لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-12-13, 09:21 PM   المشاركة رقم: 91
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 




بِسمْ اللهِ الرحمنْ الرحيمْ


*

صلآتكمْ يا أحبة الحلمْ و الطاعاتِ اولا
ثمْ نحُن هُنا ننتظر : )



؛



حَرف التاءْ


تمنيتكَ بالحلمِ بَطليِ ، فـ جئتَ بهيئَة قاتِلي !
يا لَيتك ظللتَ في القلب أمنية .. يَا ليتْ


*







يا رسمَ من أعطى الهوى
مفتاحَ قلبي المقفلِ
في حبه فنيَ الصبا
وشباب أيامي بلي
يا ويح ما ضيعت فيه
من قليل مخجلِ
ماضيَّ ضاع ولو قدرت
لجدت بالمستقبلِ
يا رسم! كم من ليلةٍ
أبكي وأستبكيك لي
حتى رجعتُ مخادَعاً
ومضيتُ جدَّ مضلَّلِ
أرنُو لدمعي بادياً
في وجهك المتهللِ
فأخال عينك هَزّها
شَكوى الغريب المهمَلِ
فبَكَتْ وتلك دموعها!
هَذِي تَسيل وذِي تَلي!



إبراهيم ناجي







من دون الباب ، و ضجيجهما !
كان الثلاثة يقفون مستنفرين كمن على رأسه سرب حمام هائج .. قلبين لم يعتبا النضوج بعد عانا كل المعاناة و هما يآزران بعضهما البعض ، الفتاة تجهش باكية ، منفطرة الفؤاد خوفا لا تعرف أين توجهه ، اما الفتى فكان مدرك تماما اين مقصد رعبه و قلقه ، جبينه مجعد بتوتر ، و نبضه يتعالى و القلب يلهث !

يود لو يخترق الباب إختراقا .. فقط لو كان كبيرا ، يا رب كن بعونها
يلتفت عند كل ضجيج خارجي متضرعا الله ان يكون خاله القادم ، و الله ليمحقنّ كيد والده إن علم بمصائبه ، يحشر نفسه ليلتصق بالباب رافضا الامتثال لأمر جدته و ترك امه فريسة لغضب الاب العائد : باباااا رجااءا كاافييي
فتحووووا الباااب

لما بلغ سيله المرتعب زباه وجد نفسه يضرب أداب التصرف عرض الغضب ، ومعها الباب بكفيه ، رافضا ان تُهان جنته بالأرض و يرتضي التخاذل ، ذراعيه أُمسكتا من قبل اثنتين ، واحدة كان وجهها متضجرا بدمعه ، و الاخرى بقهر و غضب : امشيي يزن امشيي هسة بـ الثنتين ونص رح يجي خالو بعد شوية

لم يستجب لتوأمه ، بل التصق اكثر بعد ان سمع صوتها الهادئ يأتيه من على الجانب الاخر ، و لا يبدو بخير البتة ، و هذا ما اوجعه و نفخ مشاعره الصادقة عتبا على ذلك الوالد

: يزوون ، المفاتيح شمرها ابوك على بيت ام لطيف الي ورانا ، فروحوا جيبوها منهم ماعدنا غيرها يمكن
و من ثم هسيس قريب ، منذر بالأهمية : و بس تجي افتح الباب بهدوء ، لتخلينا نسمع الطقة ، بس قلي حتى اعرف انو فتحته ، مااشيي ؟

ليعلو صوته منفعلا : ان شاء الله ماما ، محتاجة شي بعد ؟
خوما دتبجييين ؟؟

: هههه لا عمري لتخاف علية ، خاف على ابوك

بضحكة حارة كحرارة انفاسه و فؤاده علق ، مبصرا حركتها البطيئة و هي تستدير مستندة بالقد الرفيع على الباب ، مكتفة ذراعيها بإهمال بينما الاهتمام مصوب على تقاسيمه المغتاضة بتشفي ، و لسان حالها يخبره أن " أنى لك أملٌ بأخذهما و هما يبصران جورك ، و يرفضانه "

تحرك الخطوات ببطئ ، مخيف ، لكنها تحلت بشجاعة الفرسان ، مواجهة اياه بـ إستخفاف دنس جفاف فتيله بكثير من الوقود ، لما صار امامها باغتته بضحكة قصيرة ، شفافة كما الدمعة المغرقة للاحداق دون هطول
قبضته تشنجت .. ليهمس منقطع الانفاس تأثرا بالشفافتين ، دمعتها و البسمة !

: خلينا نحجي شوية بعيدا عن كل شي

: انتة شقد اناني

قالتها ليقابلها بالصمت ، إكتفى بمراقبة تعابير الآسى الممتزج بتسلٍ لم تتقن اصطناعه ، لتكمل هي بذات الوضع المهمل : يعني صار كم سنة مقاطعنا و مقاطع العراق كله ، ابوية و امي استشهدوا و مـ كلفت نفسك تجي تعزيني لو تعزي اخووك ، اخوك الي صارتله مصيبة خلت العدوو يوقف وياه و انتة ولا يمك ، تخابر و بس ، لييش ؟ لأن عندك بطولة خطية ، ميصييير تفوتهااا علمود - لأجل - شغلة مـ تسوى
و بس سمعت تمني تريد تشوف حياتها كاافي ، ملت منك و من سنينها الضايعة جيت ركض ،، فهمنييي انتة مقتنع بالي دتسويه ؟ اذا مقتنع فيعني بعد كلشي لازم منحجي ، لإنو انتة ضميرك مييت و منتهي

يداه محشورتان في جيبي بنطاله ، خبئهما رأفةً بنفسه ، فقد لاقيا من التشنج ما لم يلاقياه في اصعب المنازلات و اشدها !
اطرق قليلا ، مستصعبا منها التوبيخ ، و راضيا به .. و لكن ، من بدأ بالمقاطعة ؟ أليسوا هم ذاتهم ؟ في اول الأمر لو حاولوا تبين اسباب ثورته ، و تحوير اتجاهات غضبه لمصب مختلف - غير البعد و ما به من وجد قلب و روح - لربما ما كانوا ليكونوا حاقدين
لكنهم إستسلموا عرضة لـ رغبتهم العتيقة ، فأبناء محمد متآزرون دوما كما عرفهم ، و اعتاد منهم !
فقط الدُر من تهديه لقب الأخوة بأبهى حلتها .. هي و رغم بعض من مواقفها النكراء بحقه ، يجدها احرص الناس عليه ، و ادناهم للقلب !

هي حتى اقرب من امٍ اتخذت غيره ولدا ، أمه المُغرمة بـ محمد و تفاصيله ، ذاك الذي غادره الوفاء فـ أوجعها ، لتثور كأي أنثى احبت حتى الهلاك ، و اولى من الحب عندها الكرامة ، فتشد الرحال ، و من ثم الطلاق .. تزوجت أبيه الراحل ، الرجل البسيط .. ليكون قدرها ان تأوب لـ محمد ، و كنفه ، بعد إستشهاد أبيه ، آوبة مع وقف التنفيذ ، فهو و لاعوام وجوده و ادراكه ، لم يجد والدته بحال الزوجة الحقيقية
فبمآبها لرجلها الاول اشترطت اشياءا ، و هو نفذ بقلب كريم ، كُل مناه كان وجودها بالقرب ، و إلتصاقها بإسمه !

هذا ما يفعله الرجال حينما تندلق دماءهم في كؤوس الاناث ، و تأتيه الآن منيته تستفسر منه عن أنانية عودته ، هكذا نحن سيدتي ، باذخي الانانية ، مغرمين بالقوامة عليكن ، مغلوب على امرنا عند الكيد ، و الحاجة ، و التملك

: وخر يسّار ، ريحتك ... تقرف

جمد محله
توسعت احداقه ، و انتفخت فتحتي انفه كـ ثور مستعد للهجوم ، و طحن عظام صاحب الرداء الاحمر ، الاحمق !
و قبل ان يجلي حنجرته و يهم بصفعها كلاميا ، اكملت هي بتأن ، شغفة بمتابعة تعابيره ذات اللهب الأزرق : لتباوعني - تنظر لي - هيجي ، فعلا نفسي تلعب منك .. ريحتك كلها ....

لم تصطنع رجفتها المشمئزة ، و هي تكمل مجعدة الملامح ، تكاد تتقيأ احرفها شر تقيؤ : نسوان

اجزاء من ثانية مرت ، لتبصر القبضة المقتربة منها بسرعة قصوى ، عجلة ، انكمشت على جسدها مبتلعة الصرخة الفورية ، المصدومة .. مغمضة جفنيها بقوة ، ليتجلى الخوف بخرائطه المتعروجة فوق الاجفانِ
طقطقة عنيفة شقت سمعها الايسر ، يتبعها طنين .. ظلت منبعجة الجسد و الملامح لثوان ، باحثة بـ اعين مغلقة عن عظام هشمت ، و جمجمة تحطمت ، او اضلاع تفككت
هسيسه المبحوح ، بنبرة عتيقة اصاب به مصب الدماء بوخز ، و كأن بترددات صوته ابر صينية ، مخدرة : و الله يا تمني ، و الله .. اذا زودتيها رح أأذييج ، صدقيني

كان قريبا ، جدا .. يكاد يلامسها ، و تكاد تبكي !
تحلت بشجاعة الدر و شموخ العراق ، فباعدت اجفانها ، مظهرة العسل المنصهر بأروع صوره ، لتلمح اكفهرار ملامحه ، فتهرب منها لاوردة ساعده على جنبها ، بارزة بوضوح مرعب ، بدت كأنما أنهارا بماء ملوث ، لتتمنى لو كان رأسه محل قبضته ، لكانت الآن تنتشي ببهجة العيد الغائبة

رأسها مائل حيث ذراعه الخائنة ، تلك التي كادت أن تهشمها بلحظة هيجان ، لتهشم ذاتها بدلا ، إن كانت عظامه قابله للتهشم !

بفحيح ، و رجفة خفيفة همس و حرارة جسده وصلتها بهيئة هالات من مشعل متوهج : تدرين هذا الإسلوب اكرهه
اليوم استفزيتيني هواية و مشيتها بمزاجي
بس والله اذا هجت راح اسوي الي مـ يسويه عاقل ، تعرفيني كلش زين

الموج الاهوج في الاحداق اخبرها بصدق حديثه ، و تهديده !
لتندلق من قارورة العسل قطرات ، تلتصق على خديها المحمرين قهرا ، و بهبوطهما همست بحشرجة تعري انكسارها : لا ما اعرفك
يسّار الي اعرفه من زمان ، مستحيل يخلي نملة تأذيني ، و إنتة .... !
و تعلق البقية من وجع ، ادركه قلبه رغم الصمت و اهله




*


عند الباب تمت اللقيا بين الزوجين ، احدهما منفعل قلق ، و الأخر هادئ لم يتوقع ان يُلاقى بمثل هذه الثورة المستنفرة !
سلام قصير بادر به القادمان ، ليبادلانه بالمثل الخارجان ، فتكون الدر أول من يستفسر ملقية كل البال لشحوب الوجهين امامها : خير ماما شكوو ؟

نظرة الام تدحرجت نحو الصامت انتظارا لجواب لم يسأله ، صرامة ملامحها توترت ، لتتنهد اخيرا معترفة بـ ضيق تمكن منها : اجة اخوكم و هوة و تونة بالغرفة ديتعاركون

رفع الرجل حاجبه مغتاظا ، لتلتمس شقيقته بوادر الغضب الخفي ، فحاولت لملمة بعضا مما بعثرته المواقف بين الاخوين ، : ديتناقشون امي ، و حقهم خليهم شوية يطلعون الي بقلبهم و بعدين نتدخل

تجلى اقتناع من يجاورها بجملته المتسائلة ، و القاصد بها امه : وانتو وين رايحين يوم ؟

زفرت الإمرأة بضيق كبس على انفاسها فأحالها ضعيفة ، مبتورة .. و معها القول الحانق : موالعاقل شمر المفتاح على بيت ام لطيف ، و النسخة اللخ ضايعة ، فدنروح نجييبه قبل لـ واحد يكتل اللاخ " الاخر "
كانت اخر اضافتها مفتعلة المرح .. لتقابلها بسمة إبنتها و وجوم الابن ، فعادت تسترسل بـ ضيقها ذاته : بس همزين جيتوو ، دُر اخذي يزن و روحي جيبوه

بلا شعور علت نبرتها ممتعضة و هي تتقهقر خطوة للخلف : نعععم ؟ ارووح شأقلهم ؟ يسار و تمني تعاركوا و شمروه ؟ لا يوم معلية انييي

: شنو معليج ؟ لعد تخلين امج تروح ؟

كانت جملة العراق المتمايل بوقفته ، الشامخ رغم ما بُتر منه .. المتوكأ على جرحه دون إستعانة بأحد ، فتتحرك الدر لتقابله ، معاتبة بقناعتها التامة : عراق شبيك ؟ شتريدني اقلهم والله عييب ، عالاقل ماما صديقة امهم

: قوليلهم الجهال تعاركوا و ذبوه - رموه - عليكم

: على اساس همة ميعرفون جهالنا شقد عُقّال

: ماشي لعد روحي وية امي و خلي هية تقوللهم معليج

لتتدخل الام فاضة بينهما ما خفي من نزاع هي اعلم بسببه ، و كيف لا و اليسار بحماية الدُر ، و ويل لمن اوجع تمني من العراق !
وهاهما الإثنان يتباريان لحماية بقيتهما : شبيكم امي دقولوا يا الله

فتدنو الاخت من الام ، تسرها بخافت القول : يوم فدوة لعمرج ، روحي انتي وحدج ، مو مال نعوف عراق وحده ، و الله هسة يقلب الدنيا على راسه ليسّار ، و هوة هذاكة مـ ناقص هسة شايش " ثائر " اصلا

بتنهيدة قابلتها الام ، و من عقبها تحركت بإمتثال لأوامر القلب المتضرج حسرة : هم صدق امي حقج
رايحة اني ، يللا يزن ماما ، امشي دنلملم فضيحة امك و ابوك

على وشك الاستجابة كان ، ليتذكر ذلك العهد الخفي ، فيحاكي الخال بـ ثبات : خالوو لـ تحجون وياهم ، ما اعرف ماما شبيها بس هية متفقة وياية ما اتقرب من الباب الا والمفتاح وياية

فيكون المتلقي متفهما ، بهزة رأس أخبر الصغير ان يطمئن ، ليأتيه صوت يبحث عن الإطمئنان بين طيات صمته : عرااق

: دُرصاف حجاية لتحجين ، و الله اذا دافعتي عليه بكلمة ما اخلي مكانتج يمي تشفعلج
و على فكرة ، ترة انتي هم غلطانة بحق اختج ، كم سنة صارلج وياه .. غيرتي رأييه ؟ عدلتيه ؟ لأ ، فـ أتوقع بعد ما الج حق تحاولين ، خليني اسوي الصح

: عراق !!!!

: فوتي - ادخلي - درصاف ، فوتي






؛






كل يتخذ له زاوية يحشر بها جسده ، يقفان بصمت الألسن دون العقول ، و القلوب
لم يستطع حذف كلماتها في مهملات القول رغم محاولاته الحثيثة ، أكلهم يرونه مثلها ؟ مقرفا ؟ ملوثا بذوات الشرف المنعدم ؟ ماذا عن الطفلين ؟ ا تراهما الاخران يظنان به ظن السوء و يستحليان ظلمه ؟
ليعلو صوت ضميره أن ( صه ) ، أ تراك تحيك كذبة و تكون اول المؤمنين بصدقها ؟ ،إنك تملك من المرايا واحدة للعيوب خافية ، لربما ترى من ذاتك متكاملا ، خالٍ مما يدعون ، أو لنقل بأنك تجد من ادعاءاتهم لا تستحق ان تُسمى اخطاءا ، و هُنا تكمن المشكلة ، فأبق ملازما لـ براءة تجد من نفسك أهلا بها و دع لهم الظنون الآثمة
و لـ نرى نحن أيان المنتهى !

: يسار

: هممم

همهم بخفوت ، مستجيبا لصوتها الهادئ ، مطرقا رأسه قليلا ، بينما العينان تتجهان حيث مُنيتهما ، يوليها الاهتمام باطنا دون اظهاره ، لتستشيط هي قهرا من رعونة لا مبالاته ، و تخص بالقهر تلك الوقفة المستهترة بإتكاءه المائل على الجدار و انعقاد قدميه و الذراعين

تحاملت على نفسها فـ لأجل قلبين يكرم الخبيث ، اكملت بنبرة هادئة ، و جام اهتمامها منصب على ما تقول ، و بطريقة تتخم بالرسمية : الجهال عدهم مدارس ، ما اريد رجعتك تأثر عليهم سلبا الله يخليك

: هممم

زفرت تكابد اللوعة ، نعم فالفؤاد يلتاع لمرآى - من كان يوما نبضه - ينكره
و لكن هو ذاته ، ما يستكين شمالها ، ليس بذي ضعف و لا خنوع ، بل هو ثابت ، ملتزم بتطبيق ما جند لأجله ، و تدرب به .. فيكون باسلا وقت المواجهات ، و ماكرا .. كما الآن
استرسلت بما يشغلها من الامس ، و حادثة اليوم اججت قلقها منه اكثر : و شغلة لخ ، عوف " أترك " مشاكلنا على جهة ، لتأذيهم بحجييك ، مـ تعرف حجييك شقد يأثر بيهم ، يحفظوه حفظ ، فـ لتخليهم يحفظون شي مو زين عنك ، رجاءا يسار .. بالذات يزن
مـ تدري شقد يتأثر بيك

هذه المرة حتى الهمهمة الكسولة لم يجود بها على التمني ، و لعدم فهمها ما آلت إليه شخصيته المحدثة ببلاد الغرب ، استمرت في التعليق السلبي على تصرفاته : و الاهم من هذا كله ، بعد لتروووح للمدرسة ، انتة متعرف الوضع شنو هنا ، يسااار بس يعرفون دربك و يشوفون الجهال بعد الله يستر ، دخيل الله استر علينا و لتوصل للمدرسة و تجيبلنا مصيبة

بتملل إعتدل بوقوفه ، ليتحرك نحو النافذة القريبة ، موليها كل البرود ، و التعال !
لتشتعل كمدا
افلتت عقال سيطرتها ، متناسية حبكة خطتها ، فمن امامها مُبدع بإخراج اكبر عاقل عن إطار عقله !
لتصيح به منفعلة : يساااار

دون ان يخفف من تكاسله المركز اجابها بنبرة مبنجة : شكو ؟

فيتضاعف الانفعال عندها ، و لم تحاول كتم بعضه ولو قليلا : شنوو شكوو ؟؟ سمعت شقلت اني ؟

بـ تكاسل نبرة و وقوف ، علق : ليش مسمعت ، قابل اطرش ؟ " اصم "

فتكز على أسنانها بحنق استجد بها قريبا ، تراقب عضلات ظهره المستريح بعين ناقمة ، متقيحة قهرا و غضب
و بذاتهما حاكته و فوقهما كثيرٌ من حدة : لعد ليش متجاوب ؟

فيكون لمزاجها معاندا ذو الرأس الاقرع ، باردا كـ قطعة جليد ، ضخمة : شجاوب ؟

فتصيح مجددا ، بلوعة .. واقفة محلها بإستنفار و توتر : لتنرفززني ، دا احجي وياك بموضوع ماكو اهم منه ، هنا يومية يخطفون الجهال و الكبار و يساومون عليهم .. بسبب و بدون سبب ، فـ الله يخليك لتحرق قلبنا بتهورك
عندك شي هنا نقعد و نحجي بيه ، بس انسى طريق المدرسة

" تك " !
كانت خفيفة ، بالكاد تسمع ، إلا أنها التقطتها ، لتستعيد الغزالة نظرات التنمر ، فتتحرك ببطئ حيث اجزاء الهاتف المهشمة ، دمعة غيظ ملت مآقيها و هي تتابع هدية الأخ تتبعثر بقاياها .. الحقير ، أشعل غضبها حتى فقدت السيطرة على مكابح اعتادت ان تكون رهنا لإشارتها


شعرت بـ إلتفاتته القصيرة متعجبا من صمتها المريب ، و ما إن لمح حالتها المرثية للذات اعاد بصره حيثما كان

: يسـار

نبض سرق
و ستار الشوق تفتق ما رتق منه
اهتزت عضلة خده و احس بها ، فإبتلع بعضا من ريق جف كما الصخرة ، متلهفة لقطرة تبللها ، كـ لهفته لأن يسمع ما يعيد له الحنين لما فات !
صوتها الهامس ، العتيق .. عث بـ حاضره دمارا بغوغائية تشابه تلك التي للفرسان ، فيكون هو الارض المغتصبة ، المدنسة بفعل من جاءها بنية الإحتلال .. هسيس انفاسه وصل سمعه ، فنبذه منكرا أن تكون أرضه خانعة .. و لكن ، هيهات

فهاهي رايات الإستسلام الممزقة ترفع امام فوجها الغادر المكون من اعتى الشجعان ، و كيف لا و نبرتها تتفجر بالدلال ، الباكي !

: كسرت موبايلي من وراااك " بسببك " ، تعال صلحلياااه

هيت لك يا متخاذل ، يا احمق .. يا نبضه !
تفتحت براعم الحنين لما سقيت بتلك النبرة ، فأسفرت عنها زهرات لا تشابه ما ابصرته العينان يوما ، كل زهرة لها من الألوان احلاها

دون أن يؤجل الإنصات لـ ما تعالى من النبض ، إلتفت بـ حركة هادئة يبطن بها لهف قلبه .. ليجدها تقف بكامل هيمنتها القديمة ، تلك التي كانت للصبي الثائر حلما جميلا ، مزدانا بالتحقق !

نظرة مصابة بداء الحنين ، توجهت حيث صدره ، مستبقة الوصول الى العينين ، فيلهث شوقه ملتاعا ، ينصت لما تقوله بعقل مغيب .. هو القلب من إستسلم لمكرها و سيطرتها العتيقة : شوف الموبايل إنكسرت شاشته ، إنتة تصلحلياه و اذا متصلح تشتريلي غيره

لم يعلق ، ليتضاعف اهتمامه بـ ما تفعله بعد ان ضيقت نظراتها ساهمة البصر على ما فوق رأسه ، و من بعد ذلك همست بقلق : يسار شوية دنق راسك " أطرق " .. بس على كيفك " بهدوء "

تشنج عنقه متجاوبا مع توترها ، ليستفسر بنبرة تضرجت بالبحة ذات التأثير المنسي على كل التمني : شكو ؟

من قال بأن التأثير منسيا ؟
لو كان كذلك ما كانت امنياته تتنهد بذات حرقة لم تطولها أيادي المسعفين ، امامه ، شاخصة البصر اللامع .. متلبكة كـ إبنة الـ ثامنة عشر !
قليلا و استجاب اللسان لقول الذهن المستدرك ضرورة التحدث : نززل راسك شوية .. اكو ابو بريص " برص " فوق الشباك

دون شعور اكفهرت ملامحه ، و توسعت نظراته بـ هلع اعاده من الاعوام عشرينا !
فـ همت ان تخر ضاحكة ، شامتة لولا وجوب الإستمرار ، بعد أن اطرق قليلا ، و بحته تتزامن كثافتها مع نبضاته القلقة : وييينه ؟ هسة شلون اتحرك ؟
لج احجي

الطفل الضخم ،
ما زال على عهده .. يخاف الحشرات لا الاشداء في الحلبة ، أي تناقض مزجت منه يا عسير الفهم انت ؟!

طوله الفارع كان سابقا من اسباب فخرها ، و دلالها بين القرينات .. و الآن صار نقمة ، فالوصول له تعسر عليها ، ليضطرها أن تستنجد من أنامل القدمين طولا اضافيا ، متمايلا بلا ثبات
بومضة سريعة أدركها الماضي و موقف مشابه ، أتراك نسيت كل ما كان يا ابا يزن ؟
انسلخت منك ايامنا ام انك انت من انسلخت منها بغرور المشاهير ، و سخافة اكثرهم ؟ ، أخبرني ألم ينقبض قلبك وجعا لذكرى قديمة هاجرت طيورها عشك ؟

غافل فؤادها العقل الرزين ، ذو الثأر القديم ، ليهم بفعلته العنيفة ، إذ بلحظة انشغاله بالفزع المرضي ، داهمته اليد الجميلة بـ تمزيق حاجبه الأيسر بـ أداة لها سن فريد ، حاد كـ شفرة قتل : آآآآخ يا حيوااااااااااااانة

بـ رعب تقهقرت راكضة للخلف ، تصيح منتشية رغم نبضاتها الهلعة ، فرؤية دماءه المنهمرة لم تكن النية !
مجرد خدش كان الهدف ، و ها هي الذكرى تكرر ، و الشق يعاد .. و كأنها اقسمت يوما ان تذيقه التشوه مرتين : هسسسسة برررد قلبيييي

بعد إتفاقها المسبق مع الصغير ؛ و تيقنها من اداءه الممتاز .. ادارت عتلة الباب بسرعة ، و كأن بها تفر من قسورة !
ما ان فتحت الباب وجدت الجميع يقف متأهبا ، و كأن صافرة حرب قد انطلقت لتجعل الجيوش على اهبة القتال ، هجوما كان ام دفاعا ، حرب اهلية تكاد تثار بين الطرفين ، الثائرين بـ صمت ، و ترقب

بعجل متأرجح الخطى اختارت ان تدس نفسها خلف العراق ، و رعبها تترجمه الافعال المتخبطة ، و قبل أن يستفسر احدهم عما حدث .. وجدوا المذبوح حاجبه يخرج كالغول من كهفه ، صارخا شاتما هائجا كالـ ثور ، أو يتماثل غول الكهوف مع ثور الحلبة ؟
نعم و من مزيجهما يظهر كائنا ضخما ، مدمي الملامح ، عال الصوت

انفجعت العيون لمرآى الدم المتدفق من بين انامل الكف " المخدشة " و المغطية عورة الجرح
كانت الام اول من تقدمت صارخة بـ هلع لم تسعفها شدتها الازلية في اخفاء لمحة منه : يممممة ابنييي ، هااي شبيييك ؟؟

لما صارت امامه بيمناه ابعدها دون ان يثلج ما يتقد بها رعبا ، و هيجانه كله موجه صوب الارنب المذعور ، المحتمي بالأسد الجريح !

: و الله ما اعووفهااااا ، أوووقفييلي يا حيوااانة

الطفلان انفجرا نحيبا مرتاعا ، و خالتهما بـ سرعة صارت بمقابلة مع صغيرها الصلف ، تحاول اصلاح ما افسدته التمني ، بـ تهدئة الثورة ولو قليلا ، تقف امامه و كفيها ارتفعا حيث وجهه ، تحاولان جعله يستسلم لـ فحصها الدقيق ، المرتجف فزعا ، فـ تدثره بـ لحاف الغضب : أوووقف شووية لتتحرك خلي نشووف شصاار

لم يفت احد الحاضرين تدلل الصيحة التالية ، و رعشتها الشاكية .. و كأنه للتو ابصر امه !
: الحيواانة اختج شووفي شسووت ، لج بااعي الدم مديوووقف

لما لمحت تمسكه الخفي بتلابيب قوتها التي يفتقدها ، و امدها بها الله تعالى دون سواها ، اخترق النبض جدارها العازل ، لأجله .. فتحاكيه كما الصغير المستباح حقه : يساار اهدى ، اهدى و قول يا الله .. و تعال اقعد بس خلي اشوفك

لتلتفت بحركة سريعة حيث الصوت الهادئ وسط الضجة الكبرى ، ذاك الذي يرهب رغم توازنه !
فيصير معه الاتزان رعبا ، و نذير غضب

: ببيش - بماذا - عورتيه ؟

ليصيح من امامها ، نافخا صدره ، دانيا خطوة مصوبة الوجهة حيث من انكمشت متقوقعة على ذنبها ، ليجد من الايادي اربع تمسكنه مهدهدة عفريته المنفعل : شفت شفت الكلبة اختتتك شسووت
و عوود هم تعاال قول اني الغلطاان

ما كان من الاكبر سوى ان يحز سيفه ليبتر به تلك الشكوى و بحدة لم تزل خافتة ، شديدة : ترة دا اسألها هيية .. خلي نفتهـ ـ

و قبل ان يتم قوله صاحت الجانية بنبرة تحمل من حريق الحشا عطره ! : اصلاا احسن
حتى حواجبك اثنينهم يصير بيهم اثر ، احلللى ، صدقني رح يعجبـ ـ

فأستدار نحوها محاميها ، ناهرها بعتب غير لين البتة : تمنيييي
أمشي انتظريني بغرفتي

: عـ ـ

: بسرعة

بينما همت الاقدام بالإبتعاد ، علا الصوت الصارخ ، لمن جني بحقه .. و أستبيح دمه المنساب كـ جدول منبعه المرتفعات : ويييين تروووح ؟ والله ما اعوفهاا الحيوااانة

تداخلت الاصوات الرافضة بأس غيظه ، المتوسلة اياه بعضا من تسامح ، متكئين بـ حججهم الواهية على جدارين صغيرين ، يكاد الرعب يدلق مع الدمع عيونهما
: على كيفك
: اهدى امي
: صل عالنبي .. صل عالنبي بسرعة

و من بين الاقوال ، ذات الاثر الحاد كحدة دبوس جائر بحق حاجبه ، و جبينه .. إنتفض القلب لسماعه شهقات المر المتجرع بالحنجرة الصغيرة : بابااا الله يخلييك كاافييي ، الله يخليـ ـ ـ ـك بـ ـ ـس

بحركة مهملة رفع طرف قميصه القطني حيثما يكمن الشق الطولي ، المماثل لسابقه ، يلوث اصفراره بدمه الحار ، المغلي !

: اقعد يوم
دنشوف الجرح

كانت الام ، تجاهلها بعناد ، محاولا التسلل من قبضتها ، لتتضاعف صعوبة الامر بـ أمر القريبة من القلب ، الفاقد دمه : إششش شوية اسكت و اسمع الكلام
تعال اقعد هنا

هذه المرة استجاب الجسد لتوجيهات الام و ابنتها ، و لكن اللسان آبى ، ليقول و النظر مصوب حيث الواقف بميلان جريح ، متكئا على الجدار القريب منه : عبالكم " تظنون " حسكتلها ؟

فيتجاوز الاخر طيشه بثبات ناضج ، مشيرا له بـ نظرة حادة نحو الطفلين : جهالك

كاد ان يستسلم لتفحص الدر ، لولا حدة البصر لمن يعاديه سرا و علانية ، فجر نفسه من المرأتين و دون ان يدني بنظراته حيثما اشار له اخوه عاد ادراجه الى الغرفة ذاتها

لتتبعه صرخات سميرة ، و الدر : تعااال اقعد ويين
يسااار بلا عناد تعااال

و حتى العراق اكرمه بالإهتمام ، يوم سعده هو اليوم اذن ! : وين رايح

و بأيام السعد تحلو الامنيات ، و ما يتمناه لتلك الوقحة الآن صاح به منفعلا ، متناسيا بأن الأماني عليها أن تظل خافتة .. محتبسة بالصدور !
: لجهنننننم

لما اختفى عن انظارهم ، اتخذت الام من المقعد لها مكانا ، لاهثة بـ وجه شاحب ، تعب : درصاف أمي روحي وراه ، و اخذيه للمستشفى خلي يخيطولهياه ، جرحه عميق

فتجيبها الدر بصوت متمكن من السيطرة على ركوزه .. و احداقها تغازل الصغيرين المرتجفين ببسمة تحس لا تحكى : يووم يمعودة ، الجهال
و ترة هوة متعود يومية ينجرح و ينضرب ، إسألوني اني جنت وياه ، حتى خشمه معوج من التكسير

فتصر المرهقة ، بقلب ام و إن قست ، فهي منقبة عن المصلحة ، لا عن حقد : بس اخذيه احسن يووم .. هوة بلا شي عنده فقر دم ، اخاف يبقى ينزف

فيضيف من تحرك ليحيط الطفلين عن ميمنته و الشمال ، مؤازرا رجفة الضلوع بـ يد تشتد حينا ، و تلين احيانا : و عود رجعيه للبيت مو هم يروح يستهتر برا ، خلي شوية يكبر و يواجه مشكلته و يجي هنا

زفرة ثقيلة ، و من خلفها اكمل ساخرا : و قوليله رح ارزلها " أوبخها "




*





بحركة متمهلة غادرتهم در ، لتترك العراق مع امه .. و الصغيرين ، فيقول الرجل من محله مراعيا الحالة الصحية المتدنية لجنتهم بالأرض : يوم شبيج ؟

دون حديث اشارت له بـ صرامة متجبرة على الوجع ، أن لا شئ يستحق .. و الكف ذاتها مدت بإتجاه ذوي المدامع ، و الغصات .. فيحررهما الخال ، الفتاة اولا .. و الصغير خلفها من بعد همس خفيف ، يسره اليه .. جعل من بؤس ملامحه ينفرد قليلا و هو يتقدم حيث جدته ، و توأمه المستكينة بحضنها ، منصته لما تبثه في روحها من حكاوي تطمئنها

ما إن وقف قربهما ، حتى احاطته الجدة بشمالها ، مقربة اياه حيث النابض ، لتقبل رأسه اولا ثم الخد ، قائلة بنبرة لم تشوهها الصرامة و لا الشدة ، بل ذابت كمدامعهما .. الأثيرة
: حبايبي انتو ، احنة مو قلنا لازم نصير اقوياء ؟
وين القوة ؟ شو رأسا " مباشرة " ضعفتوا و بجيتوا ؟

و كأنها بلفظها للبكاء نادته !
إذ فرت من احداق الفتاة دمعات كثر ، متكورة على ذاتها بحضن الجدة ، فقط يمناها ما حررت من قيد شرنقتها ، و سلمتها الشقيق ، ليضغط هو عليها مائلا نحوها حتى كاد الحضن ان يشمله هو الاخر ، مواسيا إياها بـ كلمات يسيرة ، جل ما بـ مخزونه إستخدمه من اجلها ، و دمعاتها : زنزون كافي ، إنتي مو دائما تريدين بابا يجي .. هوة هنا و قلج مـ رح يروح لمكان .. خلص لتفكرين بشي ثاني ، و بعدين احنة مو متعودين انو نسمع كلام رب العالمين ؟
مو هوة قللنا وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ؟ يعني كلشي ديصير خير النا ، فلازم تفرحين
لج كافي .. الله يخليج

: إنتة شفـ ـ ـت الـ ـدممم ؟

: اعتبري نفسج مـ شفتيه ، لخاطري
مو مدا اقدر اتنفس ، رجاءا زين .. كافي دتأذيني

توسله الأخير كان صادقا حتى الوجع .. ليجعل ممن شاركته الرحم بعتمته تبتعد قليلا عن حضن جدتها ، جارة بكفه المطمئن بها رجفتها ، لتقبلها بهدوء .. و دمعات كرام تزحلقت على البشرة الناعمة ، و أسف اشد نعومة اطلقه الصوت الصغير ، المتحشرج بقهره




*





تحركت بخطوات راكزة لتعبر عتبة حجرتها ، و عند الباب استوقفها الإنقلاب الحاصل بـ عالمها الخاص .. لتهتف ممتقعة الملامح : هاي شمسووين بالغرفة ؟!!!!

كان واقفا امام المرآة البسيطة بعد ان خلع قميصه ، مستخدما اياه كـ قطعة قطن ينظف بها جرحه الجديد ، مجيبا الدر بذات دم يغلي برأسه : هاي اختج المخبلة الادبسز

فتدخل لتتابع حركاته الدقيقة و هو يراقب أثر التمزيق ، مقارنا اياه بشبيهه على الجانب الايمن .. و الذي لم يعرف احدهم سببه حتى الآن ، سواه .. و الفاعل بالتأكيد و من فوقهما الله تعالى

بجفاف و نبرة الشقيق اللوامة تتكرر في ذهنها صافعة تماسكها بقوة رجل : والله اثنينكم مخابيل ، محد منكم فكر بجهالكم ؟
هية بللا قلبها محروق و مـ دتحس على نفسها ، إنتة شنوو ؟ متقدر شوية تستوعب قهرهم و رعبهم من يشوفوك حابس امهم و تتعاركون " تتشاجرون " ؟
إذا امي رح تتخربط " يغمى عليها " همة هسة شصار بيهم ؟

في نهاية ما قالته توقف عن العمل حادجا اياها بنظرة حادة انعكست على المرآة ، و صوته المنعكس الاخر كان بحدة اكبر : إي احجي وياهة هية ، مو مسوية نفسها بس هية و بس و محد قدها و هاي تصرفاتها

تنهدت بتعب لتتحرك من محلها حتى وصلته ، و بحركة بسيطة ادارته مواجها اياها ، فيستجيب بـ هدوء لتفحصها المهتم لما جنته
اختها : يسار اكبر عاد

: و الله اخبلكم ، أطير من عينكم النوم اذا بقت تعاند و تريد تتطلق ، اني قلتلها حتى جهالها اخذهم

قالها بقلب يتأرجح بين الشرايين و الاوردة ، راغبا بالهبوط .. و لربما الهبوط من عنف رفيقه ، فتشد الكبرى على حروفها متوقفة عن تفحصه و الاهتمام : مو هوة بكيفك
باوعني " إنظر لي " زين ، اني واقفة وياك اوكي ، شتريد مستعدة اسويه هم ماشي ، بس اذا جان صح ، و انو تدخل جهالك بمشاكلكم بهالطريقة التعيسة و الله يا يسار حتى اني بعد معلية بيك ، و شتسوي بيك تستاهل و حتى لو رادت تتطلق منك اوقف وياها همين " أيضا "

: إي شووفي ، صرتي منهم

: صرت منهم شنووو !!
إحنة احزااب ؟
لك لازم تفكر بجهااالك قبل لتفكر بنفسك ، إنتة ليش مو مثل العالم لتخبلني

بإستخفاف علق ناويا الانسحاب ، لتجر ذراعه ، و يستسلم لغضبها الامومي الدافئ : شنو همة العالم فهميني ؟
أصلا همة الجهال المفروض ميقبلون اهلهم يتطلقون لااا و الشريفة امهم تتزوج

اجلسته على مقعد مكتبها المريح ، لتتحرك بعدها باحثة في ادراج الدولاب عن بعضما يسعف نزيف شرخ جسده المتبختر غرورا ، مكملة سيل العتاب بإستغلال لـ خنوعه تحت هيمنتها عليه : إي لعد بمكان عياطك و صياحك " صراخك " شوية فكر شلون تكسبهم ، مووو تخليهم ينفرون منك اكثر و همة يشوفون معاملتك وية امهم

توتر فمه و هو ينصت لأخر قولها ، ليهمس متوجسا .. قلقا : بـ ـس

استوقفها توتره ، لتلتفت حدوه مستفسرة بـ جمود ملامح : بس شنو ؟

بلغة المجرم و اعترافه ، باح و رأسه مطرق : أني من صرت عصبي من ورة الحقيرة اختج .. حتى همة رزلتهم " وبختهم " ، خصوصا يزن

فتشدد على قبضتها ، و القول : بعد لتغلللط " تسب " عيب عليك تغلط على امهم ، ترة مـ تربوا على الغلط و لا يحبوه ، و عود روح أعتذرلهم ، و اعتذر لتمني هم

فيفيق ما كان غافيا من الجنون ، و به من النشاط اعظمه .. ليصيح بها منلفت الاعصاب : لج شعتذر منها ؟
الحيوانة ضربتني باللايت " جهاز الانارة " ، خرمشت ايدي .. و باعي حاجبي .. الكلبة بالدنبوس شقته " دبوس "

: و الله تستاهل
دقوم قوم دا اخذك يخيطوه ، هيجي مرح يلتأم





*







امام الكبيرين تماسكت ، و احتمت بـ رداء الثبات ، ليمزقه الصغيران بـ حوارهما الموجع
فـ إهتزت نظراتها بماء مالح و تشوشت الرؤيا حينها ، إضطرمت بنفسها المشاعر المختلفة ، كثير منها يرتبط بمن يقف قريبا ، يراقبهم .. و لا يبصر سوى بضعته الراحلة !

دون شعور فقدت من المآقي دمعات أخر ، كراتها كبيرة .. لتجلي حنجرتها محدثة إياه بـ خفوت .. محاولة أن تزج به اسيرا لواقعه : يوم روح شوف اختك ، و عاتبها

وجهت القول له ، فظل للحظات شاردا ، مثبتا على صورتهم بصره ، إذ شق قلبه شرخ أشد عمقا من ذاك الذي ابكى الصغيرين ،
كان الحضن كريما .. يحتمل ثلاثا ، فإنتقصت الصورة بفقدان ما كان لها مكملا

بـ عجل اشاح بنظره الدامع ، ليزفر حرقة اشتعلت بمعدته ، و شبت نيرانها في الصدر كله .. بل الجسد ، حتى وصلت منابت الشعر الاشيب .. و زادته شيبا !
بكآبة رجل جر قدمه الإصطناعية بتكاسل - و كأنه يعاقبها على ذنب إقترفته مع سبق اصرار و ترصد - غير آبه لمنظره المزري ، إذ بعدما تقيحته الذاكرة من وجع غائر ، تذللت ما غيرها من اوجاع ، كانت و من قبل الفقد الأكبر ، ذات شرخ يصعب رتقه .. لتهمل ، و ينتهي مصيرها بالمزابل !
فجأة توقف حيث هو ، مستندا بيمناه على الجدار الاقرب ، راميا بثقل جسده على ثباته ، مطرقا الرأس بخجل ، و خزي !
لم يهتم بـ توجس من قد يراه ، يعاتب و يعاقب نفسه المساقة حيث خطوات الشيطان بـ لومها ذاك ، و هو للشيطان محاربا ، فكيف يضعف ؟!
إستغفر بـ صوت ثقيل ، و من ثم كبر ، فـ هلل .. و زاد التهليل ، إذ به طرد لكل شيطان مريد
" إنا لله و إنا إليه راجعون "
نطقها بـ خشوع مؤمن ، يرجو من ربه الصفح ، و المثوبة .. فالأجر - حين الذكرى و الإشتعال بها - يكرر كلما أيقنا بأننا لله وحده ، لا شريك له .. و إنا إليه راجعون

لما شعر ببعض من الرضا أكمل سيره بتهادي ، حتى وصل حجرته - حديثا - القابعة على الطرف الاخر من المنزل ، في الطابق السفلي .. كما منزله - سابقا - الملاصق لما يسكنه حاليا ، وجد صغيرة محمد ، و مرتكز وصيته ، تقف متأهبة ان تلام

دمعها حائر ، أ يستحق الامر نشيجا حارا ؟ أم قطرات ندية ستفرغ ما بجعبة المآقي من مخزون ؟
لما ابصرته بادرت بالقول دافعة عن نفسها بعضا من جرم : هوة استفزني والله ، مسمعته شلون يحجي وياية

كيف يؤنبها و هي و الذنب متوائمان ، و ليست هي المذنبة ، بل مذنب بحقها !
تحرك خطوتين عملاقتين ، مقتربا منها ، سائلا اياها بثبات نبرة ، و لوم نظرة : بس جان على كيفج " على مهلك " ، لو معورته اكثر جان صار شي بعينه

فتهتز الاهداب ، و تتقاطر من منبع الدمع غصاته ، و العبرات
فتعري من تثعلبت امام الغول بؤسها و غبنها : عـ ـراق
قلبـ ـ ـي محـ ـروق ، ردت أبـ ـ ـرده

فيجهض جنين العتاب قبل ان تكتمل اجزاءه ، و تغشي الاعين نظرة مطمئنة ، مشجعة : و بردتيه ؟

ليكون الرد بهزة رأس خفيفة ، باكية ، شاكية
نافية !
فيتلقفها بحنان الاب ، مهدهدا وجعها بكلمات سرية لا يحق لغيرها التدلل بها .. و ترمي هي بالحمل و الحامل على صدره ، منتحبة متوجعة
تناقض رغبتها القدرة ، و يشتهي الحلم لنفسه موتا .. فهو لا يجد من نفسه أهلا للتحقق !


احاط كتفها بيمناه ، حاشرا اياها فوق الاضلع ، ليتحرك بها حيث السرير ، فـ أن يظل واقفا لفترة طويلة ليست احدى مواهبه المقتصرة على عدد لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة ، و قبل ان يجلس معها ارتفعت نبرة هاتفه الشخصي مبعثرة سكونها الآني ، لتستعيد هي دمعاتها

و هو يخرج الهاتف من مخبأه المعتاد ، لتتقلص الملامح جميعا و يشوبها الإنزعاج .. تعوذ بالله من الشيطان الرجيم و كأن المتصل فردا من الشياطين ، ليحرر اخته ببطئ درسه جيدا ، و فتح الخط على من طال انتظاره !

بادر بإلقاء تحية الاسلام ، ليصله الصوت الحاد ، المنبعث مما احتقن من الحناجر ، بالدم : و عليكم السلام
هذا حسين برة البيت .. صارله ساعة يدق الباب و يخابر
شوفله حل

ان كانت من تتابعه وجدت في وجهه اكفهرارا اول المكالمة ، فهي بالتأكيد لم تتفقه بـ ترجمة الملامح ، إذ و بعد سماع ما قيل كاد أن يتلاصق الحاجبان ، و تستنشق الحجرة بـ فتحتي المنخار الغاضب

كز على أسنانه متلاحقا نفسه البوح هنا ، ليجيبها بـ إتزان ، مرهب : ليش شصار ؟

لم يكد أن ينتهي من الإستفهام القصير ، لتصيح تلك بإنفعال لامس خلاياه السمعية بـ عظيماتها : شصار يعني ؟
أخته المؤدبة اكيد راحت قلتله على جيتي للمكتب و اجة عنتر زمانه ينفخلي عضلاته
هسة مو هذا المهم .. اهم شي تخليه يوخر من هنا ، ما اريد - رافد - يقعد من النوم ، و الله لو مـ نايم جان خليته يدخل و عرفته قيمته



: ويين تخليه يدخل ؟؟!!!

نبرته تجاوزت الحدود الطبيعية لشخصه الهادئ ، و يكاد بـ صدره الهائج ان يترك العنان لما بشع من القول لولا مشاركته المحل من قبل الصغيرة

و ان كان يظن ممن يساءلها تفهما ، فهو مخطئ بالتأكيد ، إذ صممت على الخطأ ، قاذفة حروفها بـ رجفة مقهورة : لعد شتريدني اسوي ؟
أخليه يسرح و يمرح و يومية " كل يوم " يوقفلي بباب البيت ؟ و الله افضحه
الزعطووط " الطفل " عاجبه دوره ، يعني اشوفه متحضرلي و فااضحني بالمنطقة و اسكت ؟
اوكي دكتور قلي شتريدني اسوي

من الجيد أن تحاط بإناس متفهمون ، يتقننون فن التحضر .. كـ كل التمني ، إذ إنها غادرته مهدية إياه حرية التعبير ، و الإنفجار دون خشية ان يصل الدوي اسماع الابرياء !

: أريدج تحترمين الوضع .. و كل شي ينحل

تقازم هيجانها ازاء عملقة غضبه !
ليشعر و كأنه يبصر المقلتين الحمراوتين تنطفئان رويدا ، حتى بهت لونهما .. فإنزعج هو

و لكن و كما عادتها ، حاربت من يعاكس أهواءها ، المبتذلة برأيه : دكتور ، إتفاقنا مـ جان ....

فيقطع عليها الدرب بـ صرامة ، و ملامحه تنكمش تضامنا مع النبرة الجامدة ، الشديدة : ماكو شي اسمه اتفاق بهالامور ، أكو ثوابت انتي مجبورة تمشين عليها ، سواء بوجودي او عدمه .. و من ظمنها طبعا الي حضرتج دتقوليه .. و دتريدين تسويه بدون اي اعتبار لا لدين و لا لتقاليد

ليبهت الصوت ، و يكابد الخذلان لوعته ، فـ تقول بنبرة هادئة ، خافتة .. لا تليق بـ ذات الكعب المزعج ، و الرأس الأحمر .. المستفز : ماكو داعي لهالمحاضرة الطويلة ، حضرتك اعتذر عن المهمة و خلص ، بس ذكرني انو ما اتصل بيك بأي وقت ثاني

و دون أن تزيد ، او تثقل المكيال اغلقت الخط متعمدة ألا تترك له مجالا للرد
ابعد الهاتف عن إذنه مستغفرا ، غضبانا .. ابتلع كومة من الشتائم كاد ان يفلتها لسانه إلا إيمانا ، حرك اصابعه على الشاشة الحديثة ، متنقلا بين الارقام المخزونة به ، حتى وصل المراد
إتصل به دون أن يطيل التفكير بـ مغبة ما اختاره ، ليأتيه صوت الاخر هادئا ، مسالما بالظاهر .. تبادل معه التحية ، ليقول بعدها بـ جدية : دكتور وينك هسة انتة ؟

: بالبيت دكتور ، خير ؟

: تعاللي لبيتنا ، محتاجك بشغلة ضرورية

: بس خمس دقايق اخلص شغلة بإيدي و اطلع

: لا لاحسين بسرعة ، أبد لتطول

تنهيدة ضيق و من بعدها خنوع موافق !
ليتنهد الأخر مفكرا ، عن أي أمر يحادثه إن جاء دون أن يملأ بركة شكوكه بالماء الملوث



*




هناك ؛

حيث هي .. و اخر يفصله عنها باب مؤصد كأن من يقبع خلفه سجين بالإعدام محكوما
في منتصف الصالة الصغيرة تقف متفكرة ، أي هوة جرفتك يا فرات ؟!
و أي شط سيستقبل ما بك من عذب لا يجده أحد سائغا ؟ إن ظننت بالعراق خيرا ، ها هو ما تعلقت برماله الحارقة يثبت إثم ظنك بـ تخليه المبكر عن واجباته بحقك

تحركت خطوات بطيئة حيث الباب المغلق ، تميل بقدها الممشوق نحوه ، مرهفة السمع لما يأتيها من خلفه من صمت .. و من ثم تعتدل ، عاقدة للعزم أن تكون على قدر من البسالة التي تربت عليها ، متشبهة بـ صنديد ما ، إجتمعت عليه الكلاب لـ تغتاله و من يقربه .. و الكثير منها !
ألم تعود ذاتها و لـ ستة أعوام كيف تتقن فن الوقوف ولو على قدم واحدة ؟ لم التخاذل الآن؟ من مثلها لا يليق به الإتكاء على شئ و إن كان جبلا ، فلربما تخر الجبال نافضة عهدها معها .. كورت قبضتها ، لتستشعر ضعف الهاتف بين ثناياها ، بل ضعفها هي على كسره

توجهت بـ حركة تلقائية نحو الأريكة المزدحمة بما طاب من المأكولات ، و ما كثر من القوائم و الأوراق ، لترفع من على مسندها وشاحا بسيط الصنع .. تغلف به عنقها الناصع كـ قطعة غيم في يوم مشمس
لما مرت من أمام الطاولة الثنائية لمحت على عجل صورتها المنعكسة في المرآة المقابلة ، ترتدي منامة بيتية بألوان داكنة ، قصيرة الأكمام ، بل تكاد تكون منعدمة .. التضاد العنيف بين لون بشرتها و ما ترتديه ، أرجف بصرها لوهلة
قبس بـ اخر نفقها الحالك اشتعل ، أهداها نورا رفيعا يقيها في الظلام تخبطا
و لكنها إستغنت ، ضاربة بعرض المدينة ما قاله من انسلخ عن مهامه منذ البداية ، أليس هو من إبتدأ بالإنسحاب ؟ فـ لا تلام إن اتبعت خطاه إذن

أهملت كل شئ ، و استرسلت خطاها الطريق حيث الباب الصغير المؤدي للمدخل البسيط .. و قبل أن تصل البوابة الرئيسية ، إهتز الهاتف بكفها و معه إرتفع تنبيهه البسيط ، لترفعه قليلا ، عين تراقب ما خلف الباب الحديدي من سكون !
و اخرى تستفسر من الهاتف عن سبب إزعاجه ، لتقف لحظة مستندة على باب السيارة البسيطة المتواجدة في المدخل ، كانت رسالة من المختلط دمه بالسم ، إبن من كان زوجها .. و فحواها يقتصر على تهديد و ترهيب ، لبؤس حظه لم يحركا من كومتها الحمراء شعرة !

" اضطريت اروح صار عندي شغل ضروري ، بس وين تروحين مني يا **** "

إبتسم الثغر بـ إلتواء مستسخف ، هازئة بكل كلمة ، و بكل غيظ وجه الانامل لأن تحدد احرفها السخيفة ظننا منه أن يكون في ترهيبها نصيب
إمتنت للعمل ذاك ، فـ هي بالتأكيد لم تكن لتمرر مجيئه ، و التهديد كما الكرام الافاضل .. لكن الله رأف بها و بحاجتها الملحة للراحة ، فـ لو إرتفع صوتها و صوته ، لفسدت الصورة التي تحاول تثبيتها في عقول اهل الحي ، و الاهم من ذلك لـ أستيقظ من تبتاع له النوم إبتياعا !

و هي عائدة للداخل ، مغلقة الباب خلفها ، ضاق بصرها على غفلة منها ، متفكرة في العمل الطارئ و المفاجئ الذي غزاه ليرتحل تاركها تفر من تطاولها على شقيقته المدللة دون عقاب !
لتدير المفتاح بـ محله ، منصتة بإستمتاع لـ طقطقته المنفرة ، واحد ، إثنان ، ثلاثة
و مع تصاعد الارقام ، اخذ يستوعب الوجه الأصهب بسمته الخفيفة




*


شاخ الزمان .. و أحلامي تضللني

و سارق الحلم كم بالوهم أغواني

شاخ الزمان و سجاني يحاصرني

و كلما ازداد بطشاً زدت إيمانا

أسرفت في الحب .. في الأحلام .. في غضبي

كم عشت أسأل نفسي: أينا هانا؟

هل هان حلمي .. أم هانت عزائمنا؟

أم أنه القهر .. كم بالعجز أشقانا؟

شاخ الزمان .. و حلمي جامحٌ أبدا

و كلما امتد عمري .. زاد عصيانا

و الاّن أجري وراء العمر منتظراً

ما لا يجيء .. كأن العمر ما كانا!



فاروق جويدة





من دون الأيام ، كان ولوجه متعجلا ، يشوبه القلق من تأخر كان سببه انغلاق الطرق لـ حدوث انفجار عنيف هز الشارع القريب
، ركن مهمته اليومية بتفقد ما لا يهمله و هو بالوعي الكامل ، متحركا في اقصر الطرق المؤدية حيث غرفة مكتبه .. في القسم المزدحم بمن قلق ، و غضب و إستنفر

اخذ مثوبة السلام الملقى على الجمع ، ليدلف الحجرة بعد فتحها بمفتاحه ، و لما صار بمنتصفها ترك حقيبته الدبلوماسية على سطح المكتب ، و بحركات متأنية رغم تعجلها راح يستخرج حاسبه المحمول و ما ارتبط به من اجزاء يحتاجها عند القاءه المحاضرة

لما ولج خارجا ، كان الجمع قد انفض بعضه ، فـ كل توجه مطبقا جدول التزاماته ، و كان هو احدهم .. سائرا بدربه خارج القسم ، بخطوات ثابتة تسوقه قدمه ناحية قاعات المحاضرات ، متغضن الجبين بـ لا حدة و هو يلمح تجمعات اعظم من السابقة ، كـ كومة نحل تتقاتل من اجل العمل كانوا ، و لكن قتالهم كان كسلا ، و هم يقفون امام القاعة متأهبين لأن يتأخر عن ميعاده دقائقا عشرا ، فيهجروه و محاضرته و مجيئه المتعجل !

من محله البعيد وصلته ضحكات بعضهم الخائبة - و ترحيب القسم الاخر ، القريب لقلبه - و هم يلمحون وصوله ، فيشير لهم بكف يمناه أن إنفضوا من جمعكم يا كسالى .. و إبتسامة خفيفة رسمت على طرف الثغر استجابة لـ مرحهم الفتي

: صبااح الخييير دكتوور

صيحة مرتفعة وصلته بتحية مفعمة بالنشاط ، ليلتفت حيث المصدر المعروف مسبقا .. مجيبا إياه بـ هزة رأس و اخرى من الكف المرفوعة عاليا ، إزدانت نبرته بـ راءه المميزة : صباح الخيرر

ذلك الطالب الاهوج ، بتصرفاته الشنيعة التهور يذكره بأحد الطلبة في دفعته العتيقة ، كم كان ثائرا .. و كم كان يكرهه !
لما إلتمع السبب امام ذهنه شردت بسمة عينه ، و كادت نظاراته ذات العدسة الطبية ان تتزحلق من فوق الانف الطويل ، ليرفع شماله معيدها لمحلها الصحيح ، و بلا شعور غافله البصر ليتجه حيث ميمنته ، و كأنه يعتذر من المكان الأثري عن تفريطه بواجبه بحقه اليوم ، قاطعا على نفسه العهد ألا يكررها إلا لضرورة قصوى !

لما اعاد بصره امامه حيث السلم المؤدي للقاعات ، مكملا سيره متزنا ، لمح من جنبه مرور احداهن ، لم يكد ينسى امرها ليتغضن جبينه لمرآها تتجه حيث القاعة المتوجه لها ، لم تكن احدى الطالبات .. هذا ما هو اكيد منه ، فـ ركوزها انضج عمرا !

تبع خطواتها بـ عفوية ، حتى وصل القاعة الصامتة كـ منزل هجر منذ اعوام !
تساءل عن سبب الخضوع ذاك ؟ و اين ترى الضجة السابقة ولت ؟
ليبطل عجبه حال عبوره العتبة ، فيلتصق بصره بـ ذات الجسد المستتر بالواسع من اللباس ، مولية اياه ظهرها ، و الفوج الطلابي الواقف - احتراما - جل الاهتمام

: صباح الخيييرر شبااب

بدخوله ، تفعلت ضجتهم - المضاعفة حين رؤياه بشكل خاص - ، فهو مناصرهم .. و الزميل ، لا المدرس !
فتلتفت ذات الطول المياس صوبه بعد أن لمحت الاعين المتجهة خلفا ، و بلحظة إلتفاتها دلف اخر بؤرتهم المشحونة بالهمهمات ، و لـ تعرف بصرها السريع عن هويته ، تركت من لم تبصره لـ تتجه بالإهتمام حيث من ينقل نظراته الفزعة بينها و الاخر ، ذاك الذي دخل بعدها .. و الآن انصب اهتمامه كما اهتمامها على اخر من أتى

صمت مهيب ،
واحد فقط ادرك الهوة التي على وشك ان يهبط بها رفيقه .. ود لو يكتشف ممرا سريا في الارض ، يدخله و يجر معه احد الواقفين امامه بـ جهل لم يفته .. لم يكن هذا ما تمناه عند تلاقيهما .. أبدا !

شحذ همته للمحاولة ، فـ صمته لن يكون الا مصدر حكاوي الالسن الطلابية ، ليتقدم خطوة بسيطة ، و صوته الجهوري يعلو لتصمت الافواه المثرثرة لدى غزوه الفضاء الواسع : السلام عليكم
دكتورة ، محاضرتج بالقاعة الثانية ، مو هناا

بتفهم ، و بساطة ، هزت الانثى رأسها موافقة ، لتستدير حيث الطلاب المتمللين من الوقوف اللا مجدي ، فـ تعتذر برسمية .. و ثباتها لم يخلله الموقف الحرج : أعتذر منكم
و من الدكتو ...ر

الاضافة الاخيرة تمت ، بعد ان ادارت عنقها لتواجهه ، و العين التقت بالاخرى ، فإنفرجت احداقها .. و ضاقت احداقه .. بينما ثالثهم فـ أغلق جفنيه أسفا




*




إنفجار عنيف دوى في بقاع صدره ، هز الاضلع .. و مزق الرئتين و ما بينهما ، و الذي لم يكن سوى اساس المصاب ، بعد ان كتم نبضه اعواما طوال منتظرا المساس الخاطئ بين أسلاكه حتى يتفعل العد التنازلي للقنبلة ، كما يحدث الآن
ضخ الدم لأجزاءه لم يكن طبيعيا البتة ، و هو بخبرة اعوامه الزاحفة حيث نهاية العقد الثالث ادرك بأن اثار الخراب الدامي اضحت واضحة على المعالم المتفجرة إحمرارا

أ أنتِ صدقا .. أنت ؟!
هل فقد القلب النظر ، و صار يراك على كل شئ ؟
أم عقابٌ هو لأهمالي زيارتي اليومية لضريح ما كان بيني و بينك !
لما كنت المبتهجة ، الملونة

بياض المآق تضرج بالدم ، و معه الأنف و الأذنين ، إنفعاله تعرى لدى الجمع المترقب عجبا مما يراه .. بخافت القول يهمهمون ، يتساءلون عمّا فجر ينابيع الاحمرار تحت البشرة البيضاء ، لتتلون اكملها بهذا التركيز المقلق

: السلام عليكم و رحمة الله

كانت تحية جامدة ، كملامح قائلتها ، الراسخة كـ ثبات نخلة في أرضها الأم ، سعفاتها تتراقص بفعل ريح عاتية ، و لكن لا تفقدها و لو واجهتها من العواصف ألف

حاجباه إرتفعا رادا التحية ، مبتلعا شهقة تعاظمت في حلقه ، و بعضه يشد أزر بعضه ، أن إشدد بقلبك و لا تأن ، فتفضحنا !

بـ تيه لم يبارح نظرته راح يسأل الرفيق ، أ هذه هي ؟ أصدقني القول يا أخا لي ، و لها .. بربك لا تفجعني بالنفي او الإثبات
فلست أتحمل الأمرين .. و أنت أعلم

لـ يزم الأسمر فمه بـ حيلة فقدت ، و من بعده يكون بين الرفيقين العتاب طويلا ، فيقطع فجأة و ترتكز النظرات على من مرت بينهما بخطوات بدت هادئة لمبصريها

ظل يتابعها حتى إختفت ، و الرفيق من خلفها بعد أن أهداه بعضا من تصبر ، و لم يكن ما اعطاه بالكثير ، فهو لن يتجاوز به الساعة الواحدة ، حتى تبلغ المحاضرة منتهاها .. و كفى بتلك الدقائق تعذيبا

و قبل ان يخطو ، أو يتنفس حتى ، إشتعل سراج خبيث في رأسه ، ألم تتعرف عليه ؟ أ نسيت ما قدمت يداها بحق قلبه ؟ و كيف أفجعها من بعد ذلك ؟
غصة ، هي كانت في القلب غصة ، و لا زالت كما أكد له الحضور المفاجئ ، الحارق .. الهادئ كـ نسمة تموزية ، تشعل الأجساد دون أن تظهر نفسها !

بـ بطئ ، مرهق .. و دون ان يثبت البصر على احد من متفرجي اللقاء المتجمد - عكس نسائمه - ، رفع يسراه مشيرا لهم أن إجلسوا ، متحركا حيث المكتب البسيط ، واضعا فوقه حاسوبه المحمول ، بقوة إنهدت ركائزها .. و كأنه كان لجبل حامل فوق الاكتاف !
و بكل خفوت أخطأ في حق ذاته - مؤكدا لكل من يشاركه القاعة ما تشككوا بأمره .. فليس هو من يقابلهم بـ وجه من حديد - بدأ محاضرته و نبرته تتضاعف ثقلا ، و شرود .. تحتضر كانت نبرته



*

و للأحرفُ بقية بإذن الله



حُلمْ



 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 22-12-13, 02:13 AM   المشاركة رقم: 92
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 243238
المشاركات: 283
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 705

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماما ميري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

هلؤؤؤؤ حلومه دلب نورتي عيوني مصدكت من شفت الروايه واسمج يالله شكد فرحت
وحبي عاشت ايدج عل الابداع بهاي. الحروف التلاثه كتبتي فابدعتي اني من خلصت ابرياء ومتشوقه اشوف اسمج مره ثانية بالمنتدى واستمري حبي بالتهجئه لنتهجئ معكي اجمل ماتخطه اناملك
كلبت فصحى ههههههههههه
و اني اكول ليش حبيت يسار مع العلم هوه واحد ارعن عل حجايه امه طلع صديق الون. حبيب البي ههههههههههه
باي حبي

 
 

 

عرض البوم صور ماما ميري  
قديم 22-12-13, 07:14 PM   المشاركة رقم: 93
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 72508
المشاركات: 273
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 511

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة طيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

الجزء هذا اعتبره ألغاز موقف فرات وكلامها لم افهمه كذلك الموقف الأخير لعله لدر صاف من هو الشخص الثالث الداخل لما استوعب حقا ... عجلي ياجميلة بالجزء القادم لنستوضح تلك الألغاز ...

 
 

 

عرض البوم صور فتاة طيبة  
قديم 23-12-13, 02:20 AM   المشاركة رقم: 94
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 207729
المشاركات: 207
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الوجووود عضو على طريق الابداعهمس الوجووود عضو على طريق الابداعهمس الوجووود عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 209

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الوجووود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

((((إذ فرت من احداق الفتاة دمعات كثر ، متكورة على ذاتها بحضن الجدة ، فقط يمناها ما حررت من قيد شرنقتها
، و سلمتها الشقيق ، ليضغط هو عليها مائلا نحوها حتى كاد الحضن ان يشمله هو الاخر ، مواسيا إياها بـ كلمات يسيرة ،
جل ما بـ مخزونه إستخدمه من اجلها ، و دمعاتها : زنزون كافي ، إنتي مو دائما تريدين بابا يجي .. هوة هنا و قلج مـ رح يروح لمكان .
. خلص لتفكرين بشي ثاني ، و بعدين احنة مو متعودين انو نسمع كلام رب العالمين ؟
مو هوة قللنا وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ؟ يعني كلشي ديصير خير النا ، فلازم تفرحين
لج كافي .. الله يخليج

: إنتة شفـ ـ ـت الـ ـدممم ؟

: اعتبري نفسج مـ شفتيه ، لخاطري
مو مدا اقدر اتنفس ، رجاءا زين .. كافي دتأذيني)))

***

لااا حللم ماتفقنا ع كذاا بكيت عليهم 😣😞😭 عورولي قلبي
يزن كثيير متعذب حلم المقطع مؤللم

توسله الأخير كان صادقا حتى الوجع .. ليجعل ممن شاركته الرحم
بعتمته تبتعد قليلا عن حضن جدتها ، جارة بكفه المطمئن بها رجفتها ،
لتقبلها بهدوء .. و دمعات كرام تزحلقت على البشرة الناعمة
، و أسف اشد نعومة اطلقه الصوت الصغير ، المتحشرج بقهره))))
*******

خلااااص همممس راااحت ف البكي

((وجهت القول له ، فظل للحظات شاردا ، مثبتا على صورتهم بصره
، إذ شق قلبه شرخ أشد عمقا من ذاك الذي ابكى الصغيرين ،
كان الحضن كريما .. يحتمل ثلاثا ، فإنتقصت الصورة بفقدان ما كان لها مكملا))))

*******
يحتمل ثلاثا.. هل كان قصده ابنه محمد حلم عراق كثير متعذب ومانعرف اصل قصته
انقذينا الله يخليك 😰😥

وتسللمي يا احلى حلمم اكيد نكدت عليك سامحيني انا اهوى الروايات المؤلمه في المشاعر
واتحمس خخخخ
ربي يرضى عليك ويرزقك من حيث لا تحتسبي.

 
 

 

عرض البوم صور همس الوجووود  
قديم 25-12-13, 12:56 AM   المشاركة رقم: 95
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86681
المشاركات: 19
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة18 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 31

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة18 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

حلم ما اعرف شاكتب حتى اوصف روعة قلمكي رائعة تعبيراتك وافكارك تحسسيني اني شايفة الشخصيات وعايشة معاهم تصدقين ابطال ابرياء ما يروحون من بالي واحسهم اشخاص حقيقين مو خيال اما باانسبة للرواية الجديدة فرائعة شدتني من اول اﻻسطر بيها غموض حتى نقدر نتعرف عالشخصيات بس كلهم رائعين واختيارك ل اسماء الشخصيات رائع اسماء تعلق في الذاكرة وﻻتنسى ككتابتك بالضبط بانتظار القادم على احر من الجمر واتمنى ما طولين علينا

 
 

 

عرض البوم صور سارة18  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبجديتي, أتهجأ
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t191279.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظˆ ط¨ظƒ ط£طھظ‡ط¬ط£ ط£ط¨ط¬ط¯ظٹطھظٹ - ط§ظ„طµظپط­ط© 40 - ط¯ظˆط§ط± ط§ظ„ط´ظ…ط³ ط§ظ„ظ…ط¨ظ‡ط±ط¬ This thread Refback 29-04-16 03:45 PM


الساعة الآن 06:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية