لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-13, 12:46 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 





بِسمِ الله الرَحمَن الرَحيِمْ

*

صلآتَكُمْ أولآ ، أحبتي



وَ بِكَ أتَهَجَأ أبجَديَتي !



الألِفْ الأُولَى

*



هل يعود الحلم يوما..

يثلج الصدر الحزين..

ينثر الورد عطورا

يتسامى كل حين..

هل يعود الحلم يوما

مؤلما حد السكون

من عراق القلب قادم

هل يكون او لا يكون

عادت الاحلام معنا

بعثرتنا بالحنين

و مضت تشكوا عراقا

نازفا في كل حين

كنا نرجوا أن يطيب

جرحها عبر السنين

رحمة الله ارجو

أن تعم العالمين..

..بقلم : صبا العلي.. خَاصةَ للِحلمْ



*





نكون او لا نكون
نصون .. أو نخون
نكتم ، أو نفصح ، فـ نذبح !

تتشوه دواخلنا ، فتتهشم النفوس لـ ثلمات ، نرتبط بـ أذرع أخطبوط ثمانية بماض ولى دون مغيب ، في مقدمة العمر نكون ، لنعاني من سفاهة أوله ، و وجع اقداره ، بما تبقى منه حتى تتوفى النفوس آجالها !
لسنا سوى ثلة ممن مضت اعوامهم ، و تقدمت بهم السنون لـ يفيقوا على صفعة عمر شاب رأسه ، صفعة حطت رحالها على خد ذهنهم المتأخر وعيه لتؤنبهم على ما فات و انقضى
أينكم و من تبغون ؟ أ تلك أيام اسلفت فـ أرضتكم ؟ أم هو اليأس من غطاكم بـ ثوبه الطويل ذي الأذيال المتسربلة بؤسا ، فـ أحكم ستر عورات الحنين ؟ أما آن أوان الصحوة ؟ أوليس لقلوبكم كما لغيرها من حرية العيش ، احياءا ؟!
أفيقوا يامن تبغون لأنفسكم موت حي ، أفيقوا و إرفقوا بمن إستحلوا شمائلكم بذواتي خفية و توجس .. ثم إنصفوا عمرا لن يتوان عن لفظ أخر أنفاسه بأرضكم .. أرض الدماء العبقة بريح من إستشهد ففاض دمه ليغرقكم ، و عطره ليهديكم من الجنان نفحات روحانية


*




ببطئ راحت يده تقبض على الجهاز المسكين المحشور بين انامله و باطن الكف ، يرقب ملامح من امامه ، متجهمة .. كما لو أنهم أخبروها بـ ضرورة القدوم لإستلام جثة ، لعدو !!
تلك الخطوات الثلاث لم تفتأ أن تظل فاصلا بينهما ، لم تدنو ، فلم يجازف بالمبادرة ، دون صراع بين نفس و ضمير ، ترك لـ لا مبالاته حرية تولي زمام اللقاء ، ليعلق بـ شخير ساخر ، متجرد من لفتات اللطف : زين واحد منكم عبرني ، و إجة

و لو كان قد اطرب اسماع الحيطان ، لأنت له شوقا ، مرحبا مهلهلا بإبتهاج .. أما من أمامه ، فإكتفت بـ رمقه بذات نظرة صهرت به إستهتار رجل ، لينعكس جمودها بنظراته ، و يكفهر الوجه الهازئ بغير ذي لين .. دون أن يستنطق ما خلف سكونها من " غيظ " قادته خطاه ليتوجه ذات شماله ، حيث بوابة الخروج من المطار ، و الدخول لـ بؤرة تلتهب مستعرة !

بـ بدلة رسمية كئيبة ، متفحمة اللون تكتفي .. إذ يكتسي الجسد الممشوق بتنورة طويلة تعلوها سترة خالية من زخرف الفن ، اسفلها قميص حريري بلون لؤلؤي ، يتماشى مع خطوط الحجاب الهادئ ، بـ حركات متقنة كانت تتبع من اولاها ظهره ، و هرب من لوم الاحداق ، و تعنيف الالسن
تراقبه بدقة ، ذو منكبين عريضين ، جدا ، جسد منتفخ لدرجة قد تبدو " مقيتة " ، طول فارع ، شاهق .. و رأس أقرع تكاد ترى إنعكاس صورتها بـ صفحته ، حركاته الواثقة الرشيقة اذهلتها و كأن به في الأمس كان هنا ، حتى الآن لم تجود عليه بـ كلمة ، فتتصدق بها عن طول الغياب ، و لم تفعل و هو الجاني بحقهم اجمعين ؟


بذقن مرفوع ، يتماشى معه الحاجب الأيمن ، ساخرا .. ظلت تتابع سيره - الذي سرعان ما تاه بمتاهة عنوان بوابتها الحيرة - دون ان تتكرم بـ النبس ببنت كلمة ، و لما تعمق في المشي حيث المجهول ، لمحت تلك الخطوة المترددة التي هجمت على ثقته بـ ذاكرته ، ليقف أخيرا رافعا رأسه حيث السماء - المقلدة بكومات ناصعة البيضاء يدعونها سحبا - مرتديا نظارته ذات الجودة الثمينة المتماشية مع " التيشيرت " الأصفر ، و البنطال " الجينز " العصري .. كما عرفته دوما ، يتغابى قرب " الأصول " ، متناسيا ضرورة إدراكه تقدمه في السن ، كـ مراهق !

تمتطي حقيبته الـ شبابية ظهره بـ عشوائية ، مثيرة للهزل ، و الوجل .. إستطاع بـ لحظات فقط جر معظم الأبصار لهيئته الطاحنة الجاذبية ، و كان " اغلب المعظم " بـ مقل تتكحل ، و افواه تتزين ببهرج الالوان ، إبتسامة رفيعة هزلية حطت على الثغر المزموم بـ ضيق ، لتصير على غفلة من " مكانتها " متفرجة على احد اسخف المواقف ، التي عانت منها لفترة ليست باليسيرة ، و لم تحبها البتة حينها ، فكيف الحال هنا !
كم ودت لو شاركته المهنة ، لتستطيع عند ذلك الحين مجابهة تفاهة تصرفاته مع كومة الصحفيين الذين ظهروا من حيث لا تدري ليكونوا خير حلقة حول ذي الابتسامة الفخمة ، يبدو أن تقدمه في السن و احترافه بـ عمله نجحا بـ صلب عود مظهره الآسر أمام رفاهية الشهرة و ضريبتها ، إذ لم يبدو عليه نيته السابقة بـ " قتل أحدهم " وهو يرحب بتودد هذه .. و ذاك ، ببسمة مذهلة .. تذيب القلب في موضعه !

دقائق و إنفك جمع النحل من حول زهرة دوار الشمس " الصفراء ، الضخمة " .. ليستدير حينها و دون ان يوجه لها بصره ، و حاجباه متعشقان كـ حبيبين عند التلاقي ، راح يرمي عليها قوله المتخشب بـ الحنق : هسة وين ؟

بالطبع سـ يتوه و كل ما حولهم و يدركه بصره هو الجدران الإسمنتية المتحركة التي صنعت لـ تخنق الطرقات ، و تقتحم حرية المسير ، دون أي نتاج " أمني " مبشر بخير ، هذه المرة صارت هي الحملدار ، لتقوده بـ خيلاء فرس جامحة ، سوداء البدن .. رشيقة القد ، واثقة الخطى ، كـ ملكة .. كانت تدرك يقينا بأن فتائل الغضب تضاعفت برأس ذلك الاصلع المتباهي ، لكنها لم تهتم .. فـ يكفيها أن تهديه موجزا بسيطا عن النشرة المطولة المجهزة سلفا لتلقى بوجهه كوابل حجمه يهول غولا .. دون ان تجبر عنقها على الإلتفات إلتقطت ردة فعله المذهولة بعفوية افصح عنها بـ " صفير عال " فلت منه ما ان إستقبل إيمائتها الخفيفة ناحية المركبة الرباعية الدفع ، المشابهة لها بـ فخامتها ، و له بضخامته و لمعان رأسه !

دون أن يبذل مجهودا في إخفاء ذهوله ، نطق متجاهلا كونها لم تهديه حرفا منذ وصوله ، و لولا مكالمة لم يمض عليها سوى دقائق بينهما لظن أن " وجد بعده " اتى بمصرع حنجرتها ، لتخرس : لاااندكرووز !!!!
زين يعني واصلكم التطور ، عبالي بعدكم عالاوبل و السني

هنا ، لامس وترها الحساس ، ليجيد إستفزازها و هو اكثر من مدرك لذلك .. لتلتفت حدوه و تحدجه بـ نظرة فقط ، إستعارتها من القطب الشمالي ، حيث ترعرعت هناك منذ الصبا الضائع ، و دون اي مجهود نجحت بفض قشرة السخرية تلك من فوق ملامحه الـ " باذخة الوسامة "
و كأنها أقسمت ألا تحاكيه ، إذ اكتفت بتلك الـ نظرة ، لتتحرك حيث مقعد السائق بذات سكون من ماتوا و إندثرت ضجتهم تحت ثراهم ، قبيل أن تصله إستخدمت الجهاز الصغير المرتبط بـ مفتاحها ، لتفتح اقفالها ، فـ يماشي صمتها بأخر ، أجوف الفكر ، متخم بالحنق .. تحرك خطوتيه ليجاور مقعد القيادة ، ملتفتا الى الوراء حيث رمى بحقيبته الخفيفة مفجرا بها قليلا من كبت راح يصل حلق صبره مهددا إياه بـ قئ قريب .. ظل متجهم الوجه و هو يراقب الطريق بصمت ، و شئ من جليد راح يتكسر ، فينصهر ، ليسيل تماما و هو يحترق بـ شمس أرضه ، بعد أن " لمعت وجهه أوربا " ها قد عاد ليشتعل جلده ، و يفقد بريقه الأخاذ

ود لو كانت رفيقة الدرب بمزاج أقل حدة ، لتشرح له بضع من هول ما يراه ، معظم السبل تنتهي عند تلك الجدران " الكونكريتية " ، و بعض منها تقطعه كتائب من جنود ، لم يفهم رتبهم العسكرية ، فحين الرحيل لم يكن لهم وجود هنا !
شوارع مزدحمة ، خانقة .. و اغلبها موشومة ببناية متفحمة الجدران ، منهدمة الطوابق ، ضيق صدره إزداد ليقبض على الرئتين ، فتصير الأنفاس مخنوقة ذات هسيس نبه من تجاوره ، لتتكرم عليه بـ نظرة غير متكلفة كما العادة ، و من ثم .. و بعد فضل الله عليه .. يزداد عطاءها لتحادثه ، فهي رفيقة الغربة و الظلم ، لم يفقد وجودها إلا منذ أشهر قلائل ، لكنه يعترف .. كان مشتاقا .. لتبخل عليه بمثل ما يشتاق

: هاي بعدك مشايف شي ، بس تفتر بالشوارع روحك تطلع من الوضع ، اما الازدحام ، فيطلع الواحد من طوره

لم يلتفت حدوها ، بل عكف على متابعة ما اودعته الحرب بأرضه ، و ما تودعه في كل ليلة و ضحاها ، فالنهار .. إبتلع غصة لم يتمكن من اذلالها لتذوب ، بل تجاسرت عليه لتشكل عقدة من مسد في منتصف عنقه ، أعلى تفاحة آدم سكنت .. و أمنت !
لم يسلخه شئ من دوامة أفكاره ، و تقاذف حمم براكين ضميره الراكد تحت اكوام السبات الحسي ، فـ هو تركهم ليعانوا هنا .. بمفردهم .. هجرها ، ضعيفة ، مفطورة الفؤاد ، محنية الظهر ، يتعلق بجيدها قلبين لم يصلا اعتاب النبض بعد !

كان مأسورا لجلاده ، و سياطه ، لم يهتم بـ رنين هاتف " الدكتورة " ، فبالتأكيد رتبتها الجديدة تحتم عليها الإنشغال .. إذ راقه أن ينصت لقولها الهادئ ، المتبختر بجفاف مناخ الوطن ، و حرارة نسائمه ، الغاضبة

: صارت عندي شغلة ،
لا لتخافين اوصل بالوقت ان شاءالله
اوكي
- تجعد جبين و نبرة ، تسبقها زفرة ضيق - لا ! ليش شصار وينهم ؟
زين و المعاون هم ماكو ؟
أهاا .. يللا مو مشكلة خير إن شاءالله
زين شوفيلي موعد لاخ قريب ضروري
ماشي
لا هسة اكمل شغلتي و اروح للدار ان شاء الله
يللا السلام عليكم

بنصف التفاتة كافئ تحيتها الأخيرة ، عينيه انجرت بسلاسل حيث الخاتم المميز حول سبابتها اليسار ، الرابضة فوق المقود ، مع تمتمات ثغرها الهامسة أدرك بأنه لم يكن سوى مسبحة إلكترونية ، تستغل بها وقتها خير إستغلال ، كما عادتها .. ليكتشف بأنها تشكل كتلة رائعة للمرأة الحسنة ، المزدانة بـ قوة الرجال ، و فتنة النساء ، أي مزيج بديع صورت منه يا " ذات الشامة الشقراء "
إنشدت وتيرة الاعصاب فجأة ، و إبتلع ريقا بلعاب من زقوم الشوق ، ارتفع عداد النبض حتى قارب على التهشم ، و إحتشرت بالصدور الانفاس .. ها هي الشوارع توليه نهايتها ، لتبدأ قائدة المركبة بـ إدخالهما بين الأفرع الجميلة ، المملوءة بالذكريات حتى الفيض
هنا كم راقبها ، و هنا تتبعها .. هذه المدرسـة ذاتها ، تكاد حيطانها تئن مرحبة بحضوره " السخيف " ، لم طلوا جدرانها ؟ ألا يدركون بأن هنالك من يتذوق طعم الماضي بـ باهت الأصباغ و بقايا قشرتها ؟! .. هنا بالضبط .. و قرب هذا العمود المتعطل كان يقف ، كـ نمر ينتظر غزالة ، ليصطادها .. ليفترسها دون ابتلاع ، فـ يكتفي بنهش قلبها بمخالبه ، حتى لم يعد به محل لـ " أظفر " غريب ، فهو من امتلكه منذ الأزل ، أليس كذلك ؟!
ألم يكن من المفترض أن تكون اثار مخالبه سرمدية حتى يأوي غزالته لحدها ؟ .. أم جاء نمر اخر ، أو ليث احمق ، ظن انه ملاقي في فؤادها مكانا ليقتص به لنفسه خدش .. سيندم ، و هي الأخرى ، ها قد عاد ليلتهمها كاملة .. و ليقف بوجه انيابه قطيع اسود كامل .. لن يكون حينها مصيرهم إلا مشابها للغزالة الحمقاء .. على ذكر الإسـود ، جاء إسم اشرسهم ليطرق على ناقوس صبره النافذ

: - عراق - بالمكتب ، و اني هسة هم رايحة ، حجااية وحدة متحجي وياهم - يساار - .. ابقى فوق لحدما نرجع .. و عود نقعد بلكت " عسى " نوصل لحل

و كأن بذلك المتمرد العابث - الراقد في أعماق وجدانه بسبات دام لسنوات خط بـ رؤوسهن الشيب - قد شخر و تمطت اذرعه .. بـ نية للإستيقاظ ، فـ آتى الصوت مموجا بقهر لم يجعل دونه و الظهور ستارا : اني مجااي اوصل لحلول وياكم ، سويتوها فد مرة .. عباالك اني مو اخوكم و بس هية اختكم .. حتى ورة سوايتها السودة خااايفين عليها بدل لتكسرون راسها

بـ مجرد رفة هدب " ساخرة " ، افلحت في صفع هيجانه المبتذل ، و دون النبس ببنت قهر أدرك ما بعثته له المقل من رسالة و نصها .. " إشتعل محلك و لن نطفئك ! " ، فتثور ثائرته أكثر ، و يتأبط الجنون ذراعه ، فيهدد بـ حاجبين اقتربا بسلام طويل ، حار :

و الله يا - در - من شفتج لهسة و اني وااصل منج لخشمي بس سكتتلج لإن اختج الي محتاجة تربية .. بينما انتي و اخوج و امي .. حساابكم بعدين

و مرة اخرى كان الصمت له " صفعة " ، فأوشك على نتف شعر رأسه ليتذكر بأنه .. أقرع !
مقيت هو النقاش مع ذوي العقول الصدئة المتزمتة ، كهذه المعقدة الفكر و اخيها ، ذاك الوحش الآدمي حينما يختص الأمر .. به ! و كأنه من دون الكون له القدرة على وكز شيطان الـ عراق ، بـ إصبع متمايل على ولولة المصيبة

ما إن توقفت المركبة الضخمة فجأة حتى إنقطع حبلا ربطه بـ أخويه ، و رداءة مواقفهما منذ اعوام ولت معلمة شرخها الغائر فوق جلودهم الناضجة على نيران الخسارة ، تلك السنون .. كم سلبت منهم عقولا و نبض .. كم أدمتهم !

بـ بطئ راحت نظراته تقيم الواجهة ذات الزينة الحجرية الفخمة ، لمنزل كان و لا يزال لـ قلوبهم مأوى ، هذا السور ، ويحه كم شهد على لحظات عويل ضعفهم و إستسلامهم ، كم ستر عورة فضائحهم عن بني بشر ما كانوا سوى ليكونوا ، شامتين .. أو مشفقين ، بل هو الله من اكرمهم بالستر و جعل هذه الحيطان سببا ، فيال عظيم رحمتك يا ساتر عيوب خلقك رغم تهاونهم بما خلقتهم لأجله -عبادتك سبحانك - !

بـ لا رغبة في إبتياع صبر لإنتظار قاده - قلبه - لرحلة من هبوط ، فـ ترك طيرانا سفيها ، و إنتزع من على الكتفين جناحيهما ، هنا .. سيعود حيث كان ، و كانت .. فـ صار من كينونة ازدواجهما نبعي زلال يتباريان من منهما الألذ ، و الأنقى
بعد ترجله الهادئ ، خطوتين تحركهما ليفتح الباب الخلفي مادا يمينه ذات الكتلة العضلية المفزعة لبعض ، و المثيرة لأخر ، لتتبين من تتابعه بطرف عين ذلك الجمع الـ " تافه " الملتف حول معصمه مجاورا للساعة الرياضية الضخمة .. رزمة من الإساور الرجالية !!!!
بان النفور بـ زفرتها الممتعضة ، و التي اختتمتها بـ حوقلة ندت منها هادئة رغم غيظها .. ليهمل ما تود ايصاله له بإيحاءات واضحة ، فيغلق الباب بعد ان علق الحقيبة " الحمراء " على أحد كتفيه بإهمال يكاد يكون لـ مراهق

قبل أن ترفع مكابح السيارة ، وجهت له تهديدا صريحا ، تذيلت به رغبتها لدق عنقه .. الرشيق !
: انزع سواراتك ، عيب جهاالك يشوفوك هيج
و مثل مقتلك .. - يسار - ، و الله اذا عرفت شايفها لو حاجي وياهة حجاية وحدة أ ـ ـ ـ

كل ما فعله ، أنه خلع النظارة المعتمة بشئ من عنف ، ليكشف عما تمتلئ به الاحداق من غضب حاول ايداعه في مصرف التماسك لسحبه عند الحاجة ، و التي لن تكون سوى امام واحدة .. تستحق ان تسحق عظامها حية
بـ يمينه الحاملة للنظارة الثمينة راح يهددها متخذا له الصمت خليلا ، كما هو سكونها ، تتبع نظراتها كان يسيرا و هو يدرك انصباب البرود كسبيكة فوق ملامحها الهادئة و مقلها تتعلق بذات لحظة في ندبة حاجبه الايمن ، و كأنها تراها للوهلة الاولى ،
بعد داحس و غبراء النظرات ، إنسحب دون أن يشفي غليلها بكلمة ، ليوليها ظهره متوجها نحو البوابة العالية للسور ، بلونها الأسود .. كـ مصائب من بداخلها ، لا قلوبهم !
و قبل أن تمتد يمناه لـ زر الجرس وصله صوت ذلك الـ " در " الذي وجد لماعا ، براقا .. - صاف - ، سطحه المصقول بنقاوة كانت مرآة عكست صورة قلبه ، حتى حين .. حيث رميت في المفحمة ، فشوهوا لها قلبا و قالبا ، فـ صار الدر قاسيا .. صلدا !

: ماما هم بالمدرسة ، فهسة البيت فارغ .. " صمت قصير فإستدراك بارد " تعال هاك - خذ - المفتاح

قبضة يمينه اشتدت محلها ، في منتصف السبيل للجرس ، حاجبيه انعقدا بتفصيل شراني ، حانق .. و كأنها تنتوي موتها اليوم .. فقط عمر بينهما ، و حب .. هما ما يشفعان لها لـ تتجاسر ، و لكن ما أن يهدم سد غضبه بوجه من تستحقه سيتفرغ للبقية ، فمهما يكن فالـ در ليست ذات الدم الفاسد ، بل أختها .. تلك المتنمرة بغير موعدها ، بعد أن تركها قطة .. موصدة الاجفان ، و القلب .. يأتيه خبر طازج بـ كونها اخيرا قررت الإنفكاك .. فـ نمر أخر يعدها بمملكة جديدة ، ويل لها .. فقط لو يراها !







*




احذرْ مقاربة َ اللئامِ ! ‍فإنهُ ينبيكَ ، عنهمْ في الأمورِ ، مجربُ
قومٌ ، إذا أيسرتَ ، كانوا إخوة ً و إذا تربتَ ، تفرقوا وتجنبوا
اصبرْ على ريبِ الزمانِ فإنهُ بالصّبرِ تُدْرِكُ كلّ ما تَتَطَلّبُ


ابُو فِراس الحَمداني






على جرف الهاوية ، كانت أعصابه تتراقص .. تتمايل الهوينى على الجانبين ، تبعث له نظرات عابثة .. تهدده الهبوط من منحدر ، و سفك دما الهدوء
تضيق عيناه فتصير كـ ثقبي إبرة من خلفها شعاع يسطع .. يكاد يميز من غضبه ، لو ترك الأمر لـ قهره ، لهاج و ماج دون الإهتمام بـ من يشاركه المحل ، إلا إن دروس ضبط النفس التي كسبها من خدمته العسكرية ، قبل سنين النضج هذه .. و محاولة تزينه بـ صبر الحبيب الهادي ( صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم ) اودتا بتلك التصرفات الطائشة و استبدلتاها بأخرى ، بها من الحكمة بعضا !

صوب بصره النافذ حيث من يقف امامه و النار تقدح بـ عينيه و الحواس اجمع ، يكاد ينفجر لشدة حنقه من سوء فعلة أبيه ، الراحل !
ترددت الكلمات البذيئة في فضاءهما ، اطلقها لسان وقح ، لم ينتظر لـ تربة والده جفافا ، فتراه بدأ بسبه ، و التشكيك بـ أمر قواه العقلية .. اما الأخر ، الرابض فوق مقعده الجلدي بـ كسل ، مرفق اليمين يستند على ذراع كرسيه ، بينما القبضة فتحط فوق الفم الصامت ، منذ قدوم الإعصار الحاقد .. تململت نظراته و بـ هدوء تلبس تصرفاته راح ينهل من نبع الحروف بعضها ، ريثما يغلق من امامه فمه البغيض

: دكتور عتبي عليك انتة ، جنت تدري بيه رح يسوي هالسواية مال " مخابيل " ، المفروض تررفض .. فهمني منو وياكم صارله سنين ؟ مو اني ؟ على اي اسااس يكتب حصته بـ إسم ذيج الـ مدري منين جابها اخر عمره .. تخبل و تزووج مشيناها ، طبه مرررض ، بس فلوسنـ ـ

: دكتور .. احترم تربته المبللة

اقتصر حديثه على هذا الأمر ، الحاد .. ليرفع جسده الملقى بإهمال بشئ من بطئ ، و يده امتدت لسحب ساقه الشمال بخفة اعتادها ، توجهت يساره حيث النظارة الطبية المستندة على انفه الشامخ ، ليبعدها ، و اليمين راحت تضغط على جفنيه بسبابة و إبهامها ، يشعر بـ الأنفاس الحارة تكاد تلتهم المكان و سيكون ضحيتها ، صدقا تمنى لو يرى شريكه الآن .. ليقبل رأسه إحتراما .. فهو قد أفلح - بـ لا إختيار نجله .. الوقح - سلفا من بعده ، فـ ليس بأشباهه خير !

زفر بهدوء ، و من ثم علق ساخرا ، و بداخله زوبعة من صيحات ود لو يلكم بها فك هذا الحقير : دكتور حسين ، الحصة حصة ابوك " الله يرحمه " ، و يكتبها بإسم الي يريده .. و ما اتوقع صياحك رح يجيب نتيجة ، فـ من هسة اقلك ، و تعرفني ما احب اكرر الي اقوله ، المكتب هذا مصلحته عندي بالدرجة الاولى و هوة مكان رزق ، فمشاكلك العائلية خليها بعيدة .. و انتة و زوجة المرحوم فضوها بينكم

ليتحرك الثائر حيث احد المقعدين المتقابلين امام المكتب الخيزراني ، رمى ثقله فوق جلده الفاحم الإسوداد ، ليعلق بعد ذلك بـ أنفاس تلهب كحمم بركان هائج : دكتور دخيلك لتخبلني ، يا مشااكل عائلية ، فهمني انتة صدق تريد تشااركك مرية ؟؟؟ حتى هية مو صيدلانية ، بأي حق تلزم مكتب علمي لإستيراد الادوية فهمني

فيصحح له ذو القناع المتماسك بحاجب ارتفع قليلا : و اني وين رحت دكتور ؟

فما كان منه سوى ان يشخر هازئا ليغير مصب نظراته على نحو تائه ، و منه ينطق و عظام فكيه تصطكان قهرا : تبقى هية نسبتها اعلى ، رح تدمر كل الي سويتوه ، كلشي متفتهم ، إنتة لاازم توقف وياية نرفع ضدها قضية ، لازم .. - دكتور عراق - ، الموضوع مو هين و لازم تباوعه من كل جوانبه ، إنتة حتى متعرفها منين ما وين ، شمدريك شنو نيتها ؟

قيد إنملة لم يتأثر رغم اجتهاد ذلك الماكر لـ تغيير رأيه ، أسند مرفقيه على ذراعي المقعد ، بينما الانامل تشابكت بمصافحة ودية ، و صار الكرسي يدور شمالا فاليمين ببطئ يماشي روية الحديث الصارم : دكتور حسين قتلك مصلحة الشغل عندي بالمقدمة .. و حضرتك أخرتني على هواية اشياء .. فتفضل روح لمكتبك و لتخاف ، مكانك محفوظ بيناتنـ ـ

بلغ سيل غيظه زباه ، و إشتدت اعراق وجهه لتنقبض العضلات ، راح صوته يدوي بإستنفار عظيم ، كريه .. مجلجل : أي مكاان هذاا دكتور ، مووظف عادي بشركة ابوووية ؟؟ أني ابن ماالك الشركة المفروض اني الي ألزمها - أمسكها - .. " بإنهيار ذهني تام راح يستدرك و هو يحرك ذراعيه امامه راسما بلا وعي مجسم انثوي ، شديد الإغراء و نبضه يتعالى بتزامن مع جلجلة لسانه المنفلت " : انتتتة مشفتها ، هاي ... هاااي ... هاي لا مال شغل و لا شي .. لبسها و شكلها و مصايبها كإنو رايحة عرس .. تطيح حظ المكان .. هاي وديها حفلات تونس بيهـ ـ

ليتفكك جمع اليدين ، فيعوض عنهما الحاجبين ، إذ تلاصقا بـ حدة مرهبة ، بينما يمناه بسطت بوجه الاخرق دمث الأخلاق الذي نسي في قمة غضبه شرفا راح يعرضه بكل خسة أمام رجل - بنظره يفترض ان يكون أجنبيا - ، صوته ارتفع عن مستواه الطبيعي ، و انفاسه الاخرى تغلغل من بينها القهر المكتوم : دكتوووور لهنااا و بس ، مهما كان لتنسى إنو هية جاااااانت زوجة المرحوم بيوم من الايام ، و هوة الله يرحمه الي كتب بإسمها حصته و ما اتوقع احد جبره ، إنتة تعرف والدك ميقدر احد يأثر عليه لو على قص رقبته ، و اني ارجع و اقلك إلا شغلي و باب رزقي و رزق العالم .. هذا مو مكان طلايب و مصايب ، عندك شي روح حله ببيتك ، هنا والدك حط حجايته و قرر ، أني و شغلي لتدخلنا بالنص .. خلص

بنظرة ثاقبة تحاورا ، عشريني طائش و من يعارك أواخر ثلاثينياته - ذي شيب خط رأسه و بعض الذقن - .. قطع الجدال الصامت الاصغر ، و هو يقف ضاربا بكفيه الفخذين ، معلقا بذات نبرة ، محذرة : يعني مـ رح تساعدني

فيكون الأخر " عاقلا " ، إذ اكتفى بـ إعادة جسده للحالة السابقة من الإسترخاء المصطنع ، فتقابلت الاصابع بشباك جديد ، وجدته اعنف من سابقه .. و النبرة الشديدة تشهد : بالعكس ، دا اقدملك اكبر مساعدة و اني اقلك تفضل روح لشغلك و اعتبر كلشي نفس قبل .. و اهم شي ما اريد مشاكل وياها اذا جتي

لمحه يفرك رقبته كمن يود ابتلاع غصة ، أو جمرة ، ليهمس و نظراته تنصب على مقدمة حذاءه الفاخر : ماشي .. مكاني محفوظ ، مكاني محفوظ .. بس المشاكل وياهة .. اتوقع انتة قلت هالموضوع خاص بينا .. فأعذرني ما انطيك حجاية

ثوان هي حتى رفع رأسه ليتوعد بذات غيظ تعرى امام الرابض ساكنا رغم هوجاء افكاره : تذكر انتة الي خليت بية ، بس و الله ما اسكتلها بت الـ " * "



*

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 21-11-13, 12:51 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 



حوقلة علت لتقطع دابر السكون الذي خلفه رحيل ذلك الهائج ، ليصطك الفكان غاضبان ، يكادان يقضمان اللسان الاخرس ، و كيف لا ينخرس بعد كل ما قيل ؟!
الى متى يجب أن يتحلى بالكبت و يتقلد شرف تنفيذ الوعود الظالمة ؟ يا رباه فقط قليلا من الصبر بعد

كفاه تولتا مهمة دعك الملامح المخضبة حيلة فقدت ، حاول تنحية ما يؤرقه عن فلك ذهنه و لو قليلا ، ليطرد كاملا و قبيل أن تتم المحاولة بعد ان تعالى رنين الهاتف بنغمته الكلاسيكية الأنيقة

اعتدل بجلسته المسترخية ، إذ كان على علم بأن القادم هو الأهم لـ ينشغل به ، رفع الهاتف حيث صيوانه الأيسر مكتفيا برد السلام الهادئ عمن تقاربه بذات الهدوء
لتقدم له ما يؤرجح ميزان التعقل بقولها الوجل ، و كأنها مدركة خير إدراك خطأ فعلها و القول : عراق ترة - يسار - بالبيت هسة

بتوجس من ادركه المخفي علق و حدقتاه تنصبان على نقطة واحدة مجهولة الوجود في الفضاء من حوله : و منو جابه ؟

تلكؤ بسيط فـ زفرة قصيرة و من ثم حديث موارب لا صلة له بالسؤال ! : يعني يا عيني قابل نعوفه وحده حاير ؟ عراق الطرق كلها مسـدودة - مغلقة - ، و الناس مو خوش اوادم اذا اخذ تكسي و طلع واحد ابن حرام و شافه مـ يندل شي مو جان رأسا اخذه و خلانا حايريـ ـ ـ

ليبتر سخف القول بـ فقدان صبر حليم ، ويل لمن يواجه غضبه
و لكنه ذا غضب يشابهه ، خافت النبرات ، عال الأنفاس ! : و رحتيييي انتي جبتيه ؟؟؟؟؟ رحتي للمطااار وحدج ؟؟

صمت اللسان و ضجة الانفاس كانتا الإجابة المدركة منذ البداية ، ليختل توازن هدوءه المعتاد ، فيعتلي القهر منبر السيادة عنده ، ليصرخ بها زاجرا - بنبرة معتدلة كما هي طبيعته - و جسده ينتفض بوجع لم يتلاش من طيف ذاكرته يوما ، و لن يفعل حتى يواريه الثرى

: - درصاااااف - جاااوبيني ، رحتييي وحدج ؟؟ - و دون إنتظار لإجابة افحمه بها صمتها استرسل بذات التعنيف - مخبلللة انتيي ؟؟ علمود هذاك الادبسز الحيوااان تروحين لـ تلفات الدنيا ؟ - امكنة بعيدة - اصلاا انتي وين تندليين !!
هوة انتي مصارلج سنة راجعة متفهميني ، اني من قلت خليه هناكة لحدما اخلص شغلي و اروووحله ليييش مسمعتي كلامي ؟
ردته شوية يتبهذل - يتعذب - و يعرف ان الله حق ، تروحين انتي و تجازفين هالمجازفة لييييش ؟؟ هوة يستااهل ؟ لج شلوون مـ خفتي ؟

ساكنة ، هادئة .. يظنها الجاهل بها غارقة فيما مضى ، إلا إنها لم تكن ، هي فقط مستسلمة لأن تجلد عقابا لفعلة سترعب كل من علم ، و كيف لا تفعل ؟
و بالطبع يستثنى من الكل ذلك الأخرق المحتجز بين جدران المنزل القديم ، فـ من مثله لا يقلق لأحد ، بل يقلق لأجله الجميع !

خب دجى الغضب بعد وهلة و معه نبضاتها ، فقط لمعة الاحداق ما تكاثف ، لتخبرها بأنها ممتنة ، و جدا ، ممتنة لأن الله أكرمها بعد ان صبرت ، و أحتسبته عنها وكيلا ، و من أفضل من الرحمن وكيلا ؟
ممتنة بـ أن تكون عرقا ملتحما بقلب الـ " عراق " ، و تثني الله دوما لكونها للـ عراق نبضا

: درصاف

شتان بين الندائين ،
فهذه المرة تغلب الحنو و الهدوء على النبرة المحببة لقلبها ، لتجيبه مسرعة ، ملبية دعوة عطفها على من جادت عليه بالقلق

: و الله العظيم مـ صار شي و الحمد لله الطريق مفتوح جان و كومة ناس رايحين يعني مو عبالك - لا تظن - جنت وحدي ، حتى مـ خفت و الله فـ ـ

بذات درجة الصوت الهادئة قطع سبيلها المتعروج ، و لكم تحب تحكمه السريع بـ غضبه : انييي اخاااف ، تسمعيني ؟؟ أنتي متخافين اني امووت خوف عليكم .. فدخيل ربج بعد لتسوين شي بدون مـ تقوليلي ، ترة والله العظيم ارجعج لكندا و ادز - أرسل - اخوج الهفة - الغبي - وياج .. و تدرين بية اسويها

عينان تبرقان و ثغر باسم ، من يراها من أول وهلة يدرك عظيم امل بالله لا ألم من وجع قدره !

: حبيبي

همست بها دون أن تدرك انهمار سيل عاطفتها نحو هذا الصنديد المتصدأة جدران قلبه لشدة ما فقد
و بها محت كل ما اجتاحه من نار تلظته سلفا ، ليزفر بإستغفار مثخن بالخشوع ، و من بعدها راح يعاتبها بـ هدوء نبرة : زعلتيني منج والله
بس هسة عوفينا - دعينا - بعدين نتناقش ، و قوليلي .... شقال ؟

ضاق بؤبؤيها لتلوح بذهنها هيئة الـ - يسار - الاخيره و سخطه اللاذع ، لتحاول تدثير المشكلة بلحاف التعقل : مقال شي ، بس شوية ماخذ على خاطره .. اصلا اني مـ حجيت وياه ولا بردت قلبه

لتسترسل بـ محاولة لنزع اغلال قيدت راحة شقيقها منذ ان اصابه كرب الخبر : لو تشوفه عبالك عمره مشايف هالشوارع

فيكون لها العكس ، إذ فارت نبرته مع تدخل حتمي من قوات السخرية العتيدة : طبعا ، مو دعش سنة تنسي الواحد ابوه هم مو بس الشوارع

ثم يكمل منبها اياها بأنه ليس بغافل عن عملية تهربها تلك ، و بذات النبرة الهازئة مضافا اليها موجة فتور ، راح يعلق : در ، ترة اعرفه و اعرف لسانه الطويل وادري اكيد صيح و عيط " صرخ ، زجر "
- صمت قصير فإستدراك - اهم شي قلتيله ينتظرنا نجي ؟ ما اريدها تشوفه وحدها

يمناها القابضة على المقود ارتخت قليلا ، و معها الحاجبين ، لتحاكيه بضيق بدى على النبرة الممتعضة : طبعا قلتله ، و دا اخابر عليها عبالي - ظننت - اقوللها تروح لماما تجيبها من المدرسة حتى مـ يبقون وياه وحدهم

لـ يبتر الحديث بلوم تلى زفرته الحارة : طبعا كله صوجج - ذنبك - ، أني قتلج خليه ينتظر بالمطار هم شوية يتأدب وهم احنة نرتب امورنا ، رحتي انتي و ركضتيله

سكنت و ظن معها ألا تجيب ، فهم أن يتحدث لتقاطعه بـ همس ، و كأن صوت العاطفة لديها خجل ، يواري سؤته بـ جلباب الخفوت : عراق قلبي مـ ينطيني ، صدق احجي عليه و ارزله - أوبخه - بس ورة غربتي وياه و الله صار قطعة من قلبي ، ترة اني ربيته فـ لتلومني اخاف و انقهر عليه رغم عيوبه

انحشر التأنيب في حنجرته ، و كيف يؤنبها بعد أن عادت لتتطبع بذات الدر القديم ؟ ، اكتفى بقول خفيف النبرة ، مزج معه شيئا من لطف : بعد لتقولين انتي مربيته ، يابة اخوج هذا بذرته تعبانة ، التربية ما الها علاقة ، قابل انتي علمتيه يظلم العالم و ميحترم اهله ولا يخلي تقدير لاحد ؟

و كسيل جارف ، باح بقهر تملكه اعواما دون ان يفصح عنه ، فـ من اعتاد الكبت يتعسر عليه البوح إلا لـ من يماثله صمتا ، ناسيا أنه في مقابلة حصرية ، فريدة مع - در - سالف الأزمان ، مقابلة قد يقطع تصويرها انفلات سيطرته على الذات : يمكن عباله - ظن - نسيت له شلون كسر ظهري بموتة ابوية وو .....

و فجأة أختنق القلب بغصته ، و كادت الأحداق ان تندلق قهرا من المحاجر ، وما إن إشتد عود وجعه من المصاب حتى ذبح نحره بقول خشن ، راض بما قدمه الله تعالى ولا يطلب سوى رضاه : لا إله إلا الله .. إنا لله و إنا إليه راجعون ، أستغفر الله العظيم

تزامن ذكره للإله الرحيم مع تدليك شماله لـ صدغه الأشيب ، ليجلى حنجرته بعدها ، فيستطرد مكملا بنبرة متحشرجة بالغصات ، و كأنه يفرغ بعضا من حزن شق جيب صبره بـ غيظ يصب جامه فوق الرأس الأقرع : واحد تافه و ميعتمد عليه و اني اختي ما دام حجت و قالت كافي فـ أني بعد ما ابقيها إله

لم تغالب دمعات الحزن المندلقة فوق السطح الخمري ، بل تركت لمآقيها حق التصرف بعاطفة هاجت و ماجت بعد إنصات القلب لـ غصات منبع قوتها من بني البشر ، منبع تأتيه مواسم جفاف ترديه يابسا متقرحا ، ليعود بعد الإستعانة بالله فيفيض و تنهل لنفسها منه دلاءا
لحظات كهذه ربما لن تكرر قريبا ،
فقط عودة الأحمق المتهور ، و ظهور آثار شرخ قديم في جدران بيتهم الحبيب ، و أركانه .. و أخيرا ، جفاف منبعها عادوا بها الى الوراء أعواما ، لتطل صبية حلوة ، بقلب ناعم النبضات ، و مآقي لا تحتمل ثقل الدمعات .. فتهديها الخد بـ كرم معطاء

بهمس متحشرج ، تمتمت و لا زالت في محلها السابق ، أمام بوابة المنزل : عراق ، إنتة الجبير و متعود على سوالفه ، الله يخليك لـ تتعب ماما فوق تعبها ، أحجي وياه و رزله و طيح حظه مـ يخالف ، بس هم حس بيـ ـ ـ

لتجفل لنبرة علت فجأة بعد ان جلى حنجرته حتى يفيض غيظا : شبيج در صدق دتحجين ؟ شحس بيه ؟
عافها - تركها - مثل الوردة و علق برقبتها بلووتين و ورة مـ جهاله صاروا بطوله راجع بكل وقاحة و الله ليش ؟ لإن القشمر - محط سخريته - قررت و اخيراا انو تفكر بعقلها و تشتري الباقي من حياتها !!!

فتعود متأبطة ذراع التعقل ، بمحاولة واهية لـ رتق جرح عتيق ، عميق ! : ميخالف عيني بس هم لتنسى جهالهم ، أكيد مـ يرضيك يتشتتون

ليزفر هو بهم صريح : و اني شكاسر ظهري و مصبرني ذيج - تلك - السنين غير الجهال !
فيضيف مستدركا فجأة : صدق إنتي خابرتيها - إتصلتي - لتمني لو لا ؟

تأفأفت بذات غيظ متملل و هي تعتدل بجلستها المسترخية على المقعد الجلدي ، يمينها راحت تدير المفتاح في بيته الرفيع ، ليرتفع صوت المحرك و معه نبرتها : خابرتها بس موبايلها مغلق

فيكمل هو عنها : اكيد ، يعني هاي مـ تجوز - لا تكتفي - ، مـ فد يوم خابرت و جاوبتني

على غفلة منها تسللت بسمتها الخفيفة بمكر - من ستظل أنثى - على الثغر الرفيع ، لتشاكس غيظه : سبحان الله نفس الاهمال ، صدق الطيور على اشكالها تقع

فيقطع عليها الدرب بنبرة قصدت لجم محاولاتها المستقبلية لتحول دونها و الإستمرار : اكسر رجله اذا راح يمها

لكنها أبت إلا أن تكون بصف صغيرها الضخم : عراق ترة هية مرتـ ـ ـ

فينهي الحوار ببأس رجل : درصاف ، إذا عرفت انتي واقفة بصفه و مساعدته اقلب الدنيا على راسج و راسه ، فكري شوية بأختج المسكينة الي ذااقت الويل من ورة سخافته و استهتاره و نسواااانه ، خزااانا - فضحنا - يومية - كل يوم - نسمع عنه سوالف والله تنزل راس الواحد بالقاع و انتي هم بعدج تدافعين عليه !!!!
ويين عقلج مـ تقوليلي !
بس يابة والله العظيم تمني مـ تصيرله مرة اذا مـ صارلها رجال سبع ينشد بيه الظهر

بحنق من غطرسته المفحمة بالهدوء ، و التي عندها تتلاشى نبرتها الحازمة تكلمت : بس انتة تدري تمني الي سوته بس حتى تقهره ، يعني خوما صدقت هية تريد تتطلق !!
لو تريد جان من زماان سوتها مو هسة - الآن - ورة مـ جهالها كبروا

: در رجعيلي السيارة ، عندي طلعة ضرورية يللا

هذا هو ،
يرخي لك السد حتى تتجرأ و تترك سيولك تفيض ، فيغلق بوجهك المصب فجأة مسببا فيضان عظيم يحول اطراف شواطئك لبقايا ، ينتج عنها ايقاف صادم لـ خلايا ذهنك العاملة بسرعة عنيفة !

بنبرة ثابتة ، لا تقارب الإنهزامية .. و كأن الـ در الحديث ، المطلي " فولاذا " عاد ليزين عقود نحورهم : مو عندي روحة للدار هسة

زفرته الطويلة لامست اعصابها ، لتخبرها بأنه ابصر القناع الرمادي اللماع الملتحم بملامحها دون أن تكون أمامه : تعاليلي و اني اوديج ، بس استعجلي

: إن شاء الله

زفرة اخرى ، فـ ضربة خفيفة لم تدرك مقصدها رغم تأكدها من المصدر : إنتي قلتيله لأخوج مـ يطلع من البيت؟ هذا مستهتر ليروح يفتر و يسويلنا شغلة

و بالإسلوب البارد ذاته ، راحت تردد كـ آلة حية : لا لـ تخاف ، هوة كلشي مد يندل من ورة الشوارع المسدودة و الصبات " الحواجز الكونكريتية "

: إي زين
ديللا يابة إستعجلي


ما إن رمت بالهاتف في حجرته الصغيرة ، حَتى ندت من بين الشفتين تنهيدة وجع .. وجع ذو نوع فاخر ،، لا تزيده السنون سوى جمالا و إمتلاء !
أريتم يوما وجعا جميلا ؟!
أقسم بأنكم تفعلون .. فـ والله ما وخزتم بـ رأس إبرة إلا ولكم فيها في الأخرة ثوابا و جزاءا
أرأيتم روعة الوجع و حسن وجهه ؟
فإبتهجُوا قليلا ، ليست سوى دار فناء و إبتلاء





لستُ ممن يتخذون الحُزن ملجأً
لمْ يعُد الألم يعنيني
ولن يتمكن من هزم كياني
سأطردهُ كالأرواح الشريره
سأُناجي ذاتي
وأصرخُ بصمتي
لا تستسلمي
ثابري
تحدي
إقفزي لوادي الفرح
أُنثري الورود على أضرحة المستقبل
فـَ علهُ يستيقظ من سُباتهِ
تَهادي على شاطئ الذكريات
ولا تُحيطيها بالحُزن
انما عطريها ببسمةٍ من شفاهِ الغياب
قّبلي الزمن قُبلةً تُحيّه من الممات
عَطري عقاربَ الوقتِ بالياسمين النازح من بِلاد الشهُداء..


بـ قلمْ : ميرفت ايوب نجار

من اختيار العزيزة سيرينآ تعبيرا للحِلمْ


*






يتمشى القسمُ في قلبِ الأًجلْ وأراني لك ما وفّيتُ دَيْني
كيف يفنى ما كتبناهُ بنارْ وخططْناهُ بسهدٍ ودموعْ
لم تزَلْ ذكراهُ من بالي وبالِكْ كيف ينسى القلبُ أحلامَ صباهْ؟
التقت أرواحُنا في ساحةٍ كغريبينِ استراحا من سَفرْ!
وتساءلتُ عن الماضي وهلْ حَسُنت دنيايَ في غير ظلاِلكْ؟
يا حبيبي! أين أمضي من خجل وفؤادي أين يمضي من سؤالِكْ!
يتمشى القسمُ في قلبِ الأًجلْ وأراني لك ما وفّيتُ دَيْني
درجَ الدهرُ وما أذكرُ بعدَكْ غيرَ أيامِك يا توأم نفسي!
درجَ الدهرُ وما أذكرُ بعدَكْ غيرَ أيامِك يا توأم نفسي!
وأنا الطائرُ! قلبي ما صبا لسوى غصِنك والوكرِ القديمْ
ما تبدّلنا! ولا حالُ الصِّبا والهوى الطاهرُ والودُّ الكريمْ
ما تبدّلنا! ولا حالُ الصِّبا والهوى الطاهرُ والودُّ الكريمْ
لم تزَلْ ذكراهُ من بالي وبالِكْ كيف ينسى القلبُ أحلامَ صباهْ؟
قد صحتْ عيني على فجر جمالكْ كيف يُنسى الفجر يا فجرَ الحياهْ؟
قد صحتْ عيني على فجر جمالكْ كيف يُنسى الفجر يا فجرَ الحياهْ؟
وحطَطْنا رحلَنا في واحةٍ زادُنا فيها الأمانيْ والذِكرْ
وتساءلتُ عن الماضي وهلْ حَسُنت دنيايَ في غير ظلاِلكْ؟
يا حبيبي! أين أمضي من خجل وفؤادي أين يمضي من سؤالِكْ!
شدَّ ما يُخجِلُني جهدُ المُقِلْ مِنِ شباب ضاعَ أو من نورِ عينِ
يتمشى القسمُ في قلبِ الأًجلْ وأراني لك ما وفّيتُ دَيْني
أنا شاديكَ ولحني لك وحدكْ فاقضِ ما ترضاهُ في يومي وأمسي
درجَ الدهرُ وما أذكرُ بعدَكْ غيرَ أيامِك يا توأم نفسي!
وأنا الطائرُ! قلبي ما صبا لسوى غصِنك والوكرِ القديمْ
ما تبدّلنا! ولا حالُ الصِّبا والهوى الطاهرُ والودُّ الكريمْ
لم تزَلْ ذكراهُ من بالي وبالِكْ كيف ينسى القلبُ أحلامَ صباهْ؟
قد صحتْ عيني على فجر جمالكْ كيف يُنسى الفجر يا فجرَ الحياهْ؟



إبراهيمْ ناجي













تحتكر الهدوء لذاتها ، و تكيل لـ من تقابلهم صدقات ، من بسمات .. تحتمي من شمس سماءهم بـ عوينات ذات إطار ذهبي رفيع ، تخفي خلف العدسة المعتمة مقل بلون الـ عسل المحروق ، و لمعة الكريستال البراقة .. الكفان تستندان على عجلة المقود ، بأنامل تطرقها بتوتر ملحوظ ، لم تمتلك له الاخر عدسة حالكة فتخفيه !
عنقها يستدير ذات اليمين تارة ، فالشمال .. مدركة تمام الإدراك لهفة تلك الأحداق المتابعة كبرج مراقبة ، يسكنه قناص محترف .. و لكن ، من هنا لا يقارب الإحتراف .. و هي ليست بفريسته .. رغم إعترافها برغبة أن تكون .. لا تدري لم اليوم بالذات .. تجدها تنشد لشئ في المحيط .. شئ أيقظ توجس الفريسة بها للمرة الأولى .. و كأن .. و كأن عقدا و نصف قد ركض عائدا بها حيث كانت يوما ، ريم شريدة .. بريئة ، قبل أن ينهش قلبها نمر وضيع .. لم تذكرته الآن ؟!
أ تخشى عودة افتراسها بعد حركتها الأخيرة ؟ بعد أن قررت إستخدام قرنيها لـ دفع ذلك الأبله المغو ، لم تراها محتقنة الرأس بـ التناقض .. فلا تود أن تكسر مرة اخرى ، لن تحتمل أن ينهش كتفها كما فعل قبلا ، فهو خبيرا بأكل الكتف .. و بذات الوقت يسكنها الضد ، فلو فعلها و إستسلم ستسحقه .. بكعبها الغالي ستثقب صدره حيث القلب المخدش بأظافر الحسناوات ، و الجسد المحترف بملاعبة الرخيصات !

شفتاها مزمومتان بخط رفيع ، زهري اللون و النكهة ، فهي لم تفتأ أن تقضم أطرافهما بذات حنق .. تنقل نظراتها حيث الساعة الإلكترونية حانقة ، علمتها السنون أن الإنتظار ليس سوى عدو ، حقير .. فـ صارت تحاربه و تبغضه ولو سخفت المواقف ، حررت يمينها المقود لتمدها نحو زر تشغيل الراديو ، ثوان و إنطلقت تلك الموسيقى المضجرة ، راحت تذلل دقائق انتظارها بـ اللهو في أثير السيارة .. بـ التنقل بين قناة لأخرى ، حتى إنشرحت أساريرها لما رأت مقصدها ، فشرعت البوابة الكبيرة أمامها ، كخلية نحل موسم حصاد صيرت ، موقف يتكرر عليها خمسا من ايام الإسبوع ، ترجلت من السيارة ليظهر طولها المياس .. بـ لباسها الإسلامي الفضفاض ذي اللون الرمادي ، تحركت خطوة فـ تناهى لها احتكاك حذائها ذي الكعب الواطئ بالأرض الإسفلتية ، أغلقت الباب من خلفها بـ حركة خفيفة .. رشيقة
رفعت يسراها حيث الحجاب الأسود بـ زهوره الرمادية الناعمة لتتأكد من عدم هروب إحدى خيوط الذهب المحاكة فوق فروة رأسها الخالي من كل شئ سوى ، صغيريها !
تفجر الحنق ، و قص شريط الإنتظار ما إن أبصرت فلذتي الكبد يبرقان بين الجموع الراكضة ، كنجمين يتلألئا في سماء مليئة بأمثالهما و لكن دون ذلك السطوع المغري ، لحظات بحثهما لم تطل لـ تشرق الوجوه المجهدة أكثر ، فتراهما راكضين نحوها متماسكي الأيادي ، كان الإرهاق مضاعفا على وجه ذكرها الصغير ، فـ عاتبت أنثاها بنظرة ودودة لم تعبر عتبة العدسة المعتمة ، فإرتدت لتصب في الاحداق مجددا ، تقدمت خطواتها بـ عجل لتصلهما محاولة أن ترفع من على الصغير ثقل الحقيبتين .. و كما هو حبيبها ، نسخة خاله ، رفض بـ رجولة تعشقها .. بعد أن اوصل شقيقته لـ بر الأمان - حضن والدته - .. حرر كفها محتضنا حقيبتها فوق صدره ، متمتما بنبرة لاهثة : السلام عليكم ماما

: و عليكم السلام عمري
دنطيني الجنطة ماما تكسر ظهرك

: لااا .. ما بية شي لتخافين

راقبته بـ عينين تبرقان عشقا و هو يتوجه بـ سرعة نحو الباب الأمامي ، ليرمي حقيبة شقيقته أولا بإجهاد واضح ، و من ثم يستدير فيخلع ثقل خاصته من على ظهره الصغير ، غمرتها رغبة بـ إحتضانه و مزج عظامه بأظلعها لكنها أكثر من مدركة بأنه لن يسمح بذلك ، على الأقل هنا !

: مااامييي قولي لـ - يزن - خلي اقعد ليقدااام ، شنو كل يومية هوة و الله ضجت حراام عليه

: اني الرجاال ، و الرجال يقعد ليقدام .. - زين - لتضوجين ماما و هية تعبانة

: إفففففف

: زييين حراام لتتأفأفيين

: أستغفر الله العظيييم ياا ربي

ظلت تراقب المشاكسة اليومية ، التي دوما ما تختتم بـ تأنيب من رجلها الصغير ، لـ طفلتها المدللة ، لمعت نظراتها من خلف العوينات بـ بريق لذيذ ، هذان هما القلب و الكبد ، لا حرمها الله روعة الإنصات لـ حماقات فتاة ، و رجولة فتى !
ما إن اعتدلت جالسة فوق مقعدها ، إنحنت بجذعها قليلا لتغلق الباب ، محدثة الصغيرين بـ هدوء صابر : ماما احنة شنقول يومية ، عيب هالعركات - المشاجرات -

لترفع نظراتها حيث المرآة الأمامية ، قاصدة التنقيب عن غضب المغنجة لتجده متمثلا بعقدة حاجبين و ذراعين ، أخفت إبتسامة حنون و من بعدها اردفت : زنزون ، باعيني " أنظري لي "

لذيذ هو الامتعاض البادي على الوجه المدور الصغير ، لتلك العنيدة و هي تجر بنظراتها حتى تحصرها في فلك والدتها التي سرعان ما تحدثت : ماماتي حجي اخوج صح ، هوة القداام للولد ، يعني حتى عيب اذا اصدقاءه يشوفوه يقعد ليورة ، مو عيب ماما ؟ إنتي شنو رأييج قوليلي ؟

هذه المرة تركت لبسمتها حرية الظهور و هي تلمح تقلب نظرات الـ " زين " بـ تفكير عميق ، لذيذ .. حتى إستسلمت اخيرا لتردف هادئة ، مخذولة : صحيح ماما ، خلص خلي يقعد ليقداام ، بس لمن نروح وية خالوو اني اقعد وياه .. ماااشيي ؟

فيحادثها من تتماثل معه شكلا .. لا رجاحة عقل فتي : مااشيي بس خلصيناا و سكتي

تدخلت لتزفر بملل راح يهدد امن رونق مزاجها : يزن .. عيب ماما اختك لتضوجها
فـ تضيف بعدها بحنق : ترة ضوجتوني و جنت ناوية اخذكم لـ " صاج الريف " نتغدا بس جديات ضوجتوني ، عقااب ماكو روحة

ما إن انتهت من الحديث حتى انقلب جو السيارة بلحظة لتتقاذف الإعتذارات و التوسلات - على اسماع قلبها الرؤوف - من حيث لا تدري ، إكتفت بالإنصات صمتا و كأنها تستعير من أخويها تلك القدرة الرهيبة على التجلد بالثبات أمام جميع المغريات " كـ فرحة صغيريها "

بتملل أوقفت سيل التوسل ذاك الذي جرف قلبها حيث مأواه الحنون : خلص اذا قعدتوا عقال رح افكر بالموضوع ، هسة قولولي .. وزعولكم اوراق الانكلش ؟؟

و كما العادة كانت الثرثارة الصغيرة الأولى في الإفصاح و هي تتقدم لتحشر نفسها بين المقعدين الأماميين هاتفة بـ زهو التمعت به عيناها : يسسس يسس ، أند آي كوت أ فل ماارك ، جست آز يوجول ، ثانكس كـ ـ

: عربي ماما

بحزم نطقتها و يمناها تعبث بهاتفها الصارخ إثر مكالمة لم يسعفها " شحنه " أن تتبين هوية صاحبها

فعدلت الصغيرة جملتها على إستحياء : الحمد لله و الشكر

تأفأفت بـ قهر من النفس ، إذ نسيت بالأمس ملئ بطن هاتفها بالطاقة اللازمة ، و ها هي تأكل غرس يدها المهملة ، صارت تبحث في الادراج القريبة عن الموصل القصير لينقذها من رداءة الموقف ، و بذات الوقت تستجوب صغيرها الذي سرعان ما شاركها عملية البحث تلك دون أن تطلبه : و إنتة يزوني ؟ ميحتاج أسأل مو ؟

: طبعاا مام ، الحمدلله ، اصلا الأسئلة جانت سهلة قتلج من البارحة
ليضيف مستنكرا بعد أن اغلق الدرج بـ شئ من حنق : أي ماما انتي لييش متشحنين موبايلج ؟ يعني اذا ما اشحنه اني خلص تعوفيه ، و حتى الشاحنة ماكو ، شنو منزلتها من السيارة انتي ؟

حاولت كتم بسمتها من تأنيب طفلها ، و كأنه هو من يتولى أمرها لا هي ، و إن إلتقطت صورة للواقع فـ يحق له تعنيفها على اهمالها الدائم لكل شئ !
هي الأخرى توقفت عن البحث العقيم ، لترمي هاتفها بالزاوية المخصصة له بلا اهتمام ، و اضحكتها تلك النظرة الساهمة بحنق من فتاها ذي الاحداق النرجسية ، سمت بالله تعالى ، لتشرع في تحريك السيارة ، ليردف الناضج بعد برهة ، و بضيق : لبسووا الحزاام ، يعني اذا ما اذكركم متتذكرون

: حااضر عيوني ، أسفين

قالتها بضحكة حلوة ، و صوت المدللة يصلهما بنبرة مغنجة يشوبها الحزن

: صدق مامي مصطفى اخذ 50 و بقى يبجي

اجابت و بالها شرد لوهلة مع " أبي مصطفى ! " : ليش حبيبي ال50 هم زينة

هذه المرة تكفل الـ - يزن - بالتعليق : مو تعرفين عمو رائد هسة يرزله ، فخاف منه

بتنهيدة اودعت بها ضيقها باحت بما يزعجها : هاي مشكلة رائد ، أبد ميعرف يتعامل وية ابنه .. رح يعقده بهالترهيب هذا

و على ذكر ذلك الرائد ، تراه حط بمركبته امامها ، و بوضع مائل قليلا بقصد إغلاق طريق عبورها السوي ، فما كان منها سوى أن تركن مكانها ، و بين الكم الهائل من المركبات المزدحمة قرب البناية التعليمية ، راقبته يترجل ببطئ من سيارته الفخمة .. فتنتشر من حوله هالة الركود الفخمة ، بنظرة بها بسمة توتر راحت تتابع تقدمه الراكز من مركبتها ، ناحية الباب المجاورة لـ صغيرها ، و بحركة تلقائية مدت يدها لتضغط على زر النافذة لتفتح ، ثوان و صار قريبا ، يرمي السلام عليهم بهدوءه المحبب ، ليتملكها الحنق من نفسها و هو ، كان ما بينهما طبيعيا حتى يومين إنصرما .. لم جازف ، فإستغلت !!
لم تكن يوما ممن يقدمون مصلحتهم الشخصية بأنانية فيجوروا على القلوب النقية ؛ لكنها فعلت .. و كيف لا تفعل و هي يوما كانت نقية ، كـ ثوب عرس العذراوات ، و لكن ذاك الـ - * - من لوث جلباب نقاءها ، و ها هي تتجمل بأبشع صفاته ، الانانية !!

كعادتها لم تخلع النظارة عند محادثته ، صدقا لا تدري إن كانت فعلتها يوما فإستذاق بصره العسل ، تناهى لها مزاحه الخفيف مع الطفلين ، لتذكره بغفلة من عقله .. عما سهى عنه مركونا في السيارة ، وحيدا كـ زهرة ذبلت دون السقيا : أبو مصطفى شلونه مصطفى ؟ شو مـ جبته ؟

كان واقفا على مسافة مناسبة ، و بعد ذاك القول راحت رجليه تجرانه خطوة مدبرة ، متقهقرة .. ليجيبها بـ برود تلحف به صوته : يقول تعبان
يللا ام يزن خوما محتاجة شي ؟

بـ حدة خفيفة اعتادتها معه و غيره ، تمتمت : تسلم

: و موضوعنا ؟

: بيتنا موجود


حزمها الصارم إعتاده ، فصار عنده طبيعيا ، متوافقا مع شخصها الجميل ، أما هي .. فكانت حانقة جدا من فعلته الغير مسؤولة و التي قد تأتي لها بـ أقاويل سخيفة لا تستحقها و لم تنتويها ، حاجباها تعشقا بقهر لم تكتمه ، و إلتفتت بحدة حيث نافذتها بعد أن شعرت بـ كتلة بشرية تقف حائلا بينها و الكون ، بـ عنف ضغطت سبابة شمالها على زر النافذة ، لتشرع بوجه الـ " تيشيرت " الأصفر الملتصق على بنية عضلية مفصلة بدقة متناهية ، دون إنتظار لرؤية هوية المزعج نطقت بـ غيظ من " جنس الرجال أجمع " : نعـ ـ ـ

: نعم الله عليج ..... توونة

شهقة تزامنت مع إرتداد سريع للخلف ليرتطم ظهرها بالمقعد اكثر و ودت لو تحفره و تلقي بجسدها المشلول بين براثنه ، إهتز قلبها ، و تخلخلت وتيرة النبض بـ إزدواجية مرعبة ، فبدل النبضة صارت نبضتين ، فأربع و ست .. تلألأت حدقتاها بماء عذب ، صاف .. أسدلت جفنيها كـ مخمور يسوق مركبته في حلبة سباق ، حتى ادرك النهاية .. إستسلمت بإرهاق حل بجسدها فجأة و تمكن من عضلاتها اجمع لترتخي دون مقاومة ، ساكنة سكون الأموات ظلت !

ثوان هربت من الدهر جمدت بها لـ تشعر فجأة بحرارة إنسياب - منصهر ما - من يسار الصدر لما فوقه و تحته ، أيعقل أن فؤادها قد ادركته " الميوعة " ؟! .. إبتلعت غصتها الحارة ما إن دنت منها نيران خارجية ، مصدرها ظل مجهول حتى تمالكها الإدراك المشوش ، و فتحت عينيها لتبصر ما لا تود و ترغب .. ذراعان إمتدتا لداخل السيارة ، يستند بمرفقيه على النافذة المفتوحة ، و جذعه يميل فيهيمن عليها و من معها بـ ضخامة هيئته .. و حقارته !
كفاه يحتضنان بعضهما امامها ، و ساعده يكاد يلامس ذقنها ، بينما انفاسها الهائجة كونت على بشرة ذراعه غيمات مثقلة بغيث صباهما

" بابااا " و " بااابي "
تداخلا بـ إنتفاضة غير مصدقة ، و كأنهما الأخرين ظنا كل الظن ألا يجود عليهما الأب الفاضل بـ عودة ، فلقاء !
تشنجها تضاعف لما تسلقت فتاتها الشوك حتى تصل أبيها ، متقدمة بين المقعدين لتحشر بنيتها الصغيرة .. إن كان بين - لمسها و الـ لا لمس - شعرة فقد قطعت من منبتها ، إذ مدد جذعه حتى يلج اكثر ، فضرب أنفها بـ مرفقه الخشن ، و دون اعتذار اكمل وجهته حيث مدللته ، التي إشتاقها و جدا ، و جدا أخرى تضاف لـ كونه مبصر من قبل العذال !
رفعها من تحت أبطيها ، ليخرج بها من مربع النافذة ، بحماسة تليق بـ - مراهق - علت صرخته بـ " آوووبااااح ، لج حبيبة بابا شلونهااا "

إحتفظت من داستها طفلتها للوصول لـ والدها بذات قهر صامت ، و الدمع راح يأكل قرنيتيها ليداهمها غثيان دون تقيؤ ، فظل محبوسا هناك ، حيث لا علم للحقير عن كونهما تخمتا .. دمعا !

ادارت وجهها ذات اليمين ، حيث حبيبها الفتي ، دوما ما كان بقلبها شاعر هذا الصغير ، و ها هو يثبت وصالهما الوجداني بـ لمسة حانية على كفها المتخاذلة فوق فخذها ، بصفار رسمت على وجهها إبتسامة ، لم تتجرأ و تصل عينيها المختبئتين خلف عتمة النظارة ، و ذاك التواصل ذاته ، طرق قلبها قبل الذهن ، ليجعلها تهمس له بما توده عيناه بلهفة صغير كبر دون أبيه !!

: إنزل سلم عليه حبيبي

لا تدري كيف إلتقط ' ذاك ' همستها تلك ، لتراه يكرر حركة دخول ذراعيه فرأسه و الكتفين ، و هذه المرة صارت الضربة بفعل الكتف العريض .. فـ أبدت سوءة ألمها بـ آهة لم يهتم مجددا بآداب الإعتذار عنها ، ردد بضحكة قاتمة ، مهددة بـ شر
: تعال مناا " من هنا " بابا ، لـ تنزل ، لك كبرااااان .. صاير رجاال تخبببل

إعتراض الصغير بـ قوله اللاهث ، القلق " لالالا بابا خلي انزل منا .. أخاف أأذي ماما "
كان كعقار مخدر لالم الجسد .. و بتناقض عجيب عمل كـ منبه ذهني سريع المفعول ، إذ إستوعبت توا .. أنه قد عاد ، بعد دهر تسلسلت حبات سنينه لتكون عقدا ، و حبة منفردة كانت لتكون سلسلة لعقد اخر ؛ فاخر الغياب

عاد و الزهو يملأ رأسه ، و قلبه الخداع ، تكاد تستنشق بـ عطره النفاث مزيج لـ مئة عطر أخر ، لأخريات .. جاد على نفسه بهن في البعد ، بكل قذارة رجل ؛ خائن !

: لتخاف بابا ، ما اقدر أأذي أمك ، لتخاف عليها مني

شخير هازء كان ردها ، ثم اشاحت بوجهها حيث اليمين مجددا ، هذه المرة لم تتقلص بقربه ، و لم تنكمش الملامح ، بل إسترخت ببرودة لامست منابت شعر ذراعه ، لتشعله محترقا .. أخرج الصغير مغدقا عليه بمشاعر زائفة ، كـ وجوده أجمع ، ممثل بارع يتقن دور الإبوة الأحمق ، و لا يدري أن هذا الشرف به لا يليق .. أبدا !

من خلف النظارة إستطاعت مسح صورة شاملة لمظهره ، التافه .. و كأنه عاد مراهقا ، بل عاش مراهقا فهو لم يغادر مرحلة الحمق تلك ، لم يغادرها البتة !
ذلك الغزو الإعصاري شتت ذهنها ، و النبض لوهلة .. لبرهة طالت بعض الشئ ، و ها هي تدرك توا أن هنالك شاهدا لم يزل مستقيم الجسد ، حاد البصر كـ هيثم أدرك الخطر !!
زفرت بإستغفار قلب صادق ، و نظرها مصوب للأمام ، عيناها تضيقان حتى تقلصت مساحتهما للثلث ، لا شئ يظهر على ملامحها سوى الجمود ، المفكر .. و كأنه سلب منها راحة أعوام ، بلحظة عودة

رغم إنكار العقل ما يأويه الجسد من تخلخلات ايضية ، و قلبية .. هنالك نقطة في اخر سطر ، أثبتت لها بأن المطلوب قد تم إثباته .. و أنها و للمرة الأولى تستحق أن توصف بالـ إستغلالية !!

ببرود إلتفتت حيث الباب الذي شرع في غفلة منها ، لتلقي بصرها بـ سخرية واضحة على التكوين المنتظم لعضلات - متباه أحمق - ، تقصدت رفع خنجرها و خدشه .. إذ أطرقت برأسها قليلا ، كي تظهر جزءا من عينيها من خلف النظارة ، و بإبتسامة هازئة راحت ترفع بصرها من قدميه المحشوتين بـ حذاء فخم ، راق .. و بتقييم مستفز صارت تلوي شفتيها مع هزة خفيفة لرأسها متقنة رسم صورة الإستحسان المصطنع .. ظلت مستمتعة بإستفزازه ذاك حتى وصلت الاحداق ، حينها فقط .. جف ريقها حد التخدش ، و إبتلعت جمرة شوق لذلك الوجه الأبله .. الحقير

غافلها بـ بسمة مغوية ، و هو ينحني بجذعه نحوها ، مستندا بساعد يساره على سقف السيارة بينما الكف اليمنى تحتضن ظهر المقعد ، برأس مطرق ، و نظرات تدق القلب كـ ' مطرقة ' جلى حنجرته بـ هدوء ، أفزعها .. ليهمس ببحة كادت ان تلامس شغاف قلبها إلا حقدا وقف بوجهها فتلاشت بتأثيرها خير تلاش

: مرت دعش " أحد عشر " سنة !!!

فقط إبتسمت ، و بفتور ألهب عينيه راحت تخلع نظارتها فـ تعري امامه روحها ، تلك التي أنضجتها السنون .. فعقلت
توسعت إبتسامتها الصفراء مهتمة بتفاصيل رجفة نظراته المتنقلة بين جوهرتيها الـ داكنتين إحتراقا ، كـ قلبها صوبه !!

: أكيد مشتاقتلي

لم تستطع كبح جماح ضحكتها الباردة ، لتفتلها دون تخطيط ، و تميل بذات الوقت اماما مادة بيسراها نحو كتفه ، لتدفعه دون ان تفلح بزحزحته إنشا ، فقط ما كسبته نارا احاقت بأناملها .. إلا إن بلوغ الوجع بها .. و الغبن ، ساعدها على التصرف بنضوج تام و هي تهمس بتروي متعقل : وخر - يسار - ، خلي الجهال يصعدون دنروح .. تعبانين و حضرتك يا ' أبوهم ' موقفهم بالشمس !!!

: نزلي .. - لحظة صمت ادركتها الوقاحة ليسترجع نذالة الرجال - جان طلعتج من الجامة مثل جهالج ، بس ما شاء الله الخير مسمنج و مغيرج

تزامن قوله - القبيح ، و المموج بالصلافة - مع إعتدال جذعه بوقفة مستقيمة ، مشرعا الباب امامها ، فما كان منها سوى أن تتقي الله في طفليها ، و تترجل بقدمها اليسار اولا فاليمين ، رفعت يمناها بالنظارة لترتديها مجددا ، و جسدها الاحمق تشنج دون ان يشاورها و هو يدرك فعليا الاقتراب الخطر من الحقير
أطرقت ببصرها حيث الصغيرين ، لتفتن بمظهرهما و هما يعلقان بصريهما بـ كمال عائلتهما ، اغرمت بـ فتاتها و هي تضيق احداقها إثر أشعة الشمس القوية ، لتحاكيها بـ نعومة فلتت منها دون احتساب وجود لمجرم .. حب !

: ماما صعدي للسيارة ، و كم مرة قتلج لتصغرين عيونج هيج مو زين يا ماما

: حااضررر ماماااتيي

صاحت بها الصغيرة بحماس عال ، لتستجيب لأمر والدتها في غضون لحظات ، لتنقل الأخيرة بصرها حيث رجلها الصغير .. الذي سرعان ما إقترب منها بـ غريزة حماية تسكنه ، فإنتفض قلبها نبضا له .. إنحنت نحوه ببطئ ، لتقبل وجنته المحمرة ، فتهمس له بـ هدوء : لتخاف حبيبي ، اصعد يم اختك هسة نصعد احنة هم

ليأتيها هتافه بمقل مرتجفة قلقا ، و لكن جاء الهتاف مكتوما .. خافتا : أخاف بابا يضوجج

كادت أن تذوب لشدة العشق ، هي لا تمييز بين طفليها ، فكلاهما عين تبصر بها حلو دنياها ، هما زينة حياتها ، و لكن هذا الرجل بهيئة طفل لها معه مواقف بطولية تجبرها على إغداقه بشرف العرش الإسطوري ، بعد أن خان الملك الأول ، فنحي من منصبه بـ تهمة غدر ، قذرة .. أنانية جدا !

إحتبست شهقة الصدمة بصدرها وهي تجر لتستقيم واقفة شقها الأيمن يدك بضربة خفيفة بـ جبل متغطرس ، احمق !
بعد الفراق ، اللقاء الأول ، النظرة الأولى ، و القرب الأول .. كاللقاح الأول ، يزرقون بالوريد السم .. فترتعش ، و تصيبك حمى و هذيانا ، تجوب صورهم و ذكراهم في دمك قبل اعصابك ، تبصرهم و تحادثهم فترتجف لرؤياهم قريبين .. كنبضك
لن يأخذ الأمر سوى قليلا لتستوعب ، و يستعيد جسدك عافيته .. فتصلب طولك واقفا ، لا مطرق رأس حنينا ، و لا متهدل الاكتاف شوقا .. ستقف .. باردا ، ساكنا كـ وقفتها ، و بعد تلك الوقفة .. لو زرقوك سم الكون اجمع لن تهذي بهم مجددا ، فمناعتك منهم قد حصنتك خير تحصين ، و فاض بجسدك رفضه للهوان ذاك

لم يهتز لها هدبا و هي تنصت ساخرة لـ قوله الحانق ، و كأن به لـ قوامه عليها مصدقا : اوقفي عدل ، شنو هالإستهتار بنص الشارع

لوهلة أرجفته و هي تهديه بسمة خفيفة ، زرقاء !! .. فتستنطق المارد المسجون في قمقمه ، محاولا النهوض و قطع اغلاله الضخمة ، فتصلهما ضجة أنفاسه و إزعاجه .. متمثلا بـ غضب راح يسرح و يمرح بعينين زرقاويتين كـ لون سماء بيوم ربيعي .. بديع الحسن
أهملت الضغط على مكابح ثورته المنطلقة من صدره للاحداق ، و صممت على إذاقته مر كأسه المعتق في خزائن الذاكرة ، حتى صار ثمينا بوجعه .. تركته لتتوجه بحركة هادئة ، باردة الى الجهة الأخرى من السيارة ، و دون أن تهتم لوجود ذلك المتفرج الصامت .. الذي أحسن تفكيك المشهد أمامه ، ليظل العبوس ملازما للوجه المهذب





*


بإذنِ اللهِ سَـ تُتبعْ

حُلمْ

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة تفاحة فواحة ; 29-11-13 الساعة 08:15 PM سبب آخر: ^___^
عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 21-11-13, 08:52 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206339
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت رادوي عضو له عدد لاباس به من النقاطبنت رادوي عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 136

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت رادوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

وش هالزين وش هالزييين ، حللللم هنآ يامرحباا والله ... اشتقنالك يختي فووق متتصورين ،،، انا للحين مش مسدئة عنيآ ،، قاعده احاول استوعب الابداع اللي قريته ،، بس مدري ضيعت الكلام والله .. المهم انك رجعتي حللم ، ورجعتي بتميز حرفك وبفكرة جديده ، وواضح عليها حاميه من البدايه .. يعني انا على طول طلعت من عيووني قلووب ... بلآ عراق بلآ در بلآ تونه ، انا مع يسار وبس ، عاد يطلع قليل ادب ، يطلع مايستحي ، يطلع رراعي بنات مايهم ، انا معاه قلبا وقالبا .. يكفي انه يذكرنا بحبايبنا الابرياء ، آممم كأني اللحين بديت افهم السالفه لاني قريت البدايه ودخخت مافهمت شيء ، بس اللحين تقريبا وضحت السالفه ، يعني يسار ودر خوات ، وبعد در تصير أختهآ لتمني ، وتمني تصير اخت عراق .. فصارت العايلة شوي مشربكه ، المهم زين اللي تمني تبكي عليه بالبدايه واللي اتوقع كان توأمهآ مع أني مو عارفه هو ولد والا بنت بس اتوقع ولد .. المهم هذآ شكله مات وبعد ام تمني وابوهآ .. عراق ودر وراهم سالفه اكيد وهي اللي قلبت ددر وخلتها بارده ، بس حلومه حبابه قولي لي وش معنى اسمهآ در صاف !! اكيييد راح نكون بانتظارك حبيبتي ، ويارب يارب يوفقك وين ماكنتي ...

 
 

 

عرض البوم صور بنت رادوي  
قديم 21-11-13, 10:41 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

السلااااااااااااااااام عليكم...
مرحباااااااااا مليااااااااااااااااااااارااااااااااااااااااات ومااايسدن حي الله بنت الرافدين حلوومه الكونتيسه.. هناا.. ياامرحبااا ياامرحباااا..
حلوومه للحين ماقريت القصه ولا ادري من الابطال.. لكن لي حق المصااادره لاي واحد يعجبني ..وماعلي من اي وحده تجي وتقول انا اخذت ..وانا صادرت قبلتس زارا.. خلاااص هذاك اول يوم اسمح لاي وحده تقرأ قبلي تصادر الحين مع تقدمي بالسن بقاتل في سبيل محبوووبي اللي يعجبني والغلبه لي بالطبع فالحذر الحذر من محاااولة ان اي وحده تكون خصم لي لاني رااح اسقطها بالضربه القاضيه.. >>فيس صاير يشوف ملاكمه كثير. اع.

بالنوفيق حلووومه .. وياليت تكونين محدده يوم لتنزيل الاجزاء عشان نحرص على التواجد ..

اعجبني اسم عراق. مدري قريته برد بنت رادوي .. واعجبني الاسم.. بس يمكن يمكن ي والله العالم كون يسااااار هو اللي بصادره.. سوووري بنت رادوي لو اعجبني يساااار بادعي الله انه يصبر قلبتس االلي بكسره لتس..>>فيس مبتسم..هع

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 22-11-13, 05:57 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2012
العضوية: 248410
المشاركات: 428
الجنس أنثى
معدل التقييم: ترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالق
نقاط التقييم: 2549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ترانيم الصبا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

السلام عليكم

أهلين حلومه بارت جميل بس الي الآن ما وضحت الصورة كامله لس كأن الي فاهمته ان تمنى لها أخو و أخت هربو خارج العراق وهو الدكتور الي هرب في بداية الرواية
بس هل مازالو خارج العراق ؟؟؟

الشي الثاني والي أحسه معقد أن ابو تمنى متزوج حرمتين الاولى نزهت الي هي أم تمنى

والثانية سمير وهي أم در صاف وعراق ويسار

بس أتوقع يسار وعرق عيال سميرة من زوجها الأولي مهم اخوان لتمنى

وتمنى تزوجت يسار وجابت ولد وبنت ومرت عليهم ادعش سنه
والأخ يسار المبجل محبوب البنات خخخخ
هاج عن ديرته وزوجته ومن حضن مره لمره ثانية يعني بالمختصر نسونجي

بس ليش تزوجة يسار وعراق يحبها وهي واضح أنها كانت تميل له وخايفه عليه من أمها لما جاء يأخذها من مدرستها


حلومه ليكون إلي بالي صح
التعبان يسار سوا شي ما شيات لها وأجبرت على الزواج منه

بس واضح ان تمنى تحب يسار من من تشنج جسمها من قربه ونظراتها و إلا ليش ماتطلقت منه كل السنين إلي مرت
بس في نفس الوقت حسيت انها تكرهه ما عرفت احدد شعورها بالضبط بس أن شاء الله كراهية مو محبه

زار وبنت رادوي خوش حكي والله عاجبكم يسار
حرام عليكم شو عاجبكم بيسار هذا أدب سيز ماكو مستحى بوجه هاد مرته وعياله ادعش سنه عفيه عذوق احيكم عليه << فيس التعجب والاستغراب

أجل انا بصادر عراق واخليه حق بنتي وياويلها الي تقرب منه وتقول تبيه وإلا بعدين يحلى في عيونكم بعد ما تعوفون يسار ويطيح من عيونكم طاح حضه وإلا فيه رجال يترك زوينة الحريم تمنى

زوزي مافي تصادرين ماتصادرين سامعة هذاك زمان تاخذين الي تبين يكفيك سيفاني راصته على قلبك هخهخهخهخه


يعطيك العافية حلومه وسلمت ايدك وما ننحرم من إبداعك
و أنا مع الزوري نبي يوم معين تنزلين فيه

ننتظرك بكل ود

 
 

 

عرض البوم صور ترانيم الصبا  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبجديتي, أتهجأ
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t191279.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظˆ ط¨ظƒ ط£طھظ‡ط¬ط£ ط£ط¨ط¬ط¯ظٹطھظٹ - ط§ظ„طµظپط­ط© 40 - ط¯ظˆط§ط± ط§ظ„ط´ظ…ط³ ط§ظ„ظ…ط¨ظ‡ط±ط¬ This thread Refback 29-04-16 03:45 PM


الساعة الآن 07:02 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية