كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: و بك أتهجأ أبجديتي
ودّت لو كان بإستطاعتها إيواء بعض اللؤم و الأنانية بمسكن قلبها علها تهجره كما هجرها ، علها تغفل عن وجع صغيريها و تتناسى آلامهما الحية ، و لكن لم تكن يوما المطالب بالتمني ، آهٍ لو كانت بالتمني .. لمزقته شر تمزيق ، لـ أشغلته بململة أشلاء جسده لا أحضان المُنحلات ، لأشغلته بالتمني واعيا و عند الوسن ، و حتى حين الرقود !
لا تدري ما سبب تعقله و عدم حضوره مدرسة الصغيرين ، بالتأكيد هو لم ينصت لـ غضبها .. فهي لأعوام أرعدت و أزبدت بأرضها وحيدة دون أن يوليها إهتماما يُذكر ، بل دون أن يسأل إن كان من عقب قهرها نفسا يبقيها على قيد الإستمرار بوحدتها الشنيعة
في حينٍ كان هو به يتنقل بين قذارات النسوة ، و فتات الإنوثة العارية من الخجل ، و الخشية ممن خلقهنّ ، كم تتوجع حين ذكرها لبؤسها الذي شاخت له الروح بسنين لم يصلها الجسد إلا بعد خمسون عام
تناهيدها تنفلت من زمام هدوءها بعض حين ، لتجد من رفيقي رحلتها قلقا مفضوحا ، فتطمئنهم بباهت الكلم ، و هكذا كانت عودتهم للمنزل الكبير ، لم تقابل رائد لحسن الحظ ، و يبدو انه الاخر تحاشاها طلبا لبعض الوقت لتجديد مهاراته بالإقناع ، و التقدم ببغتة !
لما وصلت بهما المنزل ، انظارها صوبت حيث المنزل الملاصق لمنزلهم ، و الذي ليس سوى بعضا منه إنفصل ليهجر بعد أن إلتهم الحزن روحه المرحة بـ فيه الحادة انيابه ، قبل أشهر أعتادت ان تسكن الضجة هذا البيت الصغير ، بـ ثالث الاحفاد و اكثرهم رقة .. رغم محاولات والده لأن يتضخم برجولة أولي السبعة اعوام ، لكن تدليل الام جعل من عظامه رخوة ، و صفاته نقية كما الطفل الرضيع ، مدلل الجميع كان ، ليدللـه الله تعالى و يرزقه جنة دون حساب ، و والديه طيرا في الجنة
لا إعتراض على حكمك يا الله ، فقط إرزق عراقاً صبراً و سلوانا ، و كثير من رضا
هذه المرة تنهيدتها كانت الاطول ، ليأتيها صوت الصغير متسائلا : ها ماما ، ننزل ؟
: اي حبيبي نزلوا
ترجلا و هي من خلفهما ، و اكملت المسير للداخل حاملة حقيبتها فقط ، فالصغير كعادته لم يرتضي ان تشاركه النسوة في حمل اثقاله اليومية ، يتحاور مع توأمه بـ لغتهما الخاصة دون ان يصلها شئ من همسهما
عندما دلفت المطبخ لسعتها برودة ارسلت لأطرافها القشعريرة ، تنبهت لوجوم زوجة ابيها و هي ترحب بعودتهم ، تغضن جبينها ببعض تجاعيد التفكر ، و القلق ، متيقنة بأن خلف تغير مزاج من إتقنت دور المربية و الأم ذلك المتحذلق ذو الرأس العنيد
: خير ماما خو ماكو شي ؟
بادرت بالسؤال عن الوضع ما إن غادر الصغيران ، لينقبا عن الضيف الحديث المآب ، كانت مدركة طيلة رحلة الرجوع بأنهما متقوقعان بشرنقة الصمت خشية أن تبوح لهما بأمر يخافاه كما الموت ، مغادرة الأب الحنون !!!
إستشعرت ذبذبات خفيفة تأتيها من قبل الأم البديلة ، غريبة كل الشئ لا بعضه ، على وشك تكرار السؤال كانت لما أجابتها المرأة الناضجة عمرا و قلبا ، اخيرا : لا حبيبتي ما بية شي ، بس شوية راسي يوجعني .. انتي شلونه جان يومج ؟
: الحمدلله
اكتفت بخير الأقوال تعبيرا عن حالها ، لتدنو بهدوء خطى من الموقد حيث تقف ام العراق منشغلة بـ تقليب قدر الرز ، فـ تخرج جملتها هامسة .. تخشى أن يكون ما خلفها قاتلاً : ماما .. يسّار وينه ؟
لم ترفع رأسها ، و لا البصر ، إكتفت بتزين الوجه المجعد ببسمة خفيفة ، تلائم صرامة ملامحها بتناقض عجيب أمره ، لتشاركها الهمس بمثله ، و من فوقه بحة متأثرة : قاعد بغرفة دُر
قبل أن تنهي جملتها القصيرة وصلتها التنهيدة العميقة من صدر التمني ، أجبرتها أن ترفع بصرها نحوها ، لتلتقي المآق برثاء متبادل ، فإحداهما تعاني جفاء فلذة الكبد ، و أخرى ضاع العمر من يديها تنتظر رحمة عبد الله المختال بـ جوره .. من بعد إذن ربه !
: تونة ماما ، فهميني انتي شتريدين ؟
بإنعدام صبر قالت الاكبر سنا ، تاركة قدرها يصيح رافضا منها الإهمال الغير محسوس ، لتكون الاخرى بذات تيهها ، فتجيب ناقلة بصرها حيث باب المطبخ الداخلي الذي ابتلع التوأم الباحثين عن مكمِّل عائلتهما من خلفه : اني اريدهم ينسعدون بحياتهم
لتلوي عنقها فتواجه حماتها مجددا ، مكملة بـ نبرة متهدجة ، غصتها الحمراء فاقع قهرها : الطريق كله ساكتين ، شقد حاولت احجي وياهم ميناقشوني ، بالهم كله هنا يمه ،، حتًى لو ميقولون اني امهم و احس بيهم ماما ، و كلش خايفة منه ، و الله خايفة
خايفة يدمر نفسيتهم اذا عافهم من جديد و هالمرة احتمال يلوموني اذا راح ، و اني اموت اذا شافوني بهالنظرة ، هوة مديفكر بس بنفسه ، مديحس بإحتياجهم إله
كادت ان تفلت بعض دمعها تضامنا مع تخوف من تشابهها بالظروف الفتية ، تنامى قهرها و بغضها لـ غباء ولدها و أخر حبات عنقودها الصغير ، من كان أغلاهم حتى عاد فتساوت النبضات بينهم بقسمة متعادلة !
: و انتي ممحتاجته ؟
: اني تعودت اتقوى بـ الله و بعدين بيكم
سؤال الكبرى و إجابة الصغيرة كان على مسمع ممّن ولجت المطبخ للتو و دون أن تشعرا بها ، بادرتهما بالتحية ، لتقابلاها بالمثل .. تعمدت ألا تريهم صفحة الوجه الباهت لونه ، لكنها فشلت بـ إخفاء تصلب الأنامل ، و لربما الجسد بأكمله ، لتنتبه أختها فـ تستفسر منها سريعا ، مبتعدة خطوات ضئيلة عن الأم الساكن احداقها قلق أبى اللسان أن يدلقه على المسامع
: شبيج دُر ؟ شو عصبية !
فتكون الإجابة مثالا لما تضمنه السؤال : ما بية شي
لتباغتها الام بـ فخامة حضرتها : شنو مـ إرتاحيتي بالدوام ؟ أحد ضوجج " ضايقك " ؟
: قلتلكم مابية شي .. ياعيني
لفظة التودد أضافتها متأخرة علها تخفف من تركيز نبرتها الجامدة ، و لكن هيهات من النسوة التغاضي عمّا بدر منها من تكلس نبرة و ملامح ، ليكرر عليها التساؤل بقلق وليد الحال بقلب التمني : لا ابد حالج مو طبيعي ، لتخرعينا .. شكوو ؟
اولتهما البسمة الخفيفة بغية طمئنتهم دون نفسها ، لتتحرك بحقيبتها الكبيرة حيث طاولة الطعام فتضعهما دون إهتمام على المقعد ، منصتة بعقل مغيب لأنفاسها المتهدجة
اجلت غصة قلبها بعيدا لما وصلها استفسار من اطفأت نار موقدها مستديرة صوبها و كلها قلق على قلق ، فهي لم تعتاد على رؤية الوسطى منشغلة الذهن إلا عندما تستعصي عليها تنحية هوجاء افكارها ، بعيدا - و لو أنها لم تحفظ تصرفاتها إلا حديثا ، حين مآبها الرضيع بمهده ، إذ هو لم يتم عامه الأول بعد - !
: زين ليش راجعة من وكت " مبكرا " ؟؟ و عراق وينه ؟
بتأن راحت تخلع حجابها ، أناملها الطويلة تمتد لتخلع دبابيسه الصغيرة بـ بطئ متراخ ، و كأن الأعصاب أهلكت بلقاء مضى ، مر كان لقائهما ، بمرارة قهوتها أو أشد .. إلا أنها تدمن القهوة اللا محلاة ، و تعشقها .. فيا قلب أخبرني ، أ كانت رؤيته ، كـ قهوتك ؟!
زفرت تهدهد نبضها المتخاذل ، الكئيب .. و راحت تحاكي امها بهدوء أضحى يزعجهما ، و يهديهما يقينا بأن في الأفق يلوح خبرا مريبا : ماعندي شي ماما ، بس محاضرتين ؛ فـ إجيت .. قلت اصلي و اروح اجيب عراق و بعدين اروح للدار
: و متتغديين ؟؟
بادرت التمني بالقول العجل ، مستغلة هفوة اختها لتبين لها بأن هنالك ما يشغلها و جدا ، فهي حين التفكير تمتنع عن طعامها و شرابها خلا كوب قهوتها الثقيلة !
فيبتسم الوجه الشاحب بـ خفة ، متقبلة فطنة اختها بلا قلق ، لتعترف و هما تقفان كالمنتظر حكم جرائمه خلف قضبان المذنبين !
: لتخافون ترة ماكو شي مهم ، شغلة - صغيرة - ضوجتني ، و إن شاء الله شوية و أفك " تفرج الاسارير "
إن ظنت أنها ستغلق أفواه ذهنيهما العاملين بـ همة فذة فقد أخطئت الظن كله ، فـ ما قالته لم يجود عليهما سوى بـ عزيمة أعظم لكشف الستار عما تخفيه بتعنت محمد و أبناءه !
لتصرا عليها كي تبوح بما أشغل الفكر و بهتت لأجله الملامح ، و ذلك لخبرتهما الـ " ضئيلة " بحداثة شخصيتها - إذ هما لم ترافقها حين نضوج وجع الماضي وفقده في كبدها ، لم تشاهداها في أتعس حالاتها بؤسا و قهرا -
كانت الام أول من حكى و بنبرة صارمة لا تتقبل غير تنفيذ الاوامر : دُر مو جهال احنة حتى تقشمرينا بحجايتين ، قولي شبيج لتخلين الشيطان يلعب بعقلي ، فهميني شكوو ؟
و بتوجس بطئ ، و العيون تلتقي بحكاوي ما قبل الزمان ، أستطردت : شفتي احد تعرفيه ؟
هنا شهقت التمني بهلع ، ضامة كف يمناها فوق الفم الفاغر بعد إذ نطق فزعا : بس لا أيهَّم ؟
رفة جفن محجرها الأيسر غفلت عنها الاخت لا الأم التي أمسكت قلبها الهارب من الحلق بعد إذ غافلتها الشهقة المصدومة لرؤيتها النظرة العاملة عمل الرصاص الذائب المنسكب في الجوف !
: شفت قيصر
جاءت جملتها الخافتة لتغلق بيبان الجحيم الذهني في جمجمتيهما ، فتعود الاخت لتسأل بغير ذي سأم : قيصر صديق ايهم ؟
تعشق حاجبيها بنفور واضح ، و زائف .. لتعلق و يدها تحمل الخمار ، بينما الاخرى تحذف قطيرات العرق من خلف العنق الملتوى ذات اليمين و شماله : إنتي شبيج ؟ أحد جاب طاريه ؟
: ديللاروحي صلي و تعالي تغدي قبل لتروحين لـ عراق ، قولونج ميتحمل الجوع فـ لتعاندين
: ماما الله يخليج لتلحين علية ، ما أريد أكل يعني ما أريد
: لأ درصاف تاكلين و لا ترة والله العظيم متطلعين من الباب ، تدرين بنفسج متتحملين الألم فـ لتجادلين
: الله كريم
انهت الحوار لتبتعد تاركة اثنتين تراقبان خطواتها الراكزة بـ صدور تنتفخ ، و أفكار تتضاخم سحبها فوق الرؤوس الصامتة ألسنتها .. ما أن إختفت ندت من الكبرى زفرة إستحضرت من التمني جل أهتمامها ، تلتها بالقول الجازم : الظاهر الموضوع بيه أيهم !
*
ذوت الصبابةُ وانطوتْ وفرغتُ من آلامها
لكنني ألقى المنايا من بقايا جامها
عادت إليَّ الذكرياتُ بحشدها وزحامها
في ليلة ليلاء أرّقني عصيب ظلامها
هدأت رسائل حبها كالطفل, في أحلامها
فحلفت لا رقدت ولا ذاقت شهيَّ منامِها
أشعلت فيها النار ترعى في غزيز حطامها
تغتال قصة حبنا من بدائها لختامها
أحرقتُها ورميت قلبي في صميم ضرامها
وبكى الرماد الآدمي على رماد غرامها
إبراهيم ناجي
متعبة حد الإعياء ، مرهقة حتى الإغماء .. ليس الجسد من يشتكي بل النفس التي تسكنه ، حتى الآن لا زالت غير مصدقة لما جبله قدرها لتعيشه ، ليست بذلك الإدراك الذي يهديها القول الصريح
نعم لقد رأيته مجددا ، ذلك الشاب اليافع ، المندفع .. صيرته أعوامه رجلا يغزو الشيب رأسه ، فيزيده وقارا ، عجبا لك يا شيبهم ، فتراك تزيدهم حسنا و خيلاءا ، و تزيدنا بؤسا و قهر !
أجلت حنجرتها بخفوت مكملة دربها حيث حجرتها المحتلة من قبل الغول الكبير ، محاولة كل الإمكان ألا تقدما بحثا ناجحا ، ممتلئا بتحليلاتهما الذكية بخصوص حالتها المزمنة ، هي فقط ايام تتهيج بها قرحة وجعها ، لتنزف حنينها ، و تتقيأ ذكرى صباها المشوه ، ثم تنجو فتستدرك حياتها المتبقية
لما دنت من ارضها الخاصة وصلتها الضجة الهوجاء من خلفها ، بلا شعور راحت تزم شفتيها امتعاضا ، تحاول تقبل ما تراه من خلف الباب الموارب بـ عقل حكيم .. لكنها فشلت في محاولاتها لـ تتصلب لحظة إبصارها ضخم الجسد ممثلا عظيما عن آباء هذا العصر ، العنيف !
إذ كان واقفا بـ منتصف الحجرة ، رافعا التوأمين ، كلا تعلو به ذراع ، و الثلاثة غارقين بالهتافات ، الحماسية منها و المرتعدة الفرائص !
يستلقيان على بطنهما ، فوق ذراعيه المتكدسة عضلاتها القوية ، حتى باتت تعد من العظام البشرية أثقال تدريب !
لتتسع نظراتها محذرة إياه و طيشه ، فهما ليسا بالعمر الذي يسمح له بـ رفعهما كـ عجلتي أثقال
خرج صوتها مشدودا ، حانقا ، تود الإنفجار بأحدهم كانت و جاء الأقرع بـ رعونته أمام كتلة الأعصاب المستنفرة ، مدغدغا إياها بإستهتار : نزلهم يسااار شنو هالخبال ليروح يوقع واحد و تنكسر إيده
أنصت لأمرها بطوايعية غريبة على العقل الأحمق اللا ملائم للجسم السليم ، المتضخم .. ليأتيها صوته كسولا ، معاتبا بعض الشئ : اول شي سلمي ياابة ، شو حتى إنتي صرتي مثل الجماعة ؟
فتهمله متوجهه حيث دولاب الملابس ، شرعت بابه بحركة عنيفة ، ثم راحت تلقي بداخله الخمار كيفما إتفق ، متحركة بـ اعتياد في مملكتها البسيطة ، لتميل بعدها حيث السرير رافعة من على طرفه رداء البيت .. كل ذلك و الثلاثة يراقبونها بـ توجس ، بالذات هو .. من شاغب معها كثيرا حين التغرب عن الأوطان ، مدفئا صقيع مشاعره بدفن رأسه في حضنها الحنون رغم مظاهرته بالتصلب !
جلى حنجرته ليعيد الكرة ، محاولا إستجداء فتات حالها الطبيعي : زين سأليني شلون صرت شيي
هذه المرة وجهت له نظرات غلفتها الصرامة ، نفخها الغيظ : ما أتوقع إنضربت طلقة حتى أسألك شلون صرت
فـ تستطرد لتصيح مشيرة له حيث الباب بـ أعصاب منفلتة : يللا اخذ جهالك و برااا اريد ابدل دا اصلي ، رااح وكتي " تأخرت "
هنا إضطر أن يرفع حاجبه المشروخ حديثا ، و يكمد التأوه فيبدو أنها بمزاج لن يسمح له بالوصول لتدليلها ، و إنتفاضتها المدافعة من أجله .. لكنه آبى إلا أن يثأر لكرامته المستباحة امام طفليه ، و بحركة سريعة باغتها ليكون امامها ، صائحا بالتوأم بـ نبرة متفخمة نشاطا ، و عفوية : تعالواا نهجم عليهاا
للحظة شعرت بغباءه و هي تلحظ تسمر الصغيرين محلهما ، متعجببن من حاله الأرعن ! و للحظة التي تلتها لم تشعر بشئ سوى هبوط حاد في مستوى الأنفاس الدالفة و الغادية من الصدر الكئيب ، لم تكتم صيحتها المتفاجئة من فعلته و هي تحرك ذراعيها بعشوائية مرتعبة ، شعور التعلق بين السقف و أرضية الغرفة لم يكن حماسيا البتة ، لا تدرك فعلا ما بال الصغير كان فرحا لما ركب قبلها في هذه اللعبة المتهورة !
: لك يسااااار نززززلني
: نو نو نو ديرلنك ، مـ رح انزلج لحدما تعتذرين من كرامتي الي مرمطتيها قدام جهالي !
بابا عيب عليكم ، قولوا الولد - كبر و جهااااله صاروا بطوله -
جملته الممدودة بـ قهر يكسوه المرح أشعل جمرات تنورها أكثر ، لتصرخ منفعلة ، منفلتة الأعصاب : يسار و الي خلقك اذا منزلتني اكسر رااسك ، نزلني يللا
حاجبيه تألقا مرتفعين ، لينزلها ببطئ .. فتوجس بقلق مس قلبه خوفا من أن تكون والدته قد أوصلت لها شيئا مما قيل بينهما : شبيج درصاف ؟ ليش عصبية
: اطلعوا برا ، قلت ما بية شي .. يللا فضوني اريد أبدل
بحركات قصيرة ، غادر الصغيرين ، متقهقرين النظرات بإلتفاتات قصيرة عند كل ذي خطوة ، لكنه آبى أن يستجيب لغاضب القول .. إذ ظل ملازما فورة دماها بـ هدوء ملامح لا تدري من أين إبتاعه !
: لتباوعيني " لا تنظري " هيجي ، مرح اطلع قبل ما اعرف شبيج
: قتلك مابية شي بس انتة كلش زودتها و اني مستعجلة وراية مية شغلة لازم اسويها
قالتها و هي تخلع ساعتها و تتلافى إلتقاء انظارهما ، و قبل اعتراض جديد يبديه كررت طرده بـ لا إهتمام : يللا برا
لوى فمه مفكرا ، ليقول قبل ان يقرر الإنسحاب : ترة اذا صرتي مثلهم ارجع للسويد .. خليها ببالج
لم تعقب ، ليغادرها .. اما عقدة حاجبيها و تلك التي بالقلب ، فـ لم تفعلا !
*
|