كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: و بك أتهجأ أبجديتي
البَاء الثَانيِة
*
الصلآةْ يا أحبتيِ أولا
‘
خمائل القلب هل تجديـك أمطـار
وهـل تعـود فراشـات وأطيـار
أم غادرت جنة الأشواق وانتحرت
أغصانهـا, وذوى ورد ونــوار
خمائل القلب أسقاك الهجير لظـى
فلم يعد في رياض القلـب أزهـار
فبت من لوعة الحرمان فـي ألـم
الشوق يعزفنـي والدمـع مـدرار
أسائل الليل عن فجر كلفـت بـه
نأى بـه الحـظ أم غالتـه أقـدار
وهدأة الليل تقصيني إلـى وجعـي
وحدي أضم الصـدى والآه قيثـار
كأننـي وتـر سالـت مواجـعـه
لحنا وخلف بكـاء اللحـن تذكـار
يمتصني الصمت والأحزان تغزلني
في غيهب الليل ،سور الصبر ينهار
مها العتيبيِ
في الخلف طفلة ، و رجل !
يترآئى للناظر بأنهما يتماثلان عمرا ، كما المظهر .. فيدرك خطأه حالما يحدق في احداقهما ، فـ بيسر ستتجلى الطفولة الفتية على النسخة الحوائية ، بينما بأمكانه اقتباس ضياء من نضج يحتل مقل الآدم القصير ، و الصغير
بينما جليسته في المقعد منشغلة بالفخر بـ أبويها ، و معهما .. تراه هو متقوقعا على ذاته ، مستشعرا الكثير من الشرارات السلبية تلك التي أغلبها أودت بتماسك الأم الحبيبة ، إذ هو لم تفته نبرتها المتخدشة قهرا ، فلم لا يفعل والده المثل و يقرأ سطورها ؟
إنه يتألم ، صدقا
فلم يجد في قلبه بهجة الأعياد لرؤية والده ، و قربه .. رغم تنقيبه الطويل عن بعض منها ، فـ القلق أودى بـ عمر الفرح ، و شوه حسن ملامحه
لا يعلم لم والداه دون الآباء متضادين كـ قطبين متنافرين ، حاقدين .. و لكنه متيقن بأن الله يعلم ، و مع علمه خير كثير ، و لربما سيأتيه يوما قريبا يفهم به ما لا يعلمه الآن و لا يستطيع ادراكه .. أليس هذا ما دربه عليه خاله ؟
ببطئ مرهق إستدار حيث شقيقته ، هامسا لها بخفوت ، متعب : حطي الحزام
فـ إطمئن قلبه الصغير لما سمع حركة والدته الأخرى منفذة طلبه ، و لما وجد ان الزين تواجه صعوبة في الأمر بسبب الحقيبتين الفاصلتين بينهما بفعل ابيه الأشقر ، تكفل بالمهمة برحابة ، و بتوتر نبرة دعا والده ليفعل المثل ، ليعلق الاخير بنبرة حادة ، مرتفعة الموجة ، و بقلب غليظ : ششايفني ما افتهم حتى تقلي ؟
صمت مهيب ران في فضائهم ، متزامن مع تخلخل النبض بهم جميعا ، و كل له من الأسباب بعضا ، كانت الأم أول من مزق ذلك الشراع الكئيب ، بنبرة تصنف ضمن ما إحتد و إرتفع ! : يسار شبيك ؟؟ شقاال الولد حتى تهيج بوجهه ؟ رجاءا لتطلع عصبيتك بجهالي
لربما كان بنيتها الإسترسال لولا إنه زجر حانقا ، غاضبا .. و القهر يكاد يأتي شرايين دماغه بإنفجار عظيم ، يمزقها إربا .. متهرئة : إنجبي انتي
لسنوات عدة ، اعتادت مع طفليها ، و بقية العائلة الهدوء ، و جعلوه منهاجا في تعاملاتهم و إسلوبهم ، حتى نبرات الحديث دوما ما كانت خاصة ، مزدانة بالخفوت الباذخ ببهاءه !
ليجيئهم الآن واحد قد انسلخ من انتماءه لهم ، مكونا لنفسه مناهجا اخرى يخطو بمسالكها ، و بالتأكيد تنافي عاداتهم ، و أحدها .. ذلك الغضب المنفلت !
إذ اهتز جسدها مع الصغيرين حالما صاح بها بعنفه ذاك ، و حقده .. للحظة انحشرت انفاسها بصدرها ، لتصير للتشنج رهينة ، اسنانها قضمت باطن شفتها مفرغة بها بعض من غيظ نفخ اوداجها ، لتنوي الإصطبار
فقط حتى يصلوا المنزل ، و حينها فـ ليعلم أي حمقاء تركها ، و عاد لـ يعري بذاءة أساليبه في إسترداد - ما يراه حقا له و أغتصب - ، ستكون كتلة من الغباء لو وافقته الرؤية !
سكوتها لم يبشره بالخنوع ، فبالتأكيد واحدة تحملت اطول الاعوام متقوقعة على انوثتها ، و قاهرة في تنفيذ قراراتها - إذ إنها و على طيلة الاعوام السالفة لم تسمح له برؤية طرف جلبابها حتى و إن إجتمعا في أحد لقاءات العائلة المفككة ، في " جرمانة " -
فهي لن تحني الرأس إنكسارا ، بل تخطيط لمكر أخر ، و دهاء يمكنها من قلب الطاولة فوق رأسه ..الأقرع
راح يزيد من سرعة ضغطه على البنزين ، ما ان ادركه الشارع الشبه فارغ ، متراقصا بالمركبة الصغيرة يمينا فالشمال ، شاعرا بأن ضآلة حجمها و رداءة مكوناتها ستذهب بهم لجحيم الدنيا قريبا
حينها وعلى غفلة من تعقله ، صاح إبنها ، الاحمق كـ هي و بقية العائلة : باباااا - رجاءا - لتسووق سريع ، ماما و زين يخاافون
تجعد جبينه و رقص برأسه من العفاريت الف ، بعث له بنظراته الحادة الحارقة بعد ان ادار رأسه تجاهه ، و صوته علا ليجعل القلوب معلقة حيث الحناجر : إي تعااال تعاال ابن تمني علمني شلوون اسوق و شلون اصلي و شلون احجي ، هالقدووتك - صغير - و لسانك اطوول منك ، ادبسززز ، بس شقوول تربية مررررة
: يساااااااااار
صاحت الام ثائرة ، كقطة مس احدهم بنيها ، ستخرمشه ، و الله لتفعل .. فار تنورها و نبضها ، ملتفتة نحوه بكل جسدها ، صارخة بما تملكها من غضب ، و حينها كان كثير : انتتتة تخببلت ؟؟ الولد شقااال ؟ فهمني اذا قالب خلقتك علمود بطولتك الي انسحبت منها و رجعت و ناوي تطلع قهرك بينا فـ دييير باالك - إنتبه - ، الاااا جهاااالييي يسااار ، دييير بالك تقررب منهم و الله اكلك بـ سنووني ، و الله العظييم
بدى و كأنه يعافر اسياد الجنون ان يصطبروا قليلا ، فقط حتى يصل بهذه الكتل البشرية حيث المنزل ، و حينها .. و الله لن ينفعها ما نبض يوما لها خلا عن غيرها ، كز على فكيه رابطا لجام صوته المبحوح ، الفاضح ، معبرا ولو بالقلة عما يشتعل في جوفه : أي اي بعد علميهم يكرهووني اكثر ، صارلكم سنين تحشوون براسهم الحجي و الله يعلم شتقولولهم عني حتى يكروهوني اكثر و أكثررر
تلتفت حدوه بوجه جامد ما عدا المقل المتحركة بعجل مصدوم ، فمها يتوسع حينا ليغلق احيان ، لتهمس بعد ضحكة مبتورة ، خاوية : إنتتة انسان معقد .. و الله مو طبيعي ، عاايش دور الضحية فد مرة - جدا - ، و كأنوو احنة الظلاام و اخذنا منك جهالك و حرمناك منهم ، موو انتة الي شمرتني - رميتني - وراك شمرة الكلاب و لا سألت و لا قلت
توسعت احداقه ليهمل القيادة ، مهتما بتفريغه جرة الغضب : عفية عفية ، احجي قدامهم حتى يحقدون اكثر ، بس شنتظر منكم و من تربيتكم الزفرة
فتصرخ به منتفضة ، فزعة : و الله متستحي !
هذووولا اهلك ، أمك و اخوك و اختك الي ساعدوني بتربيتهم ، بالوكت الي انتة تفتر بين النسوااان
: و سسسم بقلبج و بقلب جهالج ، سكتي حيواانة فضحتينااا
: محد فضحنااا غييرك ، الولد شقلك حتى تعييط بيه - تصرخ - ؟؟ هااا ؟ إنتتة شبييك ؟ لخااطر الله شبيك .. لييش رجعت اذا خلص كرهتنا و متريدنا
: الله ياااخذكم و اخلص
بهتت الملامح و اخرس اللسان !
ظلت تقلب بصرها بين جانب وجهه المشدود و الطريق امامهم ، تعاد الجملة في رأسها و كأن بها إسطوانة شغلت ، و تعطل زر ايقافها
تشكلت غيمة سوداء فوق سقف السيارة ، منذرتهم بسجيل سيحطم جماجمهم ، صغرت او كبرت !
ظل مستمسكا بعروة الغضب ، و القهر ، صارخا حينا ، و شاتما اخر .. زاجرا من يصير امامه ، و خلفه .. و اخر بعيد لا دخل له بدائرة قاهريه ، من إستحلوا له العذاب
تدرك بأنها تساق و طفليها نحو التهلكة ان جادلته امامهما أكثر ، يكفيهما عقد تكونت في قلوبهم الصغيرة ، و غصات اتخذت من الحناجر مسكنا لها ، كم ودت أن تنسيهما - لا طبيعية - حياتهما ، كم ضحت و بكت و جاهدت لتكون لهما قبل الام ابا ، فيأتيهم الآن نافخا ريشه الطاووسي ، فهو و منذ نعومة حقده ، كان متباه ، مختال بـ وسامته الفريدة ، و جماله المكتسب ربانيا ، كإرث عال الغلاء جاءه من طرف والده - الكردي - الأصل
فكيف الآن و بعد ان وجد له مجموعة حمقى تصفق له و تستجيب لـ طيشه بـ إعجاب ؟ بعد أن شق طريقه الوعر ، و داس الجمر و الصبار ليصل القمة !
حتى وصلها ، و معه وصل عنفوانه اعلاه
بـ تخشب و تصلب راحت الأجساد تنساق حيث المآوى ، ذاك الذي لأحيان كثيرة نتناسى رغده ، و ثرائنا به ، بصمت سبقوه للداخل ، و اول ما فعله بعد اتباعهم هو ان قذف بمفتاح سيارتها السخيفة حجما و مضمونا - و بعنف لم يملك بداً من اظهاره - على طاولة الطعام المرفهة بـ سلال الفواكه الإصطناعية منها و الطبيعية
و دون ان ينتظر بعضا من وقت لتستجمع به انفاسها ، مر بقربها ليتجاور الجسدان قرب باب المطبخ الداخلي ، فيحشرها لحظة لتضطر دون بغية إستخدام مكابح السيطرة ، حتى فاجأتها يده بأصابعها الطويلة الملتفة حول عضدها ، و ما ان صاحت به " عووفني شبييك " رافضة الجوى بناره حتى شد عليها اكثر و بهسيس خشن لسع صيوانها من تحت الخمار : امشي نحجي مثل الاواادم
عاندت جور غضبه ، بتسلي كاذب : شنحجي عيني ؟ عندك حجاية روح احجيها وية " اخويييية "
ِفتكون نبرته بمستوى أوطأ و غيظ أعتى ، معتصرا ذراعها بذات انفجار وشيك : لتستفزيني تمنييي ، امشي
العين أبت مفارقة ما تبصرها هي الاخرى ، فظلا يتعاركان بداحس من نظرات ، و بعض من عتاب تسلل خفية من حقدها ، ليفطر جدار بأسه ، جاعلا لنفسه محلا للعبور ، دون الخضوع لسيطرة الرعونة ، و المجون !
دون وعي ، و لا كبح قهر ، تلألأت مآقيها بماء لم يُراق
كانت ستستجيب إلا حقدا ، و بعضا من كره !
ليأتيهما صوتٌ مبحوح راح يهتز قهرا و ضيق ، و به من الشدة الناضجة لمحة : بابا ، رجاءا اعصابـ ـ ـ
و كأن بضباب اصله استنفار اعصابٍ ، و شرايين انقشع بلمح السمع ، ان كان السمع لماحا ! و لكون الصغير الواقف مجاورا لأخته ، في منتصف السلم كان قاصدا الأب بقوله و الام بقلقه ، فكانت هي الماسحة على رأس خوفه ، و بحديث سلس ، جعل من اليد المغلولة على عضدها تشتد اكثر
: حبيبي ماكو شي اخذ اختك و روحوا بدلوا و صلوا
فيكون بالإصرار الذي ملأ الأم فخرا ، و الأب اضعاف غيظٍ فوق غيظه : بس مامـ ـ
: مامااا ماكو شي صدقني ، يللا بسرعة روحوا حتى تجي بيبي تلقيكم منتظرين الغدا
نظرة آزرتها ، و أخرى عقرت برودها بما شع منها من قهر مصدره رأس مغلي بدماءه !
: ييللا عاد خلصونا و روحوا
قالها هو ، من يتزين بجمال الأب الحنون رئاء الناس لا تنفيذا لـ حكم الإبوة و ما تزجها على النفس من مشاعر تغلب اعتى الرجال و اشدهم غلظة ، و لكن هذا التافه و اشباهه ، لا يجدون بدلاءهم متسعا لمثل هذه الأحاسيس ، فهو متخم بنوع اخر ، بعيد عن الطهارة ، قريب من الخسة
حاولت فك أسر يدها سدى ، لا شك بأن متجلد مثله وصل لما وصله من ضخامة اسم و جسد ، له قبضة لا يتحملها عظم رجل بحجمه ، فكيف بعظيماتها ؟
: ايدي كسرتها
: و راسج هم اكسره بس انتظري شوية
حوار قصير خافت الصوت لا القوة ، و من دونهما كان قلبان ، يتناصفان القهر و فطر في الأفئدة !
: بابا ، مو تروح
ارتخت قبضته بشئ من ذهول ، فحرك عنقه حيث السلم ، فاقدا السيطرة على سيل المشاعر الذي حطم سده رغم علوه ، و جرف معه الكثير
لمعت المآقي ، و تحشرجت الحناجر ، و وجد صوته يعقب منتفخا بالوجد ، ذاك الطاهر ، العفيف
: ميخالف بابا مـ رايح ، يللا روحي انتي و اخوج و لحدما تبدلون و تصلون اني و امكم نكمل حجيينا
بالقرب منه ، تحسس قلبها غصته ، و حسرته !
ويلك منك يا احمق ، ما انت فاعل بنفسك ؟ لم لم تجعل قلبك يحيا كما امر الله تعالى ؟ لم إمتثلت لشيطانك و ما زيّنه لعقلك ؟ أما آن آوان الإستفاقة ؟ أم إنك ستظل تخسر كل عام نبضة ، و قلبا كان لك يوما بيتا لا ساكن له سواك
بخطوات قلقة ، متوترة .. تحثها الكلمات المطمئنة و الخادعة من الوالدين ابتعد توأميهما ، لتحرر جسدها من القبضة المرتخية بهدوء ، فتبادر هي بـ الحديث ، متقدمة عنه خطوات : خمس دقايق قلي الي عندك و بعدين من يجي عراق هوة رح يقلك اني شأريـ ـ ـ
آآآه
آهتها تزامنت مع تعثرها بالخطى بعد إذ جائتها من الخلف قوة دافعة عنفت وقعا ، تغضن جبينها بحنق مقهور و راحت انفاسها تتراكض و العينان تحتبس دمعها ، لا الاحمرار !
دلفت اقرب حجرة ، و كانت للـ در المكنون ، و من خلفها جثته تقضم الارض بخطواتها العصبية ، ما ان جمعهما مكان واحد ، شبه مغلق حتى ساورها الوجع ، و ما يرافقه من غباء .. مدركة أسفا بأن سير فكره لا يتقاطع مع خاصتها و لا بمحطة واحدة !
شهقة صامتة حبستها بداخل صدرها لما رأته يغلق الباب من خلفه ، و دون تردد يدير المفتاح بقفله ، و من ثم يبتلعه ، بجيبه ، و القلق الذي قصف بدواخلها اخبرها بأن المعدة هي ما تلقت ما ابتلع ، لا الجيب ، فـ علقت بصوت بغته باردا ، فأتاها كما بغت : ليش قفلت الباب ؟
: هوة هذا مو ؟
كأي أنثى ، بل كأي احد من بني البشر ، له من الخير جانب ، و الشر اخر .. و ميزان التصرفات يأتي على حسب اهواءهم ، و حاجتهم في بعض المواقف .. إن ارادوا خيرا و اصلاحا ، أو تمتعوا ببعض ما أمر الله ان يبتعدوا عنه - للأسف - !
و هنا ، مالت كفة ما بطل من الاعمال ، إذ إرتخى تشنجها ، و زين الوجه الحنطي ببسمة لعوب ، لم تغب عن ناظريه و هو من عاشر كثيرات يمتلكنها ، إلاها .. فهي حين الحب كانت كـ نسمة باردة وقت صيف يشوي الجلود ، و أحيان تتزين كهدية تموزية عند البرد المثلج للقلوب .. إلا اللقاء الأخير ، إذ كانت هديتها أنذاك مميزة ، تعتلي قائمة الخبائث ، و الشجاعة !
شاهدها تتمايل ببطئ ، مستفز لكل عصب مشدود في جسده ، يقرب من الانفلات ، و ليهيج و يفعل ما يفعله الإعصار بالمنازل و الأشجار ، تحاول ارتداء ثوب الوقحات ، دون جدوى ، فثوبها واسع فضفاض ، يصعب عليه و اخرين ان يفصلوا انثنائاته المتمايلة الهويني
إتسعت فتحتي انفه شاخرا متابعا تفاصيلها الرعناء و هي تتجه حيث السرير ، فتضع حقيبتها بإهمال فوقه ، و من بعده تستكين عليه قاعدة ، موهمة اياه بالتجلد ، و يكاد توتر احداقها ان يدلق دمعه بإستفاضة ، و كـ مرجل كان رأسه ، مرجل حقيقي ذو غليان عظيم ، من محله رفع صوته مظاهرا بالسخرية ، و الله بما في قلبه اعلم : بس ترة فاشل ، حتى شخصية ما عنده ،
شلون تفكريين تعيشين وياه ؟
بنبرة لئيمة علقت .. و نظرها مشتت بين ندبة حاجبه حينا ، و الفضاء من خلفه اخر : ما اتوقع خايف علية حضرتك لهالدرجة !
و بعدين ترة لازم تستعجل ، لإنوو رح يجي هوة و اهله الخميـ ـ ـ
دون رحمة و لا تفكير اندفع جسدها خلفا بعنف لترتطم بـ مفرش السرير ، تتوسع نظراتها هلعا بعد ابصاره جالسا قربها ، قابضا على فكها بكل ما أوتي من غضب
تلوت محاولة التحرر ، متمتمة بإستعجال خجل ، مرتجف ، باك صمتا : وخرر ، عووفنييي
فيزيد من ضغطه حتى راحت تشعر بإندفاع ماء الدمع من الخلايا الفارزة ، واقفا على اعتاب الجفون ، ثقله يغريه بالهبوط ، و كرامتها تأبى !
كاد ان يجن ، ينصت لهسيس انفاسها و يترآئى له دمعها الوشيك ، يشعر بنبضها ينبثق مع الكلمات البسيطة ، فتتضاعف وطأة جنونه ، اذ فقد ذرات العقل التي بقيت له دونها ، و سيير بها حياته الناجحة ، الشهيرة !
: تحلمييين ، انو تعوفيني و تروحين لوااحد تافه غبي تحلمييين
مو اني الي تعوفه مرته و تشتت جهااله ، جهاالي الي علمتوهم يكرهوني
توشجت بيده أظافرها ، و بثورة كبد مذبوح ، لم تحرره حتى ابتعد عنها صارخا و شاتما ، مبصرا حفريات مخالبها على بلاط كفه العضلي ، و هي اتخذتها فرصة لتعتدل بجلوسها ، مرتبة من هندامها و من ثم تقف معلقة ببطئ ، غير مستوعب : انتة من كل عقلك دتحجي ؟ يعني مقتنع بالي دتقوله ؟ أني الي حعوفك و اشتت جهالك ؟ هه .. و الله هم يبجي و هم يضحك
ظل محله ، جالسا .. لا يبعث لها بنظرة ، مكتفيا بإبصار ما جنته مخالبها الحاقدة على كفه ، يمسح بإبهامه قطرات الدم المندفقة من حيث اوردته البارزة !
تنمرت الغزالة ، و اجادت التنمر ، يجر انفاسه بـ غضب يود كتمه و تفجيره بذات الآن ، افلحت بنفخ اوداجه بكل الوان الغضب و انواعه وهي تقف كما الهيثم الصغير ، تحدجه بما تعلمته على مر زمان انضجها و فاته !
: الظاهر انتة ما عندك نية بالحجي ، إنطيني المفتاح
: عندي نية بالكتل - قتل - ، تدرين ؟
: إنطيني المفتاااا...
اسكتت صيحتها ما ان صاح هاتفها في الحقيبة مخبرا اياها بأن هنالك من بعث عبر اثيره رسالة لها ، أوسيجد منها ترحيبا بما انبعث ؟!
هاتفها الذي جرده العائد من كل الخصوصية اللازمة منذ ان سرقه بمعونة الصغيرة الماكرة ، ذات المنية البسيطة لتكون من ذوات العائلة المتكاملة !
تحركت و الاحداق تتبعها ، لترفع من قربه حقيبتها ببعض من ميوعة ، و القلب يحترق !
هي تحاول سدى ان تزرقه بسم ادمنته لاعوام حتى بات شر تأثيره ، معتادا .. اخرجت الهاتف الرفيع ، و رمت بالحقيبة قربه اهمالا .. تدرك كل الادراك بأن لو كان البصر نارا ، لكانت الآن تشوى بجلدها و ما عليها من جلباب !
لما لمحت المرسل ، إبتسمت بعفوية افلتت من بين سلسلة المكر و التعذيب النفسي لمن يجلس على هيئة نمر ينتظر من فريسته لحظة شرود كي ينقض عليها سالخا من على عظمها اللحم ، جارا من على الملامح قناع النضج مظهرا الاصل ،الفتي ، المغرم ! ناهشا قلبها الذي كان يوما عصفورا ينتفص لمرآه و ذكراه دون سواه من خلق الله
توجع !
بالله و تالله قد فعل ، و هو يراها منشغلة بالإجابة و التدلل بالبسمات الرقيقة ، لمعة مآقيها ادركت الجنون به لينهض مزمجرا ، مسقطا ما كان يمسكه من عاتيات الاعصاب المتعقلة ، هو لن يكون مغفلا .. و هي لن تتجرأ و تستغفله و اسمها مقترن به ، لن تفعل و إلا ستكون قد لامست اطراف اللهيب ، ذي الفتيل السميك
: : هاي ويامن دتحجين ؟
اكتفت بالنظر له جوابا ، ليتهجأ سخرية حروفها الصامتة ، تركها من الاعوام اطولها ، لها فيها حياة منفصلة عنه و عن ماضٍ بينهما ، لها رفقة ، و لربما احبة !
لها عالم سلخها عنه منذ الازل ، و اي واحدة تتخذ من محلها سكنى لها لتفعل ماتشاء ، هما منفصلان مع وقف التنفيذ خوفا على مشاعر الصغيرين ، و بعض من اسباب لن تبوح بها لسواها ، و لمن يداني القلب ، وهو بالتأكيد ليس كذلك
و بعد الهزئ صمتا من صلافة سؤاله ، الاحمق .. فجرت قليلا من الغيظ بالحرف الحاكي : يعني جديات دتحجي ؟ صارلي سنين براحتي اتصرف هسة جاي تسألني و تحقق ؟
مـ لايقلك الدور على فكرة
ليستقيم و الشياطين قبله ، فيحاوطونه من كل جانب ، صدره المنحوت بدقة راح يتناوب بين ارتفاع و إنخفاض .. كفه منقبض حتى تضرعت له الانامل ان كفى بربك ، اما يكفيك غليان الدم حتى تبخر بعضه ، لتزيد فقدك ببعض المفاصل ؟
بحركة خفيفة ، لمفترس .. تقدم صوبها ، ففاجئته بعزم البقاء ، اذ ظلت محلها راسخة كـ تمثال صمود في احداقه نظرة تحدي ، و ما سيحاججها به و الحق بصفها من بعد الله ؟
: سألت سؤال جاوبيني عليه بدون لغوة زايدة
بهزل لونت بصرها الثابت حيث هو ، محدقة بـ إستخفاف لا يستره رداء بجلسته المستنفرة كمن يترقب نهش لحم قتيله ، و التمثيل بجثته .. تحدثت بلا مبالاة اتقنتها ، و ابدعت بإخفاء الغصة الحقيقية بين طيات النضج : يساار صحصح شوية ، ترة صارلي دعش سنة على - حل شعري - ، بكيفي اسوي الي اسويه ، مثل مـ حضرتك مخليت شي الا و سويته ، و اخر همك تعرف شديصير بحياتي
لتزيد الجائر قهرا بتضخيم سخريتها : فـ " حباب " عوف هالسوالف ، مو هسة صاير شريف تريـ ـ ـ آآخ
هي رفة جفن و اختها ، و ما بينهما ميقاته عند الله تعالى .. وجدته يلغي الترقب ، ليبدأ بالإفتراس ، ضاغطا على مفصل كتفها بعنف ملاكم مجنون .. اودع عقله خارج الحلبة قبيل المنازلة اللا منصفة : و حق ربج الي خلقج ، إذا مـ إحترمتي نفسج اكسر راسج
إلا إن الخصم و رغم ضعف بنيته ، درب عضلة لسانه لأعوام ، و حقنها كل البروتينات اللازمة لتكون ضخمة ، مرهبة .. كعضلات من امامها و أشباهه : محد يقدر يكسر راسي ، و محترمة نفسي قبل لا اشوفـ ـ إممممم
كتمت صرختها بـ عزم ، متوجع !
فلا تود أن تفطر القلوب فزعا عليها ، تقتله ببرودها و إستفزازها له بذلك العنفوان الجديد ؟ أين نبضه ذاك ؟ المرفرف كـ بلبل صغير ؟
أين أمنياته كلها ؟ تلك التي تخلى عنها مكرها ، مجروحا .. ثائرا كطبعه .. و من بعد التخلي ، تعود ، و من خلفه تناسي !
من امامه لا تمت بصلة لـ قطعة الكبد تلك ، و هذه تستحق ان تقطع رقبتها تحت مقصلة عنفه عقابا لتنكرها بكل التمني : سم ان شاء الله
قالها بقلب محترق ، و صوت مشتعل .. بينما اصابعه تضغط بشكل اقوى على كتفها ، فتكون عضلتها الوحيدة اعتى من كل جسده ، إذ عاندته بهمس خافت ، ريح اشتعاله يسبقه : بقلببببك
كم حاول جر هاتفها ، و باء بالفشل ، فـ ضآلة حجمها قربه اهدتها رشاقة نفعتها و هي تتلوى رفضا للإنصياع ، حتى صرخ اخيرا و الويل كل الويل من صوت رعده : يا حيوااانة انطيييني الموووباايـ ـ ـ
بتر جملته بعد إذ ارتفع صوت التحطيم على صوته !
لتتوسع احداقه مصدوما ، مبحلقا بالوجه الحنطي ، الباهت شبابا ، و المتشبع احمرارا من غضب ، عيناها باكيتان ، معاتبتان أيما عتاب ، لومها كاد يدميه .. إلا أن لسانها المنفلت ، الرافض لعبودية الضعف و الإنكسار آبى إلا أن يكون معتدا بتماسكه : هههههه ديللا روح اخذه ، روح روووح اخذه و شوفني وية يااا **** دا احجي ، موو هذااا تفكييرك ؟
دون شعور منه ارخى قبضته حائرا ، تائها كطفل صغير ، خنق قطة ، ليحضر ندب والدتها لها في الجنازة !
فتسترسل المنكوبة بـ اغداقه باللوم الغاضب ، و انفاسها تشعله دون انطفاء ، بينما هسيسها ادرك وعيه ، إنها تتوجع جسديا ، فصوتها ما صار هكذا إلا إذ هاجمتها نوبة الألم : مثل مـ إنتة سررحت و مرحت و مخليت شي بقلبك الا و سويته ، فتقول اكييد انيي هم درت على حل شعري و سويت الي انتة تستااهل تتجازى عليييه مو بللا ؟ مو تستاهل تنخاان ؟ لتبااوعني هيج والله تستاهل
بنية و صغيرة و الكل كااتل رووحه عليية ، اكيييد رح اخذ راحتي و اتونس بكييفي ، يللا رووح شوووف وية منووو دا احـ ـ ـ
ضمير الطفل مات ، ما ان هجمت القطة عليه بمخالبها منتقمة ، ليتناسى تأنيبه السابق للذات ، مزمجرا بما أوتي من ضخامة : إصصصصص
وووجع ، كااافييي حيوااانة شنوو هالصووت العالي
ترة والله لهسة ساكتلج و ساااكت لهذا الـ **** ماالتج ال ***
خفتت نبرتها بإرهاقين ، جسدي و ما هاجم النفس !
فهذا الاحمق لا أمل معه بالإيلام : يابة والله عيب عليك ، والله
انتة متفهمني وين جنت ؟ مسافر براا لو عايش بشارع ؟ شنوو هالالفاظ ، شنو هالمستوى التعيس يا ريااضي يا محترم
اكوو واحد شريييف يحجي وية اهله هيجي ؟
فيفجعها اكثر ان صمم على الخطأ ، و كأنه لا يفقه لغة حاكته بها : اص اص لتدوخينا و مسويتلي نفسج شريفة روما و لابستلي جبة " الزي الاسلامي " عود يعني شوفوني بس اني و بس ، ترة لو تخافين ربج صدق متخلين جهالج يكرهون ابوهم
مووو تتفقين وية واحد كلب ابن كلب انوو تتزوجيه و انتي على ذمة رجااال ،، ششاايفتني طرطووووور ؟؟ مـ مااالي عييينج ؟
كان قد حررها من قيده الجسدي فقط ، اذ ستظل أسيرته حتى يأتي الله بأمره ؛
تحدثت بنبرة خفتت اكثر ، تحتضر كانت النبرة و معها جهد المحاولة : جديات "جد " إنتة من كل عقلك دتحجييي ؟
يسار دخيله لله لتخبلنيييي !!!!
و الله لو اجيب الجهال و اقعد احجيلهم القصة بما أنزلت رح يفتهمون و يعرفون الصح من الخطأ ، و انتة ابووهم الي عبرت التلاثين مدتستووعب اغلاطك
ثم تستطرد بحرقة معدة و قلب ، و صوتها ارتفع تزامنا مع القهر : و تعاااال هنااا ، شتملي من عييني هااا ؟ شـ تملييي منها ؟
- تنهيدة حسرة و من خلفها همس مختنق بعبرته التائهة - يمعود اسكت ، خلي الي بالقلب بالقلب و لتحرقني اكثر
تغطرس و تعنتر كمن لا روح تدب بأوصاله ، لا أذن تسمع تلك الآهة ، و لا عين تبصر ما خلف أثره من رماد باهت لونه .. كأنه رمز للتعنت : باعي .. لغووتج - ثرثرتك - هااي لا تودي و لا تجيب ، و لا اشتريها بـ فلس احمر ، اني مرجعت حتى تحجيلي قصة حياتج ، جيت دا افهمج و افهم اهلي الشرفاء الي نسوا انو الله نطاهم ولد ، اذا فكرتي بهالزواج ، و ردتيه .. و الله العظيم بعد ريحة جهالي مـ تشميها
شدت صدرها لتستقبل سجيمه السحيق بـ ما يكافئه من تحمل ، تنظر له دون أن تشعره حقا بأنها تبصره .. و لسانها ينطق بألية ، واثقة : مووو بكييفك " حبيبي "
هي شعره ، بين العتيق و الحديث ، شعرة قطعت من جذرها الواه ، لتجعل خافقه ينتفض كمن مسه جان !
رجفة سرت بـ أطرافه ، و رغبة بالسعال ادركته قاومها بـ بسالة ، لينجح ، و حاول واهيا أن يستمسك بعروة ما تبقى من حديث قلب لوام : اني الي ربيت و سهرت و تعبت ، أني الي دخلت اتعس اختصاص و معدلي جان يدخلني احسن كلية بس حتى ما اشغل نفسي بالقراية و اخليهم لأمي تربيهم !
أني الي تعلمت سيااقة من صغري لإن ادري اخوية ميقدر على كل طلباتي و طلباتهم .. أني الي صرررت رجااال واني عمري 21 سنة .. و الله يسار ما أنسالكياها ، و الله
تنهيدة راجفة ، مهتزة .. و من ثم بنبرة بها من التماسك الكثير ، أردفت : إنطيني المفتاح ، يللا بعد ما اتحمل ابقى وياك اطول
كأي آدم لا يرتضي أن يكون محل لوم و عتب ، و إن حمل على كتفيه اوزارا تعادل وزنه و اكثر ، بتعنت شرقي علق غير متساهل مع ألم ألم بها و جاء قلبه كاسحا خطوطه الدفاعية : تبقين و غصبا ما عليج ، و هاي اسطوانتج مـ غيرت من قراري ، و الله بس تصرين عالطلاق اخذهم .. و تدرين كلش زين الوصاية تصير الي اذا تزوجتي
بعز الغيظ ضحكت ملئ قهرها ، و الوجع إستفحل على فؤاد كان يوما جنية صغيرة تحقق لهذا الغول مناه و ما يشتهيه : لو تمووت ، لو تمووت ما اخليك تاخذهم
" حبيبي " همممة ميجون وية واحد دمر امهم قدام عينهم ، هممة يعشقوني ، تعرف شنو يعني يعشقوني ؟ طبعا لأ ، لإن انتة واحد مستهتر حياتك كلها لعب و استهتار و طيحاان حظ .. متعرف شنو يعني مسؤليية ، متعرف شنو يعني مشاعر بشرية الله خلقها النا
يكفيك تحببا يا من كنت أمنياته كلها ، أو إنتظري ، فلنتحدث بـ صراحة ، أتودين خنقه بعتاب ماض ، أم إن الحقد فعلا قد نبت بأجزاءك ريثما جذوره الممتدة بأوردتك باتت غليظة ، فصار لزاما عليه تسديد الدين من اعوامه الآتية ؟
ببحته الكسولة ، المغوية .. علق متظاهرا بالإستخفاف : لا عيني خليت المشاعر الج و لجهالج ، و انتي هم عود حبي هذا الـ**** على رااحتج ، و صيعي وياااـ ـ ـ
إستوقفته بنظرة مهددة ، منذرة بالجنون كله ، و الإنفجارات بعضها : دييير بالك - إنتبه - ، دير بالك يسار تتجاوز اكثر ، و الله اموتك
صافقا كفا بـ كف ، هازا الرأس كرقاص ساعة مهملة في زاوية قصر مظلم !
لتتثخن نبرته هيمنة و هو يردف : ههه ، يعني هيج عين قوييية مشاايف ، شتريديني شأقول و انتي داازتلي " راسلتلي " خبر تريدين تطلقين حتى تاخذيلج واحد ما ادري منين ما منين !!
شلوون افكر بالنزيهة الشريفة حضرتج
قاطعته بحدة صوت و نظرة راحت تحدجه بها بأمل لتمزيقه ذات يوم : نزيهة و شريفة غصبا ما عليك و على صايعاااتك ، مو عبالك - ظننت - شفت الرخيصاات فيعني الغاليات راحوا ، لا عيني غلطاان ، ترة بعدنا نخاف ربنا ، و منتشرف بأمثالك
فيكون هو الساخر الآن ، متبادلا معها الدور السابق بالإستفزاز ، كطفلين لا شاغل لهما سوى الفوز على الخصم .. الصغير : كلللش خايفة ربج و انتي " مصادقة " على رجلج
انتفضت مكانها رافعة يمناها لتصمته ، و تقتله لو كان بإمكانها ، هاتفة بنبرة علت دون ادراكها و علا معها النبض و عداد الغضب : يسااااار كااافي
لتحجيييي هيج ، انتتتة شلوون متخاف الله من تتهمني هالتهمة ؟
أخاف ربي و اسوى راااسك افتهمممت ، و الي دا اسويه حقيي ، خلص بعد وصلت حدي و كبرت جهالي و هسة اريد اشوف حياتي ، كافي ، دفنت عشرينااتي كلها ، لحد التلاثين وبس .. لازم اشوف نفسي لإن الله يحاسبني على هالاهمال ، ليش اضيع عمري و رب العالمين دازلي واحد صايم مصلي خايف ربه ، رجاال بمعنى الكلمة
طيلة حديثها ، و ثرثرة الشكوى تلك كانت احداقه تجوب على اجزاءها بـ بطئ ، يقارن بين امنيتي الماض .. و القادم ، لم تكن بهذا الإلتزام حين الرحيل ، مكتفية بالحجاب كانت ، و بعض من الاردية الواسعة ، أما الآن .. فهي تقف امامه بلباس متزمت بإلتزامه ، و بجود تسربله بالإيمان ، وجهها النظيف من كل شئ خلا خط خفيف كحيل أسفل العينين ، و نحرها و الرسغين و الانامل تختلت عن هوايتها السابقة بالتزين و التبختر بالبديع من الحلي ، تكتفي بتلك الحلقة الكئيبة ، في يسراها
لقد تغيرت ، كلهم تغيروا ، و لفظوه من رحم عائلتهم المترابطة دون أن تأخذهم به رحمة أو شفقة ، إشتعل فتيله مجددا بعد ذكره لما تفعله و اعوانها به منذ اعوام طال امدها ، ليصرح بـ صدر يرتفع فينخفض بهيجان ، هدفه العناد لا غير : والله أخذ جهالج ، والله
لتكون بحلة متمدنة بالتبختر الواثق : قتلك مـ يجوون وياك لو تعلقلهم عشر اصابعك شمع
هنا أصرت على اغداقه بحطب تتآكله نيران تنوره حال رؤيته ، ليصيح بلا حنكة و لا سيطرة على حرفه : يجون و غصبا ما عليهم و عليكم كلكم
ثبتت على هيئته المستعرة نظراتها ، تكاد للحظات لا تصدق ما تراه ، من إلتصق بظهره إسمها مبتذل بتدليل نفسه ، حتى صار و من تخلف نضوجهم سيان ! : يعني الـ دعش سنة الي راحت مـ كبرتك شوية ؟
مدتستوعب انو اسلوبك و تهديدك تاافه اكثر من اللازم ؟
فيفور التنور أكثر ، و ترتفع ألسنته : إنتي شنوو هاللساان الطوييل ؟
ويين التربية وين الدين ؟ وين تمني ؟
بتنهيدة فلتت من أعماقها المخدشة تذللت نبرتها : اول شي لتناقشني بالتربية و الدين ، و ثاني شي تمني القشمر " الإضحوكة " ماتت وية عمرها الي راح و ضاع من وراك " بسببك "
متظاهرا بالتساهل ، و القلب السمح علق مزمجرا : خلص على راحتج ، سوي الي تريديه
و اذا تريدين اطلقج هسة اطلقج ، بس حسبي حسـ ـ
فيقطع دابر جنونه صوت صارم ، لطالما إهتزت لسماعه القلوب ، و إنتفضت الأنفاس .. إصطفت قرب زمجرته المئات ، متربصين أوامره !
خلف الباب الفاصل بين جنونهم و العالم كانت ، و معها الصغيرين : يسااار كااافي
تخبلت انتتة ؟ جهالك هنا موتوا روحهم من البجي و انتة راجع هايج بس تريد تتعارك ؟ كافي مو فضحتنا بالمنطقة ، إحنة الي حسنا " صوتنا " ميطلع و محد سامعه جيت بيومين خليت أمة محمد كلها تدري بيك
هذه المرة وجه وابل طيشه و رعونته ، و قهر تربى في كنفه اعواما حيث من تحدثت بذات قساوة لا تليق بالأمهات ! : إنتييي سكتييي بللا ، وااقفة وياها عبالك - كأنه - هية بتج مو اني ، ترة هاي مو بتج ، هاي بت امهاااا .. نسيتي امها و سوالفـ ـ ـ
لما كان مشدودا حتى اصغر عصب و ارفعه ، إستغلت التمني إنشغاله بقلة التهذيب ، لتمحق ما يذكره من سوء عن والدتها ، غير آبهة بعواقب الفعلة ، فراحت تدور حولها باحثة عن أكثر شئ يتساوى به الوزن الثقيل ، و إمكانية الحمل !
لينتهي بها الأمر فاصلة جهاز الإضاءة المتحرك من وصلة شحنه بالكهرباء : آآآآخ يا حيوووااااانة ، لججج آآآخخ كسررتي ظهرري
: حييييل تستااهل
ظلت تراقبه منتشية ، و هو يتلوى للخلف يمناه على خصره ، و اليسار تتوسل العمود الفقري ان يهدأ من ثورة توجعه .. يستحق أن يدق عنقه لا فقراته فقط ، لتسترسل بالبوح المنهمر كسيل جار ، يود لو يجرف ذا العقل الصغير معه : أمووتك هم اذا تجيب طاري امي والله العظييم
امي الي ماتت وحتى مـ كلفت نفسك تخابرني تقلي البقاء لله
يسار جروحك هواية ، قلي الي مثلك يستاهل وحدة مثلي ؟؟
إنتة خبييث ، و اني طييبة .. لهذا احنة بعد ما بينا مجال
ترك الامر كله ، و علق عما يقلب الجمر في موقده ! : و ذاك الـ *** طيب ؟
لتستدرك بوحها بمكر عجل ، و الاحداق تبتسم قهرا و تزمت : يسووى رااسك
خطوة كانت تفصلهما ليندفع قاضمها بـ خفيه الأنيقين ، ضاربا كتفها بقوة لتتقهقر دون تأوه مثبتا إياها على الجدار القريب ، و صراخه صم آذان من بالخارج قبل أذنها : إنتي اليوم نااوية على نفسسج ، تمنييي و الله العظيييم اذااا ......
" يسااااار تمنييييي ، يمعوودين قولوووا يا الله "
" باااابااا اتركهااا لامييي رجاااءا ، الله يخليك كافي تضغط عليها "
"مااماااا "
ثلاث اصوات تداخلت مؤازرة لها ، و كل له اسباب قلقه ، و مقدار معين من رعب يسكنه !
لتجر نفسها منه بعد ان حررها الا قليلا ، متوجهة حيث الباب المؤصد ، مطمئنة من يترهل قلبه بسبب أزمتها : هههه لتخافون حبايبي ، بينا حسااب اني و ابوكم ولازم نخلصه
مام عيوني اخذيهم فووق
شح بـ إنسانيته ، ساخرا في ظاهر القول غير معروف ما في باطنه : هه مـ خايفة بت نزهت
فتكون به متشبهة ، ملتصقة كما العلكة !
كما كانت توبخها والدتها فيما سلف : لا مخايفة ابن سيروان ، مخايفة و لا رح اخااف
ليفرد اجزاءه امامها ، و بسمة اشمئزاز تلوي طرف ثغره : تعالي صفي حسابج
يللا
فرفعت حاجببها مستسخفة تصرفه : عبالك - تظن - مـ راح اصفيه ؟
هسة اراويك ، افتح الباب اول شي
و يفيض هو بهزءه ، متحركا بتهادي نحو النوافذ ، مبعدا الستارة اولا و من ثم يفتح النافذة بخفة - من اعتاد ان يفعل - : هههه ، مبين مـ خايفة ابد
جبينها متجعد ، و القلب متوجس خيفة وهي تراقب تحركاته و حتى السكنات ، ليصعقها بفعلته المتهورة ، المجنونة .. المتعدية لكل حدود النضج : عززززززة !!!
هااي وييين شمررته - رميته - ؟؟ عالجيراان
فيعيد الحال كما السابق ، مسدلا الستارة اخيرا ، ناطقا دون ان يكلف ذاته عناء الالتفات : إي ديللا ، تعالي صفي حسابج و بعدين طلعي نفسج من هنا
ليستدير اخيرا بإلحاح و بحة الصوت تألقت اكثر ، فارشا يمينه بحركة قد تلهب بعض القلوب ، التافهة كقلبه ! : يللا مو صارلج ساعة تريدين تصفين ؟
فتصيح به بحرقة قلب أنية ، قلب تجلد - صبرا - عند اغلب سطوحه ، فيما خلا بعض مها إذ صيرت محلا لقذف افرازات التقرح .. كالآن : الله ياااااخذك
رفة جفن سريعة ، و نبضة اسرع كانت من نصيبه ، داهمته بدعواها على حين غفلة ، ليوهم ذاته باللا اهتمام ناطقا بالمثل رغم انجلاء مرحه ، و استبداله بالترح كله : و ياااخذج قبلي
لتعيد الكرة ، متناسية عهدا قطعته مع اخيها ، ذاك الذي لو كان هنا لـ شاركها النفور ، و الحنث بالوعد ! : الله يحرررق قلبك مثل مدتحرق قلبي
تقسم بأنها لمحت تلك الرجفة البسيطة بـ جمجمته الكبيرة ، زمت شفتيها بقهر لتسترسل : خفت مو ؟
لإن حسيتها دعوة مظلومة ؟
تدري .. هاي اول مرة ادعي عليك
و تعرف ليش مجنت ادعي ؟ مو حبا بيك والله
بس لخاطر ماما سميرة و اخواني
همة بس الي يوقفون بعيني .. و من يجوون يقولولي دخيلج سامحيه هالشي بس يشفعلك عندي ، بس للصبر حدود و انتة عبرت كل الحدود
*
حلمْ
|