مشاعر الغيرة تتأجج فيك كما تتأجج عاطفتك؟".
رفعت اليه رأسها متأهبة لأستقبال قبلة منه:
" آمل ألا أكون غيورة, لأنني أعتقد أنّ الغيرة نوع من ضيق الأفق".
" الغيرة من جانب المرأة, لا تنم عن ضيق الأفق , فكل النساء يعانين الغيرة عندما تخفق قلوبهن بالحب".
" وهل الرجال لا يشعرون بالغيرة؟".
" يستطيع الرجل أن يجعل زوجته تمتنع عن القيام بما يشعل نار الغيرة فيه".
" أذا فأنت تعتقد أنه ما من شيء أبدا يدعو للقلق؟".
" ألا تفعلين ذلك أنت؟".
" أنني لا أخجل أن عبّر لك عن مدى حبي".
أخذ الطفل من بين ذراعيها ووضعه في مهده عندما سمع تعبيراتها التي تتأجج بالحب له , سمعا وقع أقدام أليكترا عبر الممر قادمة أليهما.
قالت أليكترا معتذرة عن عدم سماعها بكاء ألكسندر:
" كان يوم أمس يوما شاقا ولم أستطع النوم , ولذلك أخذت واحدة من دواء كزينيا المنوم , لا بد أن أشرب فنجانا من القهوة لأصحو , هل تناولتما أفطاركما أم أقوم أنا بأعداده ؟".
قبّل لوكوس خالته على وجنتها وقال مداعبا:
" لقد كنت أنتظر من شخص ما أن يقوم بتغذيتي , ماذا تأكلين يا تشاريتي؟ لم أسألك من قبل عن ذلك , هل تحبين البيض واللحم المقدّد والمربى ؟ أم ستتناولين معي خبزا وقهوة؟".
قالت تشاريتي على الفور:
" خبزا وقهوة من فضلك".
كانت تود لو أوتيت الشجاعة لتقول له أنها تريد طعاما مثل طعامه, ولكنها كانت تخشى أن تجرح أحساس أليكترا , أي شهر عسل كان ذاك؟ وهما يقضيانه مع أليكترا والطفل؟ ولكن طالما أن لوكوس يعتبر ذلك شيئا لا بد منه فلا أعتراض لها , وراعها مرة أخرى لون بشرته الذهبية وجمال عينيه المتلألئتين , كان بالفعل أبوللو دبّت فيه الحياة, أحسّت برغبة جارفة في التوجه الى هيكل البارثيون لتعقد من جديد مقارنة بين لوكوس وأبوللو.
" لوكوس , هل يمكن أن نقوم اليوم بزيارة الأكروبوليس؟".
نظر لوكوس في ساعته وهز رأسه قائلا:
" نذهب بعد الظهر أذا شئت , لأن لدي شيئا هاما لا بد أن أفعله هذا الصباح".
وأضاف وقد لاحت على وجهه أبتسامة تداعب شفتيه:
" كان يجب علي أن أنجز هذا الأمر أمس , ولكنني كنت مشغولا".
لم تتفوه تشاريتي بكلمة , كانت تعرف أنه مضطر لذلك , ولكنها تمنّت لو أنهما أستطاعا الأنفراد ببعضهما لعدة أيام قليلة, تعتاد فيها على حبه, وربما تستطيع خلالها أن تقنعه بأنه لا يرغب في أمتلاكها فقط بل بحبها أيضا.
أنتهى لوكوس من شرب قهوته ومن قراءة الجريدة , ووقف بدون أن يلقي عليها ولو نظرة واحدة , جفّفت تشاريتي الدموع التي ملأت عينيها وتظاهرت بالأهتمام بعلبة السكر الموجودة أمامها.
" ما الذي كنت تتوقعينه؟".
سألتها أليكترا بصراحة محبّبة ومضت تقول:
" كان العمل بالنسبة له يأتي دائما في المقدمة , ولن يتغير الحال الآن".
|