كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: و بك أتهجأ أبجديتي
بسمْ اللهِ الرَحمنْ الرحيمْ
‘
لا تؤخروا الصلاة و الطاعات بسبب روايتي أو غيرها يا أحبة
رجاء شديد اللهجة من حولمْ : )
*
الثاء الأُولَى
*
لـك مـا أردت فلن أسائل كـيف انتهت أعراس بابل
حسبي مررت بخاطر النعمى هـنـيـهـات قــلائـل
كـم قـلتها لك ما حييت و كـم خـتمت بها الرسائل
أنـا مـا حقدت على الشفاه ولا عـتبت عـلى الأنامل
اني رميت بمنجلي وتركت للطير السنابل
عمر بن ابي ريشة
*
عجب ، أضعف القلب !
حالها كان بئيسا و هي تسترجع ما حدث لمرة كفت عن حساب عددها ، تعددت سيناريوهات توليها عتلة التدريس للمرة الأولى ، و تفاقم القلق بين طيات الذهن ، أمسها كان مسهادا ، و كيف يداعب اجفانها وسن و نهارها ستقضيه بين طلاب يقتنصون الأخطاء و يبنون الأفكار و المشاعر من اللقاء الأول !
ليحمل لها قدرها كارثة .. كارثة جرت نفسها لتلقيها بمنتصفها دون علم ، أو دراية
و لله في ذلك حكمة هي لا تدركها و إن عصرت دماغها و الفؤاد ، فسبحانك يارب
أوترمي بقلبها حيث التهلكة دون ان تدري ؟
ذو الـ راء الفخمة برقة لا يشابهه فيها أحد ممن رأتهم عمرا ، حفر في صدرها خندقا ذات يوم ، جاعلا لمن يحاول عبور حدود - هو واضعها - العسر في المسير ، مجبرا إياه ان يتعثر ، و يتبعثر في حفرته !
ذلك الماض اللذيذ ، البرئ .. حيث كانت تشع بهالة طيفية ممتلئة حياة ، يستبق الكثير لقلبها السبل و لكن لم ينجح سوى أيهم ، فذ .. منتفخ بالنضج قبل أوانه ، كان مشعا كالسراج ، ذكيا كما لم يكن احد بين اقرانه ، خفيف الظل ، و القلب
ظنت و بعض الظن إثم أنها و بحكم البراءة قد إستحلت لنفسها في قلبه بيتا ، لن يسكنه سواها و إن هجرته طوعا ، إذ إن بيت الصدور يختار ساكنيه !
لـ تهاجم يوما من قبل المحتلين ، و تهجر قسرا مما كان ملكها من بعد الله .. و كان هو الأخر راضيا بلفظها بعيدا فلم تكفيه و تسد فجواته - برأيها - حتى إختار أن يتزحزح راضيا ، و يتقهقر مبتعدا ، متخذا لـ ثغور قلبه مائعة القد و الصوت ، لتحتلهن .. تلك التي زمانا كان يمقتها و الكل يشهد !
أي مقت و أي نفاق أنت به يامن كنت أظنك رجلا قبل أوانك .. فأثبت يومها طيشك ، و رعونة عمرك الأغر ، إلا أن حينها لم اشعر بالوخز في صدري ، و كيف أشعر و الصدر متقرح بمصائبه الوليدة ، حتى أضحت خسارتك يومها كـ قرصة نملة لـ قطة غرز أطرافها ناب أفعى !
و لكن الآن ، و بعد استطباب طويل و تخرج متفوق من مشافي النفوس المتحطمة ، تقف مهزوزة ، مستشعرة قرص النمل ذاك ، و متوجعة منه ، فهل لها الى مصل منك سبيلا ؟
أوتنكر هزة القلب المدوية حال رؤيته رجلا كما تمنته يوما ؟ بالطبع لا ، و هي ممن يقرفون الكره ، و يرتجفون لذكره و احرفه .. مع الكذب تعادت منذ اعوام ، و لسببين كلاهما شطراها دون إنصاف ، و بكل تبجح
فـ به ، تحمل الصغير جرم لم يرتكبه ، دفاعا عمن لم تقترفه .. و به إنفلق قلبها لـ قول بثته ثعبان مسمومة عن لسانها ، و صدقه الـ صقر ، فـ ولى طائرا ، مهاجرا حيث السفوح ، مخيبا للـ حمامة الجريحة أملها بالشفاء !
منتصبة الظهر ، و الروح رغم التياعها تتزين بالإنتصاب .. تجلس على المقعد الجانبي امام مكتب زميلها الأسبق - من شهد معهما القصة و إن كانت الحقائق تتمايل بين تخفي و ظهور بينهم - تنتظره بـ لوم من تعاتب أخا ، كان يجب ان يخبرها ، فقط كي تستعد !
فـ وجومها لم يكن بصالحها ، هي طوت من عتيق الزمان صفحته الصفراء الأخيرة ، و إستبدلت الكتيب الصبي بـ أخر حكيم ، ثقيل الوزن و الفحوى ، هي تعقلت .. و بالتأكيد أن الأخر قد طاله من السنين نضوجا و إدراكا
و لكن ، أليس من الأحرى أن يمحو النضوج تفاصيل القدم ؟ كـ إنتفاخ الملامح و تلونها الفاضح بدم يدر لها مدرارا ؟
لم إحتفظ بإنفعالاته ذاتها ؟ تلك التوافه تجرجر أغلظ القلوب لـ تحن لما كان يوما ، تنهيدة حسرة أفلتتها و هي تباعد بين الجفنين كثيرا ، رغبة منها ألا تخر دميعاتها الصارمة ، راجية من الله سلوى عن لقاء ودت لو يكون عابرا ، فهو ليس سوى أحد بني البشر، و إن كان يوما - فتيا - أكثرهم ملئا للقلب ، بل أوحدهم !
: قييييصرر لييييييش مـ قتلـ ـ ـي !
و كأن للذهن حجر مختلفة ، تختص كل واحدة بشأن .. و ذات الذاكرة كانت مجتهدة العمل ، إذ طبعت لتلك النبرة - الجديدة - على جدارها وساما
ليشتعل الدم فورانا ، و ينقبض القلب رفضا لما عاد إليه هاربا من الاطراف و الوجه المكفهر ، و كأن بالموت يناديه !
*
أيها الماضي الذي أودعته
حفرةً قد خيم الموتُ بها
أيها الشعر الذي كفنتهُ
مقسما لا قلتُ شعرا بعدها
أيها القلب الذي مزقتُه
صارخا: عهدك يا قلب انتهى
قسما ما مات منكم أحد
انها رقدةُ يأسٍ إنها
آه لو قام رسولٌ ضارعٌ
أو شفيعٌ منكمُ ويمضي لها
آه من يخبرها عن طائر
نسي الأوكارَ إلا وكرها!
إبراهيمْ ناجي
‘
كان عائدا ، مسارعا حيث من يعلم بـ عودة الماضي و لم يعطيه لمحة عن بهجة الرجوع ، و وجعه .. منتفخ الاوداج عتبا ، توترا .. و شوق !
و كأن العمر ما كان من دونها ، درة الفتيات ، و أرقاهن خلقا و أخلاقا ، من أحبها يوما بصمت حتى أودى البوح بـ صمته .. فباح للشخص الخطأ ، فـ كان مذنبا بحق نفسه ، و قلبه و روحه .. و من دونهما قلبين !
أي قدر أعادها لـ أرضه ؟ أ قسم الله لنا أن نلتقي لأنك دوني نصفا كما أنا دونك و لو غزا الشيب لحيتي عقب الرأس ؟ أم هو لقاء يفحمني إدراكا بأني ما عدت أملك على قلب الحبيبة سلطانا ؟!
أعوام طويلة بعثرتنا بين سنينها ، فإستسلمت انا و جبنت ، أخبريني بأنك كنت الأشجع ، لا أود غير ذلك يا درة القلب و نبضه ، لهف الفؤاد على ما عاش دهرا بين ازقة ذاكرتي لم يجعلني أهنأ بليلة من العمر ، و إن اغدق علي الله العطاء و نمت ، كنتي لي انتي بالمرصاد ، و صيرتي من نومي قضية حلم .. حلم قارب أن يلامس الأرض بعد هطوله ، لتحرقه شمسا أودت منه متبخرا قبيل مساس جرداءه العطشى ، فيرتحل عكسيا معانقا للسماء مجددا ، تائها بين سحب الصيف الخفيفة ، مصابا بخيبة التحقق !
و حتى يومك هذا لا زلت و حلمي تائهين ، فهل بـ منابك تدلينا على سبيل للهبوط حيث خصب ارضك ؟ أم أن الأوان قد فات و وجدت الارض من يعمرها ، و يفلح بتشجير درها ؟
حال ان ولج الرواق المؤدي لـ حجرة ذي الذنب المستحق عقابه بمقصلة تفصل رأس صمته عن جذعه ، وجد الباب الخاص بحجرة الرفيق مشرعا ، ليتعاظم انتفاخ بطينيه ، احدهما منتشيا بها من آوبة و إن كانت للشرايين ذابحة ، و أخر غاضبا بشدة من اهمال من يدرك ثمن الدر عند منقبيه في اخطر المناجم ، و لم يدله رغم ذلك !
دلف المكتب البسيط و دون تردد صاح بنبرة منفعلة لم يحاول اخفاء ارتجافتها الكريمة ، ظنا منه ان يلاقي الأسمر ، و ينحر صمته .. دوما ما كان رفيقه متحليا بالسكون ، و دوما ما كان سكونا من خلفه بركان تستعر نيرانه ببطئ
و لكن كان عليه أن يقذف سيوله من فوق الحمم حال أن هاجت و عربدت رؤياه للدر في ساحة ركازته المتأنية ، كان عليه اخباره .. هو و لسوء الحظ ، و حكمة القدر ، جلب لنفسه شكوكا بين صفوف طلبته و السبب بذلك قيصرا !
تقهقر الكلم ، و إبتلع بقاياه من قبل حلق القلب ، ذاك الذي فزع للمرة الثانية ، و انتفض باكيا ، متضرعا لله أن يخفف وطأة شوقه عليه ، و النبض !
شحوب و إصفرار ، هذا ما ابصره على الوجه الثابت امامه بملامح صارمة ، لم تطل التحديق به حال رؤيته ، ثوان هي و اسدلت جفنيها و تزامن هروبها بتمتمة لم تصل اسماعه المتشدقة لهفة ، و حرقة !
فأندفاع الدم لأذنيه هو ما أصمه ، و من خلفه للوجه بأكمله ، لتتجلى فضيحة مشاعره عارية على الملأ من النبض و من تربعت على عرش النابض ابدا !
تقلد بالنضج الزائف ، فـ بادرها السلام ، لترد بمثله و لا زالت من مدار عينيه تهرب ، ليتعقل اخيرا ، مبتلعا شوقا كاد ان يغص به ، منتفض القلب الهلع باحثا عن سلاح العدو من امامه ، و العدو هي .. محبوبة الصبا ، و سلاحها ليس سوى حلقة بسيطة تلتف حول احد الانامل ! حلقة لها أن تحبس الروح بين فجوتها و تعتصرها دون موت
زفرة ملتاعة ، مرتاحة .. هربت من صدره و هو يطمئن نفسه بأن ليس له في الدر عدوا ، متضرعا بصمت لله ان يكون استنتاجه صحيحا ، و لا زالت الجوهرة متاحة لمن يقدر النفائس
: شلونج درر ، شأخبارج ؟
قالها ، شحذ همة الستة و ثلاثين عاما .. و حكى ، بادر بالوصل من بعد ان قطع الخيط بيديه هاتين ، دون ان يدرك !
يوما ما تشبهت - من امامه جالسة - بالزئبق ، حينما تزحلقت من بين الانامل الفتية ، الغبية .. فأضاعتها بإهمال ، و الآن لن يفعل ، هي امامه .. اعادها الله حيث تنتمي ، حيث موطن يفتخر مسكها ، و البسمة .. حيث قلب تعلق بـ أذيالها الخفية ، لا هي شعرت به و قصت الأذيال لـ تحرره ، و لا هو من تعقل و افلت ما خفي عن البشر من دونه من بعد الله !
*
يا حبيبي آن لي أن أشهدا
يوم لقيانا وأن أستشهدا
خذ إذا شئت حياتي واعطني
بسخاء يوم وصل واحدا
لا تقل لي : موعد اللقيا غدا
أنت لا تعلم ما يجري غدا
وأنا لا أعلم الغيب ولي
من عطاء اليوم ما لن ينفدا
أنت والحب وساعات الصفا
وثوان ما لسواها مدى
كيف نمضي لغد الغيب وقد
مد هذا الحاضر الماضي يدا
مدها بالنجدة الكبرى لنا
بارك الله الزمان المنجدا
ضاع منا الأمس واليوم أتى
لو تمسكنا به لن يشردا
وغدا يوم جديد وأنا
لن أعيش الغد حتى يولدا
فاغنم الفرصة واعلم أنها
سوف لن ترجع إن ضاعت سدى
يا حبيبي لم يكن عندي الهوى
رغم ما قاسيت إلا سيدا
وأنا في طاعة الحب ومن
عشقت روحي بروحي يفتدى
فعلام الخوف من وصل له
ضحك الشوق وشعري غردا
أيها الواعد ما زال اللقا
في ضمير الغيب بابا موصدا
فلماذا لا تلبي دعوتي
أفلا تسمع أصداء الندا ؟
كلما أدعوك للقيا أرى
بين عينيك أمانا مبعدا
وكأن الوصل أضحى رحلة
في قفار التيه أو بحر الردى
أنت لا تعرف عني غير ما
أعلن الحساد أو قال العدا
وتراني مثلما هم صوروا
بحر أسرار وليلا سرمدا
رغم أني عاشق لم يخف ما
في دجى عينيه كالصبح بدا
أنت لي أخر مشوار فكن
في طريق الحب نورا للهدى
جد بلقيانا فما كان النوى
ذات يوم يا حبيبي جيدا
النوى كأس مرار واللقا
كأس شهد فارتشف كي تشهدا
دع يدي في يدك اليوم ولا
تجعل العمر حساما مغمدا
ولنسر في درب أحلام الصبا
قبل أن يرحل عنا مجهدا
يا حبيبي أنا أدعوك إلى
جنتي فانعم وحيدا مفردا
واجمع الورد الذي في روضها
فهو من ماء عيوني وردا
عن لي لحن الرضى في نشوة
واترك الأيام تصغي للصدى
واسبق الآتي ولا تنظر إلى
ما مضى من عمرنا أو بددا
نحن لا نملك إلا يومنا
إن تشأ منحي لوصل موعدا
وابتسم كي تسعد الدنيا فإن
غابت البسمة لا لن تسعدا
مانع سعيد عتيبة
‘
لما إبتدأ الحوار بـ سؤاله عن الحال ضاعف عجبها المستتر خلف التزامها ، و عمرها !
فهي لن تأتي اليوم و بعد فطام السنين لـ تتقافز بهجة لمرآه ، و تحاياه .. بهزة رأس خفيفة اجابته ، اتبعتها بنبرة لو كانت تبصر وجهه لشهدت عمق اثرها على انكماشه : الحمدلله ..... إنتو شلونكم ؟
تبسم !
بألم ، و ندم
تبسم بـ كره ، كره لذاته
فـ ها هي تذكره بـ فعلته ، و هناءه من بعدها - إن كان الظيم يعد هناءا ! -
ذات الصفاء و النقاء تحلت بالذكاء ، و تضخمت شخصيتها الفتية ، و هذا ما ادركه حال إيلاجها مفكا في قفصه الصدري ، مرخية اضلعه بـ إنتقام لا يدري لو كانت تستقصده ، فواجهتها الشمعية لم تفصح له عن نية و لا تأثر !
و تسألين عن الحال ؟
حالي أنا ؟ فـ بخير من الرحمن لو لا لوعة القلب و علته المزمنة .. و ذبحته المبكرة !
ماذا عن الصغيرين ؟ أهما من تتسائلين عنه أم الأخرى ؟
إن كنتي تتابعين أخبار ماضيك ، و تعلمين ما انتفخ به مستقبله ، و كان امر ذاك المستقبل - المنسلخ عنك - يهمك ، فهما أيضا بالحال الحسن ، إذ لهما والد افنى ما تبقى من قلبه العليل لـ يعوض بهما نبضه الغائب !
أما أمهما فبألف خير ، من ظنت يوما أنها ستنافسك ، و تربح .. فربحت دون منافسة ، إذ أنت من إنسحب .. و انا لم اكن بجائزة للرابح بغش .. لكنني الأخر إنسحبت من المواجهة ، و ها انا احادثك .. و ها أنتي تسألينني عن احوالي مع اهلي ، فيجيب اللسان غير ما ودته الروح أبدا
إذ كنت أنت الاهل و الصحبة ، على عهدك الأيهم عاش اعوامه ، و أنت ؟ أعلى العهد ظللتي ؟ إنصفيني بالإجابة ، و إعدلي باليقين كي تريحي الصدر الحزين
إعدلي باليقين .. يا ذات الشامة الواسعة
: الحمد لله ، بخيير
حشرجة تلك التي طغت على النبرة المتماسكة رغم عثرتها بـ راء دغدغت ذكراه في فؤاد المستكينة بصمت مهيب ، لتقطع دابره فجأة ، و دون ان تشيح بالبصر من على الارضية العتيقة ، كالذي كان بينهما : و جنات ؟
كاد الفؤاد أن ينفجر من ذي الكمد صاحبه ، هنا تتوقف الالسن صامتة في حضرة ثرثرة النبض الهائج ، ثورته الصاخبة ارتطمت بالاضلع بحثا عن ثغرة للهروب و التنفيس عن انتفاخ عضلة هرمية متدلية من قاعدتها ، بفعل تلقائي تآصر الجسد مساندة لمضخته المكدة - تلك التي لطالما ارهقها و عاقبته شر العقوبات - ، نوبة سعال مفاجئة للوهلة الاولى اجفلتها و هي من لا تدرك أثر مآبها على العليل بها دهرا ، و من فوق الدهر دهر !
كان مطرقا رأسه بميلان ، يمينه تحمل حقيبة الحاسب الشخصي بينما الشمال فـ وارى احمرارها في جحر جيبه خشية افتضاح مكرر ، مد كحته الاخيرة ، ليجلى من بعدها حنجرة محتقنة بكل الكلم ، معيدا ما يود البوح به من شوق لمحله الطبيعي ، حيث بين البطينين مسكنه و مأوآه !
" الله الله "
تلقائيا نطقتها و هي تواجه عنف سعاله ، حتى باغتها الحنين لحظة جعلت من بصرها يأثم و يطير نحوه مطمئنا .. لحظة او جزء منها اكتفت بها بجلد الذات ، و التخمة بـ الزهو العفوي ، ليست الغرة الصغيرة ذاتها المخطئة في ترجمة لغة الجسد ، ادركت و من اللقيا الاولى بعد الغياب بأنها شقت جيب صدره تاركة الفؤاد عاريا يلملم جلبابه الممزقة اطرافه بخزي ، تصلبه شمس الشوق بلهيبها الذي يشوي القلوب
اهتز ضلع اعوج لا يدري موقعه من بين اصحابه ، ليرتخي الصدر كله لما لمح اجفالها المبطنة لهفته - او هذا ما وده العقل الشرقي المتزمت - ، اللهفة ، أينك و لهفتها يا أيهم .. أينكما من ذلك الماضي ؟
زفر بـ خشونة تضاعفت لدى جوابه عن سؤال ظلت تنتظر ان يكون له مجيبا : زينة
*
|